لقد أسرى بي ربّي عزّ وجلّ فأوحى اليّ من وراء حجاب ما أوحى ، وكلّمني بما كلّمني فكان ممّا كلّمني به أن قال (1) : يا محمّد إنّي أنـا الله لا إله إلاّ أنا ( عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا ) (2) الملك القدّوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر سبحان الله عمّا يشركون ، إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا الخالق البارىء المصوّر ، لي الأسماء الحسنى ، يسبّح لي من في السماوات والأرض ، وأنا العزيز الحكيم.
  يا محمّد : إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا الأوّل فلا شيء قبلي ، وأنا الآخر فلا شيء بعدي ، وأنا الظاهر فلا شيء فوقي ، وأنا الباطن فلا شيء دوني ، وأنا الله لا إله إلاّ أنا بكلّ شيء عليم .
  يا محمّد : عليٌّ أوّل من آخذ ميثاقه من الأئمّة ( عليهم السلام ).
  يا محمّد : عليٌّ آخر من أقبض روحه من الأئمّة ، وهو الدابّة التي تكلّمهم (3).
  يا محمّد : عليٌّ أظهره على جميع ما اُوحيه إليك ، ليس لك أن تكتم منه شيئاً .
  يا محمّد : عليٌّ أبطنه سرّي الذي أسررته إليك ، فليس فيما بيني وبينك سرّ دونه.

---------------------------
(1) في البصائر زيادة : ( يا محمّد عليّ الأول ، وعليّ الآخر والظاهر والباطن ، وهو بكلّ شيء عليم ) فقال : يا ربّ أليس ذلك أنت ؟ ، فقال : .
(2) ما بين القوسين لم يرد في البصائر .
(3) إشارة إلى قوله تعالى ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الأرض تكلّمهم ) النمل 27 : 82 ، والمراد به هو الإمام علي صلوات الله وسلامه عليه .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 202 _

  يا محمّد : عليٌّ على ما خلقت من حلال وحرام عليّ عليم به ) (1).
  [ 186/27 ] علي بن اسماعيل بن عيسى وأحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن بعض أصحابه (2) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( ولقد وصّلنا لَهُمُ القولَ ) (3) قال : ( في إمام بعد إمام ) (4).
  [ 187/28 ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن علي بن النعمان (5) ، عن محمّد بن

---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 514 / 36 ، وعنه في البحار 18 : 377 / 82 ، و 40 : 38 / 73 ، و 94 : 180 / 7 ، وعن المختصر في البحار 53 : 68 / 65 ، وتقدم برقم 106 .
وهناك اختلاف في نسخ البحار التي نقلت الحديث عن البصائر خصوصاً في الفقرة الأخيرة .
(2) في البصائر زيادة : ومحمّد بن الهيثم جميعاً ، والظاهر ليس له رواية عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) إلاّ بواسطة ، وعنه في البحار : ومحمّد بن الهيثم ، عن أبيه جميعاً ، وهو الصحيح ، اُنظر رجال النجاشي : 362 / 972 ، معجم رجال الحديث 18 : 344 ـ 345 .
(3) القصص 28 : 51 .
(4) بصائر الدرجات : 515 / 38 ، وعنه في البحار 23 : 30 / ذيل حديث 48 ، وذكره القمّي في تفسيره 2 : 141 ، عن يونس بن يعقوب ، والكليني في الكافي 1 : 415 / 18 ، عن عبدالله ابن جندب ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) ، والطوسي في أماليه : 294 / 576 ، وابن شهر آشوب في المناقب 3 : 116 و 4 : 454 ، كما في الكافي ، والاسترآبادي في تأويل الآيات 1 : 420 / 14 ، عن حمران ، وفي بعضها : إمام إلى إمام .
(5) في البصائر : الحسن بن علي النعمان ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح .
انظر معجم رجال الحديث 3 : 92 و 6 : 268 و 13 : 226 و 18 : 228 .
والحسن هو مولى بني هاشم ، ثقة ثبت ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام العسكري ( عليه السلام ) .
وأبوه علي بن النعـمان الأعلم النخعي أبو الحسن مولاهم ، كوفي ، ثقة ، وجهاً ، ثبتاً ، صحيحاً واضح الطريقة ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ) .
اُنظر رجال النجاشي : 40 / 81 و 274 / 719 ، رجال الشيخ : 430 / 6 و 383 / 51 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 203 _

  مروان ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( يا أهل الكتاب لستم على شيء حتّى تقيموا التوراة والانجيل وما اُنزل إليكم من ربّكم ) (1) قال : ( هي ولايتنا ).
  وفي قوله ( يا أيّها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافّة ) (2) قال : ( هي ولايتنا ).
  وفي قوله ( يا أيّها الرسول بلّغ ما اُنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته ) (3) قال : ( هي الولاية ) (4).
  [ 188/29 ] علي بن محمّد بن عبدالرحمن الحجّال ، عن صالح بن السندي ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن بريد بن معاوية العجلي ، قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ ( صحفاً مّطهرة * فيها كتبٌ قيّمة ) (5) قال :

---------------------------
(1) المائدة 5 : 68 .
(2) البقرة 2 : 208 .
(3) المائدة 5 : 67 .
(4) نقل البحراني المقطع الأول من الحديث في تفسير البرهان 2 : 340 / 2 ، عن سعد بن عبدالله ، وذكر العيّاشي المقطع الثاني في تفسيره 1 : 102 / 297 ، والكليني في الكافي 1 : 417 / 29 ، وفيه : في ولايتنا ، وعنه في تأويل الآيات 1 : 93 / 81 ، ونقله البحراني في تفسير البرهان 1 : 446 / 3 ، عن سعد بن عبدالله و ح 7 عن تفسير العياشي .
ونقل البحراني المقطع الثالث في تفسير البرهان 2 : 336 / 3 ، عن سعد بن عبدالله ، وأورد الصفّار المقطع الأول والثالث في البصائر : 515 / 40 ، وعنه في البحار 24 : 386 / 109 .
(5) البيّنة 98 : 2 و 3 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 204 _

  ( هو حديثنا في صحف مطهّرة من الكذب ) (1).
  [ 189/30 ] وعنه ، عن صالح بن السندي ، عن الحسن بن محبوب ، عمّن رواه عن أبي عبيدة الحذّاء (2) ، قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ ( ائتوني بكتاب مّن قَبلِ هذا أوأثارة مّن علم ) قال : ( يعني بذلك علم الأوصياء والأنبياء ( إن كنتم صادقين ) (3) ) (4).
  [ 190/31 ] عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن محسن بن أحمد (5) ، عن يونس بن يعقوب ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قلت له : العلم الذي يعلمه عالمكم بما يعلم ؟ فقال : ( وراثة من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ،

---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 516 / 41 ، وعنه في البحار 2 : 178 / 25 .
(2) أبو عبيدة الحذّاء : هو زياد بن عيسى ، كوفي ثقة ، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله ( عليهما السلام ) ، كان حسن المنزلة عند آل محمّد ( عليهم السلام ) ، وكان قد زامل أبا جعفر ( عليه السلام ) إلى مكّة ، وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الصادقين ( عليهما السلام ) ، مات رحمه الله في حياة أبي عبدالله ( عليه السلام ) .
انظر رجال النجاشي : 170 / 449 ، رجال البرقي : 18 ، رجال الشيخ : 122 / 5 و 198 / 34 ، خلاصة الأقوال : 149 / 427 .
(3) الأحقاف 46 : 4 .
(4) بصائر الدرجات : 516 / 42 ، وعنه في البحار 24 : 212 / 3 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 426 / 72 ، ونقله البحراني في تفسير البرهان 5 : 37 / 3 ، عن سعد بن عبدالله .
(5) محسن بن أحمد : من موالي قيس عَيلان ، روى عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، والشيخ من أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ) قائلاً : محسن بن أحمد البجلي .
انظر رجال النجاشي : 423 / 1133 ، رجال البرقي : 51 ، رجال الشيخ : 393 / 83 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 205 _

  يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إلى الناس ) (1).
  [ 191/32 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن عبدالجبّار ، عن محمّد بن اسماعيل بن بزيع ، عن علي بن النعمان ، عن عُبيد بن زرارة (2) ، قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : تُترك الأرض بغير إمام ؟ فقال : ( لا ) قلت : فتكون الأرض فيها إمامان ؟ قال : ( لا ، إلاّ وأحدهما صامت لايتكلّم ، ويتكلّم الذي قبله ، والإمام يعرف الإمام الذي بعده ) (3).
  [ 192/33 ] وعنهما ، عن محمّد بن اسماعيل بن بزيع ، عن علي بن النعمان ، عن هارون بن خارجة (4) ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( وكذلك جعلناكم اُمّة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم

---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 516 / 43 ، وعنه في البحار 3 : 178 / 24 ، ومثله أيضاً في البصائر : 327 / 8 .
(2) عبيد بن زرارة : هو ابن أعين الشيباني ، روى عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، ثقة ثقة ، عين ، لا لبس فيه ولاشكّ ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وكذلك البرقي إلاّ أنّه قال : عبيدالله بن زرارة بن أعين.
انظر رجال النجاشي : 233 / 618 ، رجال الشيخ : 240 / 266 ، رجال البرقي : 23 ، تاريخ آل زرارة : 90 / 5 .
(3) بصائر الدرجات : 516 / 44 ، وعنه في البحار 25 : 107 / 6 ، وأورده الصدوق في كمال الدين : 233 / 41 ، باختلاف يسير .
(4) هارون بن خارجة : الصيرفي الكوفي ، مولى ، يكنّى بأبي الحسن ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
انظر رجال النجاشي : 437 / 1176 ، رجال البرقي : 30 ، رجال الشيخ : 328 / 2 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 206 _

  شهيداً ) (1) قال : ( نحن الشهداء على الناس بما عندنا (2) من الحلال والحرام وبما ضيّعوا ) (3).
  [ 193/34 ] وعنه ، عن عبدالرحمن بن أبي نجران ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( إنّي لأعرف من لو قام على شاطيء البحر لنوّه بأسماء دوابّ البحر وباُمّهاتها وعمّاتها وخالاتها ) (4).
  [ 194/35 ] أحمد بن محمّد السيّاري (5) قال : حدّثني غير واحد من أصحابنا ، عن أبي الحسن الثالث ( عليه السلام ) قال : ( إنّ الله تبارك وتعالى جعل قلوب الأئمّة ( عليهم السلام ) موارد (6) لإرادته ، وإذا شاء الله شيئاً شاؤه ، وهو قوله تعالى ( وما تشاؤون إلاّ أن

---------------------------
(1) البقرة 2 : 143 .
(2) في الموضعين من البصائر : عندهم .
(3) أورده الصفار في بصائر الدرجات : 82 / 1 ، باختلاف في السند ونفس المتن وفي ص 516 / 45 ، نفس السند وباختصار في المتن ، ونقل المجلسي الموضعين عن البصائر في البحار 23 : 343 / 27 وذيله .
(4) بصائر الدرجات : 513 / 31 و 517 / 46 ، وأورده الراوندي في الخرائج والجرائح 1 : 283 / 15 ، والأربلي في كشف الغمّة 2 : 145 ، ففي بعضها بدل : لنوّه بأسماء دواب : لندب بدواب ، أو لعرف دواب ، أو لعرّف بدواب .
(5) السيّاري : هو أحمد بن محمّد بن سيّار أبو عبدالله الكاتب ، بصري ، كان من كتّاب آل طاهر في زمن أبي محمّد ( عليه السلام ) ، ويعرف بالسيّاري ، عدّه البرقي من أصحاب أبي محمّد الحسن العسكري ( عليه السلام ) ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الهادي ( عليه السلام ) .
اُنظر رجال النجاشي : 80 / 192 ، رجال البرقي : 61 ، رجال الطوسي : 411 / 23 .
(6) في البصائر وتفسير القمّي : مورداً .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 207 _

  يشاء الله رب العالمين ) (1) ) (2).
  [ 195/36 ] الحسن بن موسى الخشّاب ، عن علي بن حسّان ، عن عبدالرحمن ابن كثير (3) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( وتَعِيَها أُذُنٌ وَاعية ) (4) قال : ( وعتها اُذن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من الله ما كان وما يكون ) (5).
  [ 196/37 ] عبدالله بن عامر بن سعيد ، عن الربيع بن محمّد ، عن جعفر بن بشير البجلي ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي سعيد عقيصا (6) ، قال : كنّا في أصحاب

---------------------------
(1) التكوير 81 : 29 .
(2) بصائر الدرجات : 517 / 47 ، وعنه في البحار 25 : 372 / 23 ، وأورده القمّي في تفسيره 2 : 409 ، في سورة التكوير ، ونقله البحراني في تفسيره البرهان 5 : 555 / 2 ، في سورة الإنسان ، عن سعد بن عبدالله .
(3) في نسخة ( ض ) عبدالرحمن بن بكير ، وما في المتن والبصائر ظاهراً هو الصحيح. وهو عبدالرحمن بن كثير الهاشمي ، مولى العباس بن محمّد بن علي بن عبدالله بن عباس ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، إلاّ أنّ البرقي قال : مولى بني هاشم .
انظر معجم رجال الحديث 10 : 373 ، رجال النجاشي : 234 / 621 ، رجال البرقي : 19 ، رجال الطوسي : 232 / 141 .
(4) الحاقّة 69 : 12 .
(5) بصائر الدرجات : 517 / 48 ، بزيادة في صدر السند وهو : أحمد بن محمّد ، عن موسى ، وعنه في البحار 35 : 326 / 3 و 40 : 143 / 46 ، ونقله البحراني في تفسير البرهان 5 : 470 / 1 ، عن سعد بن عبدالله .
(6) في البصائر : عفيف بن أبي سعيد ، ولم أجد هذا الإسم في كتب التراجم ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح ، واسمه دينار التميمي ، ولقّب بعقيصا لشعر قاله ، عدّه البرقي والشيخ المفيد والطوسي من أصحاب الإمام أمير المؤمنين والحسين ( عليهما السلام ) ، وقد شهد مع الإمام علي ( عليه السلام ) صفّين ، ونقل معجزته في إخباره عن المغيّبات ، اُنظر رجال البرقي : 5 و 8 ، الاختصاص : 8 ، رجال الشيخ : 40 / 1 و 76 / 1 ، مستدركات النمازي 3 : 374 / 5520.

مُختَصَرُ البَصائِر _ 208 _

  البرود ونحن شباب (1) ، فرجع إلينا أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال بعضنا : ( بود اسكفت ) (2) قد جاءكم ، فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : ( ويحك إنّ أعلاه علم وأسفله طعام ) (3).
  [ 197/38 ] محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن الحسين بن سعيد ، عن جعفر بن بشير البجلي ، عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي اُسامة زيد الشحام ، قال : كنت عند أبي عبدالله ( عليه السلام ) وعنده رجل من المغيريّة (4) فسأله عن شيء من السنن ، فقال :

---------------------------
(1) في البصائر : شبّان .
(2) قال المجلسي في بيان الحديث : ( بوداسكفت ) لعلّه كان اسم رجل بطين ، فأطلقوا عليه صلوات الله عليه لكونه بطيناً ، أو كان في بعض اللغات موضوعاً للبطين ، وإنّما أطلقوا ذلك لظنّهم أنّه ( عليه السلام ) لا يعرف تلك اللغة ، فأجابهم ( عليه السلام ) بأنّ أسفل بطني محلّ الطعام وأعلاه محل العلوم والأحكام ، البحار 40 : 143 / بيان حديث 47 .
(3) بصائر الدرجات : 517 / 49 ، وعنه في البحار 40 : 143 / 47 .
(4) المغيريّة : هم أصحاب المغيرة بن سعيد العجلي ، الذي ادّعى أنّ الإمامة بعد الإمام الباقر ( عليه السلام ) في محمّد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن ( ذو النفس الزكيّة ) ، وزعم أنّه حي لم يمت .
وكان المغيرة مولى خالد بن عبدالله القسري ، وادّعى الإمامة لنفسه بعد الإمام محمّد ، وبعد ذلك ادّعى النبوّة لنفسه ، واستحلّ المحارم ... انظر الملل والنحل 1 : 176 / د ، فرق الشيعة للنوبختي : 59 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 209 _

  ( ما من شيء يحتاج إليه ابن آدم إلاّ وخرجت فيه السُنّة من الله تعالى ، ومن رسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ولولا ذلك ما احتجّ الله عزّوجل علينا بما احتجّ ) فقال المغيري : وبما احتجّ ؟ فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( بقوله ( اليومَ أكملت لكم دينَكُم وأتممتُ عليكُم نعمتي ورضيت لكُمُ الاسلامَ ديناً ) (1) ـ حتّى تمّم الآية ـ فلو لم يكمل سُننه (2) وفرائضه ما احتَجّ به ) (3).
  [ 198/39 ] علي بن اسماعيل بن عيسى ، عن أبي عبدالله محمّد بن خالد البرقي ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن عمّار بن مروان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( إنّ في ذلك لآيات لاُولي النهى ) (4) قال : ( نحن والله اُولوا النهى ) قلت : ما معنى اُولي النهى ؟ قال : ( ما أخبر الله عزّ وجلّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بما يكون بعده ، من ادّعاء أبي فلان الخلافة والقيام بها ، والآخر من بعده ، والثالث من بعدهما ، وبني اُميّة.
  فأخبر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) علياً ( عليه السلام ) فبان ذلك (5) كما أخبر الله عزّ وجلّ رسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وكما أخبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) علياً ( عليه السلام ) ، وكما انتهى إلينا من علم علي ( عليه السلام ) ما يكون من بعده من الملك في بني اُميّة وغيرهم.
  فنحن اُولوا النهى الذي انتهى إلينا علم ذلك كلّه ، ثمّ الأمر لله عزّ وجلّ (6) ،
---------------------------
(1) المائدة 5 : 3 .
(2) في نسخة ( ض ) : سنّته ، وكذا المختصر المطبوع والبصائر .
(3) بصائر الدرجات : 517 / 50 ، وعنه في البحار 2 : 169 / 3 .
(4) طه 20 : 54 و 128 .
(5) في البصائر : فإنّ ذلك ، وفي تفسير القمّي وتأويل الآيات : وكان ذلك .
(6) في البصائر : فصبرنا لأمر الله عزّ وجلّ ، بدل : ثمّ الأمر لله عزّ وجلّ .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 210 _

  ونحن قُوّام الله على خلقه ، وخُزّانه على دينه ، نخزنه ونستره ، ونكتم به من عدوّه ، كما اكتتم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتّى أذن الله له في الهجرة ، وجهاد المشركين.
  فنحن على منهاج رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، حتّى يأذن الله لنا بإظهار دينه بالسيف ، وندعوا الناس إليه ، ولنضربهم عليه عوداً ، كما ضربهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بَدءاً ) (1).
  [ 199/40 ] محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن ياسين البصري (2) ، عن حريز بن عبدالله ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إنّ الله عزّ وجلّ فرض العلم على ستّة أجزاء (3) ، فأعطى علياً ( عليه السلام ) خمسة أجزاء (4) ، وأسهم له في الجزء الآخر ) (5).
  [ 200/41 ] وعنه ، عن النضر بن سويد وجعفر بن بشير البجلي ، عن هارون بن خارجة ، عن عبدالله بن عطا (6) ، قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : ( نحن اُولوا الذكر ،

---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 518 / 51 وأورده القمّي في تفسيره 2 : 61 ، باختلاف يسير ، ونقله الاسترآبادي في تأويل الآيات 1 : 314 / 7 ، عن محمّد بن العباس ، وذكره باختصار فرات الكوفي في تفسيره : 256 / 348 ، وابن شهر آشوب في المناقب 4 : 233 ـ 234 .
(2) في البصائر : ياسين الصرير ، وفي البحار عنه : ياسين الضرير ، فهو والذي في المتن كلاهما صحيح ، والظاهر أنّ نقطة الضاد سقطت في الطبع ، وهو ياسين الضرير الزيّات البصري ، لقى أبا الحسن موسى ( عليه السلام ) لمّا كان بالبصرة ، وروى عنه .
انظر رجال النجاشي : 453 / 1227 ، فهرست الشيخ : 267 / 819 .
(3 و 4) في نسخة ( ض و س ) : أشياء .
(5) بصائر الدرجات : 518 / 52 ، وعنه في البحار 40 : 143 / 48 ، باختلاف يسير في الفقرة الأخيرة .
(6) في نسختي ( س وض ) : عبدالملك بن عطا .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 211 _

  ونحن اُولوا العلم ، وعندنا الحلال والحرام ) (1).
  [ 201/42 ] وحدّثني بعض أصحابنا ، عن بكر بن صالح الضبّي ، عن اسماعيل بن عبّاد القصري (2) ، عن تميم بن بهلول ، عن عبدالمؤمن الأنصاري ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قلت له : لِمَ سُمّي أمير المؤمنين صلوات الله عليه أمير المؤمنين ؟ فقال : ( لأنّ ميرة (3) المؤمنين منه ، وهو كان يميرهم العلم ) (4).
  [ 202/43 ] ابراهيم بن هاشم ، عن عثمان بن عيسى ، عن حمّاد الطنافسي (5) ، عن الكلبي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال لي : ( يا كلبي كم لمحمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من اسم في القرآن ؟ ) فقلت : إسمان أو ثلاثة ، فقال : ( يا كلبي له عشرة أسماء : ( وما محمّد إلاّ رسول قدْ خَلت من قبله الرسل ) (6) وقوله ( ومبشّراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ) (7) و ( لمّا قام عبدالله يدعوه كادوا يكونون عليه لِبَداً ) (8) و ( طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) (9) و ( يس * والقرآن الحكيم * إنّك لمن المرسلين *

---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 511 / 23 ، وعنه في البحار 23 : 182 / 42 .
(2) في البصائر : النضري وفي نسختي ( س وض ) : الضبّي ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح ، وهو من قصر بني هبيرة ، ومن أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ) .
انظر معجم رجال الحديث 4 : 60 / 1370 ، رجال الشيخ : 368 / 13 .
(3) الميرة : الطعام يمتاره الانسان. لسان العرب 5 : 1885 ـ مير .
(4) بصائر الدرجات : 512 / 24 ، وعنه في البحار 37 : 295 / 11 .
(5) في البصائر : أعمش بن عيسى ، عن حمّاد الطيّافي .
(6) آل عمران 3 : 144 .
(7) الصف 61 : 6 .
(8) الجن 72 : 19 .
(9) طه 20 : 1 ـ 2 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 212 _

  على صراط مّستقيم ) (1) و ( ن والقلم وما يسطرون * ما أنت بنعمة ربّك بمجنون ) (2) و ( يا أيّها المدّثّر ) (3) و ( يا أيّها المزّمّل ) (4) وقوله ( فاتّقوا الله يا اُولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذِكراً * رسولاً ) (5) فالذكر إسم من أسماء محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ونحن أهل الذكر ، فاسأل يا كلبي عمّا بدا لك ) قال : نسيت والله القرآن كلّه ، فما حفظت منه ولا حرفاً أسأله عنه (6).
  [ 203/44 ] حدّثنا موسى بن جعفر بن وهب البغدادي (7) ، عن علي بن أسباط ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ ( وأنّ هذا صراطي مستقيماً ) (8) قال : ( هو والله علي ( عليه السلام ) ، هو والله الميزان والصراط المستقيم ) (9).
  [ 204/45 ] محمّد بن عيسى بن عبيد (10) ، عن داود بن محمّد النهدي ، عن علي

---------------------------
(1) يس 36 : 1 ـ 4 .
(2) القلم 68 : 1 ـ 2 .
(3) المدّثّر 74 : 1 .
(4) المزّمّل 73 : 1 .
(5) الطلاق 65 : 10 ـ 11 .
(6) بصائر الدرجات : 512 / 26 ، وعنه في البحار 16 : 101 / 39 .
(7) في البصائر : أبو محمّد ، عن عمران بن موسى بن جعفر البغدادي ، وعنه في البحار : أبو محمّد ، عن عمران بن موسى ، عن موسى بن جعفر .
(8) الأنعام 6 : 153 .
(9) بصائر الدرجات : 79 / 9 وباختلاف يسير ، في : 512 / 25 ، وعن المورد الثاني في البحار : 35 : 363 / 2 .
(10) في البصائر : عبدالله بن جعفر بن محمّد بن عيسى ، وعنه في البحار : عبدالله بن جعفر ، عن محمّد بن عيسى .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 213 _

  ابن جعفر (1) ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه سمعه يقول : ( لو اذن لنا لأخبرنا بفضلنا ) فقلت له : العلم منه ؟ قال : فقال لي : ( العلم أيسر من ذلك ) (2).
  [ 205/46 ] وعنه ، عن أبي محمد عبدالله بن حمّاد الأنصاري ، عن صباح المزني ، عن الحارث بن حصيرة (3) ، عن الأصبغ بن نباتة قال : دخلت على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) والحسن والحسين ( عليهما السلام ) عنده وهو ينظر إليهما نظراً شديداً ، فقلت له : بارك الله لك فيهما وبلّغهما آمالهما في أنفسهما ، والله إنّي لأراك تنظر اليهما نظراً شديداً ، فتطيل النظر إليهما : فقال : ( نعم يا أصبغ ذكرت لهما حديثاً ) فقلت : حدّثني به جعلت فداك ، فقال : ( كنت في ضيعة لي فأقبلت نصف النهار في شدّة الحر وأنا جائع ، فقلت لابنة محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أعندكِ شيء تطعمينيه ؟ فقامت لتهيّء لي شيئاً ، ( حتّى إذا أنفلت من الصلاة ، قد أحضرت ) (4) ، أقبل الحسن والحسين ( عليهما السلام ) حتّى جلسا في حجرها ،

---------------------------
(1) علي بن جعفر : هو علي بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين ( عليهم السلام ) ، أبو الحسن ، سكن العريض من نواحي المدينة فنسب إليها ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم والرضا ( عليهم السلام ) ، واقتصر البرقي على الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وقال العلاّمة : هو أخو الإمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ، من أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، ثقة .
انظر رجال النجاشي : 251 / 662 ، رجال الشيخ : 241 / 289 و 353 / 5 و379 / 3 ، رجال البرقي : 25 ، رجال العلاّمة : 175 / 515 .
(2) بصائر الدرجات : 512 / 27 ، وعنه في البحار 25 : 371 / 21 ، وكذلك في مستدركات مسائل علي بن جعفر : 323 / 807 .
(3) في نسخة ( س ) : الحارث بن الحصين .
(4) في نسخة ( ق ) بدل ما بين القوسين : حتّى زالت الشمس وقد حضرت الصلاة ، والمراد من عبارة المتن أنّه ( عليه السلام ) لمّا أتمّ نوافله ، أحضرت الزهراء ( عليها السلام ) له الطعام .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 214 _

  فقالت لهما : ما حبسكما وأبطأكما عنّي ؟ قالا : حبسنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وجبرئيل ( عليه السلام ) .
  فقال الحسن ( عليه السلام ) : أنا كنت في حجر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والحسين ( عليه السلام ) في حجر جبرئيل ( عليه السلام ) ، فكنت أنا أثب من حجر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى حجر جبرئيل ( عليه السلام ) ، وكان الحسين ( عليه السلام ) يثب من حجر جبرئيل ( عليه السلام ) إلى حجر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، حتّى إذا زالت الشمس ، قال جبرئيل ( عليه السلام ) : قم فصلّي ، إنّ الشمس قد زالت ، فعرج جبرئيل ( عليه السلام ) إلى السماء ، وقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يصلّي ، فجئنا ) .
  فقلت : يا أمير المؤمنين في أيّ صورة نظر إليه الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ؟ فقال : ( في الصورة التي كان ينزل فيها على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
  فلمّا حضرت الصلاة خرجت فصلّيت مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فلمّا انصرف من صلاته ، قلت : يا رسول الله إنّي كنت في ضيعة لي فجئت نصف النهار وأنا جائع ، فسألت ابنة محمّد صلّى الله عليه وعليها وآلهما هل عندكِ شيء تطعمينيه ؟ فقامت لتهيّء لي شيئاً ، حتّى أقبل ابناك الحسن والحسين ( عليهما السلام ) حتّى جلسا في حجر اُمّهما فسألتهما : ما أبطأكما وما حبسكما عنّي ؟ فسمعتهما يقولان : حبسنا جبرئيل ورسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقلت : كيف حبسكما جبرئيل ورسول الله صلوات الله عليه ؟ فقال الحسن ( عليه السلام ) : كنت أنا في حجر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والحسين ( عليه السلام ) في حجر جبرئيل ( عليه السلام ) فكنت أنا أثب من حجر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى حجر جبرئيل ( عليه السلام ) ، وكان الحسين ( عليه السلام ) يثب من حجر جبرئيل ( عليه السلام ) إلى حجر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
  فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : صدق ابناي ما زلت أنا وجبرئيل ( عليه السلام ) نزهوا بهما منذ أصبحنا إلى أن زالت الشمس ، قلت : يا رسول الله بأيّ صورة كانا يريان

مُختَصَرُ البَصائِر _ 215 _

  جبرئيل ( عليه السلام ) ؟ فقال : بالصورة التي كان ينزل فيها عليَّ ) (1)
  [ 206/47 ] محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن أبي عبدالله زكريا بن محمّد المؤمن ، قال : حدّثني أبو علي حسّان بن مهران الجمّال (2) ، عن أبي داود السبيعي ، عن بريدة الأسلمي ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( يا علي إنّ الله عزّ وجلّ أشهدك معي في سبعة مواطن :
  أمّا أوّلهنّ : فليلة اُسري بي إلى السماء ، فقال لي جبرئيل ( عليه السلام ) : أين أخوك ؟ فقلت : ودّعته خلفي ، قال : فادع الله تعالى فليأتك به ، فدعوت الله فإذا أنت معي ، وإذا الملائكة صفوف وقوف ، فقلت : ما هؤلاء يا جبرئيل ؟ فقال : هؤلاء يباهيهم الله بك ، قال : فأذن لي فنطقت بمنطق لم ينطق الخلائق بمثله ، نطقت بما خلق الله وما هو خالق إلى يوم القيامة .
  الموطن الثاني : أتاني جبرئيل ( عليه السلام ) فأسرى بي إلى السماء ، فقال لي : أين أخوك ؟ فقلت : ودّعته خلفي ، قال : فادع الله فليأتك به ، فدعوت الله فإذا أنت معي فكشط (3) لي عن السماوات السبع والأرضين السبع ، حتّى رأيت سكّانها وعمّارها ، وموضع كلّ ملك منها ، فلم أرَ من ذلك شيئاً إلاّ رأيته .
  الموطن الثالث : ذهبت إلى الجنّ وما معي غيرك ، فقال لي جبرئيل ( عليه السلام ) : أين أخوك ؟ فقلت : ودّعته خلفي ، قال : فادع الله فليأتك به ، فدعوت الله عزّ وجلّ فإذا أنت معي ، فلم أقل لهم شيئاً ، ولم يردّوا عليّ شيئاً إلاّ سمعته وعلمته كما علمته .

---------------------------
(1) لم أعثر له على مصدر .
(2) في البصائر : علي بن حسّان .
(3) كشط : كشف ، الصحاح 3 : 1155 ـ كشط .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 216 _

  الموطن الرابع : إنّي ما سألت الله عزّ وجلّ شيئاً إلاّ اُعطيته فيك إلاّ النبوّة ، فإنّه قال : يا محمّد خصصتك بها .
  الموطن الخامس : خُصّصنا بليلة القدر ، وليست لأحد غيرنا.
  الموطن السادس : أتاني جبرئيل ( عليه السلام ) فأسرى بي إلى السماء ، فقال : أين أخوك ؟ فقلت : ودّعته خلفي ، قال : فادع الله فليأتك به ، فدعوت الله فإذا أنت معي ، ( فأذّن جبرئيل ( عليه السلام ) فصلّيت بأهل السماوات جميعاً وأنت معي ) (1).
  الموطن السابع : نبقى حتّى لايبقى أحد ، وهلاك الأحزاب بأيدينا ) (2).
  [ 207/48 ] أحمد بن الحسن بن علي بن فضّال (3) ، عن الحسن بن الجهم ، عن حبيب بن علي (4) ، قال : كنت في المسجد الحرام ونحن مجاورون ، وكان هشام بن الأحمر يجلس معنا في المجلس ، فنحن يوماً في ذلك المجلس فأتانا سعيد الأزرق وابن أبي الأصبغ ، فقال لهشام : إنّي قد جئتك في حاجة وهي يد تتخذها (5) عندي وعظم

---------------------------
(1) ما بين القوسين لم يرد في نسخة ( ق ) .
(2) أورده الصفّار باختصار في بصائر الدرجات : 107 / 3 ، والقمّي باختلاف في تفسيره 2 : 335 ، والطوسي بتفصيل في أماليه : 641 / 21 ، ونقله المجلسي عن البصائر في البحار 18 : 406 / 113 و 26 : 115 / 16 .
(3) في نسخة ( ض ) : أحمد بن الحسين بن علي بن فضال ، وفي نسخة ( ق ) : أحمد بن علي بن فضال ، وفي المختصر المطبوع ص 70 : محمّد بن الحسن بن علي بن فضال ، وما أثبتناه من نسخة ( س ) ظاهراً هو الصحيح لأنّه من مشايخ الأشعري ، انظر معجم رجال الحديث : 9 : 83 و 16 : 272 .
(4) في مدينة المعاجز : حبيب بن المعلّى .
(5) في مدينة المعاجز : تتحذرها .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 217 _

  الأمر ، وقال : ما هو ؟ قال : معروف أشكرك عليه ما بقيت ، فقال هشام : هاتها ، قال : تستأذن لي على أبي الحسن ( عليه السلام ) ، وتسأله أن يأذن لي في الوصول إليه ، قال له : نعم ، أنا أضمن لك ذلك .
  فلمّا دخل علينا سعيد وهو شبه الواله ، فقلت له : مالك ؟ فقال : ابغ لي هشاماً ، فقلت له : اجلس فإنّه يأتي ، فقال : إنّي لاُحبّ أن ألقاه ، فلم يلبث أن جاء هشام ، فقال له سعيد : يا أبا الحسن إنّي قد سألتك ما قد علمت ، فقال له : نعم ، قد كلّمت صاحبك فأذن لك.
  فقال له سعيد : فإنّي لمّا انصرفت جاءني جماعة من الجنّ ، فقالوا : ما أردت بطلبتك إلى هشام يكلّم لك إمامك ، أردت القربة إلى الله بأن تدخل عليه ما يكره ، وتكلّفه ما لايحب ، إنّما عليك أن تجيب إذا دعيت ، واذا فتح بابه تستأذن ، وإلاّ جرمك في تركه أعظم من أن تكلّفه ما لايحب ، فأنا أرجع فيما كلّفتك فيه ، ولا حاجة لي في الرجوع إليه ثمّ انصرف ، فقال لنا هشام : أما علمت يا أبا الحسن بها ، قال : فإن كان الحائط كلّمني فقد كلّمني ، أو رأيت في الحائط شيئاً فقد رأيته في وجهه (1).

---------------------------
(1) نقله البحراني في مدينة المعاجز : 458 ، عن سعد بن عبدالله .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 218 _

باب : ما جاء في التسليم لما جاء عنهم وما قالوه ( عليهم السلام ) (1)
  [ 208/1 ] حدّثنا الحسن بن علي بن النعمان ، عن أبيه (2) ، عن عبدالله بن مسكان ، عن كامل التمـّار ، قال : قال لي أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( يا كامل أتدري ما قول الله عزّ وجلّ ( قد أفلح المؤمنون ) (3) ؟ ).
  قلت : أفلحوا : فازوا ، واُدخلوا الجنة ، قال : ( قد أفلح المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء ) (4) وزاد فيه غيره.
  قال : وقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( رُّبَما يَودُّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) (5) ) بفتح السين مثقلة ، هكذا قرأها (6).

---------------------------
(1) من هنا سقط من نسخة ( ق ) إلى صفحة 297 .
(2) ( عن أبيه ) لم يرد في البصائر .
(3) المؤمنون 23 : 1 .
(4) أورده الصفّار في بصائر الدرجات : 520 / 1 ، ونقله عنه المجلسي في البحار 2 : 199 / 60 ، وذكره البرقي في المحاسن 1 : 423 / 373 ، والكليني في الكافي 1 : 391 / 5 ، بزيادة : ( فالمؤمن غريب فطوبى للغرباء ) .
(5) الحجر 15 : 2 .
(6) نقل الرواية كاملة البحراني في تفسير البرهان 4 : 11 / 2 ، عن سعد بن عبدالله .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 219 _

  [ 209/2 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عمر بن اُذينة ، عن عبدالله بن النجاشي (1) ، قال سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ ( فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يُحكّموك فيما شجر بَينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيت ويُسلّموا تسليماً ) (2) قال : ( عنى بها عليّاً ( عليه السلام ) ، وتصديق ذلك [ في قوله تعالى ] (3) ( ولو أنّهم إذ ظَّلموا أنفسهم جاءوك ـ يعني علياً ( عليه السلام ) ـ فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسولُ ) (4) يعني النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ) (5).
  [ 210/3 ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبدالله بن يحيى الكاهلي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنّه تلا هذه الآية ( فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيت ويسلّموا تسليماً ) (6) فقال ( عليه السلام ) : ( لو أنّ قوماً عبدوا الله وحده ، ثمّ قالوا لشيء صنعه الله : لِمَ صنع كذا وكذا ، ولو صنع كذا وكذا خلاف الذي صنع ، لكانوا بذلك مشركين ).
  ثمّ قال : ( لو أنّ قوماً عبدوا الله وحده ، ثمّ قالوا لشيء صنعه رسول

---------------------------
(1) عبدالله بن النجاشي : هو ابن عثيم بن سمعان ، أبو بُجير الأسدي النصري ، يروي عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) رسالة منه إليه ، وقد ولّي الأهواز من قبل المنصور العبّاسي ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام ، رجال النجاشي : 213 / 555 ، رجال البرقي : 22 .
(2) النساء 4 : 65 .
(3) ما بين المعقوفين أثبتناه من تفسير البرهان .
(4) النساء 4 : 64 .
(5) أورده الصفّار في بصائر الدرجات : 520 / 2 ، وعنه في البحار 36 : 95 / 31 ، إلى قوله : عنى بها علياً ( عليه السلام ) ، وأورد نحوه العيّاشي في تفسيره 1 : 255 / 182 ، والكليني في الكافي 8 : 334 / 526 ، ونقله كاملاً البحراني في تفسير البرهان 2 : 120 / 7 ، عن سعد بن عبدالله .
(6) النساء 4 : 65 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 220 _

  الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لو صنع كذا وكذا ، ووجدوا ذلك في أنفسهم ، لكانوا بذلك مشركين ، ثمّ قرأ ( فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيت ويسلّموا تسليماً ) (1) ) (2).
  [ 211/4 ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبي العباس الفضل بن عبدالملك (3) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيت ويسلّموا تسليماً ) (4) قال : ( هو التسليم له في الاُمور ) (5).
  [ 212/5 ] علي بن اسماعيل بن عيسى ويعقوب بن يزيد ومحمّد بن عيسى بن عبيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار القلانسي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام )

---------------------------
(1) النساء 4 : 65 .
(2) تفسير العيّاشي 1 : 255 / 184 ، وأورده باختصار البرقي في المحاسن 1 : 423 / 371 ، والصفّار في بصائر الدرجات : 520 / 3 ، والكليني في الكافي 1 : 390 / 2 ، ونقله المجلسي في البحار 2 : 211 / 108 ، قائلاً : ووجدت بخط الشيخ محمّد بن علي الجباعي ( قدس سره ) نقلاً من كتاب البصائر لسعد بن عبدالله بن أبي خلف القمّي .
(3) ابو العبّاس الفضل بن عبدالملك : هو البقباق ، مولى ، كوفي ، ثقة ، عين ، روى عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وقال الشيخ المفيد في رسالته العددية : هو من الفقهاء الأعلام ، والرؤساء المأخوذ منهم الحلال والحرام ... انظر رجال النجاشي : 308 / 843 ، رجال البرقي : 34 ، رجال الشيخ : 270 / 5 ، معجم رجال الحديث 14 : 324 / 9385 .
(4) النساء 4 : 65 .
(5) أورده الصفّار في بصائر الدرجات : 521 / 9 ، وعنه في البحار 2 : 200 / 64 ، وفيه : عن ابن اُذينة ، عن أبي بصير ، ونقله البحراني في تفسير البرهان 2 : 121 / 9 ، عن سعد بن عبدالله .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 221 _

  قال : ( يهلك أصحاب الكلام ، وينجو المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء ) (1).
  [ 213/6 ] محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن العبّاس بن معروف ، عن عبدالله بن يحيى ، عن عمر بن اُذينة ، عن أبي بكر بن محمّد الحضرمي قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : ( يهلك أصحاب الكلام ، وينجو المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء ، يقولون : هذا ينقاد وهذا لاينقاد ، أما والله لوعلموا كيف كان أصل الخلق ما اختلف اثنان ) (2).
  [ 214/7 ] وعنه ، عن فضالة بن أيّوب ، عن أبان بن عثمان ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( ومن يقترف حسنةً نّزد له فيها حسناً ) (3) فقال : ( الإقتراف للحسنة : هو التسليم لنا ، والصدق علينا ، وأن لايكذب علينا ) (4).
  يعقوب بن يزيد ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز بن عبدالله ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) مثله (5).
  [ 215/8 ] يعقوب بن يزيد ومحمّد بن عيسى بن عبيد ، عن ( محمّد بن أبي عمير وحمّاد بن عيسى ) (6) ، عن سعيد بن غزوان (7) ، قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول :

---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 521 / 4 ، ونقله عنه المجلسي في بحار الأنوار 2 : 132 / 22 .
(2) بصائر الدرجات : 521 / 5 ، وعنه في البحار 2 : 132 / 23 .
(3) الشورى 42 : 23 .
(4) بصائر الدرجات : 521 / 6 ، وعنه في البحار 2 : 160 / 6 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 391 / 4 ، ونقله البحراني في تفسير البرهان 4 : 817 / 6 ، عن سعد بن عبدالله .
(5) بصائر الدرجات : 521 / 7 ، وعنه في البحار 2 : 200 / 62 ، وقد سقط الفضيل بن يسار من طبعة البصائر وموجود عنه في البحار .
(6) في البصائر : عن أبي أحمد وجمال ، بدل ما بين القوسين .
(7) سعيد بن غزوان : هو الأسدي ، مولاهم ، كوفي ، أخو فضيل ، روى عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، ثقة ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
انظر رجال النجاشي : 181 / 479 ، رجال البرقي : 38 ، رجال الطوسي : 205 / 47 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 222 _

  قال : ( يهلك أصحاب الكلام ، وينجو المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء ) (1).
  [ 213/6 ] محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن العبّاس بن معروف ، عن عبدالله بن يحيى ، عن عمر بن اُذينة ، عن أبي بكر بن محمّد الحضرمي قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : ( يهلك أصحاب الكلام ، وينجو المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء ، يقولون : هذا ينقاد وهذا لاينقاد ، أما والله لوعلموا كيف كان أصل الخلق ما اختلف اثنان ) (2).
  [ 214/7 ] وعنه ، عن فضالة بن أيّوب ، عن أبان بن عثمان ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( ومن يقترف حسنةً نّزد له فيها حسناً ) (3) فقال : ( الإقتراف للحسنة : هو التسليم لنا ، والصدق علينا ، وأن لايكذب علينا ) (4).
  يعقوب بن يزيد ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز بن عبدالله ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) مثله (5).
  [ 215/8 ] يعقوب بن يزيد ومحمّد بن عيسى بن عبيد ، عن ( محمّد بن أبي عمير وحمّاد بن عيسى ) (6) ، عن سعيد بن غزوان (7) ، قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول :

---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 521 / 4 ، ونقله عنه المجلسي في بحار الأنوار 2 : 132 / 22 .
(2) بصائر الدرجات : 521 / 5 ، وعنه في البحار 2 : 132 / 23 .
(3) الشورى 42 : 23 .
(4) بصائر الدرجات : 521 / 6 ، وعنه في البحار 2 : 160 / 6 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 391 / 4 ، ونقله البحراني في تفسير البرهان 4 : 817 / 6 ، عن سعد بن عبدالله .
(5) بصائر الدرجات : 521 / 7 ، وعنه في البحار 2 : 200 / 62 ، وقد سقط الفضيل بن يسار من طبعة البصائر وموجود عنه في البحار .
(6) في البصائر : عن أبي أحمد وجمال ، بدل ما بين القوسين .
(7) سعيد بن غزوان : هو الأسدي ، مولاهم ، كوفي ، أخو فضيل ، روى عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، ثقة ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
انظر رجال النجاشي : 181 / 479 ، رجال البرقي : 38 ، رجال الطوسي : 205 / 47 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 223 _

  ( والله لو آمنوا بالله وحده ، وأقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، ولم يسلّموا لكانوا بذلك مشركين ، ثمّ تلا هذه الآية ( فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيت ويسلّموا تسليماً ) (1) ) (2).
  [ 216/9 ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن داود بن فرقد (3) ، عن زيد الشحّام ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال لي : ( أتدري بما اُمروا ؟ اُمروا بمعرفتنا ، والردّ إلينا ، والتسليم لنا ) (4).
  [ 217/10 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن عاصم بن حميد ، عن كامل التمّـار ، قال : قال لي أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( يا كامل قد أفلح المؤمنون المسلّمون ، يا كامل إنّ المسلّمين هم النجباء ) (5) يا كامل الناس أشباه الغنم إلاّ قليلاً من المؤمنين ، والمؤمنون (6) قليل ) (7) .

---------------------------
(1) النساء 4 : 65 .
(2) بصائر الدرجات : 521 / 8 ، وعنه في البحار 2 : 200 / 63 .
(3) داود بن فرقد : مولى آل أبي السمال الأسدي النصري ، كوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الصادق والكاظم ( عليهما السلام ) .
اُنظر رجال النجاشي : 158 / 418 ، رجال البرقي : 32 و 47 ، رجال الطوسي : 189 / 4 و 349 / 2 .
(4) بصائر الدرجات : 525 / 32 ، وعنه في البحار 2 : 204 / 83 .
(5) ما بين القوسين لم يرد في نسختي ( س وض ) .
(6) في البصائر والمختصر المطبوع : والمؤمن .
(7) بصائر الدرجات : 522 / 12 ، وعنه في البحار 2 : 200 / 66 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 224 _

  [ 218/11 ] محمّد بن عيسى بن عُبيد ، عن الحسين بن سعيد ، عن جعفر بن بشير البجلي (1) ، عن المعلّى بن عثمان الأحول ، عن كامل التمّار ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : كنت عنده وهو يحدّثني إذ نكّس رأسه إلى الأرض ، فقال : ( قد أفلح المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء ، يا كامل الناس كلّهم بهائم إلاّ قليلاً من المؤمنين ، والمؤمن غريب ) (2).
  [ 219/12 ] وعنه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز بن عبدالله ، عن جميل بن درّاج ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( ويسلّموا تسليماً ) (3) قال : ( التسليم في الأمر ) (4).
  [ 220/13 ] وعنه ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : بأي شيء علمت الرسل أنّها رسل ؟ قال : ( قد (5) كشف لها عن الغطاء ) قلت : فبأي شيء عرف المؤمن أنّه مؤمن ؟ قال :

---------------------------
(1) جعفر بن بشير البجلي : أبو محمّد الوشّاء ، من زهّاد أصحابنا وعبّادهم ونسّاكهم ، وكان ثقة ، وله مسجد بالكوفة باق في بجيلة إلى اليوم ـ يعني إلى زمن النجاشي ـ ، جليل القدر ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وقال العلاّمة : وكان يعرف بفقحة العلم ، لأنّه كان كثير العلم ، روى عن الثقات ورووا عنه ، مات ( رحمه الله ) بالأبواء سنة ثمان ومائتين .
انظر رجال النجاشي : 119 / 304 ، فهرست الشيخ : 92 / 142 ، رجال الطوسي : 370 / 3 ، رجال العلاّمة : 89 / 19 .
(2) بصائر الدرجات : 522 / 13 ، وعنه في البحار 2 : 200 / 68.
(3) النساء 4 : 65 .
(4) بصائر الدرجات : 522 / 14 ، وعنه في البحار 2 : 200 / 67 ، ونقله البحراني في تفسير البرهان 2 : 121 / 11 ، عن سعد بن عبدالله .
(5) في نسختي ( س و ض ) : إذا ، بدل : قد .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 225 _

  ( بالتسليم لله فيما ورد عليه ) (1).
  [ 221/14 ] وعنهما ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن ضريس ، قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( أرأيت إن لم يكن الصوت الذي قلناه لكم إنّه يكون ما أنت صانع ؟ ) قلت : أنتهي فيه والله إلى أمرك ، فقال : ( هو والله التسليم وإلاّ فالذبح ) وأومى بيده إلى حلقه (2).
  [ 222/15 ] وروى بعض أصحابنا عمّن روى عن ثعلبة بن ميمون (3) ، عن زرارة وحمران ، قالا : كان يجالسنا رجل من أصحابنا فلم يكن يسمع بحديث إلاّ قال : سلّموا ، حى لقّب ( سلّم ) (4) فكان كلّما جاء ، قال أصحابنا : قد جاء سلّم ، فدخل حمران وزرارة على أبي جعفر ( عليه السلام ) فقالا : إنّ رجلاً من أصحابنا إذا سمع شيئاً من أحاديثكم قال : سلّموا حتّى لقّب بذلك سلّم ، فكان إذا جاء قالوا : قد جاء سلّم ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( قد أفلح المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء ) (5).

---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 522 / 15 ، وعنه في البحار 2 : 201 / 69 .
(2) بصائر الدرجات : 522 / 16 ، وعنه في البحار 2 : 201 / 70 .
(3) ثعلبة بن ميمون : هو ابو اسحاق النحوي ، مولى بني أسد ، كوفي ، كان وجهاً في أصحابنا ، قارئاً فقيهاً ، نحوياً ، لغوياً ، راوية ، وكان حسن العمل ، كثير العبادة والزهد ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الصادق والكاظم ( عليهما السلام ) ، وقال العلاّمة : وكان فاضلاً متقدّماً ، معدوداً من العلماء والفقهاء الأجلّة .
انظر رجال النجاشي : 117 / 302 ، رجال البرقي : 48 و 49 ، رجال الطوسي : 161 / 13 و 345 / 2 ، خلاصة الأقوال : 87 / 181 .
(4) في نسخة ( س ) : مسلّم ، وكذا بقية الموارد في الحديث .
(5) بصائر الدرجات : 523 / 17 ، وعنه في البحار 2 : 201 / 71 .