محمد علي من آل صدر الدين الموسوي العاملي ( 1272 ـ 1354 هـ ) صاحب التصانيف المنيفة على التسعين والتي لم يطبع منها الاّ نحو عشرين و فيها أسمى الفوائد و أجود العوائد ،
و يا خبذا لو يلتفت اليها ، طبع الجزء الاول من هذا الكتاب و هو ما يخص علماء جبل عامل في سنة 1406 هـ في قم المقدسة باشراف مكتبة السيد المرعشي رحمّهُ الله وبتحقيق السيد أحمد الحسيني ( دامت بركاته ) وبقي منه جزءان في غير علماء جبل عامل لم يطبعا ، والأن ابن نما من غير علماء جبل عامل فمن المؤكد أن هذه العبارة موجودة في الاجزاء الباقية لهذا الكتاب .
و أما ابن هيكل : فهو الشيخ الجليل علي بن فضل الله بن هيكل الحلي تلميذ الشيخ أبي العباس أحمد بن فهد الحلي الذي توفي سنة 841 هـ له کتاب الادعية و الاوراد والختوم .
أقول : انني من خلال كتاب ( الذريعة الى تصانيف الشيعة ) استقصيت كتب ابن هيكل رَحَمَهُ الله و الموجودة في مكبتة السيد حسن الصدر رَحَمَهُ الله في الكاظمية ، حتى يتسني لي معرفة مصدر قوله الذي نقله عنه ( أي قول ابن هيكل ) فظهر لي ان لأبن هيكل في هذه المكتبة عدة مخطوطات و جميعها بخط يده ، فبعضها له ( أي من تآليفه ) و بعضها لأستاذه ( أي ابن فهد ) و بعضها لعلماء الامامية ، و خدمة للتاريخ و المذهب فانا ذاكرها لعل الله يختار من يحيي تلك الآثار القيمة التي لم تر النور الى الان فالتي له و بخط يده :
1 ـ كتاب الادعية والاوراد ـ راجع الذريعة ج 1 ص 393 .
2 ـ مقالة في فضل صلاة الجماعة ـ راجع الذريعة ج 21 ص 403 و التي لأستاذه الشيخ أحمد بن فهد الحلي رَحَمَهُ الله و بخط يده هي :
1 ـ المسائل الشامية في فقه الامامية ( الاولى ) راجع الذريعة ج 5 ص 223 .
2 ـ المسائل الشامية في فقه الامامية ( الثانية ) راجع الذريعة ج 5 ص 224 .
3 ـ التواريخ الشرعية عن الائمة المهدية ـ راجع الذريعة ج 4 ص 475 .
4 ـ الخلل في الصلاة ـ راجع الذريعة ج 7 ص 247 .
5 ـ رسالة في كثير الشك ـ راجع الذريعة ج 17 ص 282 .
6 ـ الادعية و الختوم .
7 ـ رسالة في فضل صلاة الجماعة .
و التي لغيره من العلماء رَحَمَهُمُ الله و بخط يده :
1 ـ ( مسار الشيعة ) للشيخ المفيد رَحَمَهُ الله.
2 ـ ( واجبات الصلاة الثمانية ) لفخر المحققين رَحَمَهُ الله.
3 ـ الآداب الدينية للخزانة المعينية ) لأمين الاسلام ابي علي الطبرسي تـ 548
(1) .
أقول : وأما الشيخ محمد بن نما المذكور ، فهو الشيخ نجيب الدين أبو ابراهيم محمد بن جعفر بن أبي البقاء الرئيس العفيف هبة الله بن نما بن علي بن حمدون الربعي الحلي الشهير بابن نما ، هو من
------------------------------------
(1) أنظر : الذريعة في اجزائها .
تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان عليه السلام
_ 29 _
مشايخ سديد الدين يوسف بن المطهر و المحقق الحلي ويروي عنه أيضا رضي الدين علي و ابو الفضائل احمد ابنا موسى بن طاووس ، و الشيخ نجيب الدين يحيى ( جامع الشرائع ) وولداه جعفر و أحمد ، ويروي عنه شمس الدين محمد بن أحمد بن صالح القسيني باجازات آخرها جمادى الأولى سنة 637 هـ ويروي هو عن والده جعفر بن علي في شوال سنة 556 هـ الصحيفة السجادية فظهر ان بين سماع المترجم له للصحيفة سنة 556 هـ وبين إجازته للقسيني 637 هـ إحدى و ثمانين سنة و هذا يستلزم عمراً طويلاً
(1) .
المخطوطة الثانية : ( سنة 677 هـ / 1256 م )
نهج البلاغه
إن أهم ما يرشدنا الى تاريخ المقام في هذه المخطوطة انها كتبت في داخل مقام صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف سنة 677 هـ كما صريح به جمع من العلماء ، وسوف نأتي على ذكر كلامهم ، و لتسليط الضوء على هذه النسخة ، نأتي على ذكر أصل الكتاب و جامعه و أحوال الناسخ و مواصفاب تلك النسخة و مكانها ، و هذا المطلب يتطلب ذكر عدة أمور فلنأت على ذكرها .
في أصل الكتاب و جامعه :
نهج البلاغة : كتاب عربي ، اشتهر في مملكة الادب الاُممي ، اشتهار الشمس في الظهيرة ، وهو صدف لآلئ من الحكم النفيسة ، ضم بين دفتيه 242 خطبة وكلاماً و 78 كتاباً ورسالة و 498 كلمة من يواقيت
------------------------------------
(1) انظر : الانوار الساطعة ص 154 .
تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان عليه السلام
_ 30 _
الحكمة و جوامع الكلم لأمير المؤمنين عليه السلام ، ويعدّ الكتاب الوحيد الذي جُمع بأسلوب فريد روايات منتقاة من بليغ آثاره وبديع كلامه عليه السلام و الذي وُصف بأنه دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوقين ، و الذي حظي عبر القرون ، استنساخاً وشرحاً و تعليقاً من قبل أعلام البلاغة و الأدب ، و حملة العلم و الحديث جيلاً بعد جيل و تم شرحه شروح عديدة ، تربو على الستعين ، وألفت عنه مؤلفات كثيرة .
الجامع لنهج البلاغة : السيد محمد بن أبي أحمد الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن ابراهيم ابن الامام موسى بن جعفر عليهما السَّلام المشهور بالشريف الرضي رَحَمَهُ الله ( 359 ـ 406 هـ ) الذي جمعه خلال 17 عاماً تقريبا
(1) .
أحوال الناسخ : السيد نجم الدين أبو عبد الله الحسين بن اردشير بن محمد الطبري الآبدار آبادي ،
(2) من تلاميذ نجيب الدين يحيى بن أحمد بن يحيى بن سعيد الحلي تـ 690 هـ كتب له اجازة على نسخة ( نهج البلاغة ) في 677 هـ وصفه فيها : بالسيد الاجل الاوحد الفقيه العالم الفاضل المرتضى نجم الدين ابو عبد الله الحسين ...
(3) كما كتب نسخة من كتاب ( النهاية ) للشيخ الطوسي رَحَمَهُ الله و اتمها في يوم الثلاثاء 15 شهر ربيع الاول سنة 681 هـ ، وقرأ الكتاب على العلامة الحلي فأجازه باجازتين في شهر ربيع الآخر و جمادى الآخرة من سنة 681 هـ
------------------------------------
(1) انظر : مجلة تراثنا عدد 65 ، كذلك طبقات أعلام الشيعة ( القرن الخامس ) .
(2) ضبطه الشيخ آغا بزرك في الانوار الساطعة ص 2 ( آبدار اوادي ) وضبطه السيد أحمد الحسيني في تراجم الرجال ص 162 ( الأندراوذي ) .
(3) أنظر : الانوار الساطعة ص 46 .
تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان عليه السلام
_ 31 _
و قال في الاجازة الاولى ، قرأ علًي الشيخ العالم الفقيه الفاضل الكبير الزاهد المحقق العلامة نجم الملة و الدين عز الاسلام و المسلمين . . . قراءة مهذية تدل على فضله و تنبيء عن علمه
(1) .
تاريخ النسخ : يوم السبت من أواخر شهر صفر سنة 677 هـ
مكان النسخ : مقام صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف في الحلة السيفية .
مواصفات النسخة : النسخة مقروءة أكثر من مرة على غير واحد من أعلامنا و عليها إنهاءاتهم و إجازاتهم ورواياتهم للكتاب بأسانيدهم عن مؤلفه الشريف الرضي رَحَمَهُ الله.
ثم بعد ذلك هي مقابلة ومصححة بخطوط العلماء :
ففي نهاية المخطوط :
( تم الکتاب بعون الله و حسن توفيقه ، يوم السبت من ( أ ) واخر صفر سنة سبع و سبعين و ستمائة فرغ من نقله الحسين بن اردشير الطبري الاندراوذي بالحلة السيفية في مقام صاحب الزمان عَليه السلام ) ، و التاريخ يصلح ان يقرأ سبع و سبعين كما قرأه صاحب رياض العلماء ، حيث رأى هذه النسخة في أصفهان و ترجم لكاتبها في رياض العلماء 2/36 ، كما قرأها الاستاذ دانش بزوه و تحدث عنها في نشرة المكتبة المركزية لجامعة طهران 0421 .
ورآها شيخنا صاحب الذريعة رَحَمَهُ الله في مكتبة العلامة الاديب الشيخ محمد السماوي رَحَمَهُ الله و ترجم لكاتبها في اعلام القرن السابع من طبقات اعلام ( سبع و ستين ) ، النسخة و هذه المخطوطة قرأها كاتبها على
------------------------------------
(1) تراجم الرجال ج 1 / ص 167 .
تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان عليه السلام
_ 32 _
الشيخ نجيب الدين يحيى بن أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي الحلي ( 601 ـ 689 هـ ) ، فكتب له الانهاء في آخرها :
( أنهاه أحسن الله توفيقه قراءة وشرحاً لمشكله و غريبه نفعه الله و إيانا به و بمحمد و آله ، و كتب يحيى بن احمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي الحلي بالحلة حماها الله في صفر سنة سبع و ستين ( وسبعين ) و ستمائة ) .
وكتب له أيضاً بأول النسخة اجازة برواية الكتاب عن مؤلفه الشريف الرضي رَحَمَهُ الله و نصها : ( قرأ عليّ السيد الأجل الاوحد ، الفقيه العالم الفاضل ، المرتضى نجم الدين ابو عبد الله الحسين بن اردشير بن محمد الطبري ـ أصلح الله أعماله وبلغه آماله بمحمد و آله ـ كل هذا الكتاب من أوله الى آخره ، فكمل له الكتاب كلّه ، وشرحت له في أثناء قراءته وبحثه مشكله ، و أبرزت له كثيراً من معانيه ، وأذنت له في روايته عني ، عن السيد الفقيه العالم المقريء المتكلم محي الدين ابي حالمد محمد بن عبد الله بن علي بن زهرة الحسيني الحلي رضي الله عنه ، عن الشيخ الفقيه رشيد الدين ابي جعفر محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني ، عن السيد ابي الصمصام ذي الفقار بن ( محمد بن )
(1) معد الحسني المروزي ، عن ابي عبد الله محمد بن علي الحلواني ، عن السيد الرضي ابي الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد الموسوي .
------------------------------------
(1) زيادة عما في رياض العلماء وفيه معد الحسيني وليس الحسني و الذي عليه الكثير أنه ذوالفقار بن معيد وذكر صاحب كتاب ( عمدة الطالب ) في أولاد موسى الجون ابن عبد الله المحض ابن الحسن المثنى ابن الامام الحسن عليه السلام وهو المعروف لكن الشيخ منتجب الدين رفع نسبه في الفهرست الى إسماعيل ابن ابراهيم ابن الامام موسى الكاظم عليه السلام و نقل كلامه المعلّق على ( العمدة ) في عقب اسماعيل .
تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان عليه السلام
_ 33 _
و عنه عن الفقيه عز الدين ابي الحارث محمد بن الحسن بن علي الحسيني البغدادي ، عن قطب الدين ابي الحسين الراوندي عن السيدين المرتضى والمجتبى ابني الداعي ( الحسني )
(1) عن ابي جعفر الدوريستي عن السيد الرضي فليروه ( عني متى شاء وأحب ... ) سنة سبع و سبعين و ستمائة ( و قد حصل في هذا الموضع طمس و تلف ذهبا بتوقيع المجيز ، لكن الظاهر انه هو نجيب الدين يحيى بن سعيد الحلي لتشابه خط الاجازة و الانهاء ، ولأن الشيوخ المذكورين في الاجازة هم من مشايخه رَحَمَهُمُ الله جميعاً
ثم انتقلت المخطوطة من الحلة الى النجف الأشرف فقرئت على السيد محمد بن ابي الرضا العلوي ، فامَا أنّ كاتبها قرأها أو قرأها غيره وهو الاظهر و قد كتب الآوي بخطه : ( انهاه ادام الله بقاه قراءة مهذبة و كتب محمد بن ابي الرضا ) .
ثم قوبلت النسخة في النجف الاشرف بنسخة صحيحة من نهج البلاغة بالحضرة الغروية مشهد أمير المؤمنين عليه السلام و سجل بهوامشا كثير من فوائد شرح نهج البلاغة لأبن ميثم البحراني ، و كان الفراغ من المقابلة و كتابة الحواشي أواخر شهر رمضان سنة 726 هـ ... ثم رجعت الى الحلة إذ كان على مخطوطتنا هذه سوى ما تقدم من الميزات إجازة من الشيخ حسن بن الحسين بن الحسن السرابشنوي ابخطه في ذي الحجة سنة 728 هـ بالحلة ، ولكن أصابها تلف منذ عهد صاحب الرياض فلم يسجل لنا منه في رياض العلماء 2/37 إلا أول الاجازة وهو :
------------------------------------
(1) في رياض العلماء ( الحلبي ) .
تاريخ مقام صاحب العصر و الزمان عليه السلام
_ 34 _
قرأ عليّ هذا الكتاب المسمى بنهج البلاغة المولى المعظم ملك الصلحاء سيد الزهاد والعباد ... كما كتب في آخرها ... و ما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلنا ، وهو حسبنا ، نعم الوكيل ونعم المولى ونعم النصير ، وذلك في رجب من سنة أربعمائة ( وهذا يدل أن النسخة منقولة من على نسخة المؤلف الشريف ، أو من نسخة كتبت على عهده ) .
و كانت هذه المخطوطة الثمينة في مكتبة العلامة السماوي وانتقلت بعد وفاته الى مكتبة آية الله الحكيم العامة في النجف الاشرف ورقمها هناك 139 .
عدد الورقات : 332 .
حجم الورق : قطع وزيري ، سميك 16×24 .
نوع الخط : نستعليق جيد .
عدد السطر : 18 .
طول السطر : 5 ، 11 سم .
مكان النسخة : مكتبة اية الله الحكيم رقم 139 .
يقول كاتب السطور انني بفضل الله ومنّه علي رأيت نسخة مصورة عن النسخة الاصلية في هذه المكتبة ولم أر النسخة الاصلية لأنها محفوظة فيها ، ويحق هي من نفائس مخطوطاتنا .
ملاحظة : توجد نسخة اُخذت عن النسخة الاصلية أوردناها في الباب الثاني عشر من كتابنا هذا ، راجع عن هذه النسخة :
1 ـ من نوادر مخطوطات مكتبة آية الله الحكيم العامة ص 87 ـ 89 وتصوير نماذج منها في نهايته .