77 ـ حدثني أبو أسامة بن زيد الليثي بن محمد بن عبد الرحمن بن زرارة قال : صلّى عليها رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ، وجلس على حفرتها علي والفضل واسامة بن زيد.
  وقال أنس بن مالك : رأيت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم جالسا على قبرها ، فرأيت عينيه تدمعان ، فقال : منكم أحد لم يقارف الليلة ؟ فقال ابو طلحة : انا يا رسول ، قال : انزل.
  حدثنا بذلك فليح بن سليمان ، عن هلال بن أسامة ، قال : وحدثنا ابن عيينة ، عن عمر بن عبد الله العبسي ، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب ، عن فاطمة الخزاعية ، عن اسماء بنت عميس ، قالت : انا غسلت أمّ كلثوم ، وصفية بنت عبد المطلب معنا (1) ، وجعلت عليها نعشا ، أمرت بجرائد رطبة فواريتها.
  قال ابو عبد الله : وقد قال قائل من غسلها من نساء الانصار منهنّ أم عطيّة.
  حدثني بذلك مالك ، عن ابي الرجال ، عن أمه ، عن عمرة بنت عبد الرحمن.
  78 ـ حدثنا ابراهيم بن سعيد الجوهري ، نا يعقوب بن ابراهيم بن سعيد ، نا ابي عن ابن اسحاق ، حدثني نوح بن حكيم الثقفي ـ وكان قارئا للقرآن ـ عن رجل من بني عروة بن مسعود يقال له : داود ، ولدته أم حبيبة بنت ابي سفيان ـ زوج النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ـ عن ليلى بنت قانف الثقفية قالت : كنت فيمن غسل أمّ كلثوم بنت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ، عند وفاتها ، فكان أول ما اعطانا رسول الله صلّى الله

-----------------------------
(1) في هامش نسختنا : في نسخة : معا.

الذرّية الطاهرة _52 _

  عليه وآله وسلّم الحقا (1) ، ثم الدرع (2) ، ثم الخمار (3) ، ثم الملحفة (4) ، ثم ادرجت بعد في الثوب الآخر.
  قالت : ورسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم جالس على الباب معه كفنها يناولناه ثوبا ثوبا.
  79 ـ حدثنا ابو خالد يزيد بن سنان ، نا حمّاد بن مسعدة ، عن ابن عون ، عن محمد بن سيرين ، عن أمّ عطية ، قالت : توفيت احدى بنات النبيّ صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ، قال : فقال : اغسلنها ثلاثا او خمسا ، او سبعا او اكثر من ذلك ـ ان رأيتن ذلك ـ وأغسلنها بالسدر ، واجعلن في الآخرة شيئا من كافور ، فاذا فرغتنّ فآذنّني ، فلما فرغنا آذنّاه ، فطرح إلينا حقوة ـ او حقوا ـ فقال : اشعرنها (5) ايّاه.

-----------------------------
(1) الحقا : الازار ، والاصل في الحقو معقد الازار وانما سمي به الازار للمجاورة ، وما يليه هي اسماء لقطع الاكفان التي يكفّن بها الميت اذا كانت انثى.
(2) درع المرأة : قميصها.
(3) الخمار : ما يغطى به راس المرأة.
(4) الملحفة من كل شيء : ما يغطي الشيء وقد يراد به ـ هنا القميص الذي يلف فيه الميت فيستر بدنه.
(5) الشعار ـ بالكسر ـ ما ولي الجسد من الثياب والمقصود هنا انه (ص) : امرهم بان يلبسنها الازار ويجعلنه شعارها.

الذرّية الطاهرة _53 _

فاطمة بنت رسول الله (ص) فاطمة (ع)

  80 ـ حدثنا عبد الله بن محمد ـ أبو اسامة ـ عن حجاج بن ابي منيع ، عن جدي ، عن الزهري ، قال : ... واما (1) فاطمة بنت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم فتزوجها علي بن ابي طالب (ع) ، فولدت له ( الحسن ) الاكبر ، و ( الحسين ) ـ وهو المقتول بالعراق بـ ( الطّفّ ) ـ و ( زينب ) و ( أمّ كلثوم ) ، فهؤلاء ما ولدت فاطمة بنت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم من علي بن ابي طالب (ع).
  فأمّا ( زينب بنت علي ) فتزوجها عبد الله بن جعفر فماتت عنده وقد ولدت له ( علي بن جعفر ) وأخا له ، يقال له : ( عون ).
  وأمّا ( أم كلثوم ) فتزوجها عمر بن الخطاب ، فولدت له ( زيد بن

-----------------------------
(1) ظاهر الحديث انه مقطّع فقد ورد ما يشعر باتصاله بهذا الحديث بنفس هذا السند برقم 48 حول زينب ، وبرقم 63 حول رقية وبرقم 72 حول أمّ كلثوم ، ( رضي الله عنهن ).

الذرّية الطاهرة _ 54 _

  عمر ) ، ثم (1) خلف على أم كلثوم بعد عمر ، عون بن جعفر ، فلم تلد له شيئا حتى مات ، ثم خلف على أمّ كلثوم بعد عون بن جعفر ، محمد بن جعفر ، فولدت له جارية يقال لها : ( نبتة ) نعشت من مكة الى المدينة على سرير ، فلما قدمت المدينة توفيت ، ثم خلف على أمّ كلثوم بعد محمد بن جعفر ، عبد الله بن جعفر ، فلم تلد له شيئا حتى توفيت عنده (2).
  81 ـ حدثنا احمد بن عبد الجبار ، قال : سمعت يونس بن بكير ، قال : سمعت ابن اسحاق ، يقول : ولدت فاطمة بنت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم لعلي بن ابي طالب : ( حسنا ) و ( حسينا ) و ( محسنا ) ، فذهب ( محسن ) صغيرا وولدت : ( أمّ كلثوم ) و ( زينب ).
  فتزوج أمّ كلثوم بنت علي ، عمر بن الخطاب ، فولدت زيد بن عمر وامرأة معه ، فمات عمر عنها ، فتزوجها بعد عمر ، عون بن جعفر ، فهلك عنها عون ولم يصب منها ولدا ، وتزوجها محمد بن جعفر ، فمات محمد ، فتزوجها عبد الله بن جعفر ، ومات عنها ولم يصب منها ولدا.
  82 ـ حدثني احمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ، نا عبد الله بن صالح ، حدثني الليث بن سعد ، قال : تزوج علي بن ابي طالب فاطمة بنت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ، فولدت له : ( حسنا ) و ( حسينا ) و ( زينب ) و ( أمّ كلثوم ) و ( رقية ) ، فماتت ( رقية ) ولم تبلغ.
  واما ( زينب ) فكانت عند عبد الله بن جعفر بن ابي طالب ، واما ( أمّ كلثوم ) فكانت عند عمر بن الخطاب ، فولدت له : زيد بن عمر ، فمات وهو غلام.

-----------------------------
(1) من هنا الى آخر الحديث سيرويه الدولابي برقم 218.
(2) في ما يتعلق بأم كلثوم من رواجها بعمر بن الخطاب وبعده بعون وبعده بمحمد وبعبد الله ـ ابناء جعفر بن ابي طالب ـ كلام طويل سنذكره عند ذكرها في تعليقاتنا على الاحاديث 207 ـ 219.


الذرّية الطاهرة _ 55 _

تزويج علي فاطمة (ع)

  83 ـ حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي ، عن اسماعيل بن أبان ، عن أبو مريم ، عن ابي اسحاق ، عن الحارث ، عن علي ، قال : خطب ابو بكر وعمر الى رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ، فأبى رسول الله عليهما.
  فقال عمر : أنت لها يا علي.
  فقال : مالي من شيء الا درعي أرهنها ، فزوّجه رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم فاطمة.
  فلما بلغ ذلك فاطمة ، بكت ، قال : فدخل عليها رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم فقال : مالك تبكين يا فاطمة ... فو الله لقد انكحتك أكثرهم علما ، وأفضلهم حلما ، وأوّلهم سلما (1).
  84 ـ أخبرني محمد بن ابراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن عمر ، قال : حدثني ابن سبرة ، عن اسحاق بن عبد الله بن ابي فروة ، عن جعفر بن محمد ، قال : تزوج علي فاطمة في صفر في السنة الثانية ، (2) وبنى بها في

-----------------------------
(1) روى هذا الحديث كل من المجلسى في البحار ج 43 ، ص 136 ، والبحراني في العوالم ج 11 ، ص 183 نقلا عن كشف الغمة الذي نقله بدوره عن الدولابي في هذا الكتاب ، وروى احمد بن حنبل قول النبيّ (ص) لفاطمة : اني زوجتك اقدمهم سلما واكثرهم علما وافضلهم حلما في كتاب المسند ج 5 ص 26 وفي الفضائل الحديث 1346 ، واخرج معناه ابو نعيم في الحلية ج 2 ص 43 وابن عبد البر في الاستيعاب ج 4 ص 375 وابن عساكر كما في ذخائر العقبى ص 43 عن طريق كثير النوّاء.
(2) رواه المجلسي في بحار الانوار ج 43 ص 136 عن الدولابي وروى معناه في ج 19 ص 192 عن المنتقى.

الذرّية الطاهرة _ 56 _

  ذي الحجة على رأس اثنتين وعشرين شهرا ـ يعني : من التاريخ ـ.
  85 ـ حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، عن ابن اسحاق ، قال : حدثني عبد الله بن ابي نجيح ، عن مجاهد ، عن علي بن ابي طالب (ع) ، قال : خطبت فاطمة الى رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم فقالت لي مولاة لي : هل علمت ان فاطمة قد خطبت الى رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ؟.
  قلت : لا.
  قالت : فقد خطبت ، فما يمنعك ان تأتي رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم فيزوّجك ؟.
  فقلت : وعندي شيء أتزوج به ؟.
  فقالت : انك إن جئت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم زوّجك.
  فو الله ما زالت ترجيني (1) حتى دخلت على رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ـ وكانت لرسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم جلالة وهيبة ـ فلما قعدت بين يديه أفحمت ، فو الله ما استطعت أن أتكلم.
  فقال : ما جاء بك ؟ ألك حاجة ؟! فسكتّ.
  فقال : لعلّك جئت تخطب فاطمة ؟ فقلت : نعم.
  فقال : فهل (2) عندك من شيء تستحلّها به ؟ فقلت : لا.
  فقال : ما فعلت الدرع الذي (3) سلحتكها ؟.

-----------------------------
(1) كذا ورد في النسخة وهو بمعنى تحرضني وتبعث في نفسي الرجاء ، وقد ورد في العوالم بلفظ : تزجّيني على انه من الزجّ والدفع ـ وهو تصحيف ـ.
(2) في هامش نسختنا : في نسخة : وهل.
(3) في هامش نسختنا : في نسخة : اللتي.

الذرّية الطاهرة _ 57 _

  فقلت : عندي ، والذي نفسي بيده ، إنّها لحطميّة ، (1) ما ثمنها [ إلاّ ] (2) أربعمائة درهم.
  قال : قد زوجتكها ، فابعث بها [ إليها ].
  فان كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم(3)
  86 ـ حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، عن يونس ، عن عباد بن منصور ، عن عطاء بن ابي رياح ، قال : لما خطب علي فاطمة ، أتاها رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم فقال : إنّ عليا قد ذكرك.
  فسكتت ، فخرج فزوّجها (4)
  87 ـ حدثني ابو جعفر محمد بن عوف بن سفيان الطائي ، عن أبو غسان مالك بن اسماعيل النهدي ، عن عبد الرحمن بن حميد الرواسي ، حدثنا عبد الكريم بن سليط ، عن ابن بريدة ، عن أبيه ، قال : قال نفر من الانصار لعلي بن ابي طالب (ع) : عليك (5) فاطمة.
  فأتى رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم فسلّم عليه.
  فقال له : ما حاجة علي بن ابي طالب ؟.

-----------------------------
(1) الدرع الحطمية قيل : انها سميت بذلك لانها تحطم السيوف ، اي : تكسرها وقيل : هي العريضة الثقيلة ، وقيل : هي منسوبة الى بطن من عبد قيس يقال له : حطمة بن محارب كانوا يعملون الدروع فسميت بذلك نسبة إليهم ـ وهذا هو الاصح ـ.
(2) ما بين المعقوفات مأخوذ من كشف الغمة.
(3) رواه الاربلي في كشف الغمة ج 1 ص 348 عن مناقب الخوارزمي وعنه المجلسي في البحار ج 43 ص 118 و 136 ، والبحراني في العوالم ج 11 ص 183.
(4) رواه الاربلي في كشف الغمة ج 1 ص 395 ، وعنه المجلسي في البحار ج 43 ص 136 ، والبحراني في العوالم ج 11 ص 165.
(5) كذا ورد في هامش نسختنا ، ولكنه في المتن : عندك ـ وهو تحريف ـ وفي العوالم : اخطب فاطمة.

الذرّية الطاهرة _ 58 _

  قال : يا رسول الله ذكرت فاطمة بنت رسول الله.
  فقال : مرحبا وأهلا ، لم يزد عليها.
  فخرج علي على اولئك الرهط من الانصار ـ وكانوا ينتظرونه ـ.
  قالوا : ما ورائك ؟ قال : ما أدري غير انه قال لي : مرحبا وأهلا.
  قالوا : يكفيك من رسول الله أحدهما ، اعطاك الاهل واعطاك المرحب.
  فلما كان بعد ما زوّجه قال : يا علي ، لا بدّ للعرس من وليمة.
  فقال سعد : عندي كبش ، وجمع له رهط من الانصار آصعا (1) من ذرة.
  فلمّا كان ليلة البناء ، قال : لا تحدثن شيئا حتى تلقاني ، فدعا رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم بماء فتوضأ منه ، ثم أفرغه على علي وقال : اللهم بارك فيهما ، وبارك عليهما ، وبارك في شبليهما (2).
  88 ـ حدثنا ابو خالد يزيد بن سنان ، نا صالح بن حاتم ، حدثني ايوب السختياني ، عن ابي يزيد المديني ، عن أسماء بنت عميس قالت : كنت في زفاف فاطمة بنت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ، فلما اصبحنا جاء النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم الى الباب ، فقال : يا أمّ أيمن ادعي لي أخي.
  قالت : هو أخوك وتنكحه ابنتك ؟! قال : نعم يا أم أيمن.

-----------------------------
(1) الآصع ـ بالمد ـ جمع صاع.
(2) ورد في هامش نسختنا ما يلي : في حاشية الاصل : ( قال ابن ناصر : صوابه نسليهما ) هذا وقد ورد قول ابن ناصر في كشف الغمة ضمن الحديث وقد رواه الاربلي في كشف الغمة ج 1 ص 395 وعنه المجلسي في البحار ج 43 ص 137 والبحراني في العوالم ج 11 ص 165 ، وروى وليمة العرس احمد بن حنبل في مسنده ج 5 ص 359 ، وسيأتي حديث في ذلك برقم 89.

الذرّية الطاهرة _ 59 _

  قال [ ت ] : وسمعن النساء صوت النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم فتخبّأن (1) .
  قالت : واختبأت أنا في ناحية ، فجاء علي ، فنضح النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم عليه من الماء ودعا له ، ثم قال : ادعي لي فاطمة ، فجاءت خرقة (2) من الحياء ، فقال لها رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم : اسكني (3) فقد انكحتك أحبّ اهل بيتي إليّ ، ثم نضح النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم [ عليها ] (4) من الماء ، ودعا لها.
  قالت : ثم رجع رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم فرأى سوادا بين يديه ، فقال : من هذا ؟ قلت : أنا.
  قال : اسماء بنت عميس ؟ قلت : نعم.
  قال : جئت في زفاف فاطمة بنت رسول الله تكرمينه (5) ؟.
  قلت : نعم.
  قالت : فدعا لي (6)

-----------------------------
(1) في كشف الغمة : فتنحين.
(2) اي خجلة مدهوشة ، والخرق : التحيّر ، وروي انها أتته تعثر في مرطها من الخجل ( النهاية ).
(3) هذا هو الاصح ، ويحتمل ان تكون الكلمة : اسكتي.
(4) ما بين المعقوفتين مأخوذ من العوالم
(5) في العوالم : تكرمينها.
(6) روى هذا الحديث الاربلي في كشف الغمة ج 1 ص 366 ، وعنه المجلسي في البحار ج 43 ص 137 والبحراني في العوالم ج 11 ص 168 ، ورواه احمد بن حنبل في الفضائل الحديث 958 و 1342 وابن سعد في طبقاته ج 8 ص 24 ، والمحب الطبري في الذخائر ص 58.
واسماء بنت عميس ، امها هند بنت عوف ، كانت تحت جعفر بن ابي طالب ، وهاجرت معه الى الحبشة ثم قتل عنها يوم مؤتة فتزوجها ابو بكر فمات عنها ثم تزوجها علي (ع) ، وولدت لجعفر عبد الله ومحمد وعونا ، وولدت لابي بكر محمدا ، وولدت لعلي يحيى.
اسلمت قبل دخول رسول الله (ص) دار الارقم بمكة ، وبايعت رسول الله (ص) ، توفيت نحو 40 هجرية.

الذرّية الطاهرة _ 61 _

  89 ـ حدثني النضر بن سلمة المروزي ، عن محمد بن الحسن ، ويحيى بن المغيرة بن قزعة ، عن محمد بن موسى الفطري ، عن عون بن محمد ، عن أمه ، عن جدتها أسماء بنت عميس قالت : لقد جهزت فاطمة بنت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم الى جدّك علي بن ابي طالب وما كان حشو فرشهما ووسائدهما الا ليفا (1).
  ولقد أولم علي لفاطمة ، فما كان وليمة ذلك الزمان أفضل من وليمته ، رهن على درعه عند يهودي بشطر شعير ، وكانت وليمته آصعا (2) من شعير وتمر وحيس (3) (4).

-----------------------------
( تهذيب الاسماء ج 1 ص 330 ).
قال الاربلي تعليقا على هذه الرواية في كشف الغمة ج 1 ص 366 : قد تظاهرت الروايات كما ترى ان اسماء بنت عميس حضرت زفاف فاطمة وفعلت ... واسماء كانت مهاجرة بارض الحبشة ... وساق الكلام ، ومحصلة ان التي كانت في زفاف فاطمة (ع) انما هي اختها سلمى بنت عميس هذا وقد ورد في هامش نسختنا ـ بعد سطر لا يمكن قراءته ـ ما يلي ... الحبشة ، ولم تقدم المدينة ولا زوجها الا بسنة فتح خيبر ، وذلك في سنة سبع من الهجرة ، ولم تشهد زفاف فاطمة 3 ، وكان زفافها في ذي الحجة من سنة اثنتين من الهجرة بعد وقعة بدر ، وانما التي شهدت سلمى بنت عميس ـ اختها ـ وهي زوجة حمزة بن عبد المطلب ( انتهى ) والى هذا ذهب كل من البحراني في العوالم في ج 11 ص 166 وابن حجر في المطالب العالية الا ان محمد بن يوسف الكنجي قال في كفاية الطالب : ان ذكر اسماء بنت عميس في هذا الحديث غير صحيح ، وان أسماء المذكورة في هذا الحديث انما هي : بنت يزيد بن السكن الانصاري.
(1) في نسختنا : ليف ، وصححناه على ما رواه البحراني في العوالم.
(2) في نسختنا : آصع ، وصححناه على ما رواه البحراني في العوالم.
(3) الحيس : خليط من السمن والتمر والاقط فقد ورد في البحار ج 43 ص 132 في حديث وليمة زواج فاطمة (ع) : ان رسول الله (ص) أخذ دراهم ودفعها الى علي وقال له : اشتر سمنا وتمرا واقطا ، فاشترى علي (ع) ذلك واقبل بها الى رسول الله (ص) ، فحسر النبي (ص) عن ذراعيه ودعا بسفرة من أدم ، وجعل يشدخ التمر والسمن ويخلطهما بالأقط حتى اتخذه حيسا.
(4) روى هذا الحديث البحراني في العوالم ج 11 ص 167 ، وروى بعض فقراته بلفظ قريب منه احمد بن

الذرّية الطاهرة _ 62 _

  90 ـ حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي ، عن يحيى بن حسن بن القزاز ، عن عمرو بن ثابت ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن محمد بن الحنفية ، عن علي ، انه سمّى الحسن بعمّه حمزة ، وسمّى حسينا بعمّه جعفر ، قال : فدعاني رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم فسمى الأكبر بحسن ـ بعد حمزة ـ وسمى الاصغر بحسين ـ بعد جعفر ـ (1)
  91 ـ حدثنا محمد بن عوف الطائي ، عن ابو نعيم وعبيد الله بن موسى ، قالا : أخبرنا اسرائيل بن يونس ، ح ، وحدثنا ابراهيم بن مرزوق ، عن عثمان بن عمر بن فارس ، عن اسرائيل ، عن ابي اسحاق ، عن هاني بن هاني ، عن علي ، قال : لما ولد الحسن ، سميته : حربا ، فجاء رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم فقال : أروني ابني ، ما سميتموه ؟
  قلنا : حربا ، قال : بل هو حسن.
  فلما ولد حسين ، سميته : حربا ، فجاء النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ، فقال : أروني ابني ما سميتوه ؟ قلنا : حربا ، قال : بل هو حسين.
  فلما ولد الثالث سميته : حربا ، فجاء النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم فقال : اروني ابني ما سميتموه ؟ قلنا : حربا ، قال : بل هو محسن.
  ثم قال : سميتهم بأسماء ولد هارون شبّر وشبير ومشبر ـ واللفظ لمحمد بن عوف (2)

-----------------------------
حنبل في المسند ج 1 ص 84 ، 93 ، 106 ، 108.
(1) روى احمد بن حنبل ما يقرب منه في المسند ج 1 ص 159 ، والفضائل الحديث 1219 ، واخرجه البزاز كما في كشف الاستار ج 2 ص 415 ومجمع الزوائد ج 8 ص 52.
وسيأتي ما يقرب من ذلك بالنسبة الى اسم الحسين (ع) برقم 135.
(2) رواه احمد بن حنبل في المسند ج 1 ص 118 باسناده عن حجاج عن اسرائيل ، وفي ج 1 ص 98 باسناده عن يحيى بن آدم عن اسرائيل.

الذرّية الطاهرة _ 63 _

  92 ـ حدثنا أبو شيبة ابراهيم بن عبد الله بن محمد بن ابي شيبة ، عن أبو غسان مالك بن اسماعيل ، عن عمرو بن حريث ، عن عمران بن سليمان ، قال : الحسن والحسين اسمان من أسماء اهل الجنة ، لم يكونا في الجاهلية (1)

-----------------------------
(1) رواه المجلسي في بحار الانوار ج 43 ص 252 باسناده عن عمران بن سلمان [ كذا ] وفيه : لم يكونا في الدنيا.

الذرّية الطاهرة _ 64 _

الحسن والحسين عليهما ‌السلام مولد الحسن والحسين (ع)

  93 ـ حدثنا أحمد بن المقدام العجلي ، عن زهير بن العلاء نا سعيد بن ابي عروبة ، عن قتادة ، قال : تزوج فاطمة علي بن ابي طالب (1) ، فولدت له حسنا بعد ( أحد ) بسنتين ، وكان بين وقعة أحد وبين مقدم النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم المدينة سنتان وستة أشهر.
  فولدته لاربع سنين وستة أشهر ونصف من التاريخ.
  وبين ( أحد ) و ( بدر ) سنة ونصف شهر.
  وولدت حسينا بعد الحسن بسنة وعشرة أشهر ، فولدته لست سنين وأربعة اشهر ونصف من التاريخ (2)
  94 ـ حدثنا ابو بكر احمد بن عبد الرحيم الزهري ، عن ابو صالح ، حدثني الليث بن سعد ، قال : ولدت فاطمة بنت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم

-----------------------------
(1) مضى حديث يتعلق بتاريخ تزويج فاطمة وعلي عليهما ‌السلام برقم 84.
(2) رواه الاربلي في كشف الغمة ج 1 ص 514 و 583 وعنه المجلسي في بحار الانوار ج 44 ص 136.

الذرّية الطاهرة _ 65 _

  الحسن بن علي في شهر رمضان سنة ثلاث ، وولدت الحسين في ليال خلون من شعبان سنة أربع (1)
  95 ـ سمعت أبا بكر بن عبد الرحيم يقول : ولد الحسن بن علي بن ابي طالب ، وأمه فاطمة بنت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ، يكنّى ابا محمد ، في النصف من (2) شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة ، وتوفي بالمدينة سنة تسع وأربعين.
  96 ـ حدثني محمد بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن عمر ، قال : لما ولد الحسن بن علي عقّ عنه رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم بكبش ، وحلق رأسه ، وأمر ان يتصدق بوزنه فضة (3)
  حدثني بذلك الثوري عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن ابي طالب عن علي بن حسين.
  97 ـ حدثنا هلال بن العلاء ، عن حسين بن عياش ، حدثنا فرات بن سلمان ، عن عبد الله بن محمد بن محمد بن عقيل ، عن ابي سلمة بن عبد الرحمن ، قال : سألته عن عقائق الولدان ؟ فقال : انها كانت من عمل الجاهلية ، ولم أعق عن ولد لي قط ، قال : فسألت علي بن حسين ، فقال : أخبرني ابو رافع مولى رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم : ان حسن بن علي ـ الاكبر ـ أرادت أمه فاطمة ان تعقّ عنه بكبش عظيم ، فقال رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم : لا تعقّي عنه بشيء ولكن احلقي رأسه وتصدقي بوزنه من الورق في سبيل الله (4).

-----------------------------
(1) رواه الاربلي في كشف الغمة ج 1 ص 514 وعنه المجلسي في البحار ج 44 ص 136.
(2) في نسختنا : في.
(3) رواه الدولابي في كشف الغمة ج 1 ص 514 و 546 وعنه المجلسي في البحار ج 44 ص 136 وسيأتي معناه برقم 141 ، واحتج الشافعي بهذا الحديث على كون العقيقة سنة عن المولود.
(4) رواه المجلسي في بحار الانوار ج 44 ص 136 عن الدولابي وقال : قال كمال الدين بن طلحة : انه (ص)

الذرّية الطاهرة _ 66 _

  98 ـ حدثنا ابو خالد يزيد بن سنان ، عن ابو معمّر ، عن عبد الوارث ، عن أيوب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : ان رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم عق عن الحسن كبشا وعن الحسين كبشا (1).
  99 ـ حدثنا محمد بن منصور ، عن سفيان بن عيينة ، عن اسماعيل بن خالد ، قال : مشيت مع ابي جحيفة (2) الى الجمعة ، فقال : رأيت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم وكان الحسن بن علي يشبهه (3)
  100 ـ حدثنا ابو بكر أحمد بن منصور الرمادي ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري قال : اخبرني أنس بن مالك ، قال : كان اشبههم برسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ـ يعني : اهل البيت ـ الحسن بن علي (ع) (4)

-----------------------------
عق عنه [ اي : الحسن (ع) ] كبشا ، وبذلك احتج الشافعي في كون العقيقة سنة عن المولود ، وتولى ذلك النبيّ (ص) ومنع ان تفعله فاطمة (ع) وقال لها احلقي رأسه وتصدقي بوزن الشعر فضة ، هذا وقد ذكر معنى الحديث احمد بن حنبل في المسند ج 6 ص 390 ( البحار ج 43 ص 255 )
(1) رواه المجلسي في بحار الانوار ج 44 ص 136 عن الدولابي في هذا الكتاب وهو حديث متواتر فقد اخرجه الحفاظ والمحدثون في كتبهم فرواه البيهقي في سننه 9 / 299 وابو نعيم في اخبار اصفهان 2 / 151 والحاكم في المستدرك ج 4 ص 237 ورواه البيهقي في سننه ج 9 ص 302 عن طريق عائشة. وسيأتي معناه بالرقم 140 و 141.
(2) في هامش نسختنا : ابو حجيفة ، اسمه : وهب بن عبد الله السوائي.
(3) رواه المجلسي في البحار ج 43 ص 30 عن الترمذي مرفوعا الى ابي حجيفة ، وروى احمد بن حنبل ما يقرب منه في الفضائل الحديث 1348 ، وسيأتي ما يقرب منه في الحديث الآتي.
(4) رواه الاربلي في كشف الغمة ج 1 ص 546 وروى احمد بن حنبل في المسند ج 3 ص 199 وفيه زيادة : وفاطمة صلوات الله عليهم اجمعين ، وروى في الفضائل الحديث 1369 ما يقرب منه ، ورواه البخاري في صحيحه ج 7 ص 95 من طريق عبد الرزاق ، وآخر عن معمر.
والترمذي في سننه ج 5 ص 659 عن طريق عبد الرزاق والحاكم في المستدرك ج 3 ص 168.

الذرّية الطاهرة _ 67 _

  101 ـ حدثنا محمد بن ابراهيم بن مسلم ، عن عبيد الله بن موسى ، عن اسرائيل ، عن ابي اسحاق ، عن هاني بن هاني ، عن علي ، قال : أشبه الحسن رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ما بين الصدر الي الرأس ، والحسين أشبه النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ما كان أسفل من ذلك (1)
  102 ـ حدثنا ابو اسحاق ابراهيم بن يعقوب ، عن ابو النعمان ، عن حماد بن زيد ، عن علي بن زيد ، عن الحسن ، عن ابي بكرة ، قال : بينما رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم يخطب اذ صعد إليه الحسن فضمّه إليه ، فقال : ان ابني هذا سيّد وان الله علّه ان يصلح به بين فئتين من المسلمين عظيمتين (2)
  103 ـ حدثنا أبو اسحاق ، عن عبد الله بن عثمان ، عن أبي ، عن ابي شعبة ، عن يزيد بن خمير ، عن جبير بن نفير ، عن ابيه ، قال : قدمت المدينة (3) فقال الحسن بن علي : كانت جماجم العرب بيدي ، تسالم من سالمت ،

-----------------------------
(1) رواه الاربلي في كشف الغمة ج 1 ص 546 والمجلسي في البحار ج 43 ص 301 عن الترمذي مرفوعا عن علي (ع) ، ورواه احمد بن حنبل في المسند ج 1 ص 99.
(2) رواه الاربلي في كشف الغمة ج 1 ص 529 وص 546 ، عن الدولابي ، وروى معناه احمد بن حنبل باسناده عن الحسن عن ابي بكرة في الفضائل ح 1354 و 1400 واخرجه في المسند ج 5 ص 37 وج 1 ص 44 و 49 و 51 ، والبخاري في صحيحة ج 5 ص 307 وج 7 ص 94 وج 13 ص 16 ، والترمذي في سننه ج 5 ص 651 ، وابو داود في سننه ج 4 ص 216 ، والنسائي في سننه ج 3 ص 107 ، وعبد الرزاق في مصنفه ج 11 ص 452 والطبراني في المعجم ج 3 ص 21 و 22 كلهم عن ابي بكرة.
وابن راهويه عن الحسن مرسلا كما في المطالب العالية ج 4 ص 73.
(3) الظاهران في الحديث سقط ، وقد روي عن الدولابي في كشف الغمة ج 1 ص 523 وعنه المجلسي في البحار ج 44 ص 25 وقد ذكر في ص 15 زيادة على ما ذكر هنا : ان الحسن (ع) قال لجبير بن نفير حين قال له : ان الناس يقولون انك تريد الخلافة ؟ فقال : كانت جماجم العرب ... الى آخر الحديث ـ واللفظ يقرب منه ـ

الذرّية الطاهرة _ 68 _

  ويحاربون من حاربت ، فتركتها ابتغاء وجه الله وحقن دماء المسلمين (1)
  104 ـ حدثنا ابو اسحاق ، حدثني عبد الله بن الربيع ، عن ابو أسامة ، عن ابي ضمرة ـ عبد الله بن المستورد ـ حدثني محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة ـ مولى بنى هاشم ـ : ان رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم أبصر الحسن بن علي مقبلا ، فقال : اللهم سلّمه وسلّم منه (2).
  105 ـ اخبرني محمد بن ابراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن عمرة قال : توفي الحسن بن علي بن ابي طالب في ربيع الاول سنة تسع واربعين ، وهو يومئذ ابن سبع واربعين ، وصلى عليه سعيد بن العاص (3).
  106 ـ اخبرني محمد بن ابراهيم بن هاشم ، عن ابيه محمد بن عمر ، عن الثوري ، عن ابي الحجاف ، عن اسماعيل بن رجاء ، عمّن رأى الحسين بن علي يقدّم سعيد بن العاص ليصلي على أخيه ، وقال : لو لا انه من السنة ما قدّمتك (4).
  107 ـ قال : وحدثني الثوري ، عن سالم بن ابي حفصة ، عن ابي حازم الأشجعي ، عن الحسين بن علي ـ مثله ـ.

-----------------------------
(1) رواه الاربلي في كشف الغمة ج 1 ص 523 و 529 وص 546 وعنه البحار كما تقدم اعلاه.
(2) رواه الاربلي في كشف الغمة ج 1 ص 523 و 530 و 547 عن الدولابي ، وعنه البحار ج 44 ص 25.
(3) وكان سعيد بن العاص وهو والد عمر الاشدق ـ يومئذ ـ أميرا على المدينة ، وكانت السيرة على تقديم الامراء في الصلاة على جنائز الاعاظم ، وبهذا يتوجه تقديم الحسين (ع) سعيدا للصلاة عليه ـ على ما ورد في الحديث 106 ـ ويشهد لذلك قوله (ع) : لو لا انه من السنة لما قدمتك ، وكذا تقدم سعيد للصلاة على جنائز العظماء من اهل البيت (ع) في الاحاديث 106 ، 134 ، 220 من هذا الكتاب.
(4) رواه الحاكم في مستدرك الصحيحين ج 3 ص 171 والبيهقي في سننه ج 4 ص 28 وابن حجر في تهذيب الاسماء ج 2 ص 301.

الذرّية الطاهرة _ 69 _

  108 ـ سمعت ابا اسحاق السعدي الجوزجاني يقول : خلّف الحسن بن علي بن ابي طالب : حسن بن حسن ، وعبد الله بن حسن ، وعمرو بن حسن ، وزيد بن حسن ، وابراهيم بن حسن (1).
  109 ـ حدثنا الحسن بن علي بن عفّان ، عن معاوية بن هشام ، عن علي بن صالح ، عن سمّاك ، عن حرب ، عن قابوس بن المخارق ، قالت أمّ الفضل : يا رسول الله رأيت عضوا من اعضائك في بيتي.
  قال : خيرا رأيتيه ، تلد فاطمة غلاما فترضعيه بلبن قثم ، فولدت الحسن فارضعته بلبن قثم (2).

-----------------------------
(1) روى المجلسي في بحار الانوار ج 44 ص 163 عن المفيد في الارشاد ص 176 ان أولاد الحسين بن على (ع) خمسة عشر ولدا ذكرا وانثى : زيد بن الحسن واختاه ( أمّ الحسن ) و ( أمّ الحسين ) امهم أم بشير بنت ابي مسعود بن عقبة بن عمرو بن ثعلبة الخزرجية ، والحسن بن الحسن أمه خولة بنت منظور الفزارية ، وعمرو بن الحسن واخواه القاسم وعبد الله ابنا الحسن أمهم أمّ ولد ، وعبد الرحمن بن الحسن أمه أمّ ولد ، والحسين بن الحسن الملقب ( بالأثرم ) واخوه طلحة بن الحسن واختهما فاطمة بنت الحسن امهم أم اسحاق بنت طلحة بن عبيد الله وأمّ عبد الله وفاطمة وأمّ سلمة ورقية بنات الحسن (ع) لامهات شتّى.
وزاد الطبرسي في اعلام الورى فيهم : ابا بكر بن الحسن ، هذا ، وقد قتل من أولاد الامام الحسن في واقعة الطف ثلاثة وهم : ابو بكر وعبد الله والقاسم (ع).
(2) رواه الاربلي في كشف الغمة ج 1 ص 523 و 530 و 547 ، والمجلسي في البحار ج 43 ص 255 مرفوعا الى أمّ الفضل وفيه : خيرا رأيت ، ورواه احمد بن حنبل في المسند ج 6 ص 339 باسناده عن يحيى بن بكير ، عن اسرائيل ، عن سماك ، وفي ج 6 ص 340 باسناده عن عفان ، عن وهيب ، عن ايوب ، عن صالح ـ ابي الخليل ـ عن عبد الله بن الحرث عن أمّ الفضل.

الذرّية الطاهرة _ 70 _

ومن مسند الحسن بن علي بن ابي طالب
الحسن بن الحسن ، عن ابيه الحسن عليهم السلام


  110 ـ اخبرني احمد بن الوليد بن برد الانطاكي : ان ابن ابي فديك حدثهم ، عن جهم بن عثمان ، عن عبد الله بن حسن ، عن ابيه ، عن جده الحسن بن علي ، قال : قال رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم : ان من واجب المغفرة ادخالك السرور على اخيك المسلم (1).
  111 ـ حدثنا ابو جعفر احمد بن يحيى الاودي ، نا عمر بن ابي الحريش ، حدثني ابراهيم بن رشيد ، عن الحرث بن عمران ، [ عن ] (2) عبد الله بن حسن بن حسن ، عن ابيه ، عن جده ، قال : قال رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم : ما من رجلين [ اصطرما ] (3) فوق ثلاث ، الا طويت عنهما

-----------------------------
(1) رواه الاربلي في كشف الغمة ج 1 ص 530 وص 553 وص 581.
(2) زيادة منا اقتضاه السياق.
(3) ما بين المعقوفتين غير مقروء في نسختنا واخذناه من كشف الغمة ، وقد علق عليه في الهامش : اي يهجر كل منهما صاحبة ويقطع مكالمته ، وفي بعض النسخ : اضطربا ـ وهو مصحف ـ. ( انتهى ).

الذرّية الطاهرة _ 71 _

  صحيفة الزيادات (1).
  قلت : يا رسول الله وما صحيفة الزيادات ؟.
  قال : الصلاة النافلة ، وما كان من التطوّع ما لم يشاكل الفرائض (2).
  112 ـ حدثنا يزيد بن سنان ، وعلي بن عبد الرحمن ، وابراهيم بن يعقوب ، قال كل واحد منهم : ثنا سعيد بن ابي مريم ، عن محمد بن جعفر ، اخبرني حميد بن ابي زينب ، عن حسن بن حسن بن علي بن ابي طالب ، عن ابيه : ان رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم قال : حيث ما كنتم فصلّوا عليّ ، فان صلاتكم تبلغني ، صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم (3)
  113 ـ حدثنا احمد بن يحيى الأودي ، عن ابراهيم بن رشيد الشيباني ، عن الحارث بن عمران الجعفي ، عن عبد الله بن حسن بن حسن ، عن ابيه ، عن جدّه ، قال : قال رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم : أظلم الظالمين من ظلم الظالم ، دعوا الظالم حتى يلقى الله بوزره يوم القيامة كاملا (4).

-----------------------------
(1) ورد في هامش نسختنا : في نسخة : الزيارات ، قال الشيخ كذا في الاصل : الزيارات ، وكتب المؤتمن في الحاشية بخط نسخته : الزيارات ولم يغيّر الرواية.
(2) رواه الاربلي في كشف الغمة ج 1 ص 530.
(3) رواه المتقى الهندي في كنز العمال على ما ذكر في ميزان الحكمة ج 5 ص 430 وسيأتي ما يتعلق بالصلاة على النبي (ص) برقم 145 ـ 147.
(4) هذا الحديث غريب المتن فقد ورد في القرآن الكريم في سورة الشورى الآية 39 : ( وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ) مما يؤكد على لزوم الاقتصاص من الظالم وتحدي الظلم والوقوف في وجوه الظلمة.
وورد في الحديث الصحيح : من احب بقاء الظالمين فقد احب ان يعصى الله ، ان الله تبارك وتعالى حمد نفسه على هلاك الظلمة فقال : ( فقطع دابر الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ) ( سفينة

الذرّية الطاهرة _ 72 _

زيد بن حسن بن علي ، عن ابيه الحسن بن علي ( رضي الله عنهم اجمعين )

  114 ـ اخبرني ابو القاسم كهمس بن معمّر : ان ابا محمد اسماعيل بن محمد بن اسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن ابي طالب حدثهم : حدثني عمي علي بن جعفر بن محمد بن حسين بن زيد ، عن الحسن بن زيد بن حسن بن علي ، عن ابيه قال : خطب الحسن بن علي الناس حين قتل علي ، فحمد الله واثنى عليه (1) ثم قال : لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الاولون ولا (2) يدركه الآخرون ، وقد كان رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله‌ يعطيه رايته ، ويقاتل (3) جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فما يرجع حتى يفتح

-----------------------------
البحار ج 2 ص 107 ) مما يشير الى ان السكوت عن الظلم وامهال الظالم ليتمادى في طغيانه وظلم عباد الله هو محبة للمعصية وشيوعها.
واوصى امير المؤمنين (ع) ولديه الحسن والحسين فقال : كونا للظالم خصما وللمظلوم عونا.
( نهج البلاغة / الخطبة رقم ـ 136 ).
وورد عن المسيح قوله للحواريين : بحق اقول لكم ان الحريق ليقع في البيت الواحد فلا يزال ينتقل من بيت الى بيت حتى تحترق بيوت كثيرة ، الا ان يستدرك البيت الاوّل فيهدم من قواعده فلا تجد فيه النار محلا ، وكذلك الظالم الاول لو أخذ على يديه لم يوجد من بعده امام ظالم فأتم به ، كما لو لم تجد النار في البيت الاول خشبا والواحا لم تحرق شيئا.
( بحار الانوار ج 14 ص 308 )
(1) في كشف الغمة زيادة : وصلى على النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم.
(2) في كشف الغمة : ولم.
(3) في كشف الغمة وردت العبارة هكذا : لقد كان يجاهد مع رسول الله (ص) فيقيه بنفسه ، وكان رسول الله (ص) يوجهه برايته فيكتنفه جبرئيل عن يمينه ... الى آخر ما ورد هنا ـ بألفاظ تقرب منه ـ.

الذرّية الطاهرة _ 73 _

  الله عليه ، وما ترك على ظهر الارض صفراء ولا بيضاء الا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد ان يبتاع بها خادما لأهله.
  ثم قال (1) : أيها الناس ، من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي ، وانا ابن الوصي ، وانا ابن البشير ، وانا ابن النذير ، وانا ابن الداعي الى الله والسراج المنير ، وانا من أهل البيت الذي كان جبريل ينزل فينا ويصعد من عندنا ، وانا من أهل البيت الذين ( اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ) (2) وانا من أهل البيت الذين افترض الله مودّتهم على كل مسلم ، فقال لنبيه : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً ) (3).
  فاقتراف (4) الحسنة : مودتنا أهل البيت (5).

-----------------------------
(1) في كشف الغمة : ثم خنقته العبرة فبكى ، وبكى الناس معه ثم قال : ـ انا ابن البشير النذير.
(2) حيث قال تعالى في سورة الاحزاب رقم 33 الآية 33 ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ).
هذا وقد اثبتنا في كتابنا ( آية التطهير ) تفصيل اختصاص هذه الآية ببيت امير المؤمنين علي (ع) وفيه فاطمة والحسن والحسين ، بأدلّة عديدة ، منها : قول الرسول (ص) حين جمعهم تحت الكساء : ( اللهم هؤلاء اهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، ومنها : مجيئه (ص) بعد نزول الآية كل غداة ولمدة ستة اشهر ـ وفي رواية تسعة أشهر ـ الى بيت فاطمة وعلي (ع) وقوله : ( الصلاة الصلاة انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ( راجع مسند احمد بن حنبل ج 3 ص 259 و 285 ، واسد الغابة 5 / 174 و 521 ، والدر المنثور 5 / 199 كنز العمال 5 / 96 ).
(3) سورة الشورى (42) الآيه 23 ـ 24.
(4) في كشف الغمة : فالحسنة.
(5) رواه الاربلي في كشف الغمة ج 1 ص 457 بهذا اللفظ وفي ص 532 ـ 533 بالفاظ تقرب منه وقد اخرجه الحاكم في المستدرك ج 3 ص 172 والكنجي في كفاية الطالب ص 93 والهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 146 واشرنا الى ذلك آنفا ، وروى ما يقرب منه احمد بن حنبل في المسند ج 1 ص 199

الذرّية الطاهرة _ 74_

  115 ـ اخبرني ابو عبد الله الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن عمر بن الحسين بن علي بن ابي طالب ، حدثني أبي ، حدثني حسين بن زيد ، عن الحسن بن زيد بن حسن ـ ليس فيه عن أبيه ـ قال : خطب الحسن بن علي الناس حين قتل على بن ابي طالب ـ فذكر نحوه ـ.
  116 ـ سمعت ابا اسحاق ابراهيم بن يعقوب السعدي يقول : حدثني الحنفي ، عن ابن ابي ذئب ، حدثني الحسن بن زيد ، حدثني مولى لابن عباس ، عن ابن عباس : ان رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم احتجم صائما.
  قال ابو اسحاق : كانت أم زيد بن حسن ابنة عقبة بن عمرو ـ ابي مسعود الانصاري ـ.
  117 ـ حدثنا احمد بن يحيى الاودي ، نا اسماعيل بن ابان الوراق ، نا عمر ، عن جابر ، عن ابي الطفيل ، وزيد بن وهب ، وعبد الله بن نجي ، وعاصم بن ضمرة ، عن الحسن بن علي ، قال : لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه أحد كان قبله ، ولم يخلف بعده مثله وهو علي بن ابي طالب حبيب رسول الله وأخوه.

علي بن حسين ، عن الحسن رضي ‌الله ‌عنهم

  118 ـ حدثنا ابو جعفر أحمد بن يحيى الأودي ، عن حفص بن عمر الفراء ، عن ابي داود المكفوف ، عن جابر ، عن ابي جعفر ـ محمد بن علي ـ عن

-----------------------------
باسناده عن هبيرة ، وسيأتي برقم 121 ـ 124 ـ ما يقرب من ذلك ـ أيضا ـ.
وفتح العلامة المجلسي في بحار الانوار ج 43 بابا في خطبة الامام الحسن (ع) بعد شهادة ابيه ونقل مثل هذا الحديث بالفاظ تقارب ما روي اعلاه في الجزء 43 ص 391 عن أمالي الطوسي باسناده عن ابي الطفيل ، وفيه واقتراف الحسنة : مودتنا.

الذرّية الطاهرة _ 75 _

  ابيه ـ علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب ، عن الحسن بن علي بن ابي طالب ، قال قال رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم : حدثني جبريل : ان الله اهبط الى الارض ملكا ، فأقبل ذلك الملك يمشي حتى انتهى الى باب (1) رجل ينادي على باب الدار.
  فقال الملك للرجل : ما جاء بك الى هذه الدار ؟.
  فقال : اخ لي مسلم زرته في الله.
  قال : الله ما جاء بك الا ذلك ؟!.
  قال : الله ما جاء بي الا ذلك.
  قال : الملك : فاني رسول الله إليك ، وهو يقرئك السلام ، ويقول : وجبت لك الجنّة ، وأيّما مسلم زار مسلما فليس اياه يزور ، بل اياي يزور ، وثوابه عليّ الجنة.
  محمد بن علي بن الحسين ، عن الحسن بن علي رضي‌ الله ‌عنهم.
  119 ـ حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ، انا عبد الله بن وهب ، اخبرني سليمان بن بلال ، حدثني جعفر بن محمد ، عن ابيه ، قال : كان الحسن بن علي جالسا في نفر ، فمرّ عليه بجنازة ، فقام الناس حين طلعت ، فقال الحسن بن علي : انّه مرّ بجنازة يهوديّ ، وكان النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم على طريقها ، فقام حين طلعت ، كراهية ان تعلو رأسه (2)

-----------------------------
(1) كذا وردت الكلمة في نسختنا والظاهر انه : انتهى الى باب ، ورجل ...
(2) ذكر احمد بن حنبل من هذا الحديث في مسنده ج 1 ص 200 وفيه : انما قام رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله تأذيا بريح اليهودي.