ولكن لو رجعنا الى نظرية الوحي ، وكان منشأ الاضطرار المذكور هو الحكم الالهي ومراقبة الاعمال والعقيدة بالثواب والعقاب والجزاء وانها كلها بيد الله تعالى المنزه عن الغفلة والجهل والعجز ، في هذا الوقت لم يكن مكان للعقل حتى يتخلى عن الحكم لعدم احساسه بالاضطرار ، فلا بد ان يتبع العقل الوحي في احكامه .
  قال تعالى : ( أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَت ) (1) .
  وقال : ( إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظ ) (2) .
  وقال : ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة ) (3) .
  ح ـ لا يتسرب الخطأ الى الوحي :
  لقد سبق ان من سنن الكون تعليم برامج الحياة الاجتماعية من طريق الوحي ، وتبين ايضا ان الخلقة لا تخطأ في اعمالها ، فالمواد الدينية السماوية التي علم الانسان بها من طريق الوحي لا يتسرب اليها الخطأ على طول الخط . قال تعالى : ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا * لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ) (4) .
  من هنا نعرف ان الانبياء رسل الله يجب ان يكونوا معصومين اي لا يخطأون في تلقي الوحي من العالم العلوي وفي ابقاء وفي تبليغ ما تعلموه ، لانهم عليهم السلام الواسطة في الهداية العامة التي يسير الخلق اليها بطبيعة خلقتهم ، فلو اخطأوا في التلقي او الابقاء او التبليغ او خانوا لوسائس شيطانية او نفسية او اذنبوا ذنبا ما ، فيكون نتيجة كل هذا الخطأ منعكسة في سنة الكون الدالة على الهداية العامة ، وهذا لا يكون ابداً .
   قال تعالى : ( وَعَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِر ) (5) .
  ط ـ حقيقة الوحي مخفية علينا :
  ما استنتجناه من الابحاث السابقة هو ان حياة الانسان مقدمة للوصول الى سعادته النوعية ، ووظيفة الارشاد اليها على عاتق الخلقة ولا يمكن الوصول اليها من طريق العقل ، فلا بد من طريق غير العقل يتمكن الانسان من معرفة واجبه في الحياة بدلالته ، وهذه الدلالة هي دلالة الوحي .
--------------------
(1) سورة الرعد : 33 .
(2) سورة الطارق : 4 .
(3) سورة المدثر : 38 .
(4) سورة الجن : 26 ـ 28 .
(5) سورة النحل : 9 .

القرآن في الاسلام _ 52 _

  ان ما يقتضيه الدليل هو هذا القدر من وجود التنبه الخاص في نوع الانسان ، ولا نقول ان هذا الالتفات والتنبه يجب ان يكون في جميع الناس ، لانهم يختلفون كثيراً في صفاء الضمائر وخبثها ، والتنبه المذكور لا يكون الا في من بلغ لغاية في الصفاء والاستقامة ، وهو نادر يتحقق في الاوحدي من الناس .
  ولذا نرى القرآن الكريم يذكر جماعة على انهم رسل الله وانبياؤه ولا يذكر اعدادهم كاملة ، كما لم يصرح الا باسم اربعة وعشرين منهم (1) .
  اما نحن حيث لم ندرك هذه المنزلة لم نعرف حقيقتها وماهيتها ، لم نعرف الا بعض النزر اليسير الذي منه القرآن الكريم وبعض الاوصاف التي علمناها بواسطة النبوة ، ومع هذا لا يمكن ان نقول انها هي التي علمناها نحن ، بل يمكن ان يكون هناك اوصاف وخواص وطرق اخرى لم تشرح لنا .
  ي ـ كيفية وحي القرآن :
  مختصر ما نفهمه من القرآن الكريم في كيفية وحيه هو :
  كان وحي هذا الكتاب السماوي بشكل التكليم ، كلم الله تعالى مع الرسول الكريم وتلقى الرسول ذلك الكلام بكل وجوده ( لا بأذنه فقط ) .
  قال تعالى : ( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) (2) .
  ذكروا في تكليم الله تعالى انه ثلاثة اقسام ، بقرينة الترديد الموجود في الاية الاولى وان الوحي في القسم الاول لم ينسب الى مكان خاص وفي القسم الثالث نسب الى الرسول ، والاقسام الثلاثة هي :
  1 ـ التكليم الذي لم يكن فيه واسطة بين الله والبشر .
  2 ـ التكليم الذي يكون من وراء الحجاب ، كشجرة طور حيث كان موسى عليه السلام سمع كلام الله من تلك الناحية .
  3 ـ التكليم الذي يحمله الملك ويبلغه الى الانسان ، فيسمع كلام الملك وحياً وهو يحكي كلام الله .
--------------------
(1) آدم ، نوح ، هود صالح ، ابراهيم ، لوط ، اسماعيل ، اليسع ، ذو الكفل ، الياس ، يونس ، اسحاق ، يعقوب ، يوسف ، شعيب ، موسى ، هارون ، داود ، سليمان ، ايوب ، زكريا ، يحيى ، اسماعيل صادق الوعد عيسى ، محمد .
  هؤلاء الانبياء المذكورين في القرآن بأسمائهم ، وهناك بعض الانبياء اشير اليهم فيه كالاسباط في سورة النساء الاية 163 ، والنبي الذي اشار على بني اسرائيل بانتخاب لوط للملك في سورة البقرة آية 246 ، والنبي المشار اليه في سورة البقرة آية 258 ، والانبياء المشار اليهم في سورة يس آية 14 .
(2) سورة الشورى : 51 ـ 52 .

القرآن في الاسلام _ 53 _
  واما الاية الثانية فانها تدل على ان القرآن اوحى الى النبي بهذا الشكل ، ومنه يعلم ان وحي القرآن كان من طريق التكليم والخطاب الشفوي .
  وقال تعالى : ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ) (1) .
  وقال : (كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ ) (2) .
  يستفاد من هذه الايات ان القرآن كله او بعضاً منه انزل بواسطة ملك الوحي جبرائيل وروح الامين ( وهو القسم الثالث من التكليم ) كما يستفاد منها ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يتلقى الوحي من ذلك الملك بأعماق وجوده (3) .
   لا باذنه فقط .
  وقال تعالى : ( فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى ) (4) .
وفي مكان آخر عبر عن الوحي بالتلاوة في الالواح ، فقال : ( رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً ) (5) .
  وقبل ان نختم البحث نود ان نقول : في اقسام الوحي وصفاته وخواصه مباحث اخرى تستفاد من القرآن الكريم ، الا ان الالتزام بالاختصار في فصول هذا الكتاب لم يدع المجال للتحدث عنها طويلاً وبسط القول فيها .
--------------------
(1) سورة الشعراء : 193 ـ 195 .
(2) سورة البقرة : 97 .
(3) بدليل ان الايتين قد صرحتا بتنزيل القرآن على قلب الرسول ، وفي عرف القرآن يراد من القلب النفس ، كما نرى في عدة من الايات نسبت الادراك والشعور والمعصية الى القلب وهي من النفس .
(4) سورة النجم : 10 ـ 12 .
(5) سورة البينة : 2 .

القرآن في الاسلام _ 54_
الفصل الرابع

  القرآن والعلوم ، تعظيم القرآن مكانة العلم ، العلوم التي يدعو القرآن الى تعلمها ، العلوم الخاصة بالقرآن ، العلوم التي كان القرآن عاملا في ظهورها تعظيم القرآن مكانة العلم والحث على طلبه :
  عظم القرآن الكريم مكانة العلم تعظيما لم يسبق له مثيل في الكتب السماوية الاخرى ، ويكفي انه نعت العصر العربي قبل الاسلام ، بـ ( الجاهلية ) ، وفيه مئات من الايات يذكر فيها العلم والمعرفة وفي اكثرها ذكرت جلالة العلم ورفيع منزلته .
  قال تعالى ممتنا على الانسان : ( عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) (1) .
  وقال : ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ) (2) .
  وقال : ( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) (3) .
  الى غير ذلك من الايات الكثيرة التي تنادي بعظمة العلم ، وفي احاديث الرسول واهل بيته عليهم السلام التالية للقرآن الكريم شواهد لا تحصر في الحث على طلب العلم واهميته وعظيم شأنه .
  العلوم التي يدعو القرآن الى تعلمها :
  يدعو القرآن الكريم في كثير من آياته ( لم ننقلها هنا لوفرتها ) الى التفكر في الايات السماوية والنجوم المضيئة والاختلافات العجيبة في اوضاعها والنظام المتقن الذي تسير عليه .
  ويدعو الى التفكر في خلق الارض والبحار والجبال والاودية وما في بطون الارض من العجائب واختلاف الليل والنهار وتبدل الفصول السنوية ، ويدعو الى التفكر في عجائب النبات والنظام الذي يسير عليه وفي خلق الحيوانات وآثارها وما يظهر منها في الحياة .
  ويدعو الى التفكر في خلق الانسان نفسه والاسرار المودعة فيه ، بل يدعو الى التفكر في النفس واسرارها الباطنية وارتباطها بالملكوت الاعلى ، كما يدعو الى السير في اقطار الارض والتفكر في آثار الماضين والفحص في احوال الشعوب والجوامع البشرية وما كان لهم من القصص والتواريخ والعبر .
  بهذا الشكل الخاص يدعو الى تعلم العلوم الطبيعية والرياضية والفلسفية والادبية وسائر العلوم التي يمكن ان يصل اليها الفكر الإنساني ، يحث على تعلمها لنفع الإنسانية واسعاد القوافل البشرية .
  نعم ، يدعو القرآن الى هذه العلوم شريطة ان تكون سبيلاً لمعرفة الحق والحقيقة ومرآة لمعرفة الكون التي في مقدمتها معرفة الله تعالى . --------------------
(1) سورة العلق : 5 .
(2) سورة المجادلة : 11 .
(3) سورة الزمر : 9 .

القرآن في الاسلام _ 55 _
  واما العلم الذي يشغل الإنسان عن الحق والحقيقة فهو في قاموس القرآن مرادف للجهل ، قال تعالى : ( يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ) (1) .
 وقال : ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ) (2) .
  القرآن الكريم بترغيبه الى تعلم مختلف العلوم ، يعلم دورة كاملة من المعارف الالهية وكليات الاخلاق والفقه الإسلامي .
  العلوم الخاصة بالقرآن :
  يتدارس المسلمون علوما موضوعها القرآن الكريم نفسه ، ويرجع تاريخ ظهور هذه العلوم الى اوائل عصر النزول ، وقد نضجت مسائلها وبلغت المرحلة المطلوبة لطول البحث فيها واصبحت بحيث وضع لها المحققون الرسائل والكتب الكثيرة (3) .
  وهذه العلوم بصورة عامة تنقسم الى فئتين : ما يبحث فيه عن الالفاظ ، وما يبحث فيه عن المعاني .
  العلوم الباحثة في الفاظ القرآن هي فنون التجويد والقراءة : وهي :
  فن في كيفية تلفظ الحروف والعوارض التي تطرأها عند الافراد والتركيب ، كالادغام والابدال واحكام الوقف والابتداء ونظائرها .
  وفن في ضبط وتوجيه القراءات السبع والقراءات الثلاث الاخرى وقراءات الصحابة وشواذ القراءات الاخرى .
  وفن في عدد السور والآيات والكلمات والحروف ، وضبط اعداد جميع السور والآيات والكلمات والحروف .
  وفن في خصوص ضبط رسم القرآن وما فيه من الاختلاف مع رسم الخط المعروف المعمول به .
  واما العلوم التي تبحث في معاني القرآن فهي :
  فن يبحث عن كليات المعاني كالتنزيل والتأويل والظاهر والباطن والمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ ، وفن يبحث في آيات الاحكام ، وهو في الحقيقة فرع من الابحاث الفقهية ، وفن يبحث عن معاني القرآن ، وهو المعروف بـ ( التفسير ) .
  وقد الف علماء الإسلام والمحققين في كل هاتيك العلوم كتبا ورسائل كثيرة . العلوم التي كان القرآن عاملاً في ظهورها :
  لا شك ان العلوم الدينية التي يتداولها المسلمون اليوم انما يرجع تاريخ نشأتها الى عصر البعثة النبوية ونزول القرآن الكريم .
--------------------
(1) سورة الروم : 7 .
(2) سورة الجاثية : 23 .
(3) وضعنا فهرساً عاماً باسم « معجم المؤلفات القرآنية » للكتب والرسائل التي دونت حول القرآن وعلومه على ترتيب العلوم ، يعرف من خلاله الجهد الكبير المبذول حول هذا الكتاب السماوي الذي عني به من شتى الجهات عناية فائقة لم تنلها سائر كتب الاديان ، المترجم .

القرآن في الاسلام _ 56 _
  لقد تداول الصحابة والتابعون هذه العلوم في القرن الاول الهجري بصورة غير منظمة بسبب المنع الذي واجه تدوين العلم بكل فروعه ، وكانت طريقة التلقي والمدارسة هي الحفظ والاخذ الشفوي ، الا مدونات قليلة جداً في الفقه والتفسير والحديث .
  وفي اوائل القرن الثاني الهجري عندما ارتفع المنع (1) بدأ المسلمون بتدوين الحديث اولا ، ثم وضعوا المؤلفات في بقية فروع العلم واوجدوا الانظمة الخاصة للتأليف والتصنيف ، فكانت نتيجة المساعي : فن الحديث ، وعلم الرجال والدراية ، وفن اصول الفقه ، وعلم الحديث ، وعلم الكلام ، وغيرها .
  وحتى الفلسفة المنقولة من اليونانية الى العربية في بداية امرها والتي بقيت على شكلها اليوناني لفترة غير قصيرة ، فان البيئة اثرت فيها مادة وصورة ، وتحولت من شكلها البدائي الى شكل يغايره كل المغايرة . واحسن شاهد لذلك المسائل الفلسفية المتداولة بين المسلمين اليوم ، فانك لا ترى مسألة فلسفية في المعارف الالهية الا ويمكن ان تجد متنها وبراهينها وادلتها المقامة لها في طيات الآيات القرآنية والاحاديث المروية .
  ويمكن اعادة هذا القول في العلوم الادبية ايضا ، فان امثال الصرف والنحو والمعاني والبيان والبديع واللغة وفقهها والاشتقاق بالرغم من انها تشمل اللغة العربية بصورة عامة ، الا ان الذي دفع الناس الى مدارستها والبحث فيها والفحص عنها انما هو كلام الله المجيد الذي له الحلاوة التامة وحسن الاسلوب في التعبير والاعجاز في الفصاحة والبلاغة ، فانجذبت اليه القلوب وكان السبب في السير وراء معرفة خصائصه والفحص عن الشواهد والنظائر له ومعرفة وجوه الفصاحة والبلاغة فيه والاسرار الكامنة تحت جمله والفاظه ، وبالتالي لهذه العوامل وجدت العلوم اللسانية التي ذكرناها .
  كان ابن عباس من كبار مفسري الصحابة ، وكان يستشهد في التفسير بالشعر العربي ، وكان يأمر بجمع الشعر وحفظه ويقول : الشعر ديوان العرب .
  بمثل هذه العناية والاهتمام ضبط النثر العربي وشعره ، وبلغت الحالة الى ان العالم الشيعي خليل بن احمد الفراهيدي البصري (2) الف في اللغة كتاب العين ووضع علم العروض لمعرفة الاوزان الشعرية .
  وهكذا وضع العلماء الاخرون في هذين العلمين ايضا المؤلفات القيمة .
  وعلم التاريخ ايضا من مشتقات علم الحديث ، ففي اوله كان مجموعة من قصص الانبياء والامم ، وبدأ من سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم اضيف اليه تاريخ صدر الإسلام ، وفيما بعد اصبح بصورة تاريخ عام للعالم ، وكتب المؤرخون امثال الطبري والمسعودي واليعقوبي والواقدي ، مؤلفاتهم التاريخية .
--------------------
(1) ارتفع المنع باجماع المؤرخين على يد الخليفة الاموي عمر بن عبد العزيز بين سنتي 99 ـ 101 .
(2) الخليل بن احمد ، ابو عبد الرحمن الفراهيدي ، من ائمة اللغة والادب ، وهو واضع علم العروض واستاذ سيبويه النحوي ، وكتابه ( العين ) مشهور في اللغة ، مات بالبصرة سنة 170 ( الاعلام للزركلي ) .

القرآن في الاسلام _ 57 _
  ويمكن القول بصراحة بأن القرآن هو الدافع الاول لاشتغال المسلمين بالعلوم العقلية من طبيعية ورياضية بشكل النقل والترجمة من اللغات الاخرى في البداية ، ثم استقلوا في الاشتغال بها والابتكار في موضوعاتها والتفريغ في مسائلها والتحقيق في مباحثها الهامة .
  ترجمت العلوم بتشجيع من الخلافة في ذلك اليوم من اليونانية والسريانية والهندية الى العربية ، ثم وضعت تلك العلوم المترجمة في متناول ايدي المسلمين بمختلف جالياتهم ، واخذت دائرة التحقيق العلمي تتسع حتى اصبحت بشكل عميق ودقيق جداً .
  ان مدنية الإسلام التي شملت قطعة عظيمة من المعمورة بعد رحلة الرسول ، وكان لها الحكم المطلق ، والتي امتدت حتى هذا اليوم الذي يعيش فيه اكثر من ستمائة مليون مسلم ، هذه المدنية هي اثر واحد من آثار القرآن الكريم ( مع العلم اننا نحن الشيعة نعارض دائماً سياسة الخلفاء والملوك حيث تساهلوا في نشر التعاليم الدينية وتطبيق قوانين الإسلام تطبيقا كاملا ، مع هذا نعتقد ان ضوء الإسلام المنتشر بهذا المقدار في ارجاء المعمورة انما هو اشراقة من اشراقات القرآن العظيم ) .
  من الواضح البديهي ان هذا التحول العظيم الذي هو حلقة مهمة من حلقات حوادث العالم ، سيؤثر تأثيراً مباشراً في الحلقات المستقبلة . ومن هنا يأتي الاعتقاد بأن احدى علل التحول العلمي الهائل الذي نشاهده اليوم هي من تأثير القرآن الكريم .
  ان تجلية هذا الموضوع بشكل اوضح واعمق يحتاج الى دراسة واسعة ، ولكن طريقة الاختصار التي التزمنا بها في هذا الكتاب لا تعطينا الفرصة الكاملة لهذه الدراسة ... فإلى الكتب المعنية بذلك .

الفصل الخامس

  نزول القرآن وانتشاره
   كيف نزلت الآيات ؟
  حول اسباب النزول ، ترتيب نزول السور، جمع القرآن في مصحف ، اهتمام المسلمين بالقرآن ، القرآن مصون من التحريف ، قراءة القرآن وحفظه وروايته ، طبقات القراء ، عدد الآيات ، اسماء السور ، خط القرآن واعرابه كيف نزلت الآيات ؟
  لم تنزل سور القرآن واياته دفعة واحدة . وبالاضافة الى اتضاح الموضوع من التاريخ الذي يشهد بالنزول طيلة ثلاث وعشرين سنة ، فان الآيات نفسها شاهدة على ذلك ، قال تعالى : ( وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً ) (1) .
  وفي القرآن الناسخ والمنسوخ بلا شك ، وفيه ايضا ايات تدل على قصص واحداث لا يمكن جمعها في زمن واحد لنذهب الى وحدة زمن النزول .
  والآيات والسور القرآنية لم تنزل قطعاً على الترتيب الذي نقرآه في القرآن اليوم ، بأن تكون اولاً سورة الفاتحة ثم سورة البقرة ثم سورة آل عمران ثم سورة النساء وهكذا ...لانه بالاضافة الى الشواهد التاريخية على ذلك فان مضامين الآيات نفسها تشهد عليه ، لان بعض السور والآيات لها مضامين تناسب اوائل زمن البعثة وهي واقعة في اواخر القرآن كسورة العلق والنون ، وبعضها تناسب ما بعد الهجرة واواخر عصر الرسول وهي واقعة في اواخر القرآن كسورة البقرة وآل عمران والنساء والانفال والتوبة .
--------------------
(1) سورة الاسراء : 106 .

القرآن في الاسلام _ 58 _
  ان اختلاف مضامين السور والآيات وارتباطها الكامل بالاحداث والحوادث التي وقعت طيلة ايام الدعوة ، يفرض علينا القول بأن القرآن نزل في ثلاث وعشرين سنة عصر الدعوة النبوية .
  فمثلاً الآيات التي تدعو المشركين الى الإسلام ونبذ عبادة الاوثان تناسب مع عصر قبل هجرة الرسول من مكة حيث ابتلي الرسول بالوثنيين ، واما ايات القتال وآيات الاحكام فقد نزلت في المدينة المنورة حيث اخذ الإسلام ينتشر واصبحت المدينة تشكل حكومة اسلامية كبرى .
  بعد البحث السابق :
  بناءً على البحث السابق تنقسم الآيات والسور القرآنية الى اقسام حسب اختلاف محل النزول وزمانه واسبابه وشروطه ، وهي :
  1 ـ بعض السور والآيات مكية وبعضها مدنية ، فان ما نزل قبل هجرة الرسول من مكة يعتبر مكياً ، وهو القسم الاكبر من السور وعلى الاخص السور القصيرة ، وما نزل بعد هجرة الرسول يسمى مدنياً ولو كان نزولها خارج المدينة وحتى لو كان في مكة نفسها .
  2 ـ بعض السور والآيات نزلت في السفر وبعضها في الحضر ، وهكذا تنقسم الى ما نزل بالليل او النهار ، او ما نزل في الحرب او في السلم ، او ما نزل في الارض او في السماء ، او ما نزل بين الناس او في حال الانفراد . وسنبحث عن فائدة معرفة هذه الاقسام في فصل ( اسباب النزول ) .
  3 ـ نزلت بعض السور مكرراً كما يقال في سورة الفاتحة حيث نزلت في مكة والمدينة ، كما ان بعض الآيات نزلت مكرراً كآية ( فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) حيث تكررت في سورة الرحمن ثلاثون مرة ، وآية ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ) حيث كررت في سورة الشعراء ثمان مرات ، وقد تكررت بعض الآيات في اكثر من سورة واحدة كآية ( وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) حيث كررت في ست سور مختلفة .
  وهكذا نجد جملة خاصة هي آية كاملة في مكان وجزء آية في مكان آخر ، نحو ( اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ ) فجعلت في اول سورة آل عمران آية كاملة ، وفي سورة البقرة جزء من آية الكرسي .
  ولكن مع هذا كله اكثر السور والآيات نزلت مرة واحدة فقط .
  وعلة هذا الاختلاف هي اختلاف ما يقتضيه البيان ، ففي موضع يقتضي تكرار الجملة للتنبيه مثلا ، وفي موضع لا يقتضي ذلك .

القرآن في الاسلام _ 59 _
  ويشبه هذا الاختلاف الاختلاف الموجود بين السور والآيات في الطول والقصر ، فإلى جانب سورة الكوثر اقصر السور نجد سورة البقرة اطولها ، كما نرى آية ( مدهامتان )اقصر آية الى جانب آية الدين ـ وهي الآية 282 من سورة البقرة ـ اطول آية في القرآن .
  كل هذه الاختلافات لمقتضيات بيانية ، وربما نجدها في آيتين متصلتين ايضا ، كالايتين 20 و 21 من سورة المدثر مثلا ، فان الاولى جملة واحدة والثانية اكثر من خمس عشرة جملة .
  ومن وجوه الاختلاف ايضا ما نجده عند المقارنة بين السور والآيات في الايجاز والاطناب ، كما يتبين ذلك عند مقابلة امثال سورة الفجر وسورة الليل بأمثال سورة البقرة والمائدة ، والغالب في السور المكية الايجاز كما ان الغالب في السور المدنية الاطناب .
  ومن هذا القبيل ما يقال بأن اول ما نزل على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو سورة العلق او خمس ايات الاولى منها بالقياس الى آخر ما نزل عليه صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو قوله تعالى : ( وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ) (1) .
  أسباب النزول :
  لقد قلنا ان كثيراً من السور والآيات ترتبط بالحوادث والاحداث التي وقعت ايام الدعوة كسورة البقرة والحشر والعاديات (2) ، او نزلت لحاجات ضرورية من الاحكام والقوانين الإسلامية كسورة النساء والانفال والطلاق واشباهها (3) .
  هذه القضايا التي سببت نزول السور او الآية هي المسماة بــ ( اسباب النزول ) ، ومعرفتها تساعد الى حد كبير في معرفة الآية المباركة وما في معرفة الآية المباركة وما فيها من المعاني والاسرار .
  ومن هنا اهتم جماعة من محدثي الصحابة والتابعين بأحاديث اسباب النزول ، فنقلوا احاديث كثيرة من هذا القبيل .
  هذه الاحاديث من طرق اهل السنة كثيرة جدا ربما تبلغ عدة الاف حديثا ، واما من طريق الشيعة فهي قليلة وربما لا تبلغ الا عدة مئات ، ويلاحظ ان كل هذه الاحاديث ليست مسندة وصحيحة ، بل فيها المرسل الضعيف ايضا ، والنظر والتأمل فيها يدعو الإنسان الى الشك فيها ، لانها :
  اولاً ـ سياق كثير منها يدل على ان الراوي لا ينقل السبب من طريق المشافهة والتحمل والحفظ ، بل ينقل قصة ما ثم يحمل الآيات عليها حملاً ويربطها ربطاً ، وفي الحقيقة سبب النزول الذي يذكره انما هو سبب اجتهادي نظري وليس بسبب شاهده بالعيان وضبطه بحدوده الدقيقة .
--------------------
(1) سورة البقرة : 281 .
(2) نزلت سورة البقرة في السنة الاولى من الهجرة ، وكثير من آياتها في تقريع اليهود الذين كانوا يقفون دون التقدم الإسلامي ، وبقية آياتها في تشريع بعض الاحكام كتغير القبلة وتشريع الصوم والحج وغيرها . وسورة الحشر نزلت في خصوص جلاء يهود بني النضير ، وسورة العاديات نزلت في خصوص اعراب وادي يابس او غيرهم .
(3) سورة النساء تتحدث عن احكام الزواج وارث المرأة ، وسورة الانفال تتحدث عن غنائم الحرب والاسراء ، وسورة الطلاق تتحدث عن خصوص احكام الطلاق .

القرآن في الاسلام _ 60_
  والشاهد على ما نقول التناقض الكثير في هذه الاحاديث ، ونعني به ان الآية الواحدة يذكر فيها عدة احاديث في اسباب النزول يناقض بعضها بعضا ولا يمكن جمعها بشكل من الاشكال ، حتى في بعض الآيات يذكر عن شخص واحد ـ كابن عباس مثلاً ـ اسباباً للنزول لا يمكن الجمع بينها .
  ان ورود هذه الاحاديث المتناقضة المتهافتة لا يمكن حمله الا على احد محملين : اما ان نقول ان اسباب النزول هذه نظرية اجتهادية وليست بنقلية وكان كل محدث يحاول ان يربط بين قصة ما والآية ربطاً لا حقيقة له في الخارج ، او نقول بأن هذه الاحاديث كلها او جلها مدسوسة ليس لها نصيب من الواقع .
  مع ورود هذه الاحتمالات تسقط احاديث أسباب النزول عن الاعتبار ، ولهذا لا يمكن الاطمئنان حتى على الاحاديث التي اسانيدها صحيحة ، لان صحة السند يرفع الكذب عن رجال السند او عدم تضعيفهم ، ولكن احتمال الدس او اعمال النظر الخاص يبقى بحاله .
  وثانياً ـ ثبت تاريخياً ان الخلافة كانت تمنع عن كتابة الحديث ، وكلما كانوا يعثرون على ورقة او لوحة كتب فيها الحديث كانت تحرق ، وبقي هذا المنع الى اخر القرن الاول الهجري ، اي لمدة تسعين سنة تقريباً .
  هذا المنع فتح للرواة طريق النقل بالمعنى ، وكان نصيب الحديث تغييرات كلما حدث راو الى راو اخر حتى اصبحت الاحاديث تروى على غير وجوهها ، وهذا واضح بين لمن راجع قصة ورد فيها احاديث بطرق مختلفة ، فان الإنسان ربما يشاهد حديثين في قصة واحدة لا يمكن اجتماعها في نقطة من النقاط ، وشيوع النقل بالمعنى بهذا الشكل المريب هو احد الاشياء التي تسبب عدم الوزن لاحاديث اسباب النزول وقلة اعتبارها .
  ان شيوع الدس في الحديث والكذب على الرسول ودخول الاسرائيليات في الروايات وما صنعه المنافقون وذوو الاغراض بالاضافة الى النقل بالمعنى وما قيل في الوجه الاول ... كل هذه العوامل قللت من قيمة احاديث اسباب النزول واسقطها عن الاعتبار .
  المنهج الذي لا بد ان يتخذ في اسباب النزول :
  لقد ذكرنا في الفصول السابقة ان الحديث يحتاج الى التأييد القرآني ، وعلى هذا يجب عرض الحديث على القرآن كما ورد في احاديث عن الرسول واهل بيته عليهم السلام .
  وعليه سبب النزول الوارد حول آية من الآيات لو لم يكن متواتراً او قطعي الصدور يجب عرضه على القرآن ، فما وافق مضمونه مضمون الآية يؤخذ به ويعمل عليه وما خالف يطرح ، ومعنى هذا ان الحديث هو الذي يعرض دائما على القرآن لا القرآن يعرض على الحديث .
  وهذه الطريقة تسقط اكثر احاديث اسباب النزول عن الاعتبار ، الا ان الباقي منها يكسب كل الاعتبار والوثوق .
  وليعلم ان الاهداف القرآنية العالية التي هي المعارف العالمية الدائمة ( كما سنفصل ذلك فيما سيأتي ) لا تحتاج كثيراً او لا تحتاج ابدا الى اسباب النزول .

القرآن في الاسلام _ 61 _
ترتيب نزول السور
  لا شك ان السور والآيات القرآنية لم تثبت في القرآن على ترتيب نزولها على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وعلماء الإسلام الماضون وخاصة اهل السنة منهم ـ كانوا يعتمدون في ترتيب السور والآيات على ما جاء في الاثر ، ومن جملة الاثار المذكورة بهذا الشأن حديث مروى عن ابن عباس انه قال : (1) .
  كانت اذا نزلت فاتحة سورة بمكة كتبت بمكة ثم يزيد الله فيها ما شاء ، وكان او ما نزل من القرآن :
  1 ـ اقرأ باسم ربك
  2 ـ ثم ( ن )
  3 ـ ثم ايها المزمل
  4 ـ ثم يا أيها المدثر
  5 ـ ثم تبت يدا ابي لهب
  6 ـ ثم اذا الشمس كورت
  7 ـ ثم سبح اسم ربك الاعلى
  8 ـ ثم والليل اذا يغشى
  9 ـ ثم والفجر
  10 ـ ثم والضحى
  11 ـ ثم الم نشرح
  12 ـ ثم والعصر
  13 ـ ثم والعاديات
  14 ـ ثم انا اعطيناك
  15 ـ ثم الهاكم التكاثر
  16 ـ ثم أرأيت الذي يكذب
  17 ـ ثم قل يا أيها الكافرون
  18 ـ ثم الم تر كيف فعل ربك
  19 ـ ثم قل اعوذ برب الفلق
  20 ـ ثم قل اعوذ برب الناس
  21 ـ ثم قل هو الله أحد
  22 ـ ثم والنجم
  23 ـ ثم عبس
  24 ـ ثم انا انزلناه في ليلة القدر
  25 ـ ثم والشمس وضحاها
  26 ـ ثم والسماء ذات البروج
  27 ـ ثم والتين
  28 ـ ثم لايلاف قريش
--------------------
(1) الاتقان 1 / 10 ، نقلاً عن فضائل القرآن لابن ضريس

القرآن في الاسلام _ 62 _
  29 ـ ثم القارعة
  30 ـ ثم لا اقسم بيوم القيامة
  31 ـ ثم ويل لكل همزة لمزة
  32 ـ ثم والمرسلات
  33 ـ ثم ( ق )
  34 ـ ثم لا اقسم بهذا البلد
  35 ـ ثم والسماء والطارق
  36 ـ ثم اقتربت الساعة
  37 ـ ثم ( صلى الله عليه وآله وسلم)
  38 ـ ثم الاعراف
  39 ـ ثم قل اوحى
  40 ـ ثم يس
  41 ـ ثم الفرقان
  42 ـ ثم الملائكة
  43 ـ ثم كهيعص
  44 ـ ثم طه
  45 ـ ثم الواقعة
  46 ـ ثم طسم الشعراء
  47 ـ ثم طس
  48 ـ ثم القصص
  49 ـ ثم بني اسرائيل
  50 ـ ثم يونس

القرآن في الاسلام _ 63 _
  51 ـ ثم هود
  52 ـ ثم يوسف
  53 ـ ثم الحجر
  54 ـ ثم الانعام
  55 ـ ثم الصافات
  56 ـ ثم لقمان
  57 ـ ثم وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ
  58 ـ ثم الزمر
  59 ـ ثم حم المؤمن
  60 ـ ثم حم السجدة
  61 ـ ثم حمعسق
  62 ـ ثم حم الزخرف
  63 ـ ثم الدخان
  64 ـ ثم الجاثية
  65 ـ ثم الاحقاف
  66 ـ ثم الذاريات
  67 ـ ثم الغاشية
  68 ـ ثم الكهف
  69 ـ ثم النحل
  70 ـ ثم انا ارسلنا نوحاً
  71 ـ ثم ابراهيم
  72 ـ ثم الانبياء

القرآن في الاسلام _ 64 _
  73 ـ ثم المؤمنين
  74 ـ ثم تنزيل السجدة
  75 ـ ثم الطور
  76 ـ ثم تبارك ـ الملك
  77 ـ ثم الحاقة
  78 ـ ثم سأل
  79 ـ ثم عم يتساءلون
  80 ـ ثم النازعات
  81 ـ ثم اذا السماء انفطرت
  82 ـ ثم اذا السماء انشقت
  83 ـ ثم الروم
  84 ـ ثم العنكبوت
  85 ـ ثم ويل للمطففين
  قال ابن عباس : فهذا ما انزل الله بمكة ، ثم انزل بالمدينة :
  86 ـ سورة البقرة
  87 ـ ثم الانفال
  88 ـ ثم آل عمران
  89 ـ ثم الاحزاب
  90 ـ ثم الممتحنة
  91 ـ ثم النساء

القرآن في الاسلام _ 65 _
  92 ـ ثم اذا زلزلت
  93 ـ ثم الحديد
  94 ـ ثم القتال
  95 ـ ثم الرعد
  96 ـ ثم الرحمن
  97 ـ ثم الإنسان
  98 ـ ثم الطلاق
  99 ـ ثم لم يكن
  100 ـ ثم الحشر
  101 ـ ثم اذا جاء نصر الله
  102 ـ ثم النور
  103 ـ ثم الحج
  104 ـ ثم المنافقون
  105 ـ ثم المجادلة
  106 ـ ثم الحجرات
  107 ـ ثم التحريم
  108 ـ ثم الجمعة
  109 ـ ثم التغابن
  110 ـ ثم الصف
  111 ـ ثم الفتح
  112 ـ ثم المائدة
  113 ـ ثم البراءة

القرآن في الاسلام _ 66 _
نظرة في الحديث والاحاديث الاخرى
  يحدد الحديث المنقول عن ابن عباس عدد السور القرآنية في ( 113 ) سورة كما رأيت ، ولم يذكر سورة الفاتحة من ضمنها .
  وفي حديث رواه البيهقي (1) عن عكرمة يحدد عدد السور في ( 111 ) سورة ولم يذكر فيه سورة الفاتحة والاعراف والشورى ، كما انه روى حديثا اخر عن ابن عباس ذكر فيه ( 114 ) سورة ، الا ان الروايتين : اعتبرتا اولا سورة المطففين من السور المدنية بخلاف الحديث السابق الذي ذكر سورة المطففين انها مكية ، اختلف ثانيا ترتيب السور فيها مع ما ذكرناه سابقا .
  وروي حديث اخر عن علي بن ابي طلحة (2) يقول فيه : نزلت بالمدينة سورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والانفال والتوبة والحج والنور والاحزاب والذين كفروا والفتح والحديد والمجادلة والحشر والممتحنة والحوريين يريد الصف والتغابن ويا ايها النبي اذا طلقتم النساء ويا ايها النبي لم تحرم والفجر والليل وانا انزلناه في ليلة القدر ولم يكن واذا زلزلت واذا جاء نصر الله ، وسائر ذلك بمكة .
  الظاهر ان هذا الحديث يريد التفرقة والتمييز بين السور المكية والمدنية من دون النظر الى ترتيب النزول ، لان سورتي المائدة والتوبة بلا شك تقعان في الترتيب بعد ما هو مذكور بكثير ، وقد عدد سورة الفجر والليل والقدر من السور المدنية بينما الاحاديث السابقة عدتها من السور المكية ، كما انه جعل سورة الرعد والرحمن والإنسان والجمعة والحجرات مكية وهي مدنية في الاحاديث السابقة .
  وفي حديث عن قتادة (3) انه قال : نزل في المدينة من القرآن البقرة وآل عمران والنساء والمائدة وبراءة والرعد والنحل والحج والنور والاحزاب ومحمد والفتح والحجرات والحديد والرحمن والمجادلة والحشر والممتحنة والصف والجمعة والمنافقون والتغابن والطلاق ويا ايها النبي لم تحرم الى رأس العشر ، واذا زلزلت واذا جاء نصر الله ، وسائر القرآن نزل بمكة .
  هذا الحديث يخالف الاحاديث السابقة وخاصة ـ حديث اخر مروي عن قتادة نفسه ـ في سورة المطففين والإنسان ولم يكن .
  والذي يمكن ان يقال في هذه الاحاديث : انه لا يمكن الاعتماد عليها بوجه من الوجوه ، لانه ليس لها قيمة الاحاديث الدينية ولا قيمة النقول التاريخية ، اما انها ليس لها قيمة الاحاديث الدينية فلأنها لم يتصل سندها بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ولم يعلم ان ابن عباس مثلا تعلم الترتيب من النبي او من انسان اخر او هو اجتهادي نظري ، واما من الوجهة التاريخية فلأن ابن عباس مثلا ادرك مدة قصيرة من حياة الرسول لو لم يكن معه دائما حتى يشاهد كيفية نزول كل السور والآيات ، فلو لم يكن اجتهد في هذا الترتيب فلا بد انه نقله من انسان اخر لم نعلم شخصه ، فهذا نقل تاريخي لم يذكر فيه المصدر فليس له قيمة في سوق التحقيق .
  وعلى فرض صحة هذه الاحاديث واستقامتها فهي من قبيل الخبر الواحد ، وقد ثبت في اصول الفقه ان الخبر الواحد غير حجة في ما عدا الفقه .
  فاذاً الطريقة الوحيدة لمعرفة المكي والمدني ، هو التدبر في الآيات والنظر في مدى موافقتها لما جرى قبل الهجرة او بعدها هذه الطريقة مفيدة الى حد ما للتمييز بين المكي والمدني فان مضامين سورة الإنسان والعاديات والمطففين تشهد بأنها مدنية بالرغم من انها ذكرت في بعض الاحاديث على انها مكية .
--------------------
(1) الاتقان 1 / 10 .
(2) المصدر السابق .
(3) الاتقان 1 / 11 .

القرآن في الاسلام _ 67 _
جمع القرآن في مصحف
  الحديث حول جمع القرآن الكريم لا بد ان يكون في مرحلتين هما :
  ( أ ) القرآن قبل الرحلة :
  كان القرآن ينزل آية آية وسورة سورة ، ولما كان يتمتع بالفصاحة الخارقة والبلاغة الفائقة كان ينتشر بسرعة مذهلة ، وكان العرب عشاق الفصاحة والبلاغة ينجذبون اليه فيأتون من بلاد بعيدة لاستماع بعض آياته من شفة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
  وعظماء مكة واهل النفوذ من قريش كانوا عباد الاوثان وألدْ الاعداء الدعوة الإسلامية ، وكانت محاولاتهم شديدة في ابعاد الناس عن النبي وعدم اعطاء الفرصة لاستماع القرآن بحجة انه سحر يلقى عليهم .
  ومع هذا كله كانوا يأتون خفية في الليالي المظلمة الى قرب بيت النبي ويستمعون الى الآيات التي كان يقرأها صلى الله عليه وآله وسلم .
 وجدّ المسلمون ايضا في حفظ القرآن وضبطه ، لان النبي امر بتعليم القرآن اياهم (1) ، ولانهم كانوا يعتقدون انه كلام الله تعالى ، وهو السند الاول لعقائدهم الدينية ، ويفرض عليهم في الصلاة قراءة سورة الفاتحة ومقدار اخر من القرآن .
  ولما هاجر النبي الى المدينة وانتظمت امور المسلمين امر الرسول جماعة من اصحابه بالاهتمام في شأن القرآن وتعليمه وتعلمه ونشر الاحكام الدينية وما ينزل عليه من الوحي، فكانت تسجل هذه يوما فيوما حتى لا تضيع، واعفي هؤلاء عن الحضور في جبهات الجهاد كما هو صريح القرآن ( لكريم(2ا .
  ونظراً الى ان الصحابة المهاجرين من مكة الى المدينة كان اكثرهم اميين لا يعرفون القراءة والكتابة ، استفاد الرسول من الاسراء اليهود ، فأمر كل واحد من الاسراء ان يعلم عددا من اصحابه ، وبهذه الطريقة وجد في الصحابة جماعة متعلمون يعرفون الكتابة والقراءة .
  ومن هؤلاء الجماعة اناس اشتغلوا بقراءة القرآن وحفظه وضبط سوره واياته ، وهم الذين عرفوا فيما بعد بـ ( القراء ) ومنهم استشهد في واقعة بئر معونة اربعون او سبعون شخصا (3) .
  وكان كل ما نزل من القرآن او ينزل تدريجا ، يكتب في الالواح او اكتاف الشاة او جريد النخل ويحفظ .
  والذي لا يقبل الشك ولا يمكن انكاره هو ان اكثر السور القرآنية كانت منتشرة دائرة على ألسنة الصحابة قبل رحلة الرسول ، وقد وردت اسماء كثير من السور في احاديث جمة منقولة من طرق الشيعة والسنة تصف كيفية تبليغ النبي الدعوة الإسلامية والصلوات التي كان يصليها وسيرته في قراءة القرآن .
  وهكذا نجد في الاحاديث اسماء خاصة قبل رحلة الرسول لطائفة من السور كالطوال والمئين والمثاني والمفصلات .
  ( ب ) بعد رحلة الرسول :
  بعدما ارتحل النبي صلى الله عليه وآله وسلم الى الرفيق الاعلى ، جلس علي عليه السلام ـ الذي كان بنص من النبي اعلم الناس بالقرآن ـ في بيته (4) حتى جمع القرآن في مصحف على ترتيب النزول ، ولم يمض ستة اشهر من وفاة الرسول الا كان علي قد فرغ من عمل الجمع وحمله للناس على بعير (5) .
--------------------
(1) سورة النحل : 44 ، وايات كثيرة اخرى .
(2) سورة التوبة : 122 .
(3) الاتقان 1 / 72 .
(4) الاتقان 1 / 59 .
(5) المصاحف للسجستاني .

القرآن في الاسلام _ 68 _
  وبعد رحلة الرسول الاعظم ( صلى الله عليه وأله وسلم ) بسنة واحدة (1) حدثت حرب اليمامة التي قتل فيها سبعون من القراء ، ففكرت الخلافة حينذاك في جمع السور والآيات في مصحف واحد ، خوفا من حدوث حرب اخرى وفناء القراء وذهاب القرآن على اثر موتهم .
  امرت الخلافة جماعة من قراء الصحابة تحت قيادة زيد بن ثابت الصحابي بالجمع ، فجمعوا القرآن من الالواح وجريد النخل والاكتاف التي كانت في بيت النبي بخطوط كتاب الوحي والتي كانت عند بقية الصحابة ، وعندما كملت عملية الجمع استنسخوا عدة من النسخ ووزعت في الاقطار الإسلامية .
  وبعد مدة علم الخليفة الثالث (2) ان القرآن مهدد بالتحريف والتبديل على اثر المساهلة في امر الاستنساخ والضبط ، فأمر بأخذ مصحف حفصة ـ وهي اول نسخة من نسخ الخليفة الاول ـ وامر خمسة من الصحابة منهم زيد بن ثابت ان يستنسخوا من ذلك المصحف ، كما امر ان تجمع كل النسخ الموجودة في الامصار وترسل الى المدينة ، فكانت تحرق عندما تصل نسخة من تلك النسخ .
  كتبوا خمس نسخ من القرآن ، فجعلوا نسخة منها في المدينة وارسلوا نسخة الى مكة ونسخة الى الشام ونسخة الى الكوفة ونسخة الى البصرة ، ويقال ان غير هذه النسخ الخمس ارسلت نسخة ايضا الى اليمن ونسخة الى البحرين ، وهذه النسخة هي التي تعرف بـ ( مصحف الامام ) ، وجميع نسخ القرآن مكتوبة على احدى هذه النسخ .
  وليس بين هذه النسخ والمصحف الذي كتب بأمر الخليفة الاول من الاختلاف الا في شيء واحد ، وهو ان سورة البراءة من مصحف الخليفة الاول كانت بين المئين وسورة الانفال كانت في المثاني ، وفي مصحف الامام وضعت سورة الانفال والبراءة في مكان واحد بين سورة الاعراف وسورة يونس .
  اهتمام المسلمين بالقرآن :
  لقد قلنا ان الآيات والسور كانت موزعة عند المسلمين قبل الجمع الاول والثاني ، وكانوا يهتمون بشأنها بالغ الاهتمام ، وبالاضافة الى هذا كان جماعة من الصحابة والتابعين من القراء ، وجمع القرآن تم بحضور هؤلاء ، وهم كلهم قد قبلوا المصحف الذي وضع تحت تصرفهم واستنسخوا بلا رد ولا ايراد .
  وحتى في الجمع الثاني ( جمع عثمان ) ارادوا حذف الواو من آية ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ) (3) فمنعوهم من هذا وهددهم اُبي بن كعب الصحابي باعمال السيف لو لم يثبتوا الواو فأثبتوها (4) .
  قرأ الخليفة الثاني (5) في ايام خلافته جملة ( وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ ) من آية ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ ) (6) بدون واو العطف فخاصموه حتى الزموه بقراءتها مع الواو .
--------------------
(1) الاتقان 1 / 59 ـ 60 .
(2) المصدر السابق 1 / 61 .
(3) سورة التوبة : 34 .
(4) الدر المنثور 3 / 232 .
(5) الدر المنثور 3 / 369 .
(6) سورة التوبة : 100 .

القرآن في الاسلام _ 69 _
  والامام امير المؤمنين عليه السلام بالرغم من انه كان اول من جمع القرآن على ترتيب النزول وردوا جمعه ولم يشركوه في الجمع الاول والثاني ، مع هذا لم يبد اي مخالفة او معارضة ، وقبل المصحف ولم يقل شيئا عن هذا الموضوع حتى في ايام خلافته .
  وهكذا ائمة اهل البيت عليهم السلام اولاد علي وخلفاؤه لم يخالفوا في الموضوع ولم يقولوا شيئا حتى لأخص اصحابهم ، بل كانوا دائما يستشهدون بما في هذا المصحف ويأمرون الشيعة بالقراءة كما يقرأ الناس (1) .
  ويمكننا القول بجرأة ان سكوت علي عليه السلام الذي كان مصحفه يخالف في الترتيب المصحف المنتشر ، كان لان ترتيب النزول لم يكن ذا اهمية في تفسير القرآن بالقرآن الذي يهتم به اهل البيت عليهم السلام ، بل المهم فيه هو ملاحظة مجموع الآيات ومقارنة بعضها ببعض ، لان القرآن الذي هو الكتاب الدائم لكل الازمان والعصور والاقوام والشعوب لا يمكن حصر مقاصده في خصوصية زمنية او مكانية او حوادث النزول واشباهها .
  نعم ، بمعرفة هذه الخصوصيات يمكن استفادة بعض الفوائد ، كالعلم بتاريخ ظهور بعض المعارف والاحكام والقصص التي كانت مقارنة لنزول الآيات ، وهكذا معرفة كيفية تقدم الدعوة الإسلامية في ثلاث وعشرين سنة وامثالها ... ولكن المحافظة على الوحدة الإسلامية التي كانت الهدف الدائم لاهل البيت هي اهم من هذه الفوائد الجزئية .

القرآن مصون من التحريف
  تاريخ القرآن واضح بيّن من حين نزوله حتى هذا اليوم ، كانت الآيات والسور دائرة على ألسنة المسلمين يتداولونها بينهم ، وكلنا نعلم ان هذا القرآن الذي بأيدينا اليوم هو القرآن الذي نزل تدريجا على الرسول قبل اربعة عشر قرنا .
  فاذا لا يحتاج القرآن في ثبوته واعتباره الى التاريخ مع وضوح تاريخه ، لان الكتاب الذي يدعي انه كلام الله تعالى ويستدل على دعواه بآياته ويتحدى الجن والانس على ان يأتوا بمثله ، لا يمكن لاثباته ونفي التغيير والتحريف عنه التثبت بالادلة والشواهد او تأييد شخص او فئة لاثبات مدعاه .
  نعم ، اوضح دليل على ان القرآن الذي هو بأيدينا اليوم هو القرآن الذي نزل على النبي الكريم ولم يطرأ عليه اي تحريف او تغيير ، ان الاوصاف التي ذكرها القرآن لنفسه موجودة في اليوم كما كان في السابق .
  يقول القرآن : انني نور وهداية وارشد الناس الى الحق والحقيقة .
--------------------
(1) الوافي 5 / 273 .

القرآن في الاسلام _ 70 _
  ويقول : انني ابين ما يحتاج اليه الإنسان ويتفق مع فطرته السليمة .
ويقول : انني كلام الله تعالى ، ولو لم تصدقوا فليجتمع الانس والجن للاتيان بمثله ، او ليأتوا بمثل ما اتى به محمد الامي الذي لم يدرس طيلة حياته ولم يقل لهم مثل ما نطق به محمد ، او انظروا في هل تجدون اختلافا في اسلوبي او معارفي او احكامي .
ان هذه الاوصاف والمميزات باقية في القرآن الكريم .
  اما الارشاد الى الحق والحقيقة ، ففي القرآن الذي بأيدينا بيان تام للاسرار الكونية بأدق البراهين العقلية ، وهو الملجأ الوحيد لدستور الحياة السعيدة الهانئة ، ويدعو الإنسان بمنتهى الدقة الى الايمان طالبا خيره وحسن مآله .
  واما بيان ما يحتاج اليه الإنسان في حياته ، فان القرآن بنظراته الصائبة جعل التوحيد الاساس الاصلي له ، واستنتج بقية المعارف الاعتقادية منه ولم يغفل في هذا عن اصغر نكتة ، ثم استنتج منه الاخلاق الفاضلة وبينها بطرق واضحة جلية ، ثم بين اعمال الإنسان وافعاله الفردية والاجتماعية وذكر وظائفه حسب ما تدل عليه الفطرة الإنسانية ، محيلا التفاصيل الى السنة النبوية .
  ومن مجموع الكتاب والسنة نستحصل على الدين الإسلامي بأبعاده البعيدة ، الدين الذي حسب لكل الجهات الفردية والاجتماعية في كل الازمان والعصور حسابها الدقيق المتقن واعطى حكمها خاليا عن التضاد والتدافع في اجزائه ومواده .
  الإسلام الدين الذي يعجز عن تصور فهرس مسائله اكبر حقوقي في العالم طيلة حياته .
  واما اعجاز القرآن في اسلوبه البياني ، فان اسلوب القرآن البياني كان من سنخ اللغة العربية في عصرها الذهبي الذي كانت الامة العربية تتمتع فيه بالفصاحة والبلاغة ، واسلوب القرآن كان شعلة وهاجة تسطع في ذلك العصر ، والعرب فقدت الفصاحة والبلاغة في القرن الاول الهجري على اثر الفتوحات الإسلامية وخلط العرب بغيرهم من الاعاجم والبعيدين عن اللغة ، واصبحت لغة التخاطب العربية كبقية اللغات فاقدة ذلك الاشراق البلاغي وتلك اللمعة المضيئة ، ولكن اعجاز القرآن ليس في اسلوبه الخطابي اللفظي فقط ، فانه يتحدى الناس في اسلوبه اللفظي والمعنوي .
  ومع ذلك فان الذين لهم المام باللغة العربية شعرها ونثرها لا يمكنهم الشك في ان لغة القرآن لغة في منتهى العذوبة والفصاحة ، تتحير فيها الافهام ولا يمكن وصفها بالالسن ، ليس القرآن بشعر ولا نثر ، بل اسلوب خاص يجذب جذب الشعر الرفيع وهو سلس سلاسة النثر العالي ، لو وضعت آية من آياته او جملة من جمله في خطبة من خطب البلغاء او صفحة من كتابة الفصحاء لاشرق كاشراق المصباح في الارض المظلمة .
  ومن الجهات المعنوية غير اللفظية احتفظ القرآن على اعجازه ، فان البرامج الإسلامية الواسعة الشاملة للمعارف الاعتقادية والاخلاقية والقوانين العملية الفردية والاجتماعية ، والتي نجد اسسها واصولها في القرآن الكريم خارجة عن نطاق قدرة الإنسان ، وخاصة في انسان عاش كحياة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبيئته وامته .

القرآن في الاسلام _ 71 _
  محال نزول كتاب كالقرآن على وتيرة واحدة ومتشابهة الاجزاء في مدة ثلاث وعشرين سنة في ظروف مختلفة واحوال متفاوتة ، في الخوف والاضطراب والامن والسلامة ، في الحرب والسلم ، في الخلوة والوحدة والازدحام والاجتماع ، في السفر والحضر ... تنزل سورة سورة وآية آية ولا يوجد بينها اختلاف وتناقض وتهافت .
  والخلاصة ان الاوصاف التي كانت متوفرة في قرآن محمد كلها موجودة في هذا القرآن بلا تغيير ولا تحريف ولا تبديل ، بالاضافة الى ان الله تعالى اخبر ان القرآن مصون عن كل تغيير فقال : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) (1) .
  وقال : ( وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) (2) .
  بمقتضى هذه الآيات ، فان القرآن مصون عن كل ما يخدش بكرامته والله تعالى هو الحافظ له ، وخاصة انه الهادي الى المعارف الحقة فيجب ان يكون مصونا كذلك ... ولان الله تعالى وعد بحفظه نجده محفوظا عن كل عيب ونقص بالرغم من مرور اربعة عشر قرنا من نزوله وترصد ملايين الاعداء الالداء للحط من كرامته ، وهو الكتاب السماوي الوحيد الذي دام هذا الزمن الطويل ولم يطرأ عليه التغيير والتبديل .
  قراءة القرآن وحفظه وروايته :
  سبق القول منا مكررا ان جماعة خاصة في حياة الرسول اشتغلوا بقراءة القرآن وتعليمه وتعلمه ، كانوا يستمعون الى الآيات التي تنزل على النبي تدريجا فيحفظونها ، وفي بعض الاحيان كانوا يقرأونها عنده ليستمع اليهم .
  كان بعضهم مصدرا للتعلم ، وكان الذين يأخذون منهم القراءة يروونها عنهم بصورة مسندة ، وكثيرا ما كانوا يحفظون القراءة المروية عن الاستاذ .
  كان مثل هذا الحفظ والرواية هو مقتضى طبع العصر ، لان الخط المعمول في ذلك الزمن هو الخط الكوفي الذي كانت الكلمة تقرأ فيه بعدة وجوه ، فكان لا بد من التلقي من الاستاذ والحفظ والرواية عنه .
  ومنه جهة اخرى كانت العامة تعيش في امية لا تقرأ ولا تكتب ، وليس لهم طريق للضبط الا الحفظ والرواية ، وبقيت هذه السنة متبعة في العصور التالية ايضا .
  طبقات القراء :
  الطبقة الاولى من القراء هم قراء الصحابة الذين اشغلوا بالتعليم والتعلم في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان جماعة منهم قد جمع القرآن كله ، ومنهم امرأة تسمى بأم ورقة بنت عبد الله بن حارث (3) . ( يراد بالجمع المنسوب في الاحاديث الى اربعة من الانصار او خمسة او ستة او اكثر انهم تعلموا وحفظوا القرآن كله لا التأليف وترتيب السور والآيات في مصحف ، والا لم يبق مجال للتأليف والترتيب في زمن الخليفة الاول والثالث ، وما نراه في بعض الاحاديث من ان النبي كان بنفسه يعين ويشخص موضع الآيات والسور ومكان وضعها ، فهذا شيء تكذبه عامة الاحاديث المروية عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ) .
--------------------
(1) سورة الحجر : 9 .
(2) سورة السجدة : 41 ـ 42 .
(3) الاتقان 1 / 74 .

القرآن في الاسلام _ 72 _
  وعلى ما يقوله بعض العلماء اشتهر جماعة من هذه الطبقة بتعليم قراءة القرآن ، وهم عثمان وعلي عليه السلام واُبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن مسعود ، وابو موسى الاشعري (1) .
  الطبقة الثانية : تلامذة الطبقة الاولى ، وهم من التابعين والمعروفين منهم الذين كانت لهم حلقات تعليم القرآن في مكة والمدينة والكوفة والبصرة والشام ، وهي المدن التي ارسل اليها مصحف الامام كما ذكرنا سابقاً .
  ففي مكة عبيد بن عمير وعطاء بن ابي رياح وطاوس ومجاهد وعكرمة وابن ابي مليكة وغيرهم .
  وفي المدينة ابن المسيب وعروة وسالم وعمر بن عبد العزيز وسليمان بن يسار وعطاء بن يسار ومعاذ القاري وعبد الله بن الاعرج وابن شهاب الزهري ومسلم بن جندب وزيد بن اسلم .
  وفي الكوفة علقمة والاسود ومسروق وعبيدة وعمرو بن شرحبيل وحارث بن القيس وربيع بن خيثم وعمرو بن ميمون وابو عبد الرحمن السلمي وزر بن حبيش وعبيد بن نفلة وسعيد بن جبير والنخعي والشعبي .
  وفي البصرة ابو عالية وابو الرجاء ونصر بن العاصم ويحيى ابن يعمر وحسن البصري وابن سيرين وقتادة .
  وفي الشام مغيرة بن ابي شهاب من اصحاب عثمان وخليفة بن سعد من اصحاب ابي الدرداء الصحابي .
  الطبقة الثالثة : التي تنطبق تقريبا على النصف الاول من القرن الثاني ، وهم جماعة من مشاهير ائمة القراء اخذوا من الطبقة الثانية :
  في مكة عبد الله بن كثير احد القراء السبعة وحميد بن قيس الاعرج ومحمد بن ابي محيصين .
  وفي المدينة ابو جعفر يزيد بن القعقاع وشيبة بن النفاح ونافع بن نعيم احد القراء السبعة .
  وفي الكوفة يحيى بن وثاب وعاصم بن ابي النجود احدالقراء السبعة وسليمان الاعمش وحمزة احد القراء السبعة والكسائي احد القراء السبعة .
  وفي البصرة عبد الله بن ابي اسحاق وعيسى بن عمر وابو عمرو بن العلاء احد القراء السبعة وعاصم الجحدري ويعقوب الحضرمي .
  وفي الشام عبد الله بن عامر احد القراء السبعة وعطية بن قيس الكلابي واسماعيل بن عبد الله بن مهاجر ويحيى بن حارث وشريح بن يزيد الحضرمي .
--------------------
(1) الطبقات المذكورة في هذا الفصل هي التي ذكرها السيوطي في كتابه الاتقان ، ويراجع في الكتب الرجالية لمعرفة تراجم هؤلاء تفصيلاً .

القرآن في الاسلام _ 73 _
  الطبقة الرابعة : تلامذة الطبقة الثالثة والرواة عنهم كابن عياش وحفص وخلف ، وسنذكر المشهورين منهم في الفصل الاتي .
 الطبقة الخامسة : طبقة اهل البحث والتأليف ، وهم كما قيل : اول من الف في القراءة (1) ابو عبيد قاسم بن سلام ثم احمد بن جبير الكوفي ثم اسماعيل بن اسحاق المالكي من اصحاب قالون الراوي ثم ابو جعفر بن جرير الطبري ثم مجاهد ، وبعد هؤلاء اتسعت دائرة البحوث والتحقيقات حتى كتب امثال الداني والشاطبي (2) رسائل كثيرة نظما ونثرا .

القراء السبعة
  اشتهر كثيرا سبعة من قراء الطبقة الثالثة واصبحوا المرجع في علم القراءة وغطوا على القراء الاخرين ، وهكذا اشتهر لكل واحد من هؤلاء السبعة راويان من بين الرواة الذين لا يعدون حصرا ، والقراء السبعة مع الراويين عنهم هذه اسماؤهم :
  1 ـ ابن كثير ، مكي (3) والرواي عنه قنبل وبزي يرويان عنه بواسطة واحدة .
  2 ـ نافع ، مدني (4) ، والراوي عنه قالون وورش .
  3 ـ عاصم ، كوفي (5) ، والراوي عنه ابو بكر شعبة بن العياش وحفص ، والقرآن الموجود عند المسلمين اليوم هو بقراءة عاصم هذا برواية حفص .
  4 ـ حمزة ، كوفي (6) ، والراوي عنه خلف وخلاد ويرويان عنه بواسطة .
--------------------
(1) ريحانة الادب 2 / 141 ، والاتقان 1 / 75 .
(2) ابو عمرو عثمان بن سعيد الداني الاندلسي ، من مشاهير القراء ، صاحب التآليف الكثيرة ، توفي سنة 444 هـ .
  الشاطبي من معاريف القراء والحفاظ ، له القصيدة الشاطبية في القراءة وهي في 1120 بيت ، توفي في القاهرة سنة 590 هـ .
(3) عبد الله بن كثير المكي ، اخذ القراءة من عبد الله بن الصائب الصحابي ، ومجاهد عن ابن عباس عن امير المؤمنين علي عليه السلام ، توفي في مكة سنة 120 هـ .
(4) نافع بن عبد الرحمن بن نعيم الاصفهاني المدني ، اخذ القراءة عن يزيد بن القعقاع القاري وابي ميمونة مولى ام سلمة ، توفي في المدينة سنة 159 او 169 هـ .
(5) عاصم بن ابي النجود ، كوفي مولى بني حذيفة ، اخذ القراءة عن سعد بن أياس الشيباني وزر بن حبيش ، توفي في الكوفة سنة 127 ـ 129 هـ .
(6) حمزة بن حبيب الزيات التميمي ، كوفي فقيه قارىء ، اخذ القراءة عن عاصم واعمش والسبيعي ومنصور بن المعتمر ، واخذ ايضا عن الامام السادس الامام الصادق عليه السلام وكان من اصحابه ، وله تآليف كثيرة وهو اول من الف في متشبهات القرآن ، توفي سنة 156 هـ .

القرآن في الاسلام _ 74 _
  5 ـ الكسائي ، كوفي (1) ، والراوي عنه دوري وابو الحارث .
  6 ـ ابو عمرو بن العلاء ، بصري (2) ، والراوي عنه دوري وسوسي يرويان عنه بواسطة .
  7 ـ ابن عامر (3) ، والراوي عنه هشام (4) وابن ذكوان يرويان عنه بواسطة .
  ويتلو القراءات السبع في الشهرة القراءات الثلاث المروية عن ابي جعفر ويعقوب وخلف (5) .
  وهناك قراءات اخرى غير مشهورة ، كالقراءات المذكورة عن بعض الصحابة والقراءات الشاذة التي لم يعمل بها ، وقراءات متفرقة توجد في احاديث مروية عن ائمة اهل البيت عليهم السلام ، الا انهم امروا اصحابهم باتباع القراءات المشهورة .
  ويعتقد جمهور علماء السنة بتواتر القراءات السبع ، حتى فسر بعضهم الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( نزل القرآن على سبعة احرف ) (6) بالقراءات السبع ، وقد مال الى هذا القول بعض علماء الشيعة ايضا ، ولكن صرح بعض بأن هذه القراءات مشهورة وليست بمتواترة .
--------------------
(1) علي بن حمزة بن عبد الله بن فيروز الفارسي ، كوفي بغدادي من ائمة النحو والقراءة ، استاذ الامين والمأمون ومؤدبهما ، اخذ النحو عن يونس النحوي والخليل بن احمد الفراهيدي ، واخذ القراءة عن حمزة وشعبة بن عياش ، توفي سنة 179 ـ 193 قرب الري عندما كان بصحبة هارون في سفره الى طوس .
(2) ابو عمرو زبان ـ بفتح الزاي وتشديد الباء ـ بن العلاء البصري ابي عبد الرحمن عن أمير المؤمنين علي عليه السلام ، وعن البغدادي ، من مشاهير علماء الادب واساتذة القراءة ، اخذ القراءة من التابعين توفي في الكوفة سنة 154 ـ 159 .
(3) عبد الله بن عامر الشافعي الدمشقي ، اخذ القراءة عن ابي الدرداء الصحابي واصحاب عثمان ، توفي في دمشق سنة 118 هـ .
(4) اختلفوا في الرواة عن القراء السبعة ، والذي ذكرناه هنا مطابق لما ذكره السيوطي في كتابه ( الاتقان ) ـ فلاحظ .
(5) ابو جعفر يزيد بن القعقاع ، مدني مولى ام سلمة ، يروي قراءته عن عبد الله بن عياش المخزومي وابن عباس وابي هريرة عن النبي ، توفي في المدينة سنة 128 ـ 133 هـ .
  يعقوب بن اسحاق البصري الحضرمي ، من ائمة الفقه والادب ، يروي قراءته عن سلام بن سليمان عن عاصم عن السلمي عن امير المؤمنين علي عليه السلام ، توفي سنة 205 هـ .
  خلف بن هشام البزاز ، من ائمة القراءة ، وهو ايضا راوي قراءة حمزة ، اخذ القراءة عن مالك بن انس وحماد بن زيد ، واخذ عنه ابو عوانة ، توفي سنة 229 هـ .
(6) بحار الانوار مجلد القرآن ، والصافي في مقدماته ، وقد روي في الاتقان 1 / 47 هذا الحديث عن واحد وعشرين صحابيا ، وقد ادعى بعض تواتر هذا الحديث ايضا .

القرآن في الاسلام _ 75 _
  قال الزركشي في البرهان : والتحقيق انها متواترة عن الائمة السبعة ، اما تواترها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ففيه نظر ، فان اسنادهم بهذه القراءات السبع موجود في كتب القراءات وهي نقل الواحد عن الواحد (1) .
  وقال مكي : من ظن ان قراءة هؤلاء القراء كنافع وعاصم هي الاحرف السبعة التي في الحديث فقد غلط غلطا عظيما ، قال : ويلزم من هذا ايضا ان ما خرج عن قراءة هؤلاء السبعة مما ثبت عن الائمة غيرهم ووافق خط المصحف ان لا يكون قرآنا ، وهذا غلط عظيم ، فان الذين صنفوا القراءات من الائمة المتقدمين كأبي عبيد القاسم بن سلام وابي حاتم السجستاني وابي جعفر الطبري واسماعيل القاضي قد ذكروا اضعاف هؤلاء .
  وكان الناس على رأس المائتين بالبصرة على قراءة ابي عمرو ويعقوب وبالكوفة على قراءة حمزة وعاصم وبالشام على قراءة ابن عامر وبمكة على قراءة ابن كثير وبالمدينة على قراءة نافع واستمروا على ذلك ، فلما كان على رأس الثلاثمائة اثبت ابن مجاهد اسم الكسائي وحذف يعقوب .
  قال : والسبب في الاقتصار على السبعة مع ان في ائمة القراء من هو اجل منهم قدرا او مثلهم اكثر من عددهم ان الرواة عن الائمة كانوا كثيرا جدا ، فلما تقاصرت الهمم اقتصروا مما يوافق خط المصحف على ما يسهل حفظه وتنضبط القراءة به ، فينظروا الى من اشتهر بالثقة والامانة وطول العمر في ملازمة القراءة به والاتفاق على الاخذ عنه فأفردوا من كل مصر اماما واحدا ، ولم يتركوا مع ذلك نقل ما كان عليه الائمة غير هؤلاء من القراءات ولا القراءة به كقراءة يعقوب وابي جعفر وشيبة وغيرهم .
  قال : وقد صنف ابن جبير المكي مثل ابن مجاهد كتابا في القراءات ، فاقتصر على خمسة اختار من كل مصر اماما ، وانما اقتصر على ذلك لان المصاحف التي ارسلها عثمان كانت خمسة الى هذه الامصار ، ويقال انه وجه بسبعة هذه الخمسة ومصحفا الى اليمن ومصحفا الى البحرين ، لكن لما لم يسمع لهذين المصحفين خبرا وأراد ابن مجاهد وغيره مراعاة عدد المصاحف استبدلوا من مصحف البحرين واليمن قارئين كمل بهما العدد ، فصادف ذلك موافقة العدد الذي ورد الخبر فيه فوقع ذلك لمن لا يعرف اصل المسألة ولم تكن له فطنة فظن ان المراد بالاحرف السبعة القراءات السبع ، والاصل المعتمد عليه صحة السند في السماع واستقامة الوجه في العربية موافقة الرسم (2) .
  وقال القراب في الشافي : التمسك بقراءة سبعة من القراء دون غيرهم ليس فيه اثر ولا سنة ، وانما هو من جمع بعض المتأخرين ، فانتشر وأوهم انه لا تجوز الزيادة على ذلك ؛ وذلك لم يقل به احد (3) .
  عدد الآيات :
  عدد الآيات القرآنية ينتهي الى زمن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم )، فقد روي عنه بعض الاحاديث التي يذكر فيها عدد خاص من آيات سورة كآيات عشر من سورة آل عمران مثلا ، وحتى روي عنه عدد آيات بعض السور ايضا كسورة الفاتحة سبع آيات (4) وسورة الملك ثلاثون آية (5) .
--------------------
(1) الاتقان 1 / 82 .
(2) الاتقان 1 / 82 .
(3) الاتقان 1 / 83 .
(4) الاتقان 1 / 68 .
(5) الاتقان 1 / 68 .

القرآن في الاسلام _ 76 _
  واختلفوا في عدد مجموع الآيات على ستة اقوال ذكرها الداني :
  فقيل ستة آلاف آية ، وقيل ستة آلاف ومئتان واربع آيات وقيل ستة آلاف ومائتان واربع عشرة آية ، وقيل ستة آلاف ومائتان وتسع عشرة آية ، وقيل ستة آلاف ومائتان وخمس وعشرون / ـ آية ، وقيل ستة آلاف ومائتان وست وثلاثون آية (1) .
  قولان من هذه الاقوال الستة لاهل المدينة ، واربعة اقوال لاهل بقية المدن التي ارسل اليها مصحف عثمان ، وهي مكة والكوفة والبصرة والشام .
  وكل صاحب قول من هذه الاقوال يسند رأيه الى بعض الصحابة ، ثم يعتبرونها روايات موقوفة فينسبونها الى النبي( صلى الله عليه وآله وسلم )، ومن هنا اعتبر الجمهور عدد الآيات والتمييز بينها توقيفيا .
  لاهل المدينة عددان كما ذكرنا (2) احدهما لابي جعفر يزيد بن القعقاع وشيبة بن نصاح ، والثاني عدد اسماعيل بن جعفر بن ابي كثير الانصاري .
  وعدد اهل مكة هو عدد ابن كثير عن مجاهد عن ابن عباس عن اُبي بن كعب .
  وعدد اهل الكوفة عدد حمزة والكسائي وخلف ، ويرويه حمزة عن ابن ابي ليلى عن ابي عبد الرحمن السلمي عن علي عليه السلام .
  وعدد اهل البصرة عدد عاصم بن العجاج الجحدري .
  وعدد اهل الشام عدد ابن ذكوان وهشام بن عمار وينسب الى ابي الدرداء ، والاختلاف في عدد مجموع الآيات اتى من قبل الاختلاف في عدد آية كل سورة ،وقد ذكروا ايضا عدد حروف وكلمات سور القرآن وعدد المجموع ، ولكن لا يهمنا الان ذكر التفاصيل هنا .

أسماء السور
  تقسيم القرآن الكريم الى السور تقسيم قرآني كتقسيمه الى ايات ، وقد صرح تعالى في مواضع بلفظة ( السورة ) ، فقال ( سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا ) (3) و ( فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ ) (4) ( فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ ) (5) .
  وتسمية السور تناسب مع موضوع ذكر فيها او جاء الاسم نفسه فيها كسورة البقرة وسورة آل عمران وسورة الاسراء وسورة التوحيد ، وفي نسخ القرآن القديمة كثيرا ما كانوا يكتبون ( سورة تذكر فيها البقرة ) و ( سورة يذكر فيها آل عمران ) .
  وربما تكون جملة من سورة معرفا لها كسورة اقرأ باسم ربك وسورة انا انزلناه وسورة لم يكن واشباهها .
--------------------
(1) الاتقان 1 / 69 .
(2) نقله في الاتقان 1 / 69 عن ابي عبد الله الموصلي .
(3) سورة النور : 1 .
(4) سورة التوبة : 86 .
(5) سورة البقرة : 23 .

القرآن في الاسلام _ 77 _
  واحيانا يكون وصف السورة معرفا لها كسورة فاتحة الكتاب (1) وسورة ام الكتاب والسبع المثاني وسورة الاخلاص (2) وسورة نسبة الرب وامثالها .
  ان هذه الاسماء والنعوت كانت موجودة في الصدر الاول بشهادة الاثار والتاريخ ، وحتى اسماء بعض السور جاءت في الاحاديث النبوية كسورة البقرة وسورة آل عمران وسورة هود وسورة الواقعة ، ولهذا يمكن القول بأن كثيرا من هذه الاسماء تعيينية من زمن الرسول نتيجة لكثرة الاستعمال ، وليس شيء منها توقيفيا شرعيا .
  خط القرآن واعرابه :
  كانوا يكتبون القرآن الكريم في زمن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والقرآن الاول والثاني الهجري بالخط الكوفي ، وللابهام الموجود في كثير من كلمات الخط الكوفي تداول الصحابة وغيرهم الحفظ والرواية والقراء كما ذكرنا ، ومع هذا بقي شيء من الالتباس والابهام للعامة واختص الحفاظ والرواة بالقراءة الصحيحة فقط ، فلم يكن من الميسور فتح المصحف وقراءته بصورة صحيحة .
  ومن هنا وضع ابو الاسود الدؤلي (3) اسس علم العربية بارشاد من الامام امير المؤمنين عليه السلام ، كما وضع فيما بعد نقط الحروف بأمر الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان .
  وهكذا قل الالتباس وارتفع شيء من الابهام ، الا انه لم يزل بالكلية ، حتى وضع الخليل بن احمد الفراهيدي (4) مكتشف علم العروض اشكالا لكيفية تلفظ تلك الحروف : المد ، التشديد ، الفتحة ، الكسرة ، الضمة ، السكون ، التنوين مع احدى الحركات الثلاث ، الروم ، الاشمام . وبهذا ارتفع الالتباس تماما .
  وكان قبل وضع الفراهيدي (5) تلك العلامات يشيرون بالنقاط الى الحركات : فعوضا عن الفتحة نقطة في اول الحرف ، وعوضا عن الكسرة نقطة تحته ، وعوضا عن الضمة نقطة على الحرف في آخره ، ولكن هذه الطريقة كانت تزيد في الالتباس في بعض الحالات .

فهارس الكتاب
  1 ـ الآيات الكريمة
  2 ـ نصوص الأحاديث
  3 ـ اسماء الاعلام
  4 ـ دليل الموضوعات
--------------------
(1) سورة الحمد تسمى ( فاتحة الكتاب ) بمناسبة وقوعها اول القرآن وتسمى « السبع المثاني » بمناسبة انها سبع آيات .
(2) سورة قل هو الله احد تسمى بـ ( الاخلاص ) بمناسبة اشتمالها على التوحيد الخالص وتسمى « نسبة الرب » بمناسبة انها تصف الله تعالى ، لان النسبة هنا بمعنى الوصف .
(3) الاتقان 2 / 171 .
( 4 ـ 5 ) الاتقان 2 / 171 .

القرآن في الاسلام _ 78 _
 ( سورة البقرة )
  23 ـ ( وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ ) : 27 ، 102 ، 192 .
  77 ـ ( أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ) : 127 .
  97 ـ ( قل من كان عدواً لجبريل فانه نزله على قلبك ) : 104 ، 134 .
  109 ـ ( فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ ) : 65 .
  148 ـ ( وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ ) : 18 .
  165 ـ ( وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً ) : 89 ، 90 .
  213 ـ ( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ ) : 124 .
  257 ـ ( اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ ) : 90 .
  281 ـ ( وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ) : 154 .

  ( سور آل عمران )
  7 ـ ( هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ) : 46 ، 48 ، 53 .
  19 ـ ( ان الدين عند الله الإسلام ) : 21 .
  31 ـ ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ ) : 91 .
  64 ـ ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ ) : 32 .
  68 ـ ( وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) : 90 .
  85 ـ ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه ) : 22 .
  195 ـ ( أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ) : 43 .

القرآن في الاسلام _ 79 _
  ( سورة النساء )
  36 ـ ( وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا ) : 39 .
  59 ـ ( أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) : 128 .
  60 ـ ( فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) : 60 .
  64 ـ ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ ) : 38 .
  82 ـ ( أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا ) : 28 ، 36 ، 48 ، 51 ، 80 ، 81 ، 84 ، 103 .
  139 ـ ( فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا ) : 89 .
  165 ـ ( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا * وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا * رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ) : 124 .
  166 ( لَّكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا ) : 28 .
  173 ـ ( لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعًا ) : 106 .
( سور المائدة )
  48 ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا ) : 33 .
( سورة الانعام )
  19 ـ ( وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ ) : 32 .
  122 ـ ( أومن كان ميتأ فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس ): 90 .
  124 ـ ( وَإِذَا جَاءتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللّهِ اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ) : 111 .
( سورة الاعراف )
  45 ـ ( الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا) : 19 .
  52 ـ ( وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ) : 53 .
  157 ـ ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ) : 91 .
  179 ـ ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ ) : 40 .

القرآن في الاسلام _ 80 _
( سورة التوبة )
  11 ـ ( فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ) : 31 .
  29 ـ ( قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ ) : 65 .
  34 ـ ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ) : 173 .
  71 ـ ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَر ) : 128 .
  86 ـ ( إِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ ) : 192 .
  100 ـ (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ ) : 173 .
( سورة يونس )
  32 ـ ( فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ ) : 35 .
  38 ـ ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ ) : 27 ، 102 .
  39 ـ ( وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى ) : 54 .
( سور هود )
  1 ـ ( كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ) : 46 .
  13 ـ ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ ) : 27 ، 102 .
( سورة يوسف )
  36 ـ ( وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَآ إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ) : 58 .
  40 ـ ( إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ ) : 23 ، 126 .
  41 ـ ( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ ) : 58 .
  43 ـ ( وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ ) : 58 .
 47 ـ ( قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ) : 58 .
  100 ـ ( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ) : 58 .
( سورة الرعد )
  17 ـ ( أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا ) : 45 .
  33 ـ ( أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ) : 130 .
  43 ـ (قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ) : 28 .

القرآن في الاسلام _ 81 _
( سورة ابراهيم )
   22 ـ ( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم ) : 108 .
  34 ـ ( إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ) : 118 .
( سورة الحجر )
  9 ـ ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ): 178 .
  21 ـ ( وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ ) : 90 .
( سورة النحل )
  9 ـ ( وَعَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ ): 131 .
  44 ـ ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ): 38 ، 68 .
  89 ـ ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ ) : 15 ، 34 ، 84 .
  101 ـ ( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ * قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ): 66 .
( سورة الاسراء )
  1 ـ ( وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) : 89 .
  9 ـ ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) : 15 .
  35 ـ ( وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) : 59 ، 61 .
  88 ـ (} قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) : 27 ، 102 .
  89 ـ ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا ) : 45 .
  105 ـ ( وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ) : 35 .
  106 ـ ( وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلا ) : 151 .
( سورة طه )
  5 ـ ( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) : 52 .
  8 ـ ( اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى ) : 89 .
  50 ـ ( رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ) : 21 ، 113 .
( سورة الحج )
17 ـ ( إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) : 127 .
30 ـ ( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ ) : 39 .
( سورة المؤمنون )
68 ـ ( أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِينَ ) : 84 .
( سورة النور )
1 ـ ( سورة انزلناها ) : 192 .
( سورة الشعراء )
193 ـ ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ) : 105 ، 134 .
( سورة العنكبوت )
43 ـ ( وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ) : 45 .
( سورة الروم )
7 ـ ( يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ) : 141 .
10 ـ ( ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون ) : 25 .

القرآن في الاسلام _ 82 _
30 ـ ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ) : 21 ، 91 .
54 ـ ( وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ) : 89 .
( سورة السجدة )
7 ـ ( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ) : 87 .
41 ـ ( وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) : 179 .
( سورة الاحزاب )
33 ـ ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) : 64 .
52 ـ ( وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا ) : 127 .
72 ـ ( انه كان ظلوماً جهولا ) : 118 .
( سورة سبأ )
20 ـ ( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ) : 108 .
21 ـ ( وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ) : 128 .
( سورة فاطر )
10 ـ ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) : 25 .
65 ـ ( هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ) : 88 .
( سورة يس )
60 ـ ( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ) : 39 .
( سورة ص )
39 ـ ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ) : 84 .
85 ـ ( لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ) : 108 .
87 ـ ( إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ) : 32 .
( سورة الزمر )
9 ـ ( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ): 139 .
23 ـ ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ) : 46 .
62 ـ ( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ) : 86 .
( سورة فصلت )
41 ـ ( وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ) : 35 .
( سورة الشورى )
11 ـ ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) : 52 .
13 ـ ( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ) : 34 .
51 ـ ( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ) : 133 .
( سورة الزخرف )
1 ـ ( حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ) : 45 ، 62 .
32 ـ ( نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ) ، 118 .
(سورة الجاثية )
23 ـ ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ) : 39 ، 141 .

القرآن في الاسلام _ 83 _
( سورة الاحقاف )
18 ـ ( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ) : 109 .
30 ـ ( يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ ) : 33 .
( سورة محمد )
24 ـ ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) : 36 ، 51 .
( سورة الحجرات )
13 ـ ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) : 44 .
( سورة الطور )
33 ـ ( أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ * فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ ) : 27 .
( سورة النجم )
10 ـ ( فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى ) : 134 .
( سورة القمر )
49 ـ ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) : 89 .
( سورة الواقعة )
75 ـ ( فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ * لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ * تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ) : 63 .
( سورة الحديد )
28 ـ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ ) : 91 .
( سورة المجادلة )
11 ـ ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ) : 139 .
22 ـ ( أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ) : 90 .
( سورة الحشر )
7 ـ ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) : 38 .
( سورة الجمعة )
2 ـ (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) : 38 ، 68 .
( سورة القلم )
(وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ) : 32 .
( سورة الجن )
26 ـ ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا* لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا) : 64 ، 130 .

القرآن في الاسلام _ 84 _
( سورة الاحقاف )
29 ـ ( وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ ): 109 ، 110 .
( سورة الدهر )
( إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) : 114 .
( سورة المدثر )
35 ـ ( إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيرًا لِّلْبَشَر * نذيراً للبشر ) : 33 .
38 ـ ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) : 130 .
( سورة عبس )
11 ـ ( كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ * فَمَن شَاء ذَكَرَهُ * فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ * مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ) : 107 .
19 ـ ( مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ) : 114 ، 120 .
( سورة التكوير )
19 ـ ( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ * وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ * وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ ) : 105 .
( سورة الانفطار )
9 ـ ( عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ *كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ) : 128 .
( سورة الطارق )
4 ـ ( إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ) : 130 .
13 ـ ( إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ ) : 34 .
( سورة الاعلى )
2 ـ ( الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى ) : 21 ، 113 .
( سورة الفجر )
22 ـ ( وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ) : 52 .
( سورة الشمس )
7 ـ ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ) 21 ، 92 ، 110 ، 111 .
( سورة العلق )
5 ـ ( عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) : 139 .
6 ـ ( كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى* أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى ) : 122 .
( سورة البينة )
2 ـ ( رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً ) : 2 .
( سورة الزلزال )
7 ـ ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) : 126 .