الدنيا فينصر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو قوله ( لتؤمننّ به ) يعني برسول لله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( ولتنصرنّه ) يعني أمير المؤمنين ).
  ومثله كثير ممّا وعد الله تبارك وتعالى الأئمّة ( عليهم السلام ) من الرجعة والنصر ، فقال ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنّهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ) (1) وهذا إنّما يكون إذا رجعوا إلى الدنيا .
  وقوله ( ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّة ونجعلهم الوارثين ونمكّن لهم في الأرض ) (2) فهذا كلّه ممّا يكون في الرجعة (3).
  [ 117/17 ] قال علي بن إبراهيم : وحدّثني أبي ، عن أحمد بن النضر (4) ، عن عمرو بن شمر قال : ذكر عند أبي جعفر صلوات الله عليه جابر ، فقال : ( رحم الله جابراً ، لقد بلغ من علمه أنّه كان يعرف تأويل هذه الآية ( إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد ) (5) يعني الرجعة ) (6) ، ومثله كثير نذكره في مواضعه .

---------------------------
(1) النور 24 : 55 .
(2) القصص 28 : 5 .
(3) تفسير القمّي 1 : 25 ـ مقدّمة الكتاب ، وأورده كذلك في صفحة 106 من نفس الجزء ، إلى قوله : يعني أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وعنه في البحار 53 : 50 / 23 ، وكذلك البحراني في تفسير البرهان 1 : 646 / صدر حديث2 .
(4) في نسخة ( س ) : أحمد بن محمد بن أبي نصر .
وأحمد بن النضر : هو أبو الحسن الخزّاز الجعفي مولى ، كوفي ، ثقة. انظر رجال النجاشي : 98 / 244 ، رجال العلاّمة : 72 / 114 .
(5) القصص 28 : 85 .
(6) تفسير القمّي 1 : 25 ـ مقدّمة الكتاب ، وعنه في البحار 53 : 61/51 ، وتفسير
البرهان
4 : 291/3 .
وجابر هذا هو جابر بن عبدالله الأنصاري كما ورد في رجال الكشي : 43 / 90 ـ 92 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 152 _

  [ 118/18 ] ـ ومن التفسير أيضاً : قوله تعالى ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الأرض ـ إلى قوله ـ بآياتنا لا يوقنون ) (1) فإنّه حدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( انتهى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو نائم (2) في المسجد قد جمع رملاً ووضع رأسه عليه ، ( فحرّكه فقال : قم يا دابّة الله ) (3) .
  فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله أيسمّي بعضنا بعضاً بهذا الاسم ؟ فقال : لا والله ما هو إلاّ له خاصّة ، وهو الدابّة التي ذكرها الله في كتابه ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الأرض تكلّمهم إنّ الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ) (4).
  ثمّ قال ( رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ) (5) : يا علي إذا كان آخر الزمان أخرجك الله في أحسن صورة ومعك ميسم تسم به أعداءك ) .
  فقال الرجل لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : إنّ العامّة (6) يقولون : هذه الآية إنّما تكلّمهم ، فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) ( كلّمهم الله في نار جهنّم إنّما هو تكلّمهم من الكلام ) .

---------------------------
(1 و4) النمل 27 : 82 .
(2) في نسخة ( ض ) : راقد .
(3) في نسخة ( ض ) والمختصر المطبوع : فحرّكه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) برجله ، ثمّ قال له ، بدل ما بين القوسين ، ولم يرد لفظ الجلالة في نسختي ( س و ض ) وفي نسخة ( ق ) : قم يا دابّة الأرض .
(5) لم يرد في نسخة ( ق ) .
(6) في المصدر : الناس .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 153 _

  والدليل على أنّ هذا في الرجعة قوله عزّ وجلّ ( ويوم نحشر من كلّ اُمّة فوجاً ممّن يكذّب بآياتنا فهم يوزعون * حتى إذا جاؤوا قال أكذّبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علماً أمّا ذا كنتم تعلمون ) (1) قال : ( الآيات أمير المؤمنين والأئمّة ( عليهم السلام ) ).
  فقال الرجل لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : إنّ العامّة تزعم أنّ قوله تعالى ( ويوم نحشر من كل اُمّة فوجاً ) عنى في (2) القيامة.
  فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) ( يحشر (3) الله يوم القيامة من كلّ اُمّة فوجاً ويدع الباقين ؟ لا ولكنّه في الرجعة ، وأمّا آية القيامة ( وحشرناهم فلم نغادر منهم أحداً ) (4) ) (5).
  [ 119/19 ] حدّثني أبي قال : حدّثني ابن أبي عمير ، عن المفضّل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قوله عزّ وجلّ ( ويوم نحشر من كلّ اُمّة فوجاً ) (6) قال : ( ليس أحد من المؤمنين قُتل إلاّ ويرجع حتى يموت ، ولا يرجع إلاّ من محض الإيمان محضاً ، ومحض الكفر محضاً ).
  قال أبو عبدالله صلوات الله عليه : ( قال رجل لعمّار بن ياسر (7) : يا أبا اليقظان

---------------------------
(1) النمل 27 : 83 ـ 84.
(2) في المصدر : يوم ، بدل : في.
(3) في المصدر : أفيحشر .
(4) الكهف 18 : 47 .
(5) تفسير القمّي 2 : 130 ـ 131 ، وعنه في البحار 53 : 52 / 30 .
(6) النمل 27 : 83 .
(7) عمّار بن ياسر : هو أبو اليقظان العنسي المكّي ، مولى بني مخزوم ، أحد السابقين الأولين ، والأعيان البدريين ، واُمّه هي سميّة مولاة بني مخزوم ، من كبار الصحابيّات أيضاً ، قتلها أبو جهل فهي أوّل شهيدة في الإسلام ، وقتل عمّار مع الإمام علي ( عليه السلام ) بصفّين سنة سبع وثلاثين وهو ابن ثلاث وتسعين سنة ، ودفن هناك بصفّين .
وقد عدّه البرقي والشيخ من أصحاب رسول الله وأمير المؤمنين صلّى الله عليهما وآلهما ، وقال الشيخ : وهو رابع الأركان .
اُنظر سير أعلام النبلاء 1 : 406 / 84 ، تهذيب التهذيب 7 : 357 ـ 358 ، رجال البرقي : 1 و3 ، رجال الطوسي : 24 / 33 و46 / 1 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 154 _

  آية في كتاب الله تعالى قد أفسدت قلبي وشكّكتني ، قال عمّار : وأيّة آية هي ؟ قال : قول الله تعالى ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الأرض تكلّمهم ) (1) الآية ، فأيّة دابّة هذه ؟ قال عمّار : والله ما أجلس ولا آكل ولا أشرب حتى اُريكها.
  فجاء عمّار مع الرجل إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو يأكل تمراً وزبداً ، فقال : يا أبا اليقظان هَلُمّ ، فجلس عمّار وأقبل (2) يأكل معه ، فتعجّب الرجل منه ، فلمّا قام عمّار قال الرجل : سبحان الله يا أبا اليقظان حلفت أنّك لا تأكل ولا تشرب ولا تجلس حتى ترينيها ، قال عمّار : قد أريتكها إن كنت تعقل ) (3).
  [ 120/20 ] قال علي بن إبراهيم : في قوله ( إنّما اُمرت أن أعبد ربّ هذه البلدة الذي حرّمها ) قال : ( مكّة ) ( وله كلّ شيء ) قال : ( الله عزّ وجلّ ) ( واُمرت أن أكون من المسلمين ـ إلى قوله ـ سيريكم آياته فتعرفونها ) (4) قال : ( أمير المؤمنين

---------------------------
(1) النمل 27 : 82 .
(2) في نسخة ( ق ) : وجعل .
(3) تفسير القمي 2 : 131 ، وعنه في البحار 53 : 53 .
(4) النمل 27 : 91 ـ 93 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 155 _

  والأئمّة ( عليهم السلام ) إذا رجعوا يعرفهم أعداؤهم إذا رأوهم ).
  والدليل على أنّ الآيات هم الأئمّة قول أمير المؤمنين صلوات الله عليه : ( ما لله آية أعظم (1) منّي ( فإذا رجعوا إلى الدنيا يعرفهم أعداؤهم إذا رأوهم في الدنيا ) (2) ) (3).
  [ 121/21 ] قال علي بن إبراهيم : وقوله ( إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد ) (4) فإنّه حدّثني أبي ، عن حمّاد ، عن حريز (5) ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سُئل عن جابر ، فقال : ( رحم الله جابراً بلغ من فقهه أنّه كان يعرف تأويل هذه الآية ( إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد ) (6) يعني الرجعة ) (7) .
  [ 122/22 ] قال : وحدّثني أبي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن

---------------------------
(1) في المصدر : أكبر .
(2) ما بين القوسين لم يرد في نسخة ( ق ) .
(3) تفسير القمّي 2 : 131 ـ 132 ، وعنه في البحار 53 : 53 / 31 .
(4) القصص 28 : 85 .
(5) حريز : هو ابن عبدالله السجستاني أبو محمّد الأزدي من أهل الكوفة ، أكثر السفر والتجارة إلى سجستان فعرف بها ، وكان ممّن شهر السيف في قتال الخوارج بسجستان في حياة أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، وقال الشيخ : ثقة ، كوفي سكن سجستان ، وعدّه في رجاله من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
اُنظر رجال النجاشي : 144 / 375 ، فهرست الشيخ : 118 / 249 ، رجال الطوسي : 181 / 275 .
(6) القصص 28 : 85 .
(7) تفسير القمّي 2 : 147 ، وعنه في البحار 22 : 99 / 53 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 156 _

  عبدالحميد الطائي ، عن أبي خالد الكابلي ، عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) في قوله تعالى ( إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد ) (1) قال : ( يرجع إليكم نبيّكم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ) (2).
  [ 123/23 ] ومنه : حدّثنا علي بن جعفر ، قال : حدّثني محمّد بن عبدالله الطاهر ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عمير ، قال : حدّثنا حفص الكناسي (3) ، قال : سمعت عبدالله بن بكير الأرجاني (4) ، قال : قال لي الصادق جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما : ( أخبرني عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان عامّاً للناس ؟ أليس قال الله تعالى في محكم كتابه ( وما أرسلناك إلاّ كافّة للناس ) (5) لأهل الشرق والغرب ، وأهل السماء والأرض من الجنّ والإنس ، هل بلّغ رسالته إليهم كلّهم ؟ ).

---------------------------
(1) القصص 28 : 85 .
(2) تفسير القمّي 2 : 147 ، وعنه في البحار 53 : 56 / 33 ، وفي آخره زيادة : وأمير المؤمنين والأئمّة ( عليهم السلام ) ، ولم ترد في البحار.
(3) في المصدر : حفص الكناني ، وفي المختصر المطبوع : حفص الكناس ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح ، وهو حفص بن عيسى الأعور الكناسي عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ).
اُنظر معجم رجال الحديث 7 : 157 و 167 ، رجال البرقي : 37 ، رجال الطوسي : 176 / 182 .
(4) في المصدر : عبدالله بن بكير الدجاني ، وفي نسخة ( س و ض و ق ) : الدخاني ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح ، وقد عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ).
اُنظر معجم رجال الحديث 11 : 128 ، رجال البرقي : 22 ـ 23 ، رجال الشيخ : 265 / 702.
(5) سبأ 34 : 28.

مُختَصَرُ البَصائِر _ 157 _

  قلت : لا أدري ، فقال : ( يابن بكير إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يخرج من المدينة فكيف بلّغ أهل الشرق والغرب ؟ ) قلت : لا أدري ، قال : ( إنّ الله تبارك وتعالى أمر جبرئيل ( عليه السلام ) فاقتلع الأرض بريشة من جناحه ونصبها لمحمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فكانت بين يديه مثل راحته في كفّه ، ينظر إلى أهل الشرق والغرب ، ويخاطب كلّ قوم بألسنتهم ، ويدعوهم إلى الله وإلى نبوّته بنفسه ، فما بقيت قرية ولا مدينة إلاّ دعاهم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بنفسه ) (1) .
  [ 124/24 ] وقال علي بن إبراهيم : في قوله تعالى ( ربّنا أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين ) (2) قال الصادق ( عليه السلام ) : ( ذلك في الرجعة ) (3) .
  وقال في قوله سبحانه ( إنّا لننصر رُسُلَنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ) (4) وهو في الرجعة إذا رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والأئمّة ( عليهم السلام ) .
  [ 125/25 ] أخبرنا أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن جميل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قلت : قول الله تبارك وتعالى ( إنّا لننصر رُسُلَنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) (5) قال : ( ذلك والله في الرجعة ، أما علمت أنّ أنبياءَ كثيرة لم ينصروا في الدنيا وقُتلوا ، والأئمّة من بعدهم قُتلوا ولم ينصروا ، وذلك في الرجعة ) (6) .

---------------------------
(1) تفسير القمّي 2 : 202 ـ 203 ، وعنه في البحار 18 : 188 / 20 .
(2) غافر 40 : 11 .
(3) تفسير القمّي 2 : 256 ، وعنه في البحار 53 : 56 / 36 .
(4) غافر 40 : 51 .
(5) غافر 40 : 51 .
(6) تفسير القمّي 2 : 258 ـ 259 ، وعنه في البحار 11 : 27 / 15 ، وعن المختصر في البحار 53 : 65 / 57 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 158 _

  [ 126/26 ] وقال علي بن إبراهيم في قوله ( ويريكم آياته ) (1) : يعني أمير المؤمنين والأئمّة صلوات الله عليهم في الرجعة فإذا رأوهم ( قالوا آمنا ) بالله وحده ( وكفرنا بما كنّا به مشركين ) أي جحدنا بما أشركناهم ( فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنّة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون ) (2) (3).
  [ 127/27 ] ومنه أيضاً قوله تعالى ( فارتقب ) (4) أي اصبر ( يوم تأتي السماء بدخان مبين ) قال : ( ذلك إذا خرجوا في الرجعة من القبر ( يغشى الناس ) كلّهم الظلمة فيقولون ( هذا عذاب أليم * ربّنا اكشف عنّا العذاب إنّا مؤمنون ) فقال الله تعالى ردّاً عليهم ( أنّى لهم الذكرى ) في ذلك اليوم ( وقد جاءهم رسول مبين ) أي رسول قد بيّن لهم ( ثمّ تولّوا عنه وقالوا معلّم مجنون ) قال : ( قالوا ذلك لمّا نزل الوحي على رسول الله وأخذه الغشى ، فقالوا : هو مجنون ).
  ثمّ قال ( إنّا كاشفوا العذاب قليلاً إنّكم عائدون ) يعني إلى القيامة ، ولو كان قوله ( يوم تأتي السماء بدخان مبين ) في القيامة ، لم يقل ( إنّكم عائدون ) لأنّه ليس بعد الآخرة والقيامة حالة يعودون إليها ، ثم قال ( يوم نبطش البطشة الكبرى ـ يعني في القيامة ـ إنّا منتقمون ) ) (5).
  [ 128/28 ] ومنه أيضاً قوله ( ووصّينا الإنسان بوالديه احساناً ) (6) قال :

---------------------------
(1 و 2) غافر 40 : 81 ـ 85 .
(3) تفسير القمّي 2 : 261 ، وعنه في البحار 53 : 56 / 37 .
(4) الدخان 44 : 10 ـ 16 ، من أول الحديث إلى آخره .
(5) تفسير القمّي 2 : 290 ـ 291 ، وعنه في البحار 53 : 57 / 39 ، قال : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن يونس ، عن داود بن فرقد ، عن أبي المهاجر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) .
(6) الأحقاف 46 : 15 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 159 _

  ( الإحسـان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقوله : ( بوالديه ) إنّما عنى الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، ثم عطف على الحسيـن ( عليه السلام ) فقـال : ( حملتـه اُمّـه كرهاً ووضعته كرهاً ) (1) وذلك (2) أنّ الله (3) أخبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبشّره بالحسين ( عليه السلام ) قبل حمله ، وأنّ الإمامة تكون في ولده إلى يوم القيامة.
  ثمّ أخبره بما يُصيبه من القتل في نفسه وولده ، ثمّ عوّضه بأن جعل الإمامة في عقبه .
  ثمّ أعلمه أنّه يُقتل ، ثمّ يردّه إلى الدنيا وينصره حتى يقتل أعداءه (4) ، ويملّكه الأرض وهو قوله تعالى ( ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ) (5) الآية.
  وقوله تعالى ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أنّ الأرض يرثها عبادي الصالحون ) (6) فبشّر الله نبيّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّ أهل بيتك يملكون الأرض ويرجعون إليها (7) ، ويقتلون أعداءهم ، فأخبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فاطمة ( عليها السلام ) بخبر الحسين ( عليه السلام ) وقتله ( فحملته كرهاً ) ) .
  ثمّ قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( فهل رأيتـم أحـداً يبشّر بولد ذكر فيحمله كرهاً ،

---------------------------
(1) الأحقاف 46 : 15 .
(2) في نسخة ( س و ض و ق ) : وذكر .
(3) في نسخة ( س و ق ) : جبرئيل ( عليه السلام ) .
(4) في نسخة ( ق ) : أعداء الله.
(5) القصص 28 : 5 .
(6) الأنبياء 21 : 105 .
(7) في المصدر : ويرجعون إلى الدنيا .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 160 _

  أي إنّها اغتمّت وكـرهت لمّـا اُخبـرت (1) بقتله ، ( ووضعته كرهاً ) لما علمت من ذلك (2) ) (3).
  [ 129/29 ] ومنه : أيضاً أخبرنا أحمد بن إدريس (4) ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن جميل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قوله ( يوم يسمعون الصيحة بالحقّ ذلك يوم الخروج ) (5) قال : ( هي الرجعة ) (6).
  [ 130/30 ] وقال علي بن إبراهيم في قوله ( يوم تشقق الأرض عنهم سراعاً ) (7) قال : في الرجعة (8).
  [ 131/31 ] ومنه أيضاً : قوله تعالى ( وإنّ للذين ظلموا ـ آل محمّد حقّهم ـ

---------------------------
(1) في المصدر : أخبرها .
(2) في المصدر زيادة : وكان بين الحسن والحسين ( عليهما السلام ) طهر واحد ، وكان الحسين ( عليه السلام ) في بطن اُمّه ستّة أشهر ، وفصاله أربعة وعشرون شهراً ، وهو قول الله ( وحمله وفصاله ثلاثون شهراً ) .
(3) تفسير القمّي 2 : 297 ، وعنه في البحار 53 : 102 / 126 .
(4) أحمد بن إدريس : هو أحمد بن إدريس بن أحمد أبو علي الأشعري القمّي ، ثقة ، فقيهاً ، في أصحابنا ، كثير الحديث ، صحيح الرواية ، ومات بالقرعاء سنة ست وثلائمائة.
اُنظر رجال النجاشي : 92 / 228 .
والقرعاء : منزل في طريق مكة من الكوفة ، وسمّيت بذلك لقلّة نباتها ، معجم البلدان 4 : 325 .
(5) ق 50 : 42 .
(6) تفسير القمّي 2 : 327 ، وعنه في تفسير البرهان 5 : 152 / 3 ، وقد اُسقط أحمد بن إدريس من سند البرهان .
(7) ق 50 : 44 .
(8) تفسير القمّي 2 : 327 ، وعنه في البحار 53 : 58 / 40 ، والبرهان 5 : 152 / 4 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 161 _

  عذاباً دون ذلك ) (1) قال : عذاب الرجعة بالسيف (2) .
  [ 132/32 ] ومنه : قوله تعالى ( إذا تتلى عليه آياتنا قال ـ أي الثاني (3) ـ أساطير الأوّلين ـ أي أكاذيب الأوّلين ـ سنسمه على الخرطوم ) (4) قال : في الرجعة ، إذا رجع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ويرجع أعداؤه فيسمهم بميسم معه ، كما توسم البهائم على الخراطيم : الأنف والشفتان (5).
  [ 133/33 ] ومنه : قال علي بن إبراهيم في قوله تعالى ( حتى إذا رأوا ما يوعدون ) قال : القائم وأمير المؤمنين ( عليهما السلام ) في الرجعة ( فسيعلمون من أضعف ناصراً وأقلّ عدداً ) (6) قال : هو قول أمير المؤمنين صلوات الله عليه لزُفَر : ( والله يابن صهّاك لولا عهد من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكتاب من الله سبق لعلمت أيّنا أضعف ناصراً وأقلّ عدداً ).
  قال : فلمّا أخبرهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مايكون من الرجعة قالوا : متى يكون هذا ؟ قال الله تعالى ( قل ـ يا محمّد ـ إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربّي

---------------------------
(1) الطور 52 : 47 .
(2) تفسير القمّي 2 : 333 ، وعنه في البحار 53 : 103 / 127 ، والبرهان 5 : 180/1 .
(3) في المصدر : كنّى عن فلان ، وفي نسخة ( ق ) : كنّى عن الثاني ، وفي نسخة ( س ) : قال أبي : عنى الثاني .
(4) القلم 68 : 15 ـ 16 .
(5) تفسير القمّي 2 : 381 ، وفيه : الخرطوم والأنف والشفتين ، وعنه في البحار 53 : 103 / 128 .
(6) الجن 72 : 24 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 162 _

  أمداً ) (1) (2).
  [ 134/34 ] ومنه : قوله ( قُم فأنذر ) (3) قال : هو قيامه في الرجعة ينذر فيها (4).
  [ 135/35 ] ومنه : في قوله ( قُتل الإنسان ما أكفره ) قال : هو أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال ( ما أكفره ) أي ماذا فعل وأذنب حتى قتلتموه ، ثمّ قال ( من أي شيء خلقه * من نطفة خلقه فقدّره * ثمّ السبيل يسّره ) قال : ( يسّر له طريق الخير ) (5) ( ثمّ أماته فأقبره * ثمّ إذا شاء أنشره ) قال : في الرجعة ( كلاّ لمّا يقض ما أمره ) (6) أي لم يقض أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ما قد أمره وسيرجع حتى يقضي ما أمره (7) (8).
  [ 136/36 ] أخبرنا أحمد بن إدريس (9) ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي نصر ، عن جميل بن درّاج ، عن أبي سلمة (10) ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سألته عن قول الله

---------------------------
(1) الجن 72 : 25 .
(2) تفسير القمّي 2 : 391 ، وعنه في البحار 53 : 58 / 41 .
(3) المدّثّر 74 : 2 .
(4) تفسير القمّي 2 : 393 ، وعنه في البحار 53 : 103 / 129 .
(5) في نسخة ( ق ) : سبيل الخير ، بدل ما بين القوسين .
(6) عبس 80 : 17 ـ 23 .
(7) في نسخة ( س ) : ما أمره الله تعالى .
(8) تفسير القمّي 2 : 405 ، وعنه في البحار 53 : 99 / 119 .
(9) في نسختي ( س و ض ) والمختصر المطبوع : محمّد بن ادريس ، وقد تقدّم برقم 125.
(10) في المصدر : أبو أسامة .
وأبو اُسامة : هو زيد بن محمّد بن يونس الشحام ، كوفي ، مولى شديد بن عبد الرحمن بن نعيم الأزدي الغامدي ، وقد عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الباقر والصادق ( عليهما السلام ) .
اُنظر رجال النجاشي : 175 / 462 ، رجال البرقي : 18 ، رجال الشيخ : 122 / 2 و 195 / 2 ، معجم رجال الحديث 5 : 125 و 22 : 15 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 163 _

  عزّ وجلّ ( قُتل الإنسان ما أكفره ) (1) قال : ( نعم نزلت في أمير المؤمنين صلوات الله عليه ( ما أكفره ) يعني بقتلكم إيّاه.
  ثمّ نسب أمير المؤمنين صلوات الله عليه فنسب خلقه وما أكرمه الله به ، فقال ( من أي شيء خلقه ) يقول : من طينة الأنبياء خلقه ( فقدّره ـ للخير ـ ثمّ السبيل يسّره ) يعني سبيل الهدى ، ( ثمّ أماته ـ ميتة الأنبياء ـ ثمّ إذا شاء أنشره ) ) قلت : ما قوله ( ثمّ إذا شاء أنشره ) (2) قال : ( يمكث بعد قتله في الرجعة فيقضي ما أمره ) (3).
  [ 137/37 ] ومنه : حدّثنا جعفر بن أحمد قال : حدّثنا عبيد الله بن موسى (4) ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في

---------------------------
(1 و 2) عبس 80 : 17 ـ 22 .
(3) تفسير القمّي 2 : 405 ـ 406 ، وعنه في البحار 53 : 99 / القطعة الثانية من حديث 119 .
(4) في نسخة ( س ) والمصدر : عبدالله بن موسى ، وعبيدالله بن موسى : هو ابن أبي المختار العبسي الكوفي ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
وقال ابن حجر : أبو محمّد ، ثقة ، كان يتشيّع .
وقال ابن سعد : كان ثقة صدوقاً إن شاء الله ، كثير الحديث ، حسن الهيئة .
وقال الذهبي : قال ابن مندة : وكان معروفاً بالرفض ، لم يدع أحداً اسمه معاوية يدخل داره ، مات بالكوفة سنة ثلاث عشرة ومائتين .
اُنظر رجال الشيخ : 229 / 111 ، تقريب التهذيب 1 : 539 / 1512 ، طبقات ابن سعد 6 : 400 ، سير أعلام النبلاء 9 : 556 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 164 _

  قوله ( وللآخرة خير لك من الاُولى ) (1) قال : ( يعني الكرّة هي الآخرة للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ).
  قلت : قوله ( ولسوف يعطيك ربّك فترضى ) (2) قال : ( يعطيك من الجنّة فترضى ) (3).
  [ 138/38 ] وبإسنادي عن محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن الحسن بن شمون ، عن عبدالله بن عبد الرحمن الأصم ، عن عبدالله بن القاسم البطل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قوله ( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدُنّ في الأرض مرّتين ) قال : ( قتل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وطعن الحسن ( عليه السلام ) ( ولتعلُنَّ عُلوّاً كبيراً ) (4) قال : قتل الحسين ( عليه السلام ) ، ( فاذا جاء وعد اُوليها ) فإذا جاء نصر دم الحسين ( عليه السلام ) ( بعثنا عليكم عباداً لنا اُولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار ) (5) قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم ( عليه السلام ) ، فلا يدعون وتراً (6) لآل محمّد إلاّ قتلوه ( وكان وعداً مفعولاً ) (7) خروج القائم ( عليه السلام ).
  ( ثمّ رددنا لكم الكرّة عليهم ) (8) خروج الحسين ( عليه السلام ) ، يخرج في سبعين من

---------------------------
(1) الضحى 93 : 4 .
(2) الضحى 93 : 5 .
(3) تفسير القمّي 2 : 427 ، وعنه في البحار 53 : 59 / 43 .
(4 و 5) الإسراء 17 : 4 ـ 5 .
(6) الوتر : والموتور : من قتل له قتيل فلم يدرك بدمه ، القاموس المحيط 2 : 152 ـ وتر ، والمراد بالوتر هو القاتل أو العدو لآل محمّد ( عليهم السلام ).
(7 و 8) الإسراء 17 : 5 ـ 6 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 165 _

  أصحابه ، عليهم البيض (1) المذهّبة لكلّ بيضة وجهان ، ( يؤذّن المؤذّنون ) (2) إلى الناس أنّ هذا الحسين ( عليه السلام ) قد خرج حتى لا يشكّ المؤمنون فيه ، وأنّه ليس بدجّال ولا شيطان ، والحجّة القائم بين أظهرهم ، فإذا استقرّت المعرفة في قلوب المؤمنين أنّه الحسين ( عليه السلام ) ، جاء الحجّة الموت ، فيكون الذي يغسّله ويكفّنه ويحنّطه ويلحده في حفرته الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، ولا يلي الوصي إلاّ الوصي ) (3).
  [ 139/39 ] وممّا رواه لي ورويته عن السيّد الجليل الموفّق السعيد بهاء الدين علي بن عبد الحميد الحسيني أسعده الله بتقواه وأصلح أمر دنياه واُخراه ، رواه بطريقه عن أحمد بن محمّد الأيادي ، يرفعه إلى أحمد بن عقبة ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) سئل عن الرجعة أحقّ هي ؟ قال : ( نعم ) فقيل له : من أوّل من يخرج ؟ قال : ( الحسين ( عليه السلام ) ، يخرج على أثر القائم ( عليه السلام ) ) ، قلت : ومعه الناس كلّهم ؟ قال : ( لا ، بل كما ذكر الله تعالى في كتابه ( يوم يُنفخ في الصور فتأتون أفواجاً ) (4) قوماً بعد قوم ) (5).
  [ 140/40 ] وعنه ( عليه السلام ) : ( ويقبل الحسين ( عليه السلام ) في أصحابه الذين قتلوا معه ، ومعه سبعون نبيّاً كما بعثوا مع موسى بن عمران ( عليه السلام ) ، فيدفع إليه القائم ( عليه السلام ) الخاتم (6) ، فيكون الحسين ( عليه السلام ) هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه ( ويواري به في

---------------------------
(1) البيضة : الخوذة من الحديد ، وهي من آلات الحرب لوقاية الرأس ، المنجد : 56 ـ بيض .
(2) في المصدر : المؤدّون .
(3) الكافي 8 : 206 / 250 ، وعنه في البحار 53 : 93 / 103 .
(4) النبأ 78 : 18 .
(5) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 103 / 130 ، والحرّ العاملي في الايقاظ من الهجعة : 367 / 123 ، قائلاً : ما رواه الحسن بن سليمان في باب الكرّات وحالاتها .
(6) في نسخة ( س ) زيادة : فيلقاه الموت .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 166 _

  حفرته ) (1) ) (2).
  [ 141/41 ] وعنه ( عليه السلام ) : ( إنّ منّا بعد القائم ( عليه السلام ) إثنا عشر مهديّاً من ولد الحسين ( عليه السلام ) ) (3).
  [ 142/42 ] وعن جابر الجعفي قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : ( والله ليملكنّ منّا أهل البيت رجل بعد موته ثلاثمائة سنة ويزداد تسعاً ) قلت : متى يكون ذلك ؟ قال : ( بعد القائم ( عليه السلام ) ) قلت : وكم يقوم القائم ( عليه السلام ) في عالمه ؟ قال : ( تسع عشرة سنة ، ثمّ يخرج المنتصر إلى الدنيا ـ وهو الحسين ( عليه السلام ) ـ فيطلب بدمه ودم أصحابه ، فيقتل ويسبي حتى يخرج السفّاح (4) ـ وهو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ـ ) (5).
  [ 143/43 ] ورويت عنه أيضاً بطريقه إلى أسد بن إسماعيل (6) ، عن

---------------------------
(1) في نسختي ( ض و ق ) : وإبلاغه حفرته ، وإبلاغه : إيصاله ، لسان العرب 8 : 419 ـ بلغ .
(2) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 103 / قطعة من حديث 130 ، والحر العاملي في الايقاظ من الهجعة : 368 / 124 .
(3) الغيبة للطوسي : 478 / 504 ، وعنه في البحار 53 : 145 / 2 ، وفيهما : أحد عشر مهديّاً ، وعنه في الإيقاظ من الهجعة : 393 ـ 394 ـ الباب الحادي عشر ، ولفظه مطابق لما في المتن ، والرواية عن أبي حمزة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) .
(4) السفّاح : المعطاء ، والفصيح ، ورجل سفّاح أي قادر على الكلام ، لسان العرب 2 : 486 ـ سفح .
(5) الغيبة للطوسي : 478 / 505 ، وعنه في البحار 53 : 145 / 3 ، وأورده مفصّلاً العياشي في تفسيره 2 : 326 / 24 ، والمفيد في الاختصاص : 257 ، وعن المختصر في البحار 53 : 103 / قطعة من حديث 130 .
(6) أسد بن إسماعيل : عدّه الشيخ والبرقي من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، رجال الشيخ : 154/251 ، رجال البرقي : 40 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 167 _

  أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنّه قال حين سئل عن اليوم الذي ذكر الله تعالى مقداره في القرآن ( في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ) (1) ( وهي كرّة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فيكون ملكه في كرّته خمسين ألف سنة ، ويملك أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في كرّته أربعاً وأربعين ألف سنة ) (2).
  [ 144/44 ] وبإسنادي عن محمّد بن يعقوب الكليني ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الوليد بن صبيح (3) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنّه قال : دخلت عليه يوماً فألقى إليّ ثياباً وقال : ( يا وليد رُدّها على مطاويها ) فقمت بين يديه ، فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( رحم الله المعلّى بن خنيس ) فظننت أنّه شبّه قيامي بين يديه بقيام المعلّى بن خنيس بين يديه.
  ثمّ قال : ( اُفّ للدنيا ، اُفّ للدنيا ، إنّما الدنيا دار بلاء ، سلّط الله فيها عدوّه على وليّه ، وإنّ بعدها داراً ليست هكذا ) ، فقلت : جُعلت فداك وأين تلك الدار ؟ فقال : ( هاهنا وأشار بيده إلى الأرض ) (4).
  [ 145/45 ] وبإسنادي عن محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي جميلة ، عن أبان بن تغلب وغيره ،

---------------------------
(1) المعارج 70 : 4 .
(2) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 104 / ذيل حديث 130 ، والبحراني عن السيّد المعاصر في كتاب الرجعة في تفسير البرهان 5 : 487 / 19 .
(3) الوليد بن صبيح لم يرد في نسخة ( ق ) .
وهو أبو العباس الأسدي ، مولاهم كوفي ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
اُنظر رجال النجاشي 431 / 1161 ، رجال البرقي 41 ، رجال الشيخ : 326 / 1 .
(4) الكافي 8 : 304 / 469 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 168 _

  عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنّه سئل هل كان عيسى بن مريم ( عليه السلام ) أحيا أحداً بعد موته حتى كان له أكل ورزق ومدّة وولد ؟ فقال : ( نعم ، إنّه كان له صديق مؤاخ له في الله تبارك وتعالى ، وكان عيسى ( عليه السلام ) يمرّ به وينزل عليه ، وإنّ عيسى ( عليه السلام ) غاب عنه حيناً ثمّ مرّ به يسلّم عليه ، فخرجت إليه اُمّه فسألها عنه ، فقالت : مات يا رسول الله ، فقال : أفتحبّين أن ترينه ؟ قالت : نعم ، فقال لها : إذا كان غداً أتيتك حتى اُحييه لكِ بإذن الله.
  فلمّا كان من الغد أتاها ، فقال لها : انطلقي معي إلى قبره ، فانطلقا حتى أتيا قبره ، فوقف عليه عيسى (1) ( عليه السلام ) ، ثمّ دعا الله فانفرج القبر وخرج ابنها حيّاً ، فلمّا رأته اُمّه ورآها بكيا فرحمهما ، فقال له عيسى ( عليه السلام ) : اتُحبّ أن تبقى مع اُمّك في الدنيا ؟ فقال : يا نبيّ الله بأكل ورزق ومدّة ، أم بغير رزق ولا أكل ولا مدّة ؟ فقال له عيسى ( عليه السلام ) : بل بأكل ورزق ومدّة وتعمّر عشرين سنة ، وتتزوّج ويولد لك ، قال : نعم ، قال : فدفعه عيسى ( عليه السلام ) إلى اُمّه فعاش عشرين سنة وتزوّج وولد له ) (2).
  [ 146/46 ] وممّا رواه لي ورويته عن السيّد الجليل السعيد بهاء الدين علي بن السيّد عبدالكريم بن عبدالحميد الحسيني بإسناده ، عن أبي سعيد سهل (3) يرفعه (4)

---------------------------
(1) في نسخة ( ق ) : النبي ، بدل عيسى .
(2) الكافي 8 : 337 / 532 ، وأورده العيّاشي في تفسيره 1 : 174 / 51 ، وعنه في تفسير البرهان 1 : 626 / 7 ، ونقله المجلسي عنهما في البحار 14 : 233 / 3 .
(3) أبو سعيد سهل : هو سهل بن زياد الآدمي الرازي ، وقد عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الإمام الجواد والهادي والعسكري ( عليهم السلام ) قائلاً : أنّه ثقة ومن أهل ري ، واقتصر البرقي على الإمام الهادي والعسكري ( عليهما السلام ) ، انظر رجال الشيخ : 401 / 1 و 416 / 4 و 431 / 2 ، رجال البرقي : 58 و 60 .
(4) والسند المرفوع هو : أبو سعيد سهل بن زياد ، قال : حدّثنا الحسن بن محبوب ، حدّثنا ابن فضيل ، حدّثنا سعد الجلاّب ، عن جابر .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 169 _

  إلى أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( قال الحسين ( عليه السلام ) لأصحابه قبل أن يقتل : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال لي : يا بنيّ إنّك ستساق إلى العراق ، وهي أرض قد التقى فيها النبيّون وأوصياء النبيّين ، وهي أرض تدعى ( عمورا ) وإنّك تستشهد بها ، ويستشهد معك جماعة من أصحابك ، لا يجدون ألم مسّ الحديد وتلا ( يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم ) (1) تكون الحرب عليك وعليهم برداً وسلاماً ، فابشروا فوالله لئن قتلونا فإنّا نرد على نبيّنا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
  ثم أمكث ما شاء الله ، فأكون أوّل من تنشقّ الأرض عنه ، فأخرج خرجة توافق خرجة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وقيام قائمنا ، وحياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثمّ لينزلنّ عليَّ وفد من السماء من عند الله ، لم ينزلوا إلى الأرض قط ، ولينزلنّ إليّ جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وجنود من الملائكة ، ولينزلنّ محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعلي صلوات الله عليه ، وأنا وأخي وجميع من منّ الله عليه في حمولات من حمولات الرب ، خيل بلق (2) من نور لم يركبها مخلوق .
  ثمّ ليهزّنّ محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لواءه ، وليدفعنّه إلى قائمنا ( عليه السلام ) مع سيفه (3) ، ثمّ إنّ الله تعالى يُخرج من مسجد الكوفة عيناً من دهن ، وعيناً من لبن ، وعيناً من ماء .
  ثمّ إنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يدفع إليّ سيف رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيبعثني إلى الشرق والغرب ، فلا آتي على عدوّ لله إلاّ أهرقت دمه ، ولا أدع صنماً إلاّ أحرقته ، حتى أقع إلى الهند فأفتحها .
وإنّ دانيال ويوشع (4) يخرجان إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقولان : صدق الله

---------------------------
(1) الأنبياء 21 : 69 .
(2) البَلَقْ والبُلْقَة : سواد في بياض ، مجمع البحرين 5 : 140 ـ بلق .
(3) في المصدر زيادة : ثمّ إنّا نمكث من بعد ذلك ما شاء الله.
(4) في نسختي ( ض و ق ) : ويوسف ، وفي الخرائج : ويونس ، بدل : يوشع .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 170 _

  ورسوله ، ويبعث معهما إلى البصرة (1) سبعين رجلاً فيقتلون مقاتلهم ، ويبعث بعثاً إلى الروم ويفتح الله لهم ، ثمّ لأقتلنّ كلّ دابّة حرّم الله لحمها حتى لا يكون على وجه الأرض إلاّ الطيّب.
  وأعرض على اليهـود والنصارى وسائر الملل ، ولاُخيّرنّهم دين (2) الإسلام أو السيف ، فمن أسلم مننت عليه ، ومن كره الإسلام أهرق الله دمه ، ولا يبقى رجل من شيعتنا إلاّ أنزل الله إليه مَلكاً يمسح عن وجهه التراب ، ويعرّفه أزواجه ومنازله في الجنّة ، ولا يبقى على وجه الأرض أعمى ولا مقعد ولا مبتلى إلاّ كشف الله عنه بلاءه بنا أهل البيت.
  ولتنزلنّ البركة من السماء إلى الأرض حتّى أنّ الشجرة لتنقصف ممّا يزيد الله فيها من الثمرة ، ولتؤكل (3) ثمرة الشتاء في الصيف ، وثمرة الصيف في الشتاء ، وذلك قول الله تعالى ( ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ) (4) ) (5).
  قد تقدّم مثل هذا الحديث لكن في ذلك زيادة ليست في هذا (6).

---------------------------
(1) ( إلى البصرة ) لم ترد في نسختي ( س و ض ) .
(2) في المصدر والبحار : بين .
(3) في المصدر والبحار : ولتأكلنّ .
(4) الأعراف 7 : 96 .
(5) الخرائج والجرائح 2 : 848 / 63 ، وعنه في البحار 45 : 80 / 6 ، وعنه وعن المختصر في البحار 53 : 63 / ذيل حديث 52 ، وفي الكل زيادة : ( ثمّ إنّ الله ليهب لشيعتنا كرامة لا يخفى عليهم شيء في الأرض ، وما كان فيها حتى أنّ الرجل منهم يريد أن يعلم علم أهل بيته ، فيخبرهم بعلم ما يعملون .
(6) تقدّم الحديث في رقم 107 عن الخرائج .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 171 _

باب : في رجال الأعراف (1)
  [ 147/1 ] حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عبدالرحمن بن أبي هاشم ، عن أبي سلمة بن مكرم الجمال (2) ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (3) قال : ( نحن اُولئك الرجال ، الأئمة منّا يعرفون من يدخل النار ومن يدخل الجنّة ، كما تعرفون في قبائلكم الرجل منكم ، فيعرف مَن فيها مِن صالح أو طالح ) (4).

---------------------------
(1) قال الشيخ الصدوق ( رحمه الله ) في اعتقاداته ص 70 / 25 : إعتقادنا في الأعراف أنّه سور بين الجنّة والنار ، عليه رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ، والرجال هم : النبيّ وأوصياؤه ( عليهم السلام ) ، لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم وعرفوه ، ولا يدخل النار إلاّ من أنكرهم وأنكروه .
(2) في البصائر وتفسير العيّاشي زيادة : عن الهلقام ، والظاهر هو الصحيح ، لأنّ ابن مكرم الجمّال لم يذكر في الكتب إنّه يروي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، بل هو من رواة وأصحاب الإمام الصادق والكاظم ( عليهما السلام ) ، والهلقام قد عدّه الشيخ الطوسي والبرقي من أصحاب الإمام الباقر والراوي عنه ( عليه السلام ).
اُنظر معجم رجال الحديث 9 : 24 / 4966 و 20 : 342 / 13400 ، رجال البرقي : 16 ، رجال الشيخ : 139 / 1 ، مستدركات النمازي 8 : 166 / 15966 .
(3) الأعراف : 7 : 46 .
(4) بصائر الدرجات : 495 / 1 ، وعنه وعن المختصر في البحار 24 : 250 / 5 ، وأورده العيّاشي في تفسيره 2 : 18 / 43 ، بزيادة في آخره وهي : قلت : بلى ، قال : ( فنحن اُولئك الرجال الذين يعرفون كلاًّ بسيماهم ) .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 172 _

  [ 148/2 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن الحسين (1) ، عن محمّد بن فضيل الصيرفي ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ).
  وإسحاق بن عمّار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (2) قال : ( هم الأئمّة ( عليهم السلام ) ) (3).
  [ 149/3 ] حدّثني أبو الجوزاء (4) المنبّه بن عبدالله التميمي قال : حدّثني الحسين بن علوان الكلبي ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سألته عن هذه الآية ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (5) فقال : ( يا سعد ، آل محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الأعراف لا يدخل الجنّة إلاّ من يعرفهم ويعرفونه ، ولا يدخل النار إلاّ من أنكرهم وأنكروه ، وهم أعراف ، لا يُعرَف الله تعالى إلاّ بسبيل معرفتهم ) (6) .

---------------------------
(1) في البصائر والبحار : محمّد بن الحصين .
(2) الأعراف 7 : 46 .
(3) بصائر الدرجات : 496 / 2 ، وعنهما في البحار 24 : 250 / 5 ، ونقله البحراني في تفسير البرهان 2 : 548 / 6 ، عن بصائر الأشعري .
(4) في نسختي ( ض و س ) : أبو الجود وكذا المختصر المطبوع ، وفي نسخة ( ق ) : أبو الجنود ، وما أثبتناه من كتب التراجم ، وهو صحيح الحديث .
انظر معجم رجال الحديث 19 : 352 ، رجال النجاشي : 421 / 1129 ، خلاصة الأقوال : 282 / 1033 .
(5) الأعراف 7 : 46 .
(6) بصائر الدرجات : 496 / 4 ، وعنهما في البحار 24 : 250 / 7 ، وأورده العياشي في تفسيره 2 : 18 / 45 ، إلى قوله : أنكرهم وأنكروه ، ونقله البحراني عن بصائر الدرجات لسعد بن عبدالله في البرهان 2 : 548 / 7 ، إلاّ أنّ فيه : ابو الجوزاء بن المنبّه بن عبدالله التميمي وهو اشتباه ، انظر سند الحديث وهامش رقم 4 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 173 _

  [ 150/4 ] أحمد وعبدالله ابنا محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي أيوب الخزّاز ، عن بريد بن معاوية العجلي قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (1) قال : ( اُنزلت في هذه الاُمّة ، والرجال هم الأئمّة من آل محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ).
  قلت : فما الأعراف ؟ قال : ( صراط بين الجنّة والنار ، فمن شفع له الإمام ـ من المؤمنين المذنبين ـ نجا ، ومن لم يشفع له هوى ) (2).
  [ 151/5 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن الحسين بن علوان ، عن سعد بن طريف (3) ، عن الأصبغ بن نباتة قال : كنت عند أمير المؤمنين صلوات الله عليه جالساً فجاء رجل (4) فقال له : يا أمير المؤمنين ( وعلى الأعراف

---------------------------
(1) الأعراف 7 : 46 .
(2) بصائر الدرجات : 496 / 5 ، وعنه في البحار 8 : 335 / 3 ، ونقله البحراني عن بصائر الدرجات لسعد بن عبدالله في تفسير البرهان 2 : 549 / 8 .
(3) سعد بن طريف : هو الحنظلي مولاهم ، الإسكاف ، كوفي ، كان قاضياً ، روى عن الإمامين الصادقين ( عليهما السلام ) ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام السجّاد والباقر والصادق ( عليهم السلام ) .
اُنظر رجال النجاشي : 178 / 468 ، رجال البرقي : 9 ، رجال الشيخ : 92 / 17 و 124 / 3 و203 / 3 .
(4) الرجل : هو ابن الكوّا.

مُختَصَرُ البَصائِر _ 174 _

  رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (1) فقال له علي ( عليه السلام ) : ( نحن الأعراف نعرف أنصارنا بسيماهم ، ونحن الأعراف الذي لا يُعرف الله إلاّ بسبيل معرفتنا ، ونحن الأعراف نوقف يوم القيامة بين الجنّة والنار ، فلايدخل الجنّة إلاّ من عرفنا وعرفناه ، ولا يدخل النار إلاّ من أنكرنا وأنكرناه .
  وذلك لأنّ الله عزّ وجلّ لو شاء عرّف الناس نفسه حتّى يعرفوه ويوحّدوه (2) ويأتونه من بابه ، ولكنّه جعلنا أبوابه ، وصراطه ، وسبيله ، وبابه الذي يؤتى منه ) (3) .
  [ 152/6 ] علي بن محمّد بن علي بن سعد الأشعريّ (4) ، عن حمدان بن يحيى (5) ، عن بشر بن حبيب ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنّه سئل عن قول الله عزّ وجلّ ( وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال ) (6) قال : ( سور بين الجنّة والنار ، قائم عليه محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعلي والحسن والحسين وفاطمة وخديجة ( عليهم السلام ) فينادون : أين محبّونا

---------------------------
(1) الأعراف 7 : 46 .
(2) في نسختي ( س وض ) : يعرفوا حدّه .
(3) بصائر الدرجات : 496 / 6 ، وقد وقع خلط في سنده ، وأورده الطبرسي في الاحتجاج 1 : 540 / 129 ، والكليني في الكافي 1 : 184 / صدر حديث 9 ، إلى قوله : إلاّ من أنكرنا وأنكرناه ، وفي تفسير العياشي 2 : 19 / 48 ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، باختلاف .
(4) علي بن محمّد بن علي بن سعد الأشعري : هو القمّي القزداني ، يكنّى أبا الحسن ، ويعرف بابن متّويه وهو ممّن روى عنه الكليني بواسطة واحدة ، عدّه الشيخ في رجاله في من لم يرو عنهم ( عليهم السلام ) .
اُنظر رجال النجاشي : 257 / 673 ، رجال الطوسي : 484 / 47 .
(5) في نسخة ( ق ) : حمدان بن عيسى .
(6) الأعراف 7 : 46 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 175 _

  أين شيعتنا ، فيقبلون إليهم فيعرفونهم بأسمائهم وأسماء آبائهم ، وذلك قوله تعالى ( يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (1) فيأخذون بأيديهم ( فيجوزون بهم ) (2) الصراط ويدخلونهم الجنّة ) (3).
  [ 153/7 ] المعلّى بن محمّد البصري (4) ، قال : حدّثني أبو الفضل المدني ، عن أبي مريم الأنصاري ، عن المنهال بن عمرو ، عن زرّ بن حُبيش (5) ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال : سمعته يقول : ( إذا اُدخل الرجل حفرته أتاه ملكان اسمهما منكر ونكير ، فأوّل ما يسألانه عن ربّه ، ثمّ عن نبيّه ، ثمّ عن وليّه ، فإن أجاب نجا ، وإن تحيّر عذّباه ).
  فقال رجل : فما حال من عرف ربّه ونبيّه ولم يعرف وليّه ؟ فقال : ( مذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يُضلل الله فلن تجد له سبيلاً ) (6) فذلك لا سبيل له .

---------------------------
(1) الأعراف 7 : 46 .
(2) في نسخة ( ق ) : على ، بدل ما بين القوسين .
(3) نقله الاسترآبادي في تأويل الآيات 1 : 176 / 12 ، وعنه في البحار 24 : 255 / 19 ، عن أبي جعفر الطوسي .
(4) في البصائر : الحسين بن محمّد ، عن المعلّى بن محمّد .
(5) في نسخة ( ق ) : رزين بن حبيش ، وكذا البصائر ، وفي نسخة ( س ) والمختصر المطبوع ص 53 : ذر بن حُبيش ، وما في المتن هو الصواب .
وزرّ بن حُبيش هو ابن حباشة بن أوس الأسدي الكوفي ، يكنّى أبا مطرف وأبا مريم ، وقال ابن سعد : كان ثقة كثير الحديث ، مات وهو ابن اثنتين وعشرين ومائة سنة ، وقد عدّه الشيخ من أصحاب الإمام على ( عليه السلام ) قائلاً : وكان فاضلاً .
انظر سير أعلام النبلاء 4 : 166 ، طبقات ابن سعد 6 : 104 ـ 105 ، رجال الشيخ : 42 / 5 .
(6) اقتباس من سورة النساء آية 143 .