( إنّكم لا ترون الساعة حتى تروا قبلها عشر آيات :
  طلوع الشمس من مغربها ، والدجّال ، ودابّة الأرض ، وثلاثة خسوف تكون في الأرض ، خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، ونزول (1) عيسى بن مريم ( عليهما السلام ) ، وخروج يأجوج ومأجوج ، وتكون آخر الزمان نار تخرج من اليمن من قعر الأرض لا تدع خلفها أحداً ، تسوق الناس إلى المحشر ، كلّما قاموا قامت لهم تسوقهم إلى المحشر ) (2) .
  [ 523/16 ] محمّد بن علي الصدوق ( رحمه الله ) ، عن حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ، قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي مولى بني هاشم ، قال : أخبرني القاسم بن محمّد بن حمّاد ، قال : حدّثنا غياث بن إبراهيم ، قال : حدّثنا الحسين بن زيد بن علي ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي ( عليهم السلام ) قال : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أبشروا ثمّ أبشروا ـ ثلاث مرات ـ إنّما مثل اُمّتي كمثل غيث لا يدرى أوله خير أم آخره .
  إنّما مثل اُمّتي كمثل حديقة اُطعم منها فوج عاماً ، ثمّ اُطعم منها فوج عاماً ، لعلّ آخرها فوجاً يكون أعرضها بحراً ، وأعمقها طولاً وفرعاً ، وأحسنها جنىً ، وكيف تهلك اُمّة أنا أولها ، واثنا عشر من بعدي من السعداء واُولي الألباب ، والمسيح عيسى بن مريم ( عليه السلام ) آخرها ، ولكن يهلك بين ذلك نتج (3) الهرج ليسوا منّي ولست

---------------------------
(1) في المصدر والبحار : وخروج .
(2) الخصال : 449/52 ، وعنه في البحار 6 : 304/3 .
(3) في نسخة ( ق ) : تيح ، وكذلك البحار .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 477 _

  منهم ) (1).
  [ 524/17 ] ومن الكتاب المذكور أيضاً الذي فيه خطب مولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) خطبة قال فيها بعد كلام طويل : ( يا رسول الله بأي المنازل اُنزلهم إذا فعلوا ذلك ؟ قال : بمنزلة فتنة ، ينقذ الله بنا أهل البيت عند ظهورنا السعداء من اُولي الألباب إلاّ أن يدّعوا الضلالة ، ويستحلّوا الحرام في حرم الله ، فمن فعل ذلك منهم فهو كافر.
  يا علي : بنا ختم الله ، وبنا فتح الإسلام ، وبنا يختمه ، بنا أهلك الله الأوثان ومن يعبدها ، وبنا يقصم كلّ جبّار وكلّ منافق ، حتى ليقتل في الحق من يقتل في الباطل.
  يا علي : إنّما مثل هذه الاُمّة مثل حديقة اُطعم منها فوج عاماً ، ثمّ فوج عاماً ، ثم فوج عاماً ، فلعلّ آخرها فوجاً أن يكون أثبتها أصلاً ، وأحسنها فرعاً ، وأمدّها ظلاًّ ، وأحلاها جنىً ، وأكثرها خيراً ، وأوسعها عدلاً ، وأطولها ملكاً .
  ( يا علي : كيف تهلك اُمّة أنا أوّلها ، ومهديها وسطها ، والمسيح بن مريم آخرها ) (2) .
  يا علي : إنّما مثل هذا الاُمّة كمثل الغيث لا يُدرى أوله خير أم آخره ، وبعد ذلك نتج الهرج ، لست منه وليس منّي ) (3) إلى آخر الخطبة.
  [ 525/18 ] ومن كتاب التنزيل والتحريف أحمد بن محمّد السيّاري ، عن

---------------------------
(1) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 52/18 ، الخصال : 475/39 ، كمال الدين : 269/14 ، وعنهم في البحار 36 : 242/48 .
(2) ما بين القوسين لم يرد في المختصر المطبوع .
(3) وعنه في نهج السعادة 1 : هامش صفحة 387 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 478 _

  محمّد بن خالد ، عن عمر بن عبدالعزيز ، عن عبدالله بن نجيح اليماني ، قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) ( لتسئلنّ يومئذ عن النعيم ) (1) قال : ( النعيم الذي أنعم الله عليكم بمحمّد وآل محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ) وفي قوله تعالى ( لو تعلمون علم اليقين ) (2) قال : ( المعاينة ) وفي قوله تعالى ( كلاّ سوف تعلمون * ثمّ كلاّ سوف تعلمون ) (3) قال : ( مرّة بالكرّة واُخرى يوم القيامة ) (4).
  [ 526/19 ] محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى وأحمد بن محمّد جميعاً ، عن محمّد بن الحسن ، عن علي بن حسّان ، قال : حدّثني أبو عبدالله الرياحي (5) ، عن أبي الصامت الحلواني ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنا قسيم الله بين الجنّة والنّار ، لا يدخلها داخل إلاّ على أحد قسمي ، وأنا الفاروق الأكبر ، وأنا الإمام لمن بعدي ، والمؤدّي عمّن كان قبلي ، لا يتقدّمني أحد إلاّ أحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وإنّي وإيّاه لعلى سبيل واحد ، إلاّ أنّه هو المدعوّ باسمه ، ولقد اُعطيت الست : علم البلايا والمنايا ، والوصايا ، وفصل الخطاب ، وإنّي لصاحب الكرّات ، ودولة الدول ، وإنّي لصاحب العصا والميسم ، والدابّة التي تكلّم الناس ) (6).
  [ 527/20 ] ومن كتاب الاحتجاج لأبي منصور أحمد بن أبي طالب الطبرسي ( رحمه الله ) قال : روي أنّ يوماً قال أبو حنيفة لمؤمن الطاق : إنّكم تقولون بالرجعة ؟ قال : نعم ، قال أبو حنيفة : فأعطني الآن ألف درهم حتى اُعطيك ألف دينار

---------------------------
(1 و 2 و 3) التكاثر 102 : 8 و5 و3 ـ 4 .
(4) التنزيل والتحريف : 70 ـ مصورة من مكتبة السيد المرعشي ، وعنهما في البحار 53 : 107/135 ، وفي التنزيل : مرّة بالكوفة ، بدل : مرة بالكرّة .
(5) في نسختي ( ض وق ) الرماحي ، وفي ( س ) : الرماني .
(6) الكافي 1 : 198/ ذيل حديث 3 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 479 _

  إذا رجعنا ، قال الطاقي لأبي حنيفة : فأعطني كفيلاً بأنّك ترجع انساناً ولا ترجع خنزيراً (1).
  [ 528/21 ] ومن كتاب الغارات لإبراهيم بن محمّد بن سعيد بن هلال الثقفي : روى حديثاً عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) منه قيل له : فما ذو القرنين ؟ قال ( عليه السلام ) : ( رجل بعثه الله إلى قومه فكذّبوه وضربوه على قرنه فمات ، ثمّ أحياه الله ، ثمّ بعثه إلى قومه فكذّبوه وضربوه على قرنه الآخر فمات ، ثمّ أحياه الله ، فهو ذو القرنين لأنّه ضربت قرناه ).
  وفي حديث آخر : ( وفيكم مثله ) يريد نفسه ( عليه السلام ) (2).
  [ 529/22 ] ومنه أيضاً : حدّثنا عبدالله بن اسيد الكندي ـ وكان من شرطة الخميس ـ عن أبيه ، قال : إنّي لجالس مع الناس عند عليّ ( عليه السلام ) إذا جاء ابن معن وابن نعج معهما عبدالله بن وهب الراسبي (3) ، قد جعلا في حلقه ثوباً يجرّانه ، فقالا : يا أمير المؤمنين اقتله ولا تداهن الكذّابين ، قال : ( ادنه ) فدنا ، فقال لهما : ( فما يقول ؟ ) قالا : يزعم أنّك دابّة الأرض ، وأنّك تُضرب على هذا قبيل هذا ـ يعنون رأسه إلى لحيته ـ

---------------------------
(1) الاحتجاج 2 : 214 ، وعنه في البحار 47 : 399.
(2) الغارات : 105 ـ 106 ، وعنهما في البحار 53 : 107 ، 137.
(3) عبدالله بن وهب الراسبي : عدّه الشيخ من أصحاب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، قائلاً : رأس الخوارج ملعون ، وهو القائل في ارجوزته في حرب الخوارج ضد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
أنا ابن وهب الراسبي الشاري      أضـرب في القوم لأخذ iiالثأر
حـتى  تـزول دولة الأشرار      ويـرجع الـحق إلى iiالأخيار

  والشراة هم قبيلة من الخوارج .
  رجال الطوسي : 52/96 ، المناقب لابن شهرآشوب 3 : 220 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 480 _

  فقال : ( ما يقول هؤلاء ؟ ) قال : يا أمير المؤمنين حدّثتهم حديثاً حدّثنيه عمّار بن ياسر ، قال : ( اتركوه فقد روى عن غيره.
  يا بن اُم السوداء إنّك تبقر الحديث بقراً ، ولتبقرنّ كما تبقره ، خلّوا سبيل الرجل ، فإن يك كاذباً فعليه كذبه ، وإن يك صادقاً يصبني الذي يقول ) (1).
  [ 530/23 ] ومنه أيضاً : عن عباية ، قال : سمعت علياً ( عليه السلام ) يقول : ( أنا سيّد الشيب وفيّ سنّة من أيوب ( عليه السلام ) ، والله ليجمعنّ الله لي أهلي كما جمعوا ليعقوب ( عليه السلام ) ) (2).
  ( إعلم أنّ في هذا الحديث دلالة بيّنة على رجعته صلوات الله عليه إلى الدنيا لقوله : ( فيّ سنّة من أيوب ) ) (3) لأنّ أيوب ( عليه السلام ) ابتُلي ثمّ عافاه الله من بلواه ، واُوتي أهله ، ومثلهم معهم ، كما حكى الله سبحانه.
  فروي أنّه أحيا له أهله الذين قد ماتوا لمّا أذهب بلواه ، وكشف ضرّه ، وقد صحّ عنهم صلوات الله عليهم أنّه : ( كلّ ما كان في بني اسرائيل يكون في هذه الاُمّة مثله ، حذوا النعل بالنعل ، والقذّة بالقذّة ) وقد قال : ( إنّ فيه شبهه ( عليه السلام ) ).
  وقوله ( عليه السلام ) : ( والله ليجمعنّ الله لي أهلي كما جمعوا ليعقوب ( عليه السلام ) ) فإنّ يعقوب ( عليه السلام ) فرّق بينه وبين أهله برهة من الزمان ، ثمّ جمعوا له ، فقد حلف ( عليه السلام ) أنّ الله سبحانه وتعالى سيجمع له ولده كما جمعهم ليعقوب ( عليه السلام ) ، وقد كان اجتماع يعقوب

---------------------------
(1) وعنهما في البحار 53 : 108 .
(2) لم أعثر عليه في الغارات ، بل وجدته في أمالي المفيد : 145/4 ، باختلاف يسير ، وعن مسعدة بن صدقة في إرشاد المفيد 1 : 290 ، وعن المختصر عن الغارات في البحار 53 : 108 .
(3) ما بين القوسين لم يرد في المختصر المطبوع .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 481 _

  بولده في دار الدنيا ، فيكون أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كذلك في الدنيا ، يجمعون له في رجعته ( عليه السلام ) وولده الأئمّة ( عليهم السلام ) الأحد عشر ، وهم المنصوص على رجعتهم في أحاديثهم الصحيحة الصريحة ، والعاقبة للمتقين وهم المتقون .
  ومن كتاب تأويل ما نزل من القرآن في النبي وآله صلوات الله عليه وعليهم تأليف أبي عبدالله محمّد بن العباس بن مروان ، وعلى هذا الكتاب خطّ السيّد رضي الدين علي بن موسى بن طاووس ما صورته :
  قال النجاشي في كتاب الفهرست ما هذا لفظه : محمّد بن العباس ثقة ثقة في أصحابنا ، عين سديد ، له كتاب المقنع في الفقه ، وكتاب الدواجن ، كتاب ما نزل من القرآن في أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وقال جماعة من أصحابنا : إنّه كتاب لم يصنّف في معناه مثله (1) ، رواية علي بن موسى بن طاووس ، عن فخار بن معد العلوي وغيره ، عن شاذان بن جبرئيل ، عن رجاله .
  ومنه قوله عزّ وجلّ ( إن نشأ ننزّل عليهم من السماء آية فظلّت أعناقهم لها خاضعين ) (2).
  [ 531/24 ] حدّثنا علي بن عبدالله بن أسد ، قال : حدّثني إبراهيم بن محمّد ، قال : حدّثنا أحمد بن معمّر الأسدي ، قال : حدّثنا محمّد بن فضل ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس في قوله جلّ وعزّ ( إنّ نشأ ننزّل عليهم من السماء آية فظلّت أعناقهم لها خاضعين ) قال : هذه نزلت فينا وفي بني اُميّة ، تكون لنا عليهم دولة ،

---------------------------
(1) رجال النجاشي : 379/1030 .
(2) الشعراء 26 : 4 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 482 _

  فتذلّ أعناقهم لنا بعد صعوبة ، وهوان بعد عزّ (1).
  [ 532/25 ] حدّثنا أحمد بن سعيد ، قال : حدّثنا أحمد بن الحسن ، حدّثنا أبي ، حدّثنا حصين بن مخارق (2) ، عن أبي الورد ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قوله تعالى ( إن نشأ ننزّل عليهم من السماء آية ) (3) قال ( عليه السلام ) : ( النداء من السماء باسم رجل واسم أبيه ) (4).
  [ 533/26 ] حدّثنا الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سألته عن قوله الله عزّ وجلّ ( إن نشأ ننزّل عليهم من السماء آية فظلّت أعناقهم لها خاضعين ) (5) قال : ( تخضع لها رقاب بني اُميّة ، قال : ذلك بارز عند زوال الشمس ، قال : وذاك علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه ، يبرز عند زوال الشمس على رؤوس الناس ساعة حتى يبرز وجهه ، ويعرف الناس حسبه ونسبه .

---------------------------
(1) تأويل الآيات 1 : 386/1 ، وعنهما في البحار 53 : 109/1 وعن الكنز في البحار 52 : 284/12 ، وتفسير البرهان 4 : 168/7 .
(2) حصين بن المخارق : ابن عبدالرحمن بن ورقاء بن حبشي بن جنادة السلولي ، وحبشي له صحبة مع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) بهذا الاسم ، ومن أصحاب الإمام الكاظم ( عليه السلام ) باسم : الحسين بن مخارق .
رجال النجاشي : 145/376 ، رجال الشيخ : 178/223 و348/23 .
(3 و 4) الشعراء 26 : 4 .
(5) نقله البحراني عن كتاب الرجعة لبعض السادة المعاصرين في تفسير البرهان 4 : 169/11 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 483 _

  ثمّ قال : أما إنّ بني اُميّة ليختبينّ الرجل منهم إلى جنب شجرة فتقول : هذا رجل من بني اُميّة فاقتلوه ) (1).
  [ 534/27 ] حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن الحسن ، قال : حدّثنا عبدالله بن محمّد الزيّات ، قال : حدّثنا محمّد ـ يعني ابن الجنيد ـ ، قال : حدّثنا مفضّل بن صالح ، عن جابر ، عن أبي عبدالله الجدلي ، قال : دخلت على علي ( عليه السلام ) يوماً ، فقال : ( أنا دابة الأرض ) (2).
  [ 535/28 ] حدّثنا علي بن أحمد بن حاتم ، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي (3) ، حدّثنا خالد بن مخلّد ، حدّثنا عبدالكريم بن يعقوب الجعفي ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي عبدالله الجدلي ، قال : دخلت على علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فقال : ( ألا اُحدّثك ثلاثاً قبل أن يدخل عليّ وعليك داخل ؟ قلت : بلى ، قال : ( أنا عبدالله ، وأنا دابّة الأرض ، صدقها وعدلها ، وأخو نبيّها ، أنا عبدالله ، ألا اُخبرك بأنف المهدي وعينيه ؟ ) قال : قلت : نعم ، فضرب بيده إلى صدره فقال : ( أنا ) (4).
  [ 536/29 ] حدّثنا محمّد بن الحسن بن الصباح ، حدّثنا الحسين بن الحسن القاشي ، حدّثنا علي بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن عبدالرحمن بن سيابة ، عن أبي

---------------------------
(1) تأويل الآيات 1 : 386/3 ، وعنه في البحار 53 : 109/2 ، والبحراني في تفسير البرهان 4 : 169/12 ، عن كتاب الرجعة لبعض المعاصرين .
(2) تأويل الآيات 1 : 403/7 ، و عنه في الايقاظ من الهجعة : 381/149 ، وتفسير البرهان 4 : 229/6 ، والبحار 53 : 100/120 .
(3) في نسخة ( ض ) : الرشيدي .
(4) تأويل الآيات 1 : 404/8 ، وعنه في تفسير البرهان 4 : 229/7 ، والإيقاظ من الهجعة : 383/152 ، والبحار 53 : 110/4 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 484 _

  داود ، عن أبي عبدالله الجدلي ، قال : دخلت على عليّ ( عليه السلام ) ، فقال : ( اُحدّثك بسبعة أحاديث إلاّ أن يدخل علينا داخل ) قال : قلت افعل جعلت فداك ، قال : ( أتعرف أنف المهدي وعينه ؟ ) قال : قلت : أنت يا أمير المؤمنين ، قال : ( وحاجبا (1) الضلالة تبدو مخازيهما في آخر الزمان ) قال : قلت : أظنّ والله يا أمير المؤمنين أنّهما فلان وفلان ، فقال : ( الدابّة وما الدابة ، عدلها وصدقها ، وموقع بعثها ، والله مهلك من ظلمها ) وذكر الحديث (2).
  [ 537/30 ] حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثني علي بن الحسن السلمي (3) ، حدّثنا أيوب بن نوح ، عن صفوان ، عن يعقوب ـ يعني ابن شعيب ـ عن عمران بن ميثم ، عن عباية ، قال : أتى رجل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فقال : حدّثني عن الدابّة ، قال : ( وما تريد منها ؟ ) قال : أحببت أن أعلم علمها ، قال : ( هي دابّة مؤمنة ، تقرأ القرآن ، وتؤمن بالرحمن ، وتأكل الطعام ، وتمشي في الأسواق ) (4).
  [ 538/31 ] حدّثنا الحسين بن أحمد ، حدّثنا محمّد بن عيسى ، حدّثنا صفوان بن يحيى ، عن يعقوب بن شعيب ، عن عمران بن ميثم ، عن عباية ، وذكر مثله ، وزاد في آخره : قال : من هو يا أمير المؤمنين ؟ قال : ( هو عليّ ثكلتك اُمّك ) (5).
  [ 539/32 ] حدّثنا إسحاق بن محمّد بن مروان ، حدّثنا أبي ، أخبرنا عبدالله بن

---------------------------
(1) في نسخة ( س ) : وصاحب .
(2) وعنه في البحار 53 : 110/5 ، وانظر تأويل الآيات 1 : 405/1 من هامش الصفحة .
(3) في المختصر المطبوع ص 207 : الحسن السلمي ، وما في المتن من نسختي ( س وض ) وهو الموافق لطبقات الرواة ، انظر ما قبله وما بعده من الرواة في المعاجم الرجالية .
(4) وعنه في البحار 53 : 110/6 ، وانظر تأويل الآيات 1 : 405/2 من هامش الصفحة .
(5) وعنه في البحار 53 : 111/7 ، وانظر تأويل الآيات 1 : 406/3 ، من هامش الصفحة .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 485 _

  الزبير القرشي ، حدّثني يعقوب بن شعيب ، قال : حدّثني عمران بن ميثم أنّ عباية حدّثه أنّه كان عند أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ( خامس خمسة وهو أصغرهم يومئذ ، فسمع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ) (1) يقول : ( حدّثني أخي أنّه ختم ألف نبيّ ، وإنّي ختمت ألف وصي ، وإنّي كُلّفت ما لم يكلّفوا .
  وإنّي لأعلم ألف كلمة ، ما يعلمها غيري وغير محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ما منها كلمة إلاّ مفتاح ألف باب بعد ، ما تعلمون منها كلمة واحدة ، غير أنّكم تقرؤن منها آية واحدة في القرآن ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الأرض تكلّمهم أنّ الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ) (2) وما تدرونها من ! ) (3).
  [ 540/33 ] حدّثنا أحمد بن ادريس ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن إسحاق الحضرمي ، قال : حدّثنا أحمد بن مستنير ، حدّثني جعفر بن عثمان ـ وهو عمّه ـ قال : حدّثني صباح المزني ومحمّد بن كثير بن بشير بن عميرة الأزدي قالا : حدّثنا عمران بن ميثم ، حدّثني عباية بن ربعي ، قال : كنت جالساً عند

---------------------------
(1) ما بين القوسين لم يرد في المختصر المطبوع والبحار 53 ونسخة ( س ) .
(2) النمل 27 : 82 .
(3) وعنه في البحار 53 : 111/8 ، وانظر تأويل الآيات 1 : 406/4 من هامش الصفحة .
والبحراني في تفسير البرهان 4 : 229/10 ، عن كتاب الرجعة للسيد المعاصر .
وأورده باختلاف يسير الصفّار في بصائر الدرجات : 310/7 ، والنعماني في الغيبة :
258/17 ، بزيادة في ذيل الحديث .
ونقله المجلسي في البحار 26 : 317/84 ، عن كتاب تفضيل الأئمة على الانبياء ( عليهم السلام ) للمصنّف .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 486 _

  أمير المؤمنين ( عليه السلام ) خامس خمسة وذكر نحوه (1).
  [ 541/34 ] حدّثنا الحسين بن إسماعيل القاضي ، حدّثنا عبدالله بن أيوب المخزومي ، حدّثنا يحيى بن أبي بكير ، حدّثنا أبو حريز ، عن علي بن زيد بن جذعان ، عن أوس بن خالد (2) ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( تخرج دابّة الأرض ومعها عصا موسى ( عليه السلام ) ، وخاتم سليمان ( عليه السلام ) ، تجلو وجه المؤمن بعصا موسى ( عليه السلام ) ، وتسم وجه الكافر بخاتم سليمان ( عليه السلام ) ) (3).
  [ 542/35 ] حدّثنا أحمد بن محمّد بن الحسن الفقيه ، حدّثنا أحمد بن عبيد بن ناصح ، حدّثنا الحسين بن علوان ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : دخلت على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو يأكل خبزاً وخلاًّ وزيتاً ، فقلت : يا أمير المؤمنين قال الله عزّ وجلّ ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الأرض تكلّمهم ) (4)

---------------------------
(1) وعنه في البحار 53 : 111/9 ، وانظر تأويل الآيات 1 : 406/5 من هامش الصفحة .
(2) في المختصر المطبوع ص 208 ونسخه الثلاثة والمصادر الشيعية التي نقلت عنه : خالد بن أوس ، وما أثبتناه من كتب التراجم ومصادر أهل العامّة المذكورة أدناه والتي أوردت الحديث .
اُنظر ميزان الاعتدال 1 : 277/1044 ، تهذيب التهذيب 1 : 334/699 .
(3) وعنه في البحار 53 : 111/10 ، وانظر تأويل الآيات 1 : 406/6 من هامش الصفحة ، والبحراني في تفسير البرهان 4 : 230/11 ، عن كتاب الرجعة للسيد المعاصر ، وأورده باختلاف وزيادة أبو داود الطيالسي في مسنده : 334/2564 ، وابن حنبل في المسند 2 : 572/7877 ، والحاكم في المستدرك 4 : 485 ، وابن كثير في تفسير القرآن العظيم 3 : 387 .
(4) النمل 27 : 82 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 487 _

  فما هذه الدابّة ؟ قال : ( هي دابّة تأكل خبزاً وخلاًّ وزيتاً ) (1).
  [ 543/36 ] حدّثنا الحسين بن أحمد ، قال : حدّثنا محمّد بن عيسى ، حدّثنا يونس بن عبدالرحمن ، عن سماعة بن مهران ، عن الفضل بن الزبير ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : قال لي معاوية : يا معشر الشيعة تزعمون أنّ عليّاً دابّة الأرض ، فقلت : نحن نقول واليهود تقوله ، فأرسل إلى رأس الجالوت ، فقال : ويحك تجدون دابّة الأرض عندكم ، فقال : نعم ، فقال : ما هي ؟ فقال : رجل ، فقال : أتدري ما اسمه ؟ قال : نعم ، اسمه إليا ، قال : فالتفت إليّ ، فقال : ويحك ـ يا أصبغ ـ ما أقرب إليا من عليّا (2).
  [ 544/37 ] حدّثنا الحسين بن أحمد ، قال : حدّثنا محمّد بن عيسى ، حدّثنا يونس ، عن بعض أصحابه ، عن أبي بصير ، قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( أي شيء تقول الناس في هذه الآية ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الأرض تكلّمهم ) (3) فقال : ( هو أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ) (4).
  [ 545/38 ] حدّثنا محمّد بن الحسن بن الصباح ، حدّثنا الحسين بن الحسن ، حدّثنا علي بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن عبدالرحمن بن سيّابة ويعقوب بن شعيب ، عن صالح بن ميثم ، قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : حدّثني ، قال : فقال لي : ( أما سمعت الحديث من أبيك ؟ ) قلت : لا ، كنت صغيراً ، قال : قلت فأقول : فإن أصبت ،

---------------------------
(1) وعنه في البحار 53 : 112/11 ، تأويل الآيات 1 : 404/9 ، وعنه في البحار 39 : 243/ قطعة من حديث 32 .
(2) وعنه في البحار 53 : 112/12 ، وتأويل الآيات 1 : 404/10 ، وتفسير البرهان 4 : 229/9 و230/13 ، والإيقاظ من الهجعة : 384/157 .
(3) النمل 27 : 82.
(4) وعنه في البحار 53 : 112/13 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 488 _

  قلت : نعم ، وإن أخطأت رددتني عن الخطأ ، قال : ( ما أشدّ شرطك ) قال : قلت : فأقول : فإن أصبت سكت ، وإن أخطأت رددتني ، قال : ( هذا أهون عليّ ) قلت : تزعم أنّ علياً ( عليه السلام ) دابّة الأرض ، قال : ( هه ) (1) وذكر الحديث (2) .
  [ 546/39 ] حدّثنا أحمد بن إدريس ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، حدّثنا الحسين بن سعيد ، قال : حدّثنا الحسين بن بشّار ، قال : سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن الدابّة ؟ قال : ( أمير المؤمنين صلوات الله عليه الدابّة ) (3) .
  [ 547/40 ] حدّثنا أحمد بن ادريس ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، حدّثنا الحسين بن سعيد ، عن علي بن الحكم ، عن المفضّل بن صالح (4) ، عن جابر ، عن مالك بن حمزة الرواسي ، قال : سمعت أبا ذر يقول : علي ( عليه السلام ) دابّة الأرض (5) .
  [ 548/41 ] حدّثنا حميد بن زياد ، حدّثنا عبيدالله بن أحمد بن نهيك ، حدّثنا عيسى بن هشام (6) ، عن أبان ، عن عبدالرحمن بن سيّابة ، عن صالح بن ميثم (7) ، عن

---------------------------
(1) في نسخة ( س ) : هي هو ، وكلاهما لم يرد في البحار .
(2) وعنه في البحار 53 : 112/14 ، وتفسير البرهان 4 : 291/4 .
(3) وعنه في تأويل الآيات 1 : 407/9 ـ هامش الصفحة .
(4) المفضّل بن صالح : يكنى أبا جميلة ، مولى بني أسد ، كان نخّاساً يبيع الرقيق ، وقيل كان حدّاداً ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، مات في حياة الإمام الرضا ( عليه السلام )، رجال البرقي : 34 ، رجال الطوسي : 315/565 ، (5) وعنه في تأويل الآيات 1 : 407/10 ـ هامش الصفحة .
(6) في التأويل والبرهان : عبيس بن هشام .
(7) صالح بن ميثم : الكوفي الأسدي ، مولاهم تابعي ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الباقر والصادق ( عليه السلام ) وقد روى عنهما ( عليهما السلام ) ، رجال البرقي : 15 و16 ، رجال الطوسي : 126/2 و128/2 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 489 _

  أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قلت له : حدّثني ، قال : ( أليس قد سمعت من أبيك ؟ ) قلت : هلك أبي وأنا صبيّ ، قال : قلت : فأقول فإن أصبت ، قلت : نعم ، وإن أخطأت رددتني عن الخطأ ، قال : ( ما أشدّ شرطك ) قال ، قلت : فأقول : فإن أصبت سكتّ ، وإن أخطأت رددتني عن الخطأ ، قال : ( هذا أهون ) قال : قلت : فإنّي أزعم أنّ عليّاً ( عليه السلام ) دابّة الأرض ، قال : فسكتّ .
  قال : فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( وأراك والله ستقول أنّ عليّاً راجع إلينا وقرأ ( إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد ) (1) ) قال : قلت : والله لقد جعلتها فيما اُريد أن أسألك عنها فنسيتها .
  فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( أفلا اُخبرك بما هو أعظم من هذا ( وما أرسلناك إلاّ كافّة للناس بشيراً ونذيراً ) (2) لا تبقى أرض إلاّ نودي فيها بشهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ) وأشار بيده إلى آفاق الأرض (3) .
  [ 549/42 ] حدّثنا الحسين بن أحمد ، حدّثنا محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن إبراهيم بن عبدالحميد (4) ، عن أبان الأحمر ، رفعه إلى أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله

---------------------------
(1) القصص 28 : 85 .
(2) سبأ 34 : 28 .
(3) وعنه في البحار 53 : 113/15 ، وأورده الاسترآبادي في تأويل الآيات 1 : 423/20 ، وعنه في تفسير البرهان 4 : 292/7 .
(4) إبراهيم بن عبدالحميد : الأسدي الكوفي ، مولاهم ، ثقة ، له أصل ، روى عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، وقد أدرك الإمام الرضا ( عليه السلام ) ولم يسمع منه .
عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم والرضا ( عليهم السلام ) .
انظر رجال النجاشي : 20/27 ، رجال البرقي : 27 و48 و53 ، رجال الطوسي : 146/78 و342/4 و366/1 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 490 _

  عزّ وجلّ ( إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد ) (1) .
  فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( ما أحسب نبيّكم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلاّ سيطّلع عليكم اطّلاعة ) (2).
  [ 550/43 ] حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك ، حدّثنا الحسن بن علي بن مروان ، حدّثنا سعيد بن عمّار (3) ، عن أبي مروان ، قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله جلّ وعزّ ( إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد ) (4) قال : فقال لي : ( لا والله لا تنقضي الدنيا ولا تذهب حتى يجتمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعليّ ( عليه السلام ) بالثوية ، فيلتقيان ويبنيان بالثوية مسجداً له اثنا عشر ألف باب ) يعني موضعاً بالكوفة (5).
  [ 551/44 ] حدّثنا أحمد بن هوذة الباهلي ، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، حدّثنا عبدالله بن حمّاد الأنصاري ، عن أبي مريم الأنصاري ، قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) وذكر مثله (6).

---------------------------
(1 و 2) القصص 28 : 85 .
(3) وعنه في البحار 53 : 113/16 .
(4) في التأويل : سعيد بن عمر .
(5) وعنه في البحار 53 : 113/17 ، وأورده الاسترآبادي في تأويل الآيات 1 : 424/21 ، وعنه في تفسير البرهان 4 : 292/8 ، والايقاظ من الهجعة : 386/162 .
(6) وعنه في البحار 53 : 114/ ذيل ح 17 ، والايقاظ من الهجعة : 386/ ذيل حديث 162 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 492 _

  قوله عزّ وجلّ ( ولنذيقنّهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر ) (1).
  [ 552/45 ] حدّثنا الحسين بن محمّد ، قال : حدّثنا محمّد بن عيسى ، حدّثنا يونس ، عن مفضّل بن صالح ، عن زيد الشحّام ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : م ( ( العذاب الأدنى ) دابّة الأرض ) (2).
  [ 553/46 ] حدّثنا هاشم بن خلف أبو محمّد الدوري ، حدّثنا إبراهيم بن اسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل ، حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن سلمة بن كهيل ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال في خطبة خطبها في حجّة الوداع : ( لأقتلنّ العمالقة في كتيبة ، فقال له جبرئيل ( عليه السلام ) : أو علي ؟ قال : أو علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ) (3).
  [ 554/47 ] ومنه أيضاً حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك ، قال : حدّثنا محمّد بن القاسم بن إسماعيل (4) ، عن علي بن خالد العاقولي ، عن عبدالكريم بن عمرو

---------------------------
(1) السجدة 32 : 21 .
(2) وعنه في البحار 53 : 114/ ذيل حديث 18 ، وأورده الاسترآبادي في تأويل الآيات 2 : 444/7 ، وعنه في تفسير البرهان 4 : 401/4 .
وقد ورد في نسخة ( ض ) زيادة حديث لم ترد في المطبوع ولا في بقية النسخ ، ولم أعثر عليه في المصادر .
حدّثنا الحسين ، حدّثنا محمّد ، حدّثنا يونس ، عن رجل ، عن الحلبي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( ( العذاب الأدنى ) دابّة الأرض ) .
(3) وعنه في البحار 53 : 114/19 ، وأورده الحاكم في المستدرك 3 : 126 ، والطبراني في المعجم الكبير 11 : 74/11088 ، والهيثمي في مجمع الزوائد 6 : 232 ، باختلاف يسير .
(4) في المصادر : القاسم بن إسماعيل .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 493 _

  الخثعمي ، عن سليمان بن خالد ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) في قوله تعالى ( يوم ترجف الراجفة * تتبعها الرادفة ) (1) قال : ( ( الراجفة ) الحسين بن علي ( عليه السلام ) ، و ( الرادفة ) علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وأول من ينفض عن رأسه التراب الحسين بن علي ( عليه السلام ) في خمسة وسبعين ألفاً وهو قوله جلّ وعزّ ( إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد * يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ) (2) ) (3).
  [ 555/48 ] محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عمّن ذكره ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن جعفر بن محمّد ، عن كرام ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( لو كان الناس رجلين لكان أحدهما الإمام ( عليه السلام ) ).
  وقال : ( إنّ آخر من يموت الإمام ( عليه السلام ) ، لئلاّ يحتجّ أحد على الله عزّ وجلّ أنّه تركه بغير حجّة عليه ) (4).
  المراد بالإمام هنا ـ الذي هو آخر من يموت ـ الجنس ، لأنّ الحجّة تقوم على الخلق بمنذر أو هاد في الجملة دون المشار إليه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، على ما ورد عنهم صلوات الله عليهم فيما تقدّم : من أنّ الحسين بن علي ( عليه السلام ) هو الذي يغسّل المهدي ( عليه السلام ) ، ويحكم بعده في الدنيا ما شاء الله.
  ويجب على من يقرّ لآل محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالإمامة وفرض الطاعة ، أن يسلّم إليهم

---------------------------
(1) النازعات 79 : 6 ـ 7 .
(2) المؤمن 40 : 51 ـ 52 .
(3) أورده الاسترآبادي في تأويل الآيات 2 : 762/1 ، وفرات الكوفي في تفسيره : 537/689 ، وعن التأويل في تفسير البرهان 5 : 575/3 ، والبحار 53 : 106/134 .
(4) الكافي 1 : 180/3 ، وأورده الصدوق في علل الشرائع : 196/6 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 494 _

  فقد روي في الحديث عنهم ( عليهم السلام ) : ( ما كلّ ما يعلم يقال ، ولا كلّ ما يقال حان وقته ، ولا كلّ ما حان وقته حضر أهله ) (1).
  وروي أيضاً : ( لا تقولوا الجبت والطاغوت ولا تقولوا الرجعة ، فإن قالوا قد كنتم تقولون ، قولوا : الآن لا نقول ) (2).
  وهذا من باب التقية التي تعبّد الله بها عباده في زمن الأوصياء.
  [ 557/50 ] من كتاب البشارة للسيّد رضي الدين علي بن طاووس ( قدس سره ) وجدت في كتاب تاليف جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي باسناده إلى حمران بن أعين قال : عمر الدنيا مائة ألف سنة ، لسائر الناس عشرون ألف سنة ، وثمانون ألف سنة لآل محمّد عليه وعليهم السلام (3).
  ( قال السيّد رضي الدين ( رحمه الله ) : واعتقد أنني وجدت في كتاب طاهر (4) بن عبدالله أبسط من هذه الرواية ) (5).
  [ 558/51 ] ومن كتاب الغيبة لمحمّد بن إبراهيم النعماني ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا يحيى بن زكريا بن شيبان (6) ، قال : حدّثنا يوسف بن

---------------------------
(1) وعنه في البحار 53 : 115 .
(2) وعنه في البحار 53 : 115 .
(3) لم أعثر له على مصدر .
(4) في نسخة ( ض ) : ظهير .
(5) ما بين القوسين لم يرد في نسخة ( ق ) .
(6) يحيى بن زكريا بن شيبان : أبو عبدالله الكندي العلاّف الشيخ الثقة الصدوق ، لا يطعن عليه ، وذكره ابن داود في القسم الأول من كتابه وهو قسم الممدوحين.
رجال النجاشي : 442/119 ، رجال ابن داود : 203/1702 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 495 _

  كليب ، قال : حدّثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن عاصم بن حميد الحنّاط ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : سمعت أبا جعفر محمّد بن علي ( عليه السلام ) يقول : ( لو قد خرج قائم آل محمّد عليه وعليهم السلام لنصره الله بالملائكة المسوّمين والمردفين ، والمنزلين والكرّوبين ، يكون جبرئيل ( عليه السلام ) أمامه ، وميكائيل ( عليه السلام ) عن يمينه ، واسرافيل ( عليه السلام ) عن يساره ، والرعب ـ مسيرة شهر ـ أمامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله ، والملائكة المقرّبون حذاءه (1) ، أول من يبايعه (2) محمّد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وعلي صلوات الله عليه الثاني ، معه سيف مخترط (3) يفتح الله له الروم والصين والترك والديلم والسند والهند وكابل شاه (4) والخزر .
  يا أبا حمزة لا يقوم القائم ( عليه السلام ) إلاّ على خوف شديد ، وزلازل ، وفتنة ، وبلاء يصيب الناس ، وطاعون قبل ذلك ، وسيف قاطع بين العرب ، واختلاف شديد بين الناس ، وتشتّت في دينهم ، وتغيّر في حالهم ، حتى يتمنّى المتمنّي الموت صباحاً ومساءً من عظم ما يرى ؛ من كَلَب الناس وأكل بعضهم بعضاً .
  وخروجه إذا خرج عند الإياس والقنوط ، فياطوبى لمن أدركه وكان من أنصاره ، والويل كلّ الويل لمن ناواه وخالف أمره وكان من أعدائه.
  ثمّ قال : يقوم بأمر جديد (5) ، وسنّة جديدة ، وقضاء (6) جديد ، على العرب

---------------------------
(1) في نسخة ( س ) : حدّاثه .
وحذاء الشي : إزاؤه ، الصحاح 6 : 2311 ـ حذا .
(2) في نسخة ( ض ) : يشايعه ، وفي المصدر يتبعه .
(3) في نسخة ( ض ) : مخضرة .
(4) في نسخة ( ق ) : وكابل وساوه .
(5) في نسختي ( س وض ) زيادة : وكتاب جديد .
(6) في نسختي ( س وض ) : وقتال .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 496 _

  شديد ، ليس شأنه إلاّ القتل ، لا يستتيب أحداً ، ولا تأخذه في الله لومة لائم ) (1).
  [ 559/52 ] من كتاب علل الشرائع للصدوق محمّد بن علي ( رحمه الله ) : حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه ، عن محمّد بن أبي القاسم عمّه ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن محمّد بن سليمان ، عن داود بن النعمان (2) ، عن عبدالرحيم القصير ، قال قال لي أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( أما لو قد قام قائمنا لقد رُدّت إليه الحميراء ، حتى يجلدها الحد ، وحتى ينتقم ( لابنة محمّد ) (3) فاطمة ( عليها السلام ) منها ) قلت : جعلت فداك وَلِمَ يجلدها الحد ؟ قال : ( لفريتها على اُمّ إبراهيم ) قلت : فكيف أخّره الله للقائم صلوات الله عليه ؟ فقال : ( لأنّ الله تبارك وتعالى بعث محمّداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رحمة للعالمين ويبعث القائم ( عليه السلام ) نقمة (4) ) (5).
  [ 560/53 ] ومن كتاب الغيبة للنعماني : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن

---------------------------
(1) الغيبة للنعماني : 234/22 ، وعنه في البحار 52 : 348/99 .
(2) داود بن النعمان : مولى بني هاشم ، أخو علي بن النعمان ، روى عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) وقيل : أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، ووصفه الشيخ بالانباري ، وقال الكشي : قال حمدويه عن أشياخه قالوا : داود بن النعمان خيّر فاضل ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق والرضا ( عليهما السلام ) .
رجال النجاشي : 159/419 ، رجال الكشي : 612/1141 ، رجال الطوسي : 191/23 و375/3 .
(3) في نسختي ( س وض ) : لاُمّه .
(4) المراد من قوله ( عليه السلام ) : ( نقمة ) أي ينتقم من كلّ ظالم ظلم حقّ محمّد وآل محمّد صلوات الله عليه وعليهم ، ومن كلّ قاتل لهم ، فمن ألقابه روحي فداه ( المنتقم ) وإلاّ فهو رحمة للموالين والمحبّين له ولآبائه ، والمتبرئين من أعدائه وأعداء آبائه ( عليهم السلام ) .
(5) علل الشرائع : 579/10 ، وعنه في البحار 51 : 314/9 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 497 _

  عقدة ، قال : حدّثنا محمّد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس بن رمانة الأشعري وسعدان بن إسحاق بن سعيد وأحمد بن الحسين بن عبدالملك الزيّات ومحمّد بن أحمد بن الحسين (1) القطواني ، عن الحسن بن محبوب ، عن عمرو بن ثابت ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، قال : سمعت أبا جعفر محمّد بن علي ( عليه السلام ) يقول : ( والله (2) ليملكنّ رجل منّا أهل البيت ثلاثمائة سنة وتزداد تسعاً ) قال : قلت له : متى يكون ذلك ؟ فقال : ( بعد موت القائم صلوات الله عليه ) فقلت : وكم يقوم القائم في عالمه حتى يموت ؟ فقال : تسع عشرة سنة من يوم قيامه إلى يوم موته ) (3).
  [ 561/54 ] ومنه أيضاً : أخبرنا محمّد بن همام ، قال : حدّثنا أحمد بن ما بنداذ (4) وعبدالله بن جعفر الحميري ، قالا : حدّثنا أحمد بن هلال ، قال : حدّثني الحسن بن محبوب الزرّاد ، قال : قال لي الرضا ( عليه السلام ) : ( يا حسن إنّه ستكون فتنة صمّاء صيلم ، يذهب فيها كلّ وليجة وبطانة ـ وفي رواية : يسقط فيها كلّ وليجة وبطانة ـ وذلك عند فقدان الشيعة ( الرابع من ولدي ) (5) ، يحزن لفقده أهل الأرض والسماء ، كم من

---------------------------
(1) في المصدر : الحسن ، وما في البحار عنه مطابق للمتن .
(2) لم يرد لفظ الجلالة في نسخة ( س ) والمختصر المطبوع .
(3) الغيبة للنعماني : 331/3 ، وعنه في البحار 52 : 298/61 ، وأورده المفيد في الاختصاص : 257 صدر الحديث .
(4) في نسخة ( س ) : بندار ، وفي ( ض ) : بنداذ .
(5) في المختصر المطبوع ص 214 ، ونسخة ( ض ) والمصدر : الثالث من ولدي .
وفي نسخة ( ق ) : الثاني عشر من الأئمّة ، وما في المتن مثبت من نسخة ( س ) ، وعلى هذا يكون هو الرابع من ولد الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، والذي يدلّ على صحة ما أثبتناه في المتن هنا وفي الحديث المتقدّم برقم 108 ، هو ما في نسخة ( ق ) وتتمّة الحديث حيث يقول ( عليه السلام ) : ( بأبي واُميّ سميّ جدّي وشبيهي وشبيه موسى بن عمران ) وهذه الصفات لا تنطبق إلاّ على الإمام المنتظر الغائب عجّل الله فرجه .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 498 _

  مؤمن ومؤمنة متأسّف متلهّف حيران حزين لفقده ) ثمّ أطرق ، ثمّ رفع رأسه وقال : ( بأبي واُميّ سميّ جدّي وشبيهي وشبيه موسى بن عمران ( عليه السلام ) ، عليه جلابيب النور تتوقّد من شعاع ضياء القدس.
  كأنّي بهم آيس (1) ما كانوا ، قد نودوا نداءً يسمعه من بالبعد كما يسمعه من بالقرب ، يكون رحمة على المؤمنين ، وعذاباً على الكافرين ).
  قلت : بأبي واُمّي أنت ما ذلك النداء ؟ قال : ثلاثة أصوات في رجب :
  أولها : ألا لعنة الله على الظالمين.
  والثاني : أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين.
  والثالث : يرون بدناً (2) بارزاً مع قرن الشمس ، ( ينادي ألا إنّ الله قد بعث فلاناً (3) على هلاك الظالمين ، فعند ذلك يأتي المؤمنين الفرج ، ويشفي الله صدورهم ، ويذهب غيظ قلوبهم ) (4).
  قوله ( عليه السلام ) : ( يرون بدناً بارزاً مع قرن الشمس ) ) (5) قد مضى فيما تقدّم من الروايات أنّ مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه الذي يراه الخلق بارزاً مع الشمس في غير حديث ، والحمد لله على هداه وما بكم من نعمة فمن الله.

---------------------------
(1) في نسخة ( س ) : آنس .
(2) في المصدر : يداً .
(3) في نسخة ( ق ) : فلان بن فلان .
(4) الغيبة للنعماني : 180/28 ، وعنه في البحار 52 : 290/ ذيل ح 28 ، وتقدم برقم 108 .
(5) ما بين القوسين سقط من المختصر المطبوع.

مُختَصَرُ البَصائِر _ 499 _

تتمّة : ما تقدّم من أحاديث الذرّ (*)
  [ 562/1 ] من كتاب علل الشرائع تأليف محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي ( رحمه الله ) ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن جعفر بن بشير ، عن الحسين بن أبي العلاء (1) ، عن حبيب ، قال : حدّثني الثقة عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( إنّ الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق العباد وهم أظلّة قبل الميلاد ، فما تعارف من الأرواح إئتلف ، وما تناكر منها اختلف ) (2).
  [ 563/2 ] وبهذا الإسناد : عن حبيب ، عمّن رواه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : ( ما تقولون في الأرواح أنّها جنود مجنّدة ، فما تعارف منها إئتلف ، وما تناكر منها اختلف ؟ ) قال : فقلت ، إنّا لنقول ذلك .
  قال : ( فإنّه كذلك ، إنّ الله عزّ وجلّ أخذ من العباد ميثاقهم وهم أظلّة قبل

---------------------------
(*) تقدّمت أحاديث الذر برقم حديث 439 ـ 507 .
(1) الحسين بن أبي العلاء : الخفّاف أبو علي ، مولى بني أسد ، وقال أحمد بن الحسين : هو مولى بني عامر وأخواه علي وعبدالحميد روى الجميع عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، وكان الحسين أوجههم .
عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الباقر والصادق ( عليهما السلام ) .
(2) رجال النجاشي : 52/117 ، رجال البرقي : 15 و26 ، رجال الطوسي : 115/18 و169/59 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 500 _

  الميلاد وهو قوله عزّ وجلّ ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم وأشهدهم على أنفسهم ) (1) إلى آخر الآية.
  قال : فمن أقرّ له يومئذ جاءت إلفته هاهنا ، ومن أنكره يومئذ جاء خلافه هاهنا ) (2).
  [ 564/3 ] ومنه : أبي ( رحمه الله ) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن ابن اُذينة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : كنّا عنده فذكر رجلاً من أصحابنا ، فقلنا : فيه حدّة ، فقال : ( من علامة المؤمن أن تكون فيه حدّة ) قال : فقلنا له : إنّ عامّة من أصحابنا فيهم حدّة ، فقال ( عليه السلام ) : ( إنّ الله تبارك وتعالى في وقت ماذرأهم أمر أصحاب اليمين ـ وهم أنتم ـ أن يدخلوا النار ، فدخلوها فأصابهم وهجها ، فالحدّة من ذلك الوهج.
  وأمر أصحاب الشمال ـ وهم مخالفوكم ـ أن يدخلوا النار فلم يدخلوها ، فمن ثمّ لهم سمت ولهم وقار ) (3) .
  [ 565/4 ] ومنه : أبي ( رحمه الله ) ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن ابن بكير (4) ، عن زرارة ، قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيّتهم وأشهدهم على أنفسهم ألستُ بربّكم قالوا بلى ) قال ( عليه السلام ) : ( ثبتت المعرفة ونسوا الموقف

---------------------------
(1) الأعراف 7 : 172 .
(2) علل الشرائع : 84/2 ، وعنه في البحار 5 : 241/26 و61 : 139/19 .
(3) علل الشرائع : 85/1 ـ باب 80 ، وعنه في البحار 5 : 241/27 .
(4) في نسخة ( س ) : عن بكير .