تأليف
السيد عبد الرزاق المقرم
السيدة سكينة ابنة الامام الشهيد ابي عبدالله الحسين عليه السلام
دار الاضواء
بيروت ـ لبنان

بسم الله الرحمن الرحيم

   دأبت دار الأضواء منذ تأسيسها عام 1980 على نشر التراث الإسلامي فكراً وعقيدةً وتاريخاً ، فقدمت سلسلة من الكتب والموسوعات القيّمة في هذا المجال ، ويأتي كتاب « السيدة سكينة (ع) » ضمن هذه السلسلة التزاماً من الدار بنهجها السامي لخدمة هذا التراث وشخوصه ، آملين توفيقه سبحانه وتعالى لما يحب ويرضى ، غرة ذي الحجة 1419 آذار 1999
   جعفر الدجيلي

السيدة سكينة (ع)  _ 7 _

 بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً * وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ * ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ * فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ .
   ( القرآن الكريم )

السيدة سكينة (ع)  _ 9 _

المدخل : ذرية الرسول :
   عترة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم هم عنصر الشرف عنصر الشرف وآصرة كل فضيلة رابية وقد ثبتت لهم الرفعة والجلالة بانتمائهم الى المنبت الزاكي والشجرة الطيبة التي اصلها ثابت وفرعها في السماء ولا تنكر جهود أبيهم الاقدس ومساعيه الجبارة في انتشال الامة الى ساحل النجاة والسعادة على حين كانت تترامى بهم أمواج الضلال وتلتطم بهم الفتن وهم لا ينقذون من هوة الهوان إلا ويسفون على أعمق منها ، وكانوا يرسفون في أسر مهانة مخزية بين أصنام منحوتة ونواميس مهتوكة ودماء مهدورة وغارت متواصلة وعادت خرافية وبنات موؤدة الى أمثالها مما يقهقر سير الانسانية ويعرقل مسعى البشر عما فيه الخير والصلاح .
   فباغتهم ( نبي الاسلام ) بتعاليمه الناصعة وطقوسه الراقية فأسس لهم بها كياناً خالداً وعزاً باقياً ودولة مرعية الجانب خضعت لها الدول ودانت لها الامم وبطل مسعى الالحاد وأعلن في أنحاء المعمورة دين التوحيد والسلام والوئام.

لم يزالوا في مركز الجهل حتى      بـعـث الله لـلورى iiأزكـاها
فـأتى كـامل الـطبيعة iiشمساً      تـستمد  الـشموس منه iiسناها
طربت لاسمه الثرى iiفاستطالت      فـوق عـلوية الـسما iiسفلاها

السيدة سكينة (ع)  _ 10 _

ثـم  أثـنت عـليه إنس iiوجن      وعـلى  مـثله يـحق iiثـناها
وإلـى  طـبه الآلـهي بـاتت      عـلل الـدهر تـشتكي iiبلواها
كـيف  لا تـشتكي الليالي iiاليه      ضرها وهو منتهى شكواها  (1)
   إذا فمن واجب شكره تعظيم ذريته الطاهرة ( فان المرء يحفظ في ولده ) على ان اولئك النفر البيض دعاة إلى مبدء الحق سبحانه المهيمن على البشر بوجودهم ، دعاة اليه بألسنتهم ، دعاة بأقلامهم ، دعاة بنظمهم ونثرهم دعاة بخطبهم ، دعاة بفواضلهم وفضائلهم ، دعاة بأخلاقهم وأعمالهم ، وإذا فات البعض منهم بعض الفواضل والدعوات فلا يفقد الآخر مجموعها فأي أحد من الامة يلتفت إلى أن المشرف لهم هوني الرحمة المنتشل للبشر عن مهاوي السقوط والضعة فلا يذعن بان الواجب في شريعة الحفاظ الخضوع لذريته كرامة لذلك الجذم الاقدس والشجرة الطيبة التي أظلت العالم بفيئها الوارف .
   ومن ذا الذي يجد في آحاد منهم ما يتناسب مع منبتهم الكريم من الخلق الطيب فلا يعتقد ان هذا مما عرقه فيه ذلك المنقذ الاكبر صلى الله عليه وآله ولا يروقه إلا التحلي بما استحسنه منهم واما الذين حصلوا على أصلهم الطاهر بشيء من دعوة اللسان والسنان فغناؤهم أوفر واستفادة الامة بهم اكثر.
   فهم على كل حال أدلاء على الخير ومسالك النجاة يحملون فضيلة

---------------------------
(1) من قصيدة ملا محمد كاظم الازري البغدادي التميمي المولود في بغداد سنة 1143 والمتوفي ببغداد غرة جماد الاول سنة 1211 هـ تبلغ الف بيت من غرر الشعر تضمنت كرامات النبي صلى الله عليه وآله ومغازيه ومواقف الوصي علي عليه السلام فيها طبعت مع تخميسها للشيخ جابر الكاظمي في النجف المطبعة الحيدرية.

السيدة سكينة (ع)  _ 11 _

   الشرف والسؤدد فضيلة الدعوة إلى السلام والوئام فضيلة الاصلاح والرشاد وليس لسائر الامة إلا الاحسان إلى ذرية الرسول المودة لهم التي هي أجر الرسالة بنص الكتاب العزيز.
   « قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى » (1) .
   والقربى هنا بمعنى الأقارب قطعاً وليس المراد منه قرب النبي من قريش ولا تقــرب الامة إلى الله تعالى بالطاعة لأن الاول يصح استعماله (2) أولا وهو المتبادر إلى الفهم من الاطلاق ثانياً ، وأم المعنيين الآخرين فيحتاج ارادتهما من الاطلاق الى قرينة وهي مفقودة .
   على أن الاخبار المتواترة دلت على أن قرابته المعنيين بالآية هم علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام (3) وذريتهم وقد استشهد عليه الأئمة المعصومون فيقول سيد الوصيين عليه السلام فينا آية في حم لا يحفظ مودتنا إلا كل مؤمن ، ثم قرأ آية المودة.
   ويوم خطب الحسن عليه السلام بعد وفاة ابيه قال : أنا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم ، ثم قرأ آية المودة (4) .
   ولما وقف الامام السجاد عليه السلام مع حرم النبوة على درج مسجد الشام قال له شامي : الحمد لله الذي استأصلكم ، فقال عليه السلام : أما قرأت قل «لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى » قال الشامي :

---------------------------
(1) الشورى : 23 : مدينة.
(2) أساس البلاغة للزمخشري.
(3) نص على بعض هذه الاخبار الزمخشري في الكشاف « ج 3 ص 402 » في تفسير الآية والرازي في تفسيره ج 7 ص 390 ، ومجمع الزوائد ج 7 ص 103.
(4) الصواعق المحرقة ص 101 الآية الرابعة عشر.

السيدة سكينة (ع)  _ 12 _

   نعم وانتم هم ؟ فقال الامام عليه السلام : نعم ، فبكى واستغفر (1) .
   فدل هذا على معروفية المعنى المتبادر من لفظ القربى بين الناس في ذلك الزمن القريب من عهد النزول ولو كان لغير هذا المعنى نصيب من الواقع لما صدر من المعصومين الاستشهاد بالآية على كونها فيهم ولما سكت من سمع الخطاب عن النقاش.    وفي هذا يقول محي الدين العربي :
رأيـت  ولائـي آل طـه iiفريضة      على رغم اهل البعد يورثني القربى
فما طلب المبعوث اجراً على iiالهدى      بـتبليغه  الا المودة في القربى  (2)
   وحينئذ فلا موقع للاشكال على الآية بأن طلب النبي الأجر على تبليغ الوحي لا يليق بمقام الانبياء مع أنهم صارحوا بنفي الاجرة على التبليغ ففي الحكاية عن نوح عليه السلام « فما سألتكم عليه من اجر ان أجري إلا على الله » (3) وعن هود وصالح ولوط وشعيب (4) عليه السلام « ما أسألكم عليه من أجر ان أجري الا على رب العالمين » وفي الحكاية عن نبينا الاعظم صلى الله عليه وآله قل : « مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ » (5) وقوله : « قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ » (6)

---------------------------
(1) تفسير روح المعاني للالوسي ج 25 ص 31 والصواعق المحرقة ص 101 ومقتل الخوارزمي ج 2 ص 61 وتفسير ابن كثير ج 4 ص 112.
(2) شرح الزرقاني على المواهب اللدينة ج 7 ص 9 والصواعق المحرقة ص 101.
(3) يونس : 72.
(4) الشعراء : 109 و 127 و 145 و 164 و 180.
(5) سبأ : 47.
(6) الانعام : 90.

السيدة سكينة (ع)  _ 13 _

   فان التدبر في هذه الآيات الشريفة يفيدنا عدم المنافات بينها وبين آية المودة لان الاجر المنفي في هذه الآيات هو المال والانبياء أرقى من أن يأخذوا المال على تبليغ الدعوة الآلهية مع ما فيه من المشقة على البأس التي أشار الكتاب العزيز إلى ثقلها على الطباع فقال تعالى : « أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ » (1) وقال : « أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ » (2) .
   والأجر المطلوب في آية المودة لم يكن من سنخ المال حتى يثقل على الطباع البشرية تحمله لان المقصود منه موالاة آل الرسول وهذا من سنخ الدعوة الآلهية فيليق بمقام النبوة الدعوة اليه والتعريف يه ومن المناسب جداً لرسول المشرع الاقدس أعلام الامة بما تستفيد منه السعادة الخالدة والزلفى إلى المهيمن سبحانه .
   فاذاً يكون طلب النبي صلى الله عليه وآله من امته مودة آله الاقربين لطفاً منه وحناناً عليهم لانارته لهم سبيل الخير وتعريفهم بالطريق اللاحب وهكذا المصلحون يتحرون بمن يريدون إصلاحهم كل وسيلة تأخذ بهم إلى أسمى الغايات.
   على أن المحبة لآل الرسول تستوجب مودة النبي صلى الله عليه وآله المسلتزمة لمحبة الله تعالى وطاعته كما جاء في المأثور عنه صلى الله عليه وآله « احبوا الله لما يغدوكم به من نعمه وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي » (3) وإني

---------------------------
(1) الطور : 40.
(2) المؤمنون : 72.
(3) مستدرك الحاكم على صحيح البخاري ومسلم ولم يتعقبه الذهبي « ج 3 ص 150 ».

السيدة سكينة (ع)  _ 14 _

   أخاصمكم عنهم غداً ومن أكن خصيمه خصمه الله ومن خصمه الله ادخله النار (1) .
   وبهذه العناية يكون المعنى الثالث للفظ القربى في آية المودة وهو تقرب الامة إلى الله تعالى بالطاعة لازماً لمودة أهل البيت لكونها محبوبة للرسول ومحبوبة لله سبحانه وهذا عين الطاعة اليه جل شأنه .
   فالرسول الاعظم لم يسال الامة ما لا عوض تحمله المشاق في سبيل هدايتهم وإنقاذهم من مخالب الضلال والعمى والارشاد إلى ما فيه حياتهم وجمع شملهم حتى يشكل عليه بعدم المناسبة لمقام النبوة والرسالة وانما طلب منهم ما يعود نفعه اليهم وبه يستوجبون شمول العطف الآلهي ألا وهو مودة أهل بيته وقرباه وهم : ( علي وفاطمة والحسن والحسين وذريتهم ) وتفسير القربى بأهل البيت رواه الالوسي عن زاذان عن علي عليه السلام قال واليه يشير الكميت الاسدي.
وجدنا لكم في آل حم آية      تـأولها منا تقي ومعرب
   ولله در السيد عمر الهيتي احد الاقارب المعاصرين حيث يقول :
بـأيـة آيــة يـأتـي iiيـزيـد      غـداة  صـحائف الاعـمال iiتتلا
وقـام  رسـول رب العرش iiيتلو      وقد صمت جميع الخلق قل لا  (2)
   واي احد يتخيل طلب النبي صلى الله عليه وآله من الامة التعويض بالمال عن تلك المتاعب التي لم يلاقها نبي غيره ولم يؤذ في سبيل نشرة .
   وقول مقاتل للمنصور الدوانيقي : إن شئت وضعت لك أحاديث في فضل العباس بن عبدالمطلب (3) يؤكد ما عليه الرواة من افتراء الأحاديث ارضاء للخلفاء .

---------------------------
(1) ج (1) ص 358 إلى ص 365.
(2) تاريخ بغداد ج 1(3) ص 167.
(3) تاريخ بغداد ج 1(3) 287.

السيدة سكينة (ع)  _ 15 _

   دعوته أحد من الانبياء كما اوذي نبي الاسلام (1) .
   وهل يقابل ذلك الخطر الآلهي بهذا العرض الزائل المتخلي عنه ( صفي الله وحبيبه صلى الله عليه وآله ) وقد عرضت عليه كنوز الارض بأجمعها فآثر الاخرى الباقية على ما فيه الفناء حتى كان يبيت الايام طاوياً ويشد الحجر على بطنه من الجوع ويسميه المشبع (2) فالرسول الاقدس في سيره وأعماله لا يدعو إلا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة.
   فآية المودة لا تنافي سيرة الانبياء ولا سيرة نبينا الاعظم صلى الله عليه وآله ولا يعارضها ما في سورة سبأ / 47 « قُلْ مَا سَأَلْتُكُم » الخ ولا ما في الأنعام / 90 « قُلْ مَا سَأَلْتُكُم » الآية لان الاجر المنفي في هاتين الآيتين المال الذي يشق على الناس بذله ويتنزه عنه مقام من كان من ربه كقاب قوسين أو أدنى والمطلوب في آية المودة لم يكن مالا وانما هو محبة آله وهذا من سنخ العبادة والطاعة ومثل المنقذ الاكبر يعرف الامة ما فيه صلاحها ويرشدها إلى ما يقربها من المولى سبحانه زلفى.
   ولعل الآية في سورة سبأ « قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ » تصاعد عليه فان ظاهرها كالتمهيد للجواب عن مثل هذا الاشكال فان معنى الآية ان ما يطلبه الرسول من الاجر انما يعود نفعه الى الامة فالاجر الذي أراده من آية المودة وهو مودة أهل بيته معه

---------------------------
(1) غرر الخصائص للوطواط ص 258 في باب من قدر فعفا ، وشرح الزرقاني على المواهب ج 4 ص 321 وكنز العمال ج 2 ص 29 باب الحلم.
(2) شرح الصحيفة الكاملة للسيد علي خان.

السيدة سكينة (ع)  _ 16 _

   لهم خاصة وحينئذ فيتفق هذا مع قوله تعالى : « لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ » لأن مودة آله وذريته ذكرى للعالمين ورحمة لهم لما فيها من احترام شخص النبوة وتقدير اعماله الجبارة.
   وما جاء في هذه الآية من طلب مودة القربى لا يتنافى مع ما في الفرقان/57 « قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاء أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا » (1) فان الهداية الى الله تعالى التي هي المطلوب السامي لنبي الاسلام عوضاً عن التبليغ والارشاد يتفق مع مودة القربى المراد لرسول الله صلى الله عليه وآله في آية الشورى فان مودة آله من مصاديق الهداية الى المهيمن سبحانه بامتثال اوامره واجتناب معاصيه والقيام بما يقرب منه عز شأنه زلفى فلا ندحة له من مودة قربى النبي لان الله تعالى حث على حبهم واقتفاء آثارهم.
   ولو أعرضنا عن جميع ذلك لا تكون الآيتان المنفي فيهما الأجر معارضتين لآية المودة لأنهما مكيتان وآية المودة مدنية نازلة بعدهما والمدني لا يعارضه المكي بوجه .
   ودعوى ابن تيمية عدم الريب في كون آية المودة مكية لأنها من سورة الشورى التي هي كباقي الحواميم مكية وحينئذ فأين تزويج علي من فاطمة وأين أولادهما (2) تدلنا على عدم اطلاعه على كلمات المفسرين أو أنه غض النظر عنها فانه لم يصرح أحد بأن الآية مكية وكأنه تخيل من اطلاق قولهم الشورى مكية انها بتمام آياتها وهذا غير لازم فان جملة من الآيات المكية في السور المدنية

---------------------------
(1) سورة الفرقان : آية / 57.
(2) منهاج السنة « ج (2) ص 118 وص 250 ».

السيدة سكينة (ع)  _ 17 _

   وبالعكس لأن تأليف القرآن لم يكن على حسب النزول (1) ويحكي الزرقاني عن تفسير ابن عطية ان الآية مدنية وحديث ابن عباس ينص على ان المراد من القرابة فيها علي وفاطمة وابنائهما (2) .
   ثم لو فرضنا عدم نزول ( آية المودة ) في اهل البيت لأفادنا ما ورد من محبوبية الاحسان اليهم والعطف عليهم وإيتاء المعروف لهم وقضاء حوائجهم والسعي في امورهم : تأكده في ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله لكونه مشرفهم ومودع الفضل فيهم وهو أصل هذه الدوحة الميمونة ووصاياه في حقهم متواترة لا تبقي ريباً وتشكيكاً لمن يتطلب النص بالخصوص وقد جاء عنه صلى الله عليه وآله : لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من عترته وأهلي أحب إليه من أهله وذاتي أحب اليه من ذاته .
   وان لله حرمات ثلاث من حفظهن حفظ الله دينه ودنياه : حرمة الاسلام ، وحرمتي ، وحرمة رحمي (3) .
   فمقارنة حرمة أهل بيته بحرمة شخص النبوة الواجب على الأمة مراعاتها وان التقصير فيها يستوجب سخط الرب جل شأنه دليل واضح على امتياز الذرية على سائر المسلمين لحصولهم على هذا العنوان أعني كونهم ذرية الرسول مطلقاً سواء كانوا سائرين على منهاج مشرفهم الأعظم أو متأخرين عنه ، نعم الحب لمن هو متبع لقوانين جدهم الاكرم يكون أأكد وحيث يكون التقصير بأداء حق الذرية والحط من كرامتهم مستوجباً للوهن بمقام النبي صلى الله عليه وآله

---------------------------
(1) ذكر حجة الاسلام المحقق ميرزا عبدالحسين الأميني في كتاب الغدير « ج 1 ص 233 » تفصيل السور الملكية وفيها آيات مدنية وبالعكس.
(2) شرح المواهب اللدينة ج 7 ص 3.
(3) الصواعق المحرقة ص 137 و 139.

السيدة سكينة (ع)  _ 18 _

   استحق البعد من الله تعالى كل من أعرض عن إكرام الذرية.
   ومن هنا جاء تحذيره صلى الله عليه وآله : من احتقرهم فهو ملعون أذهب الله عنه السمع والبصر (1) .
   وليس المراد منه فقد هاتين الحاستين لما يشاهد بالوجدان خلافه بل المراد منه عدم التوفيق لاستماع أو إبصار ما يقرب إلى الخير ويبعد عن درك العقاب على حد قوله تعالى : « وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا » وهذا هو المراد من قوله صلى الله عليه وآله ( ملعون ) فان اللعن ليس إلا الطرد والبعد عن الرحمات الآلهية والفيوضات الربوبية فلا تهطل سحائب الرحمة على من احتقر الذرية وأشار إلى هذا قوله صلى الله عليه وآله : « عليكم بحب أولادي فانه يدخل الجنة لا محالة وبغضهم يدخل النار » (2) .
   وهذه الكلمات الذهبية من نبي الرحمة تلقي على الامة ضوءاً تبصر منه المكانة السامية لذريته الصالحة واما من كان بظاهره حائداً عن قانون الشرع فيكون الاحسان اليه من باب تكريم صاحب الدعوة الآلهية لكون الاهانة اليه تستلزم التوهين بمقام الرسول.
   واليه يشير النبي صلى الله عليه وآله : أكرموا أولادي الصالحين لله تعالى والطالحين لي (3) ولما لمح النبي العجب ممن سمع خطابه في إكرام الطالح منهم قال مرشداً له : أليس الولد العاق يلحق بالنسب (4) .

---------------------------
(1) فضائل السادات ص 389.
(2) جامع الأخبار.
(3) جامع السعادات ص 314 أيوان اول.
(4) فضائل السادات ص 373.

السيدة سكينة (ع)  _ 19 _

   على ان الرسول الاعظم سأل الله سبحانه أن يثبت القائم بالحق من أهل بيته ويهدي ضالهم ويعلم جاهلهم ويجعلهم رحماء نجباء ويهب مسيئتهم نحسنهم ويهبهم له فأجاب الله تعالى سؤاله (1) وأكرمه بتوفيق ذريته للفوز الاكبر وهو الممات على ولاية الأئمة المعصومين والتوبة عما اقترفوه من الآثام ولو في آخر ساعة من أيامهم كما يفصح عنه قول الامام الصادق عليه السلام لا يخرج أحدنا من الدنيا حتى يقر لكل ذي فضل فضله (2) وفي آخر عنه صلى الله عليه وآله عنه : ليس لكم ان تدخلو فيما بيننا إلا بسبيل خير انه لم تمت نفس منا إلا وتدركها السعادة قبل أن تخرج نفسه ولو بفواق ناقة (3) ومما يفيدنا وضوحاً في هذا الحكم الذي لا يرتاب فيه من يبصر الحقايق بعين صحيحة ما احتفظ به من وصايا المعصومين باكرام ذريتهم ومن ينتسب اليهم نذكر بعضا منها كمثل يتعرف منه مكانة الذرية.
  1 ـ حدث عبيدالله بن عبدالله بن طاهر بن الحسين الخزاعي (4)

---------------------------
(1) ذخائر العقبى ص 15.
(2) الخرايج في الباب 6.
(3) مرآة العقول ج (1) ص 262 عن الصدوق.
(4) قال ابن خلكان بترجمة عبيدالله : كان عبيدالله شاعراً كاتباً تولى شرطة بغداد عن أخيه محمد وبعد وفاته استقل بها واليه انتهت رياسة آل طاهر وهو آخر من مات منهم رئيساً توفي سنة 300 وله 77 سنة ودفن بمقابر قريش ولقب جده طاهر بذي اليمينين لأنه ضرب بيساره شخصاً في واقعته مع علي بن ماهان فقده نصفين فقال بعض الشعراء ( كلتا يديه يمين حين يضربه ) فلقبه المأمون بذلك تولى على خراسان من قبل المأمون وكان معه غلام وهبه المأمون له فأمر الغلام ان يسمه ففعل الغلام وأصبح ميتاً لخمس بقين من جماد الثاني سنة 207 بمرو ومات والده الحسين بخراسان سنة 199 وكان جده مصعب بليغاً أديباً كتب لسليمان بن كثير بن الخزاعي صاحب دعوة بني العباس وتولى هراة وبوشنج بلدة تبعد عن هراة سبع فراسخ .

السيدة سكينة (ع)  _ 20 _

   انه دخل على أخيه محمد سحراً بعد مدة من قتله ليحي بن عمر العلوي فرآه مطرقاً برأسه مهموماً حزيناً كأنه عرض على السيف وجواريه لا يتجاسرون على مسألته واخته واقفة فسألها قالت رؤيا أهالته فقلت لها أيها الأمير روي عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال إذا رأى أحدكم ما يكره في منامه فليتحول من جانبه إلى الآخر وليقل ثلاثاً استغفر الله ويلعن ابليساً ويستعيذ بالله ثم ينام .
   فرفع إلي راسه وقال : يا أخي كيف اذا كانت الطامة من جهة رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال لي ألست ذاكراً رؤيا طاهر وهو صغير للنبي في منامه وهو يقول له : يا طاهر إنك ستبلغ من الدنيا أمراً عظيماً فاتق الله واحفظني في ولدي فانك لا تزال محفوظاً ما حفظتني في ولدي.
   فما تعرض طاهر لقتال علوي قط وندب إلى ذلك غير دفعه ثم قال محمد يا أخي إني رأيت البارحة رسول الله صلى الله عليه وآله في منامي وهو يقول : يا محمد نكثتم ؟ فانتبهت فزعاً وتحولت واستغفرت الله وتعوذت من ابليس ولعنته ونمت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله الثانية وهو يقول : يا محمد نكثتم ؟
   ففعلت كما فعلت في الاولى ونمت فرأيته صلى الله عليه وآله الثالثة وهو يقول : نكثتم وقتلتم أولادي والله لا تفلحون بعدها أبداً.
   فانتبهت وأنا على هذا الحال منذ نصف الليل ما نمت واندفع يبكي وبكيت معه فما مضت على ذلك إلا مدة يسيرة حتى مات

السيدة سكينة (ع)  _ 21 _

   محمد ونكبنا بأسرنا أقبح نكبة وصرفنا عن ولايتنا ولم يزل أمرنا يخمل حتى لم يبق لنا اسم على منبر ولا علم في جيش ولا إمارة وصرنا إلى الآن تحت المحن. (1)
   وبعد قتل يحي جلس محمد بن عبدالله يهنأ بقتله وجماعة الهاشميين والطالبيين وحضور وسمعهم أبو هاشم الجعفري يهنؤنه فقال : أيها الأمير إنك لتهنأ بقتل رجل لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله حياً لكان هو المعزى به فما رد عليه محمد شيئاً ثم خرج أبو هاشم يقول (2) : يا بني طاهر كلوه وبيا (3) ان لحم النبي غير مري ان وتراً يكون طالبه الله لـوتر نجاحه بالحـري (4) ويحي هو ابن عمر بن يحي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليه السلام وامه ام الحسين فاطمة بنت الحسين ابن عبدالله ابن اسماعيل بن عبدالله بن جعفر الطيار (5) .
   كان يحي ورعاً ديناً كثير البر والمعروف واصلا لأهل بيته مؤثراً لهم على نفسه عطوفاً على الطالبيات لم تظهر منه زلة ولذا جزعت

---------------------------
(1) نشوان المحاضرة للقاضي التنوخي ج (1) ص 223.
(2) الطبري ج 1(1) ص 90 وابن الاثير ج 7 ـ ص 41 والبداية ج 11 ـ ص 5 وفي عمدة الطالب انها من أبيات.
(3) في عمدة الطالب ص 264 نجف « مريئاً ».
(4) في عمدة الطالب ومروج الذهب ج (2) ص 410. « بالفوت غير حري »
(5) الطبري وابن الاثير والبداية ومقاتل أبي الفرج ووهم المسعودي حيث نسبه إلى اسماعيل بن عبدالله بن جعفر لان هذا نسب امه.

السيدة سكينة (ع)  _ 22 _

   عليه النفوس ورثاه القريب والبعيد (1) خرج بالكوفة ليلة الاثنين لثلاث عشر خلت من رجب سنة 250 أيام المستعين وكانت الوقعة في ظهر خندق الكوفة حمل رأسه إلى محمد بن عبدالله بن طاهر فطلب من يقوره فلم يقدم عليه أحد حتى من كان في السجن من الذباحين إلا رجل من عمال ( السجن الجديد ) فانه صنع فيه كما أراد محمد وأرسه إلى سامراء فنصبه ابراهيم بن اسحاق الديزج على باب العامة لحظة وأنزله لكثرة انكار العامة وأرجعه إلى محمد فلم يقدر أن ينصبه على الجسر لتجمع الناس وإنكارهم فخبأه في بيت سلاح في داره .
  2 ـ حدث أحمد بن اسحاق القمي وكان وكيلاً بقم عن أبي الحسن علي الهادي وأبي محمد الحسن العسكري عليه السلام : ان الحسين بن الحسن ابن جعفر بن محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق عليه السلام كان « بقم » يشرب الخمر علانية فاعترته نائبه فقصد بها أحمد بن اسحاق فلم يأذن له فرجع إلى أهله مهموماً منكسراً ولما توجه أحمد ابن اسحاق إلى الحج وبلغ سر من رأى استأذن على أبي محمد العسكري عليه السلام فلم يأذن له فكبر عليه وداخله هم شديد ولم يعلم السبب في ذلك حتى تضرع اليه طويلاً فأذن له وسأله عما أوجب إعراضه ؟ فعرفه الامام عليه السلام ان السبب منعه العلوي من الدخول عليه وقد قصده لأمر أهمه فقال ابن اسحاق لم يكن المنع إلا لأجل أن يتوب عما عليه من المآثم فقال الامام عليه السلام صدقت ولكن لا بد من إكرامهم لانتسابهم الينا فلا تكن يا ابن اسحاق من الخاسرين بالاعراض عمن انتسب الينا.

---------------------------
(1) مروج الذهب ج (3) ص 410.

السيدة سكينة (ع)  _ 23 _

   ولم يتباعد ابن اسحاق عن نصح الامام الواقف على الاسرار العارف بمقتضيات الاحوال علماً منه بأن ( إمام الحق ) لا يدعوا إلا إلى حكمة بالغة أو حقيقة راهنة فاحتفظ بهذه الوصية الثمينة حتى إذا رجع من الحج إلى مدينة قم زاره ذلك العلوي فيمن أتاه من الناس فأظهر له ابن اسحاق أمام الحاضرين من التبجيل والاحترام ما أبهره وعجبت منه الحاضرين.
   فسأله العلوي عن هذا الحال الغريب مع ما شاهده منه من ذي قبل فذكر له ما جرى من الامام العسكري عليه السلام معه .
   فبكى العلوي وتاب عما كان عليه وصار من المتورعين المتخذين أقوال آبائه الهداة طريقاً مهيعاً في كل أعماله حتى فاجأه الموت ودفن بقم قريباً من مشهد السيدة الطاهرة فاطمة بنت الامام الكاظم (1) .
  3 ـ حدث الوزير علي بن عيسى (2) ان علوياً من أولاد موسى بن جعفر عليه السلام كان يأتيه في شهر رمضان فيعطيه خمسة آلاف درهماً مؤنة له ولعياله وهذه حالة مع العلويين في هذا الشهر المبارك فاتفق انه رأى ذلك العلوي في الشتاء سكراناً فندم على ما كان منه معه وعزم على حرمانه ولما دخل شهر رمضان أتاه العلوي على عادته

---------------------------
(1) فضائل السادات ص 362 عن تاريخ قم.
(2) علي بن عيسى بن داود الجرح في شذرات الذهب ج 2 ص 332 وزر مرات للمقتدر والقاهر وكان محدثا ديناً خيراً كبير الشأن عاش تسعين سنة توفي ببغداد سنة 391 ودفن في داره ترجمته في معجم الادباء ج 14 ص 68 والمنتظم لابن الجوزي ج 7 ص 218 سنة 391 والبداية لابن كثير ج 11 ص 330.

السيدة سكينة (ع)  _ 24 _

   فزبره ومنعه وفي تلك الليلة رأى الوزير النبي صلى الله عليه وآله مقبلاً على الناس وقد أعرض عنه فقال للنبي صلى الله عليه وآله أتعرض عني مع إحساني لأولادك وبري بهم فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله إنك قطعت جائزتك عن ولدي فلان فأخبره بأنه لم يقطع عنه الجائزة إلا لأجل أن يقلع عن الآثام فأجابه النبي إنك أكرمته لأجله أو لأجلي قال : لأجلك يا رسول الله فقال النبي هلا سترت عليه لأجلي قال الوزير حباً وكرامة .
   ولما أصبح حمل إلى العلوي عشرة آلاف درهماً وطيب خاطره وقال إن أعوزك شيء عرفني.
   فأبى العلوي أن يأخذ المال حتى يعرف السبب الذي دعاه إلى هذا مع ما صنعه بالأمس فقص عليه رؤيا النبي صلى الله عليه فعندها بكى العلوي وتاب إلى الله تعالى مما كان عليه وقال إني لا أعود إلى شيء من ذلك ولا أحوج جدي رسول الله أن يحاجك من جهتي (1) .
   فرسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة الهداة عليهم السلام مقيضون لتنبيه الامة من رقدة الجهل وإنارة سبيل الهدى لهم أحياء وأمواتاً وهذا لطف من المولى سبحانه على هذه الامة ومنة عليهم بانقاذهم من مخالب الضلال فشرع الطرق الموصلة الى القرب منه جل شأنه ولم يخصها بأقوال المعصومين وأفعالهم الصادرة منهم حال الحياة بل أفاض عليهم عطفه وحنانه بارائه تلك الامثال القدسية في حال النوم مع شواهد تصدق ذلك ( الحلم ) ليفوزوا بالرضوان الاكبر.

---------------------------
(1) دار السلام للنوري ج (1) ص 159.

السيدة سكينة (ع)  _ 25 _

  4 ـ وكان لابن عنين الشاعر (1) أمر عجيب مع العلويين فانه لما توجه إلى مكة ومعه مال وأقمشة خرج عليه بعض بني داود بن الحسن فأخذوا ما كان معه وسلبوه وجرحوه فكتب إلى الملك العزيز ابن أيوب صاحب اليمن وكان أخوه الملك الناصر أرسل اليه يطلب منه أن يقيم بالساحل المفتتح من ايدي الافرنج فزهده ابن عنين في الساحل وحرضه على الاشراف الذين فعلوا به ما فعلوا واول القصيدة :
أعـيت صفات نداك المصقع iiاللسنا      وجدت في الجود حد الحسن والحسنا
ومـا تـريد بـجسم لا حـياة iiلـه      مـن  خلص الزبد ما أبقى لك iiاللبنا
ولا  تـقل سـاحل الافـرنج iiأفتحه      فـما يـساوي إذا قـايسته ( عدنا ii)
وإن اردت جـهاداً فـارو سيفك iiمن      قـوم أضـاعوا فروض الله iiوالسننا
طـهر بـسيفك بـيت الله من iiدنس      ومـن  خـساسة أقـوام بـه iiوخنا
ولا  تـقـل أنـهـم أولاد iiفـاطمة      لو  أدركوا آل حرب حاربوا iiالحسنا
   فلما قال هذه القصيدة رأى في النوم فاطمة الزهراء عليه السلام تطوف

---------------------------
(1) قال ابن كثير في البداية ج 13 ـ ص 137 : هو أبو المحاسن محمد بن نصر الدين بن نصر بن الحسين بن علي بن محمد بن غالب الانصاري المعروف بابن الشاعر وفي الحوادث الجامعة ص 51 كوفي الاصل دمشقي المولد والمنشأ شاعر مشهور سافر إلى الآفاق في التجارة ومدح الاكابر في كل البلاد وكان ظريفاً حسن الاخلاق ذا ثروة توفي بدمشق ووافقه على الوفاة بها ابن كثير وعينها في سنة 630 و سنة 633 هـ ج وفي النجوم الزاهرة ج 6 ص 113 له مع الطبيب الموفق اسعد الذي اسلم على يد السلطان مهاجاة وذكر ابن خلكان ترجمته وذكره ابن الدبيثي في المختصر المحتاج اليه ج 1 ص 151 وفي نفح الطيب مطبعة الحلبي ج 8 ص 330 الى ص 343.