فشمّروا ذيول الجد والاجتهاد ، وتجافوا عن ناعم الفراش و المهاد ، وانهجوا ملحوب الرضا ، وسلّموا المحتوم القدر والقضاء ، ووالوا أولياء الله وعادوا أعداءه ، وأحبوا أحبّاءه وأبغضوا بغضاءه ، واعتقدوا بنيات صادقة أنّ حب محمد وآله عليهم السلام حب الله ، ورضاهم اختياره ورضاه ، وهم حجته ومحجته ، وأعلام الهدى ورايته ، وفضله ورحمته ، وعين اليقين وحقيقته ، وصراط الحق وعصمته ، ومبدأ الوجود وغايته ، وقدرة الله ومشيئته ، وأم الكتاب وخاتمته ، وفصل الخطاب ودلالته ، وخزنة الوحي وحفظته ، وأمنة الذكر وتراجمته ، ومعدن التنزيل ونهايته . فهم الكواكب العلوية ، والأنوار العلوية المشرقة من شمس العصمة الفاطمية في سماء العظمة المحمدية ، والأغصان النبوية النابتة في الدوحة الأحمدية ، والأسرار --------------------------- (1) سورة آل عمران : 3 : 92 . مصارع الشهداء ومقاتل السعداء
الإلهية المودعة في الهياكل البشرية ، والذرية الزكية والعترة الهاشمية المهدية ، أولئك هم خير البرية . |
سـادة لا تـريد إلا رضى خـصها مـن كـماله بالمعالي وبـأعـلى أسـمائه سـماها لـم يـكونوا للعرش إلا كنوزا خـافيات سـبحان من أبداها كـم لـهم ألسن عن الله تنبئ هـي أقـلام حـكمة قد براها فهم الأعين الصحيحات تهدى كـل نـفس مـكفوفة عيناها عـلـماء أئـمـة حـكـماء يهتدى النجم باتّباع هواها قادة عـلـمـهم ورأي حـجـاهم مـسمع كـل حكمة منظراها مـا ابالي ولو أهليت على الأ رض السماوات بعد نيلي ولاها من يباريهم وفي الشمس معنى مـجهد مـتعب لـمن باراها ورثـوا من محمد سبق أولاها وحـازوا مـا لم تحز أخراها آيـة الله حـكمة الله سيف الله والـرحـمة الـتـي أهـداها | الله كـمـا لا يـريد إلا رضـاها
أقـرّ الـحاسدون لـهم بفضل عـوارفه قـلائد فـي بـهم نـال الهداية ذو ضلال وهـم نـهج الدراية والرشاد وهـم عصم المرجّى ثم غوث يـفوق الغيث في السنة الجماد مـحظتهم الـمودة غـير وان وأرجوا الأجر في صدق الوداد وكـم عـاندت فيهم من عدوّ وفـيهم لا أخـاف مـن العناد ومـن يـك ذا مراد في أمور فـإنّ ولاهُـم أقـصى مرادي أرجّـيـهم لآخـرتي وأبـغي بـهم نيل المطالب في المعاد ومـا قـدّمت من زاد سواهم ونـعم الزاد يوم البعث زادي | الهواد
واذكـر الليث حين ألقى ثـم لـما رأى الإمـام أتـاه وتـجافى عنه وهاب وأكبر وهو طاو ثلاث هذا هو الحق ومـا لـم أقـله أوفى وأكثر | لديه فـسعى نحوه وزار وزمجر
نوّهت باسمه السماوات والأرض كـما نـوّهت بـصبح وغـدت تـنشر الـفضائل عنه كـلّ قـوم عـلى اختلاف لغاها | ذكـاها
وصـفوا ذاتـه بـما كان فيها مـن صفات كمن رأى مرآها وتـمـنّوه بـكـره وأصـيلا كـلّ نـفس مـشغوفة بمناها طربت باسمه الثرى فاستطالت فـوق عـلويّة السماء سفلاها ثـم أثـنت عـليه إنس وجنّ وعـلى مـثله يـحقّ ثـناها |
لهفي على النفس لهفي على قمر المعارف نـكرته يـدي الـمناكر لـهفي لـشمس هـداية غارت بأطراف المغاور لـهفي لقطب سما العلا دارت عليه رحى الدوائر لـهـفي لـبيت مـحمد أقـوى وفيه اليوم صافر | الزكية أزهـقـت والله نـاظر