[ 10/10 ] محمّد بن الحسين وموسى بن عمر بن يزيد الصيقل ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( مثل روح المؤمن وبدنه كجوهرة في صندوق ، إذا اُخرجت الجوهرة منه اُطرح الصندوق ولم يعبأ به ).
  وقال : ( إنّ الروح (1) لا تمازج البدن ولا تواكله (2) ، وإنّما هي كلل (3) للبدن محيطة به ) (4).
  [ 11/11 ] حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد ومحمّد بن الحسين وموسى بن عمر بن يزيد الصيقل ، عن علي بن أسباط (5) ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ ( ينزّل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده ) (6) فقال ( عليه السلام ) : ( جبرئيل الذي نزل على الأنبياء ،

---------------------------
(1) في نسخة ( س ) : الأرواح .
(2) في البصائر : ولا تداخله .
(3) الكِلَلْ : القباب التي تبنى على القبور ـ لسان العرب 11 : 595 ، ـ كلل ـ فالروح هي كالقبة محيطة بالبدن. وفي البصائر : كالكلل .
(4) بصائر الدرجات : 463 / 12 ، وعنهما في البحار 61 : 40 / 11 ، واللفظ للمختصر.
(5) علي بن أسباط : هو ابن سالم بيّاع الزطّي ، أبو الحسن المقرئ ، كوفي ، ثقة ، وكان فطحياً ، جرى بينه وبين علي بن مهزيار في ذلك رجعوا فيها إلى أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) ، فرجع علي بن أسباط عن ذلك القول وتركه ، وقد روى عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) من قبل ذلك ، وكان أوثق الناس وأصدقهم لهجة ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين الرضا والجواد ( عليهما السلام ) .
اُنظر رجال النجاشي : 252 / 663 ، رجال البرقي : 55 و 56 ، رجال الشيخ : 382 / 23 و403 / 10 ، معجم رجال الحديث 12 : 286 .
(6) النحل 16 : 2 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 52 _

  والروح يكون معهم ومع الأوصياء لا يفارقهم ، يفقّههم ويسدّدهم من عند الله ، وأنّه لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبهما عُبد الله ، واستعبد الخلق على هذا الجنّ والإنس والملائكة ، ولم يعبد الله ملك ولا نبي ولا إنس ولا جانّ إلاّ بشهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وما خلق الله عزّ وجلّ خلقاً إلاّ لعبادته ) (1).
  [ 12/12 ] أحمد بن الحسين (2) ، عن المختار بن زياد البصري ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، قال : كنت مع أبي عبدالله ( عليه السلام ) فذكر شيئاً من أمر الإمام إذا وُلد ، فقال ( عليه السلام ) : ( استوجب زيارة (3) الروح في ليلة القدر ) ، فقلت له : جعلت فداك أليس الروح جبرئيل ( عليه السلام ) ؟ فقال : ( جبرئيل ( عليه السلام ) من الملائكة ، والروح خلق أعظم من الملائكة ، أليس الله عزّ وجلّ يقول ( تنزّل الملائكة والروح فيها ) (4) ) (5).
  [ 13/13 ] وعنه ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع (6) ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قلت له :

---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 463 / 1 ، وعنهما في البحار 25 : 63 / 43 .
(2) في نسخة ( ق ) : أحمد بن الحسن .
(3) في نسخة ( س و ق ) : زيادة .
(4) القدر 97 : 4 .
(5) بصائر الدرجات : 464 / 4 ، وعنهما في البحار 25 : 64 / 45 .
(6) محمّد بن إسماعيل بن بزيع : هو أبو جعفر ، مولى المنصور العبّاسي ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الكاظم والرضا والجواد ( عليهم السلام ) ، ثقة ، عين ، صحيح ، كوفي ، وروي عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال : ( إنّ لله تعالى بأبواب الظالمين مَن نوّر الله به البرهان ، ومكّن له في البلاد ، ليدفع بهم عن أوليائه ويصلح الله تعالى بهم أمور المسلمين ) الحديث .
اُنظر رجال النجاشي : 330 / 893 ، رجال الشيخ : 360 / 31 و 386 / 6 و 405 / 6 ، رجال العلاّمة : 238 / 814 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 53 _

  الإمام إذا مات يعلم الذي بعده في تلك الساعة علمه ؟ فقال : ( يورّث كتباً ويزداد في كلّ يوم وليلة ولا يوكَل إلى نفسه ) (1).
  [ 14/14 ] حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى قال : قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : أخبرني عن الإمام متى يعلم أنّه إمام ، أحين يبلغه أنّ صاحبه قد مضى (2) ، أو حين يمضي ؟ ( مثل أبي الحسن ( عليه السلام ) قبض ببغداد وأنت هاهنا ، قال : ( يعلم ذلك حين يمضي ) (3) صاحبه ) قلت : بأي شيء ؟ قال : ( يلهمه الله عزّ وجلّ ذلك ) (4).
  [ 15/15 ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن محمّد ابن الفضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : ( لمّا قضى محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نبوّته واستكمل أيّامه ، أوحى الله عزّ وجلّ إليه : يا محمّد قد قضيت نبوّتك واستكملت (5) أيّامك ، فاجـعل العلم الذي عندك ، والإيمان ، والاسم الأكبر ، وميراث العـلم ، وآثار النـبوّة في أهل بيتك عند علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ، فإنّي

---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 465 / 2 ، وعنه في البحار 26 : 95 / 29 باختلاف في صدر السند .
(2) في نسخة ( ق ) : قبض .
(3) ما بين القوسين سقط من نسخة ( ض ) .
(4) بصائر الدرجات : 466 / 1 ، وعنه في البحار 27 : 291 / 1 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 381 / 4 .
(5) في نسخة ( ض ) : واستكمل ، وكذا المختصر المطبوع ، وما أثبتناه من نسخة ( ق ) وهو الموافق للبصائر والعياشي والكافي ، كما وهو الأنسب للسياق .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 54 _

  لن أقطع ( العلم والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم ، وآثار ) (1) علم النبوّة من العقب من ذريّتك ، كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء ( عليهم السلام ) ) (2).
  [ 16/16 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه والحسين بن سعيد ، عن محمّد بن أبي عمير ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ويعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبيه ، عن بريد بن معاوية (3) ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( إنّ الله يأمركم أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إنّ الله نِعمّا يعظكم به ) (4) قال : ( إنّما (5) عنى أن يؤدّي الإمام الأول منّا إلى الإمام الذي يكون بعده الكتب والسلاح ).

---------------------------
(1) ما بين القوسين لم يرد في البصائر .
(2) بصائر الدرجات : 469 / 3 ، وعنه في البحار 26 : 63 / 145 ، وأورده العياشي في تفسيره 1 : 168 / صدر حديث 31 في تفسير قوله تعالى ( إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً ... ) ، والكليني في الكافي 1 : 292 / 2 .
(3) بريد بن معاوية : هو أبو القاسم العجلي ، عربي ، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله ( عليهما السلام ) ، وجه من وجوه أصحابنا ، له محلّ عند الأئمّة ، ومن حواري الباقرَين ( عليهما السلام ) ، ثقة فقيه ، وقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( أحبّ الناس إليّ أحياءً وأمواتاً ) ، وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب الامامين الهمامين الباقر والصادق ( عليهما السلام ) .
وقال الكشي : اجتمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأولين وانقادوا لهم بالفقه ، فقالوا : أفقه الأولين ستّة ، وعدّ بريداً منهم ، مات ( رحمه الله ) في حياة أبي عبدالله ( عليه السلام ) سنة مائة وخمسين .
انظر رجال النجاشي : 112 / 287 ، خلاصة الأقوال : 82 / 164 ، رجال الكشي : 135 / 215 و 238 / 431 ، رجال البرقي : 14 و17 ، رجال الشيخ : 109 / 22 و 158 / 59 .
(4) النساء 4 : 58 .
(5) في البصائر : إيّانا .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 55 _

  وقوله ( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) قال : ( إذا ظهرتم حكمتم بالعدل الذي في أيديكم ) (1).
  [ 17/17 ] حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن موسى بن أكيل (2) النميري ، عن العلاء بن سيابة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) (3) قال : ( يهدي إلى الإمام ( عليه السلام ) ) (4).
  [ 18/18 ] حدّثنا المعلّى بن محمد البصري ، قال : حدّثنا محمّد بن جمهور العمّي (5) ، عن سليمان بن سماعة ، عن عمر بن القاسم الحضرمي (6) ، عن أبي بصير قال :

---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 475 / 4 ، وعنه في البحار 23 : 276 / 5 .
(2) في نسخة ( ض ) : أكمل ، وما في المتن ظاهراً هو الصواب ، عدّه الشيخ ممّن روى عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، وقال النجاشي : كوفي ثقة ، وضبط اسمه العلامة في خلاصته وقال : موسى بن أكيل بالياء المنقطة تحتها نقطتين بعد الكاف وقبل اللام .
اُنظر رجال الشيخ : 323 / 689 ، ورجال النجاشي : 408 / 1086 ، ورجال العلاّمة : 273 / 994 ، ومعجم رجال الحديث 20 : 23 / 12759 .
(3) الإسراء 17 : 9 .
(4) بصائر الدرجات : 477 / 12 ، وعنه في البحار 24 : 144 / 12 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 216 / 2 .
(5) في نسخة ( ق ) : القمّي ، وما في المتن هو الصواب ، وقد عدّه الشيخ الطوسي من أصحاب الامام الرضا ( عليه السلام ) ، وعدّه البرقي من أصحاب الامام الكاظم ( عليه السلام ) .
انظر رجال الطوسي : 387 / 17 ، ورجال البرقي : 51 ، ورجال النجاشي : 337 / 901 ، ومعجم رجال الحديث 16 : 189 .
(6) في البصائر : عبدالله بن القاسم الحضرمي ، والظاهر هو الصواب من خلال الراوي والمروي عنه ، وعبدالله بن القاسم هو المعروف بالبطل ، واقفي من أصحاب الإمام الكاظم ( عليه السلام ) .
انظر رجال الشيخ : 357 / 50 ، ورجال النجاشي : 370 / 1462 ، ومعجم رجال الحديث 9 : 279 و 11 : 302 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 56 _

  قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( إنّ الإمام يعرف نطفة الإمام التي يكون منها إمام بعده ) (1) .
  [ 19/19 ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن علي بن أسباط ، عن الحكم ابن مسكين ، عن عبيد بن زرارة وجماعة ( من أصحابنا ) (2) قالوا : سمعنا أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : ( يعرف الإمام الذي بعد الإمام ما عند من كان قبله في آخر دقيقة تبقى من الإمام (3) ) (4).
  [ 20/20 ] حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن ذريح المحاربي (5) ، قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : ( إنّ أبي ونعم الأب صلوات الله

---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 477 / 13 ، وفيه زيادة في أول سنده : الحسين بن محمّد ، وعنه في البحار 25 : 44 / 18 .
(2) في البصائر والكافي : معه .
(3) في البصائر والكافي : تبقى من روحه ، وفي نسخة ( ق ) : تبقى منه .
(4) بصائر الدرجات : 477 / 1 ، وعنه في البحار 27 : 294 / 1 ، وأورده الكليني في الكافي1 : 274 / 2 .
(5) ذريح المحاربي : بفتح الذال وكسر الراء ، هو ابن محمّد بن يزيد ، أبو الوليد المحاربي ، عربي من بني محارب بن خَصَفة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وقال الشيخ : إنّه ثقة له أصل .
اُنظر رجال النجاشي : 163 / 431 ، رجال البرقي : 44 ، رجال الطوسي : 191 / 1 ، فهرست الشيخ : 127 / 289 ، خلاصة الأقوال : 144 / 402 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 57 _

  عليه كان (1) يقول : لو أجد ثلاثة رهط استودعهم العلم ـ وهم أهل لذلك ـ ( لحدّثت بما لا يحتاج ) (2) فيه إلى النظر في الحلال والحرام وما يكون إلى أن تقوم القيامة ) (3).
  [ 21/21 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن خالد البرقي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن أيوب بن الحر ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أو عمّن رواه عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قلنا له : الأئمّة بعضهم أعلم من بعض ؟ فقال : ( نعم ، وعلمهم بالحلال والحرام وتفسير القرآن واحد ) (4).
  [ 22/22 ] حدّثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضّال ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن علي بن أسباط ، عن بعض رجاله رفعه إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال : دخل أمير المؤمنين صلوات الله عليه الحمّام فسمع كلام الحسن والحسين ( عليهما السلام ) قد علا ، فخرج إليهما فقال لهما : ( مالكما فداكما أبي واُمّي ) ؟ فقالا : ( اتّبعك هذا الفاجر ـ يعنون ابن ملجم لعنه الله ـ فظنّنا أنّه يريد أن يقتلك (5) ) ، فقال :

---------------------------
(1) في البصائر : سمعته ، بدل : كان .
(2) في نسخة ( ض و ق ) : يحتاج ، وفي ( س ) والمختصر المطبوع : ما يحتاج ، بدل ما بين القوسين ، وما أثبتناه من البصائر .
(3) بصائر الدرجات : 478 / 1 ، بنفس السند وفيه زيادة في آخره : ( إنّ حديثنا صعب مستصعب لا يؤمن به إلاّ عبد امتحن الله قلبه للإيمان ) .
وحديث 3 ، باختلاف في صدر السند ونفس المتن ، وعن الموردين في البحار 2 : 212 / 1 و213 / 3 .
(4) بصائر الدرجات : 479 / 2 ، وعنه في البحار 25 : 358 / 9 ، وأورده العياشي في تفسيره 1 : 15 / 4 .
(5) في نسخة ( ض ) : يغتالك .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 58 _

  ( دعاه فوالله ما أجلي (1) إلاّ له ) (2).
  [ 23/23 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن إبراهيم بن أبي محمود (3) ، عن بعض أصحابنا قال : قلت للرضا ( عليه السلام ) : الإمام يعلم إذا مات ؟ فقال : ( نعم (4) ، حتّى يتقدّم في الأمر ) قلت : علم أبو الحسن صلّى الله عليه بالرطب والريحان المسمومين اللّذين بعث بهما إليه يحيى بن خالد ؟ فقال : ( نعم ) قلت : فأكله وهو يعلم ؟ فقال : ( أنسيه (5) لينفذ فيه الحكم ) (6).

---------------------------
(1) في البصائر : ما اُطلق.
(2) بصائر الدرجات : 481 / 1 ـ باب 9 ، وعنه في البحار 42 : 192 / 15 .
(3) إبراهيم بن أبي محمود : هو الخراساني ، ثقة روى عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الكاظم والرضا ( عليهما السلام ) قائلاً في الموضع الثاني : خراساني ثقة مولى ، وقال الكشي : قال نصر بن الصباح : كان مكفوفاً ، وعاش بعد الإمام الرضا ( عليه السلام ).
وقال إبراهيم بن أبي محمود : دخلت على أبي جعفر ( عليه السلام ) ومعي كتب إليه من أبيه فجعل يقرؤها ويضع كتاباً كبيراً على عينيه ـ إلى أن قال ـ فقال ـ يعني الإمام الجواد ( عليه السلام ) ـ : وأنا أقول أدخلك الله الجنّة ! فقلت : جعلت فداك تضمن لي عن ربّك أن تدخلني الجنّة ، قال : نعم ، قال : فأخذت رجله فقبّلتها .
انظر رجال النجاشي : 25 / 43 ، رجال الشيخ : 343 / 20 و 367 / 10 ، رجال الكشي : 567 / 1072 و 1073 .
(4) في البصائر زيادة : يعلم بالتعليم .
(5) في المختصر المطبوع : نسيه ، وفي البصائر : أنساه ، وما في المتن هو الأنسب للسياق ، حيث أنّ الامام لاينسى ، بل يلقي الله على قلبه فيمضي فيه حكمه ، ويؤيّد هذا ما سيأتي في حديث 27 .
(6) بصائر الدرجات : 481 / 3 ، وعنهما في البحار 27 : 285 / 1 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 59 _

  [ 24/24 ] عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن مهزيار ، عن عبدالله بن مسافر (1) قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) في العشيّة التي اعتلّ فيها من ليلتها ـ وهي الليلة التي توفي فيها ـ : ( يا عبدالله ما أرسل الله نبيّاً من أنبيائه إلى أحد حتى أخذ عليه ثلاثة أشياء ) ، قلت : أي شيء هي يا سيدي ؟ قال : ( الإقرار له بالعبوديّة والوحدانيّة ، وإنّ الله يقدّم ما يشاء ويؤخّر ما يشاء ، ونحن قوم ـ أو نحن معشر ـ إذا لم يرض الله لأحدنا الدنيا نقلنا إليه ) (2).
  [ 25/25 ] أيوب بن نوح (3) ، عن محمّد بن إسماعيل (4) ، عن حمزة بن حمران ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ذكرت خروج الحسين بن علي ( عليهما السلام ) وتخلّف ابن الحنفيّة (5)

---------------------------
(1) في البصائر : أبو مسافر ، وعنه في البحار : ابن مسافر .
ولم أجد هذا الاسم في كتب التراجم ، بل وجدت في تنقيح المقال : أبو مساور ، وقد عدّه البرقي والشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، وذكر النمازي في مستدركاته : عبدالله ابن مساور وقال : لم يذكروه ، وقد جعله ( عليه السلام ) قائماً على تركته من الضياع والنفقات والرقيق وغير ذلك ، والظاهر مسافر مصحفة من مساور والله العالم .
اُنظر تنقيح المقال 3 : 34 ، رجال البرقي : 57 ، ورجال الشيخ : 408 / 3 ، ومستدركات علم رجال الحديث 5 : 106 / 8743 ، والكافي 1 : 325 / 3 .
(2) بصائر الدرجات : 481 / 4 ، وعنه في البحار 4 : 113 / 34 و 27 : 286 / 3 .
(3) في البصائر زيادة : عن صفوان بن يحيى .
(4) في البصائر : مروان بن إسماعيل .
(5) ابن الحنفيّة : هو محمّد بن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، والحنفية لقب اُمّه خولة بنت جعفر بن قيس ، وهي من سبي اليمامة ، يعدّ من الطبقة الاُولى من التابعين ، ولد بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، كثير العلم والورع ، شديد القوّة ، وله في ذلك أخبار عجيبة .
شارك مع أبيه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في حروبه الثلاثة ، فكان صاحب الراية في يوم الجمل ، وعلى ميسرة الجيش في يوم صفّين ، وحمل اللواء في يوم النهروان .
قال الزهري : كان محمّد من أعقل الناس وأشجعهم ، معتزلاً عن الفتن ، وما كان فيه الناس ، توفّي رضوان الله عليه سنة 81 للهجرة ، واختُلف في مكان وفاته .
اُنظر أعيان الشيعة 9 : 435 ، مستدركات النمازي 7 : 77 ، وفيات الأعيان 4 : 170 ، تهذيب الكمال 26 : 47 / 5484 ، سير أعلام النبلاء 4 : 110 / 36 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 60 _

  عنه ، فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( يا حمزة إنّي سأُحدّثك في هذا الحديث لا تسأل عنه بعد مجلسنا هذا : إنّ الحسين بن علي ( عليهما السلام ) لمّا مثل متوجّهاً دعا بقرطاس فكتب فيه :
  بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى بني هاشم أمّا بعد : فإنّه من لحق بي منكم استشهد ، ومن تخلّف لم يدرك الفتح والسلام ) (1).
  [ 26/26 ] وعنه عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن سعدان بن مسلم ، عن أبي عمران ، عن رجل من أصحابنا ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( لمّا كانت الليلة التي وُعد بها علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قال لمحمّد بن علي إبنه : يا بني أبغني (2) وضوءاً ، قال أبي : فقمت فجئته بوضوء فقال : لا نبغ هذا فإنّ فيه شيئاً ميّتاً ، قال : فخرجت فجئت بالمصباح فإذا فيه فأرة ميّتة ، فجئته بوضوء غيره ، فقال : يا بني هذه الليلة التي وعدت بها ، فأوصى (3) بناقته أن يحضر لها عصام ، ويقام لها علف فحصّلت لها ذلك ،

---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 481 / 5 ، وعنه في البحار 45 : 84 / 13 ، وأورده ابن قولويه في كامل الزيارة : 75 / 15 ، بسند آخر ، وفي البحار 44 : 330 ، عن كتاب الرسائل للكليني بنفس سند البصائر .
(2) في نسخة ( س ) والمطبوع : إئتني بوضوء .
(3) في نسخة ( ق ) : فأمر ، وفي ( س ) : فأوصاني .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 61 _

  فتوفّي فيها صلوات الله عليه.
  فلمّا دفن ( عليه السلام ) لم تلبث أن خرجت حتى أتت القبر ، فضربت بجرانها (1) القبر ورغت (2) وهملت عيناها ، فاُتي محمّد بن علي ( عليهما السلام ) ، فقيل له : إنّ الناقة قد خرجت إلى القبر ، فأتاها فقال : مَه ، قومي الآن بارك الله فيك ، فثارت حتى دخلت موضعها ، ثم لم تلبث أن خرجت حتى أتت القبر ، فضربت بجرانها القبر ، ورغت وهملت عيناها ، فاُتي محمّد بن علي ( عليهما السلام ) فقيل له : إنّ الناقة قد خرجت إلى القبر ، فأتاها فقال : مَه ، الآن قومي فلم تفعل ، فقال : دعوها فإنّها مودّعة ، فلم تلبث إلاّ ثلاثة أيّام حتى نفقت ، وإنّه كان ليخرج عليها إلى مكة فيعلّق السوط بالرحل ، فلم يقرعها قرعة حتى يدخل المدينة ).
  وروي : ( إنّه حجّ عليها أربعين حجّة ) (3).
  [ 27/27 ] عنه وإبراهيم بن هاشم ، عن إبراهيم بن أبي محمود ، قال : قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : الإمام يعلم متى يموت ؟ قال : ( نعم ) ، قلت : فأبوك حيث بعث إليه يحيى بن خالد (4) بالرطب والريحان المسمومين علم به ؟ قال : ( نعم ) ، قلت : فأكله

---------------------------
(1) الجِران : مقدّم العنق ، وقال ابن منظور : باطن العنق ، من مذبح البعير إلى منحره ، فإذا برك ومدّ عنقه على الأرض ، قيل : ألقى جرانه بالأرض ، الصحاح 5 : 2091 ، لسان العرب 13 : 86 ـ جرن .
(2) الرُغاء : صوت ذوات الخف ، وهو صوت الإبل ، والناقة ترغو رغاءً : صوّتت فضجّت ، لسان العرب 14 : 329 ـ رغا .
(3) بصائر الدرجات : 483 / 11 ، وعنهما في البحار 46 : 148 / 4 .
(4) يحيى بن خالد : هو البرمكي أبو علي ، كان المهدي قد ضمّ هارون الرشيد إليه وجعله في حجره ، فلمّا استخلف هارون عرف ليحيى حقّه وكان يعظّمه ، وجعل اصدار الأمور وإيرادها إليه ، إلى أن نكب هارون البرامكة فغضب عليه وخلّده الحبس ، ومات سنة تسعين ومائة وهو ابن سبعين سنة ، اُنظر تاريخ بغداد 4 : 128 و 132 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 62 _

  وهو يعلم فيكون معيناً على نفسه ؟! فقال : ( لا ، إنّه يعلم قبل ذلك ليتقدّم فيما يحتاج إليه ، فإذا جاء الوقت ألقى الله على قلبه النسيان ليمضي فيه الحكم ) (1).
  [ 28/28 ] سلمة بن الخطّاب ، عن سليمان بن سماعة (2) وعبدالله بن محمّد ، عن عبدالله بن القاسم ، عن الحارث بن البطل ، عن أبي بصير ، أو عمّن رواه عن أبي بصير ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( أيّ إمام لا يعلم ما يُصيبه ، ولا إلى ما يصير أمره فليس ذلك بحجّة الله على خلقه ) (3).
  [ 29/29 ] يعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم (4) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( مرض أبو جعفر ( عليه السلام ) مرضاً شديداً فخفت عليه ، فقال : ليس عليّ من مرضي هذا بأس ، قال : ثم مكث (5) ما شاء الله ثمّ

---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 483 / 12 ، وعنهما في البحار 27 : 285 / 2 .
(2) في نسخة : ( س وض وق ) : سليمان بن ساعدة .
(3) بصائر الدرجات : 484 / 13 ، وعنهما في البحار 27 : 286 / 4 .
(4) هشام بن سالم : هو الجواليقي الجعفي مولاهم كوفي أبو محمّد ، كان من سبي الجوزجان ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، ثقة ثقة ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين الصادق والكاظم ( عليهما السلام ) وكان من المتكلّمين الذين يعتمد عليهم الإمام الصادق ( عليه السلام ) في المحاججات مع الخصوم .
اُنظر رجال النجاشي : 434 / 1165 ، رجال البرقي : 34 و48 ، رجال الشيخ : 329 / 17 و 363 / 2 ، رجال العلاّمة : 289 / 1062 ، رجال الكشي : 275 / 494 .
(5) في نسختي ( س و ض ) : سكت .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 63 _

  اعتلّ علّة خفيفة فجعل يوصينا ، ثم قال : يا بني أدخل عليّ نفراً من أهل المدينة حتى اُشهدهم ، فقلت له : يا أبة ليس عليك بأس ، فقال : يا بني إنّ الذي جاءني فأخبرني أنّي لست بميّت في مرضي ذلك هو الذي أخبرني أنّي ميّت في مرضي هذا ) (1).
  [ 30/30 ] وعنهما ، عن محمّد بن الفضيل ، عن علي بن أبي حمزة الثمالي (2) ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال : ( والله ما ترك الله الأرض منذ قبض الله آدم ( عليه السلام ) إلاّ وفيها إمام يُهتدى به إلى الله ، وهو حجّة لله على عباده ، فلا تبقى الأرض بغير إمام حجّة الله على عباده ) (3).
  [ 31/31 ] وعنهم عن الحسن بن محبوب ، عن يعقوب السرّاج ، قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) تخلو الأرض من عالم منكم حيّ ظاهر ، يفزع إليه الناس في حلالهم وحرامهم ؟ فقال : ( لا يا أبا يوسف وإنّ ذلك لبيّن في كتاب الله عزّ وجلّ وهو قوله ( يا أيّها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا ) (4) اصبروا على دينكم ، وصابروا عدوّكم ، ورابطوا إمامكم فيما أمركم وفرض عليكم ) (5).
  [ 32/32 ] أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن حمزة بن حمران (6) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( لو بقي على الأرض اثنان لكان أحدهما حجّة

---------------------------
(1) أورد الصفار نحوه في بصائر الدرجات : 481 / 2 ، وعنه في البحار 27 : 287 / 6 .
(2) في البصائر والعلل والكافي : عن أبي حمزة ، وفي الغيبة : عن أبي حمزة الثمالي .
)3) بصائر الدرجات : 485 / 4 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 178 / 8 ، والصدوق في علل الشرائع : 197 / 11 ، والنعماني في الغيبة : 138 / 7 .
(4) آل عمران 3 : 200 .
(5) بصائر الدرجات : 487 / 16 ، وعنه في البحار 23 : 51 / 105 .
(6) في البصائر والكافي : حمزة بن الطيار ، والظاهر كلا السندين صحيح ، لأنّهما يرويان عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) وعنهما محمّد بن سنان ، انظر رجال الطوسي : 177 / 207 و 209 ، ومعجم رجال الحديث 7 : 279 و283 و 17 : 148 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 64 _

  على صاحبه ) (1).
  [ 33/33 ] أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال : كتب أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) إلى أحمد بن عمر الحلاّل (2) في جواب كتابه :
  بسم الله الرحمن الرحيم
  ( عافانا الله وإيّاك بأحسن عافية ، سألت عن الإمام إذا مات بأيّ شيء يُعرف الإمام الذي بعده ؟ الإمام له علامات منها : أن يكون أكبر ولده ، ويكون فيه الفضل ، وإذا قدم الركب المدينة قالوا : إلى من أوصى فلان ؟ قالوا : إلى فلان بن فلان ، والسلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل ، فكونوا مع السلاح أينما كان ) (3).
  [ 34/34 ] عن سليمان بن جعفر الجعفري قال : سألت الرضا ( عليه السلام ) فقلت : تخلو

---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 487 / 3 باختلاف يسير ، وعنه في البحار 23 : 52 / 108 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 179/2 .
(2) في نسخة ( ض ) : الخلاّل ، وفي معادن الحكمة للفيض الكاشاني : الجلاّب ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح ، وقد عدّه البرقي من أصحاب الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، وعدّه الطوسي من أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ) وتارة في من لم يرو عنهم ( عليهم السلام ) ، وقال النجاشي : روى عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) وله عنه مسائل ، كان يبيع الحل يعني الشيرج .
اُنظر رجال البرقي : 52 ، رجال الطوسي : 368 / 19 و 447 / 51 ، رجال النجاشي : 99 / 248 ، معجم رجال الحديث 2 : 191 / 730 .
والشَيْرَجُ : معرّب شيره ، وهو دهن السمسم ، المصباح المنير : 308 ـ شرج .
(3) الكافي 1 : 284 / 1 ، الخصال : 116 / 98 ، باختلاف يسير ، وعن المختصر في معادن الحكمة في مكاتيب الأئمّة ( عليهم السلام ) 2 : 164 / 140 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 65 _

  الأرض من حجّة ؟ فقال : ( لو خلت الأرض من حجّة طرفة عين لساخت (1) بأهلها ) (2) .
  [ 35/35 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي الوشّاء ، عن علي بن قيس (3) ، قال : لمّا قدم أبو عبدالله ( عليه السلام ) على أبي جعفر (4) أقام أبو جعفر مولى له على رأسه ، وقال له : إذا دخل عليّ فاضرب عنقه ، فلمّا دخل أبو عبدالله ( عليه السلام ) على أبي جعفر فنظر ( عليه السلام ) إلى أبي جعفر فأسرّ شيئاً فيما بينه وبين نفسه ولم ندر ما هو ، ثم أظهر : ( يا من يكفي خلقه كلّه (5) ولا يكفيه أحد اكفني شرّ عبدالله بن محمّد بن علي ) (6) فصار أبو جعفر لا يبصر مولاه وصار مولاه لا يبصره ، فقال أبو جعفر : يا جعفر بن محمّد لقد عنّيتك (7) في هذا الحر فانصرف .
  فخرج أبو عبدالله ( عليه السلام ) من عنده ، فقال أبو جعفر لمولاه : ما منعك أن تفعل ما أمرتك به ؟ فقال : لا والله ما أبصرته ، ولقد جاء شيء فحال بيني وبينه ، فقال

---------------------------
(1) ساخت : انخسفت ، وساخت الأقدام : بمعنى غاصت. لسان العرب 3 : 27 ـ سوخ .
(2) بصائر الدرجات : 489 / 8 ، وأورده الصدوق في عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 272 / 4 ، وعلل الشرائع : 199 / 21 ، وكمال الدين : 204 / 15 بتقديم وتأخير .
(3) في البصائر والكافي : علي بن ميسر .
(4) هو أبو جعفر المنصور العباسي .
(5) في البصائر والكافي : كلّهم .
(6) في البصائر والكافي : عبدالله بن علي ، والصحيح ما في المتن لأن عبدالله بن علي هو عمّ المنصور وليس هو المراد به في الرواية. انظر سير أعلام النبلاء 7 : 83 .
(7) في البصائر : أتعبتك ، وفي الكافي : عيّيتك ، وفي المختصر المطبوع : غثثتك .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 66 _

  أبو جعفر : والله لئن حدَّثت بهذا الحديث أحداً لأقتلنّك (1).
  [ 36/36 ] محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب والهيثم بن أبي مسروق النهدي ، عن الحسن بن محبوب ، عن معاوية بن وهب (2) قال : كنت عند أبي عبدالله ( عليه السلام ) بالمدينة وهو راكب حماره ، فنزل وقد كنّا صرنا إلى السوق أو قريباً من السوق ، قال : فنزل وسجد وأطال السجود وأنا أنتظره ، ثمّ رفع رأسه ، فقلت : جعلت فداك رأيتك نزلت فسجدت ؟! فقال : ( إنّي ذكرت نعمة الله عليّ فسجدت ) قال : قلت : قريباً من السوق والناس يجيئون ويذهبون ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( إنّه لم يرني أحد ) (3).
  [ 37/37 ] علي بن إسماعيل بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أحمد بن أبي نصر الخزّاز ، عن عمرو بن شمر (4) ، عن جابر بن يزيد ، عن

---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 494 / 1 ، وعنهما في البحار 47 : 169 / 11 ، وأورده الكليني في الكافي 2 : 559 / 12 .
(2) معاوية بن وهب : هو البجلي أبو الحسن ، عربي صميمي ، ثقة ، حسن الطريقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وقال المفيد في رسالته العددية : إنّه من الفقهاء والأعلام المأخوذ عنهم الحلال والحرام ، الذين لا يطعن عليهم ولا طريق لأحد إلى ذمّ واحد منهم .
اُنظر رجال النجاشي : 412 / 1097 ، رجال العلاّمة : 274 / 996 ، رجال الشيخ : 310 / 483 ، معجم رجال الحديث 19 : 245 .
(3) بصائر الدرجات : 495 / 2 ، وعنه في البحار 47 : 21 / 19 .
(4) عمرو بن شمر : هو أبو عبدالله الجعفي عربي ، روى عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، وعدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وزاد الشيخ عليه الإمام الباقر ( عليه السلام ) .
انظر رجال النجاشي : 287 / 765 ، رجال البرقي : 35 ، رجال الشيخ : 130 / 45 و 249 / 417 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 67 _

تنبيه   أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( صلّى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ليلة فقرأ ( تبّت يدا أبي لهب ) (1) فقيل لاُمّ جميل ـ امرأة أبي لهب ـ إنّ محمّداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يزل البارحة يهتف بكِ وبزوجك في صلاته ، فخرجت تطلبه وهي تقول : لئن رأيته لاُسمِعنّه (2) ، وجعلت تنشد : من أحسّ لي محمّداً ، فانتهت إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأبو بكر جالس معه إلى جنب حائط ، فقال أبو بكر : يا رسول الله لو تنحّيت ، هذه اُمّ جميل وأنا خائف أن تُسمعك ما تكرهه ، فقال : إنّها لم ترني ولن تراني ، فجاءت حتى قامت عليهما ، فقالت : يا أبا بكر رأيت محمّداً ؟ فقال : لا ، فمضت ، قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ضرب بينهما حجاب أصفر ) (3) .
  [ 38/38 ] عن العبّاس بن معروف ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز بن عبدالله ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : ( ليس عند أحد شيء من حقّ ولا ميراث ، وليس أحد من الناس ( يقضي بحقّ ولا بعدل إلاّ شيء خرج منّا أهل البيت ، وليس أحد ) (4) يقضي بقضاء يصيب فيه الحقّ إلاّ مفتاحه قضاء علي ( عليه السلام ) ، فإذا كان الخطأ فمن قبلهم والصواب من قبلنا ، أو كما قال ) (5) .

---------------------------
(1) المسد 111 : 1 .
(2) لاُسمعنَّه : وهو من التسميع يعني التشنيع والشتم ، انظر لسان العرب 8 : 165 ـ والصحاح 3 : 1232 ـ سمع .
(3) أورد الطبرسي مثلها في مجمع البيان 5 : 260 ، عن أسماء بنت أبي بكر ، والراوندي في الخرائج والجرائح 2 : 775 / 98 ، وأورد الحادثة ابن هشام في السيرة النبوية 1 : 380 بلفظ آخر .
(4) ما بين القوسين لم يرد في البصائر .
(5) بصائر الدرجات : 519 / 2 ، وأورد مثله الكليني في الكافي 1 : 399 / 1 ، والمفيد في الأمالي : 95 / 6 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 68 _

  [ 39/39 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن عيسى ابن عبيد ، عن الحسين بن سعيد جميعاً عن فضالة بن أيوب (1) ، عن القاسم بن بريد (2) ، عن محمّد بن مسلم ، قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن ميراث العلم ما مبلغه أجوامع هو من هذا العلم أم تفسير كلّ شيء من هذه الاُمور التي نتكلّم فيها ؟ فقال : ( إنّ لله عزّ وجلّ مدينتين : مدينة بالمشرق ومدينة بالمغرب ، فيهما قوم لا يعرفون إبليس ، ولا يعلمون بخلق إبليس ، نلقاهم في كلّ حين ، فيسألونا عمّا يحتاجون إليه ، ويسألونا عن الدعاء فنعلّمهم ، ويسألونا عن قائمنا متى يظهر ، وفيهم عبادة واجتهاد شديد .
  ولمدينتهم أبواب ما بين المصراع إلى المصراع مائة فرسخ ، لهم تقديس وتمجيد ، ودعاء واجتهاد شديد ، لو رأيتموهم لاحتقرتم عملكم ، يصلّي الرجل منهم شهراً لايرفع رأسه من سجدته ، طعامهم التسبيح ، ولباسهم الورع (3) ، ووجوههم مشرقة بالنور ، وإذا رأوا منّا واحداً احتوشوه (4) واجتمعوا إليه وأخذوا من أثره من الأرض يتبرّكون به ، لهم دويّ إذا صلّوا كأشدّ من دويّ الريح العاصف.

---------------------------
(1) فضالة بن أيوب : هو الأزدي ، عربي سكن الأهواز ، وهو فقيه من فقهائها ، ثقة في حديثه ، مستقيماً في دينه ، روى عن الإمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، وزاد الشيخ عليه الإمام الرضا ( عليه السلام ) .
اُنظر رجال النجاشي : 310 / 850 ، رجال البرقي : 49 ، رجال الطوسي : 357 / 1 و385 /1 ، خلاصة الأقوال : 230 / 774 ، رجال ابن داود : 151 / 1191 .
(2) في نسختي ( س و ض ) : القاسم بن يزيد .
(3) في نسخة ( ق و س ) : الورق ، وكذا البحار .
(4) في نسختي ( ق و ض و س ) : تخشوه ، وفي البحار : لحسوه .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 69 _

  منهم جماعة لم يضعوا السلاح منذ كانوا ينتظرون قائمنا ، يدعون الله عزّ وجلّ أن يريهم إيّاه ، وعمر أحدهم ألف سنة ، إذا رأيتهم رأيت الخشوع والإستكانة ، وطلب ما يقرّبهم إلى الله جلّ وعزّ ، إذا احتبسنا عنهم ظنّوا أنّ ذلك من سخط ، يتعاهدون أوقاتنا التي نأتيهم فيها ، فلا يسأمون ولا يفترون ، يتلون كتاب الله عزّ وجلّ كما علّمناهم ، وإنّ فيما نعلّمهم ما لو تُلي على الناس لكفروا به ولأنكروه .
  يسألونا عن الشيء إذا ورد عليهم من القرآن لا يعرفونه ، فإذا أخبرناهم به انشرحت صدورهم لما يستمعون منّا ، وسألوا لنا البقاء وأن لا يفقدونا ، ويعلمون (1) أنّ المنّة من الله تعالى عليهم فيما نعلّمهم عظيمة ، ولهم خرجة مع الإمام إذا قام ، يسبقون فيها أصحاب السلاح ، ويدعون الله عزّ وجلّ أن يجعلهم ممّن ينتصر بهم لدينه ، فهم (2) كهول وشبّان ، إذا رأى شاب منهم الكهل جلس بين يديه جلسة العبد لا يقوم حتى يأمره ، لهم طريق هم أعلم به من الخلق إلى حيث يريد الإمام ( عليه السلام ) ، فإذا أمرهم الإمام ( عليه السلام ) بأمر قاموا إليه (3) أبداً حتى يكون هو الذي يأمرهم بغيره ، لو أنّهم وردوا على ما بين المشرق والمغرب من الخلق لأفنوهم في ساعة واحدة ، لا يعمل (4) فيهم الحديد .
  لهم سيوف من حديد غير هذا الحديد ، لو ضرب أحدهم بسيفه جبلاً لقدّه حتى يفصله ، ويغزو بهم الإمام ( عليه السلام ) الهند والديلم والكرد والروم (5) وبربر وفارس ،

---------------------------
(1) في نسخة ( ق ) : ويعرفون .
(2) في نسخة ( ض ) : فيهم .
(3) في البحار : عليه .
(4) في نسخة ( س ) : لا يحيك ، وفي المختصر المطبوع : لا يختل .
(5) في نسخة ( س ) : ومرو .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 70 _

  وما بين جابرسا (1) إلى جابلقا (2) ـ وهما مدينتان واحدة بالمشرق وواحدة بالمغرب ـ لا يأتون على أهل دين إلاّ دعوهم إلى الله عزّ وجلّ ، وإلى الإسلام ، والإقرار بمحمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والتوحيد ، وولايتنا أهل البيت.
  فمن أجاب منهم ودخل في الإسلام تركوه وأمّروا عليه أميراً منهم ، ومن لم يجب ولم يقرّ بمحمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ولم يقرّ بالإسلام ، ولم يسلم قتلوه ، حتى لا يبقى بين المشرق والمغرب وما دون الجبل أحدٌ إلاّ آمن ) (3).
  [ 40/40 ] حدّثنا سلمة بن الخطّاب ، عن سليمان بن سماعة وعبدالله بن محمّد ، عن عبدالله بن القاسم ، عن سماعة بن مهران ( عمّن حدّثه ، عن الحسن بن حي ) (4)

---------------------------
(1) جَابَرْس : مدينة بأقصى المشرق ، يقول اليهود : إنّ أولاد موسى ( عليه السلام ) هربوا إما في حرب طالوت أو في حرب بخت نصّر ، فسيّرهم الله وأنزلهم بهذا الموضع ، فلا يصل إليهم أحد ، وإنّهم بقايا المسلمين ، وإنّ الأرض طويت لهم ، وجعل الليل والنهار عليهم سواء حتى انتهوا إلى جابرس ، معجم البلدان 2 : 90 .
(2) جابلق : مدينة بأقصى المغرب ، وأهلها من ولد عاد ، وأهل جابَرس من ولد ثمود ، ففي كلّ واحدة منهما بقايا ولد موسى ( عليه السلام ) ، وللحسن المجتبى ( عليه السلام ) ـ عندما عقد الهدنة مع معاوية ـ خطبة قال فيها : أيّها الناس إنّكم لو نظرتم ما بين جابرس وجابلق ما وجدتم ابن نبي غيري وغير أخي ... معجم البلدان 2 : 91 .
(3) بصائر الدرجات : 490 / 4 ، عن هشام الجواليقي باختلاف ، وأورده المصنّف في كتابه المحتضر : 103 ، والمجلسي في البحار 57 : 332 / 17 ، عن المحتضر والمختصر ، وج 27 : 41 / 3 ، عن البصائر .
(4) في البحار : سماعة بن مهران ، عن أبي الجارود ، والظاهر ما في المتن والبصائر هو الصحيح ، لأني لم أجد في ترجمة سماعة أنّه يروي عن أبي الجارود ، ولا عن الحسن بن حي ، إذاً لابدّ من وجود واسطة بينهما ، فمن هو ؟ الظاهر هو الحسن بن محبوب من خلال طبقته في الحديث. اُنظر معجم رجال الحديث 6 : 99 و 9 : 309 و 22 : 81 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 71 _

  وأبي الجارود ذكراه عن أبي سعيد عقيصا الهمداني قال : قال الحسن بن علي ( عليهما السلام ) : ( إنّ لله مدينة بالمشرق ومدينة بالمغرب ، على كلّ واحدة منهما سور من حديد في كلّ سور سبعون ألف مصراع (1) ذهباً ، يدخل في كلّ مصراع سبعون ألف ألف آدمي ، ليس فيها لغة إلاّ وهي مخالفة للاُخرى ، وما منها لغة إلاّ وقد علمناها ، وما فيهما وما بينهما ابن نبيّ غيري وغير أخي ، وأنا الحجّة عليهم ) (2).
  [ 41/41 ] وعنه ، عن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد ربّه الصيرفي ، عن محمّد بن سليمان ، عن يقطين الجواليقي ، عن فلفلة (3) ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( إنّ الله عزّ وجلّ خلق جبلاً محيطاً بالدنيا من زبرجدة خضراء ، وإنّما خضرة السماء من خضرة ذلك الجبل ، وخلق خلفه خلقاً لم يفترض عليهم شيئاً ممّا افترض على خلقه من صلاة وزكاة ، وكلّهم يلعن رجلين من هذه الاُمّة ـ وسمّاهما ـ ) (4).
  [ 42/42 ] أحمد بن الحسين ، عن علي بن الريّان (5) ، عن عبيد الله بن عبدالله

---------------------------
(1) في نسخة ( ق ) : ألف مصراع ، بدل : سبعون ألف مصراع .
(2) بصائر الدرجات : 492 / 5 ، وعنه في البحار 27 : 44 / 4 .
(3) في البصائر والبحار ج 60 : قلقلة ، وكلاهما لم يذكرا في كتب التراجم ، إلاّ النمازي ذكر قلقلة وذكر طريق الصفّار إليه ، انظر مستدركات النمازي 6 : 281 / 11895 .
(4) بصائر الدرجات : 492 / 6 ، وعنه في البحار 27 : 47 / 10 ، و 60 : 120 / 9 .
(5) في البصائر : علي بن زيّات ، وعلي بن الريّان : هو ابن الصلت الأشعري القمّي ، ثقة ، له عن أبي الحسن الثالث ( عليه السلام ) نسخة ، وكان وكيلاً ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الهادي ( عليه السلام ) ، وزاد الشيخ عليه الإمام العسكري ( عليه السلام ) .
اُنظر رجال النجاشي : 278 / 731 ، رجال البرقي : 58 ، رجال الطوسي : 419 / 24 و433 / 14 ، خلاصة الأقوال : 185 / 548 ، معجم رجال الحديث 13 : 28 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 72 _

  الدهقان ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : ( إنّ لله خلف هذا النطاق (1) زبرجدة خضراء منها اخضرّت السماء ) قلت : وما النطاق (2) ؟ قال : ( الحجاب ، ولله عزّ وجلّ وراء ذلك سبعون ألف عالم (3) أكثر من عدد الجنّ والإنس ، وكلّهم يلعن فلاناً وفلاناً ) (4) .
  [ 43/43 ] محمّد بن هارون بن موسى ، عن أبي يحيى سهل بن زياد الواسطي (5) ، عن عجلان بن صالح (6) ، قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قبّة آدم ( عليه السلام ) ،

---------------------------
(1 و 4) في نسختي ( س و ض ) والمختصر المطبوع : نطاف .
والنطاق : هي أعراض من جبال بعضها فوق بعض ، أي نواح وأوساط ، لسان العرب 10 : 356 ـ نطق .
والحجاب : ما أشرف من الجبل ، لسان العرب 1 : 299 ـ حجب .
(3) في نسخة ( س ) زيادة : وأهل كل عالم .
(4) بصائر الدرجات : 492 / 7 ، وعنه في البحار 57 : 330 / 15 و 58 : 91 / 10 ، وأورده المصنّف أيضاً في كتابه المحتضر : 160 ـ 161 .
(5) في البصائر : أبو يحيى الواسطي ، عن سهل بن زياد ، قال النجاشي : سُهَيل بن زياد أبو يحيى الواسطي ، لقى مولانا الإمام أبا محمّد العسكري ( عليه السلام ) ، واُمّه بنت محمّد بن النعمان أبو جعفر الأحول مؤمن الطاق ، له كتاب النوادر ، وكذلك ضبطه العلاّمة الحلّي .
انظر رجال النجاشي : 192 / 513 ، فهرست الشيخ : 142 / 340 ، خلاصة الأقوال : 357 / 1412 ، معجم رجال الحديث 13 : 96 / 14959 ، تنقيح المقال 3 : 39 باب الكنى و2 : 77 / 5432 .
(6) في نسختي ( ض و ق ) : عجلان بن أبي صالح ، وفي البصائر والكافي : عجلان أبو صالح ، والظاهر هو الصواب ، وقد ذكر السيد الخوئي في معجمه ثلاثة أسماء : عجلان بن صالح وعجلان بن أبي صالح وعجلان أبو صالح وقال : الصحيح هو عجلان أبو صالح ، وهو من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
اُنظر رجال البرقي : 43 ، جامع الرواة 1 : 536 ـ 537 ، تنقيح المقال 2 : 250 / 7824 ، معجم رجال الحديث 12 : 144 ـ 146 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 73 _

  فقلت : هذه قبّة آدم ( عليه السلام ) ؟ فقال : ( نعم والله ، ولله عزّ وجلّ قباب كثيرة ، أما أنّ لخلف مغربكم هذا تسعة وثلاثين مغرباً ، أرضاً بيضاء مملوءة خلقاً يستضيئون بنورها ، لم يعصوا الله طرفة عين ، لا يدرون أخلق الله عزّ وجلّ آدم ( عليه السلام ) أم لم يخلقه ، يبرؤون من فلان وفلان ).
  قيل له : كيف هذا وكيف يبرؤون من فلان وفلان وهم لا يدرون إنّ الله خلق آدم أم لم يخلقه ؟ فقال للسائل عن ذلك : ( أتعرف ابليس ؟ ) (1) فقال : لا ، إلاّ بالخبر ، قال : ( إذاً اُمرت بلعنه والبراءة منه ؟ ) ، قال : نعم ، فقال : ( فكذلك اُمر هؤلاء ) (2).
  [ 44/44 ] محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عبدالصمد بن بشير ، عن جابر بن يزيد (3) ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( إنّ من وراء

---------------------------
(1) في نسخة ( س ) والمختصر المطبوع : أكنت تلعن ابليس .
(2) بصائر الدرجات : 493 / 8 ، وعنه في البحار 27 : 45 / 5 وأورده الكليني في الكافي 8 : 231 / 301 ، إلى قوله : يبرؤون من فلان وفلان .
(3) لم يرد في البصائر ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح ، لأنّي لم أجد من يقول إنّ عبد الصمد ابن بشير يروي عن الإمام أبي جعفر ( عليه السلام ) ، بل كلّ من ترجم له يقول : إنّه ممّن روى عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، ولذا لابدّ من وجود واسطة ألا وهو جابر بن يزيد .
وعبد الصمد بن بشير : هو العُرامي العبدي مولاهم ، كوفي ، ثقة ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
انظر رجال الشيخ : 236 / 230 ، رجال النجاشي : 248 / 654 ، رجال البرقي : 24 ، رجال ابن داود : 129 / 959 ، خلاصة الأقوال : 226 / 756 ، منتهى المقال 4 : 131 / 1621 ، تنقيح المقال 2 : 153 / 6597 ، معجم رجال الحديث 11 : 25 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 74 _

  شمسكم هذه أربعين عين شمس ، ما بين عين شمس إلى عين شمس أربعون عاماً ، فيها خلق كثير ما يعلمون أنّ الله خلق آدم أم لم يخلقه.
  وإنّ من وراء قمركم هذا أربعين قرصاً من القمر ، ما بين القرص إلى القرص أربعون عاماً ، فيها خلق كثير ما يعلمون أنّ الله عزّ وجلّ خلق آدم أم لم يخلقه ، قد اُلهموا كما اُلهمت النحلة بلعن الأوّل والثاني في كلّ الأوقات ، وقد وكّل بهم ملائكة متى لم يلعنوا عُذّبوا ) (1).
  [ 45/45 ] يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير (2) ، عن رجاله ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) يرفعه إلى الحسن بن علي صلّى الله عليهما قال : ( إنّ لله عزّ وجلّ مدينتين : إحداهما بالمشرق والاُخرى بالمغرب ، عليهما سور من حديد ، يدور على كلّ واحدة

---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 493 / 9 ، وعنهما في البحار 27 : 45 / 6 ، باختلاف يسير.
(2) وهو محمد بن زياد بن عيسى أبو أحمد الأزدي ، كان أوثق الناس عند الخاصة والعامة ، وأنسكهم نسكاً وأورعهم وأعبدهم ، أدرك أبا الحسن موسى والامامين من بعده ( عليهم السلام ) ، وكان من أصحاب الاجماع ، جليل القدر عظيم الشأن ، وأصحابنا يسكنون إلى مراسيله لأنّه لايرسل إلاّ عن ثقة ، وقد بلغت رواياته أربعة آلاف وسبعمائة وخمسة عشر مورداً .
وقيل : إنّ اُخته دفنت كتبه في حال استتارها ، وكونه في الحبس أربع سنين فهلكت الكتب ، فلهذا أصحابنا يسكنون إلى مراسيله ، وقد صنّف كتباً كثيرة بلغت أربعة وتسعين كتاباً منها : المغازي والبداء والاحتجاج في الامامة والحج و ... مات رضوان الله عليه سنة سبع عشرة ومائتين .
اُنظر الكنى والألقاب : 191 ، رجال النجاشي : 326/887 ، معجم رجال الحديث 23 : 113 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 75 _

  منهما سبعون ألف ألف مصراع ذهباً ، وفيها سبعون ألف ألف لغة ، يتكلّم أهل كلّ لغة بخلاف لغة صاحبتها ، وأنا أعرف جميع اللغات ، ولا فيهما ولا بينهما حجّة غيري وغير الحسين أخي ( عليه السلام ) ) (1).
  [ 46/46 ] حدّثني الحسن بن عبد الصمد ، قال : حدّثني ( الحسن بن علي بن أبي عثمان ) (2) ، قال : حدّثني أبو الهيثم خالد بن الأرمني ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : ( إنّ لله عزّ وجلّ بالمشرق مدينة اسمها جابُلقا ، لها اثنى عشر ألف باب من ذهب ، بين كلّ باب إلى صاحبه مسيرة (3) فرسخ ، على كلّ باب برج فيه اثنى عشر ألف مقاتل يهلبون (4) الخيل ، ويشحذون (5) السيوف والسلاح ، ينتظرون قيام قائمنا.
  وإنّ لله عزّ وجلّ بالمغرب مدينة يقال لها : جابُرسا لها اثني عشر ألف باب من ذهب ، بين كلّ باب إلى صاحبه مسيرة (6) فرسخ ، على كلّ باب برج فيه اثنى عشر ألف مقاتل ، يهلبون الخيل ، ويشحذون السلاح ، ينتظرون قائمنا ، وأنا الحجّة عليهم ) (7).

---------------------------
(1) بصائر الدرجات : 493 / 11 ، وعنه في البحار 27 : 41 / 2 باختلاف يسير ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 462 / 5 ، باختلاف يسير .
(2) في نسخة ( ض و س ) : الحسن بن علي بن أبي عمير ، وفي نسخة ( ق ) : الحسن بن علي ، عن ابن أبي عمير .
(3) في نسخة ( ق ) : مائة ، بدل : مسيرة .
(4) الهُلَبُ : ما غلظ من الشعر ، وهلبت الفرس : إذا نتفت هُلبَه. الصحاح 1 : 238 ـ هلب .
(5) شحذ : حَدّ ، مجمع البحرين 3 : 182 ـ شحذ .
(6) في نسخة ( ق ) : مائة ، بدل : مسيرة .
(7) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 57 : 334/19 ، وأورده المصنّف في المحتضر : 102 .