الله عليه قال : سمعته يقول : ( إنّ العبد إذا اُدخل حفرته أتاه ملكان اسمهما منكر ونكير ، فأوّل ما يسألانه عن ربّه ثمّ عن نبيّه ، ثمّ عن وليّه ، فإن أجاب نجا ، وإن لم يجب عذّباه ) فقال له رجل : فما حال من عرف ربّه ونبيّه ولم يعرف وليّه ؟ فقال : ( مذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ( ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلاً ) (1) فذلك لا سبيل له .
  وقد قيل للنبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من الوليّ يا نبيّ الله ؟ فقال : وليّكم في هذا الزمان عليّ ( عليه السلام ) ومن بعده وصيّه ، ولكلّ زمان عالم يحتجّ الله به لئلاّ يقول كما قال الضلاّل قبلهم حين فارقتهم أنبياؤهم ( ربّنا لولا أرسلت إلينا رسولاً فنتّبع آياتك من قبل أن نذلّ ونخزى ) (2) بما كان من ضلالتهم وهي جهالتهم بالآيات وهم الأوصياء ، فأجابهم الله عزّ وجلّ ( قل كلّ متربّص فتربّصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى ) (3) وإنّما كان تربّصهم أن قالوا : نحن في سعة من معرفة الأوصياء حتى نعرف إماماً ، فعيّرهم (4) الله بذلك .
  فالأوصياء هم أصحاب الصراط وقوفاً عليه ، لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم

---------------------------
(1) النساء 4 : 88 و143 .
(2) طه 20 : 134 .
(3) طه 20 : 135 .
(4) في البصائر : فعرّفهم .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 402 _

  وعرفوه ، ولا يدخل النار إلاّ من أنكرهم وأنكروه ، لأنّهم عرفاء الله عرّفهم عليهم عند أخذه المواثيق عليهم ، ووصفهم في كتابه فقال عزّ وجلّ ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (1) وهم الشهداء على أوليائهم ، والنبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الشهيد عليهم ، أخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة ، وأخذ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليهم الميثاق بالطاعة ، فجرت نبوّته عليهم ، وذلك قول الله عزّ وجلّ ( فكيف إذا جئنا من كلّ اُمّة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً * يومئذ يودّ الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوّى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثاً ) (2) ) (3) .
  [ 459/21 ] ورويت بالطريق المذكور عن محمّد بن الحسن الصفّار ( رحمه الله ) ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن الهيثم ، عن أبيه ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : سمعته يقول : ( إنّ حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ ثلاث : نبيّ مرسل ، أو ملك مقرّب ، أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان .
  ثمّ قال : يا أبا حمزة ألا ترى أنّه اختار لأمرنا من الملائكة : المقرّبين ، ومن النبيّين : المرسلين ، ومن المؤمنين : الممتحنين ) (4).
  [ 460/22 ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن أبي عبدالله البرقي ، عن ابن سنان أو غيره يرفعه إلى أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( إنّ حديثنا صعب مستصعب ، لا يحتمله إلاّ صدور منيرة ، وقلوب سليمة ، وأخلاق حسنة ، إنّ الله تعالى

---------------------------
(1) الأعراف 7 : 46 .
(2) النساء 4 : 41 ـ 42 .
(3) بصائر الدرجات : 498/9 ، وتقدّم برقم 153 من هذا الكتاب .
(4) بصائر الدرجات : 25/19 و28/9 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 403 _

  أخذ من شيعتنا الميثاق كما أخذ على بني آدم حيث يقول عزّ وجلّ ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذريّتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم ) (1) فمن وفى لنا وفى الله له بالجنّة ، ومن أبغضنا ولم يؤدّ إلينا حقّنا ففي النار خالداً مخلّداً ) (2).
  [ 461/23 ] وبالإسناد عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، عن داود العجلي ، عن زرارة ، عن حمران ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( إنّ الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق ، خلق ماءً عذباً وماءً مالحاً اُجاجاً ، فامتزج الماءان ، فأخذ طيناً من أديم الأرض فعركه عركاً شديداً ، فقال لأصحاب اليمين ـ وهم كالذرّ يدبّون ـ : إلى الجنّة بسلام ، وقال لأصحاب الشمال ـ وهم كالذر يدبّون ـ : إلى النار ولا اُبالي.
  ثمّ قال ( ألست بربّكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنّا كنّا عن هذا غافلين ) (3) ثمّ أخذ الميثاق على النبيّين فقال ( ألست بربّكم ).
  ثمّ قال : وإنّ هذا محمّداً رسول الله وعليّاً أمير المؤمنين ( قالوا : بلى ، فثبتت لهم النبوّة ، وأخذ الميثاق على اُولي العزم ألا أنّي ربّكم ومحمّد رسولي وعلي أمير المؤمنين ) (4) وأوصياؤه من بعده ولاة أمري ، وخزّان علمي ، وأنّ المهدي أنتصر به لديني ، واُظهر به دولتي ، وأنتقم به من أعدائي ، واُعبد به طوعاً وكرهاً ، قالوا : أقررنا يا ربّ وشهدنا ، ولم يجحد آدم ولم يقر ، فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي ، ولم

---------------------------
(1 و 2) الأعراف 7 : 172 .
(3) بصائر الدرجات : 25/20 .
(4) ما بين القوسين لم يرد في نسخة ( س ) .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 404 _

  يكن لآدم عزم على الإقرار به وهو قوله جلّ وعزّ ( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً ) (1) قال : إنّما يعني فترك .
  ثمّ أمر ناراً فاُجّجت ، فقال لأصحاب الشمال : ادخلوها فهابوها ، وقال لأصحاب اليمين : ادخلوها ، فدخلوها فكانت عليهم برداً وسلاماً ، فقال أصحاب الشمال : يا ربّ أقلنا ، فقال : أقلتكم ، اذهبوا فادخلوها فهابوها ، فثمّ ثبتت الطاعة والمعصية والولاية ) (2).
  [ 462/24 ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن موسى ، عن علي بن حسّان ، عن عبدالرحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قوله عزّ وجلّ ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذريّتهم وأشهدهم على أنفسهم ) (3) قال : ( أخرج الله من ظهر آدم ذريّته إلى يوم القيامة وهم كالذرّ ، فعرّفهم نفسه ، ولولا ذلك لم يعرف أحدٌ ربّه ، وقال ( الست بربكم قالوا بلى ) وإنّ هذا محمّداً رسولي وعلياً أمير المؤمنين خليفتي وأميني ) (4).
  [ 463/25 ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن عيسى ، عن سليمان الجعفري ، قال : كنت عند أبي الحسن ( عليه السلام ) ، فقال : ( يا سليمان اتّق فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله ) فسكتّ حتى أصبت خلوة ، فقلت : جعلت فداك سمعتك تقول : ( اتق فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله ) قال : ( نعم يا سليمان إنّ الله خلق المؤمنين من نوره ،

---------------------------
(1) طه 20 : 115 .
(2) بصائر الدرجات : 70/2 ، وأورده الكليني في الكافي 2 : 8/1 .
(3) الأعراف 7 : 172 .
(4) بصائر الدرجات : 71/6 ، وأورده فرات الكوفي في تفسيره : 148/186 ، بزيادة في آخره .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 405 _

  وصبغهم في رحمته ، وأخذ ميثاقهم لنا بالولاية ، فالمؤمن أخو المؤمن لأبيه واُمّه ، أبوه النور ، واُمّه الرحمة ، وإنّما ينظر بذلك النور الذي خلق منه ) (1) .
  [ 464/26 ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن الحسن بن علي ، عن إبراهيم ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( إنّ الله عزّ وجلّ جعل لنا شيعة فجعلهم من نوره ، وصبغهم في رحمته ، وأخذ ميثاقهم لنا بالولاية ( على معرفته يوم عرّفهم نفسه ) (2) ، فهو المتقبّل من محسنهم ، والمتجاوز عن مسيئهم ، من لم يلق الله بما هو عليه لم يتقبّل منه حسنة ، ولم يتجاوز عنه سيّئة ) (3) .
  [ 465/27 ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن اسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن عبدالله بن محمّد الجعفي ، ( عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، وعن عقبة ) (4) ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( إنّ الله عزّ وجلّ خلق الخلق ، فخلق من أحب ممّا أحب ، وكان ما أحب أن يخلقه من طينة الجنّة ، وخلق من أبغض ممّا أبغض ، وكان ما أبغض أن يخلقه من طينة النار ، ثمّ بعثهم في الظلال ) قال ، قلت : أي شيء الظلال ؟ قال : ( ألم تر ظلّك في الشمس شيء وليس بشيء.
  ثمّ بعث فيهم النبيّين يدعونهم إلى الإقرار بالله وهو قوله ( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولنّ الله ) (5) ثم دعاهم إلى الإقرار بالنبيّين ، فأقرّ بعضهم وأنكر بعضهم ، ثمّ

---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 79/1 .
(2) في نسخة ( س ) : يوم عرفهم نفسه على معرفته. بدل ما بين القوسين ، ولم ترد الجملة في نسخة ( ق ) .
(3) بصائر الدرجات : 80/3 .
(4) ما بين القوسين لم يرد في نسخة ( س ) .
(5) الزخرف 43 : 87 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 406 _

  دعاهم إلى ولايتنا فأقرّ بها والله من أحب ، وأنكرها من أبغض وهو قوله ( فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا به من قبل ) (1) ).
  ثمّ قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( كان التكذيب ثمّ ) (2).
  [ 466/28 ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد (3) ، عن الحسين بن نعيم الصحاف ، قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله تبارك وتعالى ( فمنكم كافر ومنكم مؤمن ) (4) فقال : ( عرف الله ـ والله ـ إيمانهم بولايتنا وكفرهم بها ، يوم أخذ الله عليهم الميثاق في صلب آدم وهم ذرّ ) (5).
  [ 467/29 ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ويعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أبي جميلة ، عن محمّد الحلبي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : إنّ الله مثّل لي امّتي في الطين وعلّمني أسماءهم كلّها كما علّم آدم الأسماء كلّها ، فمرّ بي أصحاب الرايات فاستغفرت لعلي ( عليه السلام ) وشيعته .
  إنّ ربّي وعدني في شيعة عليّ ( عليه السلام ) خصلة ، قيل : يا رسول الله وما هي ؟ قال : المغفرة لمن آمن منهم واتقى ، لا يغادر منهم صغيرة ولا كبيرة ولهم تبدلّ السيّئات

---------------------------
(1) يونس 10 : 74 .
(2) بصائر الدرجات : 80/1 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 436/2 ، والصدوق في علل الشرائع : 118/3 .
وثَمَّ : اسم يشار به للمكان البعيد بمعنى هناك ، القاموس المحيط 4 : 21 ـ ثمّ. (3) في البصائر والكافي وتفسير القمّي زيادة : عن الحسن بن محبوب .
(4) التغابن 64 : 2 .
(5) بصائر الدرجات : 81/2 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 413/4 ، و426/ صدر حديث 74 ، والقمّي في تفسيره 2 : 371 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 407 _

  حسنات ) (1).
  [ 468/30 ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن الحسن بن محبوب ، عن صالح بن سهل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) : ( إنّ بعض قريش قال لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : بأي شيء سبقت الأنبياء وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم ؟ قال : إنّي كنت أوّل من أقرّ (2) بربّي ، وأوّل من أجاب حيث أخذ الله تعالى ميثاق النبيّين وأشهدهم على أنفسهم ( الست بربّكم قالوا بلى ) (3) وكنت أنا أوّل نبيّ قال بلى ، فسبقتهم بالإقرار بالله ) (4).
  [ 469/31 ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد والحسن بن علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن عبدالرحيم القصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إنّ اُمّتي عرضت عليّ عند الميثاق ، فكان أوّل من آمن بي وصدّقني عليّ ( عليه السلام ) ، وكان أول من آمن بي وصدّقني حيث بعثت فهو الصدّيق الأكبر ) (5).
  [ 470/32 ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن عبدالله بن جبلّة ، عن معاوية بن عمّار ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه ( عليهم السلام ) قال : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا علي لقد مثلت لي اُمّتي في الطين حتى رأيت صغيرهم وكبيرهم أرواحاً قبل أن يخلق الأجساد (6) ، وإنّي مررت بك وبشيعتك فاستغفرت لكم ، فقال

---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 83/1 .
(2) في نسخة ( ض ) : آمن .
(3) الاعراف 7 : 172 .
(4) بصائر الدرجات : 83/2 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 441/6 و2 : 10/1 ، والصدوق في علل الشرائع : 124/1 ـ باب 104 ، وتقدّم عن الكافي برقم 445 .
(5) بصائر الدرجات : 84/3 ، وعنه في البحار 38 : 226/30 .
(6) في نسخة ( ق ) زيادة : بألف عام .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 408 _

  عليّ ( عليه السلام ) : يا نبيّ الله زدني فيهم ، قال : نعم ، يا علي تخرج أنت وشيعتك من قبوركم ووجوهكم كالقمر ليلة البدر ، قد فرّجت عنكم الشدائد ، وذهبت عنكم الأحزان ، تستظلّون تحت العرش ، يخاف الناس ولا تخافون ، ويحزن الناس ولا تحزنون ، وتوضع لكم مائدة والناس في الحساب ) (1).
  [ 471/33 ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن بعض أصحابنا ، عن محمّد بن الحسين ، عن علي بن أسباط ، عن علي بن معمّر ، عن أبيه ، قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله تبارك وتعالى ( هذا نذير من النذر الاُولى ) (2) قال : ( يعني محمّداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حيث دعاهم إلى الإقرار بالله في الذرّ الأوّل ) (3).
  [ 472/34 ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن صالح بن سهل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) : ( أنّ رجلاً جاء إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ وهو مع أصحابه ـ فسلّم عليه ثمّ قال : أنا والله اُحبّك وأتولاّك ، فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : كذبت ما أنت كما قلت (4) إنّ الله خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ثمّ عرض علينا المحبّ لنا ، فوالله ما رأيت روحك فيمن عرض علينا فأين كنت ؟ قال : فسكت الرجل عند ذلك ولم يراجعه ) (5).
  [ 473/35 ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ،

---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 84/5 ، وأورده الصدوق في فضائل الشيعة : 68/27 .
(2) النجم 53 : 56 .
(3) بصائر الدرجات : 84/6 ، وأورده القمّي في تفسيره 2 : 340 .
(4) في الكافي زيادة : قال : بلى والله إني اُحبّك وأتولاّك ، فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : كذبت ما أنت كما قلت .
(5) بصائر الدرجات : 86/1 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 438/1 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 409 _

  ( عن آدم أبي الحسين ، عن إسماعيل بن أبي حمزة ) (1) ، عمّن حدّثه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( جاء رجل إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال : يا أمير المؤمنين والله إنّي لاُحبّك ، فقال له : كذبت ، فقال له الرجل : سبحان الله كأنّك تعرف (2) ما في نفسي ، قال : فغضب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ وكان يخرج منه الحديث العظيم عند الغضب ـ قال : فرفع يده إلى السماء وقال : كيف لا يكون ذلك وهو ربّنا تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ، ثمّ عرض علينا المحب من المبغض ، فوالله ما رأيتك فيمن أحبّنا فأين كنت ؟ ) (3).
  [ 474/36 ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ومحمّد بن الحسين جميعاً عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن بكير بن أعين ، قال : كان أبو جعفر ( عليه السلام ) يقول : ( إنّ الله عزّ وجلّ أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذرّ ، يوم أخذ الميثاق على الذرّ بالإقرار له بالربوبيّة ولمحمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالنبوة ، وعرض الله تعالى على محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اُمّته في الطين وهم أظلّة ، وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم ( عليه السلام ) ، وخلق الله أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام ، وعرضهم عليه وعرّفهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعرّفهم عليّاً ( عليه السلام ) ، ونحن نعرفهم في لحن القول ) (4).
  [ 475/37 ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن حمّاد الكوفي ، عن أبيه ، عن

---------------------------
(1) في البصائر : عن آدم ، عن أبي الحسين ، عن اسماعيل ، عن أبي حمزة .
(2) في نسخة ( س ) : تعلم .
(3) بصائر الدرجات : 89/8 ، وعنه في البحار 26 : 119/6 .
(4) بصائر الدرجات : 89/1 ، وأورده البرقي في المحاسن 1 : 227/16 ، والكليني في الكافي 1 : 437/9 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 410 _

  نصر بن مزاحم (1) ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) (2) ، قال : ( إنّ الله أخذ ميثاق شيعتنا من صلب آدم ، فنعرف بذلك حبّ المحب وإن أظهر خلاف ذلك بلسانه ، ونعرف بغض المبغض وإن أظهر حبّنا أهل البيت ) (3).
  [ 476/38 ] علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي (4) ، عن ابن سنان في قوله سبحانه ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم قالوا بلى ) (5).
  قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( أوّل من سبق إلى بلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وذلك أنّه كان أقرب الخلق إلى الله تبارك وتعالى ، وكان بالمكان الذي قال له جبرئيل لمّا اُسري به إلى السماء : تقدّم يا محمّد فقد وطأت موطئاً لم يطأه ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل ، ولولا أنّ روحه ونفسه كانت من ذلك المكان لما قدّر أن يبلغه ، فكان من الله عزّ وجلّ كما

---------------------------
(1) نصر بن مزاحم : المنقري العطار أبو المفضل ، كوفي ، مستقيم الطريقة ، صالح الأمر ، له كتب منها : كتاب الجمل ، وصفين ، ومقتل الحسين ( عليه السلام ) ، وعين الوردة ، وأخبار المختار وغير ذلك ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، توفي سنة اثنتي عشرة ومائتين .
انظر رجال النجاشي : 427/1148 ، فهرست الشيخ : 254/773 ، رجال الشيخ : 139/3 .
(2) في البصائر والاختصاص : عن أبي جعفر ( عليه السلام ) .
(3) بصائر الدرجات : 90/3 ، وأورده المفيد في الاختصاص : 278 .
(4) يحيى الحلبي : هو يحيى بن عمران بن أبي شعبة الحلبي ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، ثقة ثقة ، صحيح الحديث ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم ( عليهما السلام ) .
رجال النجاشي : 444/1199 ، رجال الشيخ : 335/40 و364/10 .
(5) الأعراف 7 : 172 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 411 _

  قال الله تعالى ( قاب قوسين أو أدنى ) (1) أي بل أدنى ، فلمّا خرج الأمر من الله تعالى وقع إلى أوليائه ( عليهم السلام ).
  قال الصادق ( عليه السلام ) : كان الميثاق مأخوذاً عليهم لله بالربوبيّة ولرسوله بالنبوّة ولأمير المؤمنين والأئمّة ( عليهم السلام ) بالإمامة ، فقال : ألست بربّكم ومحمّد نبيّكم وعليّ إمامكم والأئمّة الهادين أئمّتكم ؟ فقالوا : بلى ، فقال الله تعالى ( أن تقولوا يوم القيامة ـ أي لئلاّ تقولوا يوم القيامة ـ إنّا كنّا عن هذا غافلين ) (2) فأوّل ما أخذ الله عزّ وجلّ الميثاق على الأنبياء له بالربوبيّة وهو قوله ( وإذ أخذنا من النبيّين ميثاقهم ) (3) فذكر جملة الأنبياء ثم أبرز أفضلهم بالأسامي ، فقال : ومنك يا محمّد ، فقدّم محمّداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأنّه أفضلهم ، ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم ، فهؤلاء الخمسة أفضل الأنبياء ورسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أفضلهم .
  ثمّ أخذ بعد ذلك ميثاق رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على الأنبياء بالإيمان به وعلى أن ينصروا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيّين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثمّ جاءكم رسول مصدّق لما معكم ـ يعني رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ـ لتؤمنّن به ولتنصرنّه ) (4) يعني أمير المؤمنين صلّى الله عليه ، تخبروا اُممكم بخبره وخبر وليّه من الأئمّة ( عليهم السلام ) ) (5).
  [ 477/39 ] علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن

---------------------------
(1) النجم 53 : 9 .
(2 و3) الأعراف 7 : 172 .
(4) آل عمران 3 : 81 .
(5) تفسير القمّي 1 : 246 ـ 247 ، وعنه في البحار 5 : 236/12 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 412 _

  عبدالله بن مسكان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) (1) ، وعن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قوله عزّ وجلّ ( لتؤمنّن به ولتنصرنّه ) (2) قال : ( ما بعث الله نبيّاً من لدن آدم فهلمّ جرّا إلاّ ويرجع إلى الدنيا فيقاتل وينصر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ثم أخذ أيضاً ميثاق الأنبياء على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال ( قل ـ يا محمّد ـ آمنّا بالله وما اُنزل علينا وما اُنزل على إبراهيم واسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما اُوتي موسى وعيسى والنبيّون من ربّهم لا نفرّق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ) (3) ) (4) .
  [ 478/40 ] علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن مسكان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربّكم قالوا بلى ) (5) قلت : معاينة كان هذا ؟ قال : ( نعم ، فثبتت المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه ، ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ورازقه ، فمنهم من أقرّ بلسانه في الذرّ ولم يؤمن بقلبه ، فقال الله تعالى ( فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل ) (6) ) (7).
  [ 479/41 ] علي بن إبراهيم ، عن علي بن الحسين ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن

---------------------------
(1) أبو عبدالله ( عليه السلام ) ، لم يرد في نسخة ( ق ) .
(2) آل عمران 3 : 81 .
(3) آل عمران 3 : 84 .
(4) تفسير القمّي 1 : 247 ، وعنه في البحار 5 : 236/13 .
(5) الأعراف 7 : 172 .
(6) الأعراف 7 : 101 .
(7) تفسير القمّي 1 : 248 ، وعنه في البحار 5 : 237/14 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 413 _

  محمّد بن علي ، عن علي بن أسباط ، عن علي بن معمّر ، عن أبيه ، قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ ( هذا نذير من النذر الاُولى ) (1) قال : ( إنّ الله تبارك وتعالى لمّا ذرأ الخلق في الذرّ الأوّل فأقامهم صفوفاً قدّامه ، وبعث الله محمّداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فآمن به قوم وأنكره قوم ، فقال الله ( هذا نذير من النذر الاُولى ) يعني به محمّداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حيث دعاهم إلى الله عزّ وجلّ في الذرّ الأول ) (2).
  [ 480/42 ] علي بن إبراهيم ، قال : حدّثنا علي بن الحسين ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن ابن محبوب ، عن الحسين بن نعيم الصحّاف (3) ، قال : سألت الصادق صلوات الله عليه عن قوله تعالى ( فمنكم كافر ومنكم مؤمن ) (4) فقال : ( عرف الله عزّ وجلّ إيمانهم بولايتنا ، وكفرهم بتركها ، يوم أخذ عليهم الميثاق وهم ذرّ في صلب آدم ( عليه السلام ) ) (5).
  [ 481/43 ] علي بن إبراهيم ، قال : أخبرنا أحمد بن إدريس ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان (6) ،

---------------------------
(1) النجم 53 : 56 .
(2) تفسير القمّي 2 : 340 ، وعنه في البحار 5 : 234/7 .
(3) الحسين بن نعيم الصحّاف : الكوفي مولى بني أسد ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، وكان متكلّماً مُجيداً ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
اُنظر رجال النجاشي : 53/120 ، رجال الطوسي : 169/65 .
(4) التغابن 64 : 2 .
(5) تفسير القمّي 2 : 371 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 413/4 و426/ صدر حديث 74 .
(6) القاسم بن سليمان : وصفه النجاشي : بالبغدادي ، والشيخ الطوسي : بالكوفي ، والله العالم هل أنّه ينتسب إلى هاتين المدينتين أو إلى إحداهنّ ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) اُنظر رجال النجاشي : 314/858 ، رجال الطوسي : 276/46 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 414 _

  عن جابر ، قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول في هذه الآية ( والّو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غَدَقاً ) (1) : ( يعني من جرى فيه شيء من شرك الشيطان ( على الطريقة ) يعني على الولاية في الأصل عند الأظلّة حين أخذ الله ميثاق ذريّة آدم ( أسقيناهم ماءً غدقاً ) يعني لكنّا وضعنا أظلّتهم (2) في الماء الفرات العذب ) (3).
  [ 482/44 ] علي بن إبراهيم في قوله سبحانه وتعالى ( ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم ) (4) قال : قال علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : ( إنّ أول ما تغلبون عليه من الجهاد بأيديكم ، ثمّ الجهاد بألسنتكم ، ثمّ الجهاد بقلوبكم ، فمن لم يعرف قلبه معروفاً ، ولم ينكر منكراً انتكس قلبه فجعل أسفله أعلاه ، فلم يقبل خيراً أبداً ( كما لم يؤمنوا به أوّل مرّة ) (5) يعني في الذرّ والميثاق ) (6).
  [ 483/45 ] ومن كتاب المشيخة للحسن بن محبوب ، عن محمّد بن النعمان مؤمن الطاق ، عن سلام (7) ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله جلّ وعزّ ( مخلّقة وغير

---------------------------
(1) الجن 72 : 16.
(2) في نسختي ( س وض ) : أصلهم.
(3) تفسير القمّي 2 : 391 ، وعنه في البحار 5 : 234/9.
(4 و5) الأنعام 6 : 110.
(6) تفسير القمّي 1 : 213 ، وأورده الشريف الرضي في نهج البلاغة 3 : 244/375.
(7) سلام : هو ابن المستنير الجعفي مولاهم كوفي ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام السجّاد والباقر ( عليهما السلام ) ، وزاد الشيخ عليه الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
رجال البرقي : 8 ، رجال الطوسي : 93/22 و125/23 و210/126.

مُختَصَرُ البَصائِر _ 415 _

  مخلّقة ) (1) قال : ( المخلّقة : هم الذرّ الذين خلقهم الله من صلب آدم وحوّاء ، وأخذ عليهم الميثاق ، ثمّ أجراهم في أصلاب الرجال ، وأرحام النساء ، وهم الذين يخرجون إلى الدنيا حتى يُسألوا عن الميثاق.
  وأمّا قوله ( وغير مخلّقة ) فهو كلّ نسمة لم يخلقهم الله من صلب آدم ( عليه السلام ) حين خلق الذرّ وأخذ عليهم الميثاق ، ومنهم : النُطَف من العَزْل والسِقْط ، قبل أن ينفخ فيه روح الحياة والبقاء ، وما يموت في بطن اُمّه قبل الأربعة أشهر ، وهم الذين لم ينفخ فيهم روح الحياة والبقاء ، قال : فهؤلاء قال الله عزّ وجلّ ( غير مخلّقة ) وهم الذين لا يُسألون عن الميثاق ، وإنّما هم خلق بدا لله فيهم فخلقهم في الأصلاب والأرحام ) (2).
  [ 484/46 ] الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : ( ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذريّتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم قالوا بلى ) (3) قال : ثمّ أخذ عليهم بعد التصديق والإيمان لأنبيائه لكلّ رسول يأتيهم مصدّقاً لما معهم ليؤمننّ به ولينصرنّه ) (4).
  [ 485/47 ] الحسن بن محبوب ، عن الحسين بن نعيم الصحّاف ، قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ ( فمنكم كافر ومنكم مؤمن ) (5) قال : فقال :

---------------------------
(1) الحج 22 : 5 .
(2) الكافي 6 : 12/1 ، إلى قوله : وهم الذين لم ينفخ فيهم روح الحياة والبقاء ، وعنه في تفسير البرهان 3 : 856/5 ، والبحار 6 : 343/28 .
(3) الأعراف 7 : 172 .
(4) لم أعثر له على مصدر .
(5) التغابن 64 : 2 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 416 _

  ( عرف الله إيمانهم بولايتنا وكفرهم بها ، يوم أخذ عليهم الميثاق في صلب آدم ( عليه السلام ) وهم ذرّ ) (1).
  [ 486/48 ] الحسن بن محبوب ، عن داود قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يعلمِ اللهُ الذين جاهَدوا منكم ) (2) قال : ( إنّ الله قد علم بما هو مكوّنه قبل أن يكوّنه وهم ذرّ ، وعلم من يجاهد ومن لم يجاهد ، كما علم أنّه يميت خلقه قبل أن يميتهم ، ولم يرهم موتى وهم أحياء ) (3).
  [ 487/49 ] الحسن بن محبوب ، عن صالح بن سهل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( إنّ بعض قريش قال لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : بأيّ شيء سبقت الأنبياء وأنت بُعثت آخرهم وخاتمهم ؟ فقال : إنّي كنت أول من آمن (4) ، وأول من أجاب حيث أخذ الله ميثاق النبيّين ( عليهم السلام ) وأشهدهم على أنفسهم ( ألست بربّكم قالوا بلى ) (5) فكنت أنا أول نبيّ قال بلى ، فسبقتهم إلى الإقرار بالله جلّ وعزّ ) (6).
  [ 488/50 ] محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ( رحمه الله ) ، عن علي بن أحمد بن موسى ، عن حمزة بن القاسم العلوي ، قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن عمران البرقي ، قال : حدّثنا محمّد بن علي الهمداني ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) قالا : ( لو قد قام القائم ( عليه السلام ) لحكم بثلاث لم يحكم بها أحد

---------------------------
(1) الكافي 1 : 413/4 و426/ صدر حديث 74 ، وتفسير القمّي 2 : 371 ، وتقدّم برقم 480 .
(2) آل عمران 3 : 142 .
(3) تفسير العيّاشي 1 : 199/147 ، وعنه في البحار 4 : 90/35 .
(4) في نسخة ( ض وق ) : أقرّ ، وفي ( س ) : بُرئ .
(5) الأعراف 7 : 172 .
(6) الكافي 2 : 10/1 و1 : 441/6 ، وتقدّم عن الصفّار برقم 468 ، وعن الكليني برقم 445 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 417 _

  قبله : يقتل الشيخ الزاني ، ويقتل مانع الزكاة ، ويورّث الأخ أخاه في الأظلّة ) (1).
  [ 489/51 ] وبالإسناد الأول عن محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن الحسن وعلي بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن بكير بن أعين ، قال : كان أبو جعفر ( عليه السلام ) يقول : ( إنّ الله أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذرّ ، يوم أخذ الميثاق على الذرّ ، والإقرار بالربوبيّة ، ولمحمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالنبوّة ) (2).
  [ 490/52 ] محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي عبيدة وزرارة جميعاً عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في حديث طويل يذكر فيه تحاكم مولانا زين العابدين علي بن الحسين ( عليهما السلام ) مع محمّد بن الحنفية إلى الحجر الأسود لمّا قال محمّد لعلي بن الحسين ( عليهما السلام ) : ( لا تنازعني الإمامة فإنّي أولى بها منك ـ وكانا يومئذ بمكّة ـ فانطلقا حتى أتيا الحجر ، فقال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) لمحمّد : إبدأ أنت فابتهل إلى الله عزّ وجلّ واسأله أن ينطق لك الحجر ثمّ سله ، فابتهل محمّد بن الحنفية في الدعاء وسأل الله عزّ وجلّ ثمّ دعا الحجر فلم يجبه ، فقال علي بن الحسين صلوات الله عليهما : يا عم لو كنت وصيّاً وإماماً لأجابك .
  قال له محمّد : فادع الله أنت يابن أخي وسله ، فدعا الله عزّ وجلّ علي بن الحسين ( عليه السلام ) بما أراد ، ثم قال : أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء ، وميثاق الأوصياء ، وميثاق الناس أجمعين لما أخبرتنا من الوصيّ والإمام بعد الحسين بن علي ( عليه السلام ) ؟ قال : فتحرّك الحجر حتى كاد أن يزول عن موضعه ، ثم أنطقه الله عزّوجلّ

---------------------------
(1) الخصال : 169/223 ، وعنه في البحار 52 : 309/2 .
(2) الكافي 1 : 436/1 ، وعنه في البحار 61 : 135/ صدر الحديث 10 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 418 _

  بلسان عربي مبين ، فقال : اللهّم إنّ الوصيّة والإمامة بعد الحسين بن علي ( عليه السلام ) لعلي بن الحسين بن علي ابن فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ).
  قال : فانصرف محمّد بن علي وهو يتولّى علي بن الحسين صلوات الله عليهم أجمعين ) (1).
  [ 491/53 ] محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي الربيع القزّاز ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قلت له لِمَ سمّي أمير المؤمنين ؟ قال : ( الله سمّاه ، وهكذا أنزل في كتابه ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم ) (2) وأنّ محمّداً رسولي وأنّ عليّاً أمير المؤمنين ) (3).
  [ 492/54 ] محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن الحسين بن نعيم الصحّاف ، قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ ( فمنكم كافر ومنكم مؤمن ) (4) فقال : ( عرف الله إيمانهم بولايتنا وكفرهم بها ، يوم أخذ عليهم الميثاق في صلب آدم ( عليه السلام ) وهم ذرّ ) (5).

---------------------------
(1) الكافي 1 : 348/5 ، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات 502/3 ، وابن بابويه في الإمامة والتبصرة : 193/49 ، والطبرسي في الاحتجاج 2 : 147/185 .
(2) الأعراف 7 : 172 .
(3) الكافي 1 : 412/4 ، وعنه في تأويل الآيات 1 : 180/19 .
(4) التغابن 64 : 2 .
(5) الكافي 1 : 413/4 و426/ صدر حديث 10 ، وأورده القمّي في تفسيره 2 : 371 ، وتقدّم برقم 480 و485 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 419 _

  [ 493/55 ] محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطّاب (1) ، عن علي بن حسّان ، عن عبدالرحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قوله عزّ وجلّ ( صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ) (2) قال : ( صُبغ المؤمنون بالولاية (3) في الميثاق ) (4).
  [ 494/56 ] محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن الحسن وعلي بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن بكير بن أعين ، قال : كان أبو جعفر ( عليه السلام ) يقول : ( إنّ الله أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية وهم ذرّ ، يوم أخذ الميثاق على الذرّ ، والإقرار بالربوبيّة لله ، ولمحمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالنبوّة ) (5).
  [ 495/57 ] محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن بكير بن أعين ، قال : كان أبو جعفر ( عليه السلام ) يقول : ( إنّ الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذرّ ، يوم أخذ الميثاق على الذرّ بالإقرار له بالربوبيّة ، ولمحمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالنبوّة ، وعرض الله عزّ وجلّ على محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اُمّته في الطين وهم أظلّة ، وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم ( عليه السلام ) ، وخلق الله أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام ، وعرضهم عليه ، وعرّفهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعرّفهم

---------------------------
(1) سلمة بن الخطّاب : هو أبو الفضل البراوستاني الأزدورقاني ـ قرية من سواد الري ـ عدّه الشيخ فيمن لم يرو عنهم ( عليهم السلام ) ، رجال النجاشي : 187/498 ، رجال الطوسي : 475/8 .
(2) البقرة 2 : 138 .
(3) في نسخة ( ق ) زيادة : لنا .
(4) الكافي 1 : 422/53 ، وعنه في البحار 23 : 379/65 .
(5) الكافي 1 : 436/1 ، وعنه في البحار 61 : 135/ صدر حديث 10 ، وتقدّم برقم 489 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 420 _

  عليّاً ( عليه السلام ) ونحن نعرفهم في لحن القول ) (1).
  [ 496/58 ] محمّد بن يعقوب ، عن بعض أصحابه رفعه عن محمّد بن سنان ، عن داود بن كثير الرقّي (2) ، قال : قلت [ لأبي عبدالله ( عليه السلام ) ] (3) ما معنى السلام على الله وعلى رسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( إنّ الله عزّ وجلّ لمّا خلق نبيّه ووصيّه وابنته وابنيه وجميع الأئمّة ( عليهم السلام ) وخلق شيعتهم ، أخذ عليهم الميثاق ، وأن يصبروا ويصابروا ويرابطوا وأن يتقوا الله ، ووعدهم أن يسلّم لهم الأرض المباركة والحرم الآمن ، وأن يُنزل لهم البيت المعمور ، ويظهر لهم السقف المرفوع ، وينجّيهم من عدوّهم ، والأرض التي يبدلها من السلام ، ويسلّم ما فيها لهم.
  و ( لا شية فيها ) (4) قال : لا خصومة فيها لعدوّهم ، وأن يكون لهم منها ما يحبّون ، وأخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على جميع الأئمّة وشيعتهم الميثاق بذلك ، وإنّما السلام

---------------------------
(1) الكافي 1 : 437/9 ، وأورده البرقي في المحاسن 1 : 227/16.
(2) داود بن كثير الرقّي : كوفي مولى بني أسد ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم ( عليهما السلام )، وقد وثّقه الشيخ في المورد الثاني.
وروي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : ( أنزلوا داود الرقّي مني منزلة المقداد من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ).
روى عن الإمام موسى الكاظم وعلي الرضا ( عليهما السلام ) ، مات بعد شهادة الإمام الرضا ( عليه السلام ) بقليل .
اُنظر رجال النجاشي : 156/410 ، رجال البرقي : 32 و47 ، رجال الطوسي : 190/9 و349/1 ، رجال الكشي : 402/750 ، مشيخة الفقيه : 95 ، وانظر قول السيد الخوئي ـ في معجم رجال الحديث 8 : 128 ـ في ابن الرقّي .
(3) أثبتناه من الكافي .
(4) البقرة 2 : 71 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 421 _

  عليه تذكرة نفس الميثاق وتجديداً له على الله ، لعلّه أن يعجّله ويعجّل السلام لكم بجميع ما فيه ) (1).
  [ 497/59 ] محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن اسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن يزيد بن عبدالملك (2) ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : ( لمّا وُلدت فاطمة ( عليها السلام ) أوحى الله تعالى إلى ملك فأنطق به لسان محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فسمّاها فاطمة .
  ثمّ قال : إنّي قد فطمتك بالعلم وفطمتك من الطمث ، ثمّ قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : والله لقد فطمها الله بالعلم ، وعن الطمث في الميثاق ) (3).
  يقول عبدالله حسن بن سليمان : وقفت على كتاب فيه تفسير الآيات التي نزلت في محمّد وآله صلوات الله عليه وعليهم ، تأليف محمّد بن العباس بن مروان يعرف بابن الجحام ، وعليه خط السيد رضي الدين علي بن طاووس : أنّ النجاشي (4)

---------------------------
(1) الكافي 1 : 451/39 ، وعنه في البحار 52 : 380/190 .
(2) في نسختي ( س وض ) : يزيد بن عبدالجليل ، وما في المتن ظاهراً هو الصحيح ، والذي يبدو من طبقة الرواة أنّه النوفلي الذي عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الباقر ( عليه السلام ) .
  رجال البرقي : 12 ، رجال الطوسي : 140/6 .
(3) الكافي 1 : 460/6 ، وأورده الصدوق في علل الشرائع : 179/4 ، والمصنّف في المحتضر : 138 ، والصحيح أن نقول : رسالة تفضيل محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على سائر الأنبياء والرسل ، فلو لاحظت الحديث ليس له علاقة بالاحتضار ، ولو تصفّحت كتاب المحتضر بدءاً من صفحة 31 إلى آخر الكتاب لوجدته متعلقاً بفضائل النبي وآله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ولكن اشتهر اسم المحتضر بين الناس .
(4) في نسختي ( ض وق ) والمختصر المطبوع : الكشي ، وما في المتن من نسخة ( س ) والظاهر هو الصحيح حيث لم أجده في الكشي .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 422 _

  ذكر عنه أنّه ثقة ثقة (1) ، روى السيد رضي الدين عليّ هذا الكتاب عن فخار بن معد بطريقه إليه.
  [ 498/60 ] من الكتاب المذكور : حدّثنا الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي (2) ، حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد العقيقي العلوي ، عن أبيه قال : حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن أحمد بن النضر الجعفي ، عن علي بن النعمان ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ) (3) قال : ( حيث أخذ الله ميثاق بني آدم ، فقال ( ألست بربّكم ) (4) كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أول من قال ( بلى ) ، فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( أول العابدين ) أوّل المطيعين ) (5) .
  [ 499/61 ] ومنه أيضاً : حدّثنا الحسين بن أحمد ، قال : حدّثنا محمّد بن عيسى ، قال : حدّثنا يونس بن عبدالرحمن ، عن رجل ، عن الحلبي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ( هذا نذير من النذر الاُولى ) (6) ( يعني محمّداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هو نذير من النذر الاُولى ، يعني إبراهيم وإسماعيل ، هم ولدوه فهو منهم ) (7) .
  [ 500/62 ] أخبرنا عبدالله بن العلاء المزاري (8) ، قال : حدّثنا محمّد بن

---------------------------
(1) رجال النجاشي : 379/1030 .
(2) في نسخة ( ق ) : الحلبي .
(3) الزخرف 43 : 81 .
(4) الأعراف 7 : 172 .
(5) لم أعثر على المصدر .
(6) النجم 53 : 56 .
(7) لم أعثر له على مصدر .
(8) في نسخة ( س ) : المرادي .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 423 _

  الحسن بن شمّون ، قال : حدّثنا عبدالله بن عبدالرحمن ، قال : حدّثنا عبدالله بن القاسم ، عن أبي بصير ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( ما بعث الله عزّ وجلّ نبيّاً إلاّ بخاتم محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وذلك قوله جلّ اسمه ( هذا نذير من النذر الاُولى ) (1) ) (2).
  [ 501/63 ] حدّثنا الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي ، قال : حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد بن جعفر العلوي ، عن أبيه ، قال : حدّثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أبيه ، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح ، عن محمّد الحلبي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( هذا نذير من النذر الاُولى ) (3) قال : ( خلق الله جلّ وعزّ الخلق وهم أظلّة ، فأرسل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إليهم ، فمنهم من آمن به ، ومنهم من كفر به ، ثمّ بعثه في الخلق الآخر ، فآمن به من كان آمن به في الأظلّة ، وجحد به من جحد به يومئذ ، فقال عزّ وجلّ ( فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل ) (4) ) (5).
  [ 502/64 ] ومن الكتاب : حدّثنا أحمد بن هوذة (6) وحدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، حدّثنا عبدالله بن حمّاد الأنصاري ، عن الحسين بن نعيم

---------------------------
(1 و 2) النجم 53 : 56 .
(3) لم أعثر له على مصدر .
(4) الأعراف 7 : 101 .
(5) لم أعثر له على مصدر .
(6) أحمد بن هوذة : هو أحمد بن النضر بن سعيد الباهلي المعروف بابن أبي هراسة ، يلقّب أبوه هوذة ، مات في ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة يوم التروية بجسر النهروان ودفن بها ، رجال الطوسي : 442/31 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 424 _

  الصحّاف في قوله جلّ وعزّ ( فمنكم كافر ومنكم مؤمن ) (1) قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( أخذ الله إيمانهم بولايتنا يوم أخذ عليهم الميثاق في صلب آدم ( عليه السلام ) وهم ذرّ ) (2).
  [ 503/65 ] حدّثنا أحمد بن هوذة ، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق ، قال : حدّثنا عبدالله بن حمّاد ، عن سماعة ، قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول في قول الله عزّ وجلّ ( وألّو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً ) (3) : ( يعني الولاية في الأصل عند الأظلّة ، حين أخذ الله ميثاق ذريّة آدم ( لأسقيناهم ماءً غدقاً ) يعني لكنّا أظللناهم (4) في الماء الفرات العذب ) (5).
  [ 504/66 ] ومن الكتاب : حدّثنا علي بن عبدالله ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي ، حدّثنا إسماعيل بن بشّار ، قال : حدّثنا علي بن جعفر الحضرمي ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قوله جلّ وعزّ ( وألّو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً * لنفتنهم فيه ) (6) قال : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لجعلنا أظلّتهم في الماء العذب ( لنفتنهم فيه ) قال : قال : فنفتنهم في علي ( عليه السلام ) وما فتنوا به ، وكفرهم بما

---------------------------
(1) التغابن 64 : 2 .
(2) أورده الكليني بسنده عن الكافي 1 : 413/4 ، وعنه في تأويل الآيات 2 : 695/1 ، وتقدّم عن الكافي برقم 492 .
(3) الجن 72 : 16 .
(4) في نسختي ( ض وق ) : وضعنا أصلهم .
(5) تأويل الآيات 2 : 727/1 ، وأورده القمّي في تفسيره 2 : 391 .
(6) الجن 72 : 16 ـ 17 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 425 _

  أنزل الله جلّ وعزّ من ولايته ) (1).
  [ 505/67 ] محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن عبدالعزيز بن المهتدي ، عن عبدالله بن جندب (2) أنّه كتب إليه الرضا ( عليه السلام ) .
  ( أمّا بعد فإنّ محمّداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان أمين الله في خلقه ، فلمّا قُبض ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كنّا أهل البيت ورثته ، فنحن اُمناء الله في أرضه ، عندنا علم البلايا والمنايا ، وأنساب العرب ومولد الإسلام ، وإنّا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق .
  وإنّ شيعتنا المكتوبون ( بأسمائهم وأسماء آبائهم ) (3) ، اُخذ علينا وعليهم الميثاق ، يَرِدون موردنا ، ويدخلون مدخلنا ، ليس على ملّة الإسلام غيرنا وغيرهم ، ونحن النجباء النُجاة ، ونحن أفراط الأنبياء ، ونحن أبناء الأوصياء ، ونحن المخصوصون في كتاب الله ، ونحن أولى الناس بكتاب الله ، ونحن أولى الناس برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ونحن الذين شرع الله لنا دينه ، فقال في كتابه ( شرع لكم ـ يا آل محمّد ـ من الدين ما وصى به نوحاً ـ وقد وصّانا بما وصّى به نوحاً ـ والذي أوحينا إليك ـ يا محمّد ـ وما وصّينا به إبراهيم وموسى وعيسى ) (4) فقد علمنا وبلغنا علم ما علمنا واستودعنا

---------------------------
(1) تأويل الآيات 2 : 728/4 ، وفيه : قال : قال الله عزّ وجلّ ، وعنه في البحار 24 : 29/8 .
(2) عبدالله بن جندب : هو البجلي الكوفي ، ثقة عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم والرضا ( عليهم السلام )، وذكره الشيخ في كتاب الغيبة في الوكلاء الممدوحين لأبي إبراهيم وأبي الحسن الرضا ( عليهما السلام ) ، وكان عابداً رفيع المنزلة لديهما .
رجال البرقي : 45 و50 و53 ، رجال الطوسي : 226/54 و355/20 و379/2 ، الغيبة للطوسي : 348 .
(3) في نسخة ( س ) : بأسماء آبائهم .
(4) الشورى 42 : 13 .