ـ تفسير فرات الكوفى من ص 521 سطر 1 الى ص 529 سطر 20
  وعادهما أبو بكر وعمر فقال عمر لعلي : يا أبا الحسن إن نذرت لله نذرا واجبا فان كل نذر لا يكون لله فليس منه ـ أ ( خ ل ) ، ر : فيه ـ وفاء .
  فقال علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ، أ ـ : إن عافا الله ولدي مما بهما صمت لله ثلاثة أيام متواليات ، وقالت فاطمة مثل مقالة علي وكانت لهم جارية نوبية تدعى فضة قالت : إن عافا الله سيدي مما بهما صمت لله ثلاثة أيام .
  فلما عافا الله الغلامين مما بهما انطلق علي إلى جار يهودي يقال له : شمعون بن حارا فقال له : يا شمعون اعطني ثلاثة أصيع من شعير وجزة من صوف تغزله لك إبنة محمد ـ صلى الله عليه وآله ، أ ـ فأعطاه اليهودي الشعير والصوف فانطلق إلى منزل فاطمة ـ عليها السلام ، أ ، ب ـ فقال لها : يا بنت رسول الله كلي هذا واغزلي هذا ، فباتوا وأصبحوا صياما فلما أمسوا قامت الجارية إلى صاع من الشعير وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص : قرص لعلي وقرص لفاطمة وقرص للحسن وقرص للحسين وقرص للجارية ، وإن عليا صلى مع النبي ـ أ : رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ثم أقبل إلى منزله ـ أ : منزل فاطمة ـ ليفطر فلما أن وضع بين أيديهم الطعام وأرادوا أكله فاذا سائل قد قام بالباب فقال : السلام عليكم يا أهل بيت محمد أنا مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة ، فألقى علي وألقى القوم من أيديهم الطعام وأنشأ علي بن أبي طالب هذه الابيات :
فـاطـم  ذات الــود iiوالـيـقين      يـا بـنت خـير الـناس iiأجمعين
أمــا تـرين الـبائس iiالـمسكين      قــد جـاء بـالباب لـه iiحـنين
يـشـكو إلــى الله iiويـسـتكين      يـشـكو  إلـيـنا جـائع حـزين
كــل امــرئ بـكسبه iiرهـين      مـن يـفعل الـخير يـقف iiسمين
ويــدخـل الـجـنـة iiآمـنـين      حـرمت الـجنة عـلى iiالـضنين
يـهوى  مـن الـنار إلـى iiسجين      ويخرج منها إن خرج بعد حين (1)
  قال : فأنشأت فاطمة عليها السلام وهي تقول :
أمرك يا ابن العم سمع طاعة      مـابي  من لؤم ولا ضراعة

--------------------
1 ـ السؤدد اليقين ، ر : السؤدد واليقين وفي الشواهد : الرشد واليقين ، ب : قد قام بالباب ، ومثله في الشواهد ، أ ، ر : يطلب إلى الله ويستكين ، ب : يطلب لله ، والمثبت من الشواهد والفرائد وفي رواية الصدوق : من يفعل الخير غدا يدين ، ب : يخرج منها ... طين . ( * )

تفسير الفرات الكوفي_ 522 _


امـط عـني اللؤم iiوالرقاعة      غـديت  بـالبر له iiصناعة
إني سأعطيه ولا انهيه ساعة      أرجو إن اطعمت من iiمجاعة
أن  ألحق الاخيار iiوالجماعة      وأدخل الجنة لي شفاعة (1)ii
  فأعطوه طعامهم وباتوا على صومهم لم يذوقوا إلا الماء ، فلما أمسوا قامت الجارية إلى الصاع الثاني فعجنته وخبزت ـ منه ، أ ، ب ـ أقراص وإن عليا صلى مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم أقبل إلى منزله ليفطر فلما وضع بين أيديهم الطعام وأرادوا أكله إذا يتيم قد قام بالباب فقال ـ ر : وقال ـ : السلام عليكم يا أهل بيت محمد ـ اني ، ر ، أ : أنا ـ يتيم من يتامى المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة ، قال : فألقى علي وألقى القوم من بين أيديهم الطعام وأنشأ علي بن أبي طالب عليه السلام ـ وهو يقول ، أ ، ب ـ :
فـاطـم  بـنـت الـسيد iiالـكريم      بـنـت نـبـي لـيـس iiبـالزنيم
قــد  جـاءنـا الله بـذي الـيتيم      ومــن  يـسـلم فـهـو iiالـسليم
حـرمـت  الـجنة عـلى iiالـلئيم      لا يجوز على ، ر الصراط المستقيم
طـعامه  الـضريع فـي iiالـجحيم      فـصاحب الـبخل يـقف ذميم (2)

--------------------
1 ـ في أ ، ر : يابن عم ، ن : وطاعة ، وفي أ ، ر : مالي من لؤم ولارضاعة ، ب : وضاعة ، وفي ر : هديت بالبر ، وفي ش : اعطيه ولا ندعه ساعة ، ر : بساعة ، ب : لاعطيه ، ب : إن طمعت ، ر : من مخافة ، ر : بالاخيار ، وفي الثعلبي :
أمرك يا ابن العم سمع طاعة      مـابي  من لؤم ولا ضراعة
عـذب من الخير له صناعة      أطـعمه ولا أبـالي iiالساعة
أرجو  إذا أشبعت ذا iiمجاعة      ان  الحق الاخيار iiوالجماعة
وأدخـل  الجنة ولي iiشفاعة
وفي ش :
أمرك عندي يا ابن عم طاعة      مـابي  من لؤم ولا iiضراعة
أعـطيه ولا نـدعه iiسـاعة      نرجو له الغياث في iiالمجاعة
ونـلحق الاخـيار والجماعة      ونـدخل الـجنة iiبـالشفاعة
2 ـ وفي الامالي بعد المقاطع الثلاثة :
من يرحم اليوم فهو iiرحيم      مـوعده  في الجنة iiالنعيم
حـرمها الله عـلى iiاللئيم      وصاحب البخل يقف ذميم
تهوى  به النار إلى iiالجيم      شـرابه  الصديد iiوالحميم
= ( * )

تفسير الفرات الكوفي_ 523 _


  قال : فأنشأت فاطمة عليها السلام وهي تقول هذه الابيات :
إنـي  سـأعطيه ولا iiأبـالي      وأوثــر الله عـلى iiعـيالي
واقض هذا الغزل في الاغزال      أرجـو  بذاك الفوز في iiالمال
ان يـقبل الله ويـنمي iiمـالي      ويـكفني  هـمي فـي أطفال
أمـسوا جـياعا وهـم iiأشبال      أكـرمهم  عـلي فـي iiالعيال
بـكـربلا  يـقـتل iiاقـتتال      ولـمن قـتله الـويل والوبال
كبوله فارت على الاكبال (1)ii
  قال : فأعطوا طعامهم وباتوا على صومهم ـ و ، أ ، ر ـ لم يذوقوا إلا الماء وأصبحوا صياما فلما أمسوا قامت الجارية إلى الصاع الثالث فعجنته وخبزت منه خمسة أقراص وإن عليا صلى مع النبي صلى الله عليه وآله ثم أقبل إلى منزله يريد أن يفطر فلما وضع بين أيديهم الطعام وأرادوا أكله فاذا أسير كافر قد قام بالباب فقال : السلام عليكم يا أهل بيت محمد والله ما أنصفتمونا من أنفسكم تأسرونا وتقيدونا ـ أ : وتعبدونا ـ ولا تطعمونا أطعموني فاني أسير محمد ، فألقى علي وألقى القوم من ـ أ ، ر : بين ـ أيديهم الطعام فأنشأ علي بن أبي طالب عليه السلام ـ هذه الابيات ، ر ـ وهو يقول :
يـا فـاطمة حبيبتي وبنت iiأحمد      يـا  بنت من سماه الله فهو محمد
قــد زانـه الله بـخلق iiأغـيد      قــد جـاءنا الله بـذي الـمقيد
بـالقيد  مـأسور فـليس iiيهتدي      مـن  يـطعم اليوم يجده في iiغد
عـند  الالـه الـواحد iiالـموحد      ومـا زرعـه الزارعون iiيحصد
أعـطـيه ولا تـجـعليه iiأنـكد      ثم اطلبي خزائن التي لم تنفد (2)

--------------------
1 ـ ولم يورد الحسكاني في الشواهد هذه الابيات وما بعدها اختصارا كما نبه عليه والظاهر ان المشرف على الطبعة الاولى من تفسير فرات استبدل أبيات فرات بأبيات الامالي لكنه ومع الاسف لم يشر إلى هذا التصرف ، وفي أ ، ر : الفوز وحسن الحال ان يقبل الله مني يسمى مال ، وفي المناقب : على الكبال وفي الامالي :
فـسوف أعطيه ولا iiأبالي      وأوثـر الله عـلى iiعيالي
أمسوا  جياعا وهم iiأشبالي      أصغر هما يقتل في القتال
فـي  كربلا يقتل iiباغتيال      لـلقاتل  الويل مع iiالوبال
تهوى  به النار إلى iiسفال      كبولة  زادت على iiاكبالي
= ( * )

تفسير الفرات الكوفي_ 524 _


  قال : فأنشأت فاطمة عليها السلام وهي تقول :
يا ابن عم لم يبق إلا صاع      قد دبرت الكف مع iiالذراع
ابـنـي والله مـا جـياع      يا  رب لا تتركهما iiضياع
أبـوهما لـلخير iiصـناع      قـد  يصنع الخير iiبابتداع
عبل  الذراعين شديد الباع      ومـا على رأسي من قناع
إلا  قناع نسجه نساع (1)ii
  قال : فأعطوه طعامهم وباتوا على صومهم ـ و ، ر ـ لم يذوقوا إلا الماء فأصبحوا وقد قضى الله عليهم نذرهم وإن عليا ـ عليه السلام ، أ ، ر ـ أخذ بيد الغلامين وهما كالفرخين لا ريش لهما يترججان من الجوع فانطلق بهما إلى منزل النبي صلى الله عليه وآله فلما نظر إليهما رسول الله صلى الله عليه وآله اغر ورقت عيناه بالدموع وأخذ بيد الغلامين فانطلق بها إلى منزل فاطمة عليها السلام فلما نظر إليها رسول الله صلى الله عليه وآله وقد تغير لونها وأذا بطنها لاصق بظهرها انكب عليها يقبل بين عينيها ، ونادته باكية : واغوثاه بالله ثم بك يا رسول الله من الجوع .
  قال : فرفع رأسه إلى السماء وهو يقول : اللهم أشبع آل محمد ، فهبط جبرئيل عليه السلام فقال : يا محمد إقرء ، قال : وما أقرء ؟ قال : إقرء : ( إن الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا عينا يشرب ) إلى آخر ثلاث آيات .

--------------------
1 ـ في ر : قد جان الله ، ر ، أ : من يطعمه اليوم ، ب : ما زرعت ، أ : الخزائن ، ب : خزائن لم تنفد وفي رواية الصدوق وقريب منها في الفرائد :
فـاطمة  يـا بنت النبي iiأحمد      بـنـت نـبي سـيد iiمـسدد
قـد جاءك الاسير ليس يهتدي      مـكـبلا  فـي غـله iiمـقيد
يـشكو  إلـينا الجوع قد iiتمدد      مـن يطعم اليوم يجده في iiغد
عـند  الـعلي الواحد iiالموحد      ما يزرع الزارع سوف يحصد
فـأطعمي مـن غير من iiأنكد

تفسير الفرات الكوفي_ 525 _


  ثم إن عليا ـ عليه السلام ، أ ، ر ـ مضى من فور ذلك حتى أتى أبا جبلة الانصاري ـ رضي الله عنه ، ر ـ فقال له : يا أبا جبلة هل من قرض دينار ؟ قال : نعم يا أبا الحسن أشهد الله وملائكته ان اكثر ـ أ ، ر : اشترط ـ مالي لك حلال من الله ومن رسوله ، قال : لا حاجة لي في شئ من ذلك إن يك قرضا قبلته ، قال : فرفع ـ ب : فدفع ـ إليه دينارا ، ومر علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ، ر ـ يتخرق أزقة المدينة ليبتاع بالدينار طعاما فاذا هو بمقداد بن الاسود الكندي قاعد على الطريق فدنا منه وسلم عليه وقال : ، يا مقداد مالي أراك في هذا الموضع كئيبا حزينا ؟ ! فقال : أقول كما قال العبد الصالح موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام : ( رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ) ، قال : ومنذكم يا مقداد ؟ قال : هذا أربع فرجع علي مليا ثم قال : الله أكبر الله أكبر آل محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ، أ ، ر ـ منذ ثلاث وأنت يا مقداد مذ أربع ! ! ! أنت أحق بالدينار مني ، قال : فدفع إليه الدينار .
  ومضى حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله ( في مسجده ، ب ) ـ أ ، ر : مسجد ـ فلما انفتل رسول الله صلى الله عليه وآله ضرب بيده إلى كتفه ثم قال : يا علي انهض بنا إلى منزلك لعلنا نصيب به طعاما فعد بلغنا أخذك الدينار من أبي جبلة ، قال : فمضى وعلي يستحي ـ أ : مستحي ـ من رسول الله صلى الله عليه وآله رابط على بطنه حجرا من الجوع ـ ب : حجر المجاعة ـ حتى قرعا على فاطمة الباب فلما نظرت فاطمة عليها السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقد أثر الجوع في وجهه ولت هاربة قالت : واسوأتاه من الله ومن رسوله كأن أبا الحسن ماعلم أن ـ ليس ، ب ـ عندنا مذ ثلاث ، ثم دخل مخدعا لها فصلت ركعيتن ثم نادت : يا إله محمد هذا محمد نبيك وفاطمة بنت نبيك وعلي ختن نبيك وابن عمه وهذان الحسن والحسين سبطي نبيك ، اللهم فان بني إسرائيل سألوك أن تنزل عليهم مائدة من السماء فأنزلتها عليهم وكفروا بها ، اللهم فان آل محمد لا يكفروا بها ، ثم التفتت مسلمة ـ أ : ملمة ـ فاذا هي بصحفة مملوة ثريد ومرق (1) فاحتملتها و وضعتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله فأهوي بيده إلى الصحفة فسبحت الصحفة والثريد والمرق فتلا النبي صلى الله عليه وآله : ( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ

--------------------
1 ـ ر : زيد وعرق ، ب : مراق ، أ : عراق ، وفي المورد الثاني في أ ، ر : العراق ، ب : المراق ، والمثبت من خ . ( * )

تفسير الفرات الكوفي_ 526 _


  بِحَمْدِهِ ) ـ 44 / الاسراء ـ ثم قال : كلوا (1) من جوانب القصعة ولاتهدموا صومعتها فان فيها البركة .
  فأكل النبي صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام والنبي يأكل وينظر إلى علي متبسما وعلي يأكل وينظر إلى فاطمة متعجبا فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : كل يا علي ولا تسأل فاطمة عن شئ ، الحمد لله الذي جعل مثلك ومثلها مثل مريم بنت عمران وزكريا ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال : يا مريم أني لك هذا ؟ ! قالت : هو من عندلله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ) (2) يا علي هذا بالدينار الذي أقرضته لقد أعطاك الله الليلة خمسة وعشرين جزءا من المعروف فأما جزء واحد فجعل لك في دنياك أن أطعمك من جنته و ـ أما ، ر ـ أربعة وعشرون جزءا قد ذخرها لك لآخرتك .
  (1) 2 ـ قال : حدثنا محمد بن إبراهيم الفزاري ـ قال : حدثنا محمد بن يونس الكديمي قال : حدثنا حماد بن الجهني قال : حدثنا النهاس بن فهم عن القاسم بن عوف الشيباني ، ش ـ : عن زيد بن أرقم قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يشد على بطنه الحجر من الغرث ـ يعني الجوع ـ فظل يوما صائما ليس عنده شئ فأتى بيت فاطمة والحسن والحسين ـ يبكيان ، أ ، ب ـ ( فلما ـ نظرا ، أ ، ب ـ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسلقا على منكبيه وهما يقولان : يا أبانا قل لامنا تطعمنا ) (3) فقال رسول الله صلى الله

--------------------
1 ـ ن : يا علي كل ، خ : يا علي كلوا ، والمثبت على سبيل الاستظهار .
2 ـ الآية 37 / آل عمران وقد تقدم في هذا الكتاب في ذيل الآية ما يرتبط بالقصة فلاحظ ، في ب : بدل الدينار ، أ ، ر : فذحرها ، ر : لك آخرتك .
(1) أخرجه الحاكم الحسكاني في الشواهد قائلا ـ بعد درجه عدة روايات في هذا المضمار ـ : وفي الباب عن زيد بن أرقم رواه فرات عن الكديمي فساويته ، أخبرناه أبوالقاسم القرشي والحاكم قالا : أخبرنا أبوالقاسم الماسرجسي قال : حدثنا أبوالعباس محمد بن يونس الكديمي ... ثم قال بعد درج الحديث : اختصرته في مواضع ، ثم انه في النسخة الكرمانية للشواهد والمعتمد عليها في ط 1 عن سفيان الكديمي ، وفي اليمنية : رواه فرات سفيان عن الكديمي تفسير فساويته ، لكن شطب على كلمة سفيان ، وأخرجه أبوجعفر الكوفي القاضي في المناقب بتمامه في ج 1 ح 89 مع مغايرات طفيفة عن محمد بن سليمان البستي عن عبدالله بن حمدويه البغلاني عن الكديمي . ( * )
3 ـ كذا في المناقب ، وفي ن : يا باباه قل لما ماه تطعمناناه . ولم ترد هذه الجملة في الشواهد لان المصنف قد لخص الحديث .

تفسير الفرات الكوفي_ 527 _


  عليه وآله وسلم لفاطمة : أطعمي ابني ، قالت : ما في بيتي شئ إلا بركة رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ، أ ـ قال : فالتقاهما (1) رسول الله صلى الله عليه وآله بريقه ؟ ؟ حتى شبعا و ناما فاقترضنا لرسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثة أقراض من شعير فلما أفطر رسول الله صلى الله عليه وآله وضعناها (2) بين يديه فجاء سائل فقال ـ ر : وقال ـ : ( يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة أطعموني مما رزقكم الله أطعمكم الله من موائد الجنة فاني مسكين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا فاطمة بنت محمد قد جاءك المسكين وله حنين قم يا علي فاعطه ، قال (3) : فأخذت قرصا فقمت فأعطيته فرجعت وقد حبس رسول الله صلى الله عليه وآله يده ، ثم جاء ثان فقال : يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة إني يتيم فأطعموني مما رزقكم الله أطعمكم الله من موائد الجنة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا فاطمة بنت محمد قد جاء اليتيم وله حنين قم يا علي فاعطه ، قال : فأخذت قرصا وأعطيته ثم رجعت وقد حبس رسول الله صلى الله عليه وآله يده ، قال : فجاء ثالث وقال يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة إني أسير فأطعموني مما رزقكم الله أطعمكم الله من موائد الجنة ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا فاطمة ـ بنت محمد ، ر ـ قد جاءك اليسير وله حنين قم يا علي فاعطه ، قال : فأخذت قرصا وأعطيته وبات رسول الله صلى الله عليه وآله طاويا وبتنا طاوين ـ فلما أصبحنا أصبحنا ، ش ـ مجهودين فنزلت هذه الآية : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) .
  3 ـ قال : حدثني الحسين بن سعيد معنعنا : عن عبدالله بن ـ عبيدالله بن ـ أبي رافع عن أبيه عن جده قال : صنع حذيفة طعاما ودعا عليا فجاء هو صائم فتحدث عنده ثم انصرف فبعث إليه حذيفة بنصف الثريد (4)

--------------------
1 ـ كذا في ش وفي ن : واطليالهما ، وفي المناقب ، فالعقهما .
2 ـ ر : وضعتاه ، أ ، ب : وضعته ، والمثبت من خ ، ش .
3 ـ ن : قالت
4 ـ ر : الثريدة ، أ : بقصف ، والمعنى واحد ، وفي خ : علي أثلاثا . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 528 _

  فقسمها على أثلاث : ثلث له وثلث لفاطمة وثلث لخادمهم ، ثم خرج علي بن أبي طالب عليه السلام فلقيته امرأة معها يتامى فشكت الحاجة وذكرت حال أيتامها فدخل وأعطاها ثلثه لايتامها ، ثم جاءه سائل وشكى إليه الحاجة والجوع فدخل على فاطمة فقال : هل لك في الطعام وهو خير لك من هذا الطعام طعام الجنة على أن تعطيني حصتك (1) من هذا الطعام ؟ قالت : خذه ، فأخذه ودفعه إلى ذلك المسكين ، ثم مربه أسير فشكى إليه الحاجة وشدة حاله ، فدخل وقال لخادمه مثل الذي قال لفاطمة وسألها حصتها من ذلك ، قالت : خذه ، فأخذه ودفعه إلى ذلك الاسير فأنزل الله فيهم هذه الآيات الشريفة : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) إلى قوله : ( إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا ) .
  5 ـ فرات ، ب ـ قال : حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا : عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) قال : نزلت في علي ـ بن أبي طالب عليه السلام ، أ ، ب ـ و ـ زوجته ، أ ، ب ـ فاطمة ـ بنت محمد ، أ ، ب ـ وجارية لهما وذلك أنهم زاروا رسول الله صلى الله عليه وآله فأعطى كل إنسان منهم صاعا من الطعام ـ ب : طعام ـ فلما انصرفوا إلى منازلهم جاء ـ هم ، ب ـ سائل يسأل فأعطى علي صاعه ، ثم دخل يتيم ـ عليه ، ر ، ب : عليهم ـ من الجيران فأعطته فاطمة بنت محمد صاعها فقال لها علي : إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقول : قال الله : وعزتي وجلالي لا يسكت ـ بكاء اليتيم ، أ ، ب ، ر : بكاؤه ـ اليوم عبد إلا أسكنته من الجنة حيث يشاء ، ثم جاء أسير من أسراء أهل الشرك في أيدي المسلمين يستطعم فأمر علي السوداء خادمهم فأعطته صاعها فنزلت فيهم الآية : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ) .
  (1) 9 ـ قال : حدثني محمد بن أحمد بن علي الهمداني ـ قال حدثنا جعفر بن محمد العلوي قال : حدثنا محمد عن محمد بن عبدالله بن عبد ـ خ ل : عبيد ـ الله عن الكلبي عن أبي صالح ، ش ـ :

--------------------
1 ـ وفي أ ، ر : تمسك ، وفي هامش أ : ثلثك والمثبت من ب ، وفي خ : هل لك في طعام .
(1) ورواه عنه الحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل وأخرج نحوه ابن مردويه كما في الدر المنثور . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 529 _

  عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) نزلت ـ ش : أنزلت ـ في علي وفاطمة أصبحا وعندهم ثلاثة أرغفة فأطعموا مسكينا ويتيما وأسيرا فباتوا جياعا فنزلت فيهم ـ هذه ، ش ـ الآية .
  ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً ) 30
  6 ـ قال : حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا : عن المفضل بن عمر قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : يا مفضل إن الله خلقنا من نوره وخلق شيعتنا منا وسائر الخلق في النار ، بنا يطاع الله وبنا يعصى ـ الله ، أ ، ب ـ ، يا مفضل سبقت عزيمة من الله أن لا يتقبل من أحد إلا بنا ولا يعذب أحدا إلا بنا ، فنحن باب الله وحجته وأمناؤه على خلقه وخزانه في سمائه وأرضه ، وحلالنا عن الله وحرامنا عن الله ، لا يحتجب من ـ ر : عن ـ الله إذا شئنا ـ فهو ( ب : فمن ذلك قوله ، ر ، ب ـ : ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله ) استثناء ومن ـ ذلك ، أ ، ب ـ قوله ! إن الله جعل قلب وليه وكر الارادة فاذا شاء الله شئنا .
  ( يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ ) 31
  4 ـ قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم والحسين بن سعيد معنعنا : عن جعفر بن محمد عليهما السلام في قوله تعالى : ( يدخل من يشاء في رحمته ) قال : الرحمة علي بن أبي طالب عليه السلام .
  7 ـ قال : حدثنا جعفر بن محمد الاودي معنعنا : عن جعفر بن محمد عليهما السلام ـ في ، ب ـ قوله تعالى : ( يدخل من يشاء في رحمته ) قال أبوجعفر ـ عليه السلام ـ : ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام .

تفسير الفرات الكوفي _ 531 _

  ـ تفسير فرات الكوفى من ص 531 سطر 1 الى ص 539 سطر 14
  ( ومن سورة المرسلات )
  ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ ) 48
  (1) 1 ـ قال : حدثني أبوالقاسم العلوي ـ قال : حدثنا فرات ـ معنعنا : عن أبي حمزة الثمالي قال : سألت أبا جعفر عليه السلام في قول الله تعالى : ( وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون ) قال : تفسيرها في باطن القرآن : وإذا قيل للنصاب والمكذبين تولوا عليا لم يفعلوا لانهم الذين سبق عليهم في علم الله من الشقاء .

--------------------
(1) وفي تأويل الآيات الباهرة قال : روى الحسن بن علي الوشاء عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل ( وإذا قيل ... ) قال : هي في بطن القرآن : وإذا قيل للنصاب تولوا عليا لا يفعلون ، وأورده المجلسي في البحار ج 36 ص 131 ، في أ ( خ ل ) : عن قول الله ، ر : للناصبين ، أ : إلا الذين ، ر : إلا الذي ، أ : الله الشقاء . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 533 _

  ( ومن سورة عم )
  ( عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنْ النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ) 1 ـ 3
  (1) 1 ـ قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي ـ قال : حدثني جعفر بن محمد الفزاري قال : حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن حاتم ، ش ـ : عن أبي حمزة الثمالي قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى : ( عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون ) فقال : كان علي بن أبي طالب عليه السلام يقول لاصحابه : أنا والله النبأ العظيم الذي اختلف في جميع الامم بألسنتها ، والله مالله نبؤ أعظم مني ولا لله آية أعظم مني .
  (2) 2 ـ قال : حدثني جعفر بن محمد ـ قال : حدثني أحمد بن محمد الرافعي قال : أخبرني محمد بن حاتم عن رجل من أصحابه ، ش ـ : عن أبي حمزة الثمالي قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى : ( عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون ) فقال : كان علي بن أبي طالب عليه السلام يقول لاصحابه : أنا والله النبأ العظيم الذي اختلف في جميع الامم بألسنتها

--------------------
(1) رواهما عنه الحاكم الحسكاني في الشواهد وقال : ورواه غيره عن أبي جعفر ، وأورده المجلسي في البحار ج 36 ص 3 ، وأخرج نحوه الكليني في الكافي والصفار في البصائر وفي معناه روايات عن علي المرتضى والصادق والرضا عليهم السلام .
(2) في أ : اختلف فيه ، ب : اختلفت في ، ولم ترد هذه الرواية في ( ر ) ولم يذكر الحسكاني منها إلا السند قائلا عقيبه : به لفظا سواء . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 534 _

  والله ما لله نبؤ أعظم مني ولا لله آية أعظم مني .
  ( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفّاً لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً ) 38
  (1) 3 ـ قال : حدثني علي بن محمد بن عمر الزهري ـ قال : حدثني محمد بن العباس بن عيسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن صالح بن سهل ، ش ـ : عن أبي جارود قال : قال أبوجعفر عليه السلام ـ في ( ر : عن ) قوله ، ب ، ر ، تعالى ، ر ـ : ( يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمان وقال صوابا ) قال : إذا كان يوم القيامة خطف قول ( لا إله إلا الله ) من ـ ش : عن ـ قلوب العباد في الموقف إلا من أقر بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام وهو قوله : ( إلا من أذن له الرحمان ) من أهل ولاية علي فهم الذين يؤذن لهم بقول ( لا إله إلا الله ) .
  (2) 4 ـ فرات ، ش ـ قال : حدثني القاسم بن الحسن بن حازم ـ أ : خازم ـ القرشي ـ قال : حدثنا الحسين بن علي النقاد عن محمد بن سنان ، ش ـ : عن أبي حمزة الثمالي قال : دخلت على محمد بن علي عليهما السلام وقلت : يا ابن رسول الله حدثني بحديث ينفعني ، قال : يا أبا حمزة كل يدخل الجنة إلا من أبى ، قال : قلت : يا ابن رسول الله أحد يأبى ـ ـ أن ، أ ، ب ـ يدخل الجنة ؟ قال : نعم ، قلت : من ؟ قال : من لم يقل : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، قال : قلت : يا ابن رسول الله حسبت ـ ظ ـ أن لا أروي هذا الحديث عنك ، قال : ولم ؟ قلت : إني تركت المرجئة والقدرية والحرورية وبني أمية ـ كل ، ن ـ يقولون : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فقال : أيهات أيهات إذا كان يوم

--------------------
(1) رواه عنه الحافظ أبوالقاسم الحذاء في شواهد التنزيل ، محمد بن العباس أبوعبدالله كان يسكن بني غاضرة ثقة له كتب منها كتاب التفسير ، قاله النجاشي ، الحسن بن علي كوفي من وجوه الواقفة طعن فيه ابن فضال والكشي ، صالح بن سهل كوفي من أصحاب الباقر والصادق من أهل همدان ، له ذكر في اسناد كامل الزيارات وتفسير القمي وغيرهما ، اختلاف النسخ : ن : خطفت والمثبت من ش .
(2) رواه عنه الحاكم الحسكاني في كتابه القيم شواهد التنزيل ، في ر : حيث ، ب : حببت أن لا ، ب : كلا يقولون ، ش ، ر : والباقين ، أ ، ب : صدق الله العظيم . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 535 _

  القيامة سلبهم الله إياها لايقولها ـ ش : فلم يقلها ـ إلا نحن وشيعتنا والباقون منها براء أما سمعت الله يقول : ( يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمان وقال صوابا ) قال : من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله .

تفسير الفرات الكوفي _ 537 _

  ( ومن سورة النازعات )
  ( يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ) 6 ـ 7
  (1) 1 ـ قال : حدثنا أبوالقاسم العلوي ـ قال : حدثنا فرات ـ معنعنا : عن أبي عبدالله عليه السلام ـ في قوله ، ب ، ر ـ : ( يوم ترجف الراجفة ، تتبعها الرادفة ) : الراجفة الحسين بن علي والرادفة علي بن أبي طالب عليهما السلام وهو أول من ينفض رأسه من التراب الحسين بن علي في خمسة وتسعين ألفا وهو قول الله : ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ * يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمْ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) ـ 51 / غافر ـ

--------------------
(1) ورواه محمد بن العباس عن جعفر بن محمد الفزاري ( شيخ فرات ) عن القاسم بن إسماعيل عن علي بن خالد العاقولي عن عبدالكريم بن عمرو الخثعمي عن سليمان بن خالد قال : قال أبوعبدالله عليه السلام ، وفيه : وأول من ينفض ، وفي أ ، ب : مع الحسين بن علي ، وفي رواية محمد بن العباس : وسبعين . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 539 _

  ( ومن سورة عبس )
  ( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ) 34 ـ 36
  (1) 1 ـ قال : حدثنا أبوالقاسم عبدالرحمان بن محمد بن عبدالرحمان العلوي ـ قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي ـ معنعنا : عن أبي هريرة قال : سمعت أبا القاسم يقول في هذه الآية : ( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه ) إلا من تولى بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام فانه لا يفر من والاه ولا يعادي من أحبه ولا يحب من أبغضه ولا يود من عاداه ، علي له في الجنة قصر من ياقوتة حمراء ـ أسفلها من زبرجد أخضر وأعلاها من ياقوتة حمراء ، ر ، ب ـ ـ وسطها أحمر ، أ ، ر ـ وثلثا القصر مرصع بأنواع الياقوت والجوهر ، عليه شرف يعرف بتسبيحه وتقديسه وتحميده وتمجيده ، له سقف يا أبا هريرة ماهو ؟ قال أبوهريرة : ما أدري يا رسول الله ، قال : هو العرش وأرضه الزعفران قاله له الرحمان : كن فكان لا يسكنه إلا علي وأصحابه وأنا وعلي في دار واحدة وعلي مع الحق وغيره مع الباطل .

--------------------
(1) أورده المجلسي في البحار ج 39 ص 233 ط إيران ، وفي ر : وعلي له في الجنة . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 541 _

  ـ تفسير فرات الكوفى من ص 541 سطر 1 الى ص 550 سطر 28
  ( ومن سورة كورت )
  ( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) 7
  (1) 3 ـ قال : حدثني علي بن محمد بن علي بن عمر الزهري معنعنا : عن محمد بن علي ابن الحنفية انه قرء : ( وإذا النفوس زوجت ) قال : بحق الذي نفسي بيده لو أن رجلا عبدالله بين الركن والمقام حتى تلتقي ترقوتاه لحشره الله مع من يحب .
  ( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) 8 ـ 9
  (2) 1 ـ قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي ـ قال : حدثنا جعفر ـ معنعنا : عن محمد بن الحنفية في قوله تعالى : ( وإذا الموؤدة سئلت ) قال : مودتنا .
  (3) 2 ـ قال : حدثنا جعفر معنعنا : عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : ( وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت ) قال : من قتل في مودتنا .

--------------------
(1) وذيل الحديث مروي عن النبي صلى الله عليه وآله وغيره وله أسانيد عديدة ، في ر : لحق والذي ، أ : الحق والذي ، ب : ان الرجل ، ب : يحشره .
(2) ما بين المعقوفين مقتبس من تاليتها على ما هو دأب المصنف من تلخيص اسم الشيخ عند تتابع الذكر .
(3) لم ترد هذه الرواية في ( ر ) إلا متنها عاطفا على متن الاولى كما فعله كاتبها في كثير من الموارد ، وهذه الرواية وردت في ما يعرف بالتفسير القمي عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أيمن بن محرز عن جابر عن أبي جعفر ... قال : قتلت في مودتنا ، ورواه محمد بن العباس عن محمد بن همام ـ عن جعفر الفزاري ـ عن عبدالله بن جعفر عن محمد بن عبدالحميد عن أبي جميلة عن جابر ... ( مثل فرات ) . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 542 _

  (1) 4 ـ قال : حدثني علي ـ بن محمد بن علي بن عمر الزهري ـ معنعنا : عن جعفر بن محمد عليهما السلام في قوله : ( وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت ) قال : هم قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله .
  (2) 5 ـ قال : حدثنا جعفر بن أحمد بن يوسف معنعنا : عن أبي جعفر عليه السلام قال : ( وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت ) يقول : أسألكم عن المودة التي انزلت عليكم وصلها مودة ـ ذي ، ب ـ القربى بأي ذنب قتلتموهم .
  6 ـ قال : حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا : عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عز ذكره : ( وإذا الموؤدة سئلت ) يعني : مودتنا ـ أهل البيت ، ب ـ ( بأي ذنب قتلت ) قال : ذلك حقنا الواجب على الناس ـ و ، ب ـ حبنا الواجب على الخلق قتلوا مودتنا .

--------------------
(1) وروى محمد بن العباس بسنده عن الصادق قال : الحسين ( ع ) وروى نحوه ابن قولويه .
(2) وروى نحوه الكليني في الكافي عن الصادق عليه السلام . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 543 _

  ( ومن سورة المطففين )
  ( كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ * كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ * ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ * ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ * كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ * يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ) 7 ـ 28
  (1) 5 ـ قال : حدثني علي بن محمد الزهري معنعنا : عن سعيد بن عثمان الجزار قال : سمعت أبا سعيد المدائني عن أبي عبدالله عليه السلام قال : في قول الله تعالى : ( كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم ) ـ بالشر ، ر ، ب ـ ببغض محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله ، ( كلا إن كتاب الابرار لفي عليين وما أدراك ما عليون ؟ كتاب مرقوم ) بحب محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
  (2) 3 ـ قال : حدثني محمد بن الحسن بن إبراهيم ـ قال : حدثنا علوان بن محمد قال : حدثنا محمد بن معروف عن السدي عن الكلبي ، ق ـ :

--------------------
(1) وأخرجه محمد بن العباس عن علي بن عبدالله عن إبراهيم بن محمد عن سعيد مثله مع تقديم وتأخير ، ومع زيادة : وسجين موضع في جهنم وإنما سمي به الكتاب مجازا تسمية الشئ باسم مجاوره ومحله أي كتاب أعمالهم في سجين .
(2) وهذه الرواية وردت في ما يعرف بتفسير القمي مع إضافات لا تتفق ونهج فرات إن لم نقل ونهج الائمة عليهم السلام ونحن أخذنا منه السند وبعض الملاحظات ورمزنا له ب ( ق ) ثم إن عدد الآيات غير مذكور فيه وهذه العدد المذكور هنا غير صحيح ، وفي أ ، ب : نزلت خمس آيات ، وفي ر : إلى قوله ( بها المقربون ) ، وربما كان الصواب : يشهدها المقربون . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 544 _

  عن جعفر عليه السلام قال : نزلت الآيات : ( كلا إن كتاب الابرار لفي عليين وما أدراك ما عليون ) إلى قوله : ( ـ عينا ، ق ، يشرب بها المقربون ) ـ وهي خمس آيات ، ن ـ ! وهم ـ ن : وهو ـ رسول الله ـ ر : النبي ـ وفاطمة والحسن والحسين عليهم ـ الصلاة و ، ر ـ السلام ـ والتحية والاكرام ، أ ـ .
  (1) 2 ـ فرات ، ا ـ قال : حدثني عبيد بن كثير معنعنا : عن عطاء بن أبي رباح قال : قلت لفاطمة بنت الحسين أخبرتني جعلت فداك بحديث أحتف ـ ب : احدث ـ ـ به ، ا ـ وأحتج به على الناس ، قالت : نعم أخبرني أبي أن النبي صلى الله عليه وآله بعث إلى علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ، ا ـ أن اصعد المنبر وادع الناس إليك ثم قل ـ ر : قلت ـ : أيها الناس من انتقص أجيرا أجره فليتبوء مقعده من النار ومن ادعى إلى غير مواليه فليتبوء مقعده من النار ومن انتفى 1 من والديه فليتبوء مقعده من النار .
  قال : فقال رجل : يا أبا الحسن ما لهن من تأويل ؟ فقال : الله ورسوله أعلم ، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ويل لقريش من تأويلهن ـ ثلاث مرات ـ ، ثم قال : يا علي انطلق فأخبرهم إني أنا الاجير الذي أثبت الله مودته من السماء ، وأنا وأنت مولى المؤمنين وأنا وأنت أبوالمؤمنين ، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا معشر قريش والمهاجرين ـ والانصار ، ب ـ ، فلما اجتمعوا قال : ـ يا ، ا ـ أيها الناس إن عليا أولكم إيمانا بالله وأوفاكم بعهد الله وأقومكم بأمر الله ـ ا : بالله ـ وأعلمكم بالقضية وأقسمكم بالسوية وأرحمكم بالرعية وأفضلكم عندالله مزية ،
  ثم قال رسول الله ـ 2 : النبي ـ صلى الله عليه وآله : إن الله مثل لي أمتي في

--------------------
(1) جاءت الرواية مكررة في الكتاب حسب ( أ ، ب ) دون اختلاف إلا ما أشرنا إليه فدمجنا الاولى التي كانت في سورة الاسراء تحت الرقم 4 في الثانية هذه والثانية لم ترد في ( ر ) ورمزنا للاولى ب ( 1 ) والثانية ب ( 2 ) ، وقد أخرجها المصنف أيضا بسند أخر وتفصيل أكثر في ذيل الآية 23 / الشورى فلا حظ ، وانظر الحديث التالي أيضا ، وأورده المجلسي في البحار ج 40 ص 59 ، لعل هذا هو الصواب وفي أ ، ب ( 1 ) : انتقم ، وفي أ ( 2 ) : ابتغى ، وفي ر : انتقما ، وقد سقط هذا الشطر في الرواية الثانية من ب ، وفي ب : منزلة ، بدل ( مزية ) ، وفي الثانية تقدمت السابعة على السادسة . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 545 _

  الطين ـ ب 2 خ ل : الاظلة ـ وعلمني أسماءهم كما علم آدم الاسماء كلها فمر بي أصحاب الرايات فاستغفرت لعلي وشيعته وسألت ربي أن يستقيم أمتي على علي ـ بن أبي طالب ، ر ، 2 ـ من بعدي فأبى ربي إلا أن يضل من يشاء ـ ويهدي من يشاء ، 2 ـ ، ثم ابتدأني ـ ربي ، ا ـ في علي ـ بن أبي طالب عليه السلام ، ر ، 2 ـ بسبع ـ خصال ، ب ا ـ أما أولاهن فانه ـ أول ، ب ـ من ينشق عنه الارض معي ولا فخر ، وأما الثانية فانه يذود عن حوضي كما يذود الرعاة غريبة الابل ، وأما الثالثة فان من فقراء شيعة علي ليشفع في مثل ربيعة ومضر ، وأما الرابعة فانه أول من يقرع باب الجنة معي ولا فخر ، وأما الخامسة فانه ـ أول ـ ـ من ، ر ـ يزوج من الحور العين ولا فخر ، وأما السادسة فانه أول من يسكن معي في عليين ولا فخر ، وأما السابعة فانه أول من يسقى من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .
  (1) 4 ـ قال : حدثني إبراهيم بن أحمد بن عمر الهمداني معنعنا : عن جابر بن عبدالله الانصاري رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأحجار الزيت فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بضبعي علي فرفعها حتى رئي بياض إبطيهما ولم ير (1) إلا ذلك اليوم ويوم غدير خم ، فقال : أيها الناس هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وسيد المسلمين ، ـ ب : الوصيين ـ وقائد الغر المحجلين وعيبة علمي ووصيي في أهل بيتي وفي أمتي ، يقضي ديني وينجز وعدي ، وعوني على مفاتيح الجنة ومعي في الشفاعة ، أيها الناس من أحب عليا فقد أحبني ـ ومن أحبني فقد أحب الله ، ب ـ ومن أبغض عليا فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله ، أيها الناس إني سألت الله في علي خصلة فمنعنيها وابتدأني بسبع ، قال جابر ـ قلت ـ : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما الخصلة التى سألت الله في علي فمنعكها ؟ قال : ويحك يا جابر اني سألت الله أن يجمع ـ أ : يجتمع ـ الامة على علي ـ من

--------------------
(1) ورواه محمد بن العباس وباختصار عن أحمد بن محمد الهاشمي عن جعفر بن عيينة عن جعفر بن محمد عن الحسن بن بكر عن عبدالله بن محمد بن عقيل عن جابر ، ولم ترد هذه الرواية في ر ، وأخرج القاضي أبوجعفر الكوفي الزيدي في المناقب تحت الرقم 143 بما يقرب من الثلث الاخير من هذا الحديث والمتقدم بسنده عن الصادق عليه السلام .
1 ـ أ : أرى اباطها ، ب : ولم يره . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 546 _

  ب ـ بعدي فأبى إلا أن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ، قال : قلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله فما السبع التى بدأك بهن فيه ؟ قال : ويحك يا جابر أنا أول من يخرج يوم القيامة من قبره وعلي معي ـ وأنا أول من يقرع باب الجنة وعلي معي وأنا أول من يسكن في عليين وعلي معي ، ب ـ وأنا أول من يزوج من الحور العين وعلي معي وأنا أول من يسقى من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ـ وعلي معي ، أ ـ .
  (1) 6 ـ قال : حدثنا علي بن محمد بن مخلد الجعفي معنعنا : عن كعب في قول الله تعالى ـ ا ، ب : في كتابه ـ : ( يسقون من رحيق مختوم ، ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون ) فهنيئا لهم ثم قال كعب : والله لا يحبهم إلا من أخذ الله منه الميثاق .
  ( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ انقَلَبُوا فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ * وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ * فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) 29 ـ 36
  (2) 1 ـ قال : حدثنا أبوالقاسم العلوي ـ قال : حدثنا فرات ـ معنعنا : عن ابن عباس رضى الله عنه في قوله ـ تعالى ، ر ـ : ( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون ) قال : فهو حارث بن قيس وأناس معه كانوا إذا مر عليهم علي بن أبي طالب عليه السلام قالوا : انظروا إلى هذا الذي اصطفاه محمد صلى الله عليه وآله واختاره من أهل بيته وكانوا يسخرون منه ، وإذا كان يوم القيامة فتح بين الجنة والنار باب فعلي بن أبي طالب عليه السلام على الاريكة متكئ ـ ب : يتكئ ـ فيقول هلم لكم ، فاذا جاؤا سد بينهم الباب فهو كذلك ليسخر ـ ر : يسخر ـ منهم ويضحك ، قال الله : ( فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الارائك ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون ) .

--------------------
(1) في أ : فيها لهم ، ر : فهياء لهم ، والظاهران في الحديث سقط .
(2) وأخرجه محمد بن العباس مع مغايرات طفيفة عن علي بن عبدالله عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن الحكم بن سليمان عن محمد بن كثير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ... وهناك روايات في الشواهد وغيره بهذا المعنى ، وأورده المجلسي في البحار ج 36 ص 69 و ج 35 ص 339 . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 547 _

  ( ومن سورة انشقت )
  ( فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً ) 8
  (1) 1 ـ قال : حدثنا أبوالقاسم الحسيني معنعنا : عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وآله خرج من الغار فأتى منزل خديجة كئيبا حزينا فقالت خديجة : يا رسول الله ما الذي أرى بك من الكآبة والحزن ما لم أره فيك منذ صحبتني ؟ قال : يحزنني غيبوبة ـ أ : غيبة ـ علي : قالت : يا رسول الله تفرقت المسلمون في الآفاق وإنما بقي ثمان رجلا كان معك الليلة سبعة ـ نفر ، أ ـ فتحزن لغيبوبة رجل ! ؟ فغضب النبي ـ صلى الله عليه وآله ، أ ، ب ـ وقال : يا خديجة إن الله أعطاني في علي ثلاثة لدنياي وثلاثة لآخرتي فأما الثلاثة التي لدنياي فما أخاف عليه أن يموت ولا يقتل حتى يعطيني الله موعده إياي ، ولكن أخاف عليه واحدة ، قالت : يا رسول الله إن أنت أخبرتني ما الثلاثة لدنياك وما الثلاثة لآخرتك وما الواحدة التي تتخوف عليه لاحتوين على بعيري ولاطلبنه حيثما كان إلا أن يحول بيني وبينه الموت ، قال : يا خديجة إن الله أعطاني في علي لدنياي أنه يواري عورتي عند موتي وأعطاني في علي لدنياي انه يقتل بين يدي أربعة وثلاثين مبارزا قبل أن يموت أو يقتل ، وأعطاني في علي لآخرتي انه متكا (1) يوم الشفاعة وأعطاني في علي لآخرتي انه صاحب مفاتيحي يوم أفتح أبواب الجنة وأعطاني في على لآخرتي اني أعطى يوم القيامة أربعة ألوية فلواء الحمد بيدي

--------------------
(1) أورده المجلسي في البحار ج 40 ص 64 وفي بشارة المصطفى ص 217 إشارة إلى هذه القصة .
1 ـ لم يذكر الثالث لدنياه ، وقوله ( بين يدي ) وقعت في نسخة ( ر ) بعد قوله ( إنه متكا ) فتأمل . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 548 _

  وأدفع لواء التهليل لعلي وأوجهه في أول فوج وهم الذين يحاسبون حسابا يسيرا ويدخلون الجنة بغير حساب عليهم ، وأدفع لواء التكبير إلى حمزة وأوجهه في الفوج الثاني ، وأدفع لواء التسبيح إلى جعفر وأوجهه في الفوج الثالث ، ثم أقيم على أمتي حتى أشفع لهم ، ثم أكون أنا القائد وإبراهيم السائق حتى أدخل أمتي الجنة ، ولكن أخاف عليه اضرار (1) جهلة قريش ، فاحتوت على بعيرها وقد اختلط الظلام فخرجت فطلبته فاذا هي بشخص فسلمت ليرد السلام لتعلم علي هو أم لا (2) فقال : وعليك السلام أخديجة ؟ قالت : نعم : فأناخت ثم قالت : بأبي ـ أنت وأمي اركب قال : أنت أحق بالركوب مني اذهبي إلى النبي صلى الله عليه وآله فبشري حتى آتيكم فأناخت على الباب ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مستلق على قفاه يمسح فيمابين نحره إلى سرته بيمينه وهو يقول : اللهم فرج همي و برد كبدي بخليلي علي بن بن أبي طالب عليه السلام حتى قالها ثلاثا : قالت له خديجة : قد استجاب الله دعوتك فاستقل قائما رافعا يديه يقول : شكرا للمجيب ـ حتى قالها أحد عشرة مرة ـ .

--------------------
1 ـ ب : إمرار ، ر : اصرار .
2 ـ ب : هو علي أم لا ، أ : أعلى . ( * )

تفسير الفرات الكوفي _ 549 _

  ( ومن سورة الغاشية )
  ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ) 2 ـ 5
  1 ـ قال : حدثنا أبوالقاسم العلوي ، أ ، ب ـ قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي معنعنا : عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : كل عدو لنا ناصب منسوب إلى هذه الآية : ( وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية تسقى من عين آنية ) .
  (1) 4 ـ قال : حدثني جعفر بن أحمد معنعنا : عن أبي عبدالله عليه السلام قال : خرجت أنا وأبي ذات يوم فاذا هو بأناس من أصحابنا بين المنبر والقبر فسلم عليهم ثم قال : أما والله إني لاحب ريحكم وأرواحكم فأعينوني على ذلك بورع واجتهاد ، من ائتم بعبد فليعمل بعمله ، أنتم (1) شيعة آل محمد ـ صلى الله عليه وآله ، ر ، أ ـ وأنتم شرط الله وأنتم أنصار الله وأنتم السابقون الاولون والسابقون الآخرون في الدنيا والسابقون في الآخرة إلى الجنة ، قد ضمنا لكم الجنة بضمان الله ـ تبارك وتعالى ، أ ، ب ـ وضمان رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ، أ ، ب ـ وأهل بيته ، أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات ، كل مؤمنة

--------------------
(1) سعدان بن مسلم المذكور في أواخر الحديث قال عنه الشيخ : له أصل ، وقال السيد الداماد : شيخ كبير القدر جليل المنزلة ، وقال النجاشي : أبوالحسن العامدي روى عن الصادق والكاظم وعمر عمرا طويلا .
1 ـ ر : وأنتم ، وهذه اللفظة سقطت من أ . ( * )