وقد قيل للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من ولي الله (1) يا نبي الله ؟ فقال : وليّكم في هذا الزمان عليّ ( عليه السلام ) ، ومن بعده وصيّه ، ولكلّ زمان عالم يحتجّ الله به لئلاّ يكون كما قال الضُلاّل قبلهم حين فارقتهم أنبياؤهم ( ربّنا لولا أرسلت إلينا رسولاً فنتّبع آياتك من قبل أن نذلّ ونخزى ) (2) بما كان من ضلالتهم وهي جهالتهم بالآيات ، وهم الأوصياء فأجابهم الله عزّ وجلّ ( قل كلّ متربّص فتربّصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى ) (3) وإنّما كان تربّصهم أن قالوا : نحن في سعة من معرفة الأوصياء حتّى نعرف إماماً فعيّرهم (4) الله بذلك.
  فالأوصياء هم أصحاب الصراط وقوفاً عليه ، لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم وعرفوه ، ولا يدخل النار إلاّ من أنكرهم وأنكروه ، لأنّهم عرفاء الله عزّ وجلّ ، عرّفهم عليهم عند أخذ المواثيق عليهم ، ووصفهم في كتابه ، فقال عزّ وجلّ ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (5) وهم الشهداء على أوليائهم ، والنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الشهيد عليهم ، أخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة ، وأخذ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليهم الميثاق (6) بالطاعة ، فجرت نبوته عليهم ، وذلك قول الله عزّ وجلّ ( فكيف إذا جئنا من كلّ اُمّة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً * يومئذ يودّ الذين كفروا

---------------------------
(1) في البصائر : من الولي ، وفي نسخة ( ق ) : من وليّك ، وفي ( ض ) : من أولئك .
(2) طه 20 : 134 .
(3) طه 20 : 135 .
(4) في البصائر : فعرّفهم .
(5) الأعراف 7 : 46 .
(6) في البصائر : المواثيق.

مُختَصَرُ البَصائِر _ 177 _

  وعصوا الرسول لو تسوّى بهم الأرض ولايكتمون الله حديثاً ) (1) ) (2).
  [ 154/8 ] حدّثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضّال (3) ، عن عليّ بن أسباط ، عن أحمد بن خباب (4) ، عن بعض أصحابه ، عمّن حدّثه عن الأصبغ بن نباتة ، عن سلمان الفارسي قال : قال أشهد ـ أو قال : اُقسم ـ بالله لسمعت رسول لله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول لعليّ ( عليه السلام ) : ( يا علي إنّك والأوصياء من بعدي ـ أو قال : من بعدك ـ أعراف ، لا يُعرف الله إلاّ بسبيل معرفتكم ، وأعراف لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفتموه وعرفكم ، ولا يدخل النار إلاّ من أنكركم وأنكرتموه ) (5).
  [ 155/9 ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن موسى بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم الحضرمي ، عن بعض أصحابه ، عن سعد بن طريف ، قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : قول الله عزّ وجلّ ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (6) فقال : ( يا سعد إنّها أعراف لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم وعرفوه ، وأعراف لا يدخل النار إلاّ من أنكرهم وأنكروه ، وأعراف لا يعرف الله إلاّ بسبيل معرفتهم ، فلا سواء من اعتصمت به المعتصمة ، ( ومن ذهب مذهب الناس ، ذهب الناس إلى عين كدرة يفرغ بعضها في بعض ) (7).

---------------------------
(1) النساء 4 : 41 ـ 42 .
(2) بصائر الدرجات : 498 / 9 ، وعنهما في البحار 6 : 233 / 46 .
(3) في البصائر : الحسن بن علي بن فضال .
(4) في البصائر : أحمد بن حنان .
(5) بصائر الدرجات : 497 / 7 ، وعنهما فى البحار 24 : 252 / 13 .
(6) الأعراف 7 : 46 .
(7) ما بين القوسين لم يرد في نسخة ( ض وق وس ) .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 178 _

  ومن أتى آل محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أتى عيناً صافية تجري بعلم الله ، ليس لها نفاد ولا انقطاع ، ذلك بأنّ الله لو شاء لأراهم شخصه حتّى يأتوه من بابه ، لكن جعل محمّداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وآل محمّد ( عليهم السلام ) الأبواب التي يؤتى منها ، وذلك قول الله عزّ وجلّ ( ليس البرّ بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكنّ البرّ من اتّقى وأتوا البيوت من أبوابها ) (1) ) (2).
  [ 156/10 ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان (3) ، عن المنخل بن جميل ، عن جابر بن يزيد ، قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن الأعراف ما هم ؟ فقال : ( هم أكرم الخلق على الله تبارك وتعالى ) (4).
  [ 157/11 ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبدالله ابن مسكان (5) ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( وعلى

---------------------------
(1) البقرة 2 : 189 .
(2) بصائر الدرجات : 499 / 11 ، وعنه في البحار 8 : 336 / 5 .
(3) في نسخة ( ض وق وس ) : عثمان بن مروان .
(4) بصائر الدرجات : 500 / 16 ، وعنه في البحار 24 : 251 / 12 .
(5) عبدالله بن مسكان : هو أبو محمّد مولى عنزة ، ثقة ، عين ، روى عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) ، وقيل : روى عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وكان من الذين أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح منهم ، وأقرّوا له بالفقه ، وقيل : إنّه كان لا يدخل على أبي عبدالله ( عليه السلام ) شفقة ألاّ يوفّيه حقّ إجلاله ، فكان يسمع من أصحابه ، مات ( رحمه الله ) في أيّام الإمام أبي الحسن ( عليه السلام ).
اُنظر رجال النجاشي : 214 / 559 ، رجال الكشي : 375 / 705 و383 / 716 ، رجال البرقي : 22 ، رجال الشيخ : 264 / 685 ، رجال العلاّمة : 194 / 607.

مُختَصَرُ البَصائِر _ 179 _

  الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (1) فقال : ( هم الأئمّة منّا أهل البيت ( عليهم السلام ) في باب من ياقوت أحمر على سرب (2) الجنّة يعرف كل إمام منّا ما يليه ) فقال رجل : ما معنى ما يليه ؟ فقال : ( من القرن الذي هو فيه إلى القرن الذي كان ) (3).
  [ 158/12 ] المعلّى بن محمّد البصري (4) ، عن محمّد بن جمهور ، عن عبدالله بن عبدالرحمن الأصم ، عن الهيثم بن واقد ، عن مقرن ، قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : ( جاء ابن الكوّا إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال : يا أمير المؤمنين ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (5) فقال : نحن الأعراف ( نعرف أنصارنا بسيماهم ، ونحن الأعراف ) (6) الذين لا يعرف الله عزّ وجلّ (7) يوم القيامة على الصراط غيرنا ، ولا يدخل الجنّة إلاّ من عرفنا وعرفناه ، ولا يدخل النار إلاّ من أنكرنا وأنكرناه .
  إنّ الله تعالى لوشاء لعرّف العباد نفسه ، ولكن جعلنا أبوابه ، وصراطه ، وسبيله ، والوجه الذي يؤتى منه ، فمن عدل عن ولايتنا أو فضّل علينا غيرنا ، فإنّهم

---------------------------
(1 و5) الأعراف 7 : 46 .
(2) في المختصر المطبوع والبصائر : سور ، والسرب : المسلك والطريق ، لسان العرب 1 : 464 ، سرب .
(3) بصائر الدرجات : 500 / 19 ، وعنه في البحار 8 : 335 / 4 .
(4) في البصائر والكافي : الحسين بن محمّد ، عن ، المعلّى بن ...
(6) ما بين القوسين لم يرد في نسخة ( س وض وق ) .
(7) في الكافي وتفسير فرات والبحار عن المختصر والبصائر زيادة : إلاّ بسبيل معرفتنا ، ونحن الأعراف يعرّفنا الله عزّ وجلّ .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 180 _

  عن الصراط لناكبون ، ولا سواء من اعتصم الناس به ، ولا سواء من ذهب حيث ذهب الناس ، ذهب الناس إلى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض ، وذهب من ذهب الينا إلى عيون صافية تجري بأمر ربّها لا نفاد لها ولا انقطاع ) (1).
  [ 159/13 ] أحمد بن الحسين الكناني ، قال : حدّثنا عاصم بن محمّد المحاربي ، قال : حدّثنا يزيد بن عبدالله الخيبري ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن مسلم العجلي (2) ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (3) قال : ( نحن أصحاب الأعراف ، من عرفنا فإلى الجنّة ، ومن أنكرنا فإلى النار ) (4).

---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 497 / 8 ، وعنهما في البحار 24 : 253 / 14 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 184 / 9 ، وفرات الكوفي في تفسيره : 142 / 174 ، بزيادة في صدره ، واختلاف في بعض ألفاظه .
(2) في نسخة ( س و ق ) : البجلي .
(3) الأعراف 7 : 46 .
(4) نقله البحراني عن بصائر الدرجات للأشعري في تفسير البرهان 2 : 552 / 17 ، وفيه : مآله بدل : فإلى .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 181 _

باب : في فضل الأئمّة صلوات الله عليهم
وما جاء فيهم من القرآن العزيز

  [ 160/1 ] (1) حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى (2) ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن هشام بن سالم ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : كنّا عنده ثمانية رجال فذكرنا رمضان ، فقال : ( لا تقولوا هذا رمضان ، ولا جاء رمضان ، ولا ذهب رمضان ( فإنّ رمضان اسم من أسماء الله لا يجيء ولايذهب ، وإنّما يجيء ويذهب الزائل ، ولكن قولوا : شهر رمضان ) (3) ، فالشهر المضاف إلى الاسم ، والإسم إسم الله وهو الشهر الذي اُنزل فيه القرآن ، جعله الله عزّ وجلّ مثلاً (4) وعيداً .
  ألا ومن خرج في شهر رمضان من بيته في سبيل الله ـ ونحن سبيل الله الذي من دخل فيه يطاف بالحصن ، والحصن هو الإمام ، فليكبّر عند رؤيته ـ كانت له يوم القيامة صخرة في ميزانه أثقل من السماوات السبع والأرضين السبع وما فيهنّ وما

---------------------------
(1) من حديث 160 إلى حديث 203 سقط من نسخة ( ق ) .
(2) في البصائر : محمّد بن يحيى العطّار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى .
(3) ما بين القوسين لم يرد في نسختي ( س و ض ) .
(4) في المختصر المطبوع ص 56 ونسخة ( س ) : بياض في مكان كلمة : مثلاً .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 182 _

  بينهنّ وما تحتهنّ ).
  فقلت : يا أبا جعفر وما الميزان ؟ فقال : ( إنّك قد ازددت قوة ونظراً ، يا سعد : رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الصخرة ونحن الميزان ، وذلك قول الله عزّ وجلّ في الإمام ( ليقوم الناسُ بالقسط ) (1).
  قال : ومن كبّر بين يدي الإمام وقال : لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، كتب الله له رضوانه الأكبر ، ومن يكتب الله له رضوانه الأكبر يجمع بينه وبين ابراهيم ومحمّد ( عليهما السلام ) والمرسلين في دار الجلال ) ، فقلت : وما دار الجلال ؟ فقال : ( نحن الدار وذلك قول الله عزّ وجلّ ( تلك الدارُ الآخرةُ نجعلها للذين لايريدون علوّاً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتّقين ) (2) ( فنحن العاقبة يا سعد ، وأمّا مودّتنا للمتّقين ، ) (3) فيقول الله عزّ وجلّ ( تبارك اسمُ ربّك ذي الجلال والإكرام ) (4) فنحن جلال الله وكرامته التي أكرم الله تبارك وتعالى العباد بطاعتنا ) (5).
  [ 161/2 ] وعنه ، عن العبّاس بن معروف ، عن حمّاد بن عيسى (6) ، عن

---------------------------
(1) الحديد 57 : 25 .
(2) القصص 28 : 83 .
(3) ما بين القوسين لم يرد في نسختي ( س وض ) .
(4) الرحمن 55 : 78 .
(5) بصائر الدرجات : 311 / 12 ، وعنهما في البحار 24 : 396 / 116 ، وأورده الكليني في الكافي 4 : 69 / 2 والصدوق في معاني الأخبار : 315 / 1 و في من لايحضره الفقيه 2 : 172 / 2050 ، إلى قوله : مثلاً وعيداً .
(6) حمّاد بن عيسى : وهو أبو محمّد الجهني مولى ، وقيل : عربى أصله الكوفة وسكن البصرة ، وقيل : إنّه روى عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) عشرين حديثاً ، وأبي الحسن والرضا ( عليهما السلام ) ، وكان ثقة في حديثه صدوقاً ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق والكاظم والرضا ( عليهم السلام ) ، واقتصر الشيخ على الإمام الصادق والكاظم ( عليهما السلام ) قائلاً : بقي إلى زمان الإمام الرضا ( عليه السلام ).
قال العلاّمة : كان متحرّزاً في الحديث ، وكان يقول : سمعت من أبي عبدالله ( عليه السلام ) سبعين حديثاً ، فلم ازل اُدخل الشك على نفسي حتّى اقتصرت على هذه العشرين ، مات ( رحمه الله ) في حياة الإمام أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) غريقاً بوادي قناة ـ وهو واد يسيل من الشجرة إلى المدينة ـ في سنة تسع ومأتين ، وقيل سنة ثمان ومائتين ، وله من العمر نيف وتسعون سنة .
اُنظر رجال النجاشي : 142 / 370 ، رجال البرقي : 21 و 48 و 53 ، رجال الشيخ : 174 / 152 و 346 / 1 ، رجال العلاّمة : 124 / 323 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 183 _

  حريز بن عبدالله ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( إنّ علي بن الحسين ( عليهما السلام ) اُتي بعسل فشربه ، فقال : والله لأعلم من أين هذا العسل ، وأين أرضه ، وإنّه ليمار (1) من قرية كذا وكذا ) (2).
  [ 162/3 ] محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن بعض رجاله يرفعه قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( أبى الله أن يجري الأشياء إلاّ بالأسباب ، فجعل لكلّ شيء سبباً ، وجعل لكل سبب ( شرحاً ، وجعل لكلّ شرح مفتاحاً ) (3) ، وجعل لكلّ مفتاح علماً ، وجعل لكل علم باباً ناطقاً ، من عرفه عرف الله ، ومن أنكره أنكر الله ، وذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ونحن ) (4) .

---------------------------
(1) في البصائر والبحار : ليمتار : أي يُجلب ، انظر مجمع البحرين 3 : 486 ـ مير.
(2) بصائر الدرجات : 505 / 1 ، وعنه في البحار 46 : 71 / 49 .
(3) في نسخة ( س ) : سوراً ومفتاحاً ، بدل ما بين القوسين .
(4) بصائر الدرجات : 505 / 2 ، وعنه في البحار 2 : 90 / 15 و 168 / 1 ، والسند فيه هكذا : حدّثنا علي بن محمّد ، عن محمّد بن عيسى ، عن عبدي يرفعه .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 184 _

  [ 163/4 ] علي بن اسماعيل بن عيسى ، عن محمّد بن عمرو بن سعيد الزيات ، عن بعض أصحابه ، عن نصر بن قابوس (1) قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ ( وظلّ ممدود * وماء مسكوب * وفاكهة كثيرة * لا مقطوعة ولا ممنوعة ) (2) قال : ( يا نصر إنّه والله ليس حيث ذهب الناس ، إنّما هو العالم وما يخرج منه ).
  وسألته عن قول الله عزّ وجلّ ( وبئر معطّلة وقصر مشيد ) (3) قال : ( ( البئر المعطّلة ) الإمام الصامت ( وقصر مشيد ) الإمام الناطق ) (4).
  [ 164/5 ] ابراهيم بن هاشم (5) ، عن علي بن معبد ، عن الحسين بن خالد ، عن

---------------------------
(1) نصر بن قابوس : هو اللخمي القابوسي ، روى عن أبي عبدالله وأبي ابراهيم وأبي الحسن الرضا ( عليهم السلام ) ، وكان ذا منزلة عندهم ، وقال الشيخ في الغيبة : فروي أنّه كان وكيلاً لأبي عبدالله ( عليه السلام ) عشرين سنة ولم يُعلم أنّه وكيل ، وكان خيّراً فاضلاً ، عدّه البرقي من أصحاب الامام الصاق ( عليه السلام ) وزاد الشيخ عليه الإمام الكاظم ( عليه السلام ) .
انظر رجال النجاشي : 427 / 1146 ، الغيبة للطوسي : 347 / 302 ، رجال البرقي : 39 ، رجال الطوسي : 324 / 7 و 362 / 5 .
(2) الواقعة 56 : 30 ـ 33 .
(3) الحج 22 : 45 .
(4) بصائر الدرجات : 505 / 3 و 4 ، وعنهما في البحار 24 : 104 / 11 و 102 / 7 ، وأورد القطعة الثانية من الحديث الكليني في الكافي 1 : 427 / 75 ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى ( عليه السلام ) ، والصدوق في معاني الأخبار : 111 / 1 ، عن ابراهيم بن زياد و 111 / 2 .
(5) ابراهيم بن هاشم : هو أبو اسحاق القمّي أصله كوفي انتقل إلى قم ، وهو أول من نشر حديث الكوفيّين بقم ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وقد بلغت رواياته ستّة آلاف وأربعمائة وأربعة عشر مورداً ، ولايوجد في الرواة مثله في كثرة الرواية .
اُنظر رجال النجاشي : 16 / 18 ، رجال الشيخ : 369 / 30 ، معجم رجال الحديث 1 : 291 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 185 _

  أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ ( الرحمن * علّم القرآن ) (1) فقال : ( إنّ الله علّم محمّداً القرآن ) قلت : ( خلق الإنسان * علّمه البيان ) (2) قال : ( ذاك علي بن أبي طالب أمير المؤمنين صلوات الله عليه علّمه بيان كلّ شيء ممّا يحتاج الناس إليه ) (3).
  [ 165/6 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن القاسم بن يحيى (4) ، عن جدّه الحسن بن راشد ، قال : سمعت أبا ابراهيم ( عليه السلام ) يقول : ( إنّ الله تبارك وتعالى أوحى إلى محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أنّه قد فنيت أيّامك ، وذهبت دنياك ، واحتجت إلى لقاء ربّك ، فرفع النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يديه إلى السماء باسطاً كفيّه وهو يقول : عِدَتك التي وعدتني إنّك لاتخلف الميعاد ، فأوحى الله عزّ وجلّ إليه : أن ائت اُحُداً أنت ومن تثق به ، فأعاد الدعاء ، فأوحى الله عزّ وجلّ إليه : امض أنت وابن عمّك حتّى تأتي اُحُداً ، ثمّ تصعد على

---------------------------
(1 و 2) الرحمن 55 : 1 ـ 4 .
(3) بصائر الدرجات : 505 / 5 ، وأورده القمّي في تفسيره 2 : 343 ، ونقله المجلسي في البحار 40 : 142 / 45 ، عن بصائر الدرجات والاختصاص .
والظاهر أنّه قد وقع خلط بين رمز المختصر ورمز الاختصاص لتقاربهما ، ولذا لم اعثر عليه في الاختصاص ، وعلى هذا يكون الرمز ( خص ) وليس ( ختص ) .
(4) القاسم بن يحيى : هو ابن الحسن بن راشد ، عدّه الشيخ في رجاله تارة من أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ) واُخرى في من لم يرو عنهم ( عليهم السلام ) ، وهو الراوي عن جدّه الحسن بن راشد .
انظر رجال النجاشي : 316 / 866 ، رجال الشيخ : 385 / 2 و 490 / 6 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 186 _

  ظهره واجعل القبلة في ظهرك ، ثمّ ادع وحش الجبل تجبك ، فإذا أجابتك فاعمد إلى جفرة (1) منهنّ اُنثى ـ وهي التي تدعى الجفرة حين ناهد (2) قرناها الطلوع ـ تشخب أوداجها دماً ، وهي التي لك ، فمر ابن عمّك فليقم إليها فليذبحها وليسلخها من قبل الرقبة ويقلب داخلها ، فإنّه سيجدها مدبوغة .
  وساُنزل عليك الروح الأمين وجبرئيل معه دواة وقلم ومداد ، ليس هو من مداد الأرض ، يبقى المداد ويبقى الجلد ، لا تأكله الأرض ولايبليه التراب ، لايزداد كلّما نُشر إلاّ جدة ، غير أنّه محفوظ مستور ، يأتيك علم وحي بعلم ما كان وما يكون اليك ، وتمليه على ابن عمّك ، وليكتب وليستمدّ من تلك الدواة.
  فمضى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتّى انتهى إلى الجبل ، ففعل ما أمره الله تعالى به وصادف ما وصف له ربّه ، فلمّا ابتدأ عليٌّ ( عليه السلام ) في سلخ الجفرة نزل جبرئيل والروح الأمين وعدّة من الملائكة ـ لايحصي عددهم إلاّ الله ، ومن حضر ذلك المجلس ـ بين يديه ، وجاءته الدواة والمداد خضر كهيئة البقل وأشدّ خضرة وأنور.
  ثمّ نزل الوحي على محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وكتب علي ( عليه السلام ) ، إلاّ أنـّه يصف كلّ زمان وما فيه ، ويخبره بالظهر والبطن ، وأخبره بما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وفسّر له أشياء لايعلم تأويلها إلاّ الله والراسخون في العلم ، ثمّ أخبره بكلّ عدوّ يكون لهم في كلّ زمان من الأزمنة حتّى فهم ذلك كلّه وكتبه.
  ثمّ أخبره بأمر ما يحدث عليه وعليهم من بعده ، فسأله عنها ، فقال : الصبر

---------------------------
(1) الجفر : إذا بلغ ولد المعزى أربعة أشهر وجَفَرَ جنباه وفُصل عن اُمّه وأخذ في الرعي ، فهو جفر ، والجمع أجفار وجِفَار وجَفَرة ، والاُنثى جَفْرَةٌ. لسان العرب 4 : 142 ـ جفر .
(2) ناهد : أشرف ، الصحاح 2 : 545 ـ نهد .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 187 _

  الصبر ، وأوصى الينا بالصبر ، وأوصى أشياعهم بالصبر والتسليم حتّى يخرج الفرج ، وأخبره بأشراط أوانه وأشراط تولّده ، وعلامات تكون في ملك بني هاشم ، فمن هذا الكتـاب استُخرِجَت أحاديث الملاحم كلّها ، وصار الوليّ إذا اُفضي (1) إليه الأمر تكلّم بالعجب ) (2).
  [ 166/7 ] وعنه ، عن محمّد بن سنان ، عن مرازم بن حكيم (3) وموسى بن بكر (4) قالا : سمعنا أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : ( إنّا أهل البيت لم يزل الله يبعث منّا من يعلم كتابه من أوّله إلى آخره ، وإنّ عندنا من حلال الله وحرامه ما يسعنا كتمانه ، ما نستطيع أن نحدّث به أحداً ) (5).
  [ 167/8 ] الحسن بن موسى الخشّاب ، عن اسماعيل بن مهران (6) ، عن عثمان بن

---------------------------
(1) أفضى ، انتهى ، لسان العرب 15 : 157 ـ فضا : وفي نسختي ( س وض ) : قضي .
(2) بصائر الدرجات : 506 / 6 ، باختلاف يسير ، ونقله المجلسي عن المختصر في البحار 40 : 197 / 82 .
(3) مرازم بن حكيم : هو أبو محمّد الأزدي المدائني ، مولى ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، وهو أحد من بُلي باستدعاء الرشيد له وأخوه ، وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين الصادق والكاظم ( عليهما السلام ) ، مات رحمه الله في أيام الإمام الرضا ( عليه السلام ) .
انظر رجال النجاشي : 424 / 1138 ، رجال الشيخ : 319 / 638 و 359 / 6 ، رجال البرقي : 45 و 48 ، خلاصة الأقوال : 278 / 1018 .
(4) في نسخة ( س ) والمختصر المطبوع : موسى بن بكير .
(5) بصائر الدرجات : 507 / 7 ، وعنه في البحار 2 : 178 / 23 .
(6) اسماعيل بن مهران : هو ابن أبي نصر السكوني ، مولى كوفي ، يكنّى أبا يعقوب ، ثقة معتمد ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق والرضا ( عليهما السلام ) .
انظر رجال النجاشي : 26 / 49 ، رجال الشيخ : 148 / 115 و 368 / 14 ، رجال البرقي : 55 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 188 _

  جبلة ، عن كامل التمّار ، قال : كنت عند أبي عبدالله ( عليه السلام ) ذات يوم ، فقال لي : ( يا كامل اجعلوا لنا ربّاً نؤوب إليه ، وقولوا فينا ما شئتم ).
  قال : فقلت : نجعل لكم ربّاً تؤوبون إليه ونقول فيكم ما شئنا ؟ قال : فاستوى جالساً ، فقال : ( ما عسى أن تقولوا ، والله ما خرج اليكم من علمنا إلاّ ألفاً غير معطوفة ) (1).
  [ 168/9 ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن عبدالكريم بن عمرو ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : جاء أعرابي حتّى قام على باب مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يتوسّم (2) الناس فرأى أبا جعفر ( عليه السلام ) ، فعقل ناقته ودخل وجثا على ركبتيه وعليه شملة ، فقال له أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( من أين جئت يا أعرابي ؟ ) قال : جئت من أقصى البلدان ، قال أبو جعفر : ( البلدان أوسع من ذلك ، فمن أين جئت ؟ ) قال : من الأحقاف (3) ، قال : ( أحقاف عاد ؟ ) قال : نعم .

---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 507 / 8 ، باختلاف ، وعنه في البحار 25 : 283 / 30 ولفظه أقرب للمختصر من البصائر.
قال المجلسي في بيان الحديث : قوله ( عليه السلام ) : ( غير معطوفة ) أي نصف حرف ، كناية عن نهاية القلّة.
(2) التوسّم : طلب الكلأ ، وقال الشاعر :
وأصبحن كالدوم النواعم غُدوة      على  وجهة من ظاعن iiمتوسّم

لسان العرب 2 : 636 ـ وسَم.
(3) الأحقاف : إنّها رمال بأرض اليمن كانت عاد تنزلها ، معجم البلدان 1 : 115.

مُختَصَرُ البَصائِر _ 189 _

  قال : ( أفرأيت ثمّ (1) سدرة إذا مرّ التجّار بها استظلّوا بفيئها ؟ ) قال : وما علمك بذلك ؟ قال : ( هو عندنا في كتاب ، وأي شيء رأيت أيضاً ؟ ) قال : رأيت وادياً مظلماً فيه الهام والبوم (2) لايبصر قعره ، قال : ( أو تدري ما ذاك الوادي ؟ ) قال : لا والله ما أدري ، قال : ( ذاك برهوت (3) فيه نسمة كلّ كافر ، وأين بلغت ؟ ) فقطع الأعرابي ، فقال : بلغت قوماً جلوساً في منازلهم ، ليس لهم طعام ولا شراب ، إلاّ ألبان أغنامهم فهي طعامهم وشرابهم.
  ثمّ نظر إلى السماء فقال ( اللهم العنه ) فقال له جلساؤه من هو جعلنا الله فداك ؟ قال : ( هو قابيل ، يعذّب بحرّ الشمس وزمهرير البرد ) (4).
  ثمّ جاءه رجل آخر ، فقال : ( رأيت لي جعفراً ) فقال الأعرابي : ومن جعفر

---------------------------
(1) ثَمَّ : بمعنى هناك وهو للتبعيد ، الصحاح 5 : 1882 ـ ثمم .
(2) الهام : طائر صغير يألف المقابر ، والبوم : ذكر الهام واحدته بومة ، لسان العرب 12 : 652 ـ هوم و 61 ـ بهم .
وقال الدميري في حياة الحيوان : البوم : بضم الباء طائر يقع على الذكر والاُنثى وأنواعها : الهامة والصدى والضوع والخفاش وغريب الليل والبومة وهذه الأسماء مشتركة تقع على كلّ طائر من طير الليل يخرج من بيته ليلاً .
وقال ذو الرمّة :
قد أعسف النازح المجهول معسفه      في  ظل أخضر يدعو هامة iiالبوم

انظر حياة الحيوان 1 : 226 و 2 : 386.
(3) برهوت : واد باليمن يوضع فيه أرواح الكفّار وهو يقرب حضرموت ، وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( إنّ فيه أرواح الكفار والمنافقين ) ، وروي عن الامام علي ( عليه السلام ) أنّه قال : ( أبغض بقعة في الأرض إلى الله عزّ وجلّ ، وادي برهوت بحضرموت فيه أرواح الكفار ) ، معجم البلدان 1 : 405 .
(4) الزمهرير : البرد الشديد ، لسان العرب 4 : 330 ـ زمهر .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 190 _

  الذي يسأل عنه ؟ فقالوا : ابنه ، فقال : سبحان الله ما أعجب هذا الرجل يخبرنا عن أهل السماء ولا يدري أين ابنه (1) !؟.
  [ 169/10 ] وبهذا الإسناد عن محمّد بن مسلم قال : دخلت أنا وأبو جعفر ( عليه السلام ) مسجد الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فإذا طاووس اليماني (2) يقول لأصحابه : أتدرون متى قتل نصف الناس ، فسمع أبو جعفر ( عليه السلام ) قوله : نصف الناس ، فقال : ( إنّما هو ربع الناس ، إنّما هو ولد آدم ، آدم وحواء وقابيل وهابيل ) قال : صدقت يا ابن رسول الله (3).
  قال محمّد : فقلت في نفسي : هذه والله مسألة فغدوت عليه في منزله وقد لبس

---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 508 / 9 ، ونقله المجلسي في البحار 46 : 242 / 30 ، عن البصائر والاختصاص ، ولم أعثر عليه في الاختصاص والظاهر أنّه وقع خلط بين رمز الاختصاص والمختصر كما تقدّم في حديث 164 .
(2) طاووس اليماني : هو طاووس بن كيسان اليماني ، مولى بحير بن ريسان ، من أبناء فارس ، كان ينزل الجند ، وروي عنه أنّه أدرك خمسين من الصحابة .
وقال ابن حبّان : كان من عبّاد أهل اليمن ومن فقهائهم ، ومن سادات التابعين ، وقد حجّ أربعين حجّة ، وكان مستجاب الدعوة .
عدّه الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الإمام السجّاد ( عليه السلام ).
مات رحمه الله سنة ست ومائة بمكّة قبل يوم التروية بيوم ، وكان له يوم مات بضع وتسعون سنة ، وقال المزي : بضع وسبعون ، وقال ابو نعيم : توفى طاووس بالمزدلفة أو بمنى ، فلما حُمل أخذ عبدالله بن الحسن بن علي بن أبي طالب بقائمة السرير فما زايله حتّى بلغ القبر .
انظر تهذيب التهذيب 5 : 8 / 14 ، تهذيب الكمال 13 : 359 و 373 ، الثقات 4 : 391 ، طبقات ابن سعد 5 : 341 ، حلية الأولياء 4 : 4 / 255 ، رجال الطوسي : 94 / 3 .
(3) في البحار عن البصائر زيادة : قال : أتدري ما صنع بالقاتل ؟ قال لا ، وقد سقطت هذه العبارة من البصائر المطبوع.

مُختَصَرُ البَصائِر _ 191 _

  ثيابه واُسرج له فبدأني بالحديث قبل أن أسأله ، فقال : ( يا محمّد بن مسلم إنّ في الهند أو ببلقاء الهند (1) رجلاً يلبس المسوح (2) ، مغلولة يده إلى عنقه ، موكّل به عشرة رهط ، يفنى الناس ولايفنون ، كلّما ذهب واحد جعل مكانه واحد ، يدور مع الشمس حيث ما دارت ، يعذّب بحرّ الشمس وزمهرير البرد حتّى تقوم الساعة ) قلت : ومن ذاك جعلت فداك ؟ قال : ( ذاك قابيل ) (3).
  [ 170/11 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن عبدالجبّار ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن ( فضالة بن أيوب ، عن فضيل بن عثمان ، عن أبي عبيدة الحذاء ) (4) ، قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : إنّ سالم بن أبي حفصة (5) قال لي : أما بلغك أنّه من مات وليس

---------------------------
(1) في البصائر : بتلقاء الهند.
(2) المِسح : الكساء من الشعر ، والجمع القليل أمساح والكثير مسوح ، لسان العرب 2 : 569 ـ مسح .
(3) بصائر الدرجات : 508 / 10 ، وعنه في البحار 10 : 151 / 2 ، باختلاف يسير ، وأورده الطبرسي في الاحتجاج 2 : 180 ، وفيه : قال : كان آدم وحوّاء وقابيل وهابيل ، فقتل قابيل هابيل فذلك ربع الناس .
(4) في البصائر : فضالة بن أيوب ، عن عبيدة .
(5) سالم بن أبي حفصة : مولى بني عجل ، كوفي ، قد صحب وروى عن الأئمّة الأطهار السجّاد والباقر والصادق ( عليهما السلام ) ، وكان من البترية الذين دعوا إلى ولاية الإمام علي ( عليه السلام ) ثمّ خلطوها بولاية أبي بكر وعمر ، ويثبتون لهما إمامتهما ، ويبغضون عثمان وطلحة والزبير وعائشة ، وعلّة تسميتهم بالبترية لأنّهم بتروا حقّ آل محمّد ( عليهم السلام ) ، وقد وردت روايات في ذمّه تأمّلها في رجال الكشي ، مات في سنة سبع وثلاثين ومائة في حياة الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
انظر رجال النجاشي : 188 / 500 ، رجال الشيخ : 92 / 15 و 124 / 5 و 209 / 115 ، رجال الكشي : 233 / 423 ـ 428 ، فرق الشيعة للنوبختي : 20 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 192 _

  له إمام مات ميتة جاهلية ؟ فأقول له : بلى ، فيقول : من إمامك ؟ فأقول : أئمّتي آل محمّد عليه وعليهم السلام ، قال : ما أحسبك عرفت إماماً.
  فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( ويح سالم ، ما يدري سالم ما منزلة الإمام ؟ الإمام أعظم وأفضل ممّا يذهب إليه سالم والناس أجمعون ، وإنّه لم يمت منّا ميّت قط إلاّ وجعل الله مكانه من يعمل مثل عمله ، ويسير مثل سيرته ، ويدعو إلى مثل ما دعا إليه ، وإنّه لم يمنع الله ما أعطى داود ( عليه السلام ) أن يعطي سليمان ( عليه السلام ) أفضل ممّا أعطى داود ( عليه السلام ) ) (1).
  [ 171/12 ] وبهذا الإسناد عن فضالة بن أيّوب ، عن عبدالحميد بن نصر (2) ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( ينكرون الإمام المفروض الطاعة ويجحدونه ، والله ما في الأرض منزلة أعظم عند الله من منزلة إمام مفترض الطاعة.
  لقد كان إبراهيم ( عليه السلام ) دهراً ينزل عليه الوحي والأمر من الله وما كان مفترض الطاعة ، حتّى بدا للّه أن يكرمه ويعظّمه ، فقال ( إنّي جاعلك للناس إماماً ) فعرف إبراهيم ( عليه السلام ) ما فيها من الفضل فقال ( ومن ذرّيّتي ) ( أي واجعل ذلك في ذرّيّتي ) (3) ، فقال الله عزّ وجلّ ( لاينال عهدي الظالمين ) (4) قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) :

---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 509 / 11 ، وعنه في البحار 23 : 53 / 111 ، وأورده الصدوق في كمال الدين : 229 / 27 ، باختلاف في صدره ، والطوسي في اختيار معرفة الرجال : 235 / 427 ، إلى قوله : والناس أجمعون.
(2) عبدالحميد بن نصر : لم يذكروه ، ولكن قال المامقاني : لم أقف فيه إلاّ على قول المولى الوحيد ( رحمه الله ) : يروي عنه أحمد بن محمّد بن عيسى وفضالة ، وهو إمامي .
انظر تنقيح المقال 2 : 136 ـ باب عبدالحميد ، إلاّ أنّ فيه : عبدالحميد بن نضر .
(3) ما بين القوسين لم يرد في البصائر.
(4) البقرة 2 : 124 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 193 _

  إنّما هو في ذريّتك لا يكون في غيرهم ) (1).
  [ 172/13 ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد وعبدالله بن القاسم جميعاً عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بـن المختار القلانسي (2) ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، في قول الله عزّ وجلّ ( وآتيناهم مّلكاً عظيماً ) (3) قال : ( الطاعة المفروضة ) (4).
  وحدّثني به يعقوب بن يزيد وعلي بن اسماعيل بن عيسى ، عن حمّاد بن عيسى ، الإسناد (5).
  [ 173/14 ] يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن فضيل الأعور ، عن أبي عبيدة الحذّاء ، قال : كنّا زمان أبي جعفر ( عليه السلام ) حين

---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 509 / 12 ، وعنه في البحار 25 : 141 / 15 .
(2) الحسين بن المختار القلانسي : كوفي مولى أحمس من بجيلة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الامامين الهمامين الصادق والكاظم ( عليهما السلام ) إلاّ أنّه قال في الموضع الثاني : إنّه واقفي ، وعدّه الشيخ المفيد في الارشاد في فصل ممّن روى النصّ على الإمام الرضا ( عليه السلام ) بالإمامة من أبيه : إنّه من خاصّة الإمام الكاظم ( عليه السلام ) وثقاته ، وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته ، ونقل العلاّمة قول ابن عقدة ، عن علي بن الحسين : أنّه كوفي ثقة ، وقال السيد الخوئي : وكيف كان فالرجل من الثقات بلا إشكال .
انظر رجال النجاشي : 54 / 123 ، رجال البرقي : 48 ، رجال الشيخ : 169 / 68 و 346 / 3 ، ارشاد المفيد 2 : 248 ، رجال العلاّمة : 338 / 1332 ، معجم رجال الحديث 7 : 95.
(3) النساء 4 : 54 .
(4) بصائر الدرجات : 509 / 13 ، وعنه في البحار 23 : 287 / 8 ، وأورده العياشي في تفسيره 1 : 248 / 159 ، عن أبي خالد الكابلي ، والقمّي في تفسيره 1 : 140 ، عن حنان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، والكليني في الكافي 1 : 186 : 4 .
(5) لم أعثر له على مصدر .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 194 _

  قبض ( عليه السلام ) (1) نتردّد كالأغنام لا راعي لها ، فلقينا سالم بن أبي حفصة فقال : يا أبا عبيدة من إمامك ؟ فقلت : أئمّتي آل محمّد صلّى الله عليه وعليهم ، فقال : هلكت وأهلكت ، أما سمعت (2) أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : ( من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية ؟ ) فقلت : بلى لعمري .
  وقد كنّا قبل ذلك بثلاث أو نحوها دخلنا على أبي عبدالله ( عليه السلام ) فرزقني الله جلّ وعزّ المعرفة فدخلت عليه ، فقلت له : سالم بن أبي حفصة ، قال لي : كذاوكذا ، فقلت له : كذا وكذا .
  فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( يا ويل سالم يا ويل سالم ، وما يدري سالم ما منزلة الإمام ؟ الإمام أعظم ممّا يذهب إليه سالم والناس أجمعون ، يا أبا عبيدة : إنّه لم يمت منّا ميّت حتّى يخلّف من بعده من يعمل مثل عمله ، ويسير مثل سيرته ، ويدعو إلى مثل الذي دعا إليه ، يا أبا عبيدة : إنّه لم يمنع الله ما أعطى داود ( عليه السلام ) أن يعطي سليمان ( عليه السلام ) أفضل ممّا أعطى داود ( عليه السلام ).
  ثمّ قال ( هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ) (3) فقلت : ما أعطاه الله جعلت فداك ؟ فقال : ( نعم يا أبا عبيدة إنّه إذا قام قائم آل محمّد صلّى الله عليه وعليهم حكم بحكم سليمان ( عليه السلام ) (4) لا يسأل الناس بيّنة ) (5).

---------------------------
(1) في البصائر : حين مضى ( عليه السلام ).
(2) في نسخة ( ض ) زيادة : أما رأيت .
(3) سورة ص 38 : 39 .
(4) في البصائر داود وسليمان .
(5) بصائر الدرجات : 510 / 15 ، وعنه في البحار 26 : 176 / 55 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 195 _

  [ 174/15 ] الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة ، عن عبيس (1) بن هشام الأسدي ، عن عبدالله بن الوليد ، عن الحارث بن المغيرة البصري (2) قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : ( لا تكون الأرض إلاّ وفيها عالم يعلم مثل (3) الأول ، وراثة من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، علماً يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إلى أحد ) (4).
  [ 175/16 ] محمّد بن عبدالحميد العطّار ، عن منصور بن يونس (5) ، عن

---------------------------
(1) في نسختي ( س وض ) : عنبسة ، وما في المتن هو الصواب.
وقال النجاشي : هو العباس بن هشام أبو الفضل الناشري الأسدي ، عربي ثقة ، جَليل في أصحابنا ، كثير الرواية ، كسر اسمه فقيل : عُبيس ، عدّه الشيخ تارة من أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ) واُخرى في من لم يرو عنهم ( عليهم السلام ) قائلاً في الموضعين : عُبيس بن هشام الناشري ، مات رحمه الله في سنة عشرين ومائتين أو قبلها بسنة .
انظر رجال النجاشي : 280 / 741 ، رجال الطوسي : 384 / 57 و 487 / 68 .
(2) في البصائر : النضري ، وما في المتن هو الصواب ، وهو من بني نصر بن معاوية ، ثقة ثقة ، بصري عربي ، روى عن أبي جعفر وجعفر وموسى بن جعفر وزيد بن علي ( عليهم السلام ) ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الباقر والصادق ( عليهما السلام ) ، وقال : ويكنّى أبا علي من بني نصر ، واقتصر البرقي على الامام الصادق ( عليه السلام ) .
انظر رجال النجاشي : 139 / 361 ، رجال البرقي : 39 ، رجال الطوسي : 117 / 42 و 179 / 233 ، رجال العلاّمة 123 / 318 .
(3) في البصائر زيادة : علم .
(4) بصائر الدرجات : 510 / 16 ، وعنه في البحار 23 : 52 / 112 .
(5) منصور بن يونس بزرج : كوفي ثقّة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الطاهرين الصادق والكاظم ( عليهما السلام ) .
انظر رجال النجاشي : 413 / 1100 ، رجال البرقي : 39 و 49 ، رجال الشيخ 313 / 534 و360 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 196 _

  أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قلت له : قول الله عزّ وجلّ ( فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم مّلكاً عظيماً ) (1) قال : ( ما هو ؟ ) قلت : أنت أعلم ، قال : ( طاعة الله مفروضة ) (2).
  [ 176/17 ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أحمد بن النضر الخزّاز ، عن عبدالرحمن بن أبي نجران ، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح الأسدي ، عن مالك الجهني (3) قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) ( واُوحي إليّ هذا القرآن لاُنذركم به ومن بلغ أئِنّكم لتشهدون ) (4) قال : ( الإمام منّا ينذر به كما أنذر به رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ) (5).

---------------------------
(1) النساء 4 : 54 .
(2) بصائر الدرجات : 510 / 17 ، وعنه في البحار 23 : 288 / 14 .
(3) مالك الجهني : هو مالك بن أعين الجهني ، كوفي ، عربي ، عدّه الشيخ والبرقي من أصحاب الإمامين الصادقين ( عليهما السلام ) ، فقال الشيخ : مات في حياة الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
انظر معجم رجال الحديث 15 : 161 / 9816 ، رجال البرقي : 13 و 18 ، رجال الشيخ : 135 / 11 و 308 / 456 .
(4) الأنعام 6 : 19 .
(5) بصائر الدرجات : 511 / 18 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 416 / 21 ، و 424 / 61 ، باختلاف في صدر الحديث ، وكذا القمي في تفسيره 1 : 195 ، ونقله الآسترابادي في تأويل الآيات 1 : 162 / 1 ، عن الكافي ، والبحراني في تفسير البرهان 2 : 406 / 5 ، عن سعد بن عبدالله .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 197 _

  [ 177/18 ] وعنه ، عن محمّد بن الهيثم ، عن بعض أصحابنا ، عن محمّد بن يزيد (1) قال : قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّي سألت أباك ( عليه السلام ) عن مسألة اُريد أن أسألك عنها ، فقال : ( وعن أيّ شيء تسأل ؟ ) قلت : عندك علم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكتبه وعلم الأوصياء ( عليهم السلام ) وكتبهم ؟ فقال : ( نعم ، وأكثر من ذلك ، فاسأل عمّا بدا لك ) (2).
  [ 178/19 ] وعنه وعن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن العلاء بن رزين ، عن عبدالله بن أبي يعفور (3) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( كان علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) عالم هذه الاُمّة ، والعلم يتوارث ، وليس يهلك منّا هالك حتّى يرى مِن وُلده من يعلم علمه ، ولا تبقى الأرض يوماً بغير إمام تفزع إليه الاُمّة ) قلت : فيكون إثنان ؟ فقال : ( لا ، إلاّ وأحدهما صامت ، ولايتكلّم حتّى يمضي الأوّل ) (4).

---------------------------
(1) في البصائر : عمر بن يزيد ، والظاهر أنّ الصحيح هو محمّد بن عمر بن يزيد لأنّ عمر بن يزيد يروي عن أبي عبدالله ، وأبي الحسن ( عليه السلام ) ، وما في المتن أقرب للصحة وهو بيّاع السابري الذي عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ) .
انظر رجال النجاشيي : 364 / 981 ، رجال الشيخ : 391 / 53 ، تنقيح المقال 3 : 166 ، معجم رجال الحديث 18 : 73 / 11470 .
(2) بصائر الدرجات : 511 / 19 ، وعنه في البحار 26 : 176 / 54 .
(3) عبدالله بن أبي يعفور : هو العبدي ، يكنّى أبا محمّد ، ثقة ثقة ، جليل في أصحابنا ، كريم على أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، وكان قارئاً يقرىء القرآن في مسجد الكوفة ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، مات ( رحمه الله ) في أيّامه ( عليه السلام ) .
اُنظر رجال النجاشي : 213 / 556 ، رجال البرقي : 22 ، رجال الشيخ : 223 / 15 و 264 / 687 .
(4) بصائر الدرجات : 511 / 20 ، وعنه في البحار 23 : 53 / 113 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 198 _

  [ 179/20 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد والعبّاس بن معروف ، عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعي بن عبدالله بن الجارود (1) ، عن الفضيل بن يسار ، قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : ( كلّ ما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل ) (2).
  [ 180/21 ] وعنه ، عن الحسن بن علي الوشّا ، قال : رأيت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) وهو ينظر إلى السماء ويتكلّم بكلام كأنّه كلام الخطاطيف ، فما فهمت منه شيئاً ساعة بعد ساعة ثمّ سكت (3).
  [ 181/22 ] وعنه ، عن الحسن بن سعيد (4) ، عن معمّر بن خلاّد ، قال : قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : تعرفون (5) الغيب ؟ فقال : ( قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : يُبسَط لنا العلم فنعلم ، ويُقبض عنّا فلانعلم ) (6).

---------------------------
(1) ربعي بن عبدالله بن الجارود : الهذلي ، بصري ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، وصحب الفضيل بن يسار وأكثر الأخذ عنه ، وكان خصيصاً به ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الامام الصادق ( عليه السلام ) .
اُنظر رجال النجاشي : 167 / 441 ، رجال البرقي : 40 ، رجال الشيخ : 194 / 39.
(2) بصائر الدرجات : 511 / 21 ، وعنه في البحار 2 : 94 / 32 .
(3) بصائر الدرجات : 511 / 22 ، وعنه في البحار 49 : 88 / 9 .
(4) في البصائر : الحسين بن سعيد ، والظاهر كلا الطريقين صحيح ، لأنّ النجاشي قال : وكان الحسين بن يزيد السورائي يقول : الحسن شريك أخيه الحسين في جميع رجاله إلاّ في زرعة ابن محمّد الحضرمي وفضالة بن أيوب ، فإنّ الحسين كان يروي عن أخيه عنهما .
اُنظر رجال النجاشي : 58 / 136 ـ 137 ، معجم رجال الحديث 3 : 91.
(5) في البصائر : أو تعلمون .
(6) بصائر الدرجات : 513 / 32 ، وعنه في البحار 26 : 96 / 35 ، ولم يرد فيه الإمام الرضا ، والظاهر إنّه سقط من يد الناسخ أو الطبع .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 199 _

  وأخبرني أحمد وعبدالله ابنا محمّد بن عيسى أنّهما سمعا ذلك من معمّر بن خلاّد (1) يرويه عن الرضا ( عليه السلام ) .
  [ 182/23 ] وعنه ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن النضر بن شعيب ، عن عبدالغفّار الجازي (2) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : سمعته يقول : ( نحن ورثة الأنبياء ، وورثة كتاب الله ، ونحن صفوته ) (3).
  [ 183/24 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن عمر (4) ، عن المفضّل بن صالح ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( إنّا أهل بيت من علم الله علمنا ، ومن حكمه أخذنا ، وقول صادق سمعنا ، فإن تتّبعونا تهتدوا ) (5).

---------------------------
(1) معمّر بن خلاّد : هو ابن أبي خلاّد أبو خلاّد ، بغدادي ثقة ، روى عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، والشيخ من أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ).
انظر رجال النجاشي : 421 / 1128 ، رجال العلاّمة : 277 / 1010 ، رجال البرقي : 53 ، رجال الطوسي : 390 / 45 .
(2) في نسخة ( ض ) : الحارثي.
وهو عبدالغفّار بن حبيب الطائي الجازي من أهل الجازية قرية بالنهرين ، روى عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، ثقة ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، واُخرى في من لم يرو عنهم ( عليهم السلام ) ، وورد الجازي في أكثر النسخ إلاّ أنّ ابن داود قال : ورأيت بخط الشيخ أبي جعفر في كتاب الرجال : الحارثي .
اُنظر رجال النجاشي : 247 / 650 ، رجال الشيخ : 237 / 228 و 488 / 71 ، رجال العلاّمة : 209 / 675 ، رجال ابن داود : 130 / 964 .
(3) بصائر الدرجات : 513 / 33 ، وعنه في البحار 92 : 100 / 70 ، من دون ( ورثة الأنبياء ) .
(4) في المختصر المطبوع : محمد بن أبي عمير .
(5) بصائر الدرجات : 514 / 34 ، وعنه في البحار 2 : 94 / 33 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 200 _

  [ 184/25 ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن النضر بن شعيب ، عن عبدالغفّار الجازي (1) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( إنّ الله عزّ وجلّ قال لنبيّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ولقد وصّيناك بما وصّينا به آدم ونوحاً وابراهيم والنبيين من قبلك ( أنْ أقيموا الدينَ ولاتتفرّقوا فيه كَبُرَ على المشركينَ ما تدعوهم إليه ) (2) من تولية علي بن أبي طالب ( عليه السلام ).
  قال : إنّ الله عزّ وجلّ قد أخذ ميثاق كلّ نبيّ وكلّ مؤمن ليؤمننّ بمحمّد وعلي ، وبكلّ نبيّ وبالولاية .
  ثمّ قال لمحمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( اُولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ) (3) يعني آدم ونوح وكلّ نبيّ بعده ) (4).
  [ 185/26 ] ابراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن محمّد بن سنان أو غيره ، عن عبدالله بن سنان (5) ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :

---------------------------
(1) في نسخة ( ض وس ) : الحارثي ، تقدم في حديث 182 .
(2) الشورى 42 : 13 .
(3) الأنعام 6 : 90 .
(4) بصائر الدرجات : 514 / 35 ، وعنه في البحار 26 : 284 / 42 ، إلاّ هناك اختلاف بينهما في صدر الحديث ، ونقله البحراني في تفسير البرهان 4 : 811 / 6 ، عن سعد بن عبدالله .
(5) عبدالله بن سنان : هو ابن طريف مولى بني هاشم ، يقال مولى بني أبي طالب ، ويقال مولى بني العباس ، كان خازناً للمنصور والمهدي والهادي والرشيد ، كوفي ، ثقة ، من أصحابنا ، جليل ، لايطعن عليه في شيء ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وزاد الشيخ عليه الإمام الكاظم ( عليه السلام ) .
انظر رجال النجاشي : 214 / 558 ، رجال البرقي : 22 ، رجال الشيخ : 225 / 42 و 354 / 14 ، رجال العلاّمة : 192 / 600 .