|
( أتم الصلاة ، ولو صلاة واحدة ) (1) .
1182 ـ محمد بن عبد الحميد ، عن يونس بن يعقوب قال : قلت لأبي الحسن موسى عليه السلام : جعلت فداك ، رجل أكل فالوذج فيه زعفران بعدما رمى الجمرة ولم يحلق ، قال :
( لا بأس )(2) .
1183 ـ قال : وسألته يحرم عليّ في حرم رسول الله صلّى الله عليه وآله ما يحرم في حرم الله عز وجل ؟ قال :
( لا ) (3) .
1184 ـ علي بن سليمان بن رشيد ، عن مالك بن أشيم ، عن إسماعيل ابن بزيع قال : قلت لأبي الحسن الأول علي عليه السلام : إن لنا فتاة وقد ارتفع حيضها ، فقال لي :
( اخضب رأسها بالحناء ، فإنه سيعود حيضها إلى ما كان ) .
قال : ففعلت فعاد الحيض إلى ما كان (4) .
1185 ـ محمد بن عبد الحميد قال : أخبرني عبد السلام بن سالم ، عن الحسن بن سالم قال : بعثني أبو الحسن موسى عليه السلام إلى عمته يسألها شيئاً كان لها تعين به محمد بن جعفر في صداقه ، فلما قرأت الكتاب ضحكت ثم قالت لي : قل له : بأبي أنت وأمي ، الأمر إليك فاصنع به ما تريد .
------------------------------------
(1) رواه الكليني في الكافي 4 : 524| 2 ، والشيخ في التهذيب 5 : 425| 1477 وفي الاستبصار 2 : 330| 1173 ، ونقله المجلسي في
البحار 89 : 80| 7 .
(2) نقله المجلسي في البحار 99 : 167| 3 .
(3) نقله المجلسي في البحار 99 : 375| 1 .
(4) نقله المجلسي في البحار 81 : 89| 9 .
قــرب الاســنــاد _ 302 _
فقلت لها : فديتك ايش كتب إليك ؟ فقالت تهدي إليك قدر برام (1) ، أخبرك به ؟ قلت : نعم ، فاعطتني الكتاب فقرأته ، فإذا فيه : ( إن لله ظلاً تحت يده يوم
القيامة ، لا يستظل تحته إلاّ نبي أو وصي نبي ، أو مؤمن أعتق عبداً مؤمناً ، أو مؤمن قضى مغرم مؤمن ، أو مؤمن كف أيمة (2) مؤمن ) (3) .
1186 ـ محمد بن عبد الحميد ، عن أبي بهيلة ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال : ( لا تختضب الحائض ) (4) .
1187 ـ احمد بن محمد ، عن عبد الرحمن بن عمر بن أسلم قال : رأيت أبا الحسن موسى عليه السلام احتجم يوم الأربعاء وهو محموم ، فلم تتركه الحمى، فاحتجم يوم الجمعة فتركته الحمى (5) .
1188 ـ محمد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن إبراهيم بن مفضل بن قيس قال : سمعت أبا الحسن الأول عليه السلام وهو يحلف أن لا يكلم محمد ابن عبد الله الأرقط أبداً ، فقلت في نفسي : هذا يأمر بالبر والصلة ، ويحلف أن لا يكلم ابن عمه أبداً .
قال : فقال : ( هذا من برّي به ، هو لا يصبر ان يذكرني ويعيبني ، فإذا علم الناس أني لا اُكلمه لم يقبلوا منه ، أمسك عن ذكري ، فكان خيراً له ) (6) .
1189 ـ محمد بن الحسين ، عن محمد بن سنان ، عن أبي جرير القمي
------------------------------------
(1) البرام : حجر تصنع منه القدور انظر ( مجمع البحرين ـ برم ـ 6 : 16 ) .
(2) الأيمة : عدم الزواج ، انظر ( الصحاح ـ أيم ـ 5 : 1868 ) .
(3) نقله المجلسي في البحار 74 : 356| 1 .
(4) رواه الشيخ في التهذيب 1 : 182| صدر الحديث 521 والاستبصار 1 : 116| صدر الحديث 388 ، ونقله المجلسي في بحاره 81 : 89| 9 .
(5) رواه الصدوق في الخصال : 386| 71 ، ونقله المجلسي في بحاره 59 : 43| 3 .
(6) روى الصفار في بصائر الدرجات : 256| 7 ، نحوه ، ونقله المجلسي في بحاره 48 : 159| 1 .
قــرب الاســنــاد _ 303 _
قال : كتبت إلى أبي الحسن موسى عليه السلام أسأله عن المحرم يكون به الجرح فيكون فيه المدّة، وهو يؤذي صاحبه يجدفيه حرقة .
قال : فأجابني : ( لا بأس أن يفتحه ) (1) .
1190 ـ أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين جميعاً ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب قال : سمعت أبا الحسن مِوسى عليه السلام يقول : ( إذا مات المؤمن بكت عليه الملائكة ، وبقاع الارض التي كان يعبد الله عليها ، وأبواب السماء التي كان يصعد بأعماله فيها ، وثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء ) .
قال : ( لأن المؤمنين حصون المسلمين كحصن سور المدينة لها ) (2) .
1191 ـ وبهذا الإسناد عن علي بن رئاب قال : سئل أبو الحسن موسى ابن جعفر عليه السلام ـ وأنا حاضر ـ عن رجل تزوج امرأة على مائة دينار وعلى أن تخرج معه إلى بلاده ، فان لم تخرج معه الى بلاده فإن مهرها خمسون ديناراً ، أرأيت إن لم تخرج معه إلى بلاده ؟
قال : فقال : ( إن أراد أن يخرج بها الى بلاد الشرك فلا شرط له عليها في ذلك ، ولها مائة دينار التي أصدقها إياها ، وإن اراد أن يخرج بها إلى بلاد المسلمين ودار الإسلام فله ما شرط عليها ، والمسلموق عند شروطهم ، وليس له أن يخرج بها إلى بلاده حتى يؤدي إليها صداقها ، أو ترضى منه من ذلك ، فما رضيته جائز له ) (3) .
------------------------------------
(1) نقله الحر العاملي في الوسائل 9 : 159| 1 .
(2) رواه الكليني في الكافي 1 : 30 | 3 ، والصدوق في علل الشرائع : 462| 2 ، ونقله المجلسي في بحاره 82 : 177| 18 .
(3) رواه الكليني في الكافي 5 : 404| 9 ، والشيخ في التهذيب 7 : 373| 1507 ، ونقله المجلسي في بحاره 103 : 355| 41 .
قــرب الاســنــاد _ 304 _
1192 ـ محمد بن الحسين ، عن محمد بن سنان قال : كتب معي عطية المدائني إلى أبي الحسن الأول عليه السلام يسأله ، قال : قلت : امرأتي طالق على السنة إن أعدت الصلاة ، فأعدت الصلاة ، ثم قلت : امرأتي طالق على الكتاب والسنة إن أعدت الصلاة ، فأعدت ، ثم قلت : امرأتي طالق طلاق ال محمد على السنة إن اعدت صلاتي ، فأعدت ، قال : فلما رأيت استخفافي بذلك قلت : امرأتي عليّ كظهر اُمي إن أعدت الصلاة ، فأعدت ، ثم قلت : امرأتي عليَّ كظهر أمي ان أعدت الصلاة ، فأعدت ، ثم قلت : امرأتي عليَّ كظهر امي ان أعدت الصلاة ، فاعدت ، وقد اعتزلت أهلي منذ سنين .
قال : فقال أبو الحسن عليه السلام : ( الأهل أهله ولا شيء عليه ، إنما هذا وأشباهه من خطوات الشيطان ) (1) .
1193 ـ عبد الله بن عامر ، عن ابن أبي نجران ، عن صالح بن عبد الله الخثعمي قال : كتبت إلى أبي الحسن موسى عليه السلام أسأله عن اُم ولد لي ذكرت أنها أرضعت جارية لي فقال :
( لا تقبل قولما ولا تصدقها ) (2) .
1194 ـ وبهذا الإسناد عن صالح بن عبد الله الخثعمي قال : كتبت إلى أبي الحسن موسى عليه السلام أسأله عن الصلاة في المسجدين أقصّر أو اُتم ؟
فكتب إليّ : ( أي ذلك فعلت لا بأس ) .
قال : وكتبت إليه أسأله عن خصي لي في سن رجل مدرك ، يحل للمرأة أن يراها وتكشف بين يديه ؟ قال : فلم يجبني فيها .
------------------------------------
(1) نقله المجلسي في البحار 104 : 167| 4 .
(2) رواه الكليني في الكافي 5 : 446| 17 ، والشيخ في التهذيب 7 : 323| 1329 ، باختلاف يسير ، ونقله المجلسي في بحاره 103 : 322|
4 .
قــرب الاســنــاد _ 305 _
قال : فسألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عنها مشافهة ، فأجابني بمثل ما أجابني أبوه ، إلا أنه قال في الصلاة : ( قصر ) (1) .
1195 ـ محمد بن الحسين ، عن إبراهيم بن أبي البلاد قال : قلت لأبي الحسن الأول عليه السلام : جعلت فداك ، إن رجلا من مواليك عنده جوار مغنيات قيمتهن اربعة عشر ألف دينار وقد جعل لك ثلثها ، فقال :
( لا حاجة لي فيها ، إن ثمن الكلب والمغنية سحت ) (2) .
1196 ـ الحسن بن ظريف وعلي بن إسماعيل ومحمد بن عيسى ، عن حماد بن عيسى قال : رأيت أبا الحسن موسى عليه السلام صلى الغداة ، فلما سلّم الإمام قام فدخل الطواف ، فطاف اُسبوعين بعد الفجر قبل طلوع الشمس ، ثم خرج من باب بني شيبة ، ومضى ولم يصل (3) .
1197 ـ محمد بن الحسين ، عن عثمان بن عيسى قال : قلت لأبي الحسن الأول عليه السلام : إن الحسن بن محمد له إخوة من أبيه ، وليس يولد له ولد إلا مات ، فادع الله له .
فقال : ( قضيت حاجته ) .
فولد له غلامان (4) .
1198 ـ محمد بن عيسى ، عن علي بن يقطين ، أوعن زيد ، عن علي بن يقطين ، أنه كتب إلى أبي الحسن موسى عليه السلام : إن قلبي يضيق مما أنا عليه من عمل السلطان ـ وكان وزيراً لهارون ـ فإن أذنت لي ـ جعلني الله فداك ـ
------------------------------------
(1) نقله المجلسي في البحار 89 : 80| 7 .
(2) روى الكليني في الكافي 5 : 120| 7 ، نحوه ، ونقله المجلسي في بحاره 79 : 242| 10 .
(3) نقله المجلسي في البحار 83 : 147| 2 و 99 : 215| 7 .
(4) نقله المجلسي في البحار 48 : 43| 20 .
قــرب الاســنــاد _ 306 _
هربت منه .
فرجع الجواب : ( الا آذن لك بالخروج من عملهم ، واتق الله ) أو كما قال (1) .
1199 ـ محمد بن الحسين ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي الحسن الأول ، قال : كتبت إليه أساله عن هذه المسالة ـ وعرفت خطه ـ : عن أم ولد لرجل كان ابو الرجل وهبها له ، فولدت منه اولاداً، فقالت له بعد ذلك : إن أباك قد كان وطأني قبل أن يهبني لك .
قال : ( لا تصدفغ إنما تفر من سوء خلق ) (2) .
1200 ـ محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن قال : أخبرني من رأى أبا الحسن الأول عليه السلام بمنى ، وهو يمسح ظهر قدمه من أعلى القدم إلى الكعب ، ومن الكعب إلى أعلى القدم (3) .
1201 ـ محمد بن عيسى ، عن بعض من ذكره ، أنه كتب أبو الحسن موسى عليه السلام إلى الخيزران أم أمير المؤمنين يعزيها بموسى ابنها ، ويهنؤها بهارون ابنها .
( بسم الله الرحمن الرحيم
للخيزران أم امير المؤمنين من موسى بن جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين .
أما بعد : اصلحك الله وأمتع بك ، وأكرمك وحفظك ، وأتم النعمة والعافية في الدنيا والآخرة لك برحمته ، ثم إن الأمور ـ اطال الله بقاءك ـ كلها بيد الله
------------------------------------
(1) نقله المجلسي في البحار 48 : 158| 32 .
(2) رواه الكليني في الكافي 5 : 566| 44 ، ونقله المجلسي في بحاره 104 : 16| 5 .
(3) رواه الكليني في الكافي 3 : 31| صدر الحديث 7 ، والشيخ في التهذيب 1 : 57| 160 وفي الاستبصار 1 : 58| 170 ، ونقله
المجلسي في بحاره 80 : 258| 5 .
قــرب الاســنــاد _ 307 _
عزوجل يمضيها ويقدرها بقدرته فيها والسلطان عليها ، توكل بحفظ ماضيها وتمام باقيها ، فلا مقدم لما أخر منها ولا مؤخر لما قدم ، استأثر بالبقاء وخلق خلقه للفناء ، أسكنهم دنيا سريع زوالها قليل بقاؤها ، وجعل لهم مرجعاً إلى دار لا زوال لها ولآ فناء ، وكتب الموت على جميع خلقه ، وجعلهم اُسوة فيه ، عدلاً منه عليهم عزيزاً وقدرة منه عليهم ، لا
مدفع لأحد منه ولا محيص له عنه ، حتى يجمع الله تبارك وتعالى بذلك إلى دار البقاء خلقه ، ويرث به أرضه ومن عليها ، وإليه يرجعون .
بلغنا ـ أطال الله بقاءك ـ ما كان من قضاء الله الغالب في وفاة أمير المؤمنين موسى صلوات الله عليه ورحمته ومغفرته ورضوانه ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ، إعظاماً لمصيبته وإجلالا لرزئه (1) وفقده ، ثم إنا لله وإنا إليه راجعون ، صبراً لأمر الله عزوجل وتسليماً لقضائه ، ثم إنا لله وإنا إليه راجعون لشدة مصيبتك علينا خاصة ، وبلوغها من حر قلوبنا ونشوز أنفسنا .
نسأل الله أن يصلي على أمير المؤمنين وأن يرحمه ، ويلحقه بنبيه صلّى الله عليه واله وسلم وبصالح سلفه ، وأن يجعل ما نقله إليه خيراً مما أخرجه منه ، ونسأل الله أن يعظّم أجرك ـ أمتع الله بك ـ وأن يحسن عقباك ، وأن يعوضك من المصيبة بأمير المؤمنين صلوات الله عليه أفضل ما وعد الصابرين من صلواته ورحمته وهداه .
ونسأل الله أن يربط على قلبك ، ويحسن عزاءك وسلوتك ، والخلف عليك ، ولايريك بعده مكروهاً في نفسك ولا في شيء من نعمته عليك .
وأسأل الله أن يهنيك خلافة أمير المؤمنين أمتع الله به وأطال بقاءه ومد في عمره وانسأ في أجله ، وأن يسوغكما بأتم النعمة وافضل الكرامة ، وأطول العمر ،
------------------------------------
(1) لرزيته : حل .
قــرب الاســنــاد _ 308 _
وأحسن الكفاية ، وأن يمتعك وإيانا خاصة والمسلمين عامة بأمير المؤمنين ، حتى نبلغ به أفضل الأمل فيه لنفسه ومنك ـ أطال الله بقاءه ـ ومنا له .
لم يكن ـ أطال الله بقاءك ـ أحد من أهلي وقومك وخاصتك وحرمتك كان أشد لمصيبتك إعظاماً وبها حزناً ولك بالاجر عليها دعاءً وبالنعمة التي احدث الله لامير المؤمنين ـ اطال الله بقاءه ـ دعاء بتمامها ودوامها وبقائها ، ودفع المكروه فيها ، مني .
والحمد لله لما جعل الله عليه بمعرفتي بفضلك والنعمة عليك ، وشكري بلاءك ، وعظيم رجائي لك ، أمتع الله بك وأحسن جزاءك إن رأيت ـ أطال الله بقاءك ـ أن تكتبي إلي بخبرك في خاصة نفسك ، وحال جزيل هذه المصيبة وسلوتك عنها ، فعلتِ ، فإني بذلك مهتم إلى ما جاءني من خبرك وحالك فيه متطلع ، أتم الله لك أفضل ما عودك من نعمه ، واصطنع عندك من كرامته ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ) .
وكتب يوم الخميس لسبع ليال خلون من شهر ربيع الاخر سنة سبعين ومائة (1) .
1202 ـ محمد بن الحسين ، عن أحمد بن الميثم ، عن الحسين بن أبي العرندس قال : رأيت أبا الحسن موسى عليه السلام في المسجد الحرام في شهر رمضان ، وقد أتاه غلام له أسود ـ بين ثوبين أبيضين ـ ومعه قلة وقدح ، فحين قال المؤذن : الله أكبر ، صب له فناوله وشرب (2) .
1203 ـ محمد بن الحسين ، عن احمد بن الحسن الميثمي ، عن الحسين بن أبي العرندس قال : رأيت أبا الحسن عليه السلام بمنى وعليه نقبة ، ورداء ، وهو
------------------------------------
(1) نقله المجلسي في البحار 48 : 134| 7 .
(2) نقله المجلسي في البحار 83 : 62| 25 و 96 : 313| 9 .
قــرب الاســنــاد _ 309 _
متكئ على جواليق سود ، متكىء على يمينه ، فأتاه غلام أسود بصحفة فيها رطب فجعل يتناول بيساره فيأكل وهو متكىء على يمينه ، فحدثت بهذا الحديث رجلاً من أصحابنا قال :
فقال لي : أنت رأيته يأكل بيساره ؟ قال : قلت : نعم ، قال : أما والله لحدثني سليمان بن خالد انه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول :
( صاحب هذا الأمر كلتا يديه يمين ) (1) .
1204 ـ محمد بن الحسين ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي الحسن الأول قال : سمعته يقول لرجل : ( لاتمكن الناس من قيادك فتذل ) (2) .
1205 ـ أيوب بن نوح ، عن صالح بن عبد الله ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي الحسن الاول عليه السلام ، قال : ابتدأني فقال : ( ماء الحمام لا ينجسه شيء ) (3) .
1206 ـ محمد بن عبد الحميد ، عن يونس بن يعقوب قال : قلت لأبي الحسن الاول عليه السلام : صليت بقومي ملاة فقمت ولم اسلّم عليهم ، نسيت ، فقالوا :
ما سلمت علينا .
قال : ( الم تسلم وأنت جالس ؟ ) قلت : بلى ، قال : ( فلا شيء عليك ، ولو شئت حين قالوا لك استقبلتهم بوجهك فقلت : السلام عليكم ) (4) .
1207 ـ محمد بن الحسين ، عن إبراهيم بن أبي البلاد قال : صلى أبو الحسن الاول عليه السلام صلاة الليل في المسجد الحرام وأنا خلفه ، فصلى الثمان
------------------------------------
(1) نقله المجلسي في البحار 48 : 119| 37 .
(2) نقله المجلسي في البحار75 : 394| 7 .
(3) نقله المجلسي في البحار 80 : 34| 2 .
(4) رواه الشيخ في التهذيب 2 : 348| 1442 ، باختلاف يسير ، ونقله المجلسي في بحاره 85 : 303| 7 .
قــرب الاســنــاد _ 310 _
وأوتر ، وصلى الركعتين ، ثم جعل مكان الضجعة سجدة (1) .
1208 ـ محمد بن الحسين ، عن إبراهيم بن عبد الحميد قال : دخلت على أبي الحسن الأول عليه السلام في بيته الذي كان يصلي فيه ، فإذا ليس في البيت شيء
إلاخصفة وسيف معلق ومصحف (2) .
1209 ـ محمد بن عيسى قال : حدثني إبراهيم بن عبد الحميد قال :
سالت أبا الحسن عليه السلام ، عن الرجل يشتري الجارية وهي حبلى ، أيطؤها ؟
قال : ( لا يقربها ) (3) .
1210 ـ محمد بن عيسى قال : حدثني حماد بن عيسى قال : دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام بالبصرة فقلت له : جعلت فداك ، ادع الله
تعالى أن يرزقني داراً وزوجة وولداً وخادماً والحج في كل سنة ، قال : فرفع يده ثم قال :
( اللهم صل على محمد وآل محمد ، وارزق حماد بن عيسى داراً وزوجة وولداً وخادماً والحج خمسين سنة ) .
قال حماد : فلما اشترط خمسين سنة علمت أني لا أحج أكثر من خمسين سنة .
قال حماد : وقد حججت ثمانية وأربعين سنة ، وهذه داري قد رزقتها ، وهذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي ، وهذا ابني ، وهذه خادمي ، وقد رزقت كل ذلك .
------------------------------------
(1) رواه الكليني في الكافي 3 : 448| 26 ، والشيخ في التهذيب 2 : 137| 531 ، ولم يرد فيهما :( وانا خلفه ، فصلى الثمان وأوتر وصلى
الركعتين ) ، ونقله المجلسي في بحاره 87 : 198| 5 .
(2) نقله المجلسي في البحار 48 : 100| 1 .
(3) رواه الشيخ في التهذيب 8 : 176| 619 و 177| 620 وفي الاستبصار 3 : 362| 1301 و 1302 ، ونقله المجلسي في بحاره
103 : 131| 3 .
قــرب الاســنــاد _ 311 _
فحج بعد هذا الكلام حجتين تمام الخمسين ، ثم خرج بعد الخمسين حاجاً فزامل أبا العباس النوفلي ، فلما صار في موضع الإحرام دخل يغتسل ، فجاء الوادي فحمله فغرق فمات ، رحمنا الله وإياه ، قبل أن يحج زيادة على الخمسين وقبره بسيالة (1) (2) .
1211 ـ محمد بن عبد الحميد ، عن يونس بن يعقوب قال : سألت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام عن العقيقة ، الجارية والغلام فيها سواء ؟
قال : ( نعم ) (3) .
1212 ـ أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن عبد الله بن جندب قال : كتبت إلى أبي الحسن موسى عليه السلام أساله عن الرجل يريد ان يجعل أعماله من الصلاة والبر والخير أثلاثاً : ثلثاًله ، وثلثين لأبويه ، أو يفردهما من اعماله بشيء مما يتطوع به ، بشيء معلوم ، وإن كان أحدهما حياً والاخر ميتا .
فكتب إلي ( أما للميت فحسن جائز وأما للحي فلا إلا البر والصلة ) (4) .
1213 ـ وعنه ، عن ابن محبوب ، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال : قلت لأبي الحسن موسى عليه السلام : أرأيت إن احتجت إلى طبيب وهو نصراني ، اُسلّم عليه وأدعو له ؟ قال :
------------------------------------
(1) السيالة : اول مرحلة لاهل المدينة اذا قصدوا مكة المكرمة ، معجم البلدان 3 : 292 .
(2) رواه الشيخ في رجال الكشي 2 : 604| 572 ، والمفيد في الاختصاص : 205 ، والطبري في دلائله : 162 ، واورد نحوه الراوندي في الخرائج
1 : 304| 8 ، ونقله المجلسي في بحاره 48 : 47| 36 .
(3) روى الكليني في الكافي 6 : 26| 1 ، 2 ، نحوه ، ونقله المجلسي في بحاره 104 : 108| 7 .
(4) نقله المجلسي في البحار 74 : 67| 39 .
قــرب الاســنــاد _ 312 _
( نعم ، لأنه لا ينفعه دعاؤك ) (1) .
1214 ـ وعنه ، عن علي بن محبوب ، عن علي بن أبي حمزة قال : سألت أبا الحسن موسى عليه السلام قلت : المرأة تقعد عند رأس المريض وهي حائض ،
وهو في حد الميت ؟ قال : فقال :
( لا بأس أن تمرضه ، فإذا خافوا عليه وقرب من ذلك تنحت عنه وتتجنب قربه ، فإن الملائكة تتأذى بذلك ) (2) .
1215 ـ وعنه ، عن ابن محبوب ، عن أبي جرير الرقاش قال : قلت لأبي الحسن موسى عليه السلام : كيف أتوضأ للصلاة ؟ قال : فقال :
( لا تغمس في الوضوء ، ولا تلطم وجهك بالماء لطماً ، ولكن اغسله من أعلى وجهك إلى أسفله بالماء مسحاً ، وكذلك فامسح بالماء على ذراعيك ورأسك وقدميك ) (3) .
1216 ـ وعنه ، عن ابن محبوب ، عن المفضل عن الكاتب قال : سألت أبا الحسن عليه السلام عن رجل من أصحابنا يموت ولم يترك ما يكفن به ، أفأشتري له كفنه من الزكاة ؟ .
قال : فقال : ( اعط عياله من الزكاة قدر ما يجهزونه به فيكونون هم الذين يجهزونه ) .
قلت : فإن لم يكن له ولد ، ولا أحد يقوم بأمره ، فاُجهزه أنا من الزكاة ؟
قال : فقال : ( كان أبي رضي الله عنه يقول : إن حرمة عورة المؤمن وحرمة بدنه
------------------------------------
(1) رواه الكليني في الكافي 2 : 475| 7 ، 8 ، والصدوق في علل الشرائع : 600| 53 ، وابن ادريس في المستطرفات : 48| 8 ، والطبرسي
في المشكاة : 330 ، ونقله المجلسي في بحاره 75 : 389| 4 .
(2) رواه الكليني في الكافي 3 : 138| 1 ، والشيخ في التهذيب 1 : 428| 1361 ، ونقله المجلسي في بحاره 81 : 230| 1 .
(3) نقله المجلسي في البحار 80 : 257| 4 .
قــرب الاســنــاد _ 313 _
وهو ميت كحرمته وهو حي ، فوار عورته وبدنه وجهزه وكفنه وحنطه ، واحتسب بذلك من الزكاة ) .
قلت : فإن اتجر عليه بعض اخوانه بكفن اخر ، وكان عليه دين ، ايكفن بواحد ويقضي بالآخر دينه ؟
قال : فقال : ( هذا ليس ميراث تركه ، وأنما هذا شيء صار إليهم بعد وفاته ، فليكفنوه بالذي اتجر عليهم به ، وليكن الذي من الزكاة يصلحون به شأنهم ) (1) .
1217 ـ وعنه ، عن ابن محبوب ، عن الفضل بن يونس قال : سألت أبا الحسن موسى عليه السلام قلت : المرأة ترى الطهر قبل غروب الشمس ، كيف تصنع بالصلاة ؟
قال : فقال : ( إذا راًت الطهر بعدما يمضي من زوال الشمس أربعة أقدام فلا تصل إلا العصر ، لأن وقت الظهر دخل عليها وهي في الدم وخرج عنها الوقت وهي في الدم ، فلم يجب عليها أن تصلي الظهر ، وما طرح الله عنها من الصلاة وهي في الدم أكثر ) .
قال : ( وإذا رأت المرأة بعدما مضى من زوال الشمس أربعة اقدام ، فلتمسك عن الصلاة ، فإذا طهرت من الدم فلتقض صلاة الظهر ، لأن وقت الظهر دخل عليها وهي طاهر وخرج عنها وقت الظهر وهي طاهر ، فضيعت صلاة الظهر ، فوجب عليها قضاؤها ) (2) .
1218 ـ وعنه ، عن ابن محبوب ، عن الفضل بن يونس قال : سألت أبا الحسن موسى عليه السلام قلت : تكون معي الجواري وأنا بمكة ، فآمرهن أن
------------------------------------
(1) رواه الشيخ في التهذيب 1 : 445| 1440 ، باختلاف يسير ، ونقله المجلسي في بحاره 96 : 61| 19 .
(2) رواه الكليني في الكافي 3 : 102| 1 ، والشيخ في التهذيب 1 : 389| 1199 وفى الاستبصار 1 : 142| 485، ونقله المجلسي قي
بحاره 83 : 27| 5 .
قــرب الاســنــاد _ 314 _
يقعدن بالحج يوم التروية ، فأخرج بهن فيشهدن المناسك أو أخلفهن بمكة ؟
قال : فقال لي : ( إن خرجت بهن فهو أفضل ، وان خلفتهن عند ثقة فلا بأس ، فليس على المملوك حج ولا عمرة حتى يعتق ) (1) .
1219 ـ احمد بن إسحاق ، قال : حدثني بكر بن محمد الأزدي ، عن أبي الحسن الأول عليه السلام ، قال : كان يقول :
( اللهم إنك أخذت بناصيتي وقلبي فلم تملّكني منهما شيئاً ، فإذ فعلت ذلك بهما فأنت وليهما فاهدهما إلى سواء السبيل ، يارب يارب يارب ، ما أقدرك ما أقدرك ما أقدرك على تعويض كل من كانت له قبلي تبعة ، وتغفر لي فإن مغفرتك للظالمين ) (2) .
1220 ـ السندي بن محمد ، عن يونس بن يعقوب قال : سألت أبا الحسن عليه السلام عن اخصاء الغنم ، قال :
( لا بأس ) (3) .
1221 ـ السندي بن محمد ، عن يونس بن يعقوب قال : أرسلت إلى أبي الحسن موسى عليه السلام : إن أخي اشترى حماماً من المدينة ، فذهبنا بها معنا إلى مكة ، فاعتمرنا وأقمنا ثم أخرجنا الحمام معنا من مكة إلى الكوفة ، علينا في ذلك شيء ؟
فقال للرسول : ( اظنهن كنّ فرّها (4) قل له يذبح مكان كل طير شاة ) (5) .
------------------------------------
(1) رواه الصدوق في الفقيه 2 : 264| 1285 ، ونقله المجلسي في بحاره 99 : 114| 4 .
(2) نقله المجلسي في البحار 95 : 341| 1 .
(3) نقله المجلسي في البحار 64 : 222| 2 .
(4) فُره : جمع فارِه ، وهي الشيء الحسن الجيد في بابه ( الصحاح ـ فره ـ 6 : 2242 ) .
(5) رواه الكليني في الكافي 4 : 235| 16 ، والصدوق في الفقيه 2 : 168| 733 ، والشيخ في التهذيب 5 : 349| 1214 ، وفي الاخير
نحوه ، ونقله المجلسي في بحاره 99 : 151| 17 .
قــرب الاســنــاد _ 315 _
1222 ـ هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن زياد قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول لأبيه :( يا أبة ، إن فلاناً يريد اليمن ، أفلا اُزود ببضاعة ليشتري لي
لما عصب اليمن ؟
فقال له : يا بني ، لا تفعل ) .
قال : ولم ؟
قال : لأنها إن ذهبت لا تؤجر عليها ولم تخلف عليك ، لأن الله تبارك وتعالى يقول : ( وَلاَ تُؤتُوا السفَهاءَ أموالَكمُ الّتي جَعَل الله لَكُم قِياماً ) (1) فأي سفيه أسفه ـ بعد النساء ـ من شارب الخمر ؟!
يا بني إن أبي حدثني عن ابائه ، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال : من ائتمن غير أمين ، فليس له على الله ضمان ، لأنه قد نهاه أن يأتمنه ) (2) .
1223 ـ محمد بن عيسى بن عبيد وأحمد بن اسحاق جميعاً ، عن سعدان ابن مسلم قال : قال بعض اصحابنا : خرج أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام في بعض حوائجه ، فمر على رجل وهو يحد في الشتاء ، فقال :
( سبحان الله ، ما ينبغي هذا ، ينبغي لمن حد أن يستقبل به دفء النهار فإن كان في الصيف أن يستقبل به بردالنهار ) (3) .
1224 ـ محمد بن عيسى وأحمدبن إسحاق جميعاً ، عن سعدان بن مسلم قال : كنت في الحمّام في البيت الأوسط ، فدخل أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام وعليه النورة ، قال : فقال : ( السلام عليكم ) فرددت عليه وتأخرت ، فدخل
------------------------------------
(1) النساء 4 : 5 .
(2) نقله المجلسي في البحار 79 : 127| 10 و 103 : 178| 3 .
(3) رواه البرقي في المحاسن : 274| 379 ، باختلاف في الفاظه ، وروى الكليني في الكافي 7 : 217| 3 ، نحوه ، ونقله المجلسي في بحاره 79 :
97| 3 .
قــرب الاســنــاد _ 316 _
البيت الذي فيه الحوض ، فاغتسلت وخرجت (1) .
1225 ـ محمد بن عيسى وأحمد بن إسحاق جميعاً ، عن سعدان بن مسلم قال : كتبت إلى أبي الحسن موسى عليه السلام في خصي يبول فيلقى من ذلك شدة ، ويرى البلل بعد البلل ، قال :
( يتوضأ ثم ينضح في النهار مرة واحدة ) (2) .
1226 ـ محمد بن عيسى وأحمد بن إسحاق جميعاً ، عن سعدان بن مسلم قال : رأيت ابا الحسن موسى عليه السلام استلم الحجر ثم طاف حتى إذا كان اسبوع التزم وسط البيت ، وترك الملتزم الذي يلتزم أصحابنا ، وبسط يده على الكعبة فمكث ما شاء الله ، ثم مضى إلى الحجر فاستلمه وصلى خلف مقام ابراهيم عليه السلام ، ثم عاد إلى الحجر فاستلمه ، ثم مضى حتى إذا بلغ الملتزم في اخر السبوع التزم وسط البيت وبسط يده ، ثم استلم الحجر وصلى ركعتين خلف مقام ابراهيم عليه السلام ، ثم استلم الحجر وطاف حتى إذا كان اخر السبوع التزم وسط البيت ، ثم استلم الحجر ، ثم صلى ركعتين خلف مقام ابراهيم عليه السلام ، ثم عاد إلى الحجر فاستلم ما بين الحجر إلى الباب ، ثم مكث ما شاء الله ، ثم أتى الحجر فصلى ثماني ركعات ، فكان آخر عهده بالبيت تحت الميزاب ، وبسط يده ودعا ، ثم مكث ما شاء الله ، ثم خرج من باب الحّناطين حتى أتى ذا طوى (3) ،
------------------------------------
(1) رواه الصدوق في الفقيه 1 : 65| 251 ، والشيخ في التهذيب 1 : 374| 1147 ، باختلاف يسير ، ونقله المجلسي في بحاره 76 : 71| 4
.
(2) رواه الكليني في الكافي 3 : 20| 6 ، والصدوق في الفقيه 1 : 43| 168 ، والشيخ في التهذيب 1 : 353| 1051 و 424| 1349 ، وفي الاخيرين : ينضح ثوبه ، ونقله المجلسي في بحاره 80 : 365| 4 .
(3) ذو طوى : واد بمكة ،( معجم ما استعجم ) 3 : 896 .
قــرب الاســنــاد _ 317 _
وكان وجهه إلى المدينة (1) .
1227 ـ الحسن بن ظريف ، عن أبيه ظريف بن ناصح قال : كنت مع الحسين بن زيد ومعه ابنه علي ، إذ مر بنا ابو الحسن موسى بن جعفر صلّى الله
عليه فسلم عليه ثم جاز فقلت : جعلت فداك ، يعرف موسى قائهم آل محمد ؟
قال : فقال لي : إن يكن أحد يعرفه فهو .
ثم قال : وكيف لايعرفه وعنده خط علي بن أبي طالب صلّى الله عليه وإملاء رسول الله صلّى الله عليه وآله .
فقال : علي ابنه : يا أبه كيف لم يكن ذاك عند أبي زيد بن علي ؟
فقال : يا بني ، إن علي بن الحسين ومحمد بن علي سيدا الناس وإمامهم ، فلزم يا بني اباك زيد أخاه فتأدب بأدبه وتفقه بفقهه .
قال : فقلت : فاريه يا أبه إن حدث بموسى حدث يوصى إلى أحد من أخوته ؟
قال : لا والله ما يوصي إلا إلى ابنه ، أما ترى ـ أي بني ـ هؤلاء الخلفاء لا يجعلون الخلافة إلا في أولادهم (2) .
1228 ـ الحسن بن ظريف ، عن معمر ، عن الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر عليه السلام ، قال :
( كنت عند أبي عبد الله عليه السلام ذات يوم ـ وأنا طفل خماسي ـ إذ دخل عليه نفر من اليهود فقالوا : أنت ابن محمد نبي هذه الامة ، والحجة على أهل الارض ؟
------------------------------------
(1) نقله المجلسي في بحاره 99 : 194| 1 .
(2) نقله المجلسي في بحاره 48 : 160| 4 .
قــرب الاســنــاد _ 318 _
قال لهم : نعم .
قالوا : إنا نجد في التوراة أن الله تبارك وتعالى آتى إبراهيم عليه السلام وولده الكتاب والحكم والنبوة ، وجعل لهم الملك والإمامة ، وهكذا وجدنا ذرية الأنبياء لا تتعداهم النبوة والخلافة والوصية ، فما بالكم قد تعداكم ذلك وثبت في غيركم ونلقاكم مستضعفين مقهورين لا ترقب فيكم ذمة نبيكم ؟!
فدمعت عينا أبي عبد الله عليه السلام ، ثم قال : نعم لم تزل امناء (1) الله مضطهدة مقهورة مقتولة بغير حق ، والظلمة غالبة ، وقليل من عباد الله الشكور .
قالوا : فإن الأنبياء وأولادهم علموا من غير تعليم ، واُوتوا العلم تلقيناً ، وكذلك ينبغي لأئمتهم وخلفائهم وأوصيائهم ، فهل اُوتيتم ذلك ؟
فقال أبو عبد الله عليه السلام : اُدن يا موسى ، فدنوت فمسح يده على صدري ثم قال : اللهم أيده بنصرك ، بحق محمد واله ، ثم قال : سلوه عما بدا لكم .
قالوا : وكيف نسأل طفلاً لا يفقه ؟
قلت : سلوني تفقهاً ودعوا العنت .
قالوا : أخبرنا عن الايات التسع التي أُوتيها موسى بن عمران .
قلت : العصا ، وإخراجه يده من جيبه بيضاء ، والجراد ، والقمّل ، والضفادع ، والدم ، ورفع الطور ، والمن والسلوى آية واحدة ، وفلق البحر .
قالوا : صدقت ، فما اُعطي نبيكم من الآيات اللاتي نفت الشك عن قلوب من اُرسل إليه .
قلت : ايات كثيرة ، أعدها إن شاء الله ، فاسمعوا وعوا وافقهوا .
أمّا أول ذلك : انتم تقرّون أن الجن كانوا يسترقون السمع قبل مبعثه ، فمنعت في أوان رسالته بالرجوم وانقضاض النجوم ، وبطلان الكهنة والسحرة .
------------------------------------
(1) في نسخة ( م ) : انبياء .
قــرب الاســنــاد _ 319 _
ومن ذلك : كلام الذئب يخبر بنبوته . واجتماع العدو والولي على صدق لهجته وصدق امانته ، وعدم جهله أيام طفوليته ، وحين أيفع وفتىً وكهلاً . لا يعرف له شكل ، ولا يوازيه مثل (1) .
ومن ذلك : ان سيف بن ذي يزن حين ظفر بالحبشة وفد عليه وفد قريش ، فيهم عبد المطلب ، فساًلهم عنه ووصف لهم صفته ، فأقروا جميعا بأن هذا الصفة في محمد صلى الله عليه وآله ، فقال : هذا أوان مبعثه ، ومستقره أرض يثرب وموته بها (2) .
ومن ذلك : ان ابرهة بن يكسوم قاد الفيلة إلى بيت الله الحرام ليهدمه ، قبل مبعثه ، فقال عبد المطلب : إن لهذا البيت رباً يمنعه ، ثم جمع أهل مكة فدعا ، وهذا بعدما أخبره سيف بن ذي يزن ، فأرسل الله تبارك وتعالى عليهم طيراً أبابيل ودفعهم عن مكة وأهلها (3) .
ومن ذلك : أن أبا جهل ، عمرو بن هشام المخزومي ، أتاه ـ وهو نائم خلف جدار ـ ومعه حجر يريد أن يرميه به ، فالتصق بكفه (4) .
ومن ذلك : ان أعرابياً باع ذوداً (5) له من أبي جهل فمطله بحقه ، فأتى قريشا وقال : اعدوني على أبي الحكم فقد لوى حقي ، فأشاروا إلى محمد صلّى الله عليه واله وهو يصلي في الكعبة ، فقالوا : ائت هذا الرجل فاستعده عليه ، وهم يهزؤون بالأعرابي .
------------------------------------
(1) رواه الرواندي في الخرائج والجرائح 1 : 115| 191 ، ونقله المجلسي في بحاره 17 : 226| 1 .
(2) رواه الراوندي في الخرائج والجرائح 1 : 114| 90 ، والطبرسي في اعلام الورى : 40 بتفصيل في الرواية ، ونقله المجلسي في بحاره 17 :
226| 1 .
(3) رواه الراوندي في الخرائج والجرائح 1 : 114| 189 ، ونقله المجلسي في بحاره 17 : 226| 1 .
(4) روى نحوه ابن شهراشوب في المناقب 1 : 75 ، والطبرسي في اعلام الورى : 56 ، ونقله المجلسي في بحاره 17 : 227| 1 .
(5) الذود من الإبل : ما بين الثلاث الى العشر . ( الصحاح ـ ذود ـ 2 : 471 ) .
قــرب الاســنــاد _ 320 _
فأتاه فقال له : يا عبد الله اعدني على عمرو بن هشام فقد منعني حقي .
قال : نعم فانطلق معه فدق على أبي جهل بابه ، فخرج اليه متغيراً .
فقال له : ما حاجتك ؟ قال : اعط الاعرابي حقه ، قال : نعم .
وجاء الأعراب إلى قريش فقال : جزاكم الله خيرا ، انطلق معي الرجل الذي دللتموني عليه ، فأخذ حقي .
فجاء أبو جهل ، فقالوا : اعطيت الأعرايي حقه ؟ قال : نعم ، قالوا : إنما أردنا أن نغريك بمحمد ، ونهزأ بالأعرابي ، قال : يا هؤلاء دق بابي فخرجت إليه ، فقال : اعط الأعرابي حقه ، وفوقه مثل الفحل فاتحاً فاه كأنه يريدني ، فقال : أعطه حقه ، فلو قلت : لا ، لابتلع رأسي ، فأعطيته (1) .
ومن ذلك : أن قريشاً ارسلت النضر بن الحارث وعلقمة (2) بن أبي معيط بيثرب إلى اليهود ، وقالوا لهما : إذا قدمتما عليهم فسائلوهم عنه ، وهما قد سألوهم عنه
فقالوا : صفوا لنا صفته ، فوصفوه ، وقالوا : من تبعه منكم ؟ قالوا : سفلتنا ، فصاح حبر منهم فقال : هذا النبي الذي نجد نعته في التوراة ، ونجد قومه أشد الناس عداوة له (3) .
ومن ذلك : أنّ قريشاً ارسلت سراقة بن جعشم حتى خرج إلى المدينة في طلبه ، فلحق به فقال صاحبه : هذا سراقة يا نبي الله ، فقال : اللهم اكفنيه ، فساخت قوائم ظهره (4) ، فناداه : يا محمد خل عني بموثق اُعطيكه أن لا اُناصح غيرك ، وكل من عاداك لا اُصالح فقال النبي عليه السلام : اللهم إن كان صادق
------------------------------------
(1) روى نحوه الطبرسي في اعلام الورى : 56 ، ونقله المجلسي في بحاره 17 : 227| 1 .
(2) في هامش ( م ) : جشعم .
(3) رواه الراوندي في الخرائج والجرائح 1 : 114| 188 ، ونقله المجلسي في بحاره 17 : 227| 1 .
(4) الظهر : الحيوان الذي يركب ، ( الصحاح ـ ظهر ـ 2 : 730 ) ، نحوه .
قــرب الاســنــاد _ 321 _
المقال فاطلق فرسه ، فانطلق فوفى وما انثنى بعد ذلك (1) .
ومن ذلك : ان عامربن الطفيل وأربد بن قيس اتيا النبي صلّى الله عليه واله ، فقال عامر لا ربد : إذا أتيناه فأنا اُشاغله عند فاعله بالسيف ، فلما دخلا عليه قال عامر : يا محمد حال (2) قال : لا ، حتى تقول اشهد أن لا اله إلا الله وأني رسول الله ، وهو ينظر إلى أربد وأربد لا يحير شيئاً .
فلما طال ذلك نهض وخرج وقال لأربد : ما كان أحد على وجه الأرض أخوف على نفسي فتكاً منك ، ولعمري لا أخافك بعد اليوم ، فقال له أربد : لا تعجل ، فإني ما هممت بما أمرتني به إلا ودخلت الرجال بيني وبينك ، حتى ما ابصر غيرك ، فأضر بك (3) ؟ !
ومن ذلك : أن اربد بن قيس والنضر بن الحارث اجتمعا على أن يسألاه عن الغيوب فدخلا عليه ، فأقبل النبي صلى الله عليه واله على اربد فقال : يا اربد ، اتذكر ما جئت له يوم كذا ومعك عامر بن الطفيل ؟ فاخبره بما كان فيهما ، فقال اربد : والله ماحضرني وعامرا أحد ، وما أخبرك بهذا إلا ملك من السماء ، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك رسول الله (4) .
ومن ذلك : أن نفراً من اليهود اتوه ، فقالوا لأبي الحسن جدي :
استأذن لنا على ابن عمك نسأله ، فدخل علي عليه السلام فأعلمه ، فقال النبي صلّى الله عليه واله :
ومايريدون مني ؟ فإني عبد من عبيد الله ، لا أعلم إلا ما علمني ربي ، ثم
------------------------------------
(1) روى نحوه الراوندي في الخرائج والجرائح 1 : 23| 1 ، وابن شهر آشوب في المناقب 1 : 71 ، والطبرسي في اعلام الورى : 50 ، ونقله المجلسي
في بحاره 17 : 277| 1 .
(2) كذا ، وفي هامش ( م ) ، ( هـ ) : حائر .
(3) نقله المجلسي في بحاره 17 : 228| 1 .
(4) نقله المجلسي في بحاره 7 1 : 228| 1 .
قــرب الاســنــاد _ 322 _
قال : ائذن لهم فدخلوا عليه فقال : أتسالوني عما جئتم له أم اُنبئكم ؟ قالوا : نبئنا ، قال : جئتم تسألوني عن ذي القرنين ، قالوا : نعم ، قال : كان غلاماً من أهل الروم ثم ملك ، وأتى مطلع الشمس ومغربها ، ثم بنى السد فيها ، قالوا : نشهد أن هذا كذا (1) .
ومن ذلك : أن وابصة بن معبد الأسدي أتاه فقال : لا أدع من البر والإثم شيئاً إلا سألته عنه ، فلما أتاه قال له بعض اصحابه : إليك يا وابصة عن رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فقال النبي صلّى الله عليه واله : ادنه يا وابصة ، فدنوت .
فقال : أتسال عما جئت له أو اُخبرك ؟ قال : اخبرني .
قال : جئت تسأل عن البر والإثم ، قال : نعم ، فضرب بيده على صدره ، ثم قال : يا وابصة البر ما أطمأن به الصدر والإثم ما تردد في الصدر وجال في القلب ، وإن أفتاك الناس وأفتوك (2) .
ومن ذلك : أنه أتاه وفد عبد القيس فدخلوا عليه ، فلما أدركوا حاجتهم عنده قال : ائتوني بتمر اهلكم مما معكم ، فأتاه كل رجل منهم بنوع منه ، فقال النبي صلّى الله عليه واله : هذا يسمى كذا ، وهذا يسمى كذا ، فقالوا : أنت أعلم بتمر أرضنا ، فوصف لهم أرضهم ، فقالوا : أدخلتها ؟ قال : لا ، ولكن فصح لي فنظرت إليها .
فقام رجل منهم فقال : يا رسول الله ، هذا خالي وبه خبل ، فاخذ بردائه ثم قال : اخرج عدو الله ـ ثلاثاً ـ ثم أرسله ، فبرأ ، وأتوه بشاة هرمة ، فأخذ احد اذنيها بين اصابعه ، فصار ميسماً ، ثم قال : خذوها فان هذا السمة في آذان ما تلد إلى يوم
------------------------------------
(1) نقله المجلسي في بحاره 17 : 228| 1 .
(2)اورد احمد في مسنده 4 : 228 ، والبيهقي في دلائل النبوة 6 : 292 نحوه ، ورواه الراوندي في الخرائج والجرائح 1 : 106| 174 ، ونقله
المجلسي في بحاره 17 : 229| 1 .
قــرب الاســنــاد _ 323 _
القيامة ، فهي توالد وتلد في آذانها معروفة غير مجهولة (1) .
ومن ذلك : انه كان في سفر ، فمر على بعير قد أعيى ، وقام منزلاً على أصحابه ، فدعا بماء فتمضمض منه في إناء وتوضأ وقال : افتح فاه فصب في فيه ، فمرذْلك الماء على رأسه وحاركه (2) ، ثم قال : اللهم احمل خلاداً وعامراً ورفيقيهما ـ وهما صاحبا الجمل ـ فركبوه وإنه ليهتز بهم لم أمام الخيل (3) .
ومن ذلك : أن ناقة لبعض أصحابه ضلت في سفر كانت فيه فقال صاحبها : لو كان نبياً لعلم امر (4) الناقة ، فبلغ ذلك النبي عليه السلام فقال : الغيب لا يعلمه
الآ الله ، انطلق يا فلان فإن ناقتك بموضع كذا وكذا ، قد تعلق زمامها بشجرة ، فوجدها كما قال (5) .
ومن ذلك : أنه مر على بعير ساقط فتبصبص له ، فقال : إنه ليشكو شر ولاية اهله له ، يسأله أن يخرج عنهم ، فسأل عن صاحبه فأتاه ، فقال : بعه وأخرجه عنك ، فأناخ البعير يرغو ثم نهض وتبع النبي صلِّى الله عليه وآله فقال : يسألني أن أتولى أمره ، فباعه من علي عليه السلام ، فلم يزل عنده إلى أيام صفين (6) .
ومن ذلك : انه كان في مسجده ، إذ أقبل جمل ناد حتى وضع راسه في حجره ، ثم خرخر فقال النبي عليه السلام يزعم هذا أن صاحبه يريد أن ينحره في وليمة
------------------------------------
(1) رواه الراوندي في الخرائج والجرائح 1 : 107| 175 باختلاف يسير ، ونقله المجلسي في بحاره 17 : 229| 1 .
(2) الحارك : فروع الكتفين ، الصحاح ـ حرك ـ 4 : 1579 .
(3) رواه الراوندي في الخرائج والجرائح 1 : 107| 176 ، ونقله المجلسي في بحاره 17 : 229| 1 .
(4) في هامش ( م ) : اين .
(5) رواه الراوندي في الخرائج والجرائح 1 : 108| 178 ، وروى نحوه الطبرسي في اعلام الورى : 54 ، ونقله المجلسي في بحاره 17 :
230| 1 .
(6) رواه الراوندي في الخرائج والجرائح 1 : 107| 177 ، ونقله المجلسي في بحاره 17 : 230| 1 .
قــرب الاســنــاد _ 324 _
على ابنه فجاء يستغيث ، فقال رجل : يا رسول الله ، هذا لفلان وقد أراد به ذلك ، فأرسل إليه وسأله ان لا ينحره ، ففعل (1) .
ومن ذلك : أنه دعا على مضر فقال : اللهم اشدد وطأتك على مضر ، واجعلها عليهم كسنين يوسف ، فأصابهم سنون ، فأتاه رجل فقال : فوالله ما أتيتك حتى لا يخطر لنا فحل ولا يتردد منا رائح .
فقال رسول الله صلّى الله عليه واله : اللهمِ دعوتك فأجبتني وسألتك فأعطيتني ، اللهم فاسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً سريعاً طبقاً سجالاً عاجلاً غير ذائب (2) نافعاً غير ضار فما قام حتى ملأ كل شيء ودام عليهم جمعة ، فأتوه فقالوا : يا رسول الله انقطعت سبلنا وأسواقنا ، فقال النبي عليه السلام : حوالينا ولاعلينا ، فانجابت السحابة عن المدينة وصار فيما حولها وامطروا شهرا (3) .
ومن ذلك : أنه توجه إلى الشام قبل مبعثه مع نفر من قريش ، فلما كان بحيال بحيراء الراهب نزلوا بفناء ديره ، وكان عالماً بالكتب ، وقد كان قرأ في التوراة مرور النبي صلّى الله عليه وآله به ، وعرف أوان ذلك ، فأمر فدعى إلى طعامه ، فأقبل يطلب الصفة في القوم فلم يجدها ، فقال : هل بقي في رحالكم أحد؟ فقالوا: غلام يتيم ، فقام بحيراء الراهب فاطلع ، فإذا هو برسول الله صلّى الله عليه وآله نائم وقد أظلته سحابة ، فقال للقوم : ادعوا هذا اليتيم ، ففعلوا وبحيراء مشرف عليه ، وهو يسير والسحابة قد أظلته ، فأخبر القوم بشأنه وأنه سيبعث فيهم رسولاً ويكون من حاله وأمره ، فكان القوم بعد ذلك يهابونه ويجلّونه .
------------------------------------
(1) روى نحوه الصفار في بصائر الدرجات : 368| 5 ، وابن شهراشوب في المناقب 1 : 96 ، ونقله المجلسي في بحاره 17 : 230| 1 .
(2) كذا ، وفي ( م ) : راتب .
(3) روى نحوه ابن شهر آشوب في ، المناقب 1 : 82 ، ونقله المجلسي في بحاره 17 : 230| 1 .
قــرب الاســنــاد _ 325 _
فلما قدموا أخبروا قريشاً بذلك ، وكان عند خديجة بنت خويلد فرغبت في تزويجه ، وهي سيدة نساء قريش ، وقد خطبها كل صنديد ورئيس قد أبتهم ، فزوجته نفسها للذي بلغها من خبر بحيراء (1) .
ومن ذلك : انه كان بمكة ايام ألَّب عليه قومه وعشائره ، فأمر علياً أن يأمر خديجة ان تتخذ له طعاماً ففعلت ، ثم أمره أن يدعو له أقرباءه من بني عبد المطلب ، فدعا أربعين رجلأ فقال : ( هات ) لهم طعاماً يا علي ، فأتاه بثريدة وطعام يأكله الثلاثة والأربعة فقدمه إليهم ، وقال : كلوا وسموا ، فسمى ولا يسمِّ القوم ، فأكلوا وصدروا شبعى
.
فقال أبو جهل : جاد ما سحركم محمد ، يطعم من طعام ثلاث رجال أربعين رجلاً ، هذا والله هو السحر الذي لا بعده .
فقال علي عليه السلام : ثم أمرني بعد ايام فاتخذت له مثله ودعوتهم بأعيانهم فطعموا وصدروا (2) .
ومن ذلك : أن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : دخلت السوق فابتعت لحماً بدرهم وذرة بدرهم ، فأتيت به فاطمة عليها السلام حتى إذا فرغت من الخبز والطبخ قالت : لو دعوت أبي ، فأتيته وهو مضطجع وهو يقول : أعوذ بالله من الجوع ضجيعاً ، فقلت له : يا رسول الله إن عندنا طعاماً ، فقام واتكأ عليَّ ومضينا نحو فاطمة عليها السلام ، فلما دخلنا قال : هلم طعامك يا فاطمة ، فقدمت اليه البرمة والقرص ، فغطى القرص وقال : اللهم بارك لنا في طعامنا ، ثم قال : اغرفي لعائشة فغرفت ، ثم قال
: اغرفي لام سلمة فغرفت ، فما زالت تغرف حتى
------------------------------------
(1) روى نحوه الراوندي في الخرائج والجرائح 1 : 138| 224، والطبرسي في اعلام الورى : 42 ، ونقله المجلسي في بحاره 17 : 231| 1 .
(2) اورد نحوه الطوسي في أماليه 2 : 194 ، ونقله المجلسي في بحاره 17 : 231| 1 .
|