يبرز الاهتمام بالجانب الدعائي جلياً واضحاً فيما ألّفه وصنّفه السيد ابن طاووس ، حتى بدا كانه الصفة الغالبة لمصنفاته ، ولعل السبب في ذلك يعود إلى امتناعه عن التصنيف في علمي الفقه والكلام إلا نادراً ، لشدّة ورعه وتحفّظه ، حتى أنّه لم يشتغل بالفقه إِلا مدة يسيرة إيماناً منه بان ما حصل عليه يكفيه عمّا في أيدي الناس ، وأن ما اشتغل فيه بعد تلك المدة لم يكن ( إلا لحسن الصحبة والأنس والتفريع فيما لا ضرورة إليه ) (1).
  ولنتركه يحدثنا عن ذلك حيث يقول : ( واعلم أنّه إنما اقتصرت على تاليف كتاب غياث سلطان الورى لسكان الثرى من كتب الفقه في قضاء الصلوات عن الأموات ، وما صنفت غير ذلك من الفقه وتقرير المسائل والجوابات ، لأني كنت قد رأيت مصلحتي ومعاذي في دنياي وآخرتي في التفرغ عن الفتوى في الأحكام الشرعية ، لأجل ما وجدت من الاختلاف في الرواية بين فقهاء أصحابنا في التكاليف الفعلية ، وسمعت كلام الله جلّ جلاله يقول عن أعزّ موجود عليه من الخلائق محمد ( صلّى الله عليه واله ) : ( وَلَو

------------------
(1) كشف المحجة : 127.

فـتـح الابــواب بين ذوي الالباب وبين رب الارباب _ 32 _

  تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأقَاويل * لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمينِ * ِثم لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أحَدٍ عَنْهُ حَاجِزينَ ) (1) فلو صنّفت كتاباً في الفقه يُعمل بعدي عليه ، كان ذلك نقضاً لتورعي عن الفتوى ، ودخولاً تحت حظر الاية المشار إليها ، لأنّه جلّ جلاله إذا كان هذا تهديده للرسول العزيز الأعلم لو تقوّل عليه ، فكيف يكون حالي إذا تقوّلت عليه جلّ جلاله ، وأفتيت أو صنفت خطاً أو غلطاً يوم حضوري بين يديه .
  واعلم أنني إنما تركت التصنيف في علم الكلام إلآ مقدّمة كتبتها ارتجالاً في الأصول سميتها ( شفاء العقول من داء الفضول ) لأنني رأيت طريق المعرفة به بعيدة على أهل الإسلام ، وأنّ الله جلّ جلاله ورسوله وخاصته ( صلى الله عليه وآله ) والأنبياء قبله قد قنعوا من الأمم بدون ذلك التطويل ، ورضوا بما لا بدّ منه من الدليل ، فسرت وراءهم على ذلك السبيل ، وعرفت أن هذه المقالات يحتاج إليها من يلي المناظرات والمجادلات ، وفيما صنفه الناس مثل هذه الألفاظ غنية عن أن أخاطر بالدخول معهم على ذلك الباب ، وهو شيء حدث بعد صاحب النبوة ( عليه أفضل السلام ) وبعد خاصته وصحابته ) (2).
  ومصنفاته رضوان الله عليه ، هي :
  1 ـ الإبانة في معرفة أسماء كتب الخزانة.
  2 ـ الإجازات لكشف طرق المفازات فيما يخصني من الإجازات.
  3 ـ الأسرار المودعة في ساعات الليل والنهار.
  4 ـ أسرار الصلاة.
  5 ـ الاصطفاء في تأريخ الملوك والخلفاء.

------------------
(1) الحاقة 69 : 4 4 ـ 47.
(2) الإجازات المطبوع في بحار الأنوار 107 : 42.

فـتـح الابــواب بين ذوي الالباب وبين رب الارباب _ 33 _

  6 ـ إغاثة الداعي لاعانة الساعي.
  7 ـ الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرة في السنة.
  8 ـ الأمان من أخطار الأسفار والأزمان.
  9 ـ الأنوار الباهرة.
  10 ـ البهجة لثمرة المهجة.
  11 ـ التحصيل من التذييل.
  12 ـ التحصين في أسرار ما زاد على كتاب اليقين.
  13 ـ التراجم فيما نذكره عن الحاكم.
  14 ـ التعريف لمولد الشريف.
  15 ـ التمام لمهام شهر الصيام.
  16 ـ التوفيق للوفاء بعد التفريق في دار الفناء.
  17 ـ جمال الأسبوع بكمال العمل المشروع.
  18 ـ الدروع الواقية من الأخطار.
  19 ـ ربيع الألباب.
  20 ـ روح الأسرار.
  21 ـ ريّ الظمآن من مرويّ محمد بن عبدالله بن سليمان.
  22 ـ زهرة الربيع في أدعية الأسابيع.
  23 ـ السعادات بالعبادات.
  24 ـ سعد السعود.
  25 ـ شفاء العقول من داء الفضول.
  26 ـ الطرائف في ( معرفة ) مذاهب الطوائف.
  27 ـ طرف من الأنباء والمناقب.
  28 ـ غياث سلطان الورى لسكان الثرى.
  29 ـ فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين ربّ الأرباب ، وهو الكتاب الذي بين يديك .

فـتـح الابــواب بين ذوي الالباب وبين رب الارباب _ 34 _

  30 ـ فتح الجواب الباهر.
  31 ـ فرج المهموم في معرفة الحلال والحرام من علم النجوم.
  32 ـ فرحة الناظر وبهجة الخواطر.
  33 ـ فلاح السائل ونجاح المسائل.
  34 ـ القبس الواضح من كتاب الجليس الصالح.
  35 ـ الكرامات.
  36 ـ كشف المحجة لثمرة المهجة.
  37 ـ لباب المسرة من كتاب ( مزار ) ابن أبي قرة.
  38 ـ المجتنى.
  39 ـ محاسبة النفس.
  40 ـ المختار من أخبإر أبى عمروالزاهد.
  41 ـ مسلك المحتاج إلى مناسك الحاج.
  42 ـ مصباح الزائر وجناح المسافر.
  43 ـ مضمار السبق فى ميدان الصدق.
  44 ـ الملاحم والفتن.
  45 ـ الملهوف على قتلى الطفوف.
  46 ـ المنتقى.
  47 ـ مهج الدعوات ومنهج العنايات.
  48 ـ المواسعة والمضايقة.
  49 ـ اليقين باختصاص مولانا أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) بإمرة المؤمنين (1).
  بقي أن نشير أن هذا السرد لا يمثل بأيّ حال من الأحوال جرداً شاملاً

------------------
(1) السيد علي آل طاووس : 12 ـ 18 ، بتصرف .

فـتـح الابــواب بين ذوي الالباب وبين رب الارباب _ 35 _

  لكل مصنفات السيد ابن طاووس ، لأنّه صرّح بنفسه أنّ هناك مختصرات ورسائل لا تخطر بباله عند ذكره لمصنفاته في كتاب الإجازات ، حيث قال :
  ( وجمعت وصنفت مختصرات كثيرة ما هي الآن على خاطري ، وإنشاءات من المكاتبات والرسائل والخطب ما لو جمعته أو جمعه غيري كان عدّة مجلدات ، ومذاكرات في المجالس في جواب المسائل بجوابات وإشارات وبمواعظ شافيات ما لو صنّفها سامعوها كانت ما يعلمه الله جلّ جلاله من مجلدات ) (1).

------------------
(1) الإجازات المطبوع في بحار الأنوار 107 : 42.

فـتـح الابــواب بين ذوي الالباب وبين رب الارباب _ 36 _

  لم نعهد شعراً للسيد ابن طاووس سوى ما أورده الشيخ شمس الدين محمد بن مكي ، قال : كتبت من خط رضي الدين بن طاووس قدس الله روحهما : خبت نار العـلى بعد اشتــعال عدمنـا الجـود إلا فـي الأماني فيـا لـيت الـدفاتـر كُنّ قومـاً ولــو أنــي جعلت أمير جيش لأن النـــاس يـنـهزمون منـه ونادى الخير حيّ على الزوالِ وإلا فـي الدفاتـر والأمالـي فاثرى الناس من كرم الخصالِ لــما حاربـت إلا بالسـؤالِ وقد ثبتوا لأطراف العوالي (1) .
  وقال الشيخ محمد حسن آل ياسين بعد أن نقل البيت الأول من هذه القطعة : ( ثم ذكر خمسة أبيات من الشعر ، ولم يثبت أنها له ) (2) ، ولم يذكر السبب لهذا التشكيك .
  ووصفه الحر العاملي بانه ( كان أيضاً شاعراً أديباً منشئاً بليغاً ) (3) ، إلأ أنه لم يذكرشعراً له .

------------------
(1) بحار الأنوار 107 : 34 ، الكنى والألقاب 1 : 328.
(2) السيد علي آل طاووس : 12.
(3) أمل الامل 2 : 205.

فـتـح الابــواب بين ذوي الالباب وبين رب الارباب _ 37 _

  توفي رضوان الله عليه في بغداد بكرة يوم الإثنين خامس ذي القعدة سنة 664 هـ ، وأما مدفنه الشريف ، فقد تضاربت الأقوال فيه ، فذهب الشيخ يوسف البحراني إلى أن ( قبره ـ قدس سره ـ غير معروف الآن ) (1).
  وذكر المحدث النوري أن ( في الحلة في خارج المدينة قبة عالية في بستان نسب إليه ويزار قبره ويتبرك فيها ، ولا يخفى بُعده لو كان الوفاة ببغداد ، والله العالم ) (2).
  وعلق السيد محمد صادق بحر العلوم على عبارة الشيخ يوسف البحراني المتقدمة قائلاً :
  ( في الحلة اليوم مزار معروف بمقربة من بناية سجن الحلة المركزي الحالي ، يعرف عند أهالي الحلة بقبر رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن طاووس ، يزوره الناس ويتبركون به ...

------------------
(1) لؤلؤة البحرين : 241.
(2) مستدرك الوسائل 3 : 472.

فـتـح الابــواب بين ذوي الالباب وبين رب الارباب _ 38 _

  قال سيدنا العلامة الحجة السيد حسن الصدر الكاظمي ـ رحمه الله ـ في خاتمة كتابه تحية أهل القبور بما هو مأثور ، ما نصه : ( ... وأعجب من ذلك خفاء قبر السيد جمال الدين علي بن طاووس صاحب الإقبال ، مات ببغداد لما كان نقيب الأشراف بها ولم يعلم قبره ، والذي يعرف بالحلة بقبر السيد علي بن طاووس في البستان هو قبر ابنه السيد علي بن السيد علي المذكور فإنه يشترك معه في الاسم واللقب ) (1).
  كل ما تقدم يرسم غمامة من الشكوك والاحتمالات ، إلا أن ما ذكره السيد ابن طاووس في فلاح السائل من اختياره لقبره في جوار مرقد الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يمكن أن يدفع كثيراً من تلك الشكوك ويبدّدها ، حيث قال :
  ( وقد كنت مضيت بنفسي وأشرت إلى من حفر لي قبراً كما اخترته في جوار جدي ومولاي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) متضيفاً ومستجيراً ووافداً وسائلاً وآملاً ، متوسلاً بكل ما يتوسل به أحد من الخلائق إليه ، وجعلته تحت قدمي والدَي ، رضوان الله عليهما ، لأني وجدت الله جل جلاله يأمرني بخفض الجناح لهما ويوصيني بالإحسان إليهما ، فاردت أن يكون رأسي مهما بقيت في القبورتحت قدميهما ) (2).
  وإذا أمعنت النظر جيداً في عبارة السيد ، لا تشك أبداً فىِ أنه هل أوصى أن يدفن في هذا المكان الذي أشرف على ترتيبه في حياته أم لا ؟ وهو المعروف بدقته في الأمور الجزئية والبسيطة .
  أضف إلى ذلك ما ذكره ابن الفوطي في الحوادث الجامعة ، قال :

------------------
(1) هامش لؤلؤة البحرين : 241.
(2) فلاح السائل : 73.

فـتـح الابــواب بين ذوي الالباب وبين رب الارباب _ 39 _

  ( وفيها (1) توفي السيد النقيب الطاهر رضي الدين علي بن طاووس وحمل إلى مشهد جده علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قيل : كان عمره نحوثلاث وسبعين سنة ) (2).
  وكما هو معروف فانّ ابن الفوطي هو أفضل من أرّخ لحوادث القرن السابع الهجري باعتبار معاصرته لتلك الفترة ، ولذلك فإن قوله مقدم على أقوال الآخرين بهذا الخصوص.

------------------
(1) اي في سنة 664 هـ.
(2) الحوادث الجامعة : 356.

فـتـح الابــواب بين ذوي الالباب وبين رب الارباب _ 41 _

  1 ـ اسم الكتاب.
  2 ـ قالوا في الكتاب.
  3 ـ الكتب المؤلفة في الاستخارة.
  4 ـ موقع كتاب ( فتح الأبواب ) من هذه الكتب.
  5 ـ دراسة مصادر الكتاب :
    أ ـ تمهيد
    ب ـ منهج الدراسة
    ج ـ هدف الدراسة
    د ـ متن الدراسة
  6 ـ عملنا في الكتاب :
    أ ـ النسخ المعتمدة في التحقيق
    ب ـ منهجية التحقيق

فـتـح الابــواب بين ذوي الالباب وبين رب الارباب _ 43 _

  مما يمتاز به السيد ابن طاووس تصريحه باسماء مصنفاته في مقدمات كتبه ، بما لا يدع مجالاً للشك والشبهة حول اسم الكتاب ، من ذلك كتابنا هذا ، فقد صرح السيد رضوان الله عليه بانّه أسماه ( فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين ربّ الأرباب ).
  مع هذا فقد نقل الحر العاملي في وسائل الشيعة عن كتابنا بعنوان ( الاستخارات ) (1) ، وذكره السيد عبدالله شبر في مقدمة كتابه إرشاد المستبصر بعنوان ( فتح الغيب ) (2) وأورده السيد الخوئي في معجم رجال الحديث ـ عندما عدّ مصنفات السيد ابن طاووس نقلاً عن أمل الآمل ـ بصيغة كتابين ، قائلاً : ( ... وكتاب فتح الأبواب بين ذوي الألباب ، وكتاب ربّ الأرباب في الاستخارات ) (3).
  ولا يخفى تعارض العناوين المتقدمة مع النصوص الصريحة بتسمية الكتاب ، وأما الصيغة الواردة في المعجم فلا ريب أنّه وهم صريح ، لعله نشأ من عدم التدقيق الجيد في مرحلة التصحيح المطبعي.

------------------
(1) وسائل الشيعة 1 : 6.
(2) ارشاد المستبصر : 20.
(3) معجم رجال الحديث 12 : 89.

فـتـح الابــواب بين ذوي الالباب وبين رب الارباب _ 44 _

  قد لا تعبر عبارات المدح والثناء في كثير من الأحيان عن سمو شأن الممدوح ورفعته ، إلا أنّها لو تلبست بلباس الموضوعية العلمية ، وصدرت من أهل الحلّ والعقد ، يمكن اعتبارها مقاييس ثابتة وعلامات فارقة للفصل بين الأمور والحكم عليها .
  من هذا المنطلق أحببنا أن نورد بعض ما قيل في حق كتاب ( فتح الأبواب ) من شهادات علمية تزيّن جيد الكتاب بكل ما هو غالٍ ونفيس :
  1 ـ قال السيد ابن طاووس في مقدمة كتابه فتح الأبواب ( ... عرفت أنّه من جانب العناية الإِلهية عَلَيَّ أن أصنف في المشاورة لله جلّ جلاله كتاباً ما أعلم أنّ أحداً سبقني إلى مثله ، يعرف قدر هذا الكتاب من نظره بعين إنصافه وفضله ) (1).
  وقال في كشف المحجة : ( فإنّني قد ذكرت في كتاب فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين ربّ الأرباب ، ما لم أعرف أحداً سبقني إلى مثله ) (2).

------------------
(1) فتح الأبواب : 113.
(2) كشف المحجة : 101.

فـتـح الابــواب بين ذوي الالباب وبين رب الارباب _ 45 _

  وفيه أيضاً بعد أن عد مجموعة من تصانيفه : ( ... ومنها كتاب فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين ربّ الأرباب ، في الاستخارة ، ما عرفت أنّ أحداً سبقني إلى مثل الذي اشتمل عليه من البشارة ) (1).
  وقال في كتاب الإجازات : ( وممّا صَنّفته وأوضحت فيه عن أسرار وآثار ، وهو حجة على من وقف عليه من أهل الاعتبار ، كتاب سميته : كتاب فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين ربّ الأرباب في الاستخارة وما فيها من وجوه الصواب ) (2).
  2 ـ وقال الشهيد الأول في ذكرى الشيعة : ( وقد صنف السيد العالم صاحب الكرامات الظاهرة والمآثر الباهرة رضي الدين علي بن طاووس كتاباً ضخماً في الاستخارات ) (3).
  3 ـ وأورده الشيخ الحر العاملي في الفائدة الرابعة في خاتمة كتاب وسائل الشيعة ضمن الكتب المعتمدة ، بعد أن قال : الفائدة الرابعة : في ذكر الكتب المعتمدة التي نقلت منها أحاديث هذا الكتاب ، وشهد بصحتها مؤلّفوها وغيرهم ، وقامت القرائن على ثبوتها ، وتواترت عن مؤلّفيها ، أو علمت صحّة نسبتها إليهم بحيث لم يبق فيها شك ولا ريب ، كوجودها بخطوط أكابر العلماء وتكرر ذكرها في مصنفاتهم وشهادتهم بنسبتها ، وموافقة مضامينها لروايات الكتب المتواترة ، أو نقلها بخبر واحد محفوف بالقرينة ، وغير ذلك ، وهي : ( ... كتاب فتح الأبواب في الاستخارات ) (4).
  4 ـ وقال السيد عبدالله شبر في إرشاد المستبصر : ( ولم أعثر على من

------------------
(1) نفس المصدر : 138.
(2) الإجازات المطبوع في بحار الأنوار 107 : 40.
(3) ذكرى الشيعة : 252.
(4) وسائل الشيعة 0 2 : 36 ، 45.

فـتـح الابــواب بين ذوي الالباب وبين رب الارباب _ 46 _

  كتب في ذلك (1) ما يروي الغليل ويشفي العليل سوى العلم العلآمة الرباني ، والفريد الوحيد الذي ليس له ثاني السيد علي بن طاووس في رسالته : فتح الغيب ) (2).

------------------
(1) أي في الاستخارة.
(2) ارشاد المستبصر : 20.

فـتـح الابــواب بين ذوي الالباب وبين رب الارباب _ 47 _

  1 ـ إرشاد المستبصر ، في الاستخارات
  تاليف : السيد عبدالله شبر ( ت 1242 هـ ).
  رسالة صغيرة تحتوي على مقدمة وثمانية أبواب وخاتمة ، فرغ منها المؤلف في سنة 1230 هـ ، وقال عنها : وهذه أوراق قليلة قد اشتملت على فوائد جليلة ، على طرز غريب ، وطور عجيب ، وترتيب حسن ، ونظم محكم مُتقن .
  وقد أكثر فيها النقل عن كتابنا فتح الأبواب.
  طبع على الحجرفي سنة 1306 هـ ، ثم أعادت نشره مكتبة البصيرتي في قم ، إعداد الشيخ رضا الاستادي.
  2 ـ الاستخارات
  تاليف : الشيخ أحمد بن صالح بن حاجي بن علي بن عبدالحسين بن شيبة الدرازي البحراني ( 1075 ـ 1124 هـ ).
  ذكره الشيخ يوسف البحراني في اللؤلؤة ، والشيخ الطهراني في

فـتـح الابــواب بين ذوي الالباب وبين رب الارباب _ 48 _

  الذريعة (1).
  3 ـ الاستخارات
  تأليف : أحمد بن عبدالسلام البحراني.
  معاصر المولى محمد تقي المجلسي ، توفي بشيراز ، ترجمه الشيخ سليمان الماحوزي في ( علماء البحرين ) و ( جواهر البحرين ) ، وذكر رسالته في الاستخارات ، ووصفها بانها ( مليحة ) (2).
  4 ـ الاستخارات
  تاليف : الشيخ أبي الحسن سليمان بن عبدالله الماحوزي البحراني ( 1075 ـ 1121 هـ ).
  ذكره المؤلف عندما ترجم لنفسه في كتابه ( علماء البحرين ) معبراً عنه بـ ( رسالة الاستخارات ) (3).
  5 ـ الاستخارات
  تاليف : السيد علي بن محمد علي الحسيني الميبدي اليزدي ، صاحب الكشكول ( ت 1313 هـ ).
  ذكره الشيخ الطهراني في الذريعة ، وقال : ( يوجد عند حفيده الفاضل السيد محمد بن السيد جواد ابن المؤلف ) (4).

------------------
(1) لؤلؤة البحرين : 72 ، الذريعة 2 : 19/ 54.
(2) علماء البحرين : 74/ 22 ، جواهر البحرين : 85/ 3 ، الذريعة 2 : 19/ 55.
(3) علماء البحرين 78 / 33 ، الذريعة 2 : 19/ 58.
(4) الذريعة 2 : 19/ 59.

فـتـح الابــواب بين ذوي الالباب وبين رب الارباب _ _

  6 ـ الاستخارات
  تأليف : الشيخ ميرزا أبي المعالي بن الحاج محمد ابراهيم الكلباسي الأصفهاني ( ت 1315 ).
  قال الشيخ الطهراني : ( مرتب على أحد وأربعين تذييلاً ، وفيه أحاديث التوكل والطيرة وإصابة العين وغير ذلك ، طُبع منضماً إلى القرآن المجيد المذيل بكشف الآيات سنة 1316 هـ ) (1).
  7 ـ الاستخارات
  تأليف : السيد ميرزا محمد حسين بن ميرزا محمد علي بن ميرزا محمد حسين الحسيني المرعشي الشهير بالشهرستاني ( ت 1315 ).
  رآه الشيخ الطهراني بخطه في خزانة كتبه بكربلاء (2).
  8 ـ الاستخارات
  تأليف : بعض تلاميذ الشيخ ناصر بن أحمد بن المتوج البحراني ، معاصر الشيخ ابن فهد الحلي المتوفى سنة 841 هـ.
  قال الشيخ الطهراني : ( رأيت النقل عنه في بعض كتب أصحابنا ، وفي بعض المجاميع المعتمدة ) (3).
  9 ـ الاستخارة
  تأليف : أبي النضر محمد بن مسعود العياشي ، صاحب التفسير المشهور.

------------------
(1) الذريعة 2 : 18 / 53.
(2) نفس المصدر 2 : 19 / 57.
(3) نفس المصدر 2 : 19 / 56.

فـتـح الابــواب بين ذوي الالباب وبين رب الارباب _ 50 _

  ذكره النجاشي والشيخ وابن شهراشوب والطهراني (1) ، ويظهر أنّه أول كتاب ألف في موضوعه .
  10 ـ الإنارة عن معاني الاستخارة
  تأليف : الشيخ محمد ابن الفيض الكاشاني ، الملقب بعلم الهدى
  منه نسخة بخط المصنف في مكتبة جامعة طهران محفوظة برقم 919 ، وعندي مصورة عنها.
  11 ـ ثورة في عالم الفلسفة
  تأليف : الشيخ حميد الخالصي
  استدل فيه المؤلف على وجود الله عز وجل من خلال الاستخارة ، ثم تطرّف كثيراً في الدعوة للاستخارة كما نقل لي بعض من قرأ الكتاب (2).
  12 ـ حول الاستقسام بالأزلام والاستخارة
  تأليف : الشيخ لطف الله الصافي الكلبايكاني.
  مقالة ردّ فيها المؤلف على ما قاله شيخ الجامع الأزهر محمود شلتوت في مجلة ( رسالة الإسلام ) القاهرية ، التي كانت تصدرها دار التقريب ، العدد الأول ، حيث كتب مقالة في التفسير ، فاورد الأية الشريفة ( وَاَنّ تَسْتَقْسِمُوا بِالإزْلاَمِ ) التي تشير إلى السنة الجاهلية المشهورة المنهي عنها ويقرنها بالاستخارة المتعارف عليها عند الشيعة.

------------------
(1) رجال النجاشي : 532 / 944 ، فهرست الشيخ : 138 ، معالم العلماء : 100/ 668 ، الذريعة 2 : 20 / 60.
(2) مؤلفات الكاظميين بين 1870 ـ 1970 م.

فـتـح الابــواب بين ذوي الالباب وبين رب الارباب _ 51 _

  فانبرى المؤلف بامر المرجع الفقيد آية الله العظمى البروجردي قدس سره لكتابة هذه الرسالة رداً على الشيخ شلتوت ، وبعث بها إليه.
  نُشرت الرسالة المذكورة مع عدة رسائل وبحوث ومقالات للمؤلف في كتاب تحت عنوان ( لمحات في الكتاب والحديث والمذهب ) ، صدر عن قسم الدراسات الإسلامية في مؤسسة البعثة ـ طهران .
  13 ـ خيرة الطير
  تأليف : الشيخ أحمد بن سالم بن عيسى البحراني.
  أورده الشيخ يوسف البحراني في كشكوله ، وذكر المؤلف في أوله أنه بعد البحث والفحص عن أنواع الاستخارات اختار هذا المجرب كالوحي المنزل المنسوب إلى ثامن الأئمة ( عليهم السلام ) (1).
  14 ـ خيرة الطيور في التفأل
  تأليف : الحاج الميرزا محمد حسين الشهرستاني ( 1315 هـ ).
  قال الشيخ الطهراني : رأيته في مكتبته بخطه (2).
  15 ـ رسالة في الاستخارة
  تأليف : الشيخ محمد بن محمود المغلوي الوفائي ( 945 هـ )
  ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون (3).

------------------
(1) الكشكول 2 : 115 ، الذريعة 7 : 287/ 1048.
(2) الذريعة 7 : 287 / 1049.
(3) كشف الظنون 1 : 844.

فـتـح الابــواب بين ذوي الالباب وبين رب الارباب _ 52 _

  16 ـ روائح الغيب في رفع الترديد والريب.
  ذكره الشيخ الطهراني في الذريعة ، وقال : يعني الاستخارة ، فارسي مجدول في ستة جداول وخاتمة ، اسمه تاريخه ، يعني 1265 هـ ، وفرغ منه مؤلفه المولى عبدالنبي بن عبدالرزاق يوم الخميس الثاني والعشرين من رجب 1265 ، وقد طبع في آخر نسخة من كلام الله المجيد ، وفي أول القرآن الرحلي في 1311 هـ (1).
  17 ـ شرح حديث الاستخارة
  تأليف : الوفائي.
  كذا ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون ، ويظهر أنّه الشيخ محمد بن محمود المُغْلَوي الوفائي الحنفي الرومي المتوفى سنة 940 هـ ، صاحب ( رسالة في الاستخارة ) المتقدمة (2).
  18 ـ عنوان الصواب في أقسام الاستخارة من الأئمة الأطياب.
  تأليف : الحاج كريم خان بن إبراهيم الكرماني ( ت 1288 ).
  يحتوي الكتاب على مقدمة وثمانية أبواب ، فرغ منه المؤلف في الليلة الثانية من شهررجب سنة 1277 هـ.
  توجد منه نسخة مخطوطة في مكتبة آية الله العظمى المرعشي العامة ، محفوظة برقم ( 4899 ) ، كتبها بخط النسخ يوسف بن علي السبزواري ، وفرغ منها في يوم الأربعاء 16 جمادى الأولى سنة 1310 هـ ، تقع النسخة في 95 ورقة ، كل ورقة فيها عشرة أسطر ، بحجم 5/ 17×11 سم (3).

------------------
(1) الذريعة 11 : 255 / 1558.
(2) كشف الظنون 2 : 1539.
(3) فهرس المكتبة المرعشية 13 : 74 / 4899.

فـتـح الابــواب بين ذوي الالباب وبين رب الارباب _ 53 _

  19 ـ فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين رب الأرباب ، في الاستخارات.
  تأليف : السيد علي بن موسى بن طاووس ( ت 664 هـ ).
  وهو الكتاب الذي بين يديك ـ قارئي العزيزـ وسيأتي الكلام عنه بإسهاب.
  20 ـ كتاب الاستخارة والاستشارة
  تأليف : أبي عبدالله أحمد بن سليمان البصري ، المعروف بالزبيري الشافعي ( 317 هـ ).
  ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون ، وأورده كحالة في معجم المؤلفين بعنوان ( الاستشارة والاستخارة ) (1).
  21 ـ مفاتح الغيب في الاستخارة والاستشارة.
  عدّه الشيخ الكفعمي من مآخذ كتابه البلد الأمين الذي ألّفه سنة 868 هـ (2).
  22 ـ مفاتيح الغيب في الاستخارة.
  تأليف : شيخ الاسلام المولى محمد باقر المجلسي ( ت 1115 هـ ).
  فرغ منه المؤلف في شهر رمضان سنة 1104 هـ ، وهومرتب على فاتحة وثمانية مفاتيح وخاتمة ، طُبع على الحجرفي سنة 1306 هـ.
  كانت نسخة الأصل منه بخط المصنف عند السيد محمد رضا التبريزي في النجف (3).

------------------
(1) كشف الظنون 2 : 1389 ، معجم المؤلفين 1 : 237.
(2) الذريعة 21 : 298 / 5160.
(3) نفس المصدر 21 : 304 / 5195.

فـتـح الابــواب بين ذوي الالباب وبين رب الارباب _ 54 _

  23 ـ مفتاح الغيب ومصباح الوحي.
  تأليف : السيد مهدي الغُريَفي ( ت 1343 هـ ).
  قال الشيخ الطهراني : [ وهو ] في استخراج الجواب من كتاب الله بقاعدة أشار إليها محيي الدين بن عربي في بعض كتبه ، يشبه الفال ، ألفه لبعض شيوخ العرب قرب النجف ، مرتب على أربعة أركان (1).
  24 ـ مفتاح الفرج ، في الاستخارات.
  تأليف : الأمير محمد حسين بن الأمير محمد صالح الخاتون آبادي ، سبط المجلسي الثاني ، ( ت 1151 ) ذكره الشيخ الطهراني في الذريعة (2).
  25 ـ منهاج المستخير
  تأليف : الحاج الميرزا محمد حسين بن كاظم الحسيني التبريزي ( ت 1350 ).   رتبه على مقدمة وثمانية مناهج وخاتمة ، فرغ من تأليفه في يوم الخميس 23ربيع الثاني سنة 1322 منه نسخة في المكتبة الرضوية محفوظة برقم ( 494 ) ، بخط المؤلف.
  26 ـ هداية المسترشدين في الاستشارة والاستخارة.
  تأليف : الحسن بن محمد صالح النصيري الطوسي.
  قال الشيخ الطهراني : كذا ذكره سيدنا الصدر ، ثم إني رأيت الكتاب وهو يدل على تبحره وغزارة علمه ، وفرغ منه الأحد في 13 ربيع الثاني سنة 1132 هـ.

------------------
(1) الذريعة 21 : 337/ 5362.
(2) نفس المصدر 21 : 338/ 5368.

فـتـح الابــواب بين ذوي الالباب وبين رب الارباب _ 55 _

  أوله : نحمدك ونستخيرك يا من الخيرفي يديك خيرة في عافية ...
  والنسخة بخط محمد قنبر الكاظمي فرغ منها سلخ رجب 1285 هـ ، وفي آخرها صورة خط المؤلف بالوصف والتاريخ المذكور (1).

------------------
(1) نفس المصدر25 : 192/ 212.

فـتـح الابــواب بين ذوي الالباب وبين رب الارباب _ 56 _

  ليس من الصحيح أنْ ندّعي أنّ الفهرس المتقدم قد جمع بين بدايته ونهايته كل الكتب المؤلفة في موضوع الاستخارة ، وإنما نقول هذا ما استطعنا العثور عليه خلال فترة وجيزة ونظرة عاجلة في كتب الفهرسة والتراجم ، لذا يقتضي التنويه إلى أنّ المقارنات التي نذكرها فيما بعد لا تتجاوز أطار الكتب المتقدمة دون غيرها إن وجدت .
  ومن خلال ما تقدم نطرح بعض المقارنات التي تتعلق بالكتاب في قبال الكتب الأخرى ، أو بعض الملاحظات التي تخصّ الكتاب نفسه .
  1 ـ من الناحية الزمنية يبرز كتاب ( الاستخارة ) لأبي النضر محمد بن مسعود العياشي ( من أعلام القرن الثالث ) كأول كتاب مؤلّف في هذا المضمار ، إلا أنّه ـ وللأسف الشديد ـ من المصادر المفقودة التي لم يُعْثَر عليها لحدّ الأن ، والظاهر أنه لم يصل إلى يد السيد ابن طاووس أيضاً ، لأنه لم ينقل عنه في تصانيفه ، كل ذلك يجعل الحديث عن الكتاب المذكور لا يتجاوز ذِكْر عنوانه في كتب التراجم والتصانيف كأثر من الآثار.
  يأتي بعد ذلك كتاب الاستخارة والاستشارة ، لأبي عبد الله أحمد بن سليمان البصري المعروف بالزبيري الشافعي ، المتوفى قبل سنة

فـتـح الابــواب بين ذوي الالباب وبين رب الارباب _ 57 _

  317 هـ ، ومعلوماتي عن هذا الكتاب لا تتجاوز ما ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون ، مع العلم أن عمر رضا كحالة لم يذكره عندما ترجم للمؤلف وذكر مجموعة من تصانيفه ، ولعله رسالة صغيرة ارتأى كحالة عدم ذكرها ، والله العالم.
  ومن ثم يأ‌تي كتاب ( فتح الأبواب ) كثالث أثر في موضوع الاستخارة بالترتيب الزمني ، إلا أن أهميته تكمن في توفر نسخة المخطوطة ، مما جعله أقدم نص موجود يتناول موضوع الاستخارة ، ولذلك أصبح المصدر الأساسي في هذا المضمار.
  2 ـ مصدرية كتاب ( فتح الأبواب ) من جهة ، وشموليته واستيعابه لأطراف الموضوع من جهة أخرى ، بالإضافة إلى قلة المصادر التي ألفت حول الاستخارة ، بل انعدامها تقريباً ، جعلته مورد اعتماد أصحاب الموسوعات الفقهية والروائية ، فقد اعتمده الشهيد الأول في ( ذكرى الشيعة ) ونقل عنه بعد إطرائه عليه ، والشيخ الحر العاملي في موسوعته العظيمة ( وسائل الشيعة ) ، والعلامة المجلسي في أثره الخالد ( بحار الأنوار ) ورمز له بـ ( فتح ) ، والمحدث النوري في كتابه ( مستدرك وسائل الشيعة ).
  حتى انّ المؤلفات التي صُنّفت حول الاستخارة كانت تعتمد وبصورة رئيسية على كتابنا المنظور ، وتتجلى هذه الحقيقة بوضوح بمراجعة ما قاله السيد عبدالله شبر في مقدمة كتابه إرشاد المستبصر في الاستخارات ، حيث قال : ( ولم أعثر على من كتب في ذلك ما يروي الغليل ويشفي العليل سوى العلم العلامة الرباني ، والفريد الوحيد الذي ليس له ثاني السيد علي بن طاووس في رسالته فتح الغيب ) (1).

------------------
(1) إرشاد المستبصر : 20.

فـتـح الابــواب بين ذوي الالباب وبين رب الارباب _ 58 _

  3 ـ عقيدة المؤلف ـ شخصياً ـ بالاستخارة ، ومواظبته عليها ، انعكست ـ وبشدة ـ في تضاعيف الكتاب ، فهو لم يكتفِ بسرد النصوص الواردة بخصوص الموضوع ومناقشتها ، أو طرح الأقوال والرد عليها ، بل دمجها بتجاربه العملية ، وما صادفه من الطرائف والظرائف.
  وبعبارة أخرى : لم يكن تاليفه للكتاب تلبية لحاجة نظرية تتحدّد معالمها في الجواب على الاشكالات ، بقدر ما كان تلبية لفعالية يومية يمارسها ، شعر باهميتها ، وتلمّس فوائدها عن كثب .

فـتـح الابــواب بين ذوي الالباب وبين رب الارباب _ 59 _

  أ ـ تمهيد :
  من جميل ما تمتاز به مصنفات السيد ابن طاووس أنها سلطت الضوء ـ وبوضوح ـ على محتويات مكتبته ، فهو رضوان الله عليه عندما ينقل نصاً من النصوص يذكر مصدره ، ومؤلف المصدر ، وفي كثير من الأحيان يذكر مواصفات النسخة التي بحوزته من ذلك الكتاب ، بالإضافة إلى طريقه للكتاب .
  يترتب على ذلك أنّ المؤلف حفظ لنا تراثاً ضخماً ، كاد لولاه أن يكون في خبر ( كان ) ، بعد أن قست عليه يد الدهر فاضاعته ، وجنت عليه حوادث الزمان فاهملته ، حتى أنّ مجموعة كبيرة من المصادر ينفرد السيد ابن طاووس بالنقل عنها ، ككتاب الدعاء لسعد بن عبدالله الأشعري ، وكثير من أصول الأصحاب.
  وللأسف الشديد أن كل من تناول بالبحث والدراسة مكتبة السيد ابن طاووس لم يتطرق بشمولية وموسوعية إلى محتوياتها ، مما يجعل البحث ناقصاً والدراسة مبتورة ، وما فعلته من دراسة مصادر الكتاب ، لا يعدو كونه محاولة متواضعة في اطار المصنفات التي نقل عنها السيد ابن طاووس في

فـتـح الابــواب بين ذوي الالباب وبين رب الارباب _ 60 _

  كتابه ( فتح الأبواب ) باعتباره يمثل نموذجاً من تصانيفه ، هذه المحاولة تعكس ما نصبو إِليه من دراسة موسعة للمكتبة الطاووسية ، وفق منهج معين .
  ب ـ منهج الدراسة :
  عندما بدأت بكتابة هذه الدراسة ، حاولت جهد الإمكان أن أتجنب الأطناب الممل الذي لا طائل له ، وأن أبتعد عن الإيجاز المخلَ الذي لا يلبّي رغبة القاريء في استيعاب الموضوع ، فأرتايت أن تكون الدراسة وفق ، منهجية محددة بمايلي :
  1 ـ ذكر اسم الكتاب كاملاً.
  2 ـ ذكر اسم مؤلف الكتاب ، وسنة وفاته.
  3 ـ لم أترجم لمشاهير المؤلفين ، كالشيخ الكليني والصدوق والمفيد والطوسي وغيرهم ، وكتبت ترجمة موجزة للمؤلفين الأخرين.
  4 ـ كتابة شرح موجزعن الكتاب وموضوعه .
  5 ـ شرح بعض المصطلحات التي تكون جزءاً من عنوان الكتاب ، كـ ( الأ صل ) و ( الأمالي ).
  6 ـ ذكر وصف النسخة التي اعتمد عليها المؤلف ، كما أورده في متن الكتاب.
  7 ـ الإشارة ـ بشكل يسيرـ إلى بعض مخطوطات تلك المصادر في المكتبات العامة والخاصة.
  8 ـ الاشارة إلى المصادر التي انفرد السيد ابن طاووس بالنقل عنها ، والتي فقدت بعد القرن السابع الهجري.
  9 ـ ذكر طرق السيد ابن طاووس إلى المصادر التي نقل عنها .
  ج ـ هدف الدراسة :
  توخينا في هذه الدراسة أموراً عديدة ، منها :