وفاة خديجة عليه السلام

  30 ـ حدثنا أبو الاشعث ـ أحمد بن المقدام العجلي ـ ، ثنا زهير بن العلاء ، ثنا سعيد بن ابي عروبة ، عن قتادة ، قال : توفيت خديجة بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين ، وهي أوّل من آمن بالنبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم.
  31 ـ حدثنا ابراهيم بن يعقوب ، ثنا عبد الله بن يوسف ، ان الليث حدثه قال : حدثني عقيل بن خالد ، قال : قال ابن شهاب : توفيت خديجة بمكة قبل الهجرة.
  32 ـ حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، ثنا ابن وهب ، اخبرني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، اخبرني عروة بن الزبير ، قال : كانت خديجة توفيت قبل ان تفرض الصلاة ، فقال رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم : أريت لخديجة بيتا من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب (1) وهو قصب اللؤلؤ.
  33 ـ حدثني أبو أسامة ـ عبد الله (2) بن ابي اسامة الحلبي ، ثنا حجاج بن ابي منيع ، ثنا جدي ، عن الزهري ، عن عروة ، قال : توفيت خديجة قبل ان تفرض الصلاة ، فقال رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم : أريت لخديجة بيتا من قصب لا صخب فيه ولا نصب ، وهو قصب اللؤلؤ (3)
  34 ـ حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، حدثني يونس بن بكير ، عن ابن اسحاق ، قال :

-----------------------------
(1) رواه الاربلي في كشف الغمة ج 1 ص 511 ، ومضى مثله برقم 24 وسيأتي ـ أيضا ـ برقم ، 36 و 37.
(2) هو عبد الله بن محمد بن ابي اسامة وينسب الى جده غالبا.
(3) مضى مثله برقم 24 و 32 وسيأتي ـ أيضا ـ برقم 36 و 37.

الذرّية الطاهرة _27 _

  ... ثم ان خديجة بنت خويلد وأبا طالب ماتا في عام واحد ، فتتابع (1) على رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم هلاك خديجة وابي طالب ، وكانت خديجة وزيرة صدق على الاسلام ، فكان رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم يسكن إليها (2).
  35 ـ ... وقال زياد بن عبد الله البكائي ، عن ابن اسحاق : ان خديجة وأبا طالب هلكا في عام واحد ، وكان هلاكهما بعد عشر سنين مضين من بعث رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ، وذلك قبل مهاجر رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم الى المدينة بثلاث سنين.
  36 ـ حدثنا احمد بن عبد الجبار ، حدثنا يونس بن بكير ، عن هشام بن عروة ، عن عائشة ، قالت : ما غرت على امرأة لرسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ما غرت على خديجة ، مما كنت اسمع من ذكره لها ، وما تزوجني الا بعد موتها بثلاث سنين ، ولقد أمره ربّه ان يبشرها ببيت في الجنة من قصب ، لا نصب فيه ولا صخب (3).
  37 ـ حدثنا ابراهيم بن سعيد الجوهري ، ثنا أبو أسامة ، ثنا هشام بن عروة ، عن ابيه ، عن عائشة ، قالت : ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة ، ـ ولقد هلكت قبل ان يتزوجني بثلاث سنين ـ ، لما كنت اسمعه يذكرها ، ولقد أمره ربّه ان يبشرها ببيت من قصب في الجنة ، وان كان ليذبح الشاة ثم

-----------------------------
(1) كذا في كشف الغمة ، ولكنه في نسختنا : تتابعت.
(2) رواه الاربلي في كشف الغمة ج 1 ص 511 ، ورواه ابن هشام في السيرة النبوية ج 2 ص 282 بلفظ قريب منه.
(3) روى احمد بن حنبل باسناده عن عبد الله بن اسامة عن هشام ... ما يقرب منه لفظا في المسند ج 6 ص 202 ، وانظر الحديث الآتي.

الذرّية الطاهرة _ 28 _

  يهدي في خلائلها منه (1)
  38 ـ حدثنا ابراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، ثنا سعيد بن سليمان ، ثنا مالك بن فضالة ، عن ثابت ، عن انس بن مالك ، قال : كان رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم اذا اتي بالشيء يقول : اذهبوا به الى بيت فلانة فانها كانت تحبّ خديجة (2)

ذكر أولاد رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم من خديجة عليها السلام

  39 ـ اخبرنا الحسن بن رشيق ، قال : حدثنا أبو بشر ، قال : حدثنا أحمد بن المقدام ـ أبو الاشعث العجلي ـ ، ثنا زهير بن العلاء العبدي ، ثنا سعيد بن ابي عروبة ، عن قتادة بن دعامة ، قال : تزوج النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم في الجاهلية خديجة بنت خويلد ، بن أسد ، بن عبد العزّى ، بن قصي ، وهي أول من تزوجها ، (3) فولدت له في الجاهلية ( عبد مناف ) ، وولدت له في الاسلام غلامين واربع بنات ، ( القاسم ) ـ وبه كان يكنّى ـ ، فعاش حتى مشى ، و ( عبد الله ) ، فمات صغيرا ، ومن النساء : ( فاطمة ) و ( رقية ) و ( أمّ كلثوم ) و ( زينب ) (4)

-----------------------------
(1) روى معناه احمد بن حنبل في المسند ج 6 ص 202 ، وراجع الحديث السابق.
(2) روى احمد بن حنبل باسناده عن عائشة ، قالت : انا كنا نذبح الشاة فيبعث رسول الله (ص) باعضائها الى صدائق خديجة ( المسند ج 6 ص 279 )
(3) مضى معنى هذا الحديث في الاحاديث رقم 1 و 10 و 11.
(4) ذكر الدولابي اسماء أولاد الرسول (ص) من خديجة في الاحاديث 40 ، 41 ، 44 ، 45 ، 46 ، 47 ، 48.

الذرّية الطاهرة _ 29 _

  40 ـ أخبرنا يونس بن عبد الاعلى ، ثنا عبد الله بن وهب ، اخبرني يونس بن يزيد ، عن الزهري ، قال : كان لرسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم من خديجة : ( القاسم ) و ( الطاهر ) و ( فاطمة ) و ( رقية ) و ( أمّ كلثوم ) و ( زينب ) (1)
  41 ـ حدثنا احمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن اسحاق ، قال : ولدت خديجة لرسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ولده كلهم قبل ان ينزل عليه الوحي ، ( زينب ) ، و ( أمّ كلثوم ) و ( رقية ) و ( فاطمة ) و ( القاسم ) و ( الطاهر ) و ( الطيب ).
  فأمّا ( القاسم ) و ( الطاهر ) و ( الطيب ) ، فهلكوا قبل الاسلام جميعا وهم يرضعون ، وبالقاسم كان يكنى.
  وامّا بناته ، فادركن الاسلام ، وهاجرن معه ، واتبعنه ، وآمنّ به. (2)
  42 ـ حدثنا احمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن ابي عبد الله الجعفي ، عن جابر عن محمد بن علي ، قال : كان القاسم بن رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم قد بلغ ان يركب الدابّة ، ويسير على النجيب (3) ، فلما قبضه الله قال : (4) قد اصبح محمد أبترا من ابنه !!.
  فأنزل الله على نبيّه : ( إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ ) ـ عوضا ... (5) من مصيبتك في القاسم ـ ، ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ) (6)

-----------------------------
(1) ذكر معنى هذه الرواية ابن شهرآشوب في المناقب ج 1 ص 161.
(2) روى معناه المجلسي في بحار الانوار ج 22 ص 166 عن كتاب المنتقى ، ورواه ابن هشام في السيرة النبوية ج 1 ص 123 عن ابن اسحاق ، وانظر الاحاديث رقم 39 ، 40 ، 44 ، 45 ، 46 ، 47 ، 48 من هذا الكتاب.
(3) النجيب : عتاق الابل التي يسابق عليها ( قاله الازهري ).
(4) والقائل هو العاص بن وائل السلمي كما في البحار ج 22 ص 166.
(5) كلمة غير واضحة في نسختنا ولعلها ( تأخذ ).
(6) سورة الكوثر (108) الآيات 1 ـ 3.

الذرّية الطاهرة _30 _

  43 ـ حدثني محمد بن عمرو الكلبي ، حدثنا بقية بن الوليد ، عن صفوان بن عمرو ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن ابيه ، وراشد بن سعيد المقرئيّ قالا : قالت خديجة : يا رسول الله أولادي منك في الاسلام ؟!.
  قال : في الجنة.
  قالت : بلا عمل ؟! قال : الله اعلم بما كانوا عاملين.
  قالت : يا رسول الله فأولادي من غيرك ؟! قال : في النار.
  قالت : بلا عمل ؟! قال : الله اعلم بما كانوا عاملين (1)
  44 ـ حدثني ابراهيم بن يعقوب ، ثنا عبد الله بن يوسف ، ان الليث حدثهم : حدثني عقيل ، عن ابن شهاب : ان خديجة بنت خويلد أوّل محصنة تزوجها رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم فولدت له ( زينب ) فكانت أكبر بنات رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ، و ( فاطمة ) و ( رقية ) و ( أمّ كلثوم ) و ( القاسم ) و ( الطاهر ) (2)
  45 ـ حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن ابراهيم بن عثمان ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس قال : ولدت خديجة لرسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم غلامين واربع نسوة : ( القاسم ) و ( عبد الله ) و ( فاطمة ) و ( أمّ كلثوم ) و ( زينب ) و ( رقية ). (3)
  46 ـ اخبرني يونس بن عبد الأعلى ، انبأنا عبد الله بن وهب ، حدثني ابن زيد ،

-----------------------------
(1) روى احمد بن حنبل في المسند ج 1 ص 134 باسناده عن زاذان عن علي قال : سألت خديجة النبي (ص) عن ولدين ماتا لها في الجاهلية ؟ فقال رسول الله (ص) : هما في النار ... الى ان قال : ثم قال رسول الله (ص) : ان المؤمنين واولادهم في الجنة ، وان المشركين واولادهم في النار ثم قرأ رسول الله (ص) ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ )
(2) انظر الاحاديث 39 ، 40 ، 41 ، 46 ، 47 ، 48 من هذا الكتاب.
(3) رواه ابن الأثير في السيرة النبوية ج 1 ص 264 باسناده عن يونس بن بكير باسناده.

الذرّية الطاهرة _31 _

  قال : ولد لرسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ثلاثة من خديجة ، ( القاسم ) و ( الطاهر ) و ( مطهّر ) ، وولدت له : ( فاطمة ) و ( رقية ) و ( زينب ) و ( أمّ كلثوم ) (1)
  47 ـ حدثني أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ، سمت عبد الملك بن هشام يقول : كان أكبر بنيه ( القاسم ) ، ثم ( الطيب ) ، ثم ( الطاهر ) ، وأكبر بناته ( رقية ) ثم ( زينب ) ثم ( أمّ كلثوم ) ثم ( فاطمة )(2)

زينب بنت رسول الله (ص) زينب رحمها الله تعالى

  48 ـ حدثنا عبد الله بن محمد ـ ابو اسامة الحلبي ـ ثنا حجاج بن ابي منيع ، حدثني جدي عبيد الله بن ابي زياد ، عن الزهري ، قال : ولدت خديجة لرسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ( القاسم ) ـ وبه كان يكنّى ـ و ( الطاهر ) و ( الطيب ) و ( زينب ) و ( رقية ) و ( أمّ كلثوم ) و ( فاطمة ) (3).
  فاما زينب بنت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم تزوجها ابو العاص (4) بن الربيع ، بن عبد العزى ، بن عبد شمس ، بن عبد مناف

-----------------------------
(1) نظر معنى هذا الحديث والحديث الآتي في الاحاديث المرقمة 39 ، 40 ، 41 ، 44 ، 45 ، 48 من هذا الكتاب.
(2) رواه ابن هشام في السيرة النبوية ج 1 ص 122 وابن الأثير في السيرة ج 1 ص 264.
(3) سبق رواية هذا المقطع من الحديث عن الزهري برقم (40) وليس فيه ( الطيب ).
(4) كتب في هامش نسختنا ما يلي : ابو العاص اسمه : هشيم ، وقيل : مهشم ، وقيل : لقيط ، وقيل غير لك.

الذرّية الطاهرة _32 _

  ـ في الجاهلية ـ فولدت لابي العاص جارية اسمها : ( أمامة ) تزوجها علي بن ابي طالب بعد ما توفيت فاطمة بنت رسول الله ، فقتل علي وعنده امامة (1) ، فخلف على امامة بعد علي بن ابي طالب ، المغيرة بن نوفل ، بن الحارث ، بن عبد المطلب ، بن هاشم ، فتوفيت عنده.
  وأم أبي العاص بن الربيع ، هالة بنت خويلد ، بن أسد ، وخديجة خالته ـ اخت امّه ـ (2).
  49 ـ حدثنا ابراهيم بن يعقوب ، ثنا محمد بن الصباح ، ثنا هشيم ، اخبرنا داود بنت ابي هند ، عن الشعبي : ان امامة بنت ابي العاص كانت عند علي بن ابي طالب ، فلمّا أصيب ولت امرها المغيرة بن نوفل بن الحارث ، فقال المغيرة : اشهدوا انه قد تزوجها وأصدقها كذا وكذا.
  50 ـ حدثنا عثمان بن عبد الله بن خرزاذ ، حدثني عبد الرحمن بن صالح الازدي ، ثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن اسحاق ، حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن ابيه ، عن عائشة قالت : كان ابو العاص بن الربيع ، بن عبد العزى ، بن عبد شمس ، من رجال مكة المعدودين مالا وتجارة وأمانة ، وكان لهالة بنت خويلد ـ فخديجة خالته ـ فقالت خديجة لرسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم : زوّجه.
  وكان رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم لا يخالفها ـ وذلك قبل ان ينزل عليه (3) ـ فزوّجه زينب.
  فلما اكرم الله نبيه بنبوته آمنت به خديجة وبناته ، وكان رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم قد زوج عتبة بن أبي لهب رقية أو أم كلثوم ،

-----------------------------
(1) ذكر الدولابي امامة بنت زينب في الاحاديث 49 ، 57 ، 61 ، 62 ـ أيضا ـ
(2) روى ابن الأثير معنى هذا الحديث في السيرة النبوية ج 4 ص 581.
(3) اي : الوحي.

الذرّية الطاهرة _ 33_

  فلما بدأ (1) قريشا بأمر الله ، قالوا : انكم قد فرغتم محمدا من بناته ، فردّوهن عليه ، فاشغلوه بهنّ ، فمشوا الى ابي العاص بن الربيع ، فقالوا : فارق صاحبتك ، ونحن نزوّجك بأي امرأة شئت من قريش.
  فقال : لا ... (2) والله لا افارق صاحبتي وما يسرني ان لي بامرأتي أفضل امرأة من قريش (3).
  51 ـ حدثنا ابو خالد يزيد بن سنان ، وابو بكر احمد بن عبد الرحيم ، قالا : ثنا سعيد بن ابي مريم ، قال : انبأنا يحيى بن أيوب ، حدثني يزيد بن الهاد ، حدثني عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير ، عن عروة الزبير ، عن عائشة ـ زوج النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ـ : ان رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم لمّا قدم المدينة خرجت زينب ـ ابنته ـ من مكة مع كنانة ، او ابن كنانة ، فخرجوا في أثرها ، في أثرها ، فأدركها هبّار بن الاسود فلم يزل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها ، والقت ما في بطنها ، واهريقت دما ، فاشتجر فيها بنو هاشم وبنو أمية ، فقالت بنو أميّة : نحن أحق بها ـ وكانت تحت ابن عمهم ابي العاص ـ.
  وكانت عند هند (4) ، فكانت تقول : هذا في سبب أبيك.
  فقال رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم لزيد بن حارثة : الا تنطلق

-----------------------------
(1) في نسختنا : بادأ ، وما اثبتناه هو الأصح.
(2) كلمة لا تقرأ في نسختنا.
(3) روى معنى هذا الحديث ابن هشام في السيرة النبوية ج 2 ص 478 ، ولهذا الحديث تتمة ستأتي برقم 65.
(4) هند ، هي : ( أمّ جميل ) زوجة ( ابي لهب ) التي مثّلت بسيد الشهداء حمزة ، في أحد ونزل فيها وفي زوجها سورة اللهب.

الذرّية الطاهرة _ 34 _

  فتجيئني بزينب ؟ !.
  قال : بلى يا رسول الله.
  قال : فخذ خاتمي فاعطها.
  فانطلق زيد ، فلم يزل يتلطف حتى لقى راعيا ، فقال : لمن ترعي ؟ ! قال : لابي العاص.
  قال : فلمن هذه الغنم ؟ ! ، قال : لزينب بنت محمد.
  فسار معه شيئا ثم قال له : هل لك أن أعطيك شيئا تعطيها إيّاه ، ولا تذكره لأحد ؟!.
  قال : نعم ، فاعطاه الخاتم ، فانطلق الراعي فادخل غنمه واعطاها الخاتم فعرفته ، فقالت : من اعطاك هذا ؟!.
  قال : رجل.
  قالت : واين تركته ؟ قال : في مكان كذا وكذا.
  فسكتت ، حتى اذا كان الليل خرجت إليه ، فلما جاءته قال لها زيد : اركبي بين يديّ على بعيري (1).
  قالت : لا ، ولكن اركب أنت بين يديّ ، فركب وركبت خلفه ، حتى اتت المدينة.
  وكان رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم يقول : هي أفضل بناتي أصيبت بي.
  فبلغ ذلك علي بن حسين ، فانطلق الى عروة فقال : ما حديث بلغني عنك تحدثه تنتقص فيه حق فاطمة ؟!.
  قال عروة : ما أحب ان لي ما بين المشرق والمغرب واني انتقص

-----------------------------
(1) كذا صحح في هامش النسخة وفي الاصل : بعيره.

الذرّية الطاهرة _35 _

  فاطمة حقا هو لها ، واما بعد ذلك عليّ ان لا أحدث به أحدا (1).
  52 ـ حدثني يونس بن عبد الاعلى ، أنبأنا عبد الله بن وهب ، اخبرني ابن لهيعة ، عن موسى بن جبير الانصاري ، عن عراك بن مالك الغفاري ، عن ابي بكر بن عبد الرحمن ، عن أمّ سلمة ـ زوج النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ـ : ان زينب بنت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم أرسل إليها زوجها ابو العاص بن الربيع ، أن خذي لي أمانا من أبيك ، فخرجت ، فاطلعت رأسها من باب حجرتها ، والنبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم يصلي بالناس ، فقالت : أيها الناس انا زينب بنت رسول الله ، واني قد أجرت ابا العاص.
  فلما فرغ رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم من الصلاة ، قال : أيها الناس ، اني لم أعلم بهذا حتى سمعتموه ، ألا وانه يجير على المسلمين أدناهم (2).
  53 ـ حدثنا ابو الحسين محمد بن خالد بن على (3) الحمصي ، ثنا بشر بن شعيب ، عن ابيه ، وأخبرنا ابو بشر (4) بن يعقوب ، ثنا ابو اليمان ، أنبأنا شعيب ، عن الزهري ، قال : اخبرني علي بن الحسين : ان المسوّر بن محرمة أخبره : ان علي بن ابي طالب خطب بنت أبي جهل وعنده فاطمة بنت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ، فلما سمعت فاطمة اتت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم فقالت له : ان قومك يتحدثون إنك لا تغضب لبناتك ، وهذا علي ناكح (5) بنت أبي جهل.

-----------------------------
(1) روى هذا الحديث الحاكم في المستدرك ج 4 ص 45 وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
(2) وسيأتي اجارة زينب لابي العاص في الحديث 56.
(3 ، 4) كذا ظاهر الكلمة ، وهي غير واضحة في نسختنا.
(5) في نسخة الاصل كما في الفضائل : ناكحا.

الذرّية الطاهرة _ 36_

  قال المسوّر بن مخرمة : فقام رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم فسمعته حين تشهّد قال : أمّا بعد ، فاني أنكحت أبا العاص فحدثني فصدقني ، وان فاطمة بنت محمد بضعة مني وانا أكره ان يفتنوها (1) ، وانها والله لا تجمع بنت رسول الله وبنت عدوّ الله عند رجل واحد أبدا.
  فترك عليّ الخطبة (2)

-----------------------------
(1) كتب في هامش نسختنا : في حاشية الاصل ما يلي : في الاصل : يسؤها. (2) ورواه احمد بن حنبل في الفضائل ح 1329 وباسناده عن ابي اليمان في المسند ج 4 ص 326 وباسناده عن وهب في ص 326 بلفظ يقرب منه وكذا في الحديث 1334 من فضائل الصحابة ، واخرجه البخاري في صحيحه ج 7 ص 85 ومسلم في صحيحه 4 / 1903 عن ابي اليمان ، وابو داود في سننه ج 2 ص 225 عن الزهري.
وهذا الحديث ـ وان كثرنا قلوه من العامة ـ فهو منحصر بهم ولم نر فيه ولا طريقا صحيحا واحدا من الخاصة ، وهو بظاهره مناف لما كان عليه امير المؤمنين (ع) من طاعته للرسول وعدم مخالفته له حتى في أبسط الامور فكيف يعمل ما يوجب اذى الرسول (ص) ؟!
والمشهور بين المحدثين ان الرسول (ص) قال : ( فاطمة بضعة مني ) على ما رواه اكثر المحدثين ـ بعبارات مختلفة ـ الآن ان دمج هذا القول بقصة مفتعلة للحط من كرامة امير المؤمنين عليه‌السلام قد جنّد الغيارى على التراث للدفاع عن الامام (ع) ومنهم السيد المرتضى علم الهدى (ره) في كتابه : ( تنزيه الأنبياء ) وخلاصة ما قاله (ره) : ان هذا الخبر موضوع قد تفرد به راو واحد هو الكرابيسي طاعنا به على أمير المؤمنين (ع) وفيه ما يشهد العقل بكذبه وبطلانه وهو امور.
منها : ان النبيّ (ص) لا ينكر ما اباحه الاسلام ، فللرجل ان يتزوج أربعا فكيف ينكر الرسول هذا المباح ويعلن بذلك على المنابر.
ومنها : ان هذا الخبر يتضمّن الطعن على النبي (ص) لانه انما زوّج فاطمة (ع) من امير المؤمنين بعد ان اختار الله لها ذلك ، ومن المعلوم ان الله لا يختار لها من بين الخلائق من يؤذيها ويغمّها ، وهذا أدل دليل على كذب القصة.
ومنها : انه لم يعهد من أمير المؤمنين (ع) خلاف على الرسول (ص) ولا كان ـ قطّ ـ بحيث يكره الرسول (ص) ـ على طول الصحبة ـ فكيف يتصور منه المخالفة له في هذا الموضوع.
  ومنها : انه لو صحّ ذلك لانتهزه الاعداء من بني أميّة واتباعهم للطعن به على امير المؤمنين (ع) في حين انا لم نعثر على من روى هذه القصّة غير الكرابيسي ، الى غير ذلك مما هو مسطور في كتاب السيد

الذرّية الطاهرة _ 37 _

  54 ـ حدثنا أحمد بن عبد الجبّار ، ثنا يونس بن بكير ، عن زكريا بن ابي زائدة ، عن عامر الشعبي قال : خطب علي بنت ابي جهل الى عمّها الحارث واستأمر رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم.
  فقال : عن اي شأنها تسألني ، عن حسنها ؟ (1).
  قال : لا ... ولكن تأمرني بها ؟.
  فقال : (2) فاطمة بضعة (3) مني ، ولا أحب ان تجزع.
  فقال : لا آتي شيئا تكرهه (4)
  قال ابن اسحاق : وحدثني من لا أتهمه : ان رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم كان يغار لبناته غيرة شديدة ، وكان لا ينكح بناته على ضرّة.
  55 ـ حدثنا ابو عمرو عثمان بن عبد الله بن خرزاذ ، حدثني عبد الرحمن بن صالح الازدي ، ثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن اسحاق ، قال : حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن ابيه ، عن عائشة ، قالت : وكان الاسلام قد فرّق بين زينب وبين ابي العاص حين اسلمت ، الا ان رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم كان لا يقدر ان يفرّق بينهما ، وكان رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم مغلوبا بمكة لا يحلّ ولا يحرّم (5)
  56 ـ حدثنا النضر بن سلمة ، ثنا أيوب بن سليمان بن بلال ، ثنا ابو بكر بن أبي أويس ، عن سليمان بن بلال ، عن صالح بن كيسان ، عن الزهري ،

-----------------------------
المرتضى رحمه الله ط / النجف ص 212.
(1) في هامش نسختنا ورد ما يلي : قال الشيخ [ اي : المؤتمن ] : الصواب : عن حسبها.
(2) كذا ورد في هامش نسختنا واما المتن فهو : وقال.
(3) في هامش نسختنا : في نسخة : مضغة.
(4) رواه احمد بن حنبل في الفضائل حديث 1323 واخرجه الحاكم في المستدرك ج 3 ص 158 ، وانظر تعليقنا عليه بمراجعة الرقم السابق.
(5) ذكر ابن هشام في السيرة ج 1 ص 478 معنى هذا الحديث.

الذرّية الطاهرة _ 38 _

  عن أنس بن مالك : ان زينب هاجرت الى رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم وزوجها كافر ، فأسر المسلمون ابا العاص بن الربيع ، فقالت زينب : اني قد أجرت ابا العاص.
  فأجاز رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم اجارتها اياه ، وقال : يجير على المسلمين أدناهم (1)
  57 ـ حدثني أحمد بن عبد الرحيم ، حدثنا ابو صالح ، حدثني الليث ، عن عقيل ، قال : قال ابن شهاب : كانت زينب أكبر بنات رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم فتزوجها أبو العاص بن الربيع ، بن عبد شمس ، فولدت زينب من ابي العاص بنتا فسمّاها ( أمامة ) ، فبلغت فنكحها علي بن ابي طالب بعد وفاة فاطمة (ع) (2)
  58 ـ حدثنا ابراهيم بن يعقوب ، ثنا يزيد بن هارون ، انا محمد بن اسحاق ، عن داود بن حصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : ان النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ردّ زينب على ابي العاص بعد سنتين بالنكاح الاول ولم يحدث صداقا (3).
  59 ـ حدثنا ابراهيم بن يعقوب ، ثنا يزيد بن هارون ، انبأنا حجاج بن ارطاة ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جدّه : ان النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ردّ زينب على ابي العاص بمهر جديد ونكاح جديد.
  60 ـ حدثنا ابراهيم بن يعقوب ، ثنا علي بن الحسن الرافقي ، ثنا محمد بن سلمة ، عن ابي عبد الرحيم ، عن زيد بن ابي انيسة ، عن محمد بن عبد الله ، عن

-----------------------------
(1) اخرجه الحاكم في المستدرك ج 4 ص 45 باسناده عن ابي علي الحافظ ، عن محمد بن صاعد ، عن عبد الله بن شبيب ، عن ايوب بن سليمان ... الى آخر السند ، وقد مضى معنى هذا الحديث برقم (52).
(2) مضى معنى هذا الحديث برقم 48 ، وسيأتي برقم 61 و 62.
(3) رواه الحاكم في المستدرك ج 4 ص 46 باسناده عن يزيد بن هارون ، ورواه ابن هشام في السيرة ج 2 ص 483 وفيه : ولم يحدث شيئا.

الذرّية الطاهرة _ 39 _

  عبد المطلب ، عن ابي هريرة ، قال : دخلت على أمّ كلثوم (1) بنت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم فقالت : دخل عليّ رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم وخرجت ، أو خرج عني رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ودخلت (2) ، فقال : كيف تجدين ابا عبد الله ؟ قلت : كخير [ الرجال ] (3).
  قال : اكرميه ، فانه من أشبه أصحابي بي خلقا.
  قال علي : هو عثمان بن عفّان (4) (5).
  61 ـ حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن ابن اسحاق ، قال : وكانت زينب عند ابي العاص بن الربيع فولدت له ( أمامة ) و ( عليا ) ، فذهب علي وهو غلام ، وبقيت امامة حتى تزوجها علي بن ابي طالب ، بعد فاطمة ، وتزوجت بعد علي ، المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب فهلكت عنده.
  62 ـ حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام ، ثنا زهير بن العلاء ، ثنا سعيد بن ابي عروبة ، عن قتادة قال : تزوج ابو العاص بن الربيع زينب بنت رسول الله

-----------------------------
(1) كان في نسخة الاصل : زينب ، فشطب عليه وكتب فوقه : أم كلثوم ، وكتب في الهامش : قال : والصواب أمّ كلثوم.
(2) في نسخة الاصل : فدخلت.
(3) ما بين المعقوفتين غير موجود في نسختنا وانما اخذناه من الفضائل الحديث 834 و 840 ، وذكره فى الرياض النضرة 3 / 14 ونسبه الى الدولابي.
(4) في هامش نسخة الاصل زيادة .
(5) ورد في هامش نسخة الاصل ـ أيضا ـ ما يلي : قال شيخنا ، ونقلته من خطّه : قال الشيخ ابو نصر المؤتمن ، ونقلته من خطّه من حاشية نسخته ، وفيها سماعي ـ أيضا ـ : هذا وهم ما أدري من أين أتى ، وإنّما تزوج عثمان برقيّة ثم بأم كلثوم ، ورقية ماتت في وقعة بدر قبل اسلام ابي هريرة ومقدمه المدينة.
فينظر فيه ان شاء الله ما هذا الخطأ وممن وقع ؟.
قال الشيخ : وقد روى الدولابي بهذا الاسناد من حديث محمد بن سلمة مثل هذا أيضا.

الذرّية الطاهرة _ 40 _

  صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم فولدت له ( أمامة ) زوج علي بن ابي طالب (1) بعد فاطمة فلم تزل عنده حتى قتل عنها (2).

-----------------------------
اقول : وسيأتي مثل ذلك برقم 71 وانظر تعليقنا عليه عن الحاكم ، ومضى معنى هذا الحديث برقم 48.
(1) ورد في هامش نسختنا زيادة كلمة : امامة ، وكتب بعدها ( صح ).
(2) مضى معنى هذا الحديث برقم 48 و 57 و 61.

الذرّية الطاهرة _41 _

رقيّة بنت رسول الله (ص) رقية رضي ‌الله ‌عنها

  63 ـ حدثنا عبد الله بن محمد أبي أسامة ، نا حجاج بن ابي منيع ، ناجدي ، عن الزهري ، قال : وأمّا رقيّة بنت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم فتزوجها عثمان بن عفّان في الجاهلية ، فولدت له عبد الله بن عثمان وبه كان يكنّى أوّل مرّة ، حتى كنّي بعد ذلك بعمرو بن عثمان ، ـ وبكل كان يكنّى ـ.
  ثم توفيت رقية زمن بدر فتخلف عثمان على دفنها ، فذلك منعه ان يشهد بدرا (1) ، وقد كان عثمان هاجر الى ارض الحبشة ، وهاجر معه [ كذا ] برقية بنت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم.
  وتوفيت رقية بنت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم يوم قدم زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم بشيرا بفتح

-----------------------------
(1) ان تخلّف عثمان وغيبته عن بدر ثابت في كتب التاريخ ، وتعليل ذلك بما ورد هنا من تمريض رقية لا اصل له ، لانها مرضت بعد انتصار المسلمين في بدر ورجوعهم الى المدينة ، وقد فصل المجلسي سبب مرضها ووفاتها في المجلد 22 من البحار ص 158 ـ 163.

الذرّية الطاهرة _42 _

  بدر (1)
  64 ـ حدثنا أحمد بن المقدام ـ أبو الأشعث ـ نا زهير بن العلاء ، نا سعيد بن ابي عروبة ، عن قتادة ، قال : كانت رقية عند عتبة بن عبد العزّى ـ ابي لهب ـ ، فلم يبن بها حتى بعث النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ، فلما انزل الله : ( تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ) (2) سأل النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم عتبة طلاق رقيّة ، وسألته طلاقها.
  فقالت له امّه ، أم جميل بنت حرب بن أميّة ، ـ حمّالة الحطب ـ : طلّقها يا بني ، فانها قد صبت ، فطلّقها
  65 ـ حدثنا عثمان بن عبد الله بن خرزاذ ، حدثني عبد الرحمن بن صالح الأزدي ، نا يونس بن بكير ، عن محمد بن اسحاق ، قال : حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن ابيه ، عن عائشة ، قالت : (3) مشوا الى عتبة بن ابي لهب ، فقالوا له : طلّق ابنة محمد ونحن نزوّجك أية امرأة من قريش شئت.
  قال : ان زوّجتموني ابنة ابان بن سعيد بن العاص ، او ابنة سعيد بن العاص ، فارقتها.
  فزوّجوه ، وفارقها ، ولم يكن دخل بها ، فأخرجها الله من يديه كرامة لها وهوانا له ، وخلف عليها عثمان بن عفان (4)
  66 ـ حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، عن ابن اسحاق ، قال :

-----------------------------
(1) روى معناه ابن كثير في السيرة النبوية ج 4 ص 582.
(2) سورة اللهب (111) الآية 1.
(3) هذا الحديث تتمة للحديث رقم 50 فراجع هناك.
(4) روى هذا الحديث باكمله ابن هشام في السيرة النبوية ج 2 ص 478 وفيه زيادة : بعده.

الذرّية الطاهرة _ 44 _

  تزوج عثمان بن عفّان رقية بنت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم.
  ويزعمون انه قال : ـ ولد له من رقيّة غلام يسمى ( عبد الله ) ، وبه كان يكنى عثمان ـ أبا عبد الله ـ فذهب وهو صغير رضيع.
  وماتت رقية وهي عند عثمان ، فلما ماتت زوّجه رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم أم كلثوم.
  67 ـ حدثنا ابو الأشعث أحمد بن المقدام ، نا زهير بن العلاء ، نا سعيد بن ابي عروبة ، عن قتادة ، قال : تزوج عثمان رقية ، فتوفيت عنده ، ولم تلد له ، ثم خلف على أمّ كلثوم فتوفيت عنده ولم تلد له.
  68 ـ حدثنا احمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ، نا ابو صالح ، حدثني الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، قال : تزوج عثمان ( رقية ) و ( أم كلثوم ) أحد هما بعد الاخرى ، تزوج ( رقية ) قبل ( أم كلثوم ).
  ولدت رقية من عثمان فمات ولدها ، ثم مرضت فماتت ، فانكحه رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ( أم كلثوم ) فولدت لعثمان ، فلم يعش منها ولا من اختها ولد.
  69 ـ حدثني علي ومحمد ابنا عمرو بن خالد ، قالا : عن أبونا عمرو بن خالد ، عن ابن لهيعة ، عن يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب قال : بلغني ان رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم قسّم لعثمان بن عفّان يوم بدر ، وكان تخلّف على امرأته رقيّة بنت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم وأصابها الحصبة ، فجاء زيد بن حارثة بشيرا بوقعة بدر ، وعثمان على قبر رقيّة يدفنها.
  70 ـ حدثنا محمد بن عوف الطائي وابو القاسم يزيد بن محمد بن عبد الصمد ، قالا : عن عبد الله بن ذكوان ، عن عرّاك بن خالد بن يزيد بن صبيح المرّي ، عن عثمان بن عطاء الخراساني ، عن أبيه ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ،

الذرّية الطاهرة _45 _

  قال : لمّا عزّي رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم بابنته رقية ـ امرأة عثمان بن عفّان ـ قال : الحمد لله ، دفن البنات من المكرمات.
  71 ـ حدثني ابو الحسن علي بن سعيد بن بشير ، نا الخليل بن عمرو ، حدثنا محمد بن سلمة ، عن ابي عبد الرحيم ، عن زيد بن ابي انيسة ، عن محمد بن عبد الله ، عن المطلّب ، عن ابي هريرة ، قال : دخلت على رقيّة بنت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ـ امرأة عثمان بن عفّان ـ وفي يدها مشط فقالت : خرج من عندي رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم آنفا ، رجّلت رأسه ، فقال : كيف تجدين ابا عبد الله ؟.
  قلت : كخير [ الرجال ] (1).
  قال : اكرميه فانه أشبه اصحابي بي خلقا. (2).

-----------------------------
(1) كذا ظاهر النسخة وانظر تعليقنا على الحديث 60
(2) في هامش نسختنا ما يلي : قال الشيخ : قال المؤتمن : وهذا حديث فيه وهم لان ابا هريرة انما اسلم بعد موت رقية بسنتين.
اقول : قد تقدم مثله برقم 60 وعلق عليه المؤتمن بمثل ما ذكر هنا وقد رواه الحاكم في المستدرك ج 4 ص 48 وقال فيه : انه حديث واهي المتن فان رقية ماتت سنة ثلاث من الهجرة عند فتح بدر وابو هريرة انما اسلم بعد فتح خيبر.
( المحقق ).

الذرّية الطاهرة _ 46 _

أمّ كلثوم بنت رسول الله (ص) أمّ كلثوم (رحمة الله عليها)

  72 ـ حدثنا عبد الله بن محمد ابي اسامة الحلبي ، عن حجاج بن ابي منيع ، عن جدي ، عن محمد بن مسلم ـ ابن شهاب الزهري ـ قال : وأمّا ( أم كلثوم ) بنت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ، فتزوجها ـ أيضا ـ عثمان بن عفّان بعد اختها رقيّة بنت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ، ثم توفيت عنده ، ولم تلد له شيئا.
  73 ـ حدثنا أحمد بن المقدام ـ أبو الأشعث ـ عن زهير بن العلاء ، عن سعيد بن ابي عروبة ، عن قتادة ، قال : ـ وتزوج (1) عتيبة بن عبد العزى ـ ابي لهب ـ ، أمّ كلثوم بنت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ، فلم يبن بها حتى بعث النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ، وكانت رقية عند أخيه عتبة بن

-----------------------------
(1) هذا الحديث لعله مقطّع من حديث طويل يرويه الدولابي عن أبي الأشعث عن زهير بن العلاء ، عن سعيد بن ابي عروبة عن قتادة في سيرة رسول الله (ص) واولاده (ع) ، وقد قطّعه ، وخص كل قطعة بما يلائمه من الموضوع من زواج خديجة ( ه ) وزواج الرسول (ص) (39) ، وزواج رقية (64) ، وزواج رقية بعثمان (67) ، وسيأتي ما يرويه بهذا الاسناد عن زواج فاطمة (ع) بالرقم 93 ـ أيضا ـ.

الذرّية الطاهرة _47 _

  عبد العزى ـ ابي لهب ـ ، فلما انزل الله : ( تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ) (1) قال ابو لهب لابنيه عتبة وعتيبة : رأسي من رؤسكما حرام ان لم تطلّقا ابنتي محمّد.
  فطلّق عتيبة ( أم كلثوم ) ، وجاء الى النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم حين فارق ( أمّ كلثوم ) ، فقال : كفرت بدينك ، وفارقت ابنتك ، لا تحبني ولا أحبّك.
  ثم سطا عليه (2) فشق قميص النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ، وهو خارج نحو الشام تاجرا.
  فقال النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم : أما اني اسال الله ان يسلط عليك كلبه.
  فخرج في تجارة من قريش حتى نزلوا مكانا من الشام ، يقال له : الزرقاء ـ ليلا ـ ، فأطاف بهم الأسد تلك الليلة ، فجعل عتيبة يقول : يا ويل أمّي ، هو [ و ] الله آكلي كما دعا محمّد عليّ ، أقاتلي ابن ابي كبشة وهو بمكة وانا بالشام ؟!.
  فعدا عليه الأسد من بين القوم واخذ برأسه فضغمه (3) ضغمة فدغه (4) (5).
  74 ـ حدثنا ابراهيم بن يعقوب بن اسحاق ، قال : حدثت عن سلمة ، عن محمد

-----------------------------
(1) الآيه الاولى من سورة اللهب رقم (111).
(2) السطو : القهر والبطش يقال : سطا عليه وسطا به.
(3) الضغم : العض الشديد وبه سمّي الاسد ضيغما ـ بزيادة الياء ـ.
(4) الفدغ : الشرخ والشق اليسر.
(5) ورد في هامش النسخة ما يلي : عن ابيه ، ان الاسد [ بعد ما ] طاف بهم تلك الليلة انصرف عنهم ، فقاموا وجعلوا عتيبة : في وسطهم ، فاقبل الاسد يتخطاهم حتى أخذ برأس عتيبة وانصرف ـ.

الذرّية الطاهرة _ 48 _

  بن اسحاق ، عن زياد (1) بن ابي زياد ، عن محمد بن كعب القرظي وعثمان بن عروة بن الزبير ، قالا : كانت زينب (2) بنت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم عند عتبة بن ابى لهب فطلّقها ، فلما أراد الخروج الى الشام ، قال : لآتين محمدا فلأؤذينّه.
  فأتاه فقال : يا محمد هو (3) يكفر بالذي ( دنى فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى ) (4)   ثم قفل (5) ، وردّ على رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ابنته ، فقال رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم : اللهم سلط عليه كلبا من كلابك ، ـ وابو طالب حاضر ـ فوجم لها فقال : ما كان اغناك عن (6) دعوة ابن أخي.
  ثمّ خرج الى الشام ، فنزلوا منزلا ، فأشرف عليهم راهب من الدير ، فقال : ارض مسبع.
  فقال ابو لهب : يا معشر قريش اعينوا بهذه الليلة ، فاني أخاف دعوة محمّد.
  فجمعوا أحمالهم ففرشوا لعتبة في أعلاها ، وناموا حوله.
  فجاء الأسد فجعل يتشمّم وجوههم ، ثم ثنى ذنبه ، فوثب ، فضربه (7) ضربة واحدة فخدشه.

-----------------------------
(1) في هامش نسختنا : في نسخة : زيد.
(2) في هامش نسختنا : قال الشيخ : الصواب : رقيّة.
(3) اي عتبة وقد عبّر عنه بضمير الغائب بدلا من ضمير المتكلّم اجلالا عن تلك المقالة.
(4) اقتباس من قوله تعالى : ( ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى ... ) ( سورة : النجم : 53 / 8 )
(5) اي رجع ، يقال : قفل راجعا ، اي عاد.
(6) في هامش نسختنا ، في نسخة : من.
(7) في هامش نسختنا : فضرب صح.

الذرّية الطاهرة _49 _

  فقال : قتلني ، ومات.
  فقال حسان بن ثابت : سائل بني الأشعر ان جئتهم (1)
مـا كان انباء ابي الواسع (2)ii      ii
لا  وسّــع الله لــه iiقـبره
بـل طـبّق الله عـلى iiالقاطع      ii
رحــم نـبـيّ جـدّه iiجـدّه
يـدعوا الى نور له ساطع (3)      ii
اسـبل  بـالحجر لتكذيبه (4)ii
دون  قـريش نهزة (5) iiالقادع      ii
فاستوجب  الدعوة منه (6) iiبما
يـبين  (7) لـلناظر iiوالسامع      ii
ان سـلّط الله بـها (8) iiكـلبه
يمشي الهوينا (9) مشية الخادع      ii
حـتى  أتـاه وسـط iiأصحابه
وقـد علتهم سنة الهاجع (10)ii      ii
فـالتقم  الرأس بيافوخه (11)ii
والنحر  منه فغرة الجائع (12)      ii

-----------------------------
(1) في المناقب : اذ جئتهم.
(2) في المناقب : بني واسع.
(3) هذا البيت غير موجود في المناقب.
(4) ورد هذا الشطر في المناقب هكذا : رمى رسول الله من بينهم.
(5) في المناقب : رمية ، والنهز : الدفع والقذف ، والقادع : المانع ، ولعله سمي بذلك لمنعه صلة الرحم.
(6) في المناقب : منهم ـ وهو خطأ ـ.
(7) كذا ظاهر ما في النسخة ويحتمل كونه : بيّن.
(8) في المناقب : به ـ وهو خطأ ـ والضمير في ما اخترناه يعود الى الدعوة.
(9) في ظاهر نسختنا : هوينا ، ـ وهو خطأ ـ والهوينها تصغير الهونى ، تأنيث الاهون ، والهون : الرفق واللين والتثبّت.
(10) السنّة ـ بالتخفيف ـ اوائل النوم.
(11) اليافوخ هو ملتقى عظم مقدم الرأس ومؤخّره.
(12) يقال فغرفاه اي فتحه ، فالشاعر يصوّر مشهد التقام الاسد رأس عتبة باسد جائع قد فتح فاه لابتلاع فريسته.

الذرّية الطاهرة _ 50 _

والـلـيث يـعلوه بـانيابه (1)ii      مـنعفرا  (2) وسـط دم iiنـاقع
لا يـرفع الـرحمن iiمصروعكم      ولا يـهوّن قـوّة الـصادع (3)
وكـان  فـيه لـكم (4) عـبرة      لـسيد  (5) الـمتبوع iiوالـتابع
مـن  يرجع العام الى اهله (6)ii      فـما أكـيل الكلب (7) iiبالراجع
مـن  عـاد فـالليث لـه iiعائد      أعظم به من خبر شائع (8) (9)
  75 ـ (10) حدثنا أحمد بن عبد الجبّار ، ثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن اسحاق ، قال : حدثني عمرو بن عبيد ، عن الحسن : ان رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم قال لامرأة عثمان : اي بنيّة انه لا امرأة لرجل لم تأت ما يهوى ، وذمة (11) في وجهه ، وان امرها ان تنقل من جبل اسود الى جبل أحمر أو جبل أحمر الى جبل أسود ، فاستصلحي زوجك.
  76 ـ اخبرني محمد بن ابراهيم بن هاشم ، عن ابيه ، عن محمد بن عمر ، قال : في سنة تسع ماتت أم كلثوم بنت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم في شعبان.

-----------------------------
(1) ورد هذا الشطر في كتاب المناقب هكذا : ثم علا بعد بأنيابه.
(2) كذا ظاهر النسخة والصحيح معفرا وهو المترّب والمزمّل بالتراب.
(3) هذا البيت غير موجود في المناقب ، والصادع هو النبي (ص) الذي صدع بالحق والقرآن.
(4) ورد هذا البيت في المناقب في آخر ابيات القصيدة وبالشكل الآتي :
قد كان هذا لكم iiعبرة      ii
للسيد المتبوع والتابع
(5) في المناقب : للسيد ـ وهو خطأ ـ.
(6) في هامش نسختنا : في نسخة : رحله.
(7) في هامش نسختنا : في نسخة : السبع ، وكذا المناقب ـ.
(8) هذا البيت غير موجود في المناقب.
(9) روى ابن شهرآشوب ما يقرب من هذا الحديث باسناده عن الامام الصادق (ع) وعن ابن عباس في كتابه ( المناقب ج 1 ص 80 و 81 ).
(10) ورد هذا الحديث مكررا في نسختنا ، فاكتفينا بنقل احدهما لمطابقتهما متنا وسندا.
(11) كذا ظاهرا ، وهو بمعنى التربة الشعثاء.