المسند قالت : ثم ناولني كفا من تراب أحمر وقال : إن هذا من تربة الأرض التي يقتل بها ، فمتى صار دما فاعلمي أنه قد قتل ، قالت أم سلمة : فوضعته في قارورة عندي وكنت أقول : إن يوما يتحول فيه دما ليوم عظيم .
  وفي رواية عنها : فأصبته يوم قتل الحسين وقد صار دما ، وفي أخرى (1) ثم قال يعني جبريل : ألا أريك تربة مقتله فجاء بحصيات فجعلهن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في قارورة قالت أم سلمة : فلما كانت ليلة قتل الحسين سمعت قائلا يقول : أيها القاتلون جهلا حسينا أبشروا بالعذاب والتذليل قد لعنتم على لسان ابن داود وموسى وحامل الإنجيل قالت فبكيت وفتحت القارورة فإذا الحصيات قد جرت دما .
  وحكاه أيضا في كتابه (أشرف الوسائل إلى فهم الشمائل) شرح كتاب الشمائل للحافظ الترمذي صاحب الصحيح عن البغوي فقال : عن أنس : استأذن ملك ربه أن يزور النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فأذن له وكان في يوم أم سلمة فقال ( صلى الله عليه وسلم ) لها : احفظي علينا لا يدخل أحد فبينا هي على الباب إذ دخل الحسين فاقتحم ، فوثب على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فجعل ( صلى الله عليه وسلم ) يقبله ويلثمه فقال له الملك : أتحبه ؟ قال : نعم قال : إن أمتك ستقتله ، وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل به ، فأراه فجاء بسهلة أو تراب أحمر فأخذت أم سلمة التراب فجعلته في ثوبها ، قال ثابت كنا نقول : إنها كربلاء .
  وخرجه أبو حاتم في صحيحه ، ورواه أحمد بنحوه ، وزاد الملا : ثم ناولني كفا من تراب أحمر وقال : إن هذا من

---------------------------
(1) من هنا إلى آخر الحديث إلى قوله : قد جرت دما ، ذكره جمال الدين الزرندي في نظم الدرر ص 217 حرفيا .

سيرتنا وسنتنا _ 77 _

  تربة الأرض التي يقتل بها فمتى صار دما فاعلمي أنه قد قتل ، قالت : فوضعته في قارورة عندي أقول : إن يوما يتحول فيه دما ليوم عظيم ، فاستشهد بكربلاء من أرض الفرات بناحية الكوفة ، قتله سنان ابن أنس النخعي ، وقيل غيره ، ولما أرسلوا برأسه إلى يزيد وسروا به في أول مرحلة خرجت عليهم من الحايط يد بها قلم حديد فكتب سطرا بدم : أترجو أمة قتلت حسينا شفاعة جده يوم الحساب ؟ فهربوا وتركوا الرأس .
  أخرجه منصور بن عمار ، وذكر أبو الهدى في ضوء الشمس 1 : 97 ، 98 .
  والحافظ القسطلاني في ( المواهب ) 2 : 195 عن البغوي وأبي حاتم وأحمد .
  والحافظ السيوطي في ( الخصايص الكبرى ) 2 : 125 ، عن البيهقي وأبي نعيم ، وكنز العمال 6 : 223 .
  والسيد محمود الشيخاني في ( الصراط السوي ) عن أحمد .
  والقره غولي في ( جوهرة الكلام ) ص 117 وذكر شطرا من كلمة ابن حجر المذكورة من قول ثابت ، وإخراج أبي حاتم إياه في صحيحه ، ورواية أحمد ، وذكر في ص 120 بقية كلامه لفظيا ، وعماد الدين العامري في شرح بهجة المحافل 2 : 236 .
  وقال الخطيب الحافظ الخوارزمي في ( مقتل الحسين ) 1 : 162 : وقال شرحبيل بن أبي عون : إن الملك الذي جاء إلى النبي ( صلى الله عليه ) إنما كان ملك البحر ، وذلك أن ملكا من ملائكة الفراديس نزل إلى البحر ثم نشر أجنحته عليه وصاح صيحة قال فيها : يا أهل البحار البسوا ثياب الحزن ، فإن فرخ محمد مقتول مذبوح ، ثم جاء إلى النبي فقال : يا حبيب الله تقتل على هذه الأرض فرقتان من أمتك ، إحداهما

سيرتنا وسنتنا _ 78 _

  ظالمة متعدية فاسقة ، تقتل فرخك الحسين ابن بنتك بأرض كرب وبلاء ، وهذه التربة عندك ، وناوله قبضة من أرض كربلاء وقال له : تكون هذه التربة عندك حتى ترى علامة ذلك ، ثم حمل ذلك الملك من تربة الحسين في بعض أجنحته ، فلم يبق في سماء الدنيا ملك إلا وشم تلك التربة وصار لها عنده أثر وخبر ، قال : ثم أخذ النبي تلك القبضة التي أتاه بها الملك فجعل يشمها ويبكي ويقول في بكائه : اللهم لا تبارك في قاتل ولدي ، وأصله نار جهنم ، ثم دفع تلك القبضة إلى أم سلمة وأخبرها بقتل الحسين بشاطئ الفرات ، قال : يا أم سلمة خذي هذه التربة إليك فإنها إذا تغيرت وتحولت دما عبيطا فعند ذلك يقتل ولدي الحسين .

سيرتنا وسنتنا _ 79 _

(7) مأتم في بيت السيدة عايشة أم المؤمنين
بنعي جبرئيل ( عليه السلام )

  أخرج الحافظ ابن البرقي (1) قال : حدثنا سعيد ابن أبي مريم ، ثنا يحيى ابن أيوب، أخبرني ابن غزية عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة ابن عبد الرحمان قال : كان لعائشة زوج النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) و ( رضي الله عنها ) مشربة فكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا أراد لقاء جبريل لقيه فيها فرقيها مرة من ذلك ، وأمر عائشة أن لا يطلع إليه أحد قال : وكان رأس الدرجة في حجرة عايشة فدخل حسين بن علي فرقاه ولم تعلم حتى غشيهما فقال جبريل : من هذا ؟ قال : ابني ، فأخذه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فجعله على فخذه ، فقال جبريل : سيقتل ، تقتله أمتك ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أمتي ؟ قال : نعم ، وإن شئت أخبرتك بالأرض التي يقتل فيها ، فأشار جبريل بيده إلى الطف بالعراق ، فأخذ منه تربة حمراء فأراه إياها .
  وذكره السيد محمود المدني في ( الصراط السوي ) وقال : وأخرجه ابن سعد كذلك وزاد وقال : هذه من تربة مصرعه .

---------------------------
(1) الحافظ محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم أبو عبد الله ابن البرقي المصري المتوفى 249 من رجال أبي داود والنسائي ، وثقه ابن يونس ، توجد ترجمته في سير النبلاء ، تذكرة الحفاظ ، تهذيب التهذيب ، شذرات الذهب وغيرها ، (*)

سيرتنا وسنتنا _ 80 _

  إسناد صحيح رجاله كلهم رجال الصحاح ، كلهم ثقات كما تأتي تراجمهم .
  إسناد آخر :
  وأخرج الحافظ أبو القاسم الطبراني في ( المعجم الكبير ) لدى ترجمة الحسين ( عليه السلام ) قال : حدثنا أحمد بن رشدين المصري ، نا عمرو بن خالد الحراني ، نا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير عن عايشة ( رضي الله عنها ) ، قالت : دخل الحسين بن علي ( رضي الله عنه ) على رسول الله ( صلى الله عليه ) وهو يوحى إليه فنزا على رسول الله( صلى الله عليه ) وهو منكب ولعب على ظهره فقال جبريل لرسول الله ( صلى الله عليه ) : أتحبه يا محمد ؟ قال : يا جبريل وما لي لا أحب ابني ؟ قال : فإن أمتك ستقتله من بعدك ، فمد جبرئيل ( عليه السلام ) يده فأتاه بتربة بيضاء فقال : في هذه الأرض يقتل ابنك يا محمد واسمها الطف ، فلما ذهب جبريل ( عليه السلام ) من عند رسول الله ( صلى الله عليه ) والتربة في يده يبكي فقال : يا عائشة أن جبريل ( عليه السلام ) أخبرني أن الحسين ابني مقتول في أرض الطف ، وأن أمتي ستفتتن بعدي ، ثم خرج إلى أصحابه فيهم علي ، وأبو بكر وعمر وحذيفة وعمار وأبو ذر ( رضي الله عنهم ) وهو يبكي فقالوا : ما يبكيك يا رسول الله فقال : أخبرني جبريل : أن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف وجاءني بهذه التربة وأخبرني أن فيها مضجعه ، وأخرجه الإمام أبو الحسن الماوردي في أعلام النبوة ص 83 في الباب الثاني عشر بالإسناد واللفظ حرفيا .
  إسناد آخر :
  أخرج ابن سعد صاحب الطبقات الكبرى قال : أخبرنا محمد بن عمر أنا موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه عن أبي سلمة عن عائشة

سيرتنا وسنتنا _ 81 _

  قالت : كانت له ( صلى الله عليه وسلم ) مشربة فكان النبي إذا أراد لقيا جبريل لقيه فيها ، فلقيه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مرة من ذلك فيها ، وأمر عائشة أن لا يصعد إليه أحد فدخل حسين بن علي ولم تعلم به حتى غشيهما فقال جبريل: من هذا ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ابني ، فأخذه النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فجعله على فخذه فقال له : أما إنه سيقتل ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ومن يقتله ؟ قال : أمتك ! فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : أمتي تقتله ؟ قال : نعم ، وإن شئت أخبرتك الأرض التي يقتل بها ، فأشار له جبريل إلى الطف بالعراق فأخذ تربة حمراء فأراه إياها فقال : هذه من تربة مصرعه .
  وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخ الشام قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأ الحسن بن علي أنا محمد بن العباس أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر ، بالإسناد واللفظ .
  إسناد آخر :
  أخرج الحافظ الدارقطني في الجزء الخامس من ( علل الحديث ) قال : حدثنا جعفر بن محمد بن أحمد الواسطي حدثنا إبراهيم بن أحمد ابن عمر الوكيعي حدثنا أبي ، حدثنا أبو الحسين العكلي حدثنا شعبة بن عمارة بن غزية الأنصاري عن أبيه عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن عائشة أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال لها وهو مع جبريل في البيت فقال : عليك الباب ، فغفلت فدخل حسين بن علي فضمه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إليه فقال : ابنك ؟ قال : نعم ، قال : أما إن أمتك ستقتله قال : فدمعت عينا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : أتحب أن أريك التربة التي يقتل فيها ؟ فتناول الطف فإذا تربة حمراء .

سيرتنا وسنتنا _ 82 _

  حدثنا الحسين بن إسماعيل ، حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد ، حدثنا زيد بن الحباب أبو الحسين ، حدثنا سفيان بن عمارة الأنصاري ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث ، عن عائشة عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) نحوه ولم يقل : عن أبيه ـ وقال : سعيد بن عمارة الأنصاري ولا ينسبه ولا يقول فيه عن أبيه وهو الصحيح .
  إسناد الدارقطني الأول ، صحيح رجاله كلهم ثقات ، ألا وهم :
  1 ـ جعفر بن محمد بن أحمد الواسطي أبو محمد المؤدب البغدادي المتوفى سنة 353 ترجم له الخطيب في تاريخه وقال : ثقة وقال محمد بن أبي الفوارس : كان شيخا ثقة كثير الحديث ، وأقر ثقته ابن الجوزي في المنتظم وقال ابن العماد : كان من العارفين البارعين الخيرين .
  2 ـ إبراهيم بن أحمد بن عمر أبو إسحاق الوكيعي المتوفى سنة 289 ترجم له الحافظ الخطيب في تاريخه 6 : 5 ، 6 وحكى عن عبد الله بن أحمد : أنه حسن القول فيه ، وعن الحافظ الدارقطني : أنه ثقة .
  3 ـ أحمد بن عمر بن حفص الكندي الوكيعي الجلاب المتوفى سنة 235 من رجال مسلم قال : عبد الله بن أحمد ومحمد بن عبدوس : ثقة ، وقال ابن قانع : كان عبدا صالحا ثقة ثبتا وقال موسى بن هارون : كان صالحا ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال يحيى بن معين : ثقة ، ترجم له الحافظ الخطيب في تاريخ بغداد .
  4 ـ زيد بن الحباب أبو الحسين العكلي الكوفي المتوفى سنة 203 من رجال الصحاح غير البخاري ، وثقه ابن المديني ، والعجلي ، وأبو جعفر السبتي ، وأحمد بن صالح وزاد : وكان معروفا بالحديث صدوقا ، ووثقه الدارقطني ، وابن ماكولا ، وعثمان بن أبي شيبة وقال ابن عدي : من أثبات مشايخ الكوفة ممن لا يشك في صدقه ، إلى كلمات آخرين في الثناء عليه مما ذكره الحافظ الخطيب في تاريخه وغيره .
  5 ـ سعيد بن عمارة ، في العلل كما ترى : شعبة بن عمارة ،

سيرتنا وسنتنا _ 83 _

  وسفيان بن عمارة ، وسعيد بن عمارة ، والصحيح في الإسناد الأول : شعبة عن عمارة ، وفي الإسناد الثاني : سفيان عن عمارة ، وسعيد تصحيف شعبة .
  وقال الدارقطني في الإسناد الثاني : لا يقول فيه : ( عن أبيه ) وهو الصحيح ، نعم : وهو الصحيح و ( عن أبيه ) زائدة بالمرة . وشعبة هو ابن الحجاج بن الورد العتكي أبو بسطام الواسطي ثم المصري المتوفى سنة 160 من رجال الصحاح الست ، متفق على ثقته ، عن أحمد كان شعبة أمة وحده في هذا الشأن ـ يعني في الرجال وبصره بالحديث وتثبته وتنقيته للرجال ـ وكان الثوري يقول : شعبة أمير المؤمنين في الحديث ، وقال الحاكم : شعبة إمام الأئمة في معرفة الحديث بالبصرة ، إلى جمل الثناء عليه من جماعة آخرين .
  6 ـ عمارة بن غزية الأنصاري المازني المديني المتوفى سنة 140 من رجال الصحاح الست غير البخاري وهو في التاريخ ، ترجم له الحافظ ابن أبي حاتم قال أحمد : ثقة ، وقال يحيى بن معين : صالح ، وقال أبو زرعة مديني ثقة ، وقال أبو حاتم : ما بحديثه بأس كان صدوقا ، وقال ابن سعد : كان ثقة كثير الحديث ، ووثقه الدارقطني ، والعجلي ، وذكره ابن حبان في الثقات .
   7 ـ محمد بن إبراهيم بن الحارث القرشي التيمي أبو عبد الله المدني المتوفى سنة 120 ويقال غير ذلك ـ تابعي من رجال الصحاح الست ـ وثقه ابن معين ، وأبو حاتم ، والنسائي ، وابن خراش ، وابن سعد ، ويعقوب بن شيبة .

أسناد الدارقطني الثاني
  1 ـ الحسين بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل أبو عبد الله الضبي المحاملي المتوفى سنة 330 ترجم له حافظ العراق في تاريخه وقال : كان فاضلا صادقا دينا ، وقال ابن الجوزي : كان يحضر مجلسه عشرة

سيرتنا وسنتنا _ 84 _

  آلاف ، وكان صدوقا أديبا فقيها مقدما في الفقه والحديث .
  2 ـ أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان أبو سعيد البصري المتوفى 258 ، روى عنه ابن ماجة وأبو حاتم وقال : كان صدوقا .
  وذكره ابن حبان في الثقات وقال : كان متقنا ، بقية رجاله ذكروا غير سفيان ، وهو الثوري من رجال الصحاح الست المتفق عليه .
  مصادر تراجم رجال الإسنادين :
  الجرح والتعديل 1 قسم 1 : 62 ، 74 ، ج 2 قسم 1 : 369 ج 3 قسم 1 : 368 ج 3 قسم 2 : 184 .
  تاريخ بغداد 4 : 284 ، ج 6 : 5 ، ج 7 : 231 ، ج 8 : 19 ـ 23 و 442 ـ 444 .
  المنتظم 6 : 327 ، ج 7 : 21 .
  خلاصة تذهيب الكمال ص 108 ، 138 ، 140 ، 276 .
  تهذيب التهذيب 1 : 63 ، 80 ، ج 4 : 338 ـ 346 ، ج 3 : 402 ـ 404 ج 7 : 422 ، ج 9 : 3 ، 4 .
  شذرات 3 : 12 ، 326 .
  تذكرة الحفاظ 3 : 42 .

رجال أسناد ابن سعد
  1 ـ محمد بن عمر بن واقد الواقدي الأسلمي أبو عبد الله المدني القاضي المتوفى 207 قال إبراهيم الحربي : أمين الناس على الإسلام .
  وعن مصعب الزبيري : ما رأيت مثله قط .
  وعن الداوردي : الواقدي أمير المؤمنين في الحديث .
  وعن أبي عامر العقدي : نحن نسأل عن الواقدي ؟ وإنما يسأل الواقدي عنا ، فما كان يفيدنا الشيوخ والأحاديث إلا الواقدي .
  وعن إبراهيم بن جابر الفقيه : سمعت الصغاني يقول :

سيرتنا وسنتنا _ 85 _

  لولا أنه عندي ثقة ما حدثت عنه .
  وعن إبراهيم الحربي عن مصعب الزبيري : هو ثقة مأمون قال : وسئل المثنى عنه فقال كذلك ، وكذا قال أبو يحيى الأزهري .
  وعن أبي عبيد : الواقدي ثقة ، وهناك كلمات في ضعف الرجل إلى القول بأنه كذاب يضع ، وإن هي إلا من حصائد الألسنة .
  2 ـ موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أبو محمد المدني المتوفى سنة 151 من رجال الترمذي وابن ماجة ، كان فقيها محدثا كثير الحديث ضعيفا .
  3 ـ محمد بن إبراهيم التيمي ، من رجال الصحاح ، مر ذكره .
  4 ـ أبو سلمة بن عبد الرحمان بن عوف الزهري المدني المتوفى 94 - ويقال غير ذلك ـ من رجال الصحاح الست ، تابعي ثقة ، قال ابن سعد : كان ثقة فقيها كثير الحديث وقال أبو زرعة : ثقة إمام .
  وقال ابن حبان في الثقات : كان من سادات قريش .
  مصادر تراجم الإسناد :
  طبقات ابن سعد 5 : 115 ، ج 7 قسم 2 : 77 .
  الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 4 قسم 1 : 159 .
  تاريخ بغداد 3 : 3 ـ 12 .
  تهذيب التهذيب 9 : 363 ، ج 10 : 368 ، ج 12 : 115 ـ 118 .

رجال أسناد الطبراني
  1 ـ أبو جعفر أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين المصري المتوفى 292 حافظ مقرئ ثقة قال ابن يونس : كان من حفاظ الحديث وأهل الصنعة .
  وقال مسلمة بن قاسم في الصلة : حدثنا عنه غير واحد وكان ثقة عالما بالحديث ، ومن الرواة عنه محمد بن أبي بكر البزار ، وعبد الله

سيرتنا وسنتنا _ 86 _

  ابن جعفر بن الورد ، ومحمد بن الربيع الجيزي ، وأبو طالب أحمد بن نصر الحافط ، وجعفر بن محمد المخلدي ، وأحمد بن أسامة التجيبي ، وعمر بن عبد العزيز بن دينار ، وآخرون ، وقال ابن أبي حاتم : سمعت منه بمصر ولم أحدث عنه لما تكلموا فيه ، وضعفه بعض آخر لروايته مناقب أهل البيت ! وهذه نعرة طائفية ممقوتة لا يعبأ بها ولا كرامة .
  2 ـ أبو الحسن عمرو بن خالد التميمي الحراني المصري المتوفى 229 من رجال البخاري أخرج عنه 23 حديثا ، قال العجلي : ثبت ثقة ، والدارقطني : ثقة حجة ، ووثقه مسلمة بن قاسم في الصلة ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ، وقال : سئل أبي عنه فقال : صدوق .
  3 ـ ابن لهيعة عبد الله أبو عبد الرحمن المصري المتوفى 174 ويقال غير ذلك ، من رجال مسلم ، وأبي داود ، وابن ماجة ، والترمذي ، وثقه مالك ، وأحمد بن صالح ، وابن شاهين .
  وأثنى عليه آخرون بالضبط ، والاتقان ، والصدق ، وصحة الكتاب ، وقد فصلنا القول فيه في الحديث الثاني والثلاثين من مسند ابن عباس من كتابنا الغدير .
  4 ـ أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل المدني يتيم عروة توفي بعد سنة 136 من رجال الصحاح الست ، وثقه أبو حاتم والنسائي وابن سعد وآخرون .
  5 ـ عروة بن الزبير أبو عبد الله المدني المتوفى 91 ـ ويقال غير ذلك - من رجال الصحاح الست ، تابعي ثقة ثبت مأمون متفق عليه .
  بقية مصادر الحديث :
  مقتل الحافظ الخوارزمي 1 : 159 ، أخرج بإسناده عن الحافظ البيهقي ، عن الحاكم صاحب المستدرك عن أحمد بن علي المقرئ ، عن

سيرتنا وسنتنا _ 87 _

  محمد بن عبد الوهاب ، عن أبيه عبد الوهاب بن حبيب عن إبراهيم بن أبي يحيى المدني عن عمارة بن يزيد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة عن عايشة: أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أجلس حسينا على فخذه فجاء جبريل إليه ، فقال : هذا ابنك ؟ قال : نعم ، قال : أما إن أمتك ستقتله بعدك ، فدمعت عينا رسول الله فقال جبريل : إن شئت أريتك الأرض التي يقتل فيها ؟ قال : نعم ، فأراه جبريل ترابا من تراب الطف .
  ويوجد في مجمع الزوائد 9 : 187 ـ 188 ،
  والصواعق ص 115 وفي ط 190 عن ابن سعد والطبراني مختصرا، ثم عن ابن سعد مفصلا
  خصائص السيوطي 2 : 125 ، 126 ،
  كنز العمال 6 : 223 ،
  جوهرة الكلام ص 117 عن ابن سعد والطبراني .
  مصادر ترجمة رجال الإسناد :
  الطبقات الكبرى 5 : 132 .
  الجرح والتعديل 1 قسم 1 : 75 ، ج 3 ق 1 : 230 ، ج 3 قسم 2 : 320 .
  طبقات القراء 1 : 109 .
  تهذيب التهذيب 7 : 180 ـ 185 ، ج 8 : 25 ، ج 9 : 37 ، 308 .
  شذرات 2 : 209 .
  لسان الميزان 1 : 257 ، 258 .

رجال أسناد ابن البرقي
  1 ـ سعيد بن الحكم المعروف بابن أبي مريم أبو محمد المصري المتوفى 224 من رجال الصحاح الست ، قال أبو حاتم : ثقة ، وقال

سيرتنا وسنتنا _ 88 _

  ابن معين ، ثقة من الثقات ، وقال أبو داود : حجة ، وذكره ابن حبان في الثقات ، تهذيب التهذيب 4 : 17 ، 18 .
  2 ـ يحيى بن أيوب الغافقي أبو العباس المصري المتوفى 168 من رجال الصحاح الست ، وثقه ابن معين ، والبخاري ، وإبراهيم الحربي ، وقال يعقوب بن سفيان : كان ثقة حافظا .
  وأثنى عليه آخرون بالصلاح والصدق ، تهذيب التهذيب 11 : 186 ـ 188 . وابن غزية ، ومحمد بن إبراهيم ، وأبو سلمة ، من رجال الصحاح الست كما مر .

سيرتنا وسنتنا _ 89 _

(8) مأتم في بيت السيدة أم سلمة أم المؤمنين
  أخرج الحافظ عبد بن حميد في مسنده عن عبد الرزاق الصنعاني قال : أخبرنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه قال : قال أم سلمة ( رضي الله عنها ) : كان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) نائما في بيتي فجاء حسين ( رضي الله عنه ) يدرج فقعدت على الباب فأمسكته مخافة أن يدخل فيوقظه ، ثم غفلت في شئ فدب فدخل فقعد على بطنه قالت : فسمعت نحيب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فجئت فقلت : يا رسول الله والله ما علمت به فقال : إنما جاءني جبريل ( عليه السلام ) ـ وهو على بطني قاعد فقال لي : أتحبه ؟ فقلت : نعم ، قال : إن أمتك ستقتله ، ألا أريك التربة التي يقتل بها ؟ قال: فقلت: بلى قال: فضرب بجناحه فأتى بهذه التربة ، قالت : وإذا في يده تربة حمراء وهو يبكي ويقول : يا ليت شعري من يقتلك بعدي ؟
  وأخرج الحافظ أبو القاسم ابن عساكر في ( تاريخ الشام ) قال : أخبرنا أبو عمر محمد بن محمد بن القاسم العبشمي ، وأبو القاسم الحسين بن علي الزهري ، وأبو الفتح المختار بن عبد الحميد ، وأبو بكر مجاهد بن أحمد البوشنجيان ، وأبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق قالوا : أنا أبو الحسن عبد الرحمان بن محمد الداودي ، أنا عبد الله بن أحمد بن حمويه ، أنا إبراهيم بن خريم الشاشي ، نا عبد بن حميد بالإسناد واللفظ .

سيرتنا وسنتنا ـ 90 ـ

الإسناد صحيح رجاله رجال الصحاح ثقات
  1 ـ عبد الرزاق بن همام أبو بكر الصنعاني المتوفى 211 من رجال الصحاح الست وثقه جمع ، جاء ذكره في كثير من معاجم التراجم .
  2 ـ عبد الله بن سعيد بن أبي هند مولى سمرة بن جندب المتوفى سنة 116 من رجال الصحاح الست ، تابعي ثقة ، وثقه العجلي وغيره .

مشيخة الحافظ ابن عساكر :
  1 ـ أبو عمر محمد بن محمد بن القاسم بن علي بن محمد بن سعد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن عبد العزيز العبشمي الأموي ، ذكره الحافظ في مشيخته ـ الموجودة عندنا ولله الحمد ـ قرأ عليه في المسجد الجامع بهراة .
  2 ـ أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن سعد الزهري القرشي ، عده الحافظ من مشايخه في مشيخته .
  3 ـ أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتضى الأديب البوشنجي (1) قرأ عليه الحافظ بهراة وعده من مشايخه في مشيخته ، ذكره ياقوت في معجم البلدان قال : كان شيخا عالما أديبا حسن الخط ، كثير الجمع والكتابة والتحصيل ، جمع تواريخ وفيات الشيوخ بعدما جمعه الحاكم الكتبي ، سمع جده لأمه أبا الحسن الداودي وأجاز لأبي سعد ، ومات باشكيذبان في الخامس عشر من رمضان سنة 536 .
  4 ـ مجاهد بن أحمد بن محمد أبو بكر المجاهد ابن الطبيب المعروف بذل الأم البوشنجي ، ذكره الحافظ في مشايخه ، وصحح حديثه في معجم مشيخته ، قرأ عليه في بوشنج .
  5 ـ أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق بن زياد بن محمد بن أبي

---------------------------
(1) نسبة إلى بوشنج : بلدة على سبعة فراسخ من هراة ، (*)

سيرتنا وسنتنا _ 91 _

  القاسم الشافعي الهروي المتوفى سنة 544 ذكره الحافظ في مشيخته وصحح حديثه ، وذكره ابن العماد وقال : الحنفي العبد الصالح ، راوي الصحيح عن الدارمي وعن الداودي ، عاش خمسا وثمانين سنة .
  6 ـ أبو الحسن عبد الرحمان بن محمد بن المظفر الداودي البوشنجي الشافعي المتوفى 467 فقيه محدث ، شيخ خراسان علما وفضلا وجلالة وسندا ، استقر ببوشنج للتصنيف والتدريس والفتوى والتذكير ، وصار وجه مشايخ خراسان ، يعبر عنه ياقوت في معجم البلدان بالإمام وذكر له شعرا ، وذكر له ابن الجوزي :

كان في الاجتماع للناس نور      فمضى  النور وادلهم iiالظلام
فـسد الناس والزمان iiجميعا      فعلى  الناس والزمان iiالسلام
  وذكره السبكي وحكى عن الحافظ الجرجاني ثناءه عليه بقوله : شيخ عصره ، وأوحد دهره ، والإمام المقدم في الفقه والأدب والتفسير ، وكان زاهدا ورعا ، حسن السمت بقية المشايخ بخراسان ، وأعلاهم إسنادا ، أخذ عنه فقهاء بوشنج ، توفي وله ثلاث وتسعون سنة ، وقال ابن شاكر : كان من الأئمة الكبار في معرفة المذهب والخلاف والأدب ، مع علو الإسناد ، وذكر جملة من شعره منها قوله :
إن شئت عيشا طيبا      يـغدو بـلا iiمنازع
فـاقنع بـما iiأوتيته      فالعيش عيش القانع
  7 ـ عبد الله بن أحمد بن حمويه بن يوسف ، أبو محمد السرخسي المتوفى سنة 381 قال ابن العماد : المحدث الثقة ، روى عن الفربري صحيح البخاري ، وعن عيسى بن عمر السمرقندي كتاب الدارمي ، وعن إبراهيم بن خريم مسند عبد بن حميد وتفسيره ، وتوفي وله ثمان وثمانون سنة .
  8 ـ أبو إسحاق إبراهيم بن خريم بن قمر الشاشي ، راوية مسند الحافظ عبد بن حميد وتفسيره ، وعنه أخذهما الحفاظ وأئمة الحديث

سيرتنا وسنتنا _ 92 _

  وأعلام الدين ، وبإسناده أخرج الحافظ الكبير ابن عساكر حديثا في مشيخته ، وصححه على شرط الشيخين .
  9 ـ عبد بن حميد بن نصر الكسي المتوفى سنة 249 من رجال مسلم والترمذي في الصحيح والبخاري في التاريخ ، حافظ إمام من الأئمة الثقات ، وثقه غير واحد .
  مصادر التراجم مشيخة ابن عساكر ، خ ،
  معجم البلدان 2 : 305 ج 7 : 251 ، اللباب 1 : 407 ، ج 3 : 41 ،
  المنتظم 8 : 296 ،
  طبقات الذهبي 2 : 104 ،
  النجوم الزاهرة ج 5 : 99 ،
  تاريخ ابن كثير 12 : 112 ،
  طبقات السبكي 3 : 228 ،
  فوات الوفيات لابن شاكر ج 1 : 548 ،
  تهذيب التهذيب 6 : 455 ،
  شذرات الذهب 2 : 120 ، ج 3 : 100 ، 327 ج 4 : 138 ،
  هدية العارفين للبغدادي 2 ، 423 ، 517 ،
  معجم المؤلفين 5 : 192 ، ج 11 : 211 .
  بقية مصادر الحديث :
  ويوجد حديث هذا المأتم في ذخاير العقبى 147 عن البغوي ابن بنت منيع ،
  الفصول المهمة للمالكي ص 154 عن البغوي ،
  تذكرة أبي المظفر السبط ص 142 ،
  الصراط السوي ص 94 خ عن عبد بن حميد في مسنده ،
  جوهرة الكلام ص 117 عن عبد بن حميد ، وعبد الله بن أحمد .

سيرتنا وسنتنا _ 93 _

(9)مأتم في بيت السيدة زينب بنت جحش أم المؤمنين
  أخرج الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده قال : حدثنا عبد الرحمن ابن صالح ، نا عبد الرحيم بن سليمان عن ليث بن أبي سليم عن جرير ابن الحسن العبسي عن مولى لزينب أو عن بعض أهلها عن زينب قالت : بينا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في بيتي وحسين عندي حين درج ، فغفلت عنده فدخل على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : دعيه ،فتركته حتى فرغ ، ثم دعا بماء فقال : إنه يصب من الغلام ويغسل من الجارية ، فصبوا صبا ثم توضأ ثم قال فصلى فلما قام احتضنه إليه فإذا ركع أو جلس وضعه ثم جلس فبكى ، ثم مد يده فقلت حين قضى الصلاة : يا رسول الله إني رأيتك اليوم صنعت شيئا ما رأيتك تصنعه ؟ قال : إن جبريل أتاني فأخبرني أن هذا تقتله أمتي ، فقلت : فأرني تربته ، فأتاني بتربة حمراء .
  وأخرجه الحافظ ابن عساكر في ( تاريخ الشام ) قال : أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت : قرئ على أبي القاسم السلمي ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا عبد الرحمان بن صالح بالإسناد واللفظ ، ويوجد في المجمع 9 : 188 ، والكنز 6 : 223 .
  رجال الإسناد كلهم ثقات غير واحد فيه تصحيف : ألا وهم :
  1 ـ عبد الرحمن بن صالح ـ ويقال أبو محمد ـ الأزدي العتكي

سيرتنا وسنتنا _ 94 _

  أبو صالح الكوفي ثم البغدادي المتوفى سنة 235 قال المطوعي : كان عبد الرحمن رافضيا وكان يغشى أحمد بن حنبل فيقربه ويدنيه فقيل له فيه : قال : سبحان الله رجل أحب قوما من أهل بيت النبي نقول له : لا تحبهم ، وهو ثقة ، وعن يحيى بن معين : يقدم عليكم رجل من أهل الكوفة يقال له : عبد الرحمن بن صالح ثقة صدوق شيعي ، لإن يخر من السماء أحب إليه من أن يكذب في نصف حرف .
  وقال البريري : رأيت يحيى بن معين جالسا في دهليزه غير مرة يكتب عنه .
  وقال أبو حاتم : صدوق وقال موسى بن هارون : كان ثقة وكان يحدث بمثالب أزواج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأصحابه .
  وقال ابن عدي : معروف مشهور في الكوفيين لم يذكر بالضعف في الحديث ولا اتهم فيه إلا أنه محترق فيما كان فيه من التشيع .
  وقال أبو القاسم البغوي : سمعت عبد الرحمان الأزدي يقول : أفضل ـ أو خير ـ هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر . وذكره ابن حبان في الثقات .
  2 ـ عبد الرحيم بن سليمان الكناني أبو علي المروزي الأشل الكوفي المتوفى سنة 187 من رجال الصحاح الست ، وثقه ابن معين ، وأبو داود وعثمان ابن أبي شيبة وآخرون وقال أبو حاتم : صالح الحديث ، كان عنده مصنفات ، قد صنف الكتب .
  3 ـ ليث بن أبي سليم بن زنيم القرشي مولاهم أبو بكر الكوفي المتوفى سنة 141 من رجال الصحاح غير البخاري وهو في التاريخ ، صدوق أحد العباد ، صاحب سنة ، قال الدارقطني : صاحب سنة يخرج حديثه ، إنما أنكروا عليه الجمع بين عطاء وطاووس ومجاهد حسب .
  4 ـ جرير بن الحسن العبسي ، فيه تصحيف لم يذكره بهذا الاسم

سيرتنا وسنتنا _ 95 _

  والعنوان أحد في معاجم التراجم .
  5 ـ مولى زينب أم المؤمنين ، اسمه : مذكور ـ جاء من طريقه أحاديث في الفقه ، أخرجها الحفاظ في المسانيد والسنن ، واتخذها أئمة الفقه مدرك الحكم والفتيا ، أو عن بعض أهلها :
  هو محمد بن عبد الله بن جحش ، ابن أخي زينب ، كان مولده قبل الهجرة بخمس سنين قال البخاري له صحبة ، ذكره ابن حبان في الثقات ، وأخرج البغوي : أن عمر كتب أبناء المهاجرين ممن شهد بدرا في أربعة آلاف ، منهم محمد بن عبد الله بن جحش ، وذكره رجال التراجم في معاجم الصحابة .
  مصادر التراجم :
  تاريخ البخاري الكبير 3 ق 2 : 102 ، ج 4 ق 1 : 246 .
  الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 2 ق 2 : 246 ، 339 ، ج 3 ق 2 : 177 .
  طبقات ابن سعد 6 : 243 .
  تاريخ بغداد 10 : 261 ـ 263 .
  الاستيعاب 1 : 332 ،
  أسد الغابة 4 : 323 ،
  الإصابة 3 : 358 .
  تهذيب التهذيب 6 : 197 ، 198 ، 306 ، ج 8 : 468 ، ج 9 : 250 .

سيرتنا وسنتنا _ 96 _

(10) مأتم في بيت السيدة أم سلمة أم المؤمنين
  أخرج الحافظ أبو القاسم الطبراني في ( المعجم الكبير ) لدى ترجمة الحسين ( عليه السلام ) قال : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري نا يحيى بن عبد الحميد الحماني نا سليمان بن بلال عن كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أم سلمة قالت : كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) جالسا ذات يوم في بيتي فقال : لا يدخل علي أحد فانتظرت فدخل الحسين ( رضي الله عنه ) فسمعت نشيج رسول الله ( صلى الله عليه ) يبكي فاطلعت فإذا حسين في حجره والنبي ( صلى الله عليه ) يمسح جبينه وهو يبكي فقلت : والله ما علمت حين دخل فقال : إن جبريل ( عليه السلام ) كان معنا في البيت فقال : تحبه ؟ قلت : أما من الدنيا فنعم ، قال : إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها : كربلا فتناول جبريل ( عليه السلام ) من تربتها فأراها النبي ( صلى الله عليه ) ، فلما أحيط بحسين حين قتل قال : ما اسم هذه الأرض ؟ قالوا : كربلا ، قال : صدق الله ورسوله ، أرض كرب وبلاء .
  إسناد صحيح ، رجاله كلهم ثقات ، ألا وهم :
  1 ـ الحسين بن إبراهيم بن إسحاق التستري الدقيقي المتوفى سنة 290 من مشايخ الحديث ذكره الحافظ ابن عساكر في تاريخه .
  2 ـ يحيى بن عبد الحميد الحماني ـ بكسر المهملة وتشديد الميم ـ

سيرتنا وسنتنا _ 97 _

  أبو زكريا الكوفي المتوفى 228 ، من رجال مسلم ، حافظ ثقة صدوق ، وثقه ابن معين وابن نمير والبوشنجي وقال غير واحد : إنه صدوق ، وعن ابن معين إنه ثقة وبالكوفة رجل يحفظ معه وهؤلاء يحسدونه .
  3 ـ سليمان بن بلال التيمي القرشي مولاهم أبو محمد المدني المتوفى سنة 177 من رجال الصحيح الست ، وثقه أحمد وابن سعد والخليلي ، وابن عدي وآخرون .
  4 ـ كثير بن زيد الأسلمي أبو محمد المدني المتوفى 158 من رجال غير واحد من الصحاح ، وثقه ابن عماد الموصلي ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال غير واحد : صالح ، وقال أبو زرعة : صدوق فيه لين .
  5 ـ المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي ، تابعي من رجال الصحاح ، وثقه أبو زرعة ، والدارقطني ، ويعقوب بن سفيان ، وذكره ابن حبان في الثقات .
  مصادر التراجم :
  طبقات ابن سعد 5 : 311 ،
  تاريخ البخاري الكبير 2 ق 2 : 5 ، ج 4 ق 1 : 616 ، ج 4 ق 2 : 7 ،
  ج 4 ق 2 : 168 ـ 170 ،
  تاريخ بغداد 14 : 167 ـ 177 ،
  تذكرة الحفاظ للذهبي 2 : 10 ،
  تهذيب التهذيب ج 4 : 175 ، ج 8 : 413 ، ج 10 : 178 ، ج 11 : 243 ـ 249 ،
  شذرات الذهب 1 : 281 ، ج 2 : 67 .
  بقية مصادر الحديث :
  نظم الدرر ص 215 بلفظ قالت : دخل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : احفظي الباب لا يدخل علي أحد فسمعت نحيبه فدخلت فإذا الحسين بين يديه فقلت : والله يا رسول الله ما رأيته حين

سيرتنا وسنتنا _ 98 _

  دخل ، فقال : إن جبريل كان عندي آنفا فقال : إن أمتك ستقتله بعدك بأرض يقال لها كربلا فتريد أن أريك تربته يا محمد ؟ فتناول جبريل من ترابها فأراه النبي ( صلى الله عليه وسلم )ودفعه إليه ، فقالت أم سلمة : فأخذته فجعلته في قارورة فأصبته يوم قتل الحسين وقد صار دما .
  مجمع الزوائد 9 : 188 ، 189 فقال : رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات ، كنز العمال 6 : 223 عن الطبراني ، الصراط السوي 94 ـ خ ـ عن الحافظ الزرندي بلفظه ، وعن الطبراني بلفظه المذكور ، وقال : وفي رواية : صدق رسول الله أرض كرب وبلاء ، وذكر تصحيح الهيثمي إياه وأقره .

سيرتنا وسنتنا _ 99 _

(11) مأتم في بيت السيدة أم سلمة أم المؤمنين
  أخرج الحافظ أبو القاسم الطبراني في ( المعجم الكبير ) قال : حدثنا بكر بن سهل الدمياطي ، نا جعفر بن مسافر التنيسي ، نا ابن أبي فديك ، نا موسى بن يعقوب الزمعي عن هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص عن عبد الله بن وهب بن زمعة عن أم سلمة : أن رسول الله ( صلى الله عليه ) اضطجع ذات يوم فاستيقظ وهو خاثر النفس وفي يده تربة حمراء يقلبها فقلت : ما هذه التربة يا رسول الله ؟ فقال : أخبرني جبريل ( عليه السلام ) أن هذا يقتل بأرض العراق : ـ للحسين ـ فقلت لجبريل ( عليه السلام ) : أرني تربة الأرض التي يقتل بها ، فهذه تربتها .
  وأخرج الحافظ الحاكم أبو عبد الله النيسابوري في المستدرك ج 4 : 398 قال : أخبرنا أبو الحسين علي بن عبد الرحمن الشيباني بالكوفة ، ثنا أحمد بن حازم الغفاري ، ثنا خالد بن مخلد القطواني قال : حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي أخبرني هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص عن عبد الله بن وهب بن زمعة قال : أخبرتني أم سلمة ( رضي الله عنها ): أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اضطجع ذات ليلة للنوم فاستيقظ وهو حائر (1) ثم اضطجع فرقد ثم استيقظ وهو حائر
---------------------------
(1) كذا في لفظ الحاكم والبيهقي وفي غيرهما من الأصول : خاثر ، وفي النهاية : أصبح رسول الله وهو خاثر النفس أي ثقيل النفس غير طيب ولا نشيط أ ه‍ ، (*) .

سيرتنا وسنتنا _ 100 _

  دون ما رأيت به المرة الأولى ثم اضطجع فاستيقظ وفي يده تربة حمراء يقبلها فقلت : ما هذه التربة يا رسول الله ؟ قال : أخبرني جبريل ( عليه الصلاة والسلام ) أن هذا يقتل بأرض العراق ـ للحسين ـ فقلت لجبريل : أرني تربة الأرض التي يقتل بها فهذه تربتها ، فقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
  وأخرج : الحافظ أبو بكر البيهقي في ( دلائل النبوة ) قال : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ( يعني الحاكم النيسابوري ) وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، وأبو محمد ابن أبي حامد المقري ،قالوا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب عن هاشم بن هاشم بن شيبة (1) بن أبي وقاص عن عبد الله بن وهب بن زمعة بالإسناد واللفظ .
  وأخرج : الحافظ ابن عساكر في ( تاريخ الشام ) لدى ترجمة الحسين السبط ( عليه السلام ) قال : أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين بمرو ، نا محمد بن علي بن محمد بن المهتدي بالله ، وأخبرنا أبو غالب بن أبي علي أنا عبد الصمد بن علي قالا : أنا عبيد الله بن محمد أنا عبد الله بن محمد البغوي حدثني علي بن مسلم بن سعيد نا خالد بن مخلد نا أبو محمد موسى بن يعقوب ، بالإسناد واللفظ ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنا أحمد بن الحسين الحافظ أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسين القاضي ، بإسناد البيهقي ولفظه غير أن فيه : خاثر ، مكان : حائر ، أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو نصر عبد الرحمان بن علي ابن محمد بن موسى العدل .

---------------------------
(1) كذا في الدلائل والصحيح ، عتبة ، وأبو العباس الأصم لم يرو عن هاشم وإنما لخص الحافظ البيهقي الإسناد لكونه معروفا على طريق الحاكم ، (*)