( حدثني علي بن العباس المقانعي ، قال : أخبرنا بكار بن أحمد ، قال : حدثنا الحسن بن الحسين بن عنبسة بن نجاد العابد، قال : كان جعفر بن محمد إذا رأى محمد بن عبد الله بن حسن تغرغرت عيناه ، ثم يقول : بنفسي هو أن الناس ليقولون فيه أنه المهدي ، وإنه لمقتول ، ليس هذا في كتاب أبيه علي من خلفاء هذه الأمة )
( إن الجفر والجامعة كتابان لعلي ( كرم الله وجهه ) ، وقد ذكر فيهما على طريق علم الحروف والحوادث التي تحدث إلى انقراض العالم، وكان الأئمة المعروفون من أولاده يعرفونهما ، ويحكمون بهما ، وفي كتاب قبول العهد الذي كتبه علي بن موسى الرضا إلى المأمون : إنك قد عرفت من حقوقنا ما لم يعرفه أباؤك ، فقبلت منك عهدك إلاَّ أن الجفر والجامعة يدلان على أنه لا يتم ، والمشايخ المغاربة نصيب من علم الحروف ، ينتسبون فيها إلى أهل البيت ، ورأيت في الشام نظماً أشير إليه بالرموز إلى أحوال ملوك مصر ، وسمعت أنه مستخرج من ذينك الكتابين . . . )
أ ـ ( نُقل : إن الخليفة المأمون لما عهد بالخلافة من بعده إلى علي بن موسى الرضا، وكتب إليه كتاب عهده ، كتب هو في آخر ذلك الكتاب ، نعم ، إلاَّ أن الجفر والجامعة يدلان على أن هذا الأمر لا يتم ، وكان كما قال ، لأن الممون استشعر فتنة من بني هاشـم فسمّه )
.
ب ـ ( قال ابن طلحة : الجفر والجامعة كتابان جليلان أحدهما ذكره الإمام علي بن أبي طالب ( رضي الله تعالى عنه ) وهو يخطب بالكوفة على المنبر ، والآخر أسرّه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأمره بتدوينه ، فكتبه علي ( رضي الله عنه ) حروفاً متفرقة على طريقة سفر آدم في جفر ، يعني في رق قد صُبغ من جلد البعير ، فاشتهر بين الناس به لأنه وجد فيه ما جرى للأولين الآخرين . . . )
ج ـ ( طلحة هو : الشيخ كمال الدين ( أبي سالم ) محمد بن طلحة النصيبي ( الشافعي ت 654 وقد ألف كتاباً اسمه ( الجفر الجامع والنور اللامع، وهو مجلد صغير ، أوله : الحمد لله الذي أطلع من اجتباه . . . إلخ ، ذكر فيه إن الأئمة من أولاد جعفر يعرفون الجفر ، فاختار من أسرارهم فيه )
(1) .
خامساً : الجرجاني :
الجفر والجامعة كتابان لعلي ذكر فيهما علي طريقة علم الحروف والحوادث التي تحدث إلى انقراض العالم ، وكان الأئمة المعروفون من أولاده يعرفونها ، ويحكمون بها )
(2) .
سادساً : ابن قتيبة :
( الجفر جلد كتب فيه الإمام جعفر الصادق لآل البيت كل ما يحتاجون إلى علمه ، وكل ما يكون إلى يوم القيامة وإلى هذا الجفر أشار المعري بقوله :
لقد عجبوا لأهل البيت لما أتـاهم علمهم في مَسْك iiجفر ومرآة المنجم وهي iiصغرى أرتـه كل عامرة وقفر (3) |
سابعاً : مقدمة ابن خلدون :
( اعلم : أن كتاب الجفر كان أصله أن هارون بن سعيد العجلي ، وهو رأس الزيدية ، كان له كتاب يرويه عن جعفر الصادق ، وفيه علم ما سيقع لأهل البيت على العموم ولبعض الأشخاص منهم على الخصوص وكان مكتوباً عند جعفر في جلد ثور صغير ، وكان فيه تفسير القرآن ، وما في باطنه من غرائب المعاني وقد صحّ عنه - الصادق ، أنه كان يحذر بعض قرابته بوقائع تكون لهم فتصح وإذا كانت الكرامة تقع لغيرهم ، فما ظنك بهم ، علماً وديناً وإيثاراً من النبوة ، وعناية الله)
(4) ، وفي الواقع تأتي قيمة هذه المعضدات ليس من حيث كونها أخباراً في ذلك ، بل إضافة لهذا أنها مطابقة لمرويات أهل البيت في المواصفات والخصوصيات .
-------------------------------
(1) المصدر السابق .
(2) دائرة المعارف لبطرس البستاني : ج 6 ص 487 .
(3) المصدر السابق : ج 6 ص 18 .
(4) المقدمة ، كذلك دائرة معارف القرن العشرين : ج 3 ص 125 .
مشكلة تدوين الحديث
_112 _
معضدات داخلية :
وهناك معضدات داخلية تدعم هذه الرؤية ، وتطعّمها بحرارتها الموضوعية والمنطقية ، منها :
*أنه وارث علم رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فقد روى النسائي بسنده عن خالد بن قثم بن العباس ، أنه سئل : من أين يرث علي رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قال : إنه كان أولنا به لحوقاً ، وأشدنا به لزوقاً
(1) .
* إنه إذا سأل رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أجابه وإذا سكت ابتدأه ، روى النسائي في الخصائص بسنده عن عبد الله بن عمرو بن هند الجملي عن علي : كنت إذا سألت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أعطيت ، وإذا سكت ابتدأني ، ورواه الحاكم في المستدرك بسنده مثله سنداً ومتناً
(2) .
* قول رسول الله فيه : ( أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه بعدي ) ، روى الحاكم في المستدرك بسنده عن أنس بن مالك ، وقال صحيح على شرط الشيخين أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال لعلي : ( أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه )
(3) .
* نزول ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) في حقه ، روى الحاكم في المستدرك بسنده عن علي : ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) قال علي : رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المنذر وأنا الهادي
(4) .
* قول النبي : ( هذا ولييّ والمؤدي عني ) ، روى النسائي في الخصائص بسنده عن سعد قال : أن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) خطب فقال : ( أما بعد أيها الناس فإني وليكم ، قالوا : صدقت ، ثم أخذ بيد علي فرفعها ثم قال هذا وليي والمؤدي عني )
(5) .
* إنه من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بمنزلة هارون من موسى ، فقد روى النسائي في الخصائص بسنده أنه قال لعلي : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى )
(6) .
* قوله ( صلى الله عليه وآله ) : ( من كنت مولاه فعلي مولاه )
(7) .
* قوله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( أنا مدينة العلم وعلي بابها )
(8) .
* إنه ولي كل مؤمن . . . ففي الاستيعاب بسنده عن ابن عباس أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لعلي بن أبي طالب : ( أنت ولي كل مؤمن بعدي )
(9) .
-------------------------------
(1) أعيان الشيعة : ج 1 ص 357 .
(2) أعيان الشيعة : ج 1 ص 356 .
(3) أعيان الشيعة : ج 1 ص 359 .
(4) أعيان الشيعة : ج 1 ص 359 .
(5) أعيان الشيعة : ج 1 ص 355 .
(6) أعيان الشيعة : ج 1 ص 354 ، ج 1 ص 351 .
(7) أعيان الشيعة : ج 1 ص 354 .
(8) المستدرك للحاكم : ج 3 ص 126 .
(9) أعيان الشيعة : ج 1 ص 351 .