الحضرمي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أو أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قلت له : أيّ بقاع الله
أفضل بعد حرم الله وحرم رسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ فقال : ( الكوفة ، يا أبا بكر هي الزكيّة الطاهرة ، فيها قبور النبيّين المرسلين ( وغير المرسلين )
، الذي لم يبعث الله نبيّاً إلاّ وقد صلّى فيه ، ومنها يظهر عدل الله ، وفيها يكون قائمه ، والقوّام من بعده ، وهي منازل النبيّين والأوصياء والصالحين )
.
حدّثني الأخ الصالح الرشيد محمّد بن إبراهيم بن محسن المطارآبادي أنّه وجد بخط أبيه الرجل الصالح إبراهيم بن محسن هذا الحديث الآتي ذكره وأراني خطّه وكتبته منه ، وصورته :
[ 512/5 ] الحسين بن حمدان ، عن محمّد بن إسماعيل وعلي بن عبدالله الحسنيين ، عن أبي شعيب محمّد بن نصر
، عن عمر بن الفرات ، عن محمّد بن المفضّل ، عن المفضّل بن عمر ، قال : سألت سيّدي الصادق ( عليه السلام ) هل للمأمول المنتظر المهدي ( عليه السلام ) من وقت موقّت يعلمه الناس ؟
فقال : ( حاش لله أن يوقّت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا ).
قال : ( لأنّه هو الساعة التي قال الله تعالى ( يسئلونك عن الساعة أيّان مرسَيها قل إنّما علمها عند ربّي لا يجلّيها لوقتها إلاّ هو ثقلت في السموات
والأرض )
(1) الآية ، وهي الساعة التي قال الله ( يسئلونك عن الساعة أيّان مرسَيها )
(2) وقال ( عنده علم الساعة )
(3) ولم يقل إنّها عند أحد ، وقال ( هل ينظرون إلاّ الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها )
(4) الآية ، وقال ( اقتربت الساعة وانشقّ القمر )
(5) وقال ( ما يدريك لعلّ الساعة قريب * يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنّها الحقّ ألا إنّ الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد )
(6) ).
قلت : فما معنى يمارون ؟
قال ( يقولون متى ولد ، ومن رآه
(7) ؟ وأين يكون ؟ ومتى يظهر ؟ وكلّ ذلك استعجالاً لأمر الله ، وشكّاً في قضائه ، ودخولاً في قدرته ، اُولئك الذين خسروا الدنيا والآخرة وإنّ الكافرين لشرّ مآب ).
قلت : أفلا توقّت له وقتاً ؟
فقال : ( يا مفضّل لا اُوقّت له وقتاً ، ولا يوقّت له وقتاً ، إنّ من وقّت لمهديّنا وقتاً فقد شارك الله في علمه ، وادّعى أنّه ظهر على سرّه
(8) ، وما لله من سرّ إلاّ وقد
---------------------------
(1) الأعراف 7 : 187 .
(2) النازعات 79 : 42 .
(3) لقمان 31 : 34 .
(4) سورة محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) 47 : 18 .
(5) القمر 54 : 1 .
(6) الشورى 42 : 17 ـ 18 .
(7) في نسخة ( ض ) : ومتى رُئي .
(8) في المصدر : أمره .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 435 _
وقع إلى هذا الخلق المعكوس الضالّ عن الله ، الراغب عن أولياء الله ، وما لله من خبر إلاّ وهم أخصّ به لسرّه وهو عندهم ، ( وقد اُصين من جهلهم )
(1) وإنّما ألقى الله إليهم ليكون حجّة عليهم ).
قال المفضّل : يا مولاي فكيف يدرى
(2) ظهور المهدي ( عليه السلام ) وإليه التسليم ؟
قال ( عليه السلام ) : ( يا مفضّل يظهر في شبهة ليستبين ، فيعلو ذكره ، ويظهر أمره ، وينادى بإسمه وكنيته ونسبه ، ويكثر ذلك على أفواه المحقّين والمبطلين ، والموافقين والمخالفين ، لتلزمهم الحجّة بمعرفتهم
(3) به ، على أنّه قد قصصنا ودللنا عليه ، ونسبناه وسمّيناه وكنّيناه ، وقلنا : سميّ جدّه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكنيّه لئلاّ يقول الناس : ما عرفنا له إسماً ولا كنية ولا نسباً.
والله ليتحقّق الإيضاح به وبإسمه ونسبه وكنيته على ألسنتهم ، حتى ليسمّيه بعضهم لبعض ، كلّ ذلك للزوم الحجّة عليهم ، ثمّ يظهره الله كما وعد به جدّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في قوله عزّ وجلّ ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون )
(4) ).
قال المفضّل : يا مولاي فما تأويل قوله تعالى ( ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون ) ؟
قال ( عليه السلام ) : ( هو قوله تعالى ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كلّه
---------------------------
(1) ما بين القوسين لم يرد في البحار .
(2) في البحار : بدؤ .
(3) في نسختي ( س وض ) : لتكن منهم الحجة لمعرفتهم .
(4) التوبة 9 : 33 .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 436 _
لله )
(1) فوالله يا مفضّل ليرفع عن الملل والأديان الاختلاف ويكون الدين كلّه واحداً ، كما قال جلّ ذكره ( إنّ الدين عند الله الاسلام )
(2) وقال الله تعالى ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )
(3) ).
قال المفضّل : قلت يا سيّدي ومولاي : والدين الذي في آبائه : إبراهيم ونوح وموسى وعيسى ومحمّد صلوات الله عليهم هو الإسلام ؟.
قال : ( نعم ، يا مفضّل هو الإسلام لا غير ).
قلت : يا مولاي أتجده في كتاب الله ؟
قال ( عليه السلام ) : ( نعم ، من أوّله إلى آخره ، ومنه هذه الآية وهو قوله تعالى ( إنّ الدين عند الله الإسلام )
(4).
وقوله تعالى ( ملّة أبيكم إبراهيم هو سمّاكم المسلمين )
(5).
ومنه قوله تعالى في قصّة إبراهيم واسماعيل ( واجعلنا مسلِمَين لك ومن ذرّيتنا اُمّة مسلمة لك )
(6).
وقوله تعالى في قصّة فرعون ( وأنا من المسلمين )
(7).
وفي قصّة سليمان وبلقيس ( قبل أن يأتوني مسلمين )
(8).
---------------------------
(1) الأنفال 8 : 39.
(2 و 3) آل عمران 3 : 19.
(4) آل عمران 3 : 85.
(5) الحج 22 : 78.
(6) البقرة 2 : 128.
(7) يونس 10 : 90.
(8) النمل 27 : 38.
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 437 _
وقولها ( أسلمت مع سليمان لله ربّ العالمين )
(1).
وقول عيسى ( عليه السلام ) ( من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنّا بالله واشهد بأنّا مسلمون )
(2).
وقوله عزّ وجلّ ( وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وكرها )
(3).
وقوله في قصّة لوط ( فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين )
(4) ولوط ( عليه السلام ) قبل إبراهيم ( عليه السلام ).
وقوله ( قولوا آمنّا بالله وما اُنزل إلينا ـ إلى قوله ـ لا نفرّق بين أحد منهم ونحن له مسلمون )
(5).
وقوله تعالى ( أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت ـ إلى قوله ـ ونحن له مسلمون ) )
(6).
قلت : يا سيّدي كم الملل ؟
قال ( عليه السلام ) : ( أربعة وهي الشرائع ).
قال المفضّل : قلت : يا سيّدي المجوس لم سمّوا المجوس ؟
قال ( عليه السلام ) : ( لأنّهم تمجّسوا في السريانية ، وادّعوا على آدم ( عليه السلام ) وشيث ( عليه السلام ) ـ وهو هبة الله ـ أنّهما أطلقا لهم نكاح الاُمّهات والأخوات والبنات والخالات
---------------------------
(1) النمل 27 : 44 .
(2) آل عمران 3 : 52 .
(3) آل عمران 3 : 83 .
(4) الذاريات 51 : 36 .
(5) البقرة 2 : 136 .
(6) البقرة 2 : 133 .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 438 _
والعمّات والمحرّمات من النساء ، وأنّهما أمراهم ( أن يصلّوا )
(1) إلى الشمس حيث وقفت في السماء ، ولم يجعلا لصلاتهم وقتاً ، وإنّما هو افتراء على الله عزّ وجلّ الكذب وعلى آدم وشيث ( عليهما السلام ) ).
قال المفضّل : يا مولاي وسيّدي لم سمّي قوم موسى اليهود ؟
قال ( عليه السلام ) : ( يقول الله عزّ وجلّ ( إنّا هدنا إليك )
(2) أي اهتدينا إليك ).
قال : فالنصارى ؟
قال ( عليه السلام ) : ( لقول عيسى ( عليه السلام ) ( من أنصاري إلى الله )
(3) وتلا الآية إلى آخرها ، فسمّوا النصارى لنصرة دين الله ).
قال المفضّل : فقلت : يا مولاي فلم سمّي الصابئون الصابئين ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( يا مفضّل إنّهم صَبوا إلى تعطيل الأنبياء والرسل ، والملل والشرائع ، وقالوا : كلّ ما جاؤوا به باطل ، فجحدوا توحيد الله تعالى ، ونبوّة الأنبياء ، ورسالة المرسلين ، ووصيّة الأوصياء ، فهم بلا شريعة ولا كتاب ولا رسول ، وهم معطّلة العالَم ).
قال المفضّل : سبحان الله ما أجلّ هذا من علم هؤلاء ؟
قال ( عليه السلام ) : ( نعم يا مفضّل ، فألقه إلى شيعتنا لئلاّ يشكّوا في الدين ).
قال المفضّل : يا سيّدي ففي أيّ بقعة يظهر المهدي ( عليه السلام ) ؟
قال ( عليه السلام ) : ( لا تراه عين في وقت ظهوره ، ولا رأته كلّ عين ، فمن قال لكم غير
---------------------------
(1) في نسخة ( ض ) : بالسجود .
(2) الأعراف 7 : 156 .
(3) آل عمران 3 : 52 .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 439 _
هذا فكذّبوه ).
قال المفضّل : يا سيدي ولا يُرى وقت ولادته ؟
قال ( عليه السلام ) : ( بلى ، والله ليرى من ساعة ولادته إلى ساعة وفاة أبيه بسنتين وتسعة
(1) أشهر ، أول ولادته وقت الفجر ، من ليلة الجمعة لثمان خلون من شعبان سنة سبع وخمسين ومائتين
(2) ، إلى يوم الجمعة لثمان خلون من ربيع الأول سنة ستّين ومائتين ، وهو يوم وفاة أبيه بالمدينة ـ التي بشاطئ دجلة ، يبنيها المتكبّر الجبّار المسمّى باسم جعفر الضال ، الملقّب بالمتوكّل وهو المتأكّل لعنه الله تعالى ـ وهي مدينة تدعى بسرّ من رأى ، وهي ساء من رأى .
يرى شخصه المؤمن المحق سنة ستين ومائتين ، ولا يراه المشكّك المرتاب ، وينفذ فيها أمره ونهيه ، ويغيب عنها فيظهر في القصر بصابر
(3) بجانب المدينة في حرم جدّه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فيلقاه هناك من يُسعده الله بالنظر إليه ، ثم يغيب في آخر يوم من سنة ست وستّين ومائتين فلا تراه عين أحد ، حتى يراه كلّ أحد وكلّ عين ).
قال المفضّل : قلت : يا سيدي فمن يخاطبه ولمن يخاطب ؟
قال الصادق ( عليه السلام ) : ( تخاطبه الملائكة والمؤمنون من الجن ، ويخرج أمره ونهيه
---------------------------
(1) في نسخة ( ض ) والمصدر : سبعة .
(2) تعدّدت الروايات في سنة ولادته عجّل الله فرجه فمنهم من يقول : ولد في سنة ست وخمسين ومائتين ، ومنهم من يقول : ولد في سنة خمس وخمسين ومائتين .
وعلى القول الثاني يكون عمره الشريف عند وفاة أبيه ( عليه السلام ) خمس سنين كما قاله المفيد ، والظاهر هو المشهور .
(3) في المصدر : بصاريا .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 440 _
إلى ثقاته وولاته ووكلائه ، ويقعد ببابه محمّد بن نصير النميري
(1) في يوم غيبته بصابر ، ثمّ يظهر بمكّة .
ووالله يا مفضّل كأنّي أنظر إليه دخل مكّة وعليه بردة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وعلى رأسه عمامة صفراء ، وفي رجليه نعلا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) المخصوفة ، وفي يده ( عليه السلام ) هراوته ، يسوق بين يديه أعنزاً عجافاً حتى يصل بها نحو البيت ، ليس ثمّ أحد يعرفه ، ويظهر وهو شاب حزْوَر
(2) ) .
قال المفضّل : يا سيدي يعود شاباً أو يظهر في شيبة ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( سبحان الله وهو يعرف ذلك ؟ يظهر كيف شاء ، وبأي صورة شاء ، إذا جاءه الأمر من الله تعالى مجـده وجلّ ذكره ).
قال المفضّل : يا سيدي فمن أين يظهر وكيف يظهر ؟
قال ( عليه السلام ) : ( يا مفضّل يظهر وحده ، ويأتي البيت وحده ، ويلج
(3) الكعبة
---------------------------
(1) في نسخة ( س ) : محمّد بن نصر البصري.
ومحمّد بن نصير النميري : ذكره الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة ـ في باب المذمومين الذين ادّعوا البابية ـ قائلاً : قال ابن نوح : أخبرنا أبو نصر هبة الله بن محمّد قال : كان محمّد بن نصير النميري من أصحاب أبي محمّد الحسن بن علي ( عليه السلام ) ، فلمّا توفّي أبو محمّد ادّعى مقام أبي جعفر محمّد بن عثمان أنّه صاحب إمام الزمان ( عليه السلام ) ، وادّعى له البابية ... كتاب الغيبة : 398/369.
(2) في نسخة ( ق ) : شاب موفق مربوق ، وفي نسخة ( س ) : شاب خرنوق ، وفي نسخة ( ض ) : شاب حرقوف مونق حزور.
والحَزْوَرُ : الغلام الذي قد شبّ وقوي ، لسان العرب 4 : 186 ـ حزر .
(3) ولج : دخل. القاموس المحيط 1 : 289 ـ ولج.
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 441 _
وحده ، ويجنّ عليه الليل وحده ، فإذا نامت العيون ، وغسق الليل
(1) ، نزل إليه جبرئيل وميكائيل ( عليهما السلام ) والملائكة صفوفاً ، فيقول له جبرئيل ( عليه السلام ) : يا سيدي قولك مقبول ، وأمرك جائز ، فيمسح ( عليه السلام ) يده على وجهه ويقول ( الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوّأ من الجنّة حيث نشاء فنعم أجر العاملين )
(2).
ويقف بين الركن والمقام ، فيصرخ صرخة فيقول : يا معشر نقبائي وأهل خاصّتي ، ومن ذخرهم الله لنصرتي قبل ظهوري على وجه الأرض ! ائتوني طائعين ، فترد صيحته ( عليه السلام ) عليهم وهم في محاريبهم
(3) وعلى فرشهم ، في شرق الأرض وغربها ، فيسمعونه في صيحة واحدة ، في اُذن كلّ رجل ، فيجيئون جميعهم نحوها
(4) ، ولا يمضي لهم إلاّ كلمحة بصر حتى يكونوا كلّهم بين يديه ( عليه السلام ) بين الركن والمقام.
فيأمر الله عزّوجل النور فيصير عموداً من الأرض إلى السماء ، فيستضي به كلّ مؤمن على وجه الأرض ، ويدخل عليه نور من جوف بيته ، فتفرح نفوس المؤمنين بذلك النور ، وهم لا يعلمون بظهور قائمنا أهل البيت عليه وعليهم السلام ، ثمّ يصبحون وقوفاً بين يديه ( عليه السلام ) ، وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، بعدّة أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم بدر ).
قال المفضّل : يا مولاي وسيّدي فالاثنان وسبعون رجلاً الذين قتلوا مع الحسين ( عليه السلام ) يظهرون معه ؟
---------------------------
(1) الغسق : أول ظلمة الليل ، وقد غسق الليل يغسق ، أي اظلمّ ، الصحاح 4 : 1537 ـ غسق .
(2) الزمر 39 : 74 .
(3) المحاريب : صدور المجالس ، الصحاح 1 : 108 ـ حرب .
(4) في نسخة ( س ) : نحوه ( عليه السلام ) .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 442 _
قال ( عليه السلام ) : ( نعم يظهرون معه ، وفيهم أبو عبدالله الحسين بن علي ( عليه السلام )
(1) في اثني عشر ألفاً ، مؤمنين من شيعة علي ( عليه السلام ) ، وعليه عمامة سوداء ).
قال المفضّل : يا سيّدي فتغيّر سنّة القائم ( عليه السلام ) الذين بايعوا له قبل ظهوره وقبل قيامه ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( يا مفضّل كلّ بيعة قبل ظهور القائم ( عليه السلام ) فبيعة كفر ونفاق وخديعة ، لعن الله المبايع لها والمبايَع له .
بل يا مفضّل يسند سيّدنا القائم ( عليه السلام ) ظهره إلى الحرم ويمدّ يده المباركة فترى بيضاء من غير سوء ، ويقول : هذه يد الله ، وعن الله ، وبأمر الله ، ثم يتلو هذه الآية ( إنّ الذين يبايعونك إنّما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنّما ينكث على نفسه )
(2) الآية.
فيكون أول من يقبّل يده جبرئيل ( عليه السلام ) ثمّ يبايعه وتبايعه الملائكة ونجباء الجنّ ، ثمّ النقباء ، ويصبح الناس بمكّة فيقولون : من هذا الرجل الذي بجانب الكعبة ؟ وما هذا الخلق الذين معه ؟ وما هذه الآية التي رأيناها الليلة ولم نر مثلها ؟ فيقول بعضهم لبعض : هذا الرجل هو صاحب العنيزات.
فيقول بعضهم لبعض : انظروا هل تعرفون أحداً ممّن معه ؟ فيقولون : لا نعرف أحداً منهم إلاّ أربعة من أهل مكة ، وأربعة من أهل المدينة ، وهم فلان وفلان
---------------------------
(1) في نسخة ( ض ) : يظهرون وفيهم أبو عبدالله الحسين بن علي ( عليه السلام ) .
وفي نسخة ( س ) : فيقبل الحسين بن علي ( عليه السلام ) .
وفي المختصر المطبوع والبحار : يظهر منهم أبو عبدالله الحسين بن علي ( عليه السلام ) .
وما في المتن من نسخة ( ق ) .
(2) الفتح 48 : 10 .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 443 _
ويعدّونهم بأسمائهم ، ويكون هذا أوّل طلوع الشمس في ذلك اليوم ، فإذا طلعت الشمس وأضاءت صاح صائح بالخلائق من عين الشمس بلسان عربي مبين ، يُسمع من في السماوات والأرضين :
يا معشر الخلائق هذا مهديّ آل محمّد ـ ويسمّيه باسم جدّه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ويكنّيه ، وينسبه إلى أبيه الحسن الحادي عشر إلى الحسين بن علي صلوات الله عليهم أجمعين ـ بايعوه تهتدوا ، ولا تخالفوا أمره فتضلّوا.
فأوّل من يقبّل يده الملائكة ، ثمّ الجنّ ، ثمّ النقباء ويقولون : سمعنا وأطعنا ، ولا يبقى ذو اُذن من الخلائق إلاّ سمع ذلك النداء ، وتقبل الخلائق من البدو والحضر ، والبرّ والبحر ، يحدّث بعضهم بعضاً ، ( ويستفهم بعضهم بعضاً )
(1) ، ما سمعوا بآذانهم .
فإذا دنت الشمس للغروب ، صرخ صارخ
(2) من مغربها : يا معشر الخلائق قد ظهر ( ربّكم بوادي اليابس )
(3) من أرض فلسطين وهو عثمان بن عنبسة الاُموي
(4) من ولد يزيد بن معاوية لعنهم الله فبايعوه تهتدوا ، ولا تخالفوا عليه فتضلّوا ، فيردّ عليه الملائكة والجنّ والنقباء قوله ويكذّبونه ، ويقولون له : سمعنا وعصينا ، ولا يبقى ذو شكّ ولا مرتاب ، ولا منافق ، ولا كافر إلاّ ضلّ بالنداء الأخير.
وسيّدنا القائم صلوات الله عليه مسند ظهره إلى الكعبة ويقول : يا معشر الخلائق ألا ومن أراد أن ينظر إلى آدم وشيث ، فها أنا ذا آدم وشيث .
---------------------------
(1) في نسخة ( س ) : ويسمع ، بدل ما بين القوسين .
(2) الصارخ هو ابليس عليه لعنة الله ، كما ورد في الحديث في ارشاد المفيد 2 : 371 ، وإعلام الورى 2 : 279 .
(3) في نسختي ( س وق ) : بكم موال الناس .
(4) وهو السفياني لعنه الله .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 444 _
ألا ومن أراد أن ينظر إلى نوح وولده سام ، فها أنا ذا نوح وسام .
ألا ومن أراد أن ينظر إلى إبراهيم وإسماعيل ، فها أنا ذا إبراهيم وإسماعيل .
ألا ومن أراد أن ينظر إلى موسى ويوشع ، فها أنا ذا موسى ويوشع .
ألا ومن أراد أن ينظر إلى عيسى وشمعون ، فها أنا ذا عيسى وشمعون .
ألا ومن أراد أن ينظر إلى محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأمير المؤمنين صلوات الله عليه ، فها أنا ذا محمّد وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما .
ألا ومن أراد أن ينظر إلى الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، فها أنا ذا الحسن والحسين ( عليهما السلام ) .
ألا ومن أراد أن ينظر إلى الأئمّة من ولد الحسين ( عليهم السلام ) ، فها أنا ذا الأئمّة ( عليهم السلام ) .
أجيبوا إلى مسألتي فإنّي اُنبّئكم بما نبّئتم به وما لم تنبأوا به.
ومن كان يقرأ الكتب والصحف فليسمع منّي ، ثمّ يبتدئ بالصحف التي أنزلها الله عزّ وجلّ على آدم وشيث ( عليهما السلام ) ، وتقول اُمّة آدم وشيث هبة الله : هذه والله هي الصحف حقّاً ، ولقد أرانا ما لم نكن نعلمه فيها ، وما كان خفي علينا وما كان اُسقط منها وبُدّل وحُرّف .
ثمّ يقرأ صحف نوح وصحف إبراهيم ( عليهما السلام ) والتوراة والإنجيل والزبور ، فيقول أهل التوراة والإنجيل والزبور : هذه والله صحف نوح وإبراهيم ( عليهما السلام ) حقّاً ، وما اُسقط منها وبُدّل وحُرّف منها ، هذه والله التوراة الجامعة والزبور التام والإنجيل الكامل ، وإنّها أضعاف ما قرأنا منها .
ثمّ يتلو القرآن فيقول المسلمون : هذا والله القرآن حقّاً ، الذي أنزله الله تعالى على محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وما اُسقط منه وحرّف وبُدّل .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 445 _
ثمّ تظهر الدابّة
(1) بين الركن والمقام ، فيكتب في وجه المؤمن : مؤمن ، وفي وجه الكافر : كافر .
ثمّ يظهر السفياني ويسير جيشه إلى العراق فيخرّبه ، ويخرّب الزوراء ويتركهما جمّاء
(2) ، ويخرّب الكوفة والمدينة وتروّث بغالهم في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ).
وجيش السفياني يومئذ ثلاثمائة ألف رجل ، بعد أن خرّب الدنيا ، ثمّ يخرج إلى البيداء يريد مكّة وخراب البيت ، فلمّا صار بالبيداء وعرّس
(3) بها ، صاح بهم صائح : يا بيداء أبيدي فتبتلعهم الأرض بخيلهم فيبقى اثنان ، فينزل ملك فيحوّل وجوههما إلى ورائهما ويقول : يا بشير
(4) امض إلى المهدي وبشّره بهلاك جيش السفياني.
وقال للذي اسمه نذير : امض إلى السفياني فعرّفه بظهور المهدي ( عليه السلام ) مهدي آل محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ).
فيمضي مبشّراً
(5) إلى المهدي ( عليه السلام ) ويعرّفه بهلاك جيش السفياني ، وإنّ الأرض انفجرت ، فلم يبق من الجيش عقال ناقة ، فإذا بات مسح المهدي ( عليه السلام ) على وجهه ويردّه خلقاً سويّاً ، ويبايعه ويكون معه.
---------------------------
(1) المراد من الدابّة : هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، كما ورد في تفسير قوله تعالى في سورة النمل آية 82 ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الأرض تكلّمهم أنّ الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ) انظر تفسير البرهان 4 : 227 وما بعدها ، والذي نقل من المصادر المعتبرة .
(2) جمّاء : أي أرض بلا دور وسكنى .
(3) عرّس بها : نزل في آخر الليل للاستراحة ، القاموس المحيط 2 : 361 .
(4) في نسخة ( ق ) : لمبشر ، وفي نسخة ( س ) : يا مبشّر .
(5) في نسخة ( س ) : المبشر .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 446 _
( وتظهر الملائكة والجنّ ، وتخالط الناس )
(1) ، ويسيرون معه ، ولينزلنّ أرض الهجرة ، ولينزلنّ ما بين الكوفة والنجف ، ويكون حينئذ عدّة أصحابه ستّة وأربعون ألفاً من الملائكة ، ومثلها من الجنّ ، ثمّ ينصره الله ويفتح على يده .
وقال ( عليه السلام ) عن الكوفة : لا يبقى مؤمن إلاّ كان بها أو حواليها ، وليبلغنّ مجالة فرس منها ألفي درهم ، إي والله وليودنّ أكثر الناس أنّه اشترى شبراً من أرض السبع بشبر من ذهب ـ والسبع خطة من خطط همدان ـ ولتصيرنّ الكوفة أربعة وخمسين ميلاً ، وليجاورنّ قصورها كربلاء ، وليصيّرنّ الله كربلاء معقلاً ومقاماً تختلف
(2) فيها الملائكة والمؤمنون ، وليكوننّ لها شأن عظيم ، وليكوننّ فيها من البركات ، ما لو وقف مؤمن ودعا ربّه بدعوة لأعطاه بدعوته الواحدة مثل ملك
(3) الدنيا ألف مرّة ).
ثمّ تنفّس أبو عبدالله ( عليه السلام ) وقال : ( يا مفضّل إنّ بقاع الأرض تفاخرت ، ففخرت كعبة البيت الحرام على بقعة كربلاء ، فأوحى الله إليها : أن اسكتي كعبة البيت الحرام ولا تفتخري على كربلاء.
فإنّها البقعة المباركة التي نودي موسى منها في الشجرة
(4).
---------------------------
(1) في المصدر والبحار : قال المفضّل : يا سيدي وتظهر الملائكة والجن للناس قال ( عليه السلام ) : ( إي والله يا مفضّل ويخالطونهم كما يكون الرجـل مع خاصته ـ في البحار : مع حاشيته ـ وأهله ) ، قلت : يا سيدي ويسيرون معه ؟
قال ( عليه السلام ) : ( إي والله يا مفضّل ... ) ، بدل ما بين القوسين.
(2) في نسخة ( ق ) : تعتكف .
(3) في المختصر المطبوع ص 186 ونسخة ( س ) : تلك .
(4) في نسخة ( س وض وق ) : الصخرة ، وما في المتن يؤيّده ما في القرآن الكريم في سورة القصص آية 30 ( فلمّا أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن ياموسى إنّي أنا الله ربّ العالمين ).
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 447 _
وإنّها الربوة التي أوت إليها مريم والمسيح ( عليهما السلام ).
( وإنّها الدالية
(1) التي غسل بها رأس الحسين ( عليه السلام ) )
(2) ، وفيها غسلت مريم عيسى ( عليهما السلام ) واغتسلت من ولادتها .
وإنّها خير بقعة عرج
(3) رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) منها وقت غيبته ، وليكوننّ لشيعتنا فيها حياة إلى ظهور قائمنا ( عليه السلام ) ).
قال المفضّل : يا سيدي ثمّ يسير المهدي إلى أين ؟
قال ( عليه السلام ) : ( إلى مدينة جدّي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فإذا وردها كان له فيها مقام عجيب ، يظهر فيه سرور المؤمنين وخزي الكافرين ).
قال المفضّل : يا سيدي ما هو ذاك ؟
قال : ( يرد إلى قبر جدّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فيقول : يا معشر الخلائق هذا قبر جدّي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فيقولون : نعم يا مهدي آل محمّد ، فيقول : ومن معه في القبر ؟ فيقولون : صاحباه وضجيعاه أبو بكر وعمر ، فيقول : ـ وهو أعلم بهما والخلائق كلّهم جميعاً يسمعون ـ من أبو بكر وعمر ؟ وكيف دُفنا من بين الخلق مع جدّي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعسى المدفون غيرهما ؟ فيقول الناس : يا مهدي آل محمّد ما هاهنا غيرهما ، إنّهما دفنا معه ، لأنّهما خليفتا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأبوا زوجتيه .
---------------------------
(1) الدالية : المنجنون تديرها البقر ، والناعورة يديرها الماء ، الصحاح 6 : 2339 ، والظاهر المراد منه ماء الفرات.
(2) ما بين القوسين لم يرد في المختصر المطبوع ص 186.
(3) في نسخة ( ق ) : يخرج ، وفي المصدر : يخرج الرسول.
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 448 _
فيقول للخلق بعد ثلاثة أيّام : أخرجوهما من قبريهما ، فيخرجان غضّين طريّين لم يتغيّر خلقهما ، ولم يشحب لونهما.
فيقول : هل فيكم من يعرفهما ؟ فيقولون : نعرفهما بالصفة ، وليس ضجيعي جدّك غيرهما.
فيقول : هل فيكم أحد يقول غير هذا أو يشكّ فيهما ؟ فيقولون : لا ، فيؤخّر إخراجهما ثلاثة أيام.
ثمّ ينتشر الخبر في الناس ، ويحضر المهدي ( عليه السلام ) ويكشف الجدران عن القبرين ، ويقول للنقباء : ابحثوا عنهما وانبشوهما ، فيبحثون بأيديهم حتى يصلوا إليهما ، فيخرجان غضّين طريين كصورتهما في الدنيا.
فيكشف عنهما أكفانهما ، ويأمر برفعهما على دوحة
(1) يابسة نخرة ، فيصلبهما عليها ، فتحيى
(2) الشجرة وتورق وتونع
(3) ويطول فرعها .
فيقول المرتابون من أهل ولايتهما : هذا والله الشرف حقّاً ، ولقد فزنا بمحبّتهما وولايتهما ، ويخبر
(4) من أخفى ما في نفسه ـ ولو مقياس حبّة ـ من محبّتهما وولايتهما ، فيحضرونهما ويرونهما ويفتنون بهما .
وينادي منادي المهدي ( عليه السلام ) : كلّ من أحبّ صاحبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وضجيعيه فلينفرد جانباً ، فيتجزّء الخلق جزءين : أحدهما موال والآخر متبرّئ
---------------------------
(1) الدوحة : الشجرة العظيمة ، القاموس المحيط 1 : 220 ـ دوح .
(2) في نسخة ( ق ) : فتتحرّك .
(3) في المصدر : وتنبع .
(4) في المصدر : ويخسر .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 449 _
منهما.
فيعرض المهدي ( عليه السلام ) على أوليائهما البراءة منهما ، فيقولون : يا مهدي آل رسول الله نحن لم نتبرأ منهما ، وما كنّا نقول : أنّ لهما عند الله وعندك هذه المنزلة ، وهذا الذي بدا لنا من فضلهما ، أنبرأ الساعة منهما ، وقد رأينا منهما ما رأينا في هذا الوقت ؟ من نضارتهما وغضاضتهما ، وحياة هذه الشجرة بهما ؟ بلى والله نبرأ منك ، وممّن آمن بك ، وممّن لا يؤمن بهما ، وممّن صلبهما وأخرجهما ، وفعل بهما ما فعل ، فيأمر المهدي ( عليه السلام ) ريحاً سوداء فتهبّ عليهم فتجعلهم كأعجاز نخل خاوية.
ثمّ يأمر بإنزالهما فيُنزلان إليه فيحييهما بإذن الله تعالى ، ويأمر الخلائق بالاجتماع ، ثمّ يقصّ عليهم قصص فعالهما في كلّ كور ودور ، حتى يقصّ عليهم قتل هابيل بن آدم ( عليه السلام ) ، وجمع النار لإبراهيم ( عليه السلام ) ، وطرح يوسف ( عليه السلام ) في الجب ، وحبس يونس ( عليه السلام ) في بطن الحوت ، وقتل يحيى ( عليه السلام ) ، وصلب عيسى ( عليه السلام ) ، وعذاب جرجيس ودانيال ( عليهما السلام ) ، وضرب سلمان الفارسي ، واشعال النار على باب أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) لإحراقهم بها ، وضرب يد الصدّيقة الكبرى فاطمة بالسوط ، ورفس بطنها واسقاطها محسناً ، وسمّ الحسن ( عليه السلام ) ، وقتل الحسين ( عليه السلام ) ، وذبح أطفاله وبني عمّه وأنصاره ، وسبي ذراري رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وإراقة دماء آل محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وكل دمّ سفك ، وكلّ فرج نكح حراماً ، وكلّ ( رين وخبث وفاحشة )
(1) وإثم وظلم ، وجور وغشم ، منذ عهد آدم ( عليه السلام ) إلى وقت قيام قائمنا ( عليه السلام ) ، كلّ ذلك يعدّده عليهما ، ويلزمهما إيّاه فيعترفان به .
---------------------------
(1) في المصدر : وأكل كلّ سحت وفاحشة ، وفي نسخة ( ض ) : وكلّ ربا وسحت وفاحشة ، وفي المختصر المطبوع 187 : وكل زنى وخبث وفاحشة .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 450 _
ثمّ يأمر بهما فيقتصّ منهما في ذلك الوقت بمظالم من حضر ، ثمّ يصلبهما على الشجرة ، ويأمر ناراً تخرج من الأرض فتحرقهما والشجرة ، ثمّ يأمر ريحاً فتنسفهما في اليمّ نسفاً ).
قال المفضّل : يا سيدي ذلك آخر عذابهما ؟
قال ( عليه السلام ) : ( هيهات يا مفضّل ، والله ليردّنّ وليحضرنّ السيّد الأكبر محمّد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والصدّيق الأكبر أمير المؤمنين ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، والأئمّة ( عليهم السلام ) ، وكلّ من محض الإيمان محضاً ، أو محض الكفر محضاً ، وليقتصّنّ منهما بجميع المظالم
(1) ، حتى أنّهما ليقتلان في كلّ يوم وليلة ألف قتلة ، ويردّان إلى ما شاء الله.
ثمّ يسير المهدي ( عليه السلام ) إلى الكوفة ، وينزل ما بين الكوفة والنجف ، وعدد أصحابه في ذلك اليوم ستّة وأربعون ألفاً من الملائكة ومثلها من الجن
(2) ، والنقباء ثلاثمائة وثلاثة عشر نفساً ).
قال المفضّل : يا سيدي كيف تكون دار الفاسقين في ذلك الوقت ؟
قال ( عليه السلام ) : ( في لعنة الله وسخطه وبطشه ، تخرّبها الفتن ، وتتركها حمماً
(3) ، فالويل لها ولمن بها كلّ الويل من الرايات الصفر ورايات المغرب ، ومن يجلب الجزيرة
(4) ،
---------------------------
(1) في نسخة ( س ) والمختصر المطبوع : فعلهما .
(2) في المصدر والبحار : وستّة آلاف من الجن .
(3) في المختصر المطبوع والبحار : جمّاء .
(4) في نسخة ( ق ) والمصدر : كلب الجزيرة .