[ 47/47 ] وعنه ، عن ( الحسن بن علي بن أبي عثمان ) (1) ، قال : حدّثنا العبّاد بن عبدالخالق ، عمّن حدّثه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ).
  وعن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( إنّ لله عزّ وجلّ اثنى عشر ألف عالم ، كلّ عالم منهم أكبر من سبع سماوات وسبع أرضين ، ما يرى كلّ عالم منهم ، إنّ لله عالماً غيرهم وأنا الحجّة عليهم ) (2) .
  [ 48/48 ] حدّثنا معاوية بن حكيم ، عن إبراهيم بن أبي سمال (3) ، قال : كتبت إلى أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّا قد روينا عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) : ( أنّ الإمام لا يغسّله إلاّ الإمام ) وقد بلغنا هذا الحديث فما تقول فيه ؟
  فكتب إليّ : ( إنّ الذي بلغك هو الحق ) قال : فدخلت عليه بعد ذلك ، فقلت له :

---------------------------
(1) في نسختي ( س و ض ) : الحسن بن علي بن أبي عمير ، وفي نسخة ( ق ) : الحسن بن علي ، عن ابن أبي عمير .
(2) أورده الصدوق في الخصال : 639 / 2 ، وعنه وعن المختصر في البحار 57 : 320 / 2 .
(3) في نسخة ( ض ) : إبراهيم بن أبي سباك ، وفي ( س ) : ابراهيم بن سماك ، وفي المختصر المطبوع : إبراهيم بن أبي سماك ، وما أثبتناه من نسخة ( ق ) ظاهراً هو الصحيح ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، قائلاً : إبراهيم وإسماعيل ابنا سمّاك واقفيان ، واستظهر السيد الخوئي إنّ في نسخة رجال الطوسي غلط ، وقال : والصحيح ابنا أبي سمّال ، وذكره الشيخ في الفهرست : إبراهيم بن أبي بكر بن أبي سمال ، وضبطه العلاّمة في الخلاصة بالسين المهملة واللام ، وقال النجاشي : إبراهيم بن أبي بكر محمد بن الربيع يكنى بأبي بكر ـ ابن أبي السمال ... ثقة هو وأخوه إسماعيل رويا عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) ، ثقة .
انظر رجال الشيخ : 344 / 33 ، رجال النجاشي : 21 / 31 ، فهرست الشيخ : 9 / 24 ، خلاصة الأقوال : 314 / 1230 ، رجال الكشي : 471 / 897 ، معجم رجال الحديث 1 : 168 .

نمُختَصَرُ البَصائِر _ 77 _

  أبوك من غسّله ، ومن وليه ؟ فقال : ( لعلّ الذين حضروه أفضل من الذين تخلّفوا عنه ) قلت : ومن هم ؟ قال : ( حضره الذين حضروا يوسف ( عليه السلام ) ، ملائكة الله ورحمته ) (1).
  [ 49/49 ] أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم ، عن أبي حنيفة ، عن عبدالرحمن السلماني ، عن حبيش بن المعتمر (2) ، عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال : ( دعاني رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فوجّهني إلى اليمن لاُصلح بينهم ، فقلت : يارسول الله إنّهم قوم كثير ولهم سنّ وأنا شاب حدث ، فقال : يا علي إذا صرت بأعلى عقبة (3) أفيق (4) فناد بأعلى صوتك : ياشجر ، يا مدر ، يا ثرى ، محمّد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )

---------------------------
(1) نقله المجلسي في البحار 27 : 288 / 1 ، عن المختصر .
(2) في نسختي ( س و ض ) : جيش بن المعتمر ، ذكر السيد الخوئي : حنش بن المعتمر ، قائلاً : لم يوجد في النسخة المطبوعة لرجال الطوسي ، ولكنّه موجود في النسخة الخطّية للاسترآبادي ، ويؤيّد هذا وجوده الآن في النسخة المحقّقة لرجال الطوسي ص 62 / 37 ، وقد عدّه من أصحاب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
والذي موجود في النسخة المطبوعة بالنجف من رجال الطوسي ص 40 / 37 : حش بن المغيرة ، وأشار بحر العلوم في هامش الصفحة : في نسخة : حنش بن المعتمر .
وقال النمازي : إنّ جيش مصحّفة من حبيش ، ورجّح المامقاني حنش على حبش ، كما وذكره ابن حجر والمزّي : حنش بن المعتمر ، وهو أبو المعتمر تابعي .
اُنظر معجم رجال الحديث 7 : 321 ، مستدركات النمازي 2 : 292 ، تنقيح المقال 1 : 381 ، تهذيب التهذيب 3 : 51 ، تهذيب الكمال 7 : 432 .
(3) العقبة : بالتحريك هو الجبل الطويل يعرض للطريق فيأخذ منه ، وهو طويل صعب إلى صعود الجبل ، معجم البلدان 4 : 134 .
(4) أفيق : بالفتح ثم الكسر ، وياء ساكنة وقاف : قرية من حَوران في طريق الغَور في أوّل العقبة المعروفة بعقبة أفيق ، معجم البلدان 1 : 232 ـ 233 .

نمُختَصَرُ البَصائِر _ 78 _

  يقرؤكم السلام.
  قال : فذهبت ، فلمّا صرت بأعلى العقبة أشرفت على أهل اليمن ، فإذا هم بأسرهم مقبلون نحوي ، مشرعون رماحهم ، مسوّون أسنّتهم ، متنكّبون قسيّهم (1) ، شاهرون سلاحهم ، فناديت بأعلى صوتي : يا شجر ، يا مدر ، يا ثرى ، محمّد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقرؤكم السلام ، قال : فلم تبق شجرة ولا مدرة ولا ثرى إلاّ ارتجّت بصوت واحد : وعلى محمّد رسول الله السلام وعليك السلام ، فاضطربت قوائم القوم ، وارتعدت ركبهم ، ووقع السلاح من أيديهم ، وأقبلوا إليّ مسرعين ، فأصلحت بينهم وانصرفت ) (2).
  [ 50/50 ] ( أحمد وعبدالله ابنا محمّد بن عيسى ) (3) ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، ( عن أبي عبيدة الحذّاء ) (4) وزرارة بن أعين (5) ، عن

---------------------------
(1) قسيّهم : واحدها قوس وهو آلة نصف دائرة يرمى بها ، أقرب الموارد 2 : 1051 ـ قوس .
(2) بصائر الدرجات : 501 / 2 ، باختلاف في السند ، وأورده الراوندي في قصص الأنبياء : 285 / 351 ، ونقله المجلسي في البحار 41 : 252 / 11 ، عن المختصر .
(3) في البصائر : أحمد بن محمد ومحمّد بن الحسين .
(4) في البصائر : عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) .
(5) زرارة بن أعين : هو ابن سنسن الشيباني ، مولىً لبني عبدالله بن عمرو السمين ، شيخ أصحابنا في زمانه ومتقدّمهم ، وكان قارئاً فقيهاً متكلّماً شاعراً أديباً ، قد اجتمعت فيه خلال الفضل والدين ، ثقه ، صادقاً فيما يرويه ، وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب الأئمّة الأطهار الباقر والصادق والكاظم ( عليهم السلام ) ، مات بعد أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، وترحم الامام الصادق ( عليه السلام ) عليه وقال : ( رحم الله زرارة بن أعين لولا زرارة ونظراؤه لاندرست أحاديث أبي ( عليه السلام ) ) .
انظر رجال النجاشي : 175 / 463 ، رجال البرقي : 16 و47 ، رجال الشيخ : 123 / 16 و 201 / 90 و 350 / 1 ، رجال ابن داود : 96 / 629 ، رجال العلاّمة : 152 / 441 ، رجال الكشي : 136 / 217 و 133 / 208 .

نمُختَصَرُ البَصائِر _ 79 _

  أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( لمّا قُتل الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، أرسل محمّد بن الحنفية إلى علي ابن الحسين ( عليهما السلام ) فخلا به ) ، ثم قال : يا ابن أخي قد علمت أنّ رسول لله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كانت الوصية منه ، والإمامة من بعده إلى علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ، ثمّ إلى الحسن بن علي ( عليه السلام ) ، ثمّ إلى الحسين ( عليه السلام ) ، وقد قُتل أبوك صلوات الله عليه ولم يوص ، وأنا عمّك وصنو أبيك ، وولادتي من علي ( عليه السلام ) في سنّي وقدمي ، وأنا أحقّ بها منك في حداثتك ، لا تنازعني الوصيّة والإمامة ولا تجانبني (1) ، فقال له علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : ( يا عمّ إتّق الله ولا تدّع ما ليس لك بحق ، إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين ، إنّ أبي صلوات الله عليه يا عم أوصى إليّ في ذلك قبل أن يتوجّه إلى العراق ، وعهد إليّ في ذلك قبل أن يستشهد بساعة ، وهذا سلاح رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عندي ، فلا تتعرّض لهذا فإنّي أخاف عليك نقص العمر وتشتّت الحال.
  إنّ الله تبارك وتعالى ـ لمّا صنع الحسين ( عليه السلام ) ما صنع ـ (2) آلى أن لا يجعل

---------------------------
(1) في الكافي : ولا تحاجّني .
(2) في نسختي ( ض و ق ) : ( لمّا صنع الحسن ( عليه السلام ) مع معاوية لعنه الله ما صنع ) وفي المختصر المطبوع : الحسين بدل الحسن ، وما أثبتناه من نسخة ( س ) هو الأنسب للسياق ، لأنّه حاشا لله تعالى أن يصطفي له حجّة على خلقه وأميناً في أرضه ثمّ يعامله بهذه الصورة ، ثمّ حاشا للإمام أن يكون تصرّفه موجباً لسخط الربّ تبارك وتعالى ، بل إنّ فعل الامام الحسن روحي فداه هو منتهى الحكمة وكمال الصلاح للاُمّة ، ففي هدنته ( عليه السلام ) وفي استشهاد الامام الحسين ( عليه السلام ) بني الإسلام وثبتت ركائزه ، وهي الموافقة لرواية الاحتجاج وباختلاف يسير مع عبارة الكافي .

نمُختَصَرُ البَصائِر _ 80 _

  الوصية والإمامة إلاّ في عقب الحسين ( عليه السلام ) ، فإن رأيت أن تعلم ذلك فانطلق بنا إلى الحجر الأسود (1) حتى نتحاكم إليه ونسأله عن ذلك.
  قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : وكان الكلام بينهما بمكّة ، فانطلقا حتى أتيا الحجر ، فقال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) لمحمّد بن علي إئته ياعم وابتهل إلى الله عزّ وجلّ أن يُنطق لك الحجر ، ثم سله عمّا ادّعيت ، فابتهل في الدعاء وسأل الله ثمّ دعا الحجر فلم يجبه.
  فقال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : أما إنّك يا عم لو كنت وصيّاً وإماماً لأجابك ، فقال له محمّد : فادع أنت يا ابن أخي فاسأله ، فدعا الله علي بن الحسين ( عليهما السلام ) بما أراد ، ثمّ قال : اسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء والأوصياء ، وميثاق الناس أجمعين لما أخبرتنا مَن الإمام والوصي بعد الحسين ( عليه السلام ) ، فتحرّك الحجر حتى كاد أن يزول عن موضعه ، ثمّ أنطقه الله بلسان عربيّ مبين فقال :
  اللهمّ إنّ الوصيّة والإمامة بعد الحسين بن علي ( عليهما السلام ) إلى علي بن الحسين بن فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )، فانصرف محمّد بن علي بن الحنفيّة وهو يتولّى علي بن الحسين ( عليهما السلام ) (2).

---------------------------
(1) الحجر الأسود : في رواية عن أمالي الطوسي عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : ( وهو من حجارة الجنّة ، وكان لمّا اُنزل في مثل لون الدرّ وبياضه ، وصفاء الياقوت وضيائه ، فسوّدته أيدي الكفّار ) ص 476 / ذيل حديث 10 .
وفي رواية عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( كان الحجر الأسود أشدّ بياضاً من اللبن فلولا ما مسّه من أرجاس الجاهلية ، ما مسّه ذو عاهة إلاّ برئ ) علل الشرائع : 427 / 1 .
(2) بصائر الدرجات : 502 / 3 باختلاف ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 348 / 5 ، والطبرسي في الاحتجاج 2 : 147 / 185 .

نمُختَصَرُ البَصائِر _ 81 _

  [ 51/51 ] محمّد بن عبدالجبّار (1) قال : حدّثني جعفر بن محمّد الكوفي ، عن رجل من أصحابنا ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( لمّا انتهى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى الركن الغربي فجازه ، قال له الركن : يا رسول الله ألست قعيداً من قواعيد بيت ربّك فما بالي لا اُستلم ؟ فدنا منه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فاستلمه وقال : اسكن عليك السلام غير مهجور (2) ) (3).
  [ 52/52 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد الجوهري (4) ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال

---------------------------
(1) في البصائر : محمّد بن الجارود .
ومحمد بن عبدالجبّار ممّن روى عن أبي محمّد الحسن العسكري ( عليه السلام ) وروى عنه جمّ غفير منهم سعد بن عبدالله الأشعري ومحمّد بن الحسن الصفار ، وهو قمّي ثقة ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الهادي ( عليه السلام ) .
انظر رجال الشيخ : 423 / 17 ، رجال البرقي : 59 ، رجال العلاّمة : 242 / 824 .
(2) في نسخة ( س ) : غير محجوب .
(3) بصائر الدرجات : 503 / 4 ، وعنه في البحار 99 : 225 / 23 ، وفيه : لست بعيداً من بيت ربّك وأورده الصدوق في علل الشرائع : 429 / 3 ، والراوندي في قصص الأنبياء : 286 / صدر حديث 353 .
(4) القاسم بن محمّد الجوهري : كوفي سكن بغداد ، روى عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، وعدّه الشيخ تارة من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، واُخرى من أصحاب الإمام الكاظم ( عليه السلام ) وثالثة في من لم يرو عنهم ( عليهم السلام ) ، وقال العلاّمة في خلاصته : واقفي لم يلق أبا عبدالله ( عليه السلام ) ، وانظر الأقوال التي تضاربت فيه في معجم رجال الحديث .
انظر رجال النجاشي : 315 / 862 ، رجال البرقي : 50 ، رجال الشيخ : 276 / 49 و 358 / 1 و 490 / 5 ، خلاصة الأقوال : 388 / 1558 ، معجم رجال الحديث 15 : 51 ـ 57 .

نمُختَصَرُ البَصائِر _ 82 _

  ( سُمّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم خيبر ، فتكلّم اللحم فقال : يا رسول الله صلّى الله عليك وعلى آلك إنّي مسموم ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عند موته : اليوم قطّعت مطاياي (1) الأكلة التي أكلتها بخيبر ، وما من نبي ولا وصيّ إلاّ شهيد (2) ) (3).
  [ 53/53 ] أحمد وعبد الله ابنا محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب (4) ، عن علي بن رئاب ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( إنّي لفي عمرة اعتمرتها في الحجر جالساً ، إذ نظرت إلى جانّ قد أقبل من ناحية المسعى حتى دنا من الحجر ، فطاف بالبيت اُسبوعاً ، ثم إنّه أتى المقام

---------------------------
(1) مطاياي : كذا في المتن والمصدر والبحار ، وفي كتب اللغة : أطواء ومطاوي أي الأمعاء ، انظر تاج العروس 10 : 229 ـ طوى ، لسان العرب 15 : 18 ـ 19 ـ طوى .
(2) في نسخة ( س ) زيادة : أو مسموم .
(3) بصائر الدرجات : 503 / 5 ، وعنه في البحار 17 : 405 / 25 و22 : 516 / 21 .
(4) الحسن بن محبوب : هو السرّاد ويقال له : الزرّاد ، يكنّى أبا علي مولى بجيلة ، كوفي ثقة ، وكان جليل القدر ، يعدّ من الأركان الأربعة في عصره ، وله كتب كثيرة ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين الكاظم والرضا ( عليهما السلام ).
وقال الكشي : أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عن هؤلاء وتصديقهم ، وأقرّوا لهم بالفقه والعلم وهم ستّة نفر منهم الحسن بن محبوب .
مات ( رحمه الله ) في آخر سنة أربع وعشرين ومائتين ، وكان من أبناء خمس وسبعين سنة ، انظر فهرست الشيخ : 46/ 151 ، رجال الشيخ : 347 / 9 و 372 / 11 ، رجال البرقي : 48 و53 ، رجال الكشي : 556 / 1050 و 584 / 1094 ، رجال ابن داود : 77 / 454 ، رجال العلامة : 97 / 222 .

نمُختَصَرُ البَصائِر _ 83 _

  فقام على ذَنـَبه فصلّى ركعتين ، وذلك عند زوال الشمس ، فبصر به عطاء واُناس من أصحابه ، فأتوني فقالوا : يا أبا جعفر أما رأيت هذا الجان ؟ فقلت : رأيته وما صنع ، ثمّ قلت لهم : انطلقوا إليه وقولوا : يقول لك محمّد بن علي : إنّ البيت يحضره أعبد وسودان ، وهذه ساعة خلوته منهم ، وقد قضيت نسكك ونحن نتخوّف عليك منهم ، فلو خفّفت وانطلقت ، قال : فكوّم كومة من بطحاء (1) المسجد برأسه ، ثم وضع ذَنـَبه عليها ثمّ مثل في الهواء ) (2).
  [ 54/54 ] الحسن بن موسى الخشّاب ، عن علي بن حسّان ، عن عمّه عبد الرحمن بن كثير الهاشمي (3) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : ( كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ذات يوم قاعداً في أصحابه إذ مرّ به بعير فجاء إليه حتى برك بين يديه ، وضرب بجرانه الأرض ورغا ، فقال له رجل من القوم : يا رسول الله أيسجد لك هذا الجمل ؟ فإن سجد لك فنحن أحقّ أن نفعل ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : بل اسجدوا لله ،

---------------------------
(1) البطحاء جمعها أبطح : مسيل واسع فيه دقاق الحصى. الصحاح 1 : 356 ـ بطح .
(2) أورده الراوندي في الخرائج والجرائح 1 : 285 / 18 ، وابن الفتال في روضة الواعظين : 204 ـ 205 ، وذكره باختصار ابن شهرآشوب في المناقب 4 : 203 .
(3) في البصائر : أحمد بن موسى الخشاب ، عن عبدالرحمن بن كثير ، ولم أجد للأول ذكر في كتب التراجم .
وأمّا الحسن بن موسى الخشاب ، فهو من وجوه أصحابنا ، مشهور كثير العلم والحديث ، له مصنّفات منها كتاب الردّ على الواقفة ، عدّه الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) ، وفي من لم يرو عنهم ( عليهم السلام ) .
انظر رجال النجاشي : 42 / 85 ، رجال الشيخ : 430 / 5 و462 / 3 ، خلاصة الأقوال : 104 / 240 ، فهرست الشيخ : 49 / 160 .

نمُختَصَرُ البَصائِر _ 84 _

  إنّ هذا الجمل يشكو أربابه ، ويزعم أنّهم أنتجوه (1) صغيراً واعتملوه ، فلمّا كبر وصار عوراً (2) كبيراً ضعيفاً أرادوا نحره ، شكا ذلك إليّ.
  فداخل رجل من القوم ما شاء الله أن يداخله من الإنكار لقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ـ وذكر أبو بصير أنّه عمر ـ فقال : أنت تقول ذلك ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها .
  ثمّ أنشأ أبو عبدالله ( عليه السلام ) فقال : ثلاثة من البهائم تكلّموا على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( الجمل والذئب والبقرة ) (3) ، فأمّا الجمل فكلامه الذي سمعت ، وأمّا الذئب فجاء إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فشكا إليه الجوع ، فدعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أصحاب الغنم فقال : افرضوا للذئب شيئاً فشحّوا ، فذهب ثمّ عاد ثانية فشكا الجوع ، فدعاهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فشحّوا ، ثمّ عاد ثالثة فشكا الجوع فدعاهم فشحّوا .
  فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اختلف (4) إلي جدّه. ولو أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فرض للذئب شيئاً ما زاد الذئب عليه شيئاً حتى تقوم الساعة .
  وأمّا البقرة فإنّها أذنت (5) النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) (6) ـ وكانت في محلّة بني سالم من

---------------------------
(1) نتجت الناقة : بمعنى ولدت ، انظر المصباح المنير : 592 ـ نتج.
(2) العور : التعب، مجمع البحرين 3 : 416 ـ عور .
(3) في نسختي ( ض و ق ) : تكلّم الجمل ، وتكلّم الذئب ، وتكلّمت البقرة.
(4) اختلف : تردّد ، مجمع البحرين 5 : 54 ـ خلف ، وفي البصائر والارشاد والقصص : اختلس ، أي أخذ.
(5) أذنت : كقوله تعالى : ( أذنت لربّها ) أي استمعت وأطاعت ، مجمع البحرين 6 : 200 ـ أذن ، وفي نسخة ( س ) والمختصر المطبوع : إذ تنبّئ ، وفي نسخة من الارشاد : فإنّها آمنت بالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( هامش نسخة س ) .
(6) في البصائر والقصص زيادة : ودلّت عليه .

نمُختَصَرُ البَصائِر _ 85 _

  الأنصار ـ فقالت : يا آل ذريح عمل نجيح صائح يصيح بلسان عربي فصيح : بأن لا إله إلاّ الله ربّ العالمين ، ومحمّد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سيّد النبيّين ، وعليّ ( عليه السلام ) سيّد الوصيّين ) (1) .

---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 351 / 13 ، وأورده المفيد في الاختصاص : 296 ، والراوندي في قصص الأنبياء : 287 / 354.

مُختَصَرُ البَصائِر _ 87 _

باب : في الكرّات (1) وحالاتها وما جاء فيها

  [ 55/1 ] حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن المنخّل بن جميل ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( ليس من مؤمن إلاّ وله قتلة وموتة ، إنّه من قتل نشر حتى يموت ، ومن مات نشر

---------------------------
(1) الكرّ : الرجوع ، لسان العرب 5 : 135 ـ كرّ .
قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( من أقرّ بسبعة أشياء فهو مؤمن : البراءة من الجبت والطاغوت ، والإقرار بالولاية ، والإيمان بالرجعة ... ) صفات الشيعة : 104 / 41.
وقال الشيخ الصدوق في كتابه الاعتقادات : إعتقادنا في الرجعة أنّها حق ، ص 60 / 18 ( ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ).
وقال العلاّمة المجلسي : الرجعة التي أجمعت الشيعة عليها في جميع الأعصار ، واشتهرت بينهم كالشمس في رابعة النهار ، حتى نظّموها في أشعارهم ، واحتجّوا بها على المخالفين في جميع أمصارهم ، وكيف يشكّ مؤمن بحقّية الأئمّة الأطهار ( عليهم السلام ) ، فيما تواتر عنهم في قريب من مائتي حديث صريح ، رواها نيّف وأربعون من الثقات العظام ، والعلماء الأعلام ، في أزيد من خمسين من مؤلّفاتهم ، وظنّي أنّ من يشكّ في أمثالها فهو شاكّ في أئمّة الدين ، بحار الأنوار 53 : 122 ـ 123.

مُختَصَرُ البَصائِر _ 88 _

  حتى يُقتل ) ثمّ تلوت على أبي جعفر ( عليه السلام ) هذه الآية ( كلّ نفس ذائقة الموت ) (1) فقال : ( ومنشورة ) ، قلت : قولك ومنشورة ما هو ؟ فقال : ( هكذا نزل بها جبرئيل ( عليه السلام ) على محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : كلّ نفس ذائقة الموت ومنشورة ) .
  ثمّ قال : ( ما في هذه الاُمّة أحد برّ ولا فاجر إلاّ ويُنشر ، فأمّا المؤمنون فينشرون إلى قرّة أعينهم ، وأمّا الفجّار فينشرون إلى خزي الله إيّاهم ، ألم تسمع أنّ الله تعالى يقول ( ولنذيقنّهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر ) (2) .
  وقوله تعالى ( يا أيّها المدّثّر * قم فأنذر ) (3) يعني بذلك محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقيامه في الرجعة ينذر فيها .
  وقوله تعالى ( إنّها لإحدى الكُبَر * نذيراً للبشر ) (4) يعني محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نذيراً للبشر في الرجعة.
 وقوله تعالى ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون ) (5) قال : يظهره الله عزّ وجلّ في الرجعة.
  وقوله تعالى ( حتى إذا فتحنا عليهم باباً ذا عذاب شديد ) (6) هو علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) إذا رجع في الرجعة ).

---------------------------
(1) آل عمران 3 : 185 ، الأنبياء 21 : 35 ، العنكبوت 29 : 57 .
(2) السجدة 32 : 21 .
(3) المدّثّر 74 : 1 ـ 2 .
(4) المدّثّر 74 : 35 ـ 36 .
(5) الصف 61 : 9 .
(6) المؤمنون 23 : 77 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 89 _

  قال جابر : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه في قول الله عزّ وجلّ ( رّبَما يودّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) (1) قال : هو أنا إذا خرجت أنا وشيعتي ، وخرج عثمان بن عفان وشيعته ، ونقتل بني اُميّة ، فعندها يودّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) (2).
  [ 56/2 ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ويعقوب بن يزيد ، عن أحمد بن الحسن الميثمي (3) ، عن محمد بن الحسين ، عن أبان بن عثمان ، عن موسى الحنّاط ، قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : ( أيّام الله ثلاثة : يوم يقوم القائم ( عليه السلام ) ، ويوم الكرّة ، ويوم القيامة ) (4).

---------------------------
(1) الحجر 15 : 2.
(2) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 64 / 55 ، وكذلك البحراني في تفسير البرهان 1 : 721 / 7 ، عن سعد بن عبدالله ، وفيه : قال جابر : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) .
(3) في نسخة ( س و ض ) والمختصر المطبوع : أحمد بن الحسين الميثمي .
وأحمد بن الحسن الميثمي : هو ابن إسماعيل بن شعيب بن ميثم التمّار ، مولى بني أسد ، قال أبو عمرو الكشي : كان واقفياً ، وقد روى عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وهو على كلّ حال ثقة ، صحيح الحديث معتمد عليه ، هذا ما قاله النجاشي ، وعدّه الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الكاظم ( عليه السلام ) وقال : واقفي ، وقال في الفهرست : كوفي صحيح الحديث سليم ، وله كتاب النوادر .
وللمامقاني قول في أنّه هل وقف على إمامة الإمام الكاظم ( عليه السلام ) أم لم يقف ؟ فإذا كان وقف كيف يروي عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ؟
اُنظر رجال النجاشي : 74 / 179 ، رجال الشيخ : 344 / 30 ، رجال الكشي : 468 / 890 ، فهرست الشيخ : 22 / 56 ، رجال ابن داود : 37 / 66 ، رجال العلاّمة : 319 / 1254 ، تنقيح المقال 1 : 54 / 322 .
(4) أورده الشيخ الصدوق في الخصال : 108 / 75 بسنده عن سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن الحسن الميثمي ، عن مثنى الحنّاط ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، ومعاني الأخبار : 365 / 1 ـ باب معنى أيام الله عزّ وجلّ بسند آخر عن مثنّى الحنّاط ، عن الإمام الصادق ، عن أبيه ( عليهما السلام ) .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 90 _

  [ 57/3 ] أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة (1) ، عن أبي داود ، عن بريدة الأسلمي (2) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( كيف أنت إذا استيأست اُمّتي من المهدي ، فيأتيها مثل قرن (3) الشمس ، يستبشر به أهل السماء وأهل الأرض ) ؟ فقلت : يا رسول الله بعد الموت ؟ فقال : ( والله إنّ بعد الموت هدى

---------------------------
(1) في نسخة ( س ) والمطبوع : يوسف بن عميرة ، ولم يذكر في الكتب.
(2) بريدة الأسلمي : هو بريدة بن الخصيب ( الخضيب ) الأسلمي الخزاعي مدني عربي من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وعدّه البرقي من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وزاد الشيخ عليه الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ).
قال النمازي : وهو من الإثنى عشر الذين أنكروا على أبي بكر فعله واحتجّوا عليه ، وذكر المجلسي احتجاجه على عمر أيضاً قائلاً : وقام بريدة الأسلمي وقال : يا عمر أتثب على أخي رسول الله وأبي ولده ؟ وأنت الذي نعرفك في قريش بما نعرفك ؟ ...
وقال السيّد بحر العلوم في رجاله : هو صاحب لواء أسلم ، شهد خيبر وأبلى فيها بلاءً حسناً ، وشهد الفتح مع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، واستعمله على صدقات قومه ، سكن المدينة ثم انتقل إلى البصرة ثم إلى مرو وتوفي فيها سنة 63 هـ ، وكان آخر من مات من الصحابة.
اُنظر رجال ابن داود : 55 / 233 ، رجال العلاّمة : 82 / 165 ، رجال البرقي : 2 ، رجال الشيخ : 10 / 21 و 35 / 1 ، بحار الأنوار 28 : 286 ، مستدركات النمازي 2 : 19 ـ 20 ، رجال بحر العلوم 2 : 128 .
(3) في نسخة ( ق ) : قرص ، وقرص الشمس : عينها ، وقرن الشمس : أعلاها ، وأوّل ما يبدو منها في الطلوع ، الصحاح 3 : 1050 ـ قرص ، و 6 : 2180 ـ قرن .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 91 _

  وإيماناً ونوراً ) ، قلت : يا رسول الله : أي العمرين أطول ؟ قال : ( الآخر بالضعف ) (1).
  [ 58/4 ] وعنه ، عن عمر بن عبدالعزيز ، عن رجل ، عن جميل بن دراج ، عن المعلّى بن خُنيس وزيد الشحّام (2) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قالا : سمعناه يقول : ( إنّ أوّل من يكرّ في الرجعة الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، ويمكث في الأرض أربعين سنة ، حتى يسقط حاجباه على عينيه ) (3).
  [ 59/5 ] وعنه ، عن عمر بن عبدالعزيز ، عن رجل ، عن إبراهيم بن المستنير ، عن معاوية بن عمار ، قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) يقول الله عزّ وجلّ ( فإنّ له معيشة ضنكاً ) (4) فقال : ( هي والله للنصّاب ) (5) قلت : فقد رأيناهم في دهرهم الأطول ، في كفاية حتى ماتوا ، فقال : ( والله ذاك في الرجعة يأكلون العذرة ) (6) .
  [ 60/6 ] وعنه ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن جميل بن درّاج (7) ، عن

---------------------------
(1) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 65 / 56 .
(2) ( زيد الشحّام ) لم يرد في نسخة ( ض ) .
(3) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 63 / 54 .
(4) طه 20 : 124 .
(5) النصّاب : النواصب والناصبية وأهل النصب : المتديّنون ببغض الإمام علي ( عليه السلام ) لأنّهم نصبوا له أي عادوه ، القاموس المحيط 1 : 133 ـ نصب .
وله معنى آخر في حديث الإمام الصادق ( عليه السلام ) يقول : ( ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لأنّك لا تجد رجلاً يقول : أنا أبغض محمّداً وآل محمّد ، ولكنّ الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنّكم تتولّونا وأنّكم من شيعتنا ) علل الشرائع : 601 / 60 .
(6) أورده القمي في تفسيره 2 : 65 ، وعنهما في البحار 53 : 51 / 28 .
(7) جميل بن درّاج : هو ابن عبدالله النخعي ، مولى النخع ، كوفي ، شيخنا ووجه الطائفة ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وزاد الشيخ عليه الإمام الكاظم ( عليه السلام ) .
وقال له الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( يا جميل لا تحدّث أصحابنا بما لم يجمعوا عليه فيكذّبوك ) ، وكان من الفقهاء الذين أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ ، وأقرّوا لهم بالفقه .
اُنظر رجال النجاشي : 126 / 328 ، رجال البرقي : 41 ، رجال الشيخ : 163 / 39 و346 / 4 ، رجال الكشي : 251 / 468 و 375 / 705 ، رجال العلاّمة : 92 / 209 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 92 _

  أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قلت له قول الله عزّ وجلّ ( إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) (1) قال : ( ذلك والله في الرجعة ، أما علمت (2) أنّ أنبياء الله كثيراً لم ينصروا في الدنيا وقتلوا ، والأئمّة قد قتلوا ولم ينصروا ، فذلك في الرجعة ).
  قلت : ( واستمع يوم ينادِ المنادِ من مكان قريب * يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج ) (3) قال : ( هي الرجعة ) (4).
  [ 61/7 ] وعنه ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب وعبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب (5) ، عن زرارة قال : كرهت أن

---------------------------
(1) غافر 40 : 51 .
(2) في نسخة ( ق ) : أما سمعت .
(3) ق 50 : 41 ـ 42 .
(4) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 65 / 57 ، وذكر القمّي صدر الحديث في تفسيره 2 : 258 ـ 259 ، وذيله في 2 : 327.
(5) علي بن رئاب : هو أبو الحسن الكوفي السعدي الطحّان ، ثقة جليل القدر ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
انظر رجال النجاشي : 250 / 657 ، رجال البرقي : 25 ، رجال الطوسي : 243 / 316 ، رجال العلاّمة : 176 / 524 ، رجال ابن داود : 138/ 1049 ، فهرست الشيخ : 87 / 65 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 93 _

  أسأل أبا جعفر ( عليه السلام ) فاحتلت مسألة لطيفة لأبلغ بها حاجتي منها ، فقلت : أخبرني عمّن قتل مات ؟ قال : ( لا ، الموت موت ، والقتل قتل ) فقلت له : ما أحد [ يقتل إلاّ مات ، قال : فقال : ( يا زرارة قول الله أصدق من ] (1) قولك قد فرّق بين القتل والموت في القرآن ، فقال ( أفإن مات أو قتل ) (2) وقال ( ولئن متّم أو قتلتم لإلى الله تحشرون ) (3) فليس كما قلت يا زرارة ، فالموت موت والقتل قتل ).
  وقد قال الله عزّ وجلّ ( إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنّة يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون وعداً عليه حقّاً ) (4) قال : فقلت : إنّ الله عزّ وجلّ يقول ( كلّ نفس ذائقة الموت ) (5) أفرأيت من قتل لم يذق الموت ، فقال : ( ليس من قتل بالسيف كمن مات على فراشه ، إنّ من قتل لابدّ أن يرجع إلى الدنيا حتى يذوق الموت ) (6).
  [ 62/8 ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى (7) ، عن أبي

---------------------------
(1) ما بين المعقوفين أثبتناه من تفسير العياشي ليستقيم السياق ، وفي المختصر المطبوع : ما أجد ، بدل : ما أحد .
(2 و 3) آل عمران 3 : 144 ، 158 .
(4) التوبة 9 : 111 .
(5) آل عمران 3 : 185 والأنبياء 21 : 35 والعنكبوت 29 : 57 .
(6) أورده العياشي في تفسيره 2 : 112 / 139 ، وعنهما في البحار 53 : 65 / 58 .
(7) صفوان بن يحيى : هو أبو محمّد البجلي بيّاع السابُري الكوفي ، ثقة ثقة ، عين روى عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وكانت له عنده منزلة شريفة ، وقد توكّل للإمام الرضا وأبي جعفر الجواد ( عليهما السلام ) ، وسلم مذهبه من الوقف ، وكان من الورع والعبادة على ما لم يكن أحد من طبقته ، وكان أوثق أهل زمانه عند أصحاب الحديث ، حيث أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنه ، والإقرار له بالفقه .
عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الكاظم والرضا والجواد ( عليهم السلام ) ، واقتصر البرقي على الإمام الرضا والجواد ( عليهما السلام ) ، مات ( رحمه الله ) سنة عشر ومائتين .
اُنظر رجال النجاشي : 197 / 524 ، رجال البرقي : 55 ، فهرست الشيخ : 83 / 346 ، رجال الشيخ : 352 / 3 و 378 / 4 و402 / 1 ، رجال الكشي : 502 / 963 ، رجال ابن داود : 111 / 782 ، رجال العلامة : 170 / 500 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 94 _

  الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول في الرجعة : ( من مات من المؤمنين قُتل ، ومن قُتل منهم مات ) (1).
  [ 63/9 ] أحمد وعبدالله ابنا محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح ، عن أبان بن تغلب (2) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( إنّه بلغ

---------------------------
(1) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 66 / 59 .
(2) أبان بن تغلب : هو ابن رباح أبو سعيد البكري الجريري ، مولى بني جرير بن عبادة ... ، ولقّبه البرقي بالكندي ، عظيم المنزلة في أصحابنا ، لقي الأئمّة علي بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبدالله ( عليهم السلام ) ، روى عنهم وكانت له عندهم منزلة وقدم ، وكان قارئاً فقيهاً لغوياً نبيلاً ، سمع من العرب وحكى عنهم ، وصنّف كتاب الغريب في القرآن وذكر شواهده من الشعر ، عدّه الشيخ من أصحاب الأئمّة علي بن الحسين والباقر والصادق ( عليهم السلام ) ، واقتصر البرقي على الإمام الباقر والصادق ( عليهما السلام ) ، مات ( رحمه الله ) في حياة الإمام الصادق ( عليه السلام ) سنة إحدى وأربعين ومائة للهجرة وقد ترحّم عليه الإمام .
اُنظر رجال النجاشي : 10 / 7 ، رجال البرقي : 9 و16 ، رجال الشيخ : 82 / 9 و106/ 37 و151 / 176 ، رجال ابن داود : 29 / 4 ، رجال الكشي : 330 / 601 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 95 _

  رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن بطنين (1) من قريش كلام تكلّموا به ، فقال : يرى محمد أن لو قد قضى أنّ هذا الأمر يعود في أهل بيته من بعده ، فاُعلم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ذلك ، فباح في مجمع من قريش بما كان يكتمه ، فقال : كيف أنتم معاشر قريش وقد كفرتم بعدي ، ثمّ رأيتموني في كتيبة من أصحابي أضرب وجوهكم ورقابكم بالسيف .
  قال : فنزل جبرئيل ( عليه السلام ) ، فقال : يا محمّد قل : إن شاء الله ، أو يكون ذلك علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) إن شاء الله ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أو يكون ذلك علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) إن شاء الله تعالى ، فقال جبرئيل ( عليه السلام ) : واحدة لك واثنتان لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وموعدكم السلام ) (2).
  قال أبان : جعلت فداك وأين السلام ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( يا أبان السلام من ظهر الكوفة ) (3).
  [ 64/10 ] أحمـد بن محمّـد وعبدالله بن عامـر بن سعد ، عن محمّـد بن خالد البرقي (4) ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( كان أمير المؤمنين صلوات

---------------------------
(1) البطن : دون القبيلة وفوق الفخذ. لسان العرب 3 : 54 ـ بطن .
(2) في المختصر المطبوع : السلم ، وكذا الموارد التي بعدها .
(3) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 66 / 60 .
(4) محمّد بن خالد البرقي : وهو محمّد بن خالد بن عبدالرحمن بن محمد بن علي البرقي القمّي أبو عبدالله ، مولى أبي موسى الأشعري ، ينسب إلى ( برقة رود ) قرية من سواد قم على واد هناك ، وكان أديباً حسن المعرفة بالأخبار وعلوم العرب ، وقال العلاّمة : من أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، ثقة ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الكاظم والرضا والجواد ( عليهم السلام ) .
انظر رجال النجاشي : 335 / 898 ، رجال البرقي : 50 و54 و55 ، رجال الشيخ : 386 / 4 و404/ 1 ، خلاصة العلاّمة : 237 / 813 ، تنقيح المقال 3 : 113 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 96 _

  الله عليه يقول : من أراد أن يقاتل شيعة الدجّال فليقاتل الباكي على دم عثمان ، ( والباكي على أهل النهروان ) (1) ، إنّ من لقى الله عزّ وجلّ مؤمناً بأنّ عثمان قتل مظلوماً لقى الله ساخطاً عليه ويدرك (2) الدجّال ، فقال رجل : يا أمير المؤمنين فإن مات قبل ذلك ؟ قال : فيبعث من قبره حتى يؤمن به وإن رغم أنفه ) (3).
  [ 65/11 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن علي بن الحكم ، عن المثنّى بن الوليد الحنّاط ، عن أبي بصير ، عن أحدهما ( عليهما السلام ) : في قول الله عزّ وجلّ ( ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضلّ سبيلاً ) (4) قال : ( في الرجعة ) (5).
  [ 66/12 ] وعنه و (6) محمّد بن إسماعيل بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن رفاعة بن موسى (7) ، عن عبدالله بن عطا ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( كنت مريضاً بمنى

---------------------------
(1) في نسخة ( ق ) : وعلى دم أهل النهروان ، بدل ما بين القوسين .
(2) في نسختي ( ض و ق ) : ولا يدرك .
(3) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 90 / 92 .
(4) الإسراء 17 : 72 .
(5) أورده العياشي في تفسيره 2 : 306 / 131 ، وعنهما في البحار 53 : 67 / 61 وتفسير البرهان 3 : 559 / 6 و 560 / 10 .
(6) في نسختي ( س و ق ) : وعنه عن .
(7) رفاعة بن موسى : هو رفاعة بن موسى الأسدي النخّاس الكوفي ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، كان ثقة في حديثه ، مسكوناً إلى روايته ، لا يعترض عليه بشيء من الغمز ، حسن الطريقة ، وقال ابن داود : ثقة مرضي لا غمز فيه ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
اُنظر رجال النجاشي : 166 / 438 ، رجال البرقي : 44 ، رجال الطوسي : 194 / 37 ، رجال العلاّمة : 146 / 408 ، رجال ابن داود : 95 / 617 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 97 _

  وأبي ( عليه السلام ) عندي فجاءه الغلام ، فقال : هاهنا رهط من العراقيين يسألون الإذن عليك ، فقال أبي ( عليه السلام ) : أدخلهم الفسطاط ، وقام إليهم فدخل عليهم فما لبث أن سمعت ضحك أبي ( عليه السلام ) قد ارتفع ، فأنكرت ووجدت (1) في نفسي من ضحكه وأنا في تلك الحال.
  ثمّ عاد إليّ فقال : يا أبا جعفر عساك وجدت في نفسك من ضحكي ؟ فقلت : وما الذي غلبك منه الضحك جعلت فداك ؟ فقال : إنّ هؤلاء العراقيّين سألوني عن أمر كان مضى من آبائك وسلفك يؤمنون به ويقرّون فغلبني الضحك سروراً ، أنّ في الخلق من يؤمن به ويقرّ ، فقلت : وما هو جعلت فداك ؟ قال : سألوني عن الأموات متى يبعثون فيقاتلون الأحياء على الدين ) (2).
  [ 67/13 ] وعنهما ، عن علي بن الحكم ، عن حنّان بن سدير (3) ، عن أبيه ، قال :

---------------------------
(1) وَجَدْتُ : حزنت أو غضبت ، لسان العرب 3 : 446 وتاج العروس 2 : 523 ـ وجد .
(2) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 67 / 62 .
(3) حنّان بن سدير : هو حنان بن سدير بن حكيم بن صهيب الصيرفي الكوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، وكان له دكان في سدّة الجامع على بابه في موضع البزازين ، وعمّر عمراً طويلاً ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق والكاظم ( عليهما السلام ) ، واقتصر الشيخ على الإمام الكاظم ( عليه السلام ) .
اُنظر رجال النجاشي : 146 / 378 ، رجال البرقي : 46 و 48 ، رجال الشيخ : 346 / 5 ، فهرست الشيخ : 64 / 244 ، رجال العلاّمة : 342 / 1354 ، رجال ابن داود : 243 / 168 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 98 _

  سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) (1) عن الرجعة ؟ فقال : ( القدريّة (2) تنكرها ـ ثلاثاً ـ ) (3) .
  [ 68/14 ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن وهيب بن حفص النخّاس (4) ، عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبدالله ( عليه السلام ) فقلت : إنّا نتحدّث أنّ

---------------------------
(1) في نسخة ( ق ) : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) .
(2) القدرية : هم قوم ينسبون إلى التكذيب بما قدّر الله من الأشياء ، وذكر الصدوق في كتاب التوحيد رواية عن رجل سأل الإمام الصادق ( عليه السلام ) وقال : إنّ لي أهل بيت قدرية يقولون : نستطيع أن نعمل كذا وكذا ، ونستطيع أن لا نعمل ؛ قال : فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( قل له : هل تستطيع أن لا تذكر ما تكره وأن لا تنسى ما تحب ؟ فإن قال : لا ، فقد ترك قوله ، وإن قال : نعم فلا تكلّمه أبداً فقد ادّعى الربوبية ) .
وقال العالم ( عليه السلام ) : ( مساكين القدرية أرادوا أن يصفوا الله عزّ وجلّ بعدله فأخرجوه من قدرته وسلطانه ) .
وقال المجلسي في البحار : إعلم أنّ لفظ القدري يطلق في أخبارنا على الجبري وعلى التفوضي ، وقد ورد في صحاح الأحاديث : ( لعن الله القدرية على لسان سبعين نبيّاً ) والمراد بهم القائلون بنفي كون الخير والشر كلّه بتقدير الله ومشيئته ، سمّوا بذلك لمبالغتهم في نفيه ، وقيل : لاثباتهم للعبد قدرة الإيجاد وليس بشيء .
اُنظر لسان العرب 5 : 75 ـ قدر ، التوحيد : 352 / 22 ، بحار الأنوار : 5 ـ بيان .
(3) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 67 / 63 .
(4) في المطبوع : وهب بن حفص النخاس ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح ، كما قال السيّد الخوئي ( رحمه الله ) : لم يثبت وجود لعنوان وهب بن حفص مطلقاً أو مقيداً في الكتب الأربعة ، والصحيح في جميع ذلك وهيب بن حفص ، وقال النجاشي : وهيب بن حفص النخاس ، له كتاب ذكره سعد ، وتابعه على ذلك ابن داود والقهبائي .
اُنظر معجم رجال الحديث 20 : 227 و 16 : 313 ، رجال النجاشي : 431 / 1160 ، رجال ابن داود : 198 / 1654 ، تنقيح المقال 3 : 272 / 12733 ، مجمع الرجال 7 : 199 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 99 _

  عمر بن ( ذر لا يموت حتى يقاتل قائم آل محمّد ( عليه السلام ) فقال : ( إنّ مثل ابن ) (1) ذرّ مثل رجل كان في بني إسرائيل يقال له : عبد ربّه ، وكان يدعو أصحابه إلى ضلالة فمات ، فكانوا يلوذون بقبره ويتحدّثون عنده ، إذ خرج عليهم من قبره ينفض التراب من رأسه ويقول لهم : كيت وكيت ) (2).
  [ 69/15 ] وعنه بهذا الإسناد قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن قول الله جلّ وعزّ ( إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنّة يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون ) (3) إلى آخر الآية ، فقال ( عليه السلام ) : ( ذلك في الميثاق ).
  ثمّ قرأت ( التائبون العابدون ) (4) إلى آخر الآية فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( لا تقرأ هكذا ولكن اقرأ : التائبين العابدين ) (5) إلى آخر الآية.
  ثمّ قال : ( إذا رأيت هؤلاء فعند ذلك هم الذين يشترى منهم أنفسهم وأموالهم يعني في الرجعة ).
  ثمّ قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( ما من مؤمن إلاّ وله ميتة وقتلة ، من مات بعث حتى يُقتل ، ومن قُتل بعث حتى يموت ) (6).

---------------------------
(1) ما بين القوسين لم يرد في نسخة ( ق ). وابن ذر هو أحد القصّاصين .
(2) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 67 / 64 .
(3 و 4) التوبة 9 : 111 ـ 112 .
(5) قال الطبرسى في المجمع ج 3 ص 74 : وأمّا الرفع في قوله ( التائبون العابدون ) فعلى القطع والاستئناف أي : هم التائبون العابدون ، ويكون على المدح ، وأمّا التائبين العابدين فيحتمل أن يكون جرّاً وأن يكون نصباً ، أمّا الجر فعلى أن يكون وصفاً للمؤمنين أي : من المؤمنين التائبين ، وأمّا النصب فعلى إضمار فعل بمعنى المدح كأنّه قال : أعني وأمدح التائبين.
(6) أورده العياشي في تفسيره 2 : 112 / 140 و 141 ، ونقله المجلسي عنهما في البحار 53 : 71 / 70.

مُختَصَرُ البَصائِر _ 100 _

  [ 70/16 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن العبّاس بن معروف (1) ، عن عبدالرحمن بن سالم ، قال : حدّثنا نوح بن درّاج ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن جابر بن عبدالله ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقد خطبنا يوم الفتح : ( أيّها الناس لأعرفنّكم ترجعون بعدي كفّاراً ، يضرب بعضكم رقاب بعض ، ولئن فعلتم لتعرفنّي أضربكم بالسيف ) ثم التفت عن يمينه ، فقال الناس : غمزه جبرئيل ( عليه السلام ) فقال له : أو علي ( عليه السلام ) ، فقال : ( أو علي ( عليه السلام ) ) (2).
  [ 71/17 ] وعنه ومحمد بن عبد الجبّار ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( لا يسأل في القبر إلاّ من محض (3) الإيمان محضاً ، أو محض الكفر محضاً (4) ، قلت له : فسائر الناس ؟ فقال :

---------------------------
(1) العباس بن معروف : هو أبو الفضل مولى جعفر بن عمران الأشعري ، قمّي ، ثقة ، صحيح ، عدّة الشيخ من أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ).
اُنظر رجال النجاشي : 281 / 743 ، رجال الطوسي : 382 / 34 ، رجال العلاّمة : 210 / 679 .
(2) أورده الشيخ الطوسي في أماليه : 502 / 8 ، باختلاف يسير ، وعنه في البحار 32 : 293 / 250 . وجملة : فقال : ( أو علي ( عليه السلام ) ) الثانية لم ترد في المختصر المطبوع .
وذكر في البحار 32 : 293 / 251 رمز ( ختص ) وهو رمز للاختصاص والظاهر هو سهو لأنّي لم أجد الحديث فيه ، ولعلّ المراد ( خص ) وهو رمز لمختصر البصائر .
(3) محض : خلص ، وكل شيء خلص حتى لا يشوبه شيء يخالطه ، فهو محض ، لسان العرب 7 : 227 ـ محض .
(4) ما بين القوسين لم يرد في نسخة ( س ) والمختصر المطبوع ، والكافي والبحار .