قال لي : ( يا معاوية أتريدون أن تكذّبوا الله عزّ وجلّ في عرشه ، لا تحدّثوا الناس إلاّ بما يحتملون ، فإنّ الله تبارك وتعالى لم يزل يُعبد سرّاً ).
قال معاوية بن عمّار : وقال لي أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( من لقيت من شيعتنا فاقرأه مني السلام وقل لهم : إنّما مثلك في الناس مثل أصحاب الكهف ، أسرّوا الإيمان ، وأظهروا الشرك فاُوجروا مرّتين )
.
[ 285/8 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عبدالرحمن بن حمّاد الكوفي ، عن الحسين بن علوان وعمر بن مصعب ، قال : حديثاً كان لنا عند أبي عبدالله ( عليه السلام ) ذات ليلة ونحن جماعة ، فأقبلوا يقولون ويتمنّون : ليت هذا الأمر كان ورأيناه ، فلم يزالوا حتّى ذَهَبَ عامّة الليل ، ليس منهم من يسأل عن شيء ينتفع به في حلال ولا حرام ، فلمّا رآهم لايقحمون قال : ( صه )
، فسكتوا.
فقال : ( أيسرّكم أنّ هذا الأمر كان ؟ ) قالوا : بلى والله ودَدنا أن قد رأيناه ، قال : ( حتّى تجتنبوا الأحبّة من الأهلين والأولاد ، وتلبسوا السلاح ، وتركبوا الخيل ، ويغار على الحصون ) قالوا : نعم ، قال : ( قد سألناكم ما هو أهون من هذا فلم تفعلوا ، أمرناكم أن تكفّوا وتكتموا حديثنا ، وأخبرناكم أنّكم إذا فعلتم ذلك فقد رضينا فلم تفعلوا )
.
محمّد بن سنان ، عن عبدالأعلى مولى آل سام ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( إنّه ليس من احتمال أمرنا التصديق به والقبول له فقط ، إنّ من احتمال أمرنا ستره وصيانته عن غير أهله ، فأقرئوا موالينا السلام ، وقولوا لهم : رحم الله عبداً اجترّ
(1) مودّة الناس إليّ وإلى نفسه ، فحدّثهم بما يعرفون ، وستر عنهم ما ينكرون ) .
ثمّ قال : ( والله ما الناصب لنا حرباً بأشدّ مؤُونة علينا من الناطق علينا بما نكرهه ، فإذا رأيتم
(2) من عبد إذاعة فامشوا إليه وردّوه عنها ، فإن هو قبل وإلاّ فتحمّلوا عليه بمن يثقل
(3) عليه ويسمع منه ، فإنّ الرجل منكم يطلب الحاجة فيتلطّف فيها حتّى تقضى له ، فألطفوا في حاجتي كما تلطفون في حوائجكم ، فإن هو قبل منكم وإلاّ فادفنوا كلامه تحت أقدامكم ، ولاتقولوا : إنّه يقول ويقول ، فإنّ ذلك يحمل عليّ وعليكم .
أما والله لو كنتم تقولون ما أقول لكم لأقررت أنّكم أصحابي ، هذا أبو حنيفة له أصحاب ، وهذا الحسن
(4) له أصحاب ، وأنا امرؤ من قريش ، ولدني رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعلمت كتاب الله وفيه تبيان كلّ شيء ، وفيه بَدءُ الخلق ، وأمر السماء ، وأمر الأرض ، وأمر الأوّلين ، وأمر الآخرين ، وما كان وما يكون ، كأنّي أنظر ذلك نصب عيني )
(5).
---------------------------
(1) اجترّ : جرّ ، الصحاح 2 : 612 ـ جرر .
(2) في الكافي : عرفتم .
(3) في نسخة ( س ) : يعقل ، وفي ( ض ) : ينقل .
(4) المراد منه هو الحسن البصري .
(5) أورده الكليني في الكافي 2 : 222/5 ، وعنه في البحار 75 : 74/22 ، باختلاف يسير .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 285 _
[ 287/10 ] وعنهما ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي اُسامة زيد الشحام ، قال : قال العبد الصالح ( عليه السلام ) : ( اُمر الناس بخصلتين فضيّعوهما ، فصاروا منهما على غير شيء : الصبر والكتمان )
(1).
[ 288/11 ] وعنهما ، عن غير واحد ممّن حدّثهما ، عن حمّاد بن عيسى وغيره من أصحابنا ، عن حريز بن عبدالله ، عن المعلّى بن خُنيس
(2) ، قال : قال لي أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( يا معلّى اكتم أمرنا ولا تذعه ، فإنّه من كتم أمرنا ولم يذعه أعزّه الله به في الدنيا ، وجعله نوراً بين عينيه في الآخرة يقوده إلى الجنّة.
يا معلّى : من أذاع أمرنا ولم يكتمه أذلّه الله به في الدنيا ، ونزع النور من بين عينيه في الآخرة ، وجعله ظُلمة يقوده إلى النار.
يا معلّى : إنّ التقيّة من ديني ودين آبائي ، ولا دين لمن لا تقيّة له .
يا معلّى : إنّ الله عزّ وجلّ يُحبّ أن يُعبد في السرّ كما يُعبد في العلانية.
يا معلّى : المذيع أمرنا كالجاحد له
(3) )
(4).
---------------------------
(1) تقدّم الحديث تحت رقم 280 .
(2) المعلّى بن خُنيس : هو أبو عبدالله مولى الإمام الصادق جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) ، ومن قبله كان مولى لبني أسد ، كوفيّ ، بزّاز ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وقد وردت فيه روايات مادحة وذامّة فصحّح السيّد الخوئي ( رحمه الله ) المادحة وضعّف الذامّة منها ، وعدّه الشيخ في كتاب الغيبة من السفراء الممدوحين ، وكان من قوّام أبي عبدالله ( عليه السلام ) .
اُنظر رجال النجاشي : 417/1114 ، رجال البرقي : 25 ، رجال الطوسي : 310/397 ، الغيبة للطوسي : 347 .
(3) في نسخة ( ض ) : به ، بدل : له .
(4) ذكره البرقي في المحاسن 1 : 397/292 ، والكليني في الكافي 2 : 223/8 ، والطبرسي في مشكاة الأنوار : 40 .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 286 _
[ 289/12 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، والحسين بن سعيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن يونس بن عمّار ، عن سليمان بن خالد
(1) ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( يا سليمان إنّكم على أمر من كتمه أعزّه الله ، ومن أذاعه أذلّه الله )
(2).
[ 290/13 ] وعنه ، عن أبيه والحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، وحدّثني علي بن اسماعيل بن عيسى ويعقوب بن يزيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار القلانسي ، عن أبي بصير ، قال : دخلت على أبي عبدالله ( عليه السلام ) فسألته عن حديث كثير ، فقال : ( هل كتمت عليّ شيئاً قط ؟ ) فبقيت أتذكّر ، فلمّا رأى ما حلّ بي ، قال : ( أمّا ما حدّثت به أصحابك فلا بأس به ، إنّما الإذاعة أن تحدّث به غير أصحابك )
(3) .
[ 291/14 ] وعنه ، عن أبيه ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن أبي عمير وحدّثني يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن داود بن فرقد ، قال : قال لي
---------------------------
(1) سليمان بن خالد : هو ابن دهقان بن نافلة البجلي ، مولى عفيف بن معدي كرب ابو الربيع الأقطع ، كان قارئاً فقيهاً وجهاً ، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله ( عليهما السلام ) ، وخرج مع زيد ، ولم يخرج معه من أصحاب أبي جعفر ( عليه السلام ) غيره ، فقطعت يده ، مات في حياة أبي عبدالله ( عليه السلام ) فتوجّع لفقده ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الباقر والصادق ( عليهما السلام ) ، واقتصر الشيخ الطوسي على الإمام الصادق ( عليه السلام ) فقط .
انظر رجال النجاشي : 183/484 ، رجال البرقي : 13 و 32 ، رجال الطوسي : 207/76 ، رجال العلاّمة : 153/445 .
(2) أورده الكليني في الكافي 2 : 222/3 ، وعنه في البحار 75 : 72/20 .
(3) أورده البرقي في المحاسن 1 : 403/312 ، وعنه في مشكاة الأنوار : 41 ، والبحار 2 : 75 / 48 .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 287 _
أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( لاتحدّث حديثنا إلاّ أهلك أو من تثق به )
(1) .
[ 292/15 ] محمّد بن أبي عمير ، عن جميل بن صالح ، عن منصور بن حازم
(2) ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( يا منصور ما أجد أحداً اُحدّثه ، وإنّي لاُحدّث الرجل منكم بالحديث فيتحدّث به ، فاُوتي به فأقول : لم أقله )
(3) .
[ 293/16 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى وحدّثني علي بن اسماعيل بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي أيوب الخزّاز ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : قال : ( إنّ أصحاب محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وُعدوا سنة السبعين ، فلمّا قتل الحسين ( عليه السلام ) غضب الله عزّ وجلّ على أهل الأرض فأضعف عليهم العذاب.
وإنّ أمرنا كان قد دنا فأذعتموه فأخّره الله عزّ وجلّ ، ليس لكم سرّ ، وليس لكم حديث إلاّ وهو في يد عدوّكم ، إنّ شيعة بني فلان طلبوا أمراً فكتموه حتّى نالوه ، وأمّا أنتم فليس لكم سرّ )
(4) .
---------------------------
(1) لم أعثر له على مصدر .
(2) منصور بن حازم : هو أبو أيّوب البجلي ، كوفي ، ثقة ، عين ، صدوق ، من أجلّة أصحابنا وفقهائهم ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وقال السيد الخوئي رحمه الله : وعدّه الشيخ في النسخة المطبوعة من أصحاب الإمام الباقر ( عليه السلام ) وبقية النسخ خالية من ذكره .
انظر رجال النجاشي : 413/1101 ، رجال البرقي : 39 ، رجال الطوسي : 138/53 و 313/533 ، معجم رجال الحديث 19 : 373 .
(3) بصائر الدرجات : 479/5 ، وعنه في البحار 2 : 213/5 ، باختلاف يسير .
(4) أورد نحوه العياشي في تفسيره 2 : 218/69 ، والكلـيني في الكـافي 1 : 368/1 ، والنعماني في الغيبة : 293/10 ـ باب ما جاء في المنع عن التوقيت ، والطوسي في الغيبة : 428/417 ـ فصل فيما ذكر في عمر صاحب الأمر عجل الله فرجه ، والراوندي في الخرائج والجرائح 1 : 178/ذيل حديث 11 ـ باب معجزات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 288 _
[ 294/17 ] وعنه ، عن علي بن النعمان ، عن اسحاق بن عمّار ، قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : قد هممت أن أكتم أمري من الناس كلّهم حتّى أصحابي خاصّة ، فلايدري أحد على ما أنا عليه ، فقال : ( ما اُحبّ ذلك لك ، ولكن جالس هؤلاء مرّة وهؤلاء مرّة )
(1).
[ 295/18 ] أحمد وعبدالله ابنا محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية
(2) ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) أنّه قال : ( وددت والله أنّي افتديت خصلتين في الشيعة ببعض لحم ساعدي : النزق
(3) وقلّة الكتمان )
(4).
[ 296/19 ] وعنه وعلي بن اسماعيل بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عثمان بن عيسى الكلابي
(5) ، عن محمّد بن عجلان ، قال : قال
---------------------------
(1) لم أعثر له على مصدر .
(2) مالك بن عطية : هو الأحمسي ابو الحسين البجلي الكوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام السجّاد والباقر والصادق ( عليهم السلام ) ، واقتصر البرقي على الإمام الصادق ( عليه السلام ).
انظر رجال النجاشي : 422/1132 ، رجال البرقي : 47 ، رجال الطوسي : 101/7 و136/21 و 308/457 ، رجال العلاّمة : 277/1009 .
(3) النزق : الخفّة والطيش ، الصحاح 4 : 1558 ـ نزق .
(4) أورده الكليني في الكافي 2 : 221/1 ، والصدوق في الخصال : 44/40 .
(5) عثمان بن عيسى الكلابي : هو أبو عمرو العامري الكلابي الرؤاسي ، مولى بني رؤاس ، وكان شيخ الواقفة ووجهها ، وأحد الوكلاء المستبدّين بمال الإمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ، روى عن أبي الحسن ( عليه السلام ) ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الكاظم ( عليه السلام ) وزاد الشيخ عليه الإمام الرضا ( عليه السلام ) .
وقال الكشّي : ذكر نصر بن الصباح : أنّ عثمان بن عيسى كان واقفيّاً ، وكان وكيل أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) ، وفي يده مال ، فسخط عليه الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، قال : ثمّ تاب عثمان وبعث إليه بالمال.
اُنظـر رجـال النجـاشي : 300/817 ، رجال البرقي : 49 ، رجال الطوسي : 355/28 و 380/8 ، رجال الكشّي : 597/1117.
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 289 _
أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( إنّ الله تبارك وتعالى عيّر قوماً بالإذاعة ، فقال ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به )
(1) فإيّاكم والإذاعة )
(2).
[ 297/20 ] وعنه ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن يونس بن يعقوب
(3) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : ( من أذاع علينا شيئاً من أمرنا فهو ممّن قتلنا عمداً ، ولم يقتلنا خطأً )
(4) .
---------------------------
(1) النساء 4 : 83 .
(2) أورده البرقي في المحاسن 1 : 399/299 ، والكليني في الكافي 2 : 369/1 و 371/8 ، والعيّاشي في تفسيره 1 : 259/204 ، ونقله البحراني في تفسير البرهان 2 : 134/2 ، عن سعد بن عبدالله .
(3) يونس بن يعقوب : هو ابن قيس ابو علي الجلاّب البجلي الدهني ، خاله معاوية بن عمار ، اختص بأبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، وكان يتوكّل لأبي الحسن ( عليه السلام ) ، مات بالمدينة في أيام الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، فتولّى أمره ، وكان حظيّاً عندهم ، موثّقاً ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) وزاد الشيخ عليه الإمام الكاظم والرضا ( عليهما السلام ) .
اُنظر رجال النجاشي : 446/1207 ، رجال البرقي : 29 ، رجال الشيخ : 335/44 و363/4 و394/1 .
(4) أورده البرقي في المحاسن 1 : 398/295 ، بنفس السند ، والكليني في الكافي 2 : 371/9 ، بسند آخر ، والمفيد في الاختصاص : 32 ، وفيه : ( ليس منّا من أذاع حديثنا ، فإنّه قتلنا قتل عمد لا قتل خطأ ) وورّام في تنبيه الخواطر 2 : 162 ، وفيه ( ما قتلنا من أذاع حديثنا قتل خطأ ولكن قتل عمد ) ، والطبرسي في مشكاة الأنوار : 41 ، والسبزواري في جامع الأخبار : 253/661 .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 290 _
[ 298/21 ] وعنهما وأحمد بن الحسن بن علي بن فضّال ، عن الحسن بن علي بن فضّال
(1) وصفوان بن يحيى ، عن سماعة بن مهران ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( ويقتلون الأنبياء بغير حقّ )
(2) قال : ( أما والله ما قتلوهم بالسيوف ولكنّهم أذاعوا سرّهم ، وأفشوا عليهم أمرهم فقُتلوا )
(3).
[ 299/22 ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( أوصى آدم ( عليه السلام ) إلى هابيل ، فحسده قابيل فقتله ، ووهب الله له هبة الله وأمره أن يوصي إليه ، وأن يسرّ
(4) ذلك ، فجرت السنّة في ذلك بالكتمان والوصية
(5) ، فأوصى إليه وأسرّ ذلك ،
---------------------------
(1) في نسخة ( ض ) : أحمد بن الحسين بن علي بن فضال ، عن الحسين بن علي بن فضال ، وفي المختصر المطبوع ص 103 : أحمد بن الحسن بن علي بن فضال ، عن الحسين بن علي بن فضّال ، وكلاهما قد وقع فيهما التصحيف والخلط ، وما أثبتناه إن شاء الله هو الصحيح ، لأن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال هو الراوي عن أبيه ، ولم أجد ذكر للحسين بن علي فضال أو أحمد بن الحسين بن علي بن فضال في كتب التراجم .
انظر معجم رجال الحديث 2 : 83 و 88 و 6 : 55 .
(2) آل عمران 2 : 112 .
(3) أورده البرقي في المحاسن 1 : 398/296 ، والكليني في الكافي 2 : 371/7 ، باختلاف يسير ، والعيّاشي في تفسيره 1 : 196/132 ، نحوه .
(4) في نسخة ( ض ) : يستر .
(5) في قصص الأنبياء : في الوصية .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 291 _
فقال قابيل لهبة الله : إنّي قد علمت أنّ أباك قد أوصى إليك ، وأنا اُعطي الله عهداً لئن أظهرت ذلك أو تكلّمت به لأقتلنّك كما قتلت أخاك )
(1).
[ 300/23 ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى وحدّثني علي بن اسماعيل بن عيسى ويعقوب بن يزيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( حسبك
(2) أن يعلم الله وإمامك الذي تأتمّ به رأيك وما أنت عليه )
(3).
[ 301/24 ] أحمد وعبدالله ابنا محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : ( إنّ أبي صلوات الله عليه كان يقول : وأيّ شيء أقرّ للعين من التقيّة ، إنّ التقيّة جُنّة المؤمن )
(4).
[ 302/25 ] أحمد بن محمّد بن عيسى وعلي بن اسماعيل بن عيسى ، عن عثمان بن عيسى الكلابي ، قال : قال لي أبو الحسن موسى ( عليه السلام ) : ( إن كان في يدك هذه شيء
---------------------------
(1) أورد صدره العياشي في تفسيره 1 : 311/79 ، والراوندي في قصص الأنبياء : 61/40 ، باختلاف يسير .
(2) حسبك : أي كفاك ، لسان العرب 1 : 311 ـ حسب ، بمعنى كفاك أن يعلم الله تعالى شأنه سرّك ، وإمامك الذي بإذن الله عزّ وجلّ يعلم ذلك .
(3) لم أعثر له على مصدر .
(4) أورده البرقي في المحاسن 1 : 401/307 ، بقطعتين ، والكليني في الكافي 2 : 220/14 ، وفيهما : عن جميل بن صالح ، عن محمّد بن مروان ، والصدوق في الخصال : 22/78 ، وفيه : يا محمّد كان أبي يقول : يا بني ما خلق الله شيئاً أقرّ لأبيك من التقية ، والطبرسي في مشكاة الأنوار : 43 ، والسبزواري في جامع الأخبار : 254/23 .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 292 _
فاستطعت أن لاتعلم به هذه فافعل )
(1).
[ 303/26 ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن خالد البرقى ، عن القاسم بن محمّد الجوهري ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ).
وعن فضالة بن أيّوب ، عن أبان بن عثمان ، عن عبدالواحد بن المختار
(2) ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( لو أنّ على أفواهكم أوكية
(3) لحدّثنا كلّ امرىء بما لَهُ )
(4).
[ 304/27 ] وعنه وعلي بن اسماعيل بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عثمان بن عيسى ، عن عمر بن اُذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس الهلالي
(5) ، قال : سمعت علياً ( عليه السلام ) يقول في شهر رمضان ـ وهو الشهر
---------------------------
(1) أورده الكليني في الكافي 2 : 225/صدر حديث 14 ، وعنه في البحار 75 : 82/صدر حديث 31 ، والطبرسي في مشكاة الأنوار : 323 .
(2) عبدالواحد بن المختار : هو الأنصاري ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، وزاد الشيخ عليه الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
انظر رجال البرقي : 11 ، رجال الشيخ : 128/16 و 238/242 .
(3) الوكاء : رباط القربة وغيرها ، وكل ما شدّ رأسه من وعاء ونحوه ، القاموس المحيط 4 : 401 ـ وكي .
(4) أورده الصفّار في بصائر الدرجات : 423/2 ، والكليني في الكافي 1 : 264/1 ، بالسند الثاني وباختلاف يسير ، والبرقي في المحاسن 1 : 402/310 ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، عن أبان ، عن ضريس ، عن عبدالواحد بن المختار ، باختلاف يسير .
(5) سليم بن قيس الهلالي : هو العامري الكوفي أبو صادق ، عدّه البرقي والشيخ من الأولياء من أصحاب الإمام أمير المؤمنين والحسن والحسين والسجّاد والباقر ( عليهم السلام ) .
وقال العلاّمة : قال السيد علي بن أحمد العقيقي : كان سُليم بن قيس من أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) طلبه الحجّاج ليقتله ، فهرب وأوى إلى أبان بن أبي عيّاش ، فلمّا حضرته الوفاة قال لأبان : إنّ لك عليّ حقّاً وقد حضرني الموت ، يابن أخي إنّه كان من الأمر بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كيت وكيت ، وأعطاه كتاباً ، فلم يروي عن سليم بن قيس أحد من الناس سوى أبان بن أبي عيّاش. وذكر أبان في حديثه ، قال : كان سليم شيخاً متعبّداً له نور يعلوه .
انظر رجال البرقي : 4 و 7 و 8 و 9 ، رجال الطوسي : 43/5 و 68/1 و 74/1 و 91/6 و 124/1 ، رجال العلاّمة : 162/473 .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 293 _
الذي قتل فيه وهو بين ابنيه الحسن والحسين ( عليهما السلام ) وبني عبدالله بن جعفر بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، وخاصّة شيعته ـ : ( دعوا الناس وما رضوا لأنفسهم ، وألزموا أنفسكم السكوت ودولة عدوّكم ، فإنّه لا يعدمكم ما ينتحل أمركم ، وعدو باغ حاسد .
الناس ثلاثة أصناف : صنف بيّن بنورنا ، وصنف يأكلون بنا ، وصنف اهتدوا بنا واقتدوا بأمرنا ، وهم أقلّ الأصناف اولئك الشيعة النجباء الحكماء ، والعلماء الفقهاء ، والأتقياء الأسخياء ، طوبى لهم وحسن مآب )
(1) .
[ 305/28 ] وعنه ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، قال : سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) عن الرؤيا ، فأمسك عنّي ثم قال : ( لو أنّا أعطيناكم ما تريدون كان شرّاً لكم ، وأخذ برقبة صاحب هذا الأمر ) .
قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( ولاية الله أسرّها إلى جبرئيل ( عليه السلام ) ، وأسرّها جبرئيل ( عليه السلام ) إلى محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وأسرّها محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى علي صلوات الله عليه ، وأسرّها علي صلوات الله عليه إلى من شـاء ، ثمّ أنتم تذيعون ذلك ، من الذي أمسك حرفاً سمع به ؟ )
---------------------------
(1) أورده سليم بن قيس في كتابه 2 : 943/79 .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 294 _
وقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( في حكمة آل داود : ينبغي للمسلم أن يكون مالكاً لنفسه ، مقبلاً على شأنه ، عارفاً بأهل زمانه ، فاتّقوا الله ولاتذيعوا علينا ، فلولا أنّ الله عزّ وجلّ يدافع عن أوليائه ، وينتقم من أعدائه لأوليائه ، أما رأيت ما صنع الله بآل برمك
(1) ، وما انتقم لأبي الحسن صلوات الله عليه منهم.
وقد كان بنو الأشعث على خطر عظيم فدفع الله عنهم بولايتهم لأبي الحسن ( عليه السلام ) ، وأنتم بالعراق وترون أعمال هؤلاء الفراعنة وما أمهل الله لهم ، فعليكم بتقوى الله عزّ وجلّ ، ولا تغرّنّكم الدنيا ، ولاتغترّوا بمن أمهل الله تعالى له فكان الأمر قد صار إليكم ، ولو أنّ العلماء وجدوا من يحدّثونه ويكتم سرّه لحدّثوا ولبيّنوا الحكمة ، ولكن قد ابتلاهم الله بالإذاعة .
وأنتم قوم تحبّونا بقلوبكم ، ويخالف ذلك فعلكم ، والله ما يستوي اختلاف أصحابك ولهذا استتر على صاحبكم ليقال مختلفون ، مالكم لا تملكون أنفسكم وتصبرون حتّى يجيء الله بالذي تريدون ، إنّ هذا الأمر ليس يجيء على ما يريد الناس ، إنّما هو أمر الله وقضاؤه والصبر ، إنّما يعجل من يخاف الفوت.
وقد رأيت ما كان من أمر علي بن يقطين
(2) وما أوقع عند هؤلاء الفراعنة من
---------------------------
(1) آل برمك : هم البرامكة ، قوم سكنوا محلّة أو قرية البرمكية ببغداد فنسبوا إليها ، انظر معجم البلدان 1 : 367 و 403 ، تاريخ بغداد 6 : 139 ـ ترجمة ابراهيم بن عمر المعروف بالبرمكي .
(2) علي بن يقطين : هو ابن موسى البغدادي ، سكنها وهو كوفي الأصل ، مولى بني أسد ، أبو الحسن ، ولد بالكوفة سنة أربع وعشرين ومائة ، ومات سنة اثنتين وثمانين ومائة في أيام الإمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ، روى عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) حديثاً واحداً وعن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) فأكثر ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الكاظم ( عليه السلام ) .
وقال الشيخ : ثقة ، جليل القدر ، له منزلة عظيمة عند أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) عظيم المكان في الطائفة ، وكان في خدمة السفّاح والمنصور ومع ذلك كان يتشيّع ويقول بالإمامة وكذلك وُلده ، وكان يحمل الأموال إلى الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) ، فنمّ خبره إلى المنصور والمهدي فصرف الله عنه كيدهما .
اُنظر رجال النجاشي : 273/715 ، فهرست الشيخ : 154/15 ، رجال البرقي : 48 ، رجال الطوسي : 354/17 .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 295 _
أمركم ، فلولا دفاع الله عن صاحبكم وحسن تقديره له ، ولكن هو من منّ الله ودفاعه عن أوليائه ، أما كان لكم في أبي الحسن ( عليه السلام ) عظة .
أماترى حال هشام بن الحكم فهو الذي صنع بأبي الحسن ( عليه السلام ) ما صنع ، وقال لهم وأخبرهم ، أترى الله يغفر له ما ركب منّا ، فلو أعطيناكم ما تريدون كان شرّاً لكم ولكنّ العالم يعمل بما يعلم )
(1) .
[ 306/29 ] وعنه ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان
(2) ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( إنّما شيعتنا الخُرّس )
(3) .
[ 307/30 ] وعنهما ، عن محمّد بن اسماعيل بن بزيع ، عمّن ذكره ، عن عبدالله بن مسكان ، عن عبيدالله بن علي الحلبي
(4) ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( ما ذنبي إن كان
---------------------------
(1) أورده الكليني في الكافي 2 : 224/10 ، إلى قوله : فكان الأمر قد صار إليكم ، وعنه في البحار 48 : 249/58 و 75 : 77/27 .
(2) في الكافي والمستطرفات : عبدالله بن سنان .
(3) أورده الكليني في الكافي 2 : 113/2 ، وابن ادريس في مستطرفات السرائر : 84/25 ، والطبرسي في مشكاة الأنوار : 175 ، وقال المجلسي في مرآة العقول 8 : 211/2 : الحديث صحيح ، والخُرّس : بالضم جمع الأخرس ، أي هم لا يتكلّمون باللغو والباطل ، وفيما لايعلمون ، وفي مقام التقيّة خوفاً على أئمّتهم وأنفسهم وإخوانهم ، فكلامهم قليل فكأنّهم خُرّس .
(4) عبيدالله بن علي الحلبي : هو ابن أبي شعبة ، مولى بني تيم اللات بن ثعلبة ، أبو علي كوفي ، وآل أبي شعبة بالكوفة بيت مذكور من أصحابنا روى جدّهم عن الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، وكانوا جميعهم ثقات مرجوعاً إلى ما يقولون ، وكان عبيدالله يتّجر مع أبيه وإخوته إلى حلب فغلب عليهم النسبة إلى حلب ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) قائلاً : مولى ، ثقة ، صحيح ، له كتاب وهو أول كتاب صنّفه الشيعة ، وكذلك عدّه الشيخ الطوسي .
انظر رجال النجاشي : 230/612 ، رجال البرقي : 23 ، رجال الطوسي : 229/104 .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 296 _
الله تعالى يحب أن يعبد سرّاً ولا يعبد علانية )
(1).
[ 308/31 ] وعنهما ، عن محمّد بن سنان ، عن علي بن السرّي ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( إنّي لاُحدّث الرجل بالحديث فيسرّه فيكون غنىً له في الدنيا ، ونوراً له في الآخرة ، وإنّي لاُحدّث الرجل بالحديث فيذيعه فيكون ذُلاًّ له في الدنيا ، وحسرة عليه يوم القيامة )
(2).
[ 309/32 ] وعنهما ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن يونس بن يعقوب أو غيره ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : ( لقد كتم الله الحقّ كتماناً ، كأنّه أراد أن لايعبد ، وقال : الحقّ ميسّر يسير ، إنّ الله عزّ وجلّ آلى
(3) أن يعبد إلاّ سرّاً )
(4) .
[ 310/33 ] وعنهما وعبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر وأبي عبدالله ( عليهما السلام ) قال : سمعتهما يقولان : ( أما والله لو وجدت
(5) منكم ثلاثة مؤمنين يحتملون الحديث ما استحللت أن أكتمكم شيئاً )
(6) .
---------------------------
(1) لم أعثر له على مصدر .
(2) لم أعثر له على مصدر .
(3) في نسخة ( س وض ) : أبى ، بدل : آلى.
(4) لم أعثر له على مصدر .
(5) في نسخة ( ض ) : وجدنا .
(6) تقدم نظيره في حديث 278 بسند آخر .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 297 _
[ 311/34 ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن [ محمّد بن ]
(1) إسماعيل بن بزيع ، عن صالح بن عقبة ، عن يزيد بن عبدالملك ، قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : ( آلى
(2) الرحمن على الناكح والمنكوح ذكراً كان أو اُنثى إذا كانا محـصنين ، وهو على الذكر إذا كان منكوحاً أحصن ، يا يزيد : الزانية والزاني المتبرّئ منّا ) قلت : بريء الله منهم ، أليس هم المرجئة ؟ قال : ( لا ، ولكنّه الرجل منكم إذا أذاع سرّنا وأخبر به أهله ، فخبّرت تلك جارتها
(3) فأذاعته ، فهو بمنزلة الزانيين اللذين يرجمان )
(4) .
( تمّ الكتاب والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله أجمعين )
(5)
[ 312/1 ] ومن كتاب الخرائج والجرائح لسعيد بن هبة الله الراوندي ( رحمه الله ) ، قال : حدّثنا علي بن عبدالصمد التميمي
(6) ، أخبرنا عن أبيه ، عن السيد أبي البركات
---------------------------
(1) أثبتناه من الوسائل ، لضرورته حيث لم يكن ابن أبي الخطّاب يروي عن إسماعيل بن بزيع ، ولم يكن ابن عقبة يروي عنه إسماعيل .
انظر معجم رجال الحديث 16 : 313 ، 108 و 10 : 84 ، مستدركات النمازي 8 : 257.
(2) في نسخة ( ض ) : أبى.
(3) في نسخة ( ض ) : جاريتها .
(4) نقله الحر العاملي عن بصائر الدرجات للأشعري في الوسائل 28 : 155 / 8 ، باختلاف ،
(5) ما بين القوسين لم يرد في نسختي ( س وق ) والمختصر المطبوع ، وما أثبتناه من نسخة ( ض ) كي يعلم القارئ أنّ الكتاب كلّه لم يتعلّق بالمختصر ، بل إلى هنا ينتهي ما نقله الحسن بن سليمان من مختصر الأشعري .
وقد أشرنا في المقدّمة أنّ الحسن بن سليمان الحلي نقل أحاديث القسم الثاني من مصادر شتى ، مع ذكر اسم الكتاب .
(6) في المصدر : علي بن محمّد بن عبدالصمد التميمي ، والذي ذكره آقا بزرگ الطهراني هو : علي بن محمّد بن علي بن عبدالصمد التميمي ، والظاهر لا فرق بينهم فتارة يذكر باسم الجد واُخرى باسم الأب، انظر الثقات العيون في سادس القرون : 204 .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 298 _
علي بن الحسين الجوزي
(1) الحسيني ، أخبرنا الشيخ أبو جعفر ابن بابويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان
(2) ، عن المنخل بن جميل ، عن جابر بن يزيد ، قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إنّ حديث آل محمّد عظيم ، صعب مستصعب ، لا يؤمن به إلاّ ملك مقرّب ، أو نبي مرسل ، أو عبد
(3) امتحن الله قلبه للإيمان ، فما ورد عليكم من حديث آل محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فلانت له قلوبكم وعرفتموه فاقبلوه ، وما اشمأزّت
(4) له قلوبكم وأنكرتموه فردّوه إلى الله وإلى الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وإلى العالم من آل محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فإنّما الهالك أن يحدَّث أحدكم بالحديث أو بشيء لا يحتمله ، فيقول : والله ما كان هذا ، والله ما كان هذا ، والإنكار لفضائلهم هو الكفر )
(5) .
[ 313/2 ] وأخبرنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن المحسن
(6) الحلبي ، عن
---------------------------
(1) في المختصر المطبوع : الحويزي ، وذكره الأفندي في رياض العلماء 3 : 423 : الخوزي ، وآقا بزرگ الطهراني في النابس في القرن الخامس : 119 : الجوري .
(2) في نسختي ( س وض ) : عثمان بن مروان .
(3) في نسخة ( س ) زيادة : مؤمن .
(4) اشمأزّت : اجتمعت وانقبضت ، لسان العرب 5 : 362 ـ شمز .
(5) الخرائج والجرائح 2 : 792/1 ، وعنه في البحار 2 : 189/ ذيل الحديث 21 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 401/1 ، عن عمار بن مروان ، عن جابر .
(6) في المختصر المطبوع ص 107 : الحسن ، بدل : المحسن ، وما في المتن مثبت من النسخ الثلاث وهو الموافق للمصدر وهو الصحيح ، وهو فقيه صالح ، أدرك الشيخ أبي جعفر الطوسي ( رحمه الله ) ، وروى عنه ضياء الدين وقطب الدين الراونديان ، انظر فهرست منتجب الدين : 155/357 ، النابس في القرن الخامس : 170 و181 ، أعيان الشيعة 9 : 433 .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 299 _
الشيخ أبي جعفر الطوسي ، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن مخلّد بن حمزة بن نصر ، عن أبي الربيع الشامي
(1) ، قال : كنت عند أبي جعفر ( عليه السلام ) جالساً فرأيت أنّه قد نام فرفع رأسه وهو يقول : ( يا أبا الربيع حديث تمضغه الشيعة بألسنتها ما تدري ما كنهه ) قلت : ما هو ؟ قال : قول علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : ( إنّ أمرنا صعب مستصعب ، لا يحتمله إلاّ ملك مقرّب ، أو نبيّ مرسل ، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان ).
( يا أبا الربيع ألا ترى أنّه قد يكون ملك ولا يكون مقرّباً ، فلا يحتمله إلاّ مقرّب ، وقد يكون نبي ولا يكون مرسلاً ، فلا يحتمله إلاّ مرسل ، وقد يكون مؤمن وليس بممتحن ، فلا يحتمله إلاّ مؤمن قد امتحن الله قلبه للإيمان )
(2) .
---------------------------
(1) أبو الربيع الشامي : هو خُليد وقيل : خالد بن أوفى العنزي ، روى عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في مورد واحد ، وعن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في بقية الموارد ، عدّه البرقي من أصحاب الامام الصادق ( عليه السلام ) ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الباقر ( عليه السلام ) .
وقال السيد الخوئي ( رحمه الله ) : الرجل لم يرد فيه قدح ولا مدح في كتب الرجال ولكنّه مع ذلك ذهب جماعة إلى حسنه بل ووثاقته ، فقال الحر العاملي : خال من الذم بل هو ممدوح كثير الرواية والحديث .
اُنظر رجال النجاشي : 153/403 و455/1233 ، رجال البرقي : 43 ، رجال الطوسي : 120/5 ، أمل الآمل 1 : 82/79 ، معجم رجال الحديث 8 : 74 ـ 75 .
(2) الخرائج والجرائح 2 : 793/2 ، وعنه في البحار 2 : 197/ ذيل حديث 49 .
مُختَصَرُ البَصائِر
_ 300 _
[ 314/3 ] وأخبرنا جماعة منهم الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسن النيسابوري
(1) والشيخ محمّد بن علي بن عبدالصمد ، عن الشيخ أبي الحسن بن عبدالصمد التميمي ، أخبرنا أبو محمّد أحمد بن محمّد بن العمري ، أخبرنا محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن الحكم ، عن عبدالرحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : ( أتى الحسين ( عليه السلام ) اُناس ، فقالوا له : يا أبا عبدالله حدّثنا بفضلكم الذي جعله الله لكم ، فقال : إنّكم لا تحتملونه ولا تطيقونه ، فقالوا : بلى نحتمل ، قال : إن كنتم صادقين فليتنحّ إثنان واُحدّث واحداً ، فإن احتمله حدّثتكم ، فتنحّى إثنان وحدّث واحداً ، فقام طائر العقل ، ومرّ على وجهه وذهب ، فكلّمه صاحباه فلم يردّ عليهما شيئاً
(2) ، وانصرفوا )
(3).
[ 315/4 ] وبهذا الإسناد ، قال : أتى رجل الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، فقال : حدّثني بفضلكم الذي جعل الله لكم ، فقال ( عليه السلام ) : ( إنّك لن تطيق حمله ) فقال : بلى ، حدّثني يابن رسول الله فإنّي أحتمله ، فحدّثه الحسين ( عليه السلام ) بحديث ، فما فرغ الحسين ( عليه السلام ) من حديثه حتى ابيضّ رأس الرجل ولحيته ، واُنسي الحديث ، فقال الحسين ( عليه السلام ) : ( أدركته رحمة الله حيث اُنسي الحديث )
(4).
---------------------------
(1) في المصدر : أبو جعفر محمّد بن الحسن النيسابوري ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح ، وهو شيخ ثقة عين ، من مشايخ السيد ضياء الدين وقطب الدين الراونديان ، اُنظر فهرست منتجب الدين : 157/363 ، الثقات والعيون في سادس القرون : 272 ، أعيان الشيعة 9 : 444 .
(2) في نسخة ( ض ) : جواباً .
(3) الخرائج والجرائح 2 : 795/4 ، وعنه في البحار 25 : 378/26 .
(4) نفس المصدر 2 : 795/5 ، وعنه في البحار 25 : 379/27 .