فكلّ من أشرقت عليه الهداية نورها ، وأزاحت عنه غشاوة الشكوك وديجورها ، طوّقت العناية جيده بأطواق الوداد ، وقيّدت أقدامه بأغلال الإنقياد ، وصرفت بصر معرفته تلقاء جمال المحبوب ، وأصمّت أذن بصيرته عن سماع غير نداء المطلوب . فلهذه المرتبة الجليلة سمت نفوس العارفين ، وعلى إدراك هذه المنزلة النبيلة تفاخرت أرباب اليقين ، ولذلك التذّوا بعناق البيض البواتر في تشاجر المضامير ، وكرهوا إلتزام بيض المناحر في ساميات المقاصير ، وضاجعوا ميل الرماح ، وتجافوا عن مغازلة الخود الرداح ، فكان صرف السموم القتّالة في لهامهم ، صرف --------------------------- (1) هذا هو الظاهر ، وفي النسخة : « وتيقّنوا إنما يهب الله » . مصارع الشهداء ومقاتل السعداء
القرقف (1) الزلال حال ممساهم . |
وكذا العُلى لا يستباح نكاحها إلا بـحيث تـطلق ما الناس سوى قوم عرفوك وغـيرهم الـسمج الـهمج دخـلوا فـقراء إلـى الدنيا وكـما دخـلوا منها خرجوا يــا مـدّعـيا لـطريقتهم أقـصر فـطريقك مـنعوج تـهوى لـيلى وتـنام الليل وحـقّـك ذا طـلب سـمج | الأعمار
ما سألت غبيّا سألت وابن غبيّ بل فقيها إذاً وأنت الجهول إن تكن قد جهلت يأويك قدري فلديّ الجواب يا ذا السؤالولديّ العلوم من عالم الـغيب وارثا أسدى إلى الرسول (1) |
فإن تك قد جهلت فإنّ عندي شفاء الجهل ما سئل السؤول وبـحرا لا تـفسّحه الـدواني تـراثا كان أورثه الرسول |
صبرا على مضض الزمان فإنما شيم الزمان قطيعة نصبت حبائله لآل محمد فاغتالهم صرعى بكل بلاد بانوا فعادوني الغرام وعادني طول السقام وملّني عوّادي رحلوا فلا طيف الخيال مواصل جفني ولا جفت الهموم وسادي ويلاه ما للدهر فوّق سهمه نحوي وهزّ عليّ كلّ حداد أترى درى أن كنت من أضداده حتى استشار فكان من أضدادي | الأمجاد
شفينا أنفسنا طابت وقورا فنالت عزّها في من يلينا وأبـنا(1)بالعدالة حيث اُبنا وأبنا بـالملوك مقرّنينا |
إن فـارقت بيضهم في يوم متى سموا صهوات الجرد حقّ بهم مـديح نـظم قـديم في نظيرهم كأنّهم في ظهور الخيل نبت ربى من شدّة الحزم لا من شدّة الحزم من آل هاشم من سادوا الأنام ومن شـادوا عـماد المعالي في بيوتهم | ملحمة أجـفانها غمدت في الهام والقمم
أن يـتركوا حقهم طوعا لسيدهم فصاحب الأمر قاض في حقوقهمفسوف يولى العدا ضربا بمخدمة ويخضب الأرب من جاري نجيعهم فـتشتفي أنفس قد مسّها نصب من النواصب من عرب ومن عجم |
إرث البتول ونحلة الهادي وغدا مهاجرها وأنصاريها كلّ له في ذاك سهم يُسهم والمرتضى أرداه في محرابه بيمين أشقاها الحسام اللهذم فتكلم الحسن الزكي في حقه فغدا بمطلقة الأذيّة يكلم فلذاك سالم مكرها حتى قضى بالسمّ وهو المستظام المسلم وإذا جرى ذكر الحسين تحدّرت عيني بما فيها أسرّ وأكتم ما كان أدهى يومه وأمرّه فلطعمه حتى القيامة علقم يوم به سلّ الضلال سيوفه فغدت تطبّق في الهدى وتصمم يوم به كبت الجياد من الوجى فانصاع ذوبلها يعضّ ويكدم يوم به هبل يقهقه ضاحكا والبيت يبكي والمقام وزمزم يوم نسيم الكفر فيه زعازع وزعازع الإسلام فيه تسنّم | لها غصبا وعبرتها تسحّ وتسجم