،ـ قتلوا عثمان ،ـ ثم صنعوا ماذا ؟ ـ اجتمعوا على بيعة علي فجازت بهم الامور الى خير مجاز فانهارت أعصابك وخارت قواك ، وبلغ بك الحزن الى قرار سحيق ، وهتفتِ وانت حانقة مغيظة ، وبصرك يشير الى السماء ثم ينخفض فيشير الى الأرض قائلة : « ليت هذه انطبقت على هذه إن تم الأمر لابن أبي طالب ، قُتل عثمان مظلوماً والله لأطلبن بدمه » ، فذهل عبيد من منطقك الرخيص المتنافض ورد عليك باستهزاء وسخرية قائلاً : « ولم ؟ فوالله إن اول من أمال حرفه
لأنتِ ولقد كنتِ تقولين : اقتلوا نعثلاً فقد كفر ، فقلت له : « إنهم استتابوه ثم قتلوه ، وقد قلت وقالوا ! وقولي الاخير خير من قولي الأول . . » ، وهل كنت حاضرة حينما استتابوه ، وهل لك دراية بكيفية توبته ، وانبرى اليك عبيد فأنشدك قوله :
فأعرضت عنه وانصرفت راجعة الى مكة مكة تثيرين الأحقاد ، وتلهبين نار الثورة في النفوس ، وتدعين الى نقض بيعة علي .
يا أم المؤمنين ما أدهاك كيف استطعت ان تبرئي القتلة طلحة والزبير ونفسك من دم عثمان ، وتجعلين القاتل مطالباً بثأر القتيل ؟.
اعتراف عائشة :
ولم تجد عائشة بداً من الاعتراف بزيف اعتذراها بالمطالبة بدم عثمان ، وقد ادلت بالأسباب الواقعية التي دفعتها الى إعلان التمرد على حكومة الامام فتقول : يا رسول الله تعلم اني امرأة قوية العاطفة شديدة الغيرة ، ضعيفة الارادة ، كثيرة الانفعال ، وقد غلبت عاطفتي عقلي ، فسلكت غير الجادة ، وصممت على الانتقام من علي ، وذلك لأمور وهي :
1ـ اني لا أنسى ما أبداه من رأي عند انتشار حديث الإفك فقد أشار عليك بطلاقي ، وفكاكي عنك وقد أثار كوامن الحقد والبغضاء في نفسي ، واني لأكن له في أعماق قلبي من البغض والعداء له ما لا يعلم به إلا الله ، وكلما حاولت ان أكبس نار الوجد عليه فلم أجد لذلك سبيلاً .
2 ـ إنه مما هيج غضبي عليه شدة غيرتي على خديجة أم فاطمة زوجه ، فإني طالما كنت أقول : ما غرِت على امرأة كما غرت على خديجة ، وذلك لكثرة ذكرك لها ، وثنائك عليها ، وعندما كنت تذكرها أقول لك : « ما تذكر من عجوز حمراء الشدقين هلكت في الدهر قد أبدلك الله خيراً منها » فيتغير وجهك تغييراً ما كنت أراه إلا عند نزول الوحي فتقول لي : « ما أبدلني الله خيراً منها ، آمنت بي إذ كفر بي الناس ، وصدقتني أذ كذبني الناس ، وواستني بمالها أذ حرمني الناس ، ورزقني منها الولد ، وقد حرمته من غيرها » ، وقد دفعني حبك العارم لخديجة على كراهيتها وكراهية ابنتها التي هي أعز الناس عندك ، إنه ليس شيء أدعى لإثارة حقد المرأة من أن تجد أحداً أثيراً عند زوجها ، ومقدماً عليها ، فقد دعتني طبيعة المرأة إلى ما قدمت عليه .
3 ـ ومما كان يواري نار غضبي على علي حبك له ولا بنتك فاطمة فقد كانا يقاسماني ثلثي أوقاتي . . وكان على عريم أبي القديم ، ومنازعة سلطانه ، فلذا كانت خلافته من أثقل الأمور عليَّ ولم أستطع على أن أسكن جام غضبي عليه .
الرَّسُولُ الأعْظَم
صلى الله عليه وآله
مَع خُلفَائِهِ
_206_
4 ـ وكنت أتوقع أن ترجع أُبّهة الخلافة والسلطان إلى ابن عمي طلحة ، حتى يؤثرني بالمال ، والجاه ، ويجعل كلمتي هي الفصل في جميع شؤون الخلافة والحكم فلذا شدت به وكانت دعوتي له .
5 ـ إني عارفة بسيرة علي وواقعه ، وهو من دون شك لا يرى لي ميزة على غيري من نساء المسلمين ، وإنه يساوي في العطاء بيني وبين غيري ، فليس عنده أحد أثيراً ولا مقدماً ، وان سياسته لا أطيقها فلذا ثرت عليه ، وأعلنت التمرد على حكومته .
استنكار النبي :
ويعلن النبي ( صلى الله عليه وآله ) إنكاره على عائشة فيقول لها : لقد سمعنا دفاعك ، وهو عار من المنطق ، وليس لتمردك أي مبرر ، فقد اسلت الدماء ، وهتكت الأعراض وأضعت الأموال ، وأيتمتِ الأطفال ، ورملت النساء ، وأوقعت الفتنة بين المسلمين ، فقد أعقب تمردك حرب صفين ، والنهروان ، وما ذنب علي حتى يستحق عندك هذا الجفاء ، وتحملين له في طيات نفسك هذا البغض والعداء ، أي عائشة لقد ظللت عن الرشاد في كراهيتك لعلي فما الذي حداك إلى التشفّي وإظهار المسرة بعد مقتله فقد سجدت شكراً لله وأنشدت :
فالقت عصاها واستقر بها النوى كـما قـر عينا بالإياب المسافر |
أي عائشة ما الذي حداك أن تمنعين سبطي الأول وريحانتي الإمام الحسن من الدفن في جواري ، وقد كان ذلك من أغلى أمانيه وأعزّها ، فقد خدعك شياطين بني أمية فأخرجوك من دارك التي أمرك الله أن تقري فيه ، وأركبوك بغلة شهباء ، وأنت تنادين بلا اختيار،
« لا تدخلوا بيتي من لا أحب !! إن دفن الحسن في بيتي لتجز هذه ـ وأومأت إلى ناصيتك »
(1).
--------------------------
(1) شرح ابن أبي الحديد 4 / 18 ، تاريخ أبي الفدا ، 1 / 192 ، تاريخ اليعقوبي 1 / 200 .
الرَّسُولُ الأعْظَم
صلى الله عليه وآله
مَع خُلفَائِهِ
_207_
وقد احتف بك بنو أمية ، وهم مدججون بالسلاح يريدون الفتنة بين المسلمين ، وعلى رأسهم مروان بن الحكم وهو ينادي :« يارب هيجاء هي خير من دعة ، أيدفن عثمان بأقصى المدينة ويُدفن الحسن عند جده لا كان ذلك أبداً . . » وما علمت أن كلامك سيؤدي إلى إراقة الدماء ، وإلى تفريق صفوف المسلمين ، وأنت ـ من دون شك ـ لا يهمك ذلك فقد أرقت يوم الجمل سيلاً عارماً من دمائهم استجابة لعواطفك المترعة بالحقد والعداء لعلي وأبنائه ، يا عائشة : متى كان بيتي بيتك أبنحلة أم بميراث ملكتيه ؟ فلماذا منع ابوك فاطمة من التصرف في فدك ، وزعم اني قلت : « نحن معاشر الأنبياء لا نورّث ذهباً ولا فضة ولا داراً ولا عقاراً . . » ، إن كنت تملكتيه بالميراث فما هو مقدار حصتك منه ، إنه تسع من الثمن من نفس البناء دون الأرض لأن الزوجة لا ترث من الأرض شيئاً ، وكان الباقي وهو السبعة اثمان الباقية مع جميع الأرض لابنتي فاطمة ، فحصتك من مجموع السهام واحد من اثنين وسبعين سهماً ، وكذلك تكون نسبة سهام ضراتك ، وتكون حصة الزهراء ثلاثة وستين سهماً ، ولماذا لا تحبين ريحانتي وسبطي الأول الم تسمعِ اني قلت في حقه « اللهم اني احبه واحب من يحبه »
(1) ، وقلت : « اللهم إن هذا ابني ، وانا احبه فأحبه ، واحب من يحبه »
(2) ، وقلت : « من سره ان ينظر الى سيد شباب اهل الجنة فلينظر الى الحسن »
(3) ، وقلت فيه : « الحسن ريحانتي من الدنيا »
(4) ، يا عائشة : الم تسمع ذلك مني فلماذا لا تحبيه ، وتحقدين عليه ؟ وحلت بينه ، وبين الدفن في جواري ، فلو كان لموسى بن عمران ولد أما كان يدفن مع ابيه ، والأمر لله وهو الحاكم العدل الذي لا يجوزه ظلم ولا اعتداء معتدي ، يا عائشة أسوق اليك بعض مخالفاتك لي وهي كما يلي :
1 ـ التشكيك برسالتي :ومن غريب امرك تشكيكك برسالتي ، وذلك حينما اغضبتك فقد جابهتيني بقولك « انت الذي تزعم انك نبي »
(5).
--------------------
(1) صحيح البخاري في كتاب بد ، الخلق ، صحيح الترمذي 2 ـ 307 .
(2) كنز العمال 7 ـ 104 ، مجمع الزوائد 9 ـ 176 .
(3) البداية والنهاية 8 ـ35 ، فضائل الأصحاب ص 165 .
(4) الاستيعاب 2 ـ 369 .
(5) إحياء العلوم 2 ـ 35 ، مكاشفة القلوب ص 238 .
الرَّسُولُ الأعْظَم
صلى الله عليه وآله
مَع خُلفَائِهِ
_208_
2 ـ مطالبتي بالعدل :وتعلمين اني في جميع ادوار حياتي لم اجد ، ولم اظلم ، ولم اخرج عن موازين العدل ، وقد هاجمتيني الى ابيك فقلتِ لي « يا رسول الله اقصد »
(1).
فلطمك ابوك على خدك حتى سالت الدماء من انفك وذلك لجرأتك عليَّ
(2).
3 ـ تغريرك باسماء بنت النعمان : وغررت اسماء بنت النعمان الجونية ، ومكرت بها انت وصاحبتك حفصة ، عندما تزوجتها فقد دخلت عليها تخضبيها ، وحفصة تمشطها ، فقالت احداكن لها « ان النبي يعجبه من المرأة اذا دخلت ان تقول له : ( اعوذ بالله منك ) فاتخذت ذلك نصيحة وحباً لها ، فلما دخلت عليها بادرتني بذلك القول فقلت لها : « عُذت بمعاذ » وخرجت فالحقتها باهلها فماتت كمداً وحزناً
(3).
4 ـ نسبة الافك لابني ابراهيم وامه : ونسبت الإفك والزور الى ابني ابراهيم وامه ، وذلك حينما دخلت عليك بولدي ابراهيم ، وكان يشبهني ، فسألت عن ذلك ، فقلت : ما رايت شبهاً ، وقد برأ الله ابراهيم وامه على يد أمير المؤمنين عليه السلام
(4).
5 ـ تظاهرك وحفصة عليَّ : وتظاهرت انت وضرتك حفصة عليَّ فكشف الله سركما بقوله : « وان تظاهرا عليه فإنّ الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهيرا عسى ربه ان طلقكن ان يبدله ازواجاً خيراً منكن مسلمات مؤمنات »
(5).
---------------------
(1) اقصد : أي اعدو .
(2) كنز العمال .
(3) مستدرك الحاكم 4 ـ 37 ، طبقات ابن سعد 1 ـ 104 .
(4) مستدرك الحاكم 4 ـ 39 .
(5)يرجع في تفصيل القصة الى صحيح البخاري 3 ـ 136 .
الرَّسُولُ الأعْظَم
صلى الله عليه وآله
مَع خُلفَائِهِ
_209_
6 ـ الاجتهاد بالراي :يا عائشة ما عذرك ، وما كنت تبغينه من الاجتهاد بالراي والتأوّل لكتاب الله وسنّتي ، وهي كثيرة منها اتمامك الصلاة الرباعية في السفر ، وقد شرع الله قصرها ، فلم تعن بذلك ، فقد صليتيها اربع ركعات
(1) فما هي الفائدة التي جنيتيها من التلاعب باحكام الله ، اتريدين ان تكوني نبيّة ، وصاحبة شرع ، ومؤسسة احكام ؟ فإنّا لله وإنّا إليه راجعون ، وهو تعالى الحاكم بين عباده بالحق والعدل ، وينتهي بذلك المطاف حديث عائشة ، ونستمع الى شكوى علي .
شكوى علي:
ويقوم صاحب الحق المغتصب أمير الله في أرضه ، وحجته على عباده سيد الوصيين ، وإمام المتقين الإمام أمير المؤمنين فيرفع شكواه إلى الحاكم العدل القوي القاهر الذي لا يجوزه ظلم ظالم ، ويسود الصمت على جميع أهل المحشر فيلقي الإمام خطبته الشقشقية :
« أما والله لقد تقمّصها ابن أبي قحافة ، وإنّه ليعلم أنّ محلّي منها محلُّ القطب من الرّحى ، ينحدر عني السيل ، ولا يرقى إليّ الطَّير ، فسدلت دونها ثوباً وطويت عنها كشحاً ، وطفقت أَرتئي بين أن أصول بيد جذَّاء أو أصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير ، ويشيب فيها الصغير ، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربّه . . فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى فصبرت وفي العين قذى ، وفي الحلق شجى أرى تراثى نهباً . . حتى مضى الأول لسبيله فأدلى بها إلى فلان بعده ، وتمثل بقول الأعشى :
شتان ما يومي على كورها ويـوم حـيّان أخي جابر |
---------------------------
(1) صحيح مسلم 1 ـ 258 طبع دار المكتبة العربية بمصر .
الرَّسُولُ الأعْظَم
صلى الله عليه وآله
مَع خُلفَائِهِ
_210_
فيا عجبا !! بيناهو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته . . لشدّ ما تشطّرا ضرعيها فصيّرها في حوزة خشناء يغلظ كلمها ، ويخشن مسّها ، ويكثر العثار فيها ، والاعتذار منها فصاحبها كراكب الصعبة ، إن أشنق لها خرم ، وأن أسلس لها تقحّم ، فمني الناس لعمر الله بخبط وشماس ، وتلّون واعتراض ، فصبرت على طول المدّة ، وشدة المحنة ، حتى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة زعم أني أحدهم . . فيالله وللشورى متى اعترض الريب فيَّ مع الأول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النضائر لكني أسففت إذ أسفّوا ، وطرت إذ طاروا ، فصغى رجل منهم لضغنه ، ومال الآخر لصهره ، مع هن وهن ، إلى أن قام ثالث القوم
نافجاً حضنيه بين نثيله ومعتلفه ، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضم الإبل نبتة الربيع إلى أن انتكث عليه فتله ، وأجهز عليه عمله ، وكبت به بطنته ، فما راعني إلا والناس كعرف الضبع إليّ ، ينثالون عليَّ من كل جانب ، حتى لقد وطىء الحسنان ، وشق عطفاي مجتمعين حولي كربيضة الغنم ، فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة ، ومرقت أخرى ، وقسط آخرون كأنهم لم يسمعوا كلام الله تعالى حيث يقول : « تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين » بلى والله لقد سمعوها ووعوها ، ولكنهم حليت لهم الدنيا ، وراقهم زبرجها ، أما والذي فلق الحبة ، وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر ، وقيام الحجة بوجود الناصر . وما أخذ الله على العلماء أن لا يقارّوا على كظّة ظالم ولا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها ، ولسقيت آخرها بكأس أولها ، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز . . » .
الرَّسُولُ الأعْظَم
صلى الله عليه وآله
مَع خُلفَائِهِ
_211_
يا رسول الله : لقد طافت الأزمات بعد فقدك ، وتتابعت عليَّ المحن والآلام فقد انتهكت كرامتي ، والصقت خدي بالتراب ، فلم ترع حرمتي ، ولم يلحظ مقامي ، وأجمعت قريش على حربي كما أجمعت على حربك ، لقد جحد القوم بيعة الغدير ، وتنكّروا جميع ما أوصيتهم به من الود لعترتك والحب لها ، فلم تمض ثلاثة أيام على وفاتك وإذا بالقوم يحملون قبساً من النار يريدون حرق بيتي وفي البيت بضعتك فاطمة ، وأخرجوني كما يقاد البعير المغشوش لبيعة أبي بكر ، وخرجت خلفي بضعتك وهي تتعثر بأذيالها قد علاها الأسى والحزن ، فأنقذتني من شرهم ، ونجّتني من مكرهم .
يا رسول الله : لقد لاقينا بعدك من الهوان والأسى ما لا يعلم بفضاعته ومرارته إلا الله ، فقد تقمص الخلافة شرار الخلق من بني أمية وبني العباس فصبّوا على عترتك ألواناً قاسية من المحن والنكبات ، فقد تقطعت اوصال سبطك الحسين على صعيد كربلاء ، وذبحت أطفاله ، وأبناؤه ، وأهل بيته وأصحابه ، وحملت رؤوسهم على أطراف الرماح ، ومعها حرائر النبوة وكرائم الوحي سبايا من بلد إلى بلد ، وقد شقت بنو أمية أضغانها وأخذوا بثارات بدر وحنين ، ولم ترع حرمتك ، ولا حرمتي ولا حرمة الاسلام ، وأخذت المصائب والمحن تتابع على عترتك فبين مسموم وبين سجين يطاردهم الرعب والفزع والخوف كأنهم قد جنوا ما ليس يغتفر ، وسيلقون عليك يا رسول الله سجلاً حافلاً من مصائبهم ورزاياهم ويتحدثون إليك عن أليم المصاب وفاجع الخطب الذي حل بهم فأحفهم السؤل واستخبرهم الحال فستجد قلوبا مروعة ، ونفوساً مفجوعة فنعم الحكم الله ، والزعيم محمد وعند الساعة ما يخسر المبطلون ، وينهي الإمام خطابه ، وينظر في شكايته الحاكم المطلق الذي لا يجوزه ظلم ظالم ليوفي كل نفس جزاء ما عملت « اليوم تجزى كل نفس ما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب » .