رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فخرج إلينا مستبشرا يعرف السرور في وجهه ، فما سألناه عن شئ إلا أخبرنا به ، ولا سكتنا إلا ابتدأنا حتى مر فتية من بني هاشم فيهم الحسن والحسين ، فلما رآهم التزمهم وانهملت عيناه فقلنا : يا رسول الله ما نزال نرى في وجهك شيئا تكرهه فقال : إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وإنه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريدا وتشريدا في البلاد ، الحديث .
  وأخرجه الحافظ أبو نعيم الإصبهاني في أخبار إصبهان 2 : 12 بالإسناد ، وأخرجه الحافظ الطبراني في الجزء الثالث من المعجم الكبير بالإسناد بلفظ: كان رسول الله ( صلى الله عليه ) يمر به الفتية من أهل بيته ، فيتغير لذلك لونه ، فمر به يوما فتية من أهل بيته فتغير لذلك لونه ، فقلنا يا رسول الله ما نزال نرى منك ما يشق علينا ، الفتية من أهل بيتك يمرون بك فيتغير لذلك لونك ؟ فقال : إن أهل بيتي هؤلاء اختار الله لهم الآخرة ولم يختر لهم الدنيا ، وذكره جمع من الأعلام في تآليفهم أخذا من هذه الأصول .
  إسناد ابن أبي شيبة : صحيح رجاله كلهم من رجال الصحاح ثقات ، ألا وهم :
  1 ـ معاوية ين هشام القصار أبو الحسن الكوفي المتوفى ( 204 / 205 ه‍ ) من رجال الصحاح الست غير البخاري .
  2 ـ علي بن صالح أبو محمد الهمداني الكوفي المتوفى ( 151 / 154 ه‍ ) من رجال الصحاح ، وثقه جمع ، وصحح حديثه آخرون .
  3 ـ يزيد بن أبي زياد القرشي أبو عبد الله الكوفي المتوفى ( 136 / 137 ه‍ ) من رجال الصحاح ، ثقة عدل .
  4 ـ إبراهيم بن يزيد النخعي الكوفي المتوفى 96 ، متفق على ثقته ، فقيه كبير من رجال الصحاح الست .

سيرتنا وسنتنا _ 127 _

  5 ـ علقمة بن قيس النخعي المتوفى 62 تابعي من رجال الصحاح الست .
  وأسناد العقيلي : صحيح أيضا رجاله كلهم ثقات ، وهم :
  1 ـ محمد بن إسماعيل أبو إسماعيل الترمذي المتوفى 280 كان ثقة صدوقا فهما حافظا متقنا مشهورا بمذهب السنة ، وثقه جمع وأثنى عليه آخرون بالصدق والأمانة والفقه والعلم .
  2 ـ عمرو بن عون بن أوس الواسطي البزار المتوفى 225 من رجال الصحاح الست وثقه العجلي ومسلمة وأبو حاتم وقال : ثقة حجة ، وآخرون .
  3 ـ خالد بن عبد الله الواسطي المتوفى 179 ، من رجال الصحاح الست ، حافظ ثقة صحيح الحديث ، وثقه ابن سعد ، وأبو زرعة ، والنسائي وأبو حاتم ، والترمذي وغيرهم .
  مصادر التراجم :
  تاريخ البخاري الكبير 1 ق 1 : 334 ، ج 2 ق 1 : 147 ، ج 3 ق 2 : 280 ، ج 3 ق 2 : 361 ، ج 4 ق 1 : 41 ، 337 ، ج 4 ق 2 : 334 .
  طبقات ابن سعد الكبرى 6 : 57 ، 188 ، 237 ، 260 ، 282 ، ج 7 ق 2 : 61 ، 63 .
  الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 1 ق 1 : 145 ، ج 1 ق 2 : 340 ، ج 3 ق 1 : 190 ، 252 ، 404 ، ج 3 : 190 ، ج 4 ق 1 : 385 ، ج 4 ق 2 : 265 .
  تهذيب التهذيب 1 : 177 ، ج 3 : 100 ، ج 7 : 276 ـ 278 ، 332 ، ج 8 : 86 ، ج 9 : 62 ، ج 10 : 218 ، ج 11 : 329 ـ 331 ، ومعاجم أخرى .

سيرتنا وسنتنا _ 128 _

(18) مأتم في دار رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
  أخرج الحافظ محب الدين الطبري في ذخاير العقبى ص 148 وقال : خرج أحمد وابن الضحاك عن علي ( رضي الله عنه ) قال : دخلت على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وعيناه تفيضان قلت : يا نبي الله أغضبك أحد ؟ ما شأن عينيك تفيضان ؟ قال : قام من عندي جبريل ( عليه السلام ) قبل وحدثني : أن الحسين يقتل بشط الفرات قال : فقال : هل لك إلى أن أشمك من تربته ؟ قلت : نعم ، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها ، فلم أملك عيني أن فاضتا.
  قال الأميني : يأتي في المأتم الآتي ما ينبئنا عن صحة هذا المأتم ويغنينا عن إسناده .

سيرتنا وسنتنا _ 129 _

(19) مأتم في كربلاء أقامه أبو الشهيد أمير المؤمنين ( عليه السلام )
  أخرج إمام الحنابلة أحمد في المسند 2 : 60 ، 61 ط 2 قال : حدثنا محمد بن عبيد ، ثنا شرحبيل بن مدرك عن عبد الله بن نجي عن أبيه : أنه سار مع علي ( رضي الله عنه ) ، فما جاءوا نينوى وهو منطلق إلى صفين ، فنادى علي : إصبر أبا عبد الله ! إصبر أبا عبد الله ! بشط الفرات ، قلت : وماذا ؟ قال : دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ذات يوم وعيناه تفيضان ، قلت : يا نبي الله ! أغضبك أحد ؟ ما شأن عينيك تفيضان ؟ قال : بل قام من عندي جبريل قبل فحدثني : أن الحسين يقتل بشط الفرات ، قال فقال : هل لك إلى أن أشهدك من تربته ؟ قال : قلت : نعم ، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها ، فلم أملك عيني أن فاضتا .
  وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ج 12 عن محمد بن عبيد بالإسناد واللفظ وفيه : صبرا أبا عبد الله ، صبرا أبا عبد الله .
  وأخرجه ابن سعد عن علي بن محمد عن يحيى بن زكريا عن رجل عن عامر الشعبي قال : لما مر علي ( عليه السلام ) بكربلاء في مسيره إلى صفين وحاذى نينوى ـ قرية على الفرات ـ وقف ونادى صاحب مطهرته : أخبر أبا عبد الله ما يقال لهذه الأرض ؟ فقال : كربلاء فبكى حتى بل الأرض من دموعه ، ثم قال : دخلت على رسول الله ( صلى

سيرتنا وسنتنا _ 130 _

  الله عليه وسلم ) وهو يبكي ، فقلت : ما يبكيك ؟ فقال : كان عندي جبريل آنفا وأخبرني : أن ولدي الحسين يقتل بشط الفرات بموضع يقال له كربلاء ، ثم قبض جبريل قبضة من تراب فشمني إياها ، فلم أملك عيني أن فاضتا .
  الإسناد صحيح رجاله كلهم ثقات ، وهم :
  1 ـ محمد بن عبيد بن أبي أمية الطنافسي أبو عبد الله الكوفي الأحدب المتوفى 203 / 4 / 5 من رجال الصحاح الست ، وثقه عدة ، كان عثمانيا وكان يقول : خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ، إتقوا لا يخدعكم هؤلاء الكوفيون .
  2 ـ شرحبيل بن مدرك الجعفي الكوفي ، وثقه ابن معين ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وأقر ثقته غيرهما .
  3 ـ عبد الله بن نجي بن سلمة الكوفي الحضرمي، وثقه النسائي، وذكره ابن حبان في الثقات
  4 ـ نجي الحضرمي الكوفي ، قال ابن ماكولا : كان على مطهرة علي وكان له عشرة أولاد قتل منهم سبعة مع علي ( رضي الله عنه ) . وقال العجلي : تابعي ثقة .
  وأخرجه الحافظ أبو يعلى في مسنده عن أبي خيثمة (1) عن محمد بن عبيد بإسناد أحمد ولفظه وأخرجه الحافظ الطبراني في الجزء الأول من المعجم الكبير قال : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي (2) أنا أبو بكر ابن أبي شيبة بالإسناد
---------------------------
(1) الحافظ الكبير زهير بن حرب أبو خيثمة الكوفي المتوفى 234 ، من رجال الصحاح غير الترمذي ، قال الخطيب : كان ثقة ثبتا حافظا متقنا ... ووثقه جمع ، وأثنى عليه بالصدق والاتقان آخرون .
(2) أبو جعفر الكوفي الشهير بمطين المتوفى 297 قال الدارقطني : ثقة جبل ، وأثنى عليه آخرون في معاجم التراجم .

سيرتنا وسنتنا _ 131 _

  المذكور بلفظ : إنه سافر مع علي ( رضي الله عنه ) ، فلما حاذى بنينوى قال : صبرا أبا عبد الله ، صبرا أبا عبد الله بشط الفرات قلت : وما ذاك ؟ قال : دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه ) ذات يوم وعيناه تفيضان فقلت : هل أغضبك أحد يا رسول الله ما لي أرى عينيك مفيضتين ؟ قال : قام من عندي جبريل ( عليه السلام ) فأخبرني أن أمتي تقتل الحسين ابني .
  ثم قال : هل لك أن أريك من تربته ؟ قلت : نعم فمد يده فقبض قبضة فلما رأيتها لم أملك عيني أن فاضتا .
  وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخ الشام قال : أخبرنا أبو غالب ابن البناء أنا أبو الغنائم ابن المأمون أنا أبو القاسم بن حنانة أنا أبو القاسم البغوي حدثني يوسف بن موسى القطان نا محمد بن عبيد بالإسناد بلفظ الطبراني ، أخبرنا أبو المظفر القشيري ، أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو عمرو ابن حمدان ، ح : وأخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر ابن المقري قالا : أنا أبو يعلى نا أبو خيثمة بإسناده ولفظه المذكور ، أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر أنا أبو محمد الجوهري ، وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين نا أبو علي التميمي قالا : أحمد بن جعفر نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي بإسناده ولفظه المذكور ، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا محمد بن العباس أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد بإسناده ولفظه المذكورين .
  وأخرجه الفقيه ابن المغازلي في المناقب من طريق أبي عبد الله محمد ابن الحسين الزعفراني الواسطي عن ابن نجي عن أبيه ولفظ صدره : صبرا صبرا أبا عبد الله ، صبرا أبا عبد الله بشط الفرات ، قلت : من ذا

سيرتنا وسنتنا _ 132 _

  أبو عبد الله ؟ قال ، الحديث وأخرجه الحافظ ضياء الدين المقدسي في المختارة قال : أخبرنا المبارك بن أبي المعالي بقراءتي عليه ببغداد قلت له : أخبركم هبة الله بن محمد قراءة عليه وأنت تسمع ثنا الحسن بن علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد عن أبيه بالإسناد واللفظ .
  بقية المصادر
  مقتل الإمام السبط للخوارزمي 1 : 170 عن عبد الله بن المبارك فقال : وقيل : لما أتى جبريل بالتربة إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من موضع يهراق فيه دم أحد ولديه ولم يخبر باسمه ، شمها وقال : هذه رائحة ابني الحسين ، وبكى ، فقال جبريل : صدقت .
  وذكر أبو علي السلامي البيهقي في تاريخه : أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال للحسين بن علي ( عليهما السلام ) : إن لك في الجنة درجة لا تنالها إلا بالشهادة .
  قال السلامي : فكان يعلم وقت اجتماع العسكر عليه أنه مقتول ، فصبر ولم يجزع حتى نال الشهادة ، عليه أفضل السلام .
  تذكرة الأمة للسبط أبي المظفر ص 142 عن ابن سعد صاحب الطبقات من طريق الشعبي .
  ذخائر العقبى للحافظ المحب الطبري ص 148 عن أحمد وابن الضحاك .
  تاريخ الشام لابن كثير 8 : 199 عن أحمد فقال : وروى محمد ابن سعد عن علي بن محمد عن يحيى بن زكريا ، عن رجل عن عامر الشعبي عن علي مثله .
  جمع الجوامع للحافظ السيوطي كما في ترتيبه 6 : 223 عن أحمد وأبي يعلى في مسنده وابن سعد والطبراني .
  الخصايص الكبرى للسيوطي 2 : 126 عن أبي نعيم .

سيرتنا وسنتنا _ 133 _

  الجامع الصغير للسيوطي 1 : 13 عن ابن سعد .
  مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي 9 : 187 فقال : رواه احمد وأبو يعلى والبزار والطبراني ورجاله ثقات ، ولم ينفرد نجي بهذا .
  الصواعق لابن حجر الهيثمي ص 115 عن ابن سعد وأحمد ، وشرح همزية البوصيري له ص 276 .
  الصراط السوي للشيخاني المدني ص 93 فقال : رواه ابن سعد وأحمد أيضا ولكن مختصرا ، جوهرة الكلام للسيد محمود القره غولي الحنفي ص 118 عن ابن سعد .
  السراج المنير شرح الجامع الصغير للعزيزي 1 : 68 قال : وقال العلقمي : وفي حديث آخر : يقتل بأرض الطف ، وهو ساحل البحر ، وفي أرض الطف مضجعه كما في رواية ابن سعد والطبراني ، فبطل ما قيل : إنه في المكان الفلاني ، أو في مكان كذا ، نعم رأسه طيف بها في البلاد ، فلعن الله تعالى من استهان ببيت آل النبوة وفعل بهم ما لا يليق أن يفعل أ ه‍ .
  حاشية الجامع الصغير للحفني هامش السراج 1 : 68 وحكي كلمة العزيزي عن العلقمي برمتها ، فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي 1 : 204 وقال : هذا من أعلام النبوة ومعجزاتها ، شرح المسند لأحمد تأليف أحمد محمد شاكر 2 : 60 قال : إسناده صحيح .

سيرتنا وسنتنا _ 134 _

صورة أخرى من مأتم كربلاء
  أخرج نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 158 ط مصر عن سعيد بن حكيم العبسي عن الحسن عن كثير عن أبيه أن عليا أتى كربلاء فوقف بها فقيل : يا أمير المؤمنين هذه كربلاء ، قال : ذات كرب وبلاء ، ثم أومأ بيده إلى مكان فقال : ها هنا موضع رحالهم ، ومناخ ركابهم ، وأومأ بيده إلى موضع آخر فقال : ها هنا مهراق دمائهم (1) .
  وأخرج الحافظ أبو نعيم في ( دلائل النبوة ) ج 3 ص 211 بالإسناد عن أصبغ بن نباته قال : أتينا مع علي موضع قبر الحسين فقال : ها هنا مناخ ركابهم ، وموضع رحالهم ، ومهراق دمائهم ، فتية من آل محمد يقتلون بهذه العرصة تبكي عليهم السماء والأرض (2) .
  وروى الحسن بن كثير وعبد خير قالا : لما وصل علي ( عليه

---------------------------
(1) وذكره ابن أبي الحديد في ( شرح نهج البلاغة ) 1 : 278 .
(2) وذكره السيوطي في الخصايص الكبرى ) 2 : 126 ، وابن كثير في ( الوسيلة ) عن الملا ، والقره غولي في ( جوهرة الكلام ) ص 118 عن الملا وعنه أيضا ابن حجر في ( الصواعق ) ص 115 ، وذكره السيد الشيخاني في الصراط السوي ص 94 بلفظ : ها هنا مناخ ركابهم ، وها هنا موضع رحالهم ، وها هنا مهراق دمائهم ، فقال : رواه الملا في سيرته وابن الأخضر في معالم العترة الطاهرة ، (*)

سيرتنا وسنتنا _ 135 _

  السلام ) إلى كربلاء وقف وبكى وقال : بأبيه أغيلمة يقتلون ها هنا ، هذا مناخ ركابهم ، هذا موضع رحالهم ، هذا مصرع الرجل ، ثم ازداد بكاؤه (1) .
  وقال الحافظ ابن كثير في تاريخه ( البداية والنهاية ) 8 : 199 قد روى محمد بن سعد وغيره من غير وجه عن علي بن أبي طالب : أنه مر بكربلاء عند أشجار الحنظل وهو ذاهب إلى صفين ، فسأل عن اسمها فقيل كربلاء ، فقال : كرب وبلاء ، فنزل وصلى عند شجرة هناك ثم قال : يقتل ها هنا شهداء هم خير الشهداء غير الصحابة ، يدخلون الجنة بغير حساب ـ وأشار إلى مكان هناك ـ فعلموه بشئ فقتل فيه الحسين .
  قال الأميني : هذه جمل منتثرة من كلم الإمام ( عليه السلام ) في كربلاء المشرفة ، جاءت من غير وجه ، ورويت من طرق شتى ، منها ما هو صحيح وآخر حسن وفي بعضها ضعف منجبر .

---------------------------
(1) وذكره أبو المظفر السبط في تذكرته ص 142 ، (*)

سيرتنا وسنتنا _ 136 _

إسناد آخر لمأتم كربلاء
  ذكر الحافظ الخطيب الخوارزمي في مقتل الحسين ( عليه السلام ) ص 162 حديثا أخرجه الحافظ الطبراني عن شيبان وكان عثمانيا قال : إني لمع علي إذ أتى كربلاء ، فقال : في هذا الموضع شهداء ليس مثلهم شهداء إلا شهداء بدر (1) فقال : ذكر شيخ الإسلام الحاكم الجشمي أن أمير المؤمنين عليا ( عليه السلام ) لما سار إلى صفين نزل بكربلاء وقال لابن عباس :
  أتدري ما هذه البقعة ؟ قال : لا ، قال : لو عرفتها لبكيت بكائي ، ثم بكى بكاء شديدا ، ثم قال : ما لي ولآل أبي سفيان ؟ ثم التفت إلى الحسين وقال : صبرا يا بني فقد لقي أبوك منهم مثل الذي تلقى بعده .

---------------------------
(1) أخرجه الحافظ الطبراني في الجزء الأول من المعجم الكبير بإسناد صحيح رجاله كلهم ثقات ، ذكرناه في كتابنا الغدير في مسند الإمام أمير المؤمنين تحت رقم أربع وثلاثين .
  وذكره الحافظ الهيثمي وصححه ، (*)

سيرتنا وسنتنا _ 137 _

مأتم يوم عاشوراء
  أخرج إمام الحنابلة أحمد في ( المسند ) 1 : 283 قال : حدثنا عفان ثنا حماد هو ابن سلمة أنا عمار عن ابن عباس قال : رأيت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فيما يرى النائم بنصف النهار وهو قائم أشعث أغبر ، بيده قارورة فيها دم ، فقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا ؟ قال : هذا دم الحسين وأصحابه ، لم أزل ألتقطه منذ اليوم ، فأحصينا ذلك اليوم فوجدوه قتل في ذلك اليوم .
  وأخرجه أيضا في ( المسند ) عن عبد الرحمن عن حماد بن سلمة بالإسناد بلفظ فيه بعض التغيير في بعض ألفاظه .
  إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات ، ألا وهم :
  1 ـ عفان بن مسلم أبو عثمان البصري المتوفى 220 ، من رجال الصحاح الست المتفق على ثقته .
  2 ـ حماد بن سلمة البصري أبو سلمة المتوفى 167 . من رجال الصحاح الست ، أحد أئمة المسلمين ، متفق على ثقته .
  3 ـ عمار بن أبي عمار المكي المتوفى في ولاية خالد بن عبد الله القسري على العراق ، من رجال الصحاح الست غير البخاري ، وثقه أحمد وأبو داود وأبو حاتم وأبو زرعة وغيرهم .

سيرتنا وسنتنا _ 138 _

  وأخرجه الحافظ الطبراني في الجزء الأول من المعجم الكبير قال : حدثنا علي بن عبد العزيز ، وأبو مسلم الكشي قالا : نا حجاج بن المنهال ، وحدثنا أبو مسلم الكشي نا سليمان بن حرب قالا : نا حماد بن سلمة ، بالإسناد المذكور واللفظ .
  رجال الإسناد رجال الصحاح ، ومشايخه كلهم ثقات ، ألا وهم :
  1 ـ علي بن عبد العزيز أبو الحسن البغوي المتوفى 286 فقيه الحرم وشيخه كان ثقة ثبتا متفقا عليه .
  2 ـ أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي الكجي البصري المتوفى 292 حافظ صاحب السنن ، مسند الوقت ثقة ، أثنى عليه جمع من رجال معاجم التراجم .
  3 ـ حجاج بن المنهال أبو محمد السلمي الأنماطي المتوفى ( 216 / 217 ه‍ ) من رجال الصحاح الست وثقه أحمد وأبو حاتم ، والعجلي ، والنسائي ، وابن قانع ، وغيرهم .
  4 ـ سليمان بن حرب الأزدي أبو تراب البصري المتوفى 224 من رجال الصحاح الست ، وثقه النسائي ، وابن خراش ، وابن سعد ، وابن قانع وآخرون وقال أبو حاتم : كان سليمان قل من يرضى من المشايخ فإذا رأيته قد روى عن شيخ فاعلم أنه ثقة .
  وأخرجه أيضا في الجزء الثالث من المعجم الكبير قال : حدثنا علي ابن عبد العزيز ، وأبو مسلم قالا : نا حجاج بن المنهال ، ح : وحدثنا يوسف القاضي نا سليمان بن حرب قالا : نا حماد بن سلمة ، بالإسناد واللفظ .
  وأخرجه الحافظ البيهقي في دلايل النبوة قال : أخبرنا أبو الحسن

سيرتنا وسنتنا _ 139 _

  علي بن محمد المقري ، أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق حدثنا يوسف بن يعقوب حدثنا سليمان بن حرب بالإسناد واللفظ .
  وأخرجه أيضا في باب رؤية النبي في المنام ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار ، حدثنا بشر بن موسى الأسدي حدثنا الحسن بن موسى الأشيب حدثنا حماد بالإسناد واللفظ .
  وأخرجه الحاكم في ( المستدرك ) 4 : 397 عن أبي بكر محمد بن أحمد بن بالويه ، عن بشر بن موسى الأسدي ، عن الحسن بن موسى الأشيب عن حماد بن سلمة ، بالإسناد واللفظ فقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه .
  وأخرجه الحافظ الخطيب في ( تاريخ بغداد ) 1 : 142 بإسناده عن حماد بن سلمة بالإسناد واللفظ .
  وأخرجه الحافظ أبو عمر في ( الاستيعاب ) 1 : 144 من طريق الحافظ أبي بكر بن أبي شيبة عن عفان بن مسلم بالإسناد واللفظ . فقال : وهذا البيت زعموا قديما لا يدرى قائله ، أترجو أمة قتلت حسينا * شفاعة جده يوم الحساب وبكى الناس الحسين فأكثروا .
  وأخرجه الحافظ ابن عساكر في ( تاريخ الشام ) 4 : 340 عن أم الكتاب وهو مخطوط ولدينا نسخة منه .
  وأخرجه الحافظ العراقي في ( طرح التثريب ) 1 : 42 عن أحمد وفي ذيله : قال عمار : فحفظنا ذلك فوجدناه قتل ذلك اليوم .
  وأخرجه أبو القاسم الطلحي الإصبهاني في ( سير السلف ) وقفنا عليه في مكتبة جامعة علي كره بالهند ، وأخرجه أبو السعادات ابن الأثير في ( أسد الغابة ) 2 : 22 ، وفي كتاب المختار من مناقب الأخيار .

سيرتنا وسنتنا ـ 140 ـ

  وأخرجه جمال الدين الزرندي في ( نظم الدرر ) ص 217 من طريق أحمد ولفظه فقال : وفي رواية : إن ابن عباس كان في قايلة له فانتبه من قايلته وهو يسترجع ففزع أهله ، فقالوا :
  ما شأنك ؟ مالك ؟ قال : رأيت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وهو يتناول من الأرض شيئا فقلت : بأبي وأمي يا رسول الله ما هذا الذي تصنع ؟ قال : دم الحسين أرفعه إلى السماء ، هذه الرواية سنوافيك بأسنادها .
  وأخرجه الحافظ الكنجي في ( الكفاية ) ص 210 فقال : هكذا أسنده الجوهري في كتابه عن أحمد بن حنبل وهو في مسنده .
  وذكره الحافظ المحب الطبري في ( ذخائر العقبى ) ص 148 فقال : خرجه ابن بنت منيع ، وأبو عمر ، والحافظ السلفي .
  وأبو الفضائل عمر الأرزنجاني في ( نزهة الأبرار ) وقفنا عليه بالهند ، وأخرجه أبو المظفر السبط في ( التذكرة ) ص 152 بإسناده من طريق الحافظ محمد بن عمر .
  والحافظ العراقي في طرح التثريب 1 : 42 عن أحمد في المسند .
  وذكره الحافظ الهيثمي في ( المجمع ) 9 : 194 فقال : رواه أحمد والطبراني ، ورجال أحمد رجال الصحيح .
  والحافظ ابن حجر في ( الصواعق ) ص 116 ، بلفظ أحمد .
  والخطيب العمري في ( مشكاة المصابيح ) 2 : 172 ، عن أحمد .
  والحافظ السيوطي في ( الخصايص الكبرى ) 2 : 126 ، وتاريخ الخلفاء ص 139 عن أحمد البيهقي في الدلائل .
  والسيد الشيخاني في ( الصراط السوي ) عن أحمد وعبد بن حميد ، باللفظين المذكورين .
  والشعراني في ( مختصر تذكرة القرطبي ) ص 120 فقال : قال الإمام

سيرتنا وسنتنا _ 141 _

  القرطبي : وهذا سند صحيح لا مطعن فيه . قال ابن عباس : وساق القوم حرم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في ذلك اليوم كما تساق الأسارى حتى إذا بلغوهم إلى الكوفة خرج الناس وجعلوا ينظرون إليهم وكان في الأسارى يومئذ علي بن الحسين ( رضي الله عنهما ) ، وكان شديد المرض ، قد جمعت يداه إلى عنقه ، وزينب بنت علي من فاطمة الزهراء وأختها أم كلثوم ، وفاطمة وسكينة بنتا الحسين ، وساق الفسقة معهم رؤوس القتلى ، وكان محمد بن الحنفية ( رضي الله عنه ) يقول : قتل مع الحسين بن علي ستة عشر رجلا كلهم من ولد فاطمة الزهراء ( رضي الله عنها ) (1) وكان الحسن البصري ( رضي الله عنه ) يقول : قتل مع الحسين ابن علي ستة عشر رجلا من أهل بيته ، لم يكن على وجه الأرض لهم شبيه ، وقال غيره : إنه قتل مع الحسين بن علي من ولده وأخوته وأهل بيته ثلاثة وعشرون رجلا ، أ ه‍ .

---------------------------
والقرماني في تاريخه ص 109 ، وصححه الأستاذ أحمد محمد شاكر في تعليق مسند أحمد 4 : 26 ، 190 ط 2 .
(1) حديث محمد بن الحنفية أخرجه الطبراني في المعجم الكبير بلفظ : لقد قتل معه سبعة عشر ممن ارتكض في رحم فاطمة ( رضي الله عنها ) ، وبهذا اللفظ ذكره جمع من الأعلام ، (*)

سيرتنا وسنتنا _ 142 _

إسناد آخر من مأتم يوم عاشوراء
  أخرج الحافظ الترمذي في الجامع الصحيح 13 : 193 قال : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو خالد الأحمر ، حدثنا رزين قال : حدثتني سلمى قالت : دخلت على أم سلمة وهي تبكي فقلت : ما يبكيك ؟ قالت رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ـ تعني في المنام ـ وعلى رأسه ولحيته التراب فقلت : مالك يا رسول الله ؟ قال : شهدت قتل الحسين آنفا .
  إسناد جيد يحتج به ، رجاله :
  1 ـ أبو سعيد الأشج : عبد الله بن سعيد الكندي الكوفي المتوفى ( 256 / 257 ه‍ ) من رجال الصحاح الست ، قال أبو حاتم : ثقة صدوق ، وقال أيضا : إمام زمانه ، ووثقه الخليلي ومسلمة بن قاسم ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وأثنى عليه النسائي بالصدق .
  2 ـ أبو خالد الأحمر : سليمان بن حيان الأزدي الكوفي المتوفى ( 189 / 190 ه‍ ) من رجال الصحاح الست ، وثقه ابن معين ، وابن سعد ، وابن المديني ، وأثنى عليه الرفاعي بالثقة الأمين ، وقال العجلي : ثقة ثبت صاحب سنة ، وقال أبو حاتم : صدوق .
  3 ـ رزين ـ بفتح الراء المهملة ـ بن حبيب الجهني البكري الكوفي ، من رجال الترمذي ، وثقه أحمد وابن معين ، وذكره ابن حبان

سيرتنا وسنتنا _ 143 _

  في الثقات ، وقال أبو حاتم : صالح الحديث ليس به بأس .
  4 ـ سلمى البكرية مولاة لبكر بن وائل ، روت عن عائشة وأم سلمة صحيح الحديث يعد حديثها من الصحاح ، وأخرج الحاكم في ( المستدرك ) 4 : 19 قال أخبرني أبو القاسم الحسن بن محمد السكوني بالكوفة ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب ثنا أبو خالد الأحمر حدثني رزين حدثتني سلمى قالت : دخلت على أم سلمة وهي تبكي ، الحديث .
  مشيخة الحاكم :
  1 ـ أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسن السكوني الكوفي ، من مشايخ الحافظ الدارقطني ، وأبي عبد الله الحاكم وغيرهما من الحفاظ .
  2 ـ محمد بن عبد الله الحضرمي الكوفي المعروف بمطين المتوفى 297 حافظ ثقة ، توجد ترجمته في تذكرة الحفاظ ومعاجم أخرى ذكرناه غير مرة .
  3 ـ أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني الكوفي المتوفى 248 حافظ ثقة من رجال الصحاح الست ، متفق عليه .
  وأخرج : الحافظ البيهقي في ( دلايل النبوة ) لدى باب رؤية النبي في المنام قال : أخبرنا عبد الله الحافظ ، أخبرنا أحمد بن علي المقري ، أخبرنا أبو عيسى الترمذي ، حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو خالد الأحمر ، حدثنا رزين قال : حدثتني سلمى قالت : دخلت على أم سلمة وهي تبكي الحديث .
  مشيخته : أبو عبد الله الحافظ هو الحاكم صاحب المستدرك على الصحيحين محمد بن عبد الله الضبي النيسابوري المتوفى 405 وثقه جمع ، وأثنى عليه آخرون ، ذكرناه غير مرة ، أحمد بن علي المقري أبو حامد بن حسنويه النيسابوري المتوفى 350

سيرتنا وسنتنا _ 144 _

  سمع أبا عيسى الترمذي ، وأبا حاتم الرازي ، كان من المجتهدين في العبادة صحيح السماع كما قاله الحاكم .
  وأخرج : الحافظ ابن عساكر في تاريخ الشام لدى ترجمة الإمام السبط الشهيد قال : أخبرنا أبو الفتح محمد بن علي بن عبد الله الضمري ، وأبو بكر ناصر بن أبي العباس بن علي الصيدلاني بهراة قالا : أنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز محمد الفارسي أنا أبو محمد بن أبي شريح أنا يحيى ابن صاعد أنا أبو سعيد الأشج أنا أبو خالد الأحمر حدثني رزين حدثتني سلمى قالت : دخلت على أم سلمة وهي تبكي ، الحديث ، ويوجد في تهذيب التاريخ 4 : 340 محذوف الإسناد .
  مشيخته :
  1 ـ أبو الفتح محمد بن علي بن عبد الله بن أبي الحسن المصري الواعظ الهروي ، كذا ذكره الحافظ ابن عساكر في مشيخته قرأ عليه ب‍ ( جوبار ) قرية من قرى ( هراة ) .
  2 ـ ناصر بن أبي عباس بن علي أبو بكر الصيدلاني ، قرأ عليه الحافظ في جامع ( هرة ) كما ذكره في مشيخته .
  3 ـ محمد بن عبد العزيز بن محمد أبو عبد الله الفارسي الفقيه المتوفى 472 ، قال ابن تغري بردي : كان إماما فقيها نحويا محدثا .
  4 ـ عبد الرحمن بن أبي شريح أبو محمد الأنصاري المتوفى 392 ، كان عالي الإسناد ، رحل إليه الطلبة .
  5 ـ يحيى بن محمد بن صاعد أبو محمد مولى أبي جعفر المنصور البغدادي المتوفى 318 ، قال الدارقطني : ثقة ثبت حافظ ، وقال الذهبي : حافظ إمام ثقة ، وقال ابن الجوزي : كان ثقة مأمونا من كبار حفاظ الحديث ، وممن عني به ، وله تصانيف في السنن تدل على فقهه وفهمه .

سيرتنا وسنتنا _ 145 _

  وأخرج : الحافظ الكنجي في ( الكفاية ) ص 286 قال : أخبرنا سيدنا وشيخنا بقية السلف علامة الزمان ، شافعي العصر ، حجة الإسلام ، شيخ المذاهب أبو محمد عبد الله بن أبي الوفاء البادرائي عن الحافظ أبي محمد عبد العزيز بن الأخضر ، أخبرنا أبو الفتح الكروخي ، وأخبرنا القاضي العالم ، صدر الشام أبو العرب إسماعيل بن حامد ابن عبد الرحمن الخزرجي بدمشق أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر ، أخبرنا أبو الفتح عبد الملك الكروخي ، أخبرنا القاضي أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي وغيره ، أخبرنا أبو محمد الجراحي ،أخبرنا أبو العباس محمد المحبوبي ، أخبرنا الإمام الحافظ أبو عيسى محمد بن عيسى عن أبي سعيد الأشج بالإسناد واللفظ ، فقال : هذا لفظ الترمذي في جامعه ، ورواه أحمد بن حنبل في مسنده ، وذكره الحاكم في مستدركه .
  مشيخته :
  1 ـ أبو محمد نجم الدين عبد الله بن أبي الوفاء محمد البادرائي الشافعي الفرضي المتوفى 655 ، كان إماما فقيها عالما دينا صدرا محتشما جليل القدر .
  2 ـ الحافظ أبو محمد بن الأخضر عبد العزيز بن محمود الجنابذي ـ بفتح الجيم قرية بنيسابور ـ الحنبلي البغدادي المتوفى 611 قال ابن النجار : قرأت عليه الكثير من الكتب الكبار والأجزاء وأكثر ما جمعه وخرجه وعلقت عنه ، واستفدت منه كثيرا ، وكان ثقة حجة نبيلا ، ما رأيت في شيوخنا سفرا وحضرا مثله في كثرة مسموعاته ، ومعرفته بمشايخه ، وحسن أصوله ، وحفظه ، وإتقانه ، وكان أمينا متدينا ، إلى آخر ثنائه عليه .

سيرتنا وسنتنا _ 146 _

  وقال ابن نقطة : كان ثقة ثبتا مأمونا ، كثير السماع ، واسع الرواية ، صحيح الأصول ، وقال ابن الدبيثي : كان ثقة صدوقا ، له معرفة بهذا الشأن ، ولم أر في شيوخنا أوفر شيوخا منه ، ولا أعز سماعا ، مع معرفة بحديثه وشيوخه ، وفهم ما يرويه .
  3 ـ أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم عبد الله بن أبي سهيل الكروخي ـ كروخ بلدة بنواحي هراة ـ المتوفى 548 سمع منه السمعاني والخلق الكثير جامع أبي عيسى الترمذي ، كان شيخا صالحا كثير الخير .
  4 ـ أبو العرب إسماعيل بن حامد بن عبد الرحمن الخزرجي الشافعي المتوفى 653 ، كان قاضيا فقيها وكيل بيت المال بالشام .
  5 ـ أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغدادي نزيل دمشق في آخر أيامه توفي 607 عن تسعين عاما وسبعة أشهر ، المسند الكبير ، رحلة الآفاق .
  6 ـ أبو عامر محمود بن القاسم بن أبي منصور الأزدي الهروي الفقيه الشافعي المتوفى 487 ، راوي جامع الترمذي عن الجراحي ، قال أبو نصر الفامي : هو عديم النظير زهدا وصلاحا وعفة ، ولد سنة أربعمائة .
  7 ـ أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الجراح المروزي الجراحي المتوفى 412 صالح ثقة راوية كتاب أبي عيسى الترمذي عن صاحبه أبي العباس المحبوبي .
  8 ـ أبو العباس المحبوبي محمد بن أحمد بن محبوب المروزي المتوفى 346 عن سبع وتسعين سنة ، محدث مرو وشيخها ورئيسها ، روى جامع الترمذي عن مؤلفه .

سيرتنا وسنتنا _ 147 _

  بقية المصادر :
  جامع الأصول لابن الأثير عن الترمذي ،
  أسد الغابة 2 : 22 بالإسناد ،
  المختار في مناقب الأخيار خ ،
  ذخاير العقبى ص 148 ،
  تيسير الوصول لابن الديبع 3 : 277 ،
  نزهة الأبرار للأرزنجاني خ ،
  نظم الدرر للزرندي ص 217 ،
  مطالب السؤول لابن طلحة ص 71 ،
م  شكاة المصابيح 2 : 171 ،
  تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 139 ،
  الخصايص الكبرى له 2 : 126 ،
  الصواعق لابن حجر ص 115 ،
  الصراط السوي للشيخاني مخطوط عندنا بخطه ،
  شرح بهجة المحافل 2 : 236 .
  معاجم التراجم :
  تاريخ البخاري الكبير 2 ق 1 : 296 ، ج 1 ق 2 : 9 ،
  الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 1 ق 2 : 508 ، ج 2 ق 1 : 106 ، ج 2 ق 2 : 73 ، ج 4 ق 1 : 52 ،
  تاريخ بغداد 14 : 231 ـ 234 ،
  المنتظم 6 : 235 ،
  أنساب السمعاني ، اللباب 1 : 217 ، ج 3 : 39 ، 104 ،
  طبقات السبكي 5 : 59 ،
  تذكرة الحفاظ للذهبي 2 : 210 ، 305 ، ج 4 : 170 ـ 172 ،
  تكملة ابن الصابوني ص 13 ، 29 ، 174 ،
  معجم البلدان 7 : 247 ،
  تاريخ ابن خلكان 3 : 124 ،
  تاريخ ابن كثير 11 : 166 ،
  ذيل طبقات الحنابلة لأبي الفرج الحنبلي 2 : 79 ،
  النجوم الزاهرة 5 : 110 ، ج 6 : 201 ، 211 ، ج 7 : 35 ، 655 ،
  تهذيب التهذيب 3 : 275 ، ج 4 : 181 ، ج 5 : 236 ، ج 9 : 385 ،
  لسان الميزان 2 : 251 ،
  شذرات الذهب 2 : 119 ، 226 ، 373 ، ج 3 : 2 : 140 ، 195 ، 282 ، 342 ، ج 5 : 26 ، 46 ، 47 ، 260 ، 261 ، 269 .

سيرتنا وسنتنا _ 148 _

إسناد آخر من مأتم يوم عاشوراء
  أخرج الحافظ ابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) ـ نقلا عن ( أم الكتاب ) الموجود عندنا ولله الحمد ـ عند ترجمة الإمام الحسين السبط ( عليه السلام ) قال : أخبرنا أبو محمد بن طاوس ،أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي ، أخبرنا عبد الله بن أبي الدنيا ، حدثنا عبد الله بن محمد بن هاني أبو عبد الرحمن النحوي ، حدثنا معدي بن سليمان ، حدثنا علي بن زيد بن جذعان قال : استيقظ ابن عباس من نومه فاسترجع وقال : قتل الحسين والله ، فقال له أصحابه : كلا يا ابن عباس ، قال :
  رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ومعه زجاجة من دم فقال : ألا تعلم ما صنعت أمتي من بعدي ؟ قتل ابني الحسين وهذا دمه ودم أصحابه ، أرفعها إلى الله عز وجل ، قال :
  فكتب ذلك اليوم الذي قال فيه ذلك وتلك الساعة ، قال : فما لبثوا إلا أربعة وعشرين يوما حتى جاءهم الخبر بالمدينة أنه قتل في ذلك اليوم وتلك الساعة .
  وقال السيد الشيخاني في ( الصراط السوي ) بعد روايته حديث أحمد المذكور : وفي رواية لأحمد : إن ابن العباس كان في قائلة فانتبه وهو يسترجع ففزع أهله ، فقالوا : ما شأنك مالك ؟ قال : رأيت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وهو يتناول من الأرض شيئا ، فقلت :

سيرتنا وسنتنا _ 149 _

  بأبي وأمي يا رسول الله ما هذا الذي تصنع ؟ قال : دم الحسين ، أرفعه إلى السماء .
  إسناد الحافظ صحيح رجاله كلهم ثقات ، ألا وهم :
  1 ـ أبو محمد هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن علي بن طاوس المقري البغدادي المتوفى 536 كان ثقة صدوقا ، مقرئا فاضلا إماما عالما محققا متقنا صالحا ورعا ، وثقه الذهبي ، وابن الجوزي ، وابن الجزري وغيرهم ، راجع المنتظم 10 : 101 ، طبقات القراء 2 : 349 ، النجوم الزاهرة 5 : 270 ، شذرات 4 : 114 .
  2 ـ أبو الغنائم ابن أبي عثمان محمد بن علي بن الحسن البغدادي المتوفى 483 ، قال ابن الجزري في المنتظم 9 : 54 : حدثنا عنه أشياخنا وكان ثقة دينا ، وترجم له غيره وأثنى عليه .
  3 ـ أبو الحسين بن بشران علي بن محمد بن عبد الله بن بشران بن محمد الأموي البغدادي المعدل المتوفى 415 ، ترجم له الخطيب في تاريخه 12 : 98 ، 99 وقال بعد عد مشايخه :
  كتبنا عنه ، وكان صدوقا ثقة ثبتا حسن الأخلاق ، تام المروءة ، ظاهر الديانة ، وقال ابن الجوزي في ( المنتظم ) 8 : 18 كان صدوقا ثقة الخ ، وتوجد ترجمته في الشذرات 3 : 203 .
  4 ـ أبو علي الحسين بن صفوان بن إسحاق البرذعي (1) المتوفى 340 ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد 8 : 54 وذكر مشايخه والرواة عنه فقال : كان صدوقا ، وتوجد ترجمته في الشذرات وغيره .

---------------------------
(1) البرذعي بالمعجمة ثم المهملة عند جمع ، وعند آخرين بالمهملتين ، بلدة بآذربايجان ، (*)

سيرتنا وسنتنا _ 150 _

  5 ـ عبد الله بن محمد بن عبيد أبو بكر القرشي المعروف بابن أبي الدنيا مولى بني أمية المتوفى 281 ترجم له الحافظ ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 2 قسم 2 : 163 وقال :
  كتبت عنه مع أبي ، سئل أبي عنه فقال بغدادي صدوق ، وتوجد ترجمته في تاريخ بغداد 10 : 89 ، والمنتظم 5 : 148 وقال : كان ذا مروءة ثقة صدوقا ، صنف أكثر من مائة مصنف في الزهد .
  6 ـ عبد الله بن محمد بن هانئ أبو عبد الرحمن النحوي النيسابوري صاحب الأخفش ، توفي سنة 236 ، قال الخطيب بعد عد مشايخه والرواة عنه : وكان ثقة ، راجع تاريخ بغداد 10 : 72 ـ 73 ، إنباه الرواة للقفطي 2 : 131 ، بغية الوعاة ص 290 .
  7 ـ معدي بن سليمان أبو سليمان صاحب الطعام ، من رجال الترمذي وابن ماجة قال أبو حاتم : شيخ ، وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ، وقال الشاذكوني : كان من أفضل الناس ، وكان يعد من الأبدال ، وقال ابن حجر : صحح الترمذي حديثه .
  8 ـ علي بن زيد بن جدعان أبو الحسن البصري المتوفى 129 ويقال غير ذلك ، تابعي ثقة ، من رجال الصحاح الست غير البخاري وهو في التاريخ ، ذكرناه في مسند أنس ، والبراء ، والإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) حديث 61 من كتابنا الكبير الغدير .