المحكمة الصحيحة وهي الدليل الموضح للحق ، وقيل : بالقرآن
(1) * (والموعظة الحسنة) * وهي التي لا يخفي عليهم أنك تناصحهم بها وتنفعهم فيها * (وجد لهم بالتى هي أحسن) * أي : بالطريقة التي هي أحسن طرق المجادلة من الرفق واللين من غير فظاظة وعنف ليكونوا أقرب إلى الإجابة .
* (وإن عاقبتم) * وإن أردتم معاقبة غيركم على وجه المجازاة فعاقبوه * (ب) * قدر * (ما عوقبتم به) * ولا تزيدوا عليه ، وسمي الفعل الأول باسم الثاني للمزاوجة .
كان المشركون قد مثلوا بقتلى أحد وبحمزة بن عبد المطلب (رحمه الله) ، أخذت هند كبده فجعلت تلوكه
(2) ، وجدعوا أنفه وأذنه ، فقال المسلمون : لئن
أمكننا الله منهم لنمثلن بالأحياء فضلا عن الأموات ، فنزلت .
* (لهو خير) * الضمير يرجع إلى ( الصبر ) وهو مصدر * (صبرتم) * ، ويراد ب * (الصبرين) * المخاطبون ، والمعنى : ولئن صبرتم لصبركم خير لكم ، فوضع ( الصابرون ) موضع الضمير ثناء من الله عليهم بأنهم صابرون ، ويجوز أن يراد جنس الصابرين ، أي : الصبر خير للصابرين .
* (واصبر) * أنت يا محمد فيما تلقاه من الأذي * (وما صبرك إلا ب) * توفيق * (الله) * وتثبيته * (ولا تحزن عليهم) * أي : على المشركين في إعراضهم عنك ، أو على قتلى أحد فإن الله تعالى نقلهم إلى كرامته ، وقرئ : * (في ضيق) * بفتح الضاد وكسرها
(3) ، أي : لا يضيقن صدرك من مكرهم .
* (مع الذين اتقوا) * أي : هو ولي الذين اتقوا الشرك والكبائر * (و) * ولي * (الذين هم محسنون) * في أعمالهم .
-------------------
(1) قاله الكلبي ، راجع تفسير الماوردي : ج 3 ص 220 .
(2) لكت الشئ في فمي ألوكه : إذا علكته ، أي : مضغته ، (الصحاح : مادة لوك) .
(3) وبالكسر قرأه ابن كثير والمسيبي . راجع التذكرة في القراءات لابن غلبون : ج 2 ص 494 . (*)
تفسير جوامع الجامع (الجزء الثاني)
_ 357 _
سورة بني إسرائيل مكية (1)
وهي مائة وإحدى عشرة آية كوفي ، عشر في غيرهم ، عد الكوفي * (للاذقان سجدا) * .
في حديث أبي : ( من قرأ سورة بني إسرائيل فرق قلبه عند ذكر
الوالدين أعطي في الجنة قنطارين من الأجر ) (3) .
الصادق (عليه السلام) : ( من قرأها في كل ليلة جمعة لم يمت حتى يدرك القائم (عليه السلام) ، ويكون من أصحابه ) (4) .
-------------------
(1) قال الشيخ الطوسي في التبيان : ج 6 ص 443 ما لفظه : هي مكية في قول مجاهد وقتادة ، وهي مائة واحدى عشرة آية في الكوفي ، ومائة وعشر آيات في البصري والمدني ، وقال
الماوردي البصري في تفسيره : ج 3 ص 223 : مكية في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر ، وقال ابن عباس وقتادة : إلا ثماني آيات من قوله تعالى : * (وإن كادوا ليفتنونك) * الى
قوله : * (سلطنا نصيرا) * ، وقال الزمخشري في الكشاف : ج 2 ص 646 : مكية إلا الآيات 26 و 32 و 33 و 57 ، ومن آية 73 الى غاية آية 80 فمدنية ، وآياتها 111 ، نزلت بعد القصص ، وقال الثعالبي في جواهره : ج 2 ص 248 : هذه السورة مكية إلا ثلاث آيات ، قال ابن مسعود في بني اسرائيل والكهف : إنهما من العتاق الأول، وهن من تلادي ، يريد : انهن من قديم كسبه .
(2) الآية : 107 .
(3) رواه الزمخشري في الكشاف : ج 2 ص 701 مرسلا ، وفيه ( قنطار ) بدل ( قنطارين ) .
(4) ثواب الأعمال للصدوق : ص 133 . (*)
تفسير جوامع الجامع (الجزء الثاني)
_ 358_