علمهم.
  نحن ورثة اُولوا العزم من الرسل ( أن أقيموا الدين ) يا آل محمّد ( ولا تتفرّقوا فيه ) وكونوا على جماعة ( كبر على المشركين ) من أشرك بولاية علي ( ما تدعوهم إليه ) من ولاية علي إنّ الله يا محمّد ( يهدي إليه من ينيب ) (1) من يجيبك إلى ولاية علي ( عليه السلام ) ) (2).
  قوله ( عليه السلام ) : ( نحن أفراط الأنبياء ) الأفراط جمع فرط ، والفرط الخير السابق (3) ، يحتمل كلام مولانا ( عليه السلام ) وجهين :
  الأوّل : إنّه أراد تقدّمهم على الخلق لمّا خلقهم الله أشباحاً ، وجعلهم بعرشه محدقين ، كما رواه موسى بن عبدالله النخعي ، عن مولانا أبي الحسن علي بن محمّد الهادي ( عليهما السلام ) (4) : وهذا شيء لا ريب فيه ولا شك .
  وما رواه محمّد بن علي بن بابويه بطريقه عن مولانا جعفر بن محمّد الصادق ( عليه السلام ) : ( إنّ الله عزّ وجلّ خلق نور محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) واثنى عشر حجاباً معه ، قبل خلق آدم ( عليه السلام ) ( باربعمائة ألف عام وأربعة وعشرين ألف ) (5) عام ) (6).

---------------------------
(1) الشورى 42 : 13 .
(2) تأويل الآيات 2 : 543/5 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 223/1 ، والصفّار في بصائر الدرجات : 119/3 .
(3) انظر القاموس المحيط 2 : 377 ، الصحاح 3 : 1148 ـ فرط .
(4) انظر الزيارة الجامعة للأئمّة الأطهار ( عليهم السلام ) في عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 272/1 والتهذيب 6 : 95/177 .
(5) في نسخة ( ق ) : بأربعة عشر ألف .
(6) معاني الأخبار : 306/1 ، الخصال : 481/55 ، باختلاف .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 427 _

  والمراد بالحجب هنا الأئمّة الاثنى عشر صلوات الله عليهم ، لما رواه محمّد بن الحسن الطوسي في كتاب المصباح في الزيارة التي خرجت من الناحية المقدّسة يقول فيها : ( السلام على محمّد المنتجب وعلى أوصيائه الحجب ) (1).
  إذ قد صحّ وثبت في أحاديثهم ( عليهم السلام ) أنّه لم يسبقوا بغيرهم من الخلق ، فالحجب هم لا غير ، فهم بهذا المعنى أفراط الأنبياء ، خلقوا قبلهم خيراً سابقاً بغير شكّ ولا ارتياب.
  الثاني : إنّه ( عليه السلام ) أراد أنّ الأئمّة ( عليهم السلام ) يسبقون الأنبياء في الرجعة إلى دار الدنيا ، كما روي في الحديث : ( إنّ أوّل من يرجع إلى الدنيا مولانا الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ) (2) ، وما رويناه من أنّ رجعة الأنبياء ( عليهم السلام ) إلى الدنيا لنصرة مولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقد يكون المعنيان قصده ( عليه السلام ) جميعاً ، والله العليم الخبير.
  [ 506/68 ] ومن كتاب محمّد بن إبراهيم النعماني في الغيبة ، أخبرنا علي بن الحسين ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسن الرازي (3) ، عن محمّد بن علي ، عن محمّد بن سنان ، عن داود بن كثير الرقّي ، قال : قلت لأبي عبدالله جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) :

---------------------------
(1) مصباح المتهجّد : 756 ، وأورده ابن طاووس في اقبال الاعمال : 631 ، ومصباح الزائر : 493 ـ الأعمال المختصّة بشهر رجب المرجّب ، والنصّ فيها هكذا : وصلى الله على محمّد المنتجب وعلى أوصيائه الحجب .
(2) تقدّم بلفظين برقم 93 و98 .
(3) في المصدر : محمّد بن حسّان الرازي ، وعنه في البحار : محمّد بن الحسين الرازي ، ومحمّد بن حسّان الرازي : هو أبو عبدالله الزينبي أو الزبيبي ، يعرف وينكر بين بين ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الهادي ( عليه السلام ) ، وفيمن لم يرو عنهم ( عليهم السلام ) رجال النجاشي : 338/903 ، رجال الطوسي : 425/43 و506/84 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 428 _

  جعلت فداك أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ ( والسابقون السابقون * اُولئك المقرّبون ) (1) قال : ( نطق الله عزّ وجلّ بهذا يوم ذرأ الخلق في الميثاق ، قبل أن يخلق الخلق بألفي عام ) فقلت : فسّر لي ذلك ، فقال : ( إنّ الله جلّ وعزّ لمّا أراد أن يخلق الخلق خلقهم من طين ، ورفع لهم ناراً فقال : ادخلوها ، فكان أوّل من دخلها محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وأمير المؤمنين والحسن والحسين وتسعة من الأئمّة ( عليهم السلام ) إمام بعد إمام ، ثمّ اتّبعهم شيعتهم ، فهم والله السابقون ) (2).
  [ 507/69 ] ومن الكتاب أيضاً : أخبرنا علي بن الحسين المسعودي ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الرازي (3) ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالله بن جبلّة ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنّه قال : ( لو قد قام القائم لأنكره الناس ، لأنّه يرجع إليهم شابّاً موفّقاً ، لا يثبت عليه إلاّ من (4) قد أخذ الله ميثاقه في الذرّ الأوّل ) (5).

---------------------------
(1) الواقعة 56 : 10 ـ 11 .
(2) الغيبة للنعماني : 90/20 ، وعنه في البحار 36 : 401/11 .
(3) في المصدر : محمّد بن حسّان الرازي .
(4) في نسختي ( ض وق ) : مؤمن ، بدل : من .
(5) الغيبة للنعماني : 188/43 و211/20 ، وعنه في البحار 52 : 287/24 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 429 _

تتمّة : ما تقدّم من أحاديث الرجعة (*)
  [ 508/1 ] ونقلت أيضاً من كتاب السلطان المفرّج عن أهل الإيمان تصنيف السيّد الجليل الموفق السعيد بهاء الدين علي بن عبدالكريم بن عبدالحميد الحسيني (1) ما صورته ، وبالطريق المذكور يرفعه إلى علي بن إبراهيم بن مهزيار (2) ، قال : كنت نائماً في مرقدي إذ رأيت ما يرى النائم قائلاً يقول : حج السنة ، فإنّك تلقى صاحب الزمان ـ وذكر الحديث بطوله ـ .
  ثمّ قال : ( يابن مهزيار ـ ومدّ يده ـ ألا اُنبئك الخبر ؟ إنّه إذا فقد (3) الصيني ، وتحرّك المغربي ، وسار العباسي ، وبويع السفياني ، يؤذن لوليّ الله فأخرج بين الصفا والمروة في ثلاثمائة وثلاثة عشر سواء ، فأجي إلى الكوفة فأهدم مسجدها ، وأبنيه على بنائه الأول ، وأهدم ما حوله من بناء الجبابرة ، وأحجّ بالناس حجّة الإسلام.

---------------------------
(*) تقدّمت أحاديث الرجعة من غير طريق سعد بن عبدالله برقم حديث 101 ـ 146 .
(1) في البحار : الحسني ، وما في المتن هو الصحيح ، وهو من أساتذة الشيخ حسن بن سليمان الحلّي ، اُنظر الحقائق الراهنة في المائة الثامنة ص 142 ، أعيان الشيعة 8 : 266 .
(2) في المختصر المطبوع ص 176 والبحار : علي بن مهزيار ، والظاهر هو اشتباه ، والصحيح ما في المتن ، لان علي بن مهزيار معدود من أصحاب الإمام الرضا والجواد والهادي ( عليهم السلام ).
(3) وأمّا علي بن إبراهيم بن مهزيار ذكره الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة ص 263/228 فيمن تشرّف بلقاء الحجّة عجّل الله فرجه ، وكذلك الطبري في دلائل الإمامة : 296.

مُختَصَرُ البَصائِر _ 430 _

  وأجي إلى يثرب (1) ، فأهدم الحجرة ، واُخرج من بها ـ وهما طريان ـ فآمر بهما تجاه البقيع ، وآمر بخشبتين يصلبان عليهما ، فتورقان من تحتهما ، فيفتتن الناس بهما أشدّ من الفتنة الاُولى ، فينادي مناد من السماء : يا سماء أنبذي ، ويا أرض خذي ، فيومئذ لا يبقى على وجه الأرض إلاّ مؤمن قد أخلص قلبه للإيمان ).
  قلت : يا سيدي ما يكون بعد ذلك ؟ قال : ( الكرّة الكرّة ، الرجعة الرجعة ، ثمّ تلا هذه الآية ( ثمّ رددنا لكم الكرّة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً ) (2) ) (3).
  [ 509/2 ] وممّا رويته بالطرق المتقدّمة (4) ، عن أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي من كتاب المزار ، عن محمّد بن جعفر الرزّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب وأحمد بن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أبيه ، عن مروان بن مسلم ، عن بريد بن معاوية العجلي ، قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) يابن رسول الله أخبرني عن اسماعيل الذي ذكره الله تعالى في كتابه حيث يقول ( واذكر في الكتاب اسماعيل إنّه

---------------------------
(1) يثرب : مدينة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، سمّيت بذلك لأنّ أول من سكنها عند التفرّق يثرب بن قانية ابن مهلائيل بن ارم بن عبيل بن عوض بن ارم بن سام بن نوح ( عليه السلام ) ، فلمّا نزلها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سمّاها طيبة وطابة ، كراهية للتثريب ، وسمّيت مدينة الرسول لنزوله بها ، معجم البلدان 5 : 430 .
(2) الإسراء 17 : 6 .
(3) وعنه في البحار 53 : 104/131 .
(4) في نسخة ( ق ) : بالطريق المتقدّم .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 431 _

  كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيّاً ) (1) أكان اسماعيل بن إبراهيم ( عليهما السلام ) ؟ فإنّ الناس يزعمون أنّه اسماعيل بن إبراهيم ( عليهما السلام ) !
  فقال ( عليه السلام ) : ( إسماعيل مات قبل إبراهيم ( عليه السلام ) ، وإنّ إبراهيم ( عليه السلام ) كان حجّة لله قائماً صاحب شريعة ، فإلى من اُرسل اسماعيل إذاً ؟ ) قلت : فمن كان جعلت فداك ؟ قال ( عليه السلام ) : ( ذاك إسماعيل بن حزقيل النبيّ ( عليه السلام ) ، بعثه الله إلى قومه ، فكذّبوه وقتلوه وسلخوا وجهه ، فغضب الله تعالى له عليهم ، فوجّه إليه سطاطائيل ـ ملك العذاب ـ فقال له : يا اسماعيل أنا سطاطائيل ملك العذاب ، وجّهني ربّ العزّة إليك ، لاُعذّب قومك بأنواع العذاب إن شئت ، فقال له اسماعيل : لا حاجة لي في ذلك يا سطاطائيل.
  فأوحى الله إليه : ما حاجتك يا اسماعيل ؟ فقال اسماعيل : يا ربّ إنّك أخذت الميثاق لنفسك بالربوبيّة ، ولمحمّد بالنبوّة ، ولأوصيائه بالولاية ، وأخبرت خير خلقك بما تفعل اُمّته بالحسين بن علي ( عليه السلام ) من بعد نبيّها ، وإنّك وعدت الحسين ( عليه السلام ) أن تُكِرَّه إلى الدنيا حتى ينتقم بنفسه ممّن فعل ذلك به ، فحاجتي إليك يا ربّ أن تكرّني إلى الدنيا ، حتى أنتقم ممّن فعل ذلك بي ما فعل ، كما تكرّ الحسين ( عليه السلام ) ، فوعد الله عزّ وجلّ إسماعيل بن حزقيل ذلك ، فهو يكرّ مع الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ) (2).
  [ 510/3 ] وعنه ، عن محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن عليّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصري ، عن عبدالله بن عبدالرحمن الأصم ، قال ، حدّثنا أبو عبيدة البزّاز ، عن حريز ، قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : جعلت فداك ما أقلّ بقاؤكم أهل البيت وأقرب آجالكم بعضها

---------------------------
(1) مريم 19 : 54 .
(2) كامل الزيارات : 65/3 ، وعنه في البحار 13 : 390/6 و44 : 237/28 و53 : 105/132 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 432 _

  من بعض مع حاجة هذا الخلق إليكم ؟ فقال : ( إنّ لكلّ واحد منّا صحيفة ، فيها ما يحتاج إليه أن يعمل به في مدّته ، فإذا انقضى ما فيها ممّا اُمر به عرف أنّ أجله قد حضر ، وأتاه النبي ( عليه السلام ) ينعى إليه نفسه وأخبره بماله عند الله.
  وإنّ الحسين صلوات الله عليه قرأ صحيفته التي اُعطيها وفسّر له ما يأتي وما يبقى ، وبقي منها أشياء لم تنقض ، فخرج إلى القتال ، وكانت تلك الاُمور التي بقيت أنّ الملائكة سألت الله عزّ وجلّ في نصرته فأذن لها ، فمكثت تستعدّ للقتال ، وتتأهّب لذلك حتى قتل ، فنزلت وقد انقطعت مدّته وقتل صلوات الله عليه.
  فقالت الملائكة : يا ربّ أذنت لنا في الانحدار ، ( وأذنت لنا في نصرته ) (1) فانحدرنا وقد قبضته .
  فأوحى الله تبارك وتعالى إليهم : أن الزموا قبره حتى ترونه وقد خرج ، فانصروه وابكوا عليه وعلى ما فاتكم من نصرته ، فإنّكم خصّصتم بنصرته والبكاء عليه ، فبكت الملائكة حزناً وجزعاً (2) على ما فاتهم من نصرته ، فإذا خرج صلوات الله عليه يكونون أنصاره ) (3).
  [ 511/4 ] وعنه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أبي عبدالله محمّد بن عبدالله الرازي الجاموراني ، عن الحسين بن سيف بن عميرة ، عن أبيه ، عن أبي بكر

---------------------------
(1) ما بين القوسين لم يرد في المصدر .
(2) في الكافي : تعزّياً وحزناً .
(3) كامل الزيارات : 87/17 ـ باب 27 ، وعنه في البحار 45 : 225/18 و53 : 106/133.
وأورده الكليني في الكافي 1 : 283 ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبدالله بن عبدالرحمن الأصم ، عن أبي عبدالله البزّاز ، عن حريز. وعنه في مرآة العقول 3 : 199/5 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 433 _

  الحضرمي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أو أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قلت له : أيّ بقاع الله (1) أفضل بعد حرم الله وحرم رسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ فقال : ( الكوفة ، يا أبا بكر هي الزكيّة الطاهرة ، فيها قبور النبيّين المرسلين ( وغير المرسلين ) (2) والأوصياء الصادقين ، وفيها مسجد سهيل (3) ، الذي لم يبعث الله نبيّاً إلاّ وقد صلّى فيه ، ومنها يظهر عدل الله ، وفيها يكون قائمه ، والقوّام من بعده ، وهي منازل النبيّين والأوصياء والصالحين ) (4).
  حدّثني الأخ الصالح الرشيد محمّد بن إبراهيم بن محسن المطارآبادي أنّه وجد بخط أبيه الرجل الصالح إبراهيم بن محسن هذا الحديث الآتي ذكره وأراني خطّه وكتبته منه ، وصورته :
  [ 512/5 ] الحسين بن حمدان ، عن محمّد بن إسماعيل وعلي بن عبدالله الحسنيين ، عن أبي شعيب محمّد بن نصر (5) ، عن عمر بن الفرات ، عن محمّد بن المفضّل ، عن المفضّل بن عمر ، قال : سألت سيّدي الصادق ( عليه السلام ) هل للمأمول المنتظر المهدي ( عليه السلام ) من وقت موقّت يعلمه الناس ؟
  فقال : ( حاش لله أن يوقّت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا ).
  قلت : يا سيدي ولم ذاك ؟
  قال : ( لأنّه هو الساعة التي قال الله تعالى ( يسئلونك عن الساعة أيّان مرسَيها قل إنّما علمها عند ربّي لا يجلّيها لوقتها إلاّ هو ثقلت في السموات

---------------------------
(1) في الكامل : بقاع الأرض.
(2) ما بين القوسين لم يرد في نسختي ( س وق ) .
(3) في نسخة ( س ) : سهل .
(4) كامل الزيارات : 30/11 ـ باب 80 ، وعنه في البحار 100 : 440/17 .
(5) في المصدر : محمّد بن نصير .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 434 _

  والأرض ) (1) الآية ، وهي الساعة التي قال الله ( يسئلونك عن الساعة أيّان مرسَيها ) (2) وقال ( عنده علم الساعة ) (3) ولم يقل إنّها عند أحد ، وقال ( هل ينظرون إلاّ الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها ) (4) الآية ، وقال ( اقتربت الساعة وانشقّ القمر ) (5) وقال ( ما يدريك لعلّ الساعة قريب * يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنّها الحقّ ألا إنّ الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد ) (6) ).
  قلت : فما معنى يمارون ؟
  قال ( يقولون متى ولد ، ومن رآه (7) ؟ وأين يكون ؟ ومتى يظهر ؟ وكلّ ذلك استعجالاً لأمر الله ، وشكّاً في قضائه ، ودخولاً في قدرته ، اُولئك الذين خسروا الدنيا والآخرة وإنّ الكافرين لشرّ مآب ).
  قلت : أفلا توقّت له وقتاً ؟
  فقال : ( يا مفضّل لا اُوقّت له وقتاً ، ولا يوقّت له وقتاً ، إنّ من وقّت لمهديّنا وقتاً فقد شارك الله في علمه ، وادّعى أنّه ظهر على سرّه (8) ، وما لله من سرّ إلاّ وقد

---------------------------
(1) الأعراف 7 : 187 .
(2) النازعات 79 : 42 .
(3) لقمان 31 : 34 .
(4) سورة محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) 47 : 18 .
(5) القمر 54 : 1 .
(6) الشورى 42 : 17 ـ 18 .
(7) في نسخة ( ض ) : ومتى رُئي .
(8) في المصدر : أمره .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 435 _

  وقع إلى هذا الخلق المعكوس الضالّ عن الله ، الراغب عن أولياء الله ، وما لله من خبر إلاّ وهم أخصّ به لسرّه وهو عندهم ، ( وقد اُصين من جهلهم ) (1) وإنّما ألقى الله إليهم ليكون حجّة عليهم ).
  قال المفضّل : يا مولاي فكيف يدرى (2) ظهور المهدي ( عليه السلام ) وإليه التسليم ؟
  قال ( عليه السلام ) : ( يا مفضّل يظهر في شبهة ليستبين ، فيعلو ذكره ، ويظهر أمره ، وينادى بإسمه وكنيته ونسبه ، ويكثر ذلك على أفواه المحقّين والمبطلين ، والموافقين والمخالفين ، لتلزمهم الحجّة بمعرفتهم (3) به ، على أنّه قد قصصنا ودللنا عليه ، ونسبناه وسمّيناه وكنّيناه ، وقلنا : سميّ جدّه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكنيّه لئلاّ يقول الناس : ما عرفنا له إسماً ولا كنية ولا نسباً.
  والله ليتحقّق الإيضاح به وبإسمه ونسبه وكنيته على ألسنتهم ، حتى ليسمّيه بعضهم لبعض ، كلّ ذلك للزوم الحجّة عليهم ، ثمّ يظهره الله كما وعد به جدّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في قوله عزّ وجلّ ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون ) (4) ).
  قال المفضّل : يا مولاي فما تأويل قوله تعالى ( ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون ) ؟
  قال ( عليه السلام ) : ( هو قوله تعالى ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كلّه

---------------------------
(1) ما بين القوسين لم يرد في البحار .
(2) في البحار : بدؤ .
(3) في نسختي ( س وض ) : لتكن منهم الحجة لمعرفتهم .
(4) التوبة 9 : 33 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 436 _

  لله ) (1) فوالله يا مفضّل ليرفع عن الملل والأديان الاختلاف ويكون الدين كلّه واحداً ، كما قال جلّ ذكره ( إنّ الدين عند الله الاسلام ) (2) وقال الله تعالى ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) (3) ).
  قال المفضّل : قلت يا سيّدي ومولاي : والدين الذي في آبائه : إبراهيم ونوح وموسى وعيسى ومحمّد صلوات الله عليهم هو الإسلام ؟.
  قال : ( نعم ، يا مفضّل هو الإسلام لا غير ).
  قلت : يا مولاي أتجده في كتاب الله ؟
  قال ( عليه السلام ) : ( نعم ، من أوّله إلى آخره ، ومنه هذه الآية وهو قوله تعالى ( إنّ الدين عند الله الإسلام ) (4).
  وقوله تعالى ( ملّة أبيكم إبراهيم هو سمّاكم المسلمين ) (5).
  ومنه قوله تعالى في قصّة إبراهيم واسماعيل ( واجعلنا مسلِمَين لك ومن ذرّيتنا اُمّة مسلمة لك ) (6).
  وقوله تعالى في قصّة فرعون ( وأنا من المسلمين ) (7).
  وفي قصّة سليمان وبلقيس ( قبل أن يأتوني مسلمين ) (8).

---------------------------
(1) الأنفال 8 : 39.
(2 و 3) آل عمران 3 : 19.
(4) آل عمران 3 : 85.
(5) الحج 22 : 78.
(6) البقرة 2 : 128.
(7) يونس 10 : 90.
(8) النمل 27 : 38.

مُختَصَرُ البَصائِر _ 437 _

  وقولها ( أسلمت مع سليمان لله ربّ العالمين ) (1).
  وقول عيسى ( عليه السلام ) ( من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنّا بالله واشهد بأنّا مسلمون ) (2).
  وقوله عزّ وجلّ ( وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وكرها ) (3).
  وقوله في قصّة لوط ( فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ) (4) ولوط ( عليه السلام ) قبل إبراهيم ( عليه السلام ).
  وقوله ( قولوا آمنّا بالله وما اُنزل إلينا ـ إلى قوله ـ لا نفرّق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ) (5).
  وقوله تعالى ( أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت ـ إلى قوله ـ ونحن له مسلمون ) ) (6).
  قلت : يا سيّدي كم الملل ؟
  قال ( عليه السلام ) : ( أربعة وهي الشرائع ).
  قال المفضّل : قلت : يا سيّدي المجوس لم سمّوا المجوس ؟
  قال ( عليه السلام ) : ( لأنّهم تمجّسوا في السريانية ، وادّعوا على آدم ( عليه السلام ) وشيث ( عليه السلام ) ـ وهو هبة الله ـ أنّهما أطلقا لهم نكاح الاُمّهات والأخوات والبنات والخالات

---------------------------
(1) النمل 27 : 44 .
(2) آل عمران 3 : 52 .
(3) آل عمران 3 : 83 .
(4) الذاريات 51 : 36 .
(5) البقرة 2 : 136 .
(6) البقرة 2 : 133 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 438 _

  والعمّات والمحرّمات من النساء ، وأنّهما أمراهم ( أن يصلّوا ) (1) إلى الشمس حيث وقفت في السماء ، ولم يجعلا لصلاتهم وقتاً ، وإنّما هو افتراء على الله عزّ وجلّ الكذب وعلى آدم وشيث ( عليهما السلام ) ).
  قال المفضّل : يا مولاي وسيّدي لم سمّي قوم موسى اليهود ؟
  قال ( عليه السلام ) : ( يقول الله عزّ وجلّ ( إنّا هدنا إليك ) (2) أي اهتدينا إليك ).
  قال : فالنصارى ؟
  قال ( عليه السلام ) : ( لقول عيسى ( عليه السلام ) ( من أنصاري إلى الله ) (3) وتلا الآية إلى آخرها ، فسمّوا النصارى لنصرة دين الله ).
  قال المفضّل : فقلت : يا مولاي فلم سمّي الصابئون الصابئين ؟
  فقال ( عليه السلام ) : ( يا مفضّل إنّهم صَبوا إلى تعطيل الأنبياء والرسل ، والملل والشرائع ، وقالوا : كلّ ما جاؤوا به باطل ، فجحدوا توحيد الله تعالى ، ونبوّة الأنبياء ، ورسالة المرسلين ، ووصيّة الأوصياء ، فهم بلا شريعة ولا كتاب ولا رسول ، وهم معطّلة العالَم ).
  قال المفضّل : سبحان الله ما أجلّ هذا من علم هؤلاء ؟
  قال ( عليه السلام ) : ( نعم يا مفضّل ، فألقه إلى شيعتنا لئلاّ يشكّوا في الدين ).
  قال المفضّل : يا سيّدي ففي أيّ بقعة يظهر المهدي ( عليه السلام ) ؟
  قال ( عليه السلام ) : ( لا تراه عين في وقت ظهوره ، ولا رأته كلّ عين ، فمن قال لكم غير

---------------------------
(1) في نسخة ( ض ) : بالسجود .
(2) الأعراف 7 : 156 .
(3) آل عمران 3 : 52 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 439 _

  هذا فكذّبوه ).
  قال المفضّل : يا سيدي ولا يُرى وقت ولادته ؟
  قال ( عليه السلام ) : ( بلى ، والله ليرى من ساعة ولادته إلى ساعة وفاة أبيه بسنتين وتسعة (1) أشهر ، أول ولادته وقت الفجر ، من ليلة الجمعة لثمان خلون من شعبان سنة سبع وخمسين ومائتين (2) ، إلى يوم الجمعة لثمان خلون من ربيع الأول سنة ستّين ومائتين ، وهو يوم وفاة أبيه بالمدينة ـ التي بشاطئ دجلة ، يبنيها المتكبّر الجبّار المسمّى باسم جعفر الضال ، الملقّب بالمتوكّل وهو المتأكّل لعنه الله تعالى ـ وهي مدينة تدعى بسرّ من رأى ، وهي ساء من رأى .
  يرى شخصه المؤمن المحق سنة ستين ومائتين ، ولا يراه المشكّك المرتاب ، وينفذ فيها أمره ونهيه ، ويغيب عنها فيظهر في القصر بصابر (3) بجانب المدينة في حرم جدّه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فيلقاه هناك من يُسعده الله بالنظر إليه ، ثم يغيب في آخر يوم من سنة ست وستّين ومائتين فلا تراه عين أحد ، حتى يراه كلّ أحد وكلّ عين ).
  قال المفضّل : قلت : يا سيدي فمن يخاطبه ولمن يخاطب ؟
  قال الصادق ( عليه السلام ) : ( تخاطبه الملائكة والمؤمنون من الجن ، ويخرج أمره ونهيه

---------------------------
(1) في نسخة ( ض ) والمصدر : سبعة .
(2) تعدّدت الروايات في سنة ولادته عجّل الله فرجه فمنهم من يقول : ولد في سنة ست وخمسين ومائتين ، ومنهم من يقول : ولد في سنة خمس وخمسين ومائتين .
وعلى القول الثاني يكون عمره الشريف عند وفاة أبيه ( عليه السلام ) خمس سنين كما قاله المفيد ، والظاهر هو المشهور .
(3) في المصدر : بصاريا .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 440 _

  إلى ثقاته وولاته ووكلائه ، ويقعد ببابه محمّد بن نصير النميري (1) في يوم غيبته بصابر ، ثمّ يظهر بمكّة .
  ووالله يا مفضّل كأنّي أنظر إليه دخل مكّة وعليه بردة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وعلى رأسه عمامة صفراء ، وفي رجليه نعلا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) المخصوفة ، وفي يده ( عليه السلام ) هراوته ، يسوق بين يديه أعنزاً عجافاً حتى يصل بها نحو البيت ، ليس ثمّ أحد يعرفه ، ويظهر وهو شاب حزْوَر (2) ) .
  قال المفضّل : يا سيدي يعود شاباً أو يظهر في شيبة ؟
  فقال ( عليه السلام ) : ( سبحان الله وهو يعرف ذلك ؟ يظهر كيف شاء ، وبأي صورة شاء ، إذا جاءه الأمر من الله تعالى مجـده وجلّ ذكره ).
  قال المفضّل : يا سيدي فمن أين يظهر وكيف يظهر ؟
  قال ( عليه السلام ) : ( يا مفضّل يظهر وحده ، ويأتي البيت وحده ، ويلج (3) الكعبة

---------------------------
(1) في نسخة ( س ) : محمّد بن نصر البصري.
ومحمّد بن نصير النميري : ذكره الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة ـ في باب المذمومين الذين ادّعوا البابية ـ قائلاً : قال ابن نوح : أخبرنا أبو نصر هبة الله بن محمّد قال : كان محمّد بن نصير النميري من أصحاب أبي محمّد الحسن بن علي ( عليه السلام ) ، فلمّا توفّي أبو محمّد ادّعى مقام أبي جعفر محمّد بن عثمان أنّه صاحب إمام الزمان ( عليه السلام ) ، وادّعى له البابية ... كتاب الغيبة : 398/369.
(2) في نسخة ( ق ) : شاب موفق مربوق ، وفي نسخة ( س ) : شاب خرنوق ، وفي نسخة ( ض ) : شاب حرقوف مونق حزور.
والحَزْوَرُ : الغلام الذي قد شبّ وقوي ، لسان العرب 4 : 186 ـ حزر .
(3) ولج : دخل. القاموس المحيط 1 : 289 ـ ولج.

مُختَصَرُ البَصائِر _ 441 _

  وحده ، ويجنّ عليه الليل وحده ، فإذا نامت العيون ، وغسق الليل (1) ، نزل إليه جبرئيل وميكائيل ( عليهما السلام ) والملائكة صفوفاً ، فيقول له جبرئيل ( عليه السلام ) : يا سيدي قولك مقبول ، وأمرك جائز ، فيمسح ( عليه السلام ) يده على وجهه ويقول ( الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوّأ من الجنّة حيث نشاء فنعم أجر العاملين ) (2).
  ويقف بين الركن والمقام ، فيصرخ صرخة فيقول : يا معشر نقبائي وأهل خاصّتي ، ومن ذخرهم الله لنصرتي قبل ظهوري على وجه الأرض ! ائتوني طائعين ، فترد صيحته ( عليه السلام ) عليهم وهم في محاريبهم (3) وعلى فرشهم ، في شرق الأرض وغربها ، فيسمعونه في صيحة واحدة ، في اُذن كلّ رجل ، فيجيئون جميعهم نحوها (4) ، ولا يمضي لهم إلاّ كلمحة بصر حتى يكونوا كلّهم بين يديه ( عليه السلام ) بين الركن والمقام.
  فيأمر الله عزّوجل النور فيصير عموداً من الأرض إلى السماء ، فيستضي به كلّ مؤمن على وجه الأرض ، ويدخل عليه نور من جوف بيته ، فتفرح نفوس المؤمنين بذلك النور ، وهم لا يعلمون بظهور قائمنا أهل البيت عليه وعليهم السلام ، ثمّ يصبحون وقوفاً بين يديه ( عليه السلام ) ، وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، بعدّة أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم بدر ).
  قال المفضّل : يا مولاي وسيّدي فالاثنان وسبعون رجلاً الذين قتلوا مع الحسين ( عليه السلام ) يظهرون معه ؟

---------------------------
(1) الغسق : أول ظلمة الليل ، وقد غسق الليل يغسق ، أي اظلمّ ، الصحاح 4 : 1537 ـ غسق .
(2) الزمر 39 : 74 .
(3) المحاريب : صدور المجالس ، الصحاح 1 : 108 ـ حرب .
(4) في نسخة ( س ) : نحوه ( عليه السلام ) .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 442 _

  قال ( عليه السلام ) : ( نعم يظهرون معه ، وفيهم أبو عبدالله الحسين بن علي ( عليه السلام ) (1) في اثني عشر ألفاً ، مؤمنين من شيعة علي ( عليه السلام ) ، وعليه عمامة سوداء ).
  قال المفضّل : يا سيّدي فتغيّر سنّة القائم ( عليه السلام ) الذين بايعوا له قبل ظهوره وقبل قيامه ؟
  فقال ( عليه السلام ) : ( يا مفضّل كلّ بيعة قبل ظهور القائم ( عليه السلام ) فبيعة كفر ونفاق وخديعة ، لعن الله المبايع لها والمبايَع له .
  بل يا مفضّل يسند سيّدنا القائم ( عليه السلام ) ظهره إلى الحرم ويمدّ يده المباركة فترى بيضاء من غير سوء ، ويقول : هذه يد الله ، وعن الله ، وبأمر الله ، ثم يتلو هذه الآية ( إنّ الذين يبايعونك إنّما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنّما ينكث على نفسه ) (2) الآية.
  فيكون أول من يقبّل يده جبرئيل ( عليه السلام ) ثمّ يبايعه وتبايعه الملائكة ونجباء الجنّ ، ثمّ النقباء ، ويصبح الناس بمكّة فيقولون : من هذا الرجل الذي بجانب الكعبة ؟ وما هذا الخلق الذين معه ؟ وما هذه الآية التي رأيناها الليلة ولم نر مثلها ؟ فيقول بعضهم لبعض : هذا الرجل هو صاحب العنيزات.
  فيقول بعضهم لبعض : انظروا هل تعرفون أحداً ممّن معه ؟ فيقولون : لا نعرف أحداً منهم إلاّ أربعة من أهل مكة ، وأربعة من أهل المدينة ، وهم فلان وفلان

---------------------------
(1) في نسخة ( ض ) : يظهرون وفيهم أبو عبدالله الحسين بن علي ( عليه السلام ) .
وفي نسخة ( س ) : فيقبل الحسين بن علي ( عليه السلام ) .
وفي المختصر المطبوع والبحار : يظهر منهم أبو عبدالله الحسين بن علي ( عليه السلام ) .
وما في المتن من نسخة ( ق ) .
(2) الفتح 48 : 10 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 443 _

  ويعدّونهم بأسمائهم ، ويكون هذا أوّل طلوع الشمس في ذلك اليوم ، فإذا طلعت الشمس وأضاءت صاح صائح بالخلائق من عين الشمس بلسان عربي مبين ، يُسمع من في السماوات والأرضين :
  يا معشر الخلائق هذا مهديّ آل محمّد ـ ويسمّيه باسم جدّه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ويكنّيه ، وينسبه إلى أبيه الحسن الحادي عشر إلى الحسين بن علي صلوات الله عليهم أجمعين ـ بايعوه تهتدوا ، ولا تخالفوا أمره فتضلّوا.
  فأوّل من يقبّل يده الملائكة ، ثمّ الجنّ ، ثمّ النقباء ويقولون : سمعنا وأطعنا ، ولا يبقى ذو اُذن من الخلائق إلاّ سمع ذلك النداء ، وتقبل الخلائق من البدو والحضر ، والبرّ والبحر ، يحدّث بعضهم بعضاً ، ( ويستفهم بعضهم بعضاً ) (1) ، ما سمعوا بآذانهم .
  فإذا دنت الشمس للغروب ، صرخ صارخ (2) من مغربها : يا معشر الخلائق قد ظهر ( ربّكم بوادي اليابس ) (3) من أرض فلسطين وهو عثمان بن عنبسة الاُموي (4) من ولد يزيد بن معاوية لعنهم الله فبايعوه تهتدوا ، ولا تخالفوا عليه فتضلّوا ، فيردّ عليه الملائكة والجنّ والنقباء قوله ويكذّبونه ، ويقولون له : سمعنا وعصينا ، ولا يبقى ذو شكّ ولا مرتاب ، ولا منافق ، ولا كافر إلاّ ضلّ بالنداء الأخير.
  وسيّدنا القائم صلوات الله عليه مسند ظهره إلى الكعبة ويقول : يا معشر الخلائق ألا ومن أراد أن ينظر إلى آدم وشيث ، فها أنا ذا آدم وشيث .

---------------------------
(1) في نسخة ( س ) : ويسمع ، بدل ما بين القوسين .
(2) الصارخ هو ابليس عليه لعنة الله ، كما ورد في الحديث في ارشاد المفيد 2 : 371 ، وإعلام الورى 2 : 279 .
(3) في نسختي ( س وق ) : بكم موال الناس .
(4) وهو السفياني لعنه الله .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 444 _

  ألا ومن أراد أن ينظر إلى نوح وولده سام ، فها أنا ذا نوح وسام .
  ألا ومن أراد أن ينظر إلى إبراهيم وإسماعيل ، فها أنا ذا إبراهيم وإسماعيل .
  ألا ومن أراد أن ينظر إلى موسى ويوشع ، فها أنا ذا موسى ويوشع .
  ألا ومن أراد أن ينظر إلى عيسى وشمعون ، فها أنا ذا عيسى وشمعون .
  ألا ومن أراد أن ينظر إلى محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأمير المؤمنين صلوات الله عليه ، فها أنا ذا محمّد وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما .
  ألا ومن أراد أن ينظر إلى الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، فها أنا ذا الحسن والحسين ( عليهما السلام ) .
  ألا ومن أراد أن ينظر إلى الأئمّة من ولد الحسين ( عليهم السلام ) ، فها أنا ذا الأئمّة ( عليهم السلام ) .
  أجيبوا إلى مسألتي فإنّي اُنبّئكم بما نبّئتم به وما لم تنبأوا به.
  ومن كان يقرأ الكتب والصحف فليسمع منّي ، ثمّ يبتدئ بالصحف التي أنزلها الله عزّ وجلّ على آدم وشيث ( عليهما السلام ) ، وتقول اُمّة آدم وشيث هبة الله : هذه والله هي الصحف حقّاً ، ولقد أرانا ما لم نكن نعلمه فيها ، وما كان خفي علينا وما كان اُسقط منها وبُدّل وحُرّف .
  ثمّ يقرأ صحف نوح وصحف إبراهيم ( عليهما السلام ) والتوراة والإنجيل والزبور ، فيقول أهل التوراة والإنجيل والزبور : هذه والله صحف نوح وإبراهيم ( عليهما السلام ) حقّاً ، وما اُسقط منها وبُدّل وحُرّف منها ، هذه والله التوراة الجامعة والزبور التام والإنجيل الكامل ، وإنّها أضعاف ما قرأنا منها .
  ثمّ يتلو القرآن فيقول المسلمون : هذا والله القرآن حقّاً ، الذي أنزله الله تعالى على محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وما اُسقط منه وحرّف وبُدّل .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 445 _

  ثمّ تظهر الدابّة (1) بين الركن والمقام ، فيكتب في وجه المؤمن : مؤمن ، وفي وجه الكافر : كافر .
  ثمّ يظهر السفياني ويسير جيشه إلى العراق فيخرّبه ، ويخرّب الزوراء ويتركهما جمّاء (2) ، ويخرّب الكوفة والمدينة وتروّث بغالهم في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ).
  وجيش السفياني يومئذ ثلاثمائة ألف رجل ، بعد أن خرّب الدنيا ، ثمّ يخرج إلى البيداء يريد مكّة وخراب البيت ، فلمّا صار بالبيداء وعرّس (3) بها ، صاح بهم صائح : يا بيداء أبيدي فتبتلعهم الأرض بخيلهم فيبقى اثنان ، فينزل ملك فيحوّل وجوههما إلى ورائهما ويقول : يا بشير (4) امض إلى المهدي وبشّره بهلاك جيش السفياني.
  وقال للذي اسمه نذير : امض إلى السفياني فعرّفه بظهور المهدي ( عليه السلام ) مهدي آل محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ).
  فيمضي مبشّراً (5) إلى المهدي ( عليه السلام ) ويعرّفه بهلاك جيش السفياني ، وإنّ الأرض انفجرت ، فلم يبق من الجيش عقال ناقة ، فإذا بات مسح المهدي ( عليه السلام ) على وجهه ويردّه خلقاً سويّاً ، ويبايعه ويكون معه.

---------------------------
(1) المراد من الدابّة : هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، كما ورد في تفسير قوله تعالى في سورة النمل آية 82 ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الأرض تكلّمهم أنّ الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ) انظر تفسير البرهان 4 : 227 وما بعدها ، والذي نقل من المصادر المعتبرة .
(2) جمّاء : أي أرض بلا دور وسكنى .
(3) عرّس بها : نزل في آخر الليل للاستراحة ، القاموس المحيط 2 : 361 .
(4) في نسخة ( ق ) : لمبشر ، وفي نسخة ( س ) : يا مبشّر .
(5) في نسخة ( س ) : المبشر .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 446 _

  ( وتظهر الملائكة والجنّ ، وتخالط الناس ) (1) ، ويسيرون معه ، ولينزلنّ أرض الهجرة ، ولينزلنّ ما بين الكوفة والنجف ، ويكون حينئذ عدّة أصحابه ستّة وأربعون ألفاً من الملائكة ، ومثلها من الجنّ ، ثمّ ينصره الله ويفتح على يده .
  وقال ( عليه السلام ) عن الكوفة : لا يبقى مؤمن إلاّ كان بها أو حواليها ، وليبلغنّ مجالة فرس منها ألفي درهم ، إي والله وليودنّ أكثر الناس أنّه اشترى شبراً من أرض السبع بشبر من ذهب ـ والسبع خطة من خطط همدان ـ ولتصيرنّ الكوفة أربعة وخمسين ميلاً ، وليجاورنّ قصورها كربلاء ، وليصيّرنّ الله كربلاء معقلاً ومقاماً تختلف (2) فيها الملائكة والمؤمنون ، وليكوننّ لها شأن عظيم ، وليكوننّ فيها من البركات ، ما لو وقف مؤمن ودعا ربّه بدعوة لأعطاه بدعوته الواحدة مثل ملك (3) الدنيا ألف مرّة ).
  ثمّ تنفّس أبو عبدالله ( عليه السلام ) وقال : ( يا مفضّل إنّ بقاع الأرض تفاخرت ، ففخرت كعبة البيت الحرام على بقعة كربلاء ، فأوحى الله إليها : أن اسكتي كعبة البيت الحرام ولا تفتخري على كربلاء.
  فإنّها البقعة المباركة التي نودي موسى منها في الشجرة (4).

---------------------------
(1) في المصدر والبحار : قال المفضّل : يا سيدي وتظهر الملائكة والجن للناس قال ( عليه السلام ) : ( إي والله يا مفضّل ويخالطونهم كما يكون الرجـل مع خاصته ـ في البحار : مع حاشيته ـ وأهله ) ، قلت : يا سيدي ويسيرون معه ؟
قال ( عليه السلام ) : ( إي والله يا مفضّل ... ) ، بدل ما بين القوسين.
(2) في نسخة ( ق ) : تعتكف .
(3) في المختصر المطبوع ص 186 ونسخة ( س ) : تلك .
(4) في نسخة ( س وض وق ) : الصخرة ، وما في المتن يؤيّده ما في القرآن الكريم في سورة القصص آية 30 ( فلمّا أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن ياموسى إنّي أنا الله ربّ العالمين ).

مُختَصَرُ البَصائِر _ 447 _

  وإنّها الربوة التي أوت إليها مريم والمسيح ( عليهما السلام ).
  ( وإنّها الدالية (1) التي غسل بها رأس الحسين ( عليه السلام ) ) (2) ، وفيها غسلت مريم عيسى ( عليهما السلام ) واغتسلت من ولادتها .
  وإنّها خير بقعة عرج (3) رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) منها وقت غيبته ، وليكوننّ لشيعتنا فيها حياة إلى ظهور قائمنا ( عليه السلام ) ).
  قال المفضّل : يا سيدي ثمّ يسير المهدي إلى أين ؟
  قال ( عليه السلام ) : ( إلى مدينة جدّي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فإذا وردها كان له فيها مقام عجيب ، يظهر فيه سرور المؤمنين وخزي الكافرين ).
  قال المفضّل : يا سيدي ما هو ذاك ؟
  قال : ( يرد إلى قبر جدّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فيقول : يا معشر الخلائق هذا قبر جدّي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فيقولون : نعم يا مهدي آل محمّد ، فيقول : ومن معه في القبر ؟ فيقولون : صاحباه وضجيعاه أبو بكر وعمر ، فيقول : ـ وهو أعلم بهما والخلائق كلّهم جميعاً يسمعون ـ من أبو بكر وعمر ؟ وكيف دُفنا من بين الخلق مع جدّي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعسى المدفون غيرهما ؟ فيقول الناس : يا مهدي آل محمّد ما هاهنا غيرهما ، إنّهما دفنا معه ، لأنّهما خليفتا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأبوا زوجتيه .

---------------------------
(1) الدالية : المنجنون تديرها البقر ، والناعورة يديرها الماء ، الصحاح 6 : 2339 ، والظاهر المراد منه ماء الفرات.
(2) ما بين القوسين لم يرد في المختصر المطبوع ص 186.
(3) في نسخة ( ق ) : يخرج ، وفي المصدر : يخرج الرسول.

مُختَصَرُ البَصائِر _ 448 _

  فيقول للخلق بعد ثلاثة أيّام : أخرجوهما من قبريهما ، فيخرجان غضّين طريّين لم يتغيّر خلقهما ، ولم يشحب لونهما.
  فيقول : هل فيكم من يعرفهما ؟ فيقولون : نعرفهما بالصفة ، وليس ضجيعي جدّك غيرهما.
  فيقول : هل فيكم أحد يقول غير هذا أو يشكّ فيهما ؟ فيقولون : لا ، فيؤخّر إخراجهما ثلاثة أيام.
  ثمّ ينتشر الخبر في الناس ، ويحضر المهدي ( عليه السلام ) ويكشف الجدران عن القبرين ، ويقول للنقباء : ابحثوا عنهما وانبشوهما ، فيبحثون بأيديهم حتى يصلوا إليهما ، فيخرجان غضّين طريين كصورتهما في الدنيا.
  فيكشف عنهما أكفانهما ، ويأمر برفعهما على دوحة (1) يابسة نخرة ، فيصلبهما عليها ، فتحيى (2) الشجرة وتورق وتونع (3) ويطول فرعها .
  فيقول المرتابون من أهل ولايتهما : هذا والله الشرف حقّاً ، ولقد فزنا بمحبّتهما وولايتهما ، ويخبر (4) من أخفى ما في نفسه ـ ولو مقياس حبّة ـ من محبّتهما وولايتهما ، فيحضرونهما ويرونهما ويفتنون بهما .
  وينادي منادي المهدي ( عليه السلام ) : كلّ من أحبّ صاحبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وضجيعيه فلينفرد جانباً ، فيتجزّء الخلق جزءين : أحدهما موال والآخر متبرّئ

---------------------------
(1) الدوحة : الشجرة العظيمة ، القاموس المحيط 1 : 220 ـ دوح .
(2) في نسخة ( ق ) : فتتحرّك .
(3) في المصدر : وتنبع .
(4) في المصدر : ويخسر .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 449 _

  منهما.
  فيعرض المهدي ( عليه السلام ) على أوليائهما البراءة منهما ، فيقولون : يا مهدي آل رسول الله نحن لم نتبرأ منهما ، وما كنّا نقول : أنّ لهما عند الله وعندك هذه المنزلة ، وهذا الذي بدا لنا من فضلهما ، أنبرأ الساعة منهما ، وقد رأينا منهما ما رأينا في هذا الوقت ؟ من نضارتهما وغضاضتهما ، وحياة هذه الشجرة بهما ؟ بلى والله نبرأ منك ، وممّن آمن بك ، وممّن لا يؤمن بهما ، وممّن صلبهما وأخرجهما ، وفعل بهما ما فعل ، فيأمر المهدي ( عليه السلام ) ريحاً سوداء فتهبّ عليهم فتجعلهم كأعجاز نخل خاوية.
  ثمّ يأمر بإنزالهما فيُنزلان إليه فيحييهما بإذن الله تعالى ، ويأمر الخلائق بالاجتماع ، ثمّ يقصّ عليهم قصص فعالهما في كلّ كور ودور ، حتى يقصّ عليهم قتل هابيل بن آدم ( عليه السلام ) ، وجمع النار لإبراهيم ( عليه السلام ) ، وطرح يوسف ( عليه السلام ) في الجب ، وحبس يونس ( عليه السلام ) في بطن الحوت ، وقتل يحيى ( عليه السلام ) ، وصلب عيسى ( عليه السلام ) ، وعذاب جرجيس ودانيال ( عليهما السلام ) ، وضرب سلمان الفارسي ، واشعال النار على باب أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) لإحراقهم بها ، وضرب يد الصدّيقة الكبرى فاطمة بالسوط ، ورفس بطنها واسقاطها محسناً ، وسمّ الحسن ( عليه السلام ) ، وقتل الحسين ( عليه السلام ) ، وذبح أطفاله وبني عمّه وأنصاره ، وسبي ذراري رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وإراقة دماء آل محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وكل دمّ سفك ، وكلّ فرج نكح حراماً ، وكلّ ( رين وخبث وفاحشة ) (1) وإثم وظلم ، وجور وغشم ، منذ عهد آدم ( عليه السلام ) إلى وقت قيام قائمنا ( عليه السلام ) ، كلّ ذلك يعدّده عليهما ، ويلزمهما إيّاه فيعترفان به .

---------------------------
(1) في المصدر : وأكل كلّ سحت وفاحشة ، وفي نسخة ( ض ) : وكلّ ربا وسحت وفاحشة ، وفي المختصر المطبوع 187 : وكل زنى وخبث وفاحشة .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 450 _

  ثمّ يأمر بهما فيقتصّ منهما في ذلك الوقت بمظالم من حضر ، ثمّ يصلبهما على الشجرة ، ويأمر ناراً تخرج من الأرض فتحرقهما والشجرة ، ثمّ يأمر ريحاً فتنسفهما في اليمّ نسفاً ).
  قال المفضّل : يا سيدي ذلك آخر عذابهما ؟
  قال ( عليه السلام ) : ( هيهات يا مفضّل ، والله ليردّنّ وليحضرنّ السيّد الأكبر محمّد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والصدّيق الأكبر أمير المؤمنين ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، والأئمّة ( عليهم السلام ) ، وكلّ من محض الإيمان محضاً ، أو محض الكفر محضاً ، وليقتصّنّ منهما بجميع المظالم (1) ، حتى أنّهما ليقتلان في كلّ يوم وليلة ألف قتلة ، ويردّان إلى ما شاء الله.
  ثمّ يسير المهدي ( عليه السلام ) إلى الكوفة ، وينزل ما بين الكوفة والنجف ، وعدد أصحابه في ذلك اليوم ستّة وأربعون ألفاً من الملائكة ومثلها من الجن (2) ، والنقباء ثلاثمائة وثلاثة عشر نفساً ).
  قال المفضّل : يا سيدي كيف تكون دار الفاسقين في ذلك الوقت ؟
  قال ( عليه السلام ) : ( في لعنة الله وسخطه وبطشه ، تخرّبها الفتن ، وتتركها حمماً (3) ، فالويل لها ولمن بها كلّ الويل من الرايات الصفر ورايات المغرب ، ومن يجلب الجزيرة (4) ،

---------------------------
(1) في نسخة ( س ) والمختصر المطبوع : فعلهما .
(2) في المصدر والبحار : وستّة آلاف من الجن .
(3) في المختصر المطبوع والبحار : جمّاء .
(4) في نسخة ( ق ) والمصدر : كلب الجزيرة .