والروح يكون معهم ومع الأوصياء لا يفارقهم ، يفقّههم ويسدّدهم من عند الله ، وأنّه لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبهما عُبد الله ، واستعبد الخلق على هذا الجنّ والإنس والملائكة ، ولم يعبد الله ملك ولا نبي ولا إنس ولا جانّ إلاّ بشهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وما خلق الله عزّ وجلّ خلقاً إلاّ لعبادته )
(1).
[ 12/12 ] أحمد بن الحسين
(2) ، عن المختار بن زياد البصري ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، قال : كنت مع أبي عبدالله ( عليه السلام ) فذكر شيئاً من أمر الإمام إذا وُلد ، فقال ( عليه السلام ) : ( استوجب زيارة
(3) الروح في ليلة القدر ) ، فقلت له : جعلت فداك أليس الروح جبرئيل ( عليه السلام ) ؟ فقال : ( جبرئيل ( عليه السلام ) من الملائكة ، والروح خلق أعظم من الملائكة ، أليس الله عزّ وجلّ يقول ( تنزّل الملائكة والروح فيها )
(4) )
(5).
[ 13/13 ] وعنه ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع
(6) ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قلت له :
---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 463 / 1 ، وعنهما في البحار 25 : 63 / 43 .
(2) في نسخة ( ق ) : أحمد بن الحسن .
(3) في نسخة ( س و ق ) : زيادة .
(4) القدر 97 : 4 .
(5) بصائر الدرجات : 464 / 4 ، وعنهما في البحار 25 : 64 / 45 .
(6) محمّد بن إسماعيل بن بزيع : هو أبو جعفر ، مولى المنصور العبّاسي ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الكاظم والرضا والجواد ( عليهم السلام ) ، ثقة ، عين ، صحيح ، كوفي ،
وروي عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال : ( إنّ لله تعالى بأبواب الظالمين مَن نوّر الله به البرهان ، ومكّن له في البلاد ، ليدفع بهم عن أوليائه ويصلح الله تعالى بهم أمور المسلمين ) الحديث .
اُنظر رجال النجاشي : 330 / 893 ، رجال الشيخ : 360 / 31 و 386 / 6 و 405 / 6 ، رجال العلاّمة : 238 / 814 .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 53 _
الإمام إذا مات يعلم الذي بعده في تلك الساعة علمه ؟ فقال : ( يورّث كتباً ويزداد في كلّ يوم وليلة ولا يوكَل إلى نفسه )
(1).
[ 14/14 ] حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى قال : قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : أخبرني عن الإمام متى يعلم أنّه إمام ، أحين يبلغه أنّ صاحبه قد مضى
(2) ، أو حين يمضي ؟ ( مثل أبي الحسن ( عليه السلام ) قبض ببغداد وأنت هاهنا ، قال : ( يعلم ذلك حين يمضي )
(3) صاحبه ) قلت : بأي شيء ؟ قال : ( يلهمه الله عزّ وجلّ ذلك )
(4).
[ 15/15 ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن محمّد ابن الفضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : ( لمّا قضى محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نبوّته واستكمل أيّامه ، أوحى الله عزّ وجلّ إليه : يا محمّد قد قضيت نبوّتك واستكملت
(5) أيّامك ، فاجـعل العلم الذي عندك ، والإيمان ، والاسم الأكبر ، وميراث العـلم ، وآثار النـبوّة في أهل بيتك عند علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ، فإنّي
---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 465 / 2 ، وعنه في البحار 26 : 95 / 29 باختلاف في صدر السند .
(2) في نسخة ( ق ) : قبض .
(3) ما بين القوسين سقط من نسخة ( ض ) .
(4) بصائر الدرجات : 466 / 1 ، وعنه في البحار 27 : 291 / 1 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 381 / 4 .
(5) في نسخة ( ض ) : واستكمل ، وكذا المختصر المطبوع ، وما أثبتناه من نسخة ( ق ) وهو الموافق للبصائر والعياشي والكافي ، كما وهو الأنسب للسياق .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 54 _
لن أقطع ( العلم والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم ، وآثار )
(1) علم النبوّة من العقب من ذريّتك ، كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء ( عليهم السلام ) )
(2).
[ 16/16 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه والحسين بن سعيد ، عن محمّد بن أبي عمير ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ويعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبيه ، عن بريد بن معاوية
(3) ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( إنّ الله يأمركم أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إنّ الله نِعمّا يعظكم به )
(4) قال : ( إنّما
(5) عنى أن يؤدّي الإمام الأول منّا إلى الإمام الذي يكون بعده الكتب والسلاح ).
---------------------------
(1) ما بين القوسين لم يرد في البصائر .
(2) بصائر الدرجات : 469 / 3 ، وعنه في البحار 26 : 63 / 145 ، وأورده العياشي في تفسيره 1 : 168 / صدر حديث 31 في تفسير قوله تعالى ( إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً ... ) ، والكليني في الكافي 1 : 292 / 2 .
(3) بريد بن معاوية : هو أبو القاسم العجلي ، عربي ، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله ( عليهما السلام ) ، وجه من وجوه أصحابنا ، له محلّ عند الأئمّة ، ومن حواري الباقرَين ( عليهما السلام ) ، ثقة فقيه ، وقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( أحبّ الناس إليّ أحياءً وأمواتاً ) ، وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب الامامين الهمامين الباقر والصادق ( عليهما السلام ) .
وقال الكشي : اجتمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأولين وانقادوا لهم بالفقه ، فقالوا : أفقه الأولين ستّة ، وعدّ بريداً منهم ، مات ( رحمه الله ) في حياة أبي عبدالله ( عليه السلام ) سنة مائة وخمسين .
انظر رجال النجاشي : 112 / 287 ، خلاصة الأقوال : 82 / 164 ، رجال الكشي : 135 / 215 و 238 / 431 ، رجال البرقي : 14 و17 ، رجال الشيخ : 109 / 22 و 158 / 59 .
(4) النساء 4 : 58 .
(5) في البصائر : إيّانا .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 55 _
وقوله ( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) قال : ( إذا ظهرتم حكمتم بالعدل الذي في أيديكم )
(1).
[ 17/17 ] حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن موسى بن أكيل
(2) النميري ، عن العلاء بن سيابة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم )
(3) قال : ( يهدي إلى الإمام ( عليه السلام ) )
(4).
[ 18/18 ] حدّثنا المعلّى بن محمد البصري ، قال : حدّثنا محمّد بن جمهور العمّي
(5) ، عن سليمان بن سماعة ، عن عمر بن القاسم الحضرمي
(6) ، عن أبي بصير قال :
---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 475 / 4 ، وعنه في البحار 23 : 276 / 5 .
(2) في نسخة ( ض ) : أكمل ، وما في المتن ظاهراً هو الصواب ، عدّه الشيخ ممّن روى عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، وقال النجاشي : كوفي ثقة ، وضبط اسمه العلامة في خلاصته وقال : موسى بن أكيل بالياء المنقطة تحتها نقطتين بعد الكاف وقبل اللام .
اُنظر رجال الشيخ : 323 / 689 ، ورجال النجاشي : 408 / 1086 ، ورجال العلاّمة : 273 / 994 ، ومعجم رجال الحديث 20 : 23 / 12759 .
(3) الإسراء 17 : 9 .
(4) بصائر الدرجات : 477 / 12 ، وعنه في البحار 24 : 144 / 12 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 216 / 2 .
(5) في نسخة ( ق ) : القمّي ، وما في المتن هو الصواب ، وقد عدّه الشيخ الطوسي من أصحاب الامام الرضا ( عليه السلام ) ، وعدّه البرقي من أصحاب الامام الكاظم ( عليه السلام ) .
انظر رجال الطوسي : 387 / 17 ، ورجال البرقي : 51 ، ورجال النجاشي : 337 / 901 ، ومعجم رجال الحديث 16 : 189 .
(6) في البصائر : عبدالله بن القاسم الحضرمي ، والظاهر هو الصواب من خلال الراوي والمروي عنه ، وعبدالله بن القاسم هو المعروف بالبطل ، واقفي من أصحاب الإمام الكاظم ( عليه السلام ) .
انظر رجال الشيخ : 357 / 50 ، ورجال النجاشي : 370 / 1462 ، ومعجم رجال الحديث 9 : 279 و 11 : 302 .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 56 _
قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( إنّ الإمام يعرف نطفة الإمام التي يكون منها إمام بعده )
(1) .
[ 19/19 ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن علي بن أسباط ، عن الحكم ابن مسكين ، عن عبيد بن زرارة وجماعة ( من أصحابنا )
(2) قالوا : سمعنا أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : ( يعرف الإمام الذي بعد الإمام ما عند من كان قبله في آخر دقيقة تبقى من الإمام
(3) )
(4).
[ 20/20 ] حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن ذريح المحاربي
(5) ، قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : ( إنّ أبي ونعم الأب صلوات الله
---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 477 / 13 ، وفيه زيادة في أول سنده : الحسين بن محمّد ، وعنه في البحار 25 : 44 / 18 .
(2) في البصائر والكافي : معه .
(3) في البصائر والكافي : تبقى من روحه ، وفي نسخة ( ق ) : تبقى منه .
(4) بصائر الدرجات : 477 / 1 ، وعنه في البحار 27 : 294 / 1 ، وأورده الكليني في الكافي1 : 274 / 2 .
(5) ذريح المحاربي : بفتح الذال وكسر الراء ، هو ابن محمّد بن يزيد ، أبو الوليد المحاربي ، عربي من بني محارب بن خَصَفة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وقال الشيخ : إنّه ثقة له أصل .
اُنظر رجال النجاشي : 163 / 431 ، رجال البرقي : 44 ، رجال الطوسي : 191 / 1 ، فهرست الشيخ : 127 / 289 ، خلاصة الأقوال : 144 / 402 .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 57 _
عليه كان
(1) يقول : لو أجد ثلاثة رهط استودعهم العلم ـ وهم أهل لذلك ـ ( لحدّثت بما لا يحتاج )
(2) فيه إلى النظر في الحلال والحرام وما يكون إلى أن تقوم القيامة )
(3).
[ 21/21 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن خالد البرقي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن أيوب بن الحر ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أو عمّن رواه عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قلنا له : الأئمّة بعضهم أعلم من بعض ؟ فقال : ( نعم ، وعلمهم بالحلال والحرام وتفسير القرآن واحد )
(4).
[ 22/22 ] حدّثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضّال ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن علي بن أسباط ، عن بعض رجاله رفعه إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال : دخل أمير المؤمنين صلوات الله عليه الحمّام فسمع كلام الحسن والحسين ( عليهما السلام ) قد علا ، فخرج إليهما فقال لهما : ( مالكما فداكما أبي واُمّي ) ؟ فقالا : ( اتّبعك هذا الفاجر ـ يعنون ابن ملجم لعنه الله ـ فظنّنا أنّه يريد أن يقتلك
(5) ) ، فقال :
---------------------------
(1) في البصائر : سمعته ، بدل : كان .
(2) في نسخة ( ض و ق ) : يحتاج ، وفي ( س ) والمختصر المطبوع : ما يحتاج ، بدل ما بين القوسين ، وما أثبتناه من البصائر .
(3) بصائر الدرجات : 478 / 1 ، بنفس السند وفيه زيادة في آخره : ( إنّ حديثنا صعب مستصعب لا يؤمن به إلاّ عبد امتحن الله قلبه للإيمان ) .
وحديث 3 ، باختلاف في صدر السند ونفس المتن ، وعن الموردين في البحار 2 : 212 / 1 و213 / 3 .
(4) بصائر الدرجات : 479 / 2 ، وعنه في البحار 25 : 358 / 9 ، وأورده العياشي في تفسيره 1 : 15 / 4 .
(5) في نسخة ( ض ) : يغتالك .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 58 _