( يُلهى عنهم ) (1).
  [ 72/18 ] وعنه ومحمّد بن عبدالجبّار وأحمد بن الحسن بن علي بن فضال ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن حميد بن المثنّى العجلي ، عن شعيب الحذّاء ، عن أبي الصباح الكناني ، قال سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) فقلت : جعلت فداك مسألة أكره أن اُسمّيها لك ، فقال لي هو : ( اَعَنِ الكرّات تسألني ) ؟ فقلت : نعم ، فقال : ( تلك القدرة ولا ينكرها إلاّ القدرية ، لا تنكرها تلك القدرة لا تنكرها ، إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اُتي بقناع (2) من الجنّة عليه عذق (3) يقال له : سُنّة ، فتناولها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سُنّة من كان قبلكم ) (4).
  [ 73/19 ] وعنهم ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبي المعزى حميد بن المثنّى (5) ، عن داود بن راشد ، عن حمران بن أعين قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) لنا :

---------------------------
(1) أورده الكليني في الكافي 3 : 235 / 1 و 236 / 4 ، باختلاف يسير ، ونقله المجلسي عن المختصر في البحار 6 : 235 / 52 .
(2) القِناع : طبق الرطب خاصة ، لسان العرب 8 : 301 ـ قنع .
(3) العِذق : كلّ غصن له شُعب ، وهو العرجون بما فيه من الشماريخ ، لسان العرب 10 : 238 ـ 239 ـ عذق .
(4) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 72 / 71.
(5) حميد بن المثنى العجلي : هو أبو المعزى مولاهم كوفي ثقة ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، روى عنه الأجلّة أمثال فضالة وابن أبي عمير وغيرهما ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
وقد وقع اختلاف بين من ترجم له في كنيته ، فمنهم من يقول : أبو المغرا أو أبو المعزا أو أبو المعزى ، وقد رجّح العلاّمة المامقاني بالياء المقصورة وهي بمعنى المعز خلاف الضأن .
اُنظر رجال النجاشي : 133 / 340 ، رجال البرقي : 21 ، خلاصة الأقوال : 128 / 340 ، رجال ابن داود : 86 / 538 ، فهرست الشيخ : 60 / 226 ، رجال الشيخ : 179 / 248 ، مستدركات النمازي 3 : 388 / 5116 ، تنقيح المقال 1 : 379 / 3421 .

نمُختَصَرُ البَصائِر _ 102 _

  ( ولسوف يرجع جاركم الحسين بن علي ( عليه السلام ) ألفاً فيملك حتّى تقع حاجباه على عينيه من الكبر ) (1).
  [ 74/20 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب (2) ، عن الحسين بن علوان (3) ، عن محمّد بن داود العبدي ، عن الأصبغ بن نباتة : أنّ عبدالله بن أبي بكر اليشكري قام إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، فقال : يا أمير المؤمنين إنّ أبا المعتمر تكلّم آنفاً بكلام لا يحتمله قلبي ، فقال : ( وما ذاك ) ؟
  قال : يزعم أنّك حدّثته أنّك سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : ( إنّا قد رأينا أو سمعنا برجل أكبر سنّاً من أبيه ) فقال : أمير المؤمنين صلوات الله عليه : ( فهذا الذي كبر عليك ) ؟ قال : نعم ، فهل تؤمن أنت بهذا وتعرفه ؟ فقال : ( نعم ، ويلك يابن الكوا ،

---------------------------
(1) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 44 / ذيل حديث 14 .
(2) في المختصر المطبوع : الحسن بن فضال .
(3) الحسين بن علوان : هو الكلبي ، مولاهم كوفي عامّي ، وأخوه الحسن يكنّى أبا محمّد ، ثقة ، رويا عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، وليس للحسن كتاب ، والحسن أخصّ بنا وأولى ، هذا ما قاله النجاشي وتبعه العلاّمة ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وقد عدّه الكشي من رجال العامّة ، وقال : إلاّ أنّ لهم ميلاً ومحبّة شديدة ، وأثبت البعض أنّه إمامي اثنى عشري .
اُنظر رجال النجاشي : 52 / 116 ، خلاصة الأقوال : 338 / 1337 ، رجال ابن داود : 240 / 144 ، رجال البرقي : 26 ، رجال الطوسي : 171 / 101 ، رجال الكشي : 390 / 733 ، مستدركات النمازي 3 : 154 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 103 _

  أفقِه (1) عنّي اُخبرك عن ذلك ، إنّ عُزيراً خرج من أهله وامرأته في شهرها وله يومئذ خمسون سنة ، فلمّا ابتلاه الله عزّ وجلّ بذنبه أماته مائة عام ثمّ بعثه ، فرجع إلى أهله وهو ابن خمسين سنة ، فاستقبله ابنه وهو ابن مائة سنة ، وردّ الله عزيراً في السنّ الذي كان به ).
  فقال : أسألك (2) ، فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه : ( سل عمّا بدا لك ) ، فقال : نعم ، إنّ اُناساً من أصحابك يزعمون أنّهم يُردّون بعد الموت ، فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : ( نعم تكلّم بما سمعت ، ولا تزد في الكلام فما قلت لهم ) ؟ قال : قلت : لا اُؤمن بشيء ممّا قلتم ، فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه : ( ويلك إنّ الله عزّ وجلّ ابتلى قوماً بما كان من ذنوبهم فأماتهم قبل آجالهم التي سمّيت لهم ، ثمّ ردّهم إلى الدنيا ليستوفوا أرزاقهم ثم أماتهم بعد ذلك ).
  قال : فكبر على ابن الكوّا ولم يهتد له ، فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه : ( ويلك ، تعلم أنّ الله عزّ وجلّ قال في كتابه ( واختار موسى قومه سبعين رجلاً لميقاتنا ) (3) فانطلق بهم معه ليشهدوا له إذا رجعوا عند الملأ من بني إسرائيل أنّ ربّي قد كلّمني فلو أنّهم سلّموا ذلك له ، وصدّقوا به ، لكان خيراً لهم ولكنّهم قالوا لموسى ( عليه السلام ) ( لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة ) (4) قال الله عزّ وجلّ ( فأخذتكم الصاعقة ـ يعني الموت ـ وأنتم تنظرون * ثمّ بعثناكم من بعد موتكم لعلّكم

---------------------------
(1) أفقِه : إفهم ، الصحاح 6 : 2243 ـ فقه .
(2) في نسخة ( ق و س ) : ما تريد ، والمختصر المطبوع : فقال له : ما يريد ، وفي البحار : ما تزيد .
(3) الأعراف 7 : 155 .
(4) البقرة 2 : 55 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 104 _

  تشكرون ) (1).
  أفترى يا ابن الكوّا أنّ هؤلاء قد رجعوا إلى منازلهم بعد ما ماتوا ) ؟ فقال ابن الكوّا : وما ذاك ثم أماتهم مكانهم ؟ فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( ويلك أوليس قد أخبرك الله في كتابه حيث يقول ( وظلّلنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المنّ والسلوى ) (2) فهذا بعد الموت إذ بعثهم.
  وأيضاً مثلهم يا ابن الكوّا الملأ من بني إسرائيل حيث يقول الله عزّ وجلّ ( ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم اُلوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم ) (3).
  وقوله أيضاً في عزير حيث أخبر الله عزّ وجلّ فقال ( أو كالذي مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنّى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله ) (4) وأخذه بذلك الذنب مائة عام ، ثم بعثه وردّه إلى الدنيا ( فقال كم لبثت فقال لبثت يوماً أو بعض يوم فقال بل لبثت مائة عام ) (5) فلا تشكّنّ يا ابن الكوّا في قدرة الله عزّ وجلّ ) (6).
  [ 75/21 ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن

---------------------------
(1) البقرة 2 : 55 ـ 56 .
(2) البقرة 2 : 57 .
(3) البقرة 2 : 243 .
(4 و 5) البقرة 2 : 259 .
(6) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 14 : 374 / 17 ، إلى قوله : وردّ الله عزيراً في السنّ الذي كان فيه ، وفيه : أن عبدالله بن الكوّا اليشكري ، وفي ج 53 : 72 / 72 ، الرواية كاملة .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 105 _

  أبي خالد القمّاط ، عن عبدالرحمن بن القصير (1) ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قرأ هذه الآية ( إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم ) (2) فقال : ( هل تدري من يعني ) ؟ فقلت : يقاتل المؤمنون فيَقتلون ويُقتلون ؟ فقال : ( لا ، ولكن من قتل من المؤمنين رُدّ حتى يموت ، ومن مات رُدّ حتى يُقتل ، وتلك القدرة فلا تنكرها ) (3).
  [ 76/22 ] وعنه عن صفوان بن يحيى ، عن أبي خالد القمّاط ، عن حمران بن أعين (4) ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قلت له : كان في بني إسرائيل شيء لا يكون هاهنا مثله ؟ فقال : ( لا ) فقلت : فحدّثني عن قول الله عزّ وجلّ ( ألم تَرَ إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم اُلوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثمّ أحياهم ) (5) [ قلت :

---------------------------
(1) في تفسير العياشي : عبدالرحيم القصير، وقال السيد الخوئي ( رحمه الله ) : كذا في الطبعة الحديثة ، ولكن في القديمة من تفسير القمي وتفسير البرهان عبدالرحيم القصير ، والظاهر هو الصحيح بقرينة سائر الروايات ، انظر معجم رجال الحديث 10 : 387 / 6484 .
(2) التوبة 9 : 111 .
(3) ذكره العياشي في تفسيره 2 : 113 / 144 ، وعنهما في البحار 53 : 74 / 73 .
(4) حمران بن أعين : الشيباني الكوفي مولى ، تابعي مشكور ، من أكابر مشايخ الشيعة المفضّلين الذين لا يشكّ فيهم ، وكان أحد حملة القرآن ، ومن يعدّ ويذكر اسمه في كتب القرّاء ، وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين الباقر والصادق ( عليهما السلام ) ، وهو ممّن يعدّ من حواري الإمامين الصادقين ( عليهما السلام ) ، وقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) في حمران : إنّه رجل من أهل الجنّة ، وكان يقول ( عليه السلام ) : ( حمران بن أعين مؤمن لا يرتدّ والله أبداً ) .
اُنظر رجال العلاّمة : 134 / 361 ، رجال بحر العلوم 1 : 227 ، رجال البرقي : 14 و16 ، رجال الشيخ : 117/ 41 و181 / 274 ، رجال الكشى : 10 / 20 و176 / 304 .
(5) البقرة 2 : 243 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 106 _

  أحياهم ] (1) حتى نظر الناس إليهم ثمّ أماتهم من يومهم ، أو ردّهم إلى الدنيا ؟ فقال : ( بل ردّهم إلى الدنيا حتى سكنوا الدور ، وأكلوا الطعام ، ونكحوا النساء ، ولبثوا بذلك ما شاء الله ، ثمّ ماتوا بالآجال ) (2).
  [ 77/23 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّاد بن عثمان ، عن محمّد بن مسلم قال : سمعت حمران بن أعين وأبا الخطّاب يحدّثان جميعاً ـ قبل أن يُحدث أبو الخطّاب (3) ما أحدث ـ

---------------------------
(1) ما بين المعقوفين أثبتناه من تفسير العياشي .
(2) أورده العياشي في تفسيره 1 : 130 / 433 ، ونقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 74 / 74 .
(3) هو محمّد بن أبي زينب مقلاص الأسدي الكوفي الأجذع الزرّاد ، غال ملعون ، وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) قائلاً : ملعون غال.
وقال المامقاني : إعلم أنّ أبا الخطاب كان من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) مستقيماً في أوّل أمره ، وقال علي بن عقبة : كان أبو الخطاب قبل أن يفسد يحمل المسائل لأصحابنا ويجيء بجواباتها ، ثمّ ادّعى القبائح وما يستوجب الطرد واللعن من دعوى النبوّة وغيرها ، وجمع معه بعض الأشقياء ، فاطّلع الناس على مقالاتهم فقتلوه مع تابعيه ، والخطّابية منسوبون إليه عليه وعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .
وقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( أبرأ إلى الله ممّا قال فيّ الأجدع البرّاد عبد بني أسد أبو الخطاب لعنه الله ) .
وقال ( عليه السلام ) : ( أمّا أبو الخطّاب : فكذب عليّ ، وقال : إنّي أمرته أن لا يصلّي هو وأصحابه المغرب حتى يروا كوكب كذا ، يقال له : القنداني ، والله إنّ ذلك الكوكب ما أعرفه ) .
اُنظر رجال العلاّمة : 392 / 1581 ، رجال البرقي : 20 ، رجال الشيخ : 302 / 345 ، تنقيح المقال 3 : 189 ، رجال الكشي : 226 / 403 و 228 / 407.

مُختَصَرُ البَصائِر _ 107 _

  أنّهما سمعا أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : ( أوّل من تنشقّ الأرض عنه ويرجع إلى الدنيا الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، وأنّ الرجعة ليست بعامّة بل هي خاصّة ، لا يرجع إلاّ من محض الإيمان محضاً أو محض الشرك محضاً ) (1).
  [ 78/24 ] وعنهما ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّاد بن عثمان ، عن بكير بن أعين ، قال : قال لي من لا أشكّ (2) فيه ـ يعني أبا جعفر ( عليه السلام ) ـ : ( أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعليّاً ( عليه السلام ) سيرجعان ) (3).
  [ 79/25 ] وعنهما ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّاد بن عثمان ، عن الفضيل بن يسار (4) ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( لا تقولوا الجبت والطاغوت ، ولا تقولوا الرجعة ، فإن قالوا لكم فإنّكم قد كنتم تقولون ذلك ، فقولوا : أمّا اليوم فلا نقول ، فإنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد كان يتألّف الناس بالمائة ألف درهم ليكفّوا عنه ، فلا

---------------------------
(1) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 39 / 1 .
(2) في نسخة ( س ) : لا شكّ .
(3) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 39 / 2 .
(4) الفضيل بن يسار : النهدي أبو القاسم عربي ، أصله كوفي نزل البصرة ، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله ( عليهما السلام ) ، ثقة ، عين ، جليل القدر ، وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين الباقر والصادق ( عليهما السلام ) .
وكان أبو جعفر ( عليه السلام ) إذا دخل عليه الفضيل بن يسار يقول : ( بخ بخ ، بشّر المخبتين ، مرحباً بمن تأنس به الأرض ). مات ( رحمه الله ) في أيّام الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
اُنظر رجال النجاشي : 309 / 846 ، رجال العلاّمة : 228 / 866 ، رجال البرقي : 11 و17 ، رجال الشيخ : 132 / 1 و271 / 15 ، رجال ابن داود : 153 / 1205 ، رجال الكشي : 213 / 377 و 378 / 380 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 108 _

  تتألّفونهم بالكلام ) (1).
  [ 80/26 ] وعنهما ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر (2) ، عن حمّاد بن عثمان ، عن زرارة قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن هذه الاُمور العظام من الرجعة وأشباهها ، فقال : ( إنّ هذا الذي تسألون عنه لم يجيء أوانه ، وقد قال الله عزّ وجلّ ( بل كذّبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولمّا يأتهم تأويله ) (3) ) (4).
  [ 81/27 ] السندي بن محمّد البزّاز (5) ، عن صفوان بن يحيى ، عن رفاعة بن

---------------------------
(1) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 39 / 3 ، ومراد الإمام الباقر ( عليه السلام ) من الجبت والطاغوت هو الأوّل والثاني أن لا تذكروهما أمام الجماعة بشيء فتجعلوهم يذكروا الأئمّة ( عليهم السلام ) بما لا يليق بشأنهم ومنزلتهم وهذه هي التقية بعينها ، والله العالم .
(2) هو أحمد بن محمد بن عمر بن أبي نصر زيد ، مولى السكون ، أبو جعفر المعروف بالبزنطي ، كوفي لقى الإمام الرضا وأبا جعفر ( عليهما السلام ) ، وكان عظيم المنزلة عندهما ، ثقة جليل القدر ، وكان له اختصاص بأبي الحسن الرضا وأبي جعفر ( عليهما السلام ) ، أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنه ، وأقرّوا له بالفقه ، وعدّه البرقي من أصحاب الإمام الكاظم والرضا ( عليهما السلام ) وزاد الشيخ عليه الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، مات ( رحمه الله ) سنة إحدى وعشرين ومائتين .
اُنظر رجال النجاشي : 75 / 180 ، خلاصة الأقوال : 61 / 66 ، رجال الكشي : 556 / 1050 ، رجال البرقي : 54 ، رجال الشيخ : 344 / 34 و 366 / 2 و 397 / 5 .
(3) يونس 10 : 39 .
(4) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 40 / 4 ، والبحراني عن بصائر سعد بن عبدالله في تفسير البرهان 3 : 31 / 4 .
(5) في نسخة ( س و ض و ق ) : محمّد بن البراء ، لم يذكروه في كتب التراجم والصحيح ما في المتن .
والسندي بن محمّد البزّاز : اسمه أبان يكنّى أبا بشر صليب من جهينة ، ويقال من بجيلة ، وهو الأشهر ، كان ثقة وجهاً من وجوه أصحابنا الكوفيين ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الهادي ( عليه السلام ) .
اُنظر رجال النجاشي : 187 / 497 ، رجال الشيخ : 416 / 6 ، خلاصة الأقوال : 161 / 472 ، معجم رجال الحديث 9 : 332 و 334 ، و10 : 144 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 109 _

  موسى ، عن عبدالله بن عطا ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( كنت اشتكي ـ ونحن بمنى ـ شكوى شديدة ، فدخل على أبي ( عليه السلام ) رجل من أهل الكوفة ، فقال لأبي ( عليه السلام ) : إنّ لنا إليك حاجة ، فأشار إليهم إلى الفسطاط وأتبعهم ، فلم ألبث أن سمعت ضحكه مستعلياً ، ثم رجع إليّ وهو يضحك ، وقد وجدت من ضحكه وأنا بي وجع ، فقلت : لقد غلبك الضحك ، فقال : إنّ هؤلاء سألوني عن أمر ما كنت أرى أنّ أحداً يعلمه من أهل الدنيا غيري ، فقلت : عمّن سألوك ؟ فقال : سألوني عن الأموات متى يُبعثون يقاتلون الأحياء على الدين ) (1).
  [ 82/28 ] يعقوب بن يزيد ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ومحمّد بن عيسى بن عبيد وإبراهيم بن محمّد ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن اُذينة (2) قال :

---------------------------
(1) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 67 / ذيل ح62 ، وتقدّم نظيره في حديث66 .
(2) عمر بن اُذينة : هو عمر بن محمد بن عبد الرحمن بن اُذينة بن سلمة بن ... بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان ، شيخ أصحابنا البصريين ووجههم ، روى عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، وكان ثقة صحيحاً ، وعدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق والكاظم ( عليهما السلام ) ، واقتصر الشيخ على الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
وقال الكشي : قال حمدويه بن نصير ، سمعت أشياخي منهم العبيدي وغيره : أنّ ابن اُذينة كوفي ، وكان هرب من المهدي العباسي ، ومات باليمن .
اُنظر رجال النجاشي : 283 / 752 ، رجال العلاّمة : 211 / 687 ، رجال البرقي : 47 ، رجال الشيخ : 253 / 482 ، رجال الكشي : 334 / 612 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 110 _

  حدّثنا محمّد بن الطيّار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( ويوم نحشر من كلّ اُمّة فوجاً ) (1) فقال : ( ليس أحد من المؤمنين قُتل إلاّ سيرجع حتى يموت ، ولا أحد من المؤمنين مات إلاّ سيرجع حتى يُقتل ) (2).
  [ 83/29 ] ـ أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي محمّد ـ يعني أبا بصير ـ قال : قال لي أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( ينكر أهل العراق الرجعة ) ؟ قلت : نعم ، قال : ( أما يقرؤون القرآن ( ويوم نحشر من كلّ اُمّة فوجاً ) (3) ) (4) الآية.
  [ 84/30 ] وعنه ، عن أحمـد بن محمّـد بن أبي نصـر ، عـن الحسين بن عمر بن يزيد (5) ، عـن عمّـار بـن أبـان (6) ، عـن عبـدالله بـن بكيـر ، عـن أبـي عبـدالله ( عليه السلام ) قـال : ( كـأني بحمـران بن أعيـن وميسـر بن عبدالعزيز (7)

---------------------------
(1) النمل 27 : 83 .
(2) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 40 / 5 ، وذكره الاسترآبادي في تأويل الآيات 1 : 409 / 15 .
(3) النمل 27 : 83 .
(4) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 40 / 6 .
(5) في نسخة ( ق ) : الحسين بن يزيد ، وكذا الإيقاظ من الهجعة .
(6) في نسخة ( س ) والمختصر المطبوع : عمر بن أبان .
(7) وهو ميسر بن عبد العزيز النخعي المدائني ، بيّاع الزطّي ، كوفي ، ثقة ، أثنى عليه آل محمّد ( عليهم السلام ) ، وهو ممّن يجاهر بالرجعة ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمامين الباقر والصادق ( عليهما السلام ) ، واقتصر البرقي على الإمام الباقر ( عليه السلام ) قائلاً : ميسرة ، وقال له أبو جعفر ( عليه السلام ) ذات مرّة : ( يا ميسر أما أنـّه قد حضر أجلك غير مرّة ولا مرّتين ، كلّ ذلك يؤخّره الله بصلتك قرابتك ) .
مات ( رحمه الله ) في حياة الإمام أبي عبدالله ( عليه السلام ) .
اُنظر رجال الشيخ : 135 / 12 و 317 / 597 ، رجال البرقي : 48 ، رجال الكشي : 244 / 446 و448 ، رجال العلاّمة : 279 / 1022 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 111 _

  يخبطـان (1) الناس بأسيافهما بين الصفا والمروة ) (2).
  [ 85/31 ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عبدالله بن المغيرة (3) ، عمّن حدّثه ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سئل عن قول الله عزّ وجلّ ( ولئن قُتلتم في سبيل الله أو مُتّم ) (4) فقال : ( يا جابر أتدري ما سبيل الله ) ؟ قلت : لا والله إلاّ إذا سمعت منك ، فقال : ( القتل في سبيل علي ( عليه السلام ) وذريّته ، فمن قُتل في

---------------------------
(1) خبط : ضرب ، الصحاح 3 : 1121 ـ خبط .
(2) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 40 / 7 والحرّ العاملي في الإيقاظ من الهجعة : 284 / 105 .
(3) عبدالله بن المغيرة : هو أبو محمّد البجلي مولى جندب بن عبدالله بن سفيان العلقي ، كوفي ، ثقة ثقة ، لا يعدل به أحد من جلالته ودينه وورعه ، روى عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) ، وقيل : إنّه صنّف ثلاثين كتاباً ، وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الكاظم والإمام الرضا ( عليهما السلام ) ، قال الكشي : أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ من هؤلاء وتصديقهم ، وعدّه منهم .
اُنظر رجال النجاشي : 215 / 561 ، رجال البرقي : 49 و53 ، رجال الشيخ : 355 / 21 و379 / 4 ، رجال الكشي : 556 / 1050 و594 / 1110 .
(4) آل عمران 3 : 157 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 112 _

  ولايته قتل في سبيل الله ، وليس من أحد يؤمن بهذه الآية إلاّ وله قتلة وميتة ، إنّه من قُتل يُنشر حتى يموت ، ومن مات يُنشر حتى يُقتل ) (1).
  [ 86/32 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن عبدالله بن مسكان ، عن فيض (2) بن أبي شيبة ، قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول وتلا هذه الآية ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيّين ) (3) الآية ، قال : ( ليؤمننّ برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ولينصرنّ عليّاً أمير المؤمنين ( عليه السلام ) [ قلت : ولينصرنّ أميرالمؤمنين ؟ ] (4) ، قال : ( نعم والله من لدن آدم ( عليه السلام ) فهلمّ جرّا ، فلم يبعث الله نبيّاً ولا رسولاً إلاّ ردّ جميعهم إلى الدنيا حتى يقاتلون بين يدي علي بن أبي طالب أمير المؤمنين صلوات الله عليه ) (5).
  [ 87/33 ] وعنه ، عن علي بن النعمان (6) ، عن عامر بن معقل ، قال : حدّثني أبو حمزة الثمالي (7) ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال لي : ( يا أبا حمزة لا ترفعوا عليّاً فوق

---------------------------
(1) أورده العيّاشي في تفسيره 1 : 202 / 162 ، كاملة ، والصدوق في معاني الأخبار : 167 / 1 ، باختلاف يسير ولم يورد ذيل الرواية ، ونقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 40 / 8 ، والبحراني في تفسير البرهان 1 : 705 / 1 ، عن سعد بن عبدالله .
(2) في نسخة ( س و ض و ق ) : قيصر ، وكلاهما لم يذكرا في كتب التراجم ، اُنظر مستدركات النمازي 6 : 228 / 1661 و294 / 11949 .
(3) آل عمران 3 : 81 .
(4) ما بين المعقوفين أثبتناه من تفسير العياشي .
(5) أورده العياشي في تفسيره 1 : 181 / 76 ، ونقله المجلسي عنه وعن المختصر في البحار 53 : 41 / 9 .
(6) في البصائر والأمالي : علي بن الحكم .
(7) أبو حمزة الثمالي : هو ثابت بن أبي صفية واسم أبي صفية دينار ، مولى ، كوفي ، ثقة ، وأولاده نوح ومنصور وحمزة قتلوا مع زيد ، لقى علي بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبدالله وأبا الحسن ( عليهم السلام ) وروى عنهم ، وكان من خيار أصحابنا وثقاتهم ومعتمدهم في الرواية والحديث .
عدّه البرقي من أصحاب الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ، وزاد الشيخ عليه الإمام الباقر والصادق والكاظم ( عليهم السلام ) قائلاً : اختلف في بقائه إلى وقت أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) .
وقال الكشي : وكان أبو عبدالله ( عليه السلام ) يحضره ويقول له : ( إنّي لأستريح إذا رأيتك ) ، وقال الإمام الرضا ( عليه السلام ) في حقّه : ( أبو حمزة الثمالي في زمانه كلقمان في زمانه ) ، مات ( رحمه الله ) في سنة خمسين ومائة .
اُنظر رجال النجاشي : 115 / 296 ، رجال البرقي : 8 ، رجال الشيخ : 84 / 3 و110 / 2 و160 / 2 و345 / 1 ، رجال العلاّمة : 86 / 179 ، رجال الكشي : 33 / 61 و203 / 357 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 113 _

  ما رفعه الله ، ولا تضعوا عليّاً دون ما وضعه الله ، كفى بعلي ( عليه السلام ) أن يقاتل أهل الكرّة ، ويزوّج أهل الجنّة ) (1).
  [ 88/34 ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مسروق (2) ، عن المنخّل بن جميل ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( يا أيّها المدّثّر * قم فانذر ) (3) ( يعني بذلك محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقيامه في الرجعة ينذر فيها.

---------------------------
(1) أورده الصفّار في بصائر الدرجات : 415 / 5 ، والصدوق في أماليه : 284 / 313 ، ونقله المجلسي عن الأوّل في البحار 25 : 283 / 29 ، وعن الثاني في ج 40 : 5 / 10 .
(2) في نسخة ( ق ) : عمّار بن مروان ، وما في المتن لم يذكره أصحاب التراجم إلاّ النمازي وهو القائل : لم يذكروه .
اُنظر مستدركات النمازي 6 : 12 / 10674 .
(3) المدّثّر 74 : 1 ـ 2 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 114 _

  ( وفي قوله ( إنّها لاحدى الكبر * نذيراً للبشر ) (1) يعني محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نذيراً للبشر في الرجعة ) (2).
  وفي قوله ( وما أرسلناك إلاّ كافّة للناس ) (3) في الرجعة ) (4).
  [ 89/35 ] وبهذا الإسناد ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) : ( أنّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان يقول : إنّ المدّثّر هو كائن عند الرجعة ، فقال له رجل : يا أمير المؤمنين أحياة قبل القيامة ثمّ موت ؟ فقال له عند ذلك : نعم والله لكفرة من الكفر بعد الرجعة أشدّ من كفرات قبلها ) (5).
  [ 90/36 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن علي الوشّا ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي سلمة سالم بن مكرم الجمّال (6) ،

---------------------------
(1) المدّثّر 74 : 35 ـ 36 .
(2) ما بين القوسين لم يرد في نسخة ( ق ).
(3) سبأ 34 : 28.
(4) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 42 / 10 ، وكذلك البحراني في تفسير البرهان 5 : 522 / 2 ، عن سعد بن عبدالله.
(5) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 42 / 11 ، وكذلك البحراني في تفسير البرهان5 : 522 / 3 ، عن سعد بن عبدالله.
(6) سالم بن مكرم الجمّال : هو ابن عبدالله أبو خديجة ، ويقال : أبو سلمة الكناسي ، صاحب الغنم ، مولى بني أسد الجمّال ، يقال : كانت كنيته أبا خديجة وأنّ أبا عبدالله ( عليه السلام ) كنّاه أبا سلمة ، ثقة ثقة ، صالح ، من أهل الكوفة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام )، وعدّه البرقي والشيخ في رجاله من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ).
اُنظر رجال النجاشي : 188 / 501 ، رجال البرقي : 33 ، رجال الشيخ : 209 / 116 ، رجال الكشي : 352 / 661.

مُختَصَرُ البَصائِر _ 115 _

  عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : ( إنّي سألت الله عزّ وجلّ في إسماعيل أن يُبقيه بعدي فأبى ، ولكنّه قد أعطاني فيه منزلة أنّ يكون أوّل منشور في عشرة (1) من أصحابه ، وفيهم عبدالله بن شريك العامري (2) وفيهم صاحب الراية ) (3).
  [ 91/37 ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن موسى بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم الحضرمي ، عن عبدالكريم بن عمرو الخثعمي ، قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول ( إنّ إبليس قال ( انظرني إلى يوم يبعثون ) (4) فأبى الله ذلك عليه ، فقال ( فإنّك من المنظرين * إلى يوم الوقت المعلوم ) (5) فإذا كان يوم الوقت المعلوم ظهر إبليس لعنه الله في جميع أشياعه منذ خلق الله آدم إلى يوم الوقت

---------------------------
(1) في نسخة ( س و ض ) : في عصره .
(2) عبدالله بن شريك العامري : يكنّى أبا المحجل ، روى عن علي بن الحسين وأبي جعفر ( عليهما السلام ) ، وكان عندهما وجيهاً مقدّماً ، وأنّه من حواري الإمامين الباقرين ( عليهما السلام )، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الباقر ( عليه السلام ) وزاد الشيخ عليه الإمام الصادق ( عليه السلام ).
اُنظر رجال العلاّمة : 196 / 612 ، رجال البرقي : 10 ، رجال الشيخ : 127 / 4 و265 / 704 .
(3) ذكره الكشي في رجاله : 217 / 391 ، إلاّ أنّ في آخره : وهو صاحب لوائه بدل : وفيهم صاحب الراية ، ونقله المجلسي عنهما في البحار 53 : 76 ـ 77 / 82 .
(4) الأعراف 7 : 14 .
(5) الحجر 15 : 37 ـ 38 ، سورة ص 38 : 80 ـ 81 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 116 _

  المعلوم ، وهي آخر كرّة يكرّها أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، فقلت : وإنّها لكرّات ؟ قال : نعم ، إنّها لكرّات وكرّات ، ما من إمام في قرن إلاّ ويكرّ (1) معه البرّ والفاجر في دهره حتى يديل (2) الله عزّ وجلّ المؤمن من الكافر .
  فإذا كان يوم الوقت المعلوم كرّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه في أصحابه ، وجاء إبليس في أصحابه ، ويكون ميقاتهم في أرض من أراضي الفرات ، يقال لها : الروحاء قريب من كوفتكم ، فيقتتلون قتالاً لم يقتتل مثله منذ خلق الله عزّ وجلّ العالمين ، فكأنّي أنظر إلى أصحاب علي أمير المؤمنين صلوات الله عليه قد رجعوا إلى خلفهم القهقرى مائة قدم ، وكأنّي أنظر إليهم وقد وقعت بعض أرجلهم في الفرات.
  فعند ذلك يهبط الجبّار عزّ وجلّ (3) في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر ، رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أمامه بيده حربة من نور ، فإذا نظر إليه إبليس رجع القهقرى ناكصاً على عقبيه ، فيقولون له أصحابه : أين تريد وقد ظفرت ؟ فيقول : ( إنّي أرى ما لا ترون ) (4) ( إنّي أخاف الله ربَّ العالمين ) (5) فيلحقه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيطعنه طعنة بين كتفيه ، فيكون هلاكه وهلاك جميع أشياعه ، فعند ذلك يعبد الله عزّ وجلّ ولا يشرك به شيئاً .

---------------------------
(1) في نسختي ( ق وض ) زيادة : في قرنه يكرّ .
(2) يديل : في الحديث : ( قد أدال الله تعالى من فلان ) وهو من الإدالة يعني النصرة والغلبة ، مجمع البحرين 5 : 374 ـ دول .
(3) كناية عن نزول آيات عذابه .
(4) الأنفال 8 : 48 .
(5) الحشر 59 : 16 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 117 _

  ويملك أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أربعاً وأربعين ألف سنة ، حتى يلد الرجل من شيعة علي ( عليه السلام ) ألف ولد من صلبه ذكراً ، في كلّ سنة ذكراً ، وعند ذلك تظهر الجنّتان المدهامّتان عند مسجد الكوفة وما حوله بما شاء الله ) (1) .
  [ 92/38 ] وعنه ، عن موسى بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم ، عن الحسين بن أحمد المعروف بالمنقري ، عن يونس بن ظبيان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( إنّ الذي يلي حساب الناس قبل يوم القيامة الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، فأمّا يوم القيامة فإنّما هو بعث إلى الجنّة أو بعث إلى النار ) (2).
  [ 93/39 ] أيّوب بن نوح والحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة ، عن العبّاس بن عامر القصباني ، عن سعيد ، عن داود بن راشد ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( إنّ أوّل من يرجع (3) لجاركم الحسين ( عليه السلام ) ، فيملك حتى تقع حاجباه على عينيه من الكبر ) (4).
  [ 94/40 ] أبو عبدالله أحمد بن محمّد السيّاري ، عن أحمد بن عبدالله بن قبيصة المهلّبي ، عن أبيه ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في كتاب الكرّات في قول الله عزّ وجلّ ( يَومَ هُم على النار يفتنون ) (5) قال : ( يكسرون في الكرّة كما يكسر الذهب حتى يرجع كلّ شيء إلى شبهه ـ يعني إلى حقيقته ـ ) (6).

---------------------------
(1) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 42 / 12 .
(2) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 43 / 13 .
(3) في نسخة ( س ) زيادة : إلى الدنيا .
(4) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 43 / 14 .
(5) الذاريات 51 : 13 .
(6) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 44 / 15 ، وكذلك البحراني في تفسير البرهان 5 : 159 / 2 عن سعد بن عبدالله ، والحرّ العاملي في الايقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة : 291 / 113 قائلاً : ما رواه سعد بن عبدالله في مختصر البصائر .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 118 _

  [ 95/41 ] محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي إبراهيم ( عليه السلام ) قال : قال ( عليه السلام ) : ( لترجعنّ نفوس ذهبت ، وليقتصّ يوم يقوم ، ومن عذّب يقتص بعذابه ، ومن اُغيظ أغاظ بغيظه ، ومن قتل اقتصّ بقتله ، ويردّ لهم أعداؤهم معهم حتى يأخذوا بثأرهم ، ثم يعمّرون بعدهم ثلاثين شهراً ، ثمّ يموتون في ليلة واحدة قد أدركوا ثأرهم ، وشفوا أنفسهم ، ويصير عدوّهم إلى أشدّ النار عذاباً ، ثم يوقفون بين يدي الجبّار عزّ وجلّ فيؤخذ لهم بحقوقهم ) (1).
  [ 96/42 ] وبهذا الإسناد ، عن الحسن بن راشد ، قال : حدّثني محمّد بن عبدالله بن الحسين ، قال : دخلت مع أبي على أبي عبدالله ( عليه السلام ) فجرى بينهما حديث ، فقال أبي لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : ما تقول في الكرّة ؟ قال : ( أقول فيها ما قال الله عزّ وجلّ وذلك أنّ تفسيرها صار إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قبل أن يأتي هذا الحرف بخمسة وعشرين ليلة ، قول الله عزّ وجلّ ( تلك إذاً كرّة خاسرة ) (2) إذا رجعوا إلى الدنيا ولم يقضوا ذحولهم (3) ).
  فقال له أبي : يقول الله عزّ وجلّ ( فإنّما هي زجرة واحدة * فإذا هم بالساهرة ) (4) أي شيء أراد بهذا ؟ فقال : ( إذا انتقم منهم وماتت (5) الأبدان ، بقيت

---------------------------
(1) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 44 / 16 .
(2) النازعات 79 : 12 .
(3) الذحل : الثأر ، القاموس المحيط 3 : 379 ـ ذحل .
(4) النازعات 79 : 13 ـ 14 .
(5) في البحار : وباتت ، بمعنى غابت ، انظر لسان العرب 2 : 17 ـ بيت .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 119 _

  الأرواح ساهرة لا تنام ولا تموت ) (1).
  [ 97/43 ] حدّثني جماعة من أصحابنا ، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان (2) وابراهيم بن إسحاق ، عن محمّد بن سليمان الديلمي (3) ، عن أبيه ، قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ ( إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكاً ) (4) فقال : ( الأنبياء : رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وإبراهيم وإسماعيل وذرّيته ، والملوك : الأئمّة ( عليهم السلام ) ) قال : فقلت : وأيّ ملك اُعطيتم ؟ قال : ( ملك الجنّة وملك الكرّة ) (5).
  [ 98/44 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد (6) ومحمد بن خالد

---------------------------
(1) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 44 / 17 ، والبحراني في تفسير البرهان 5 : 576 / 2 ، عن سعد بن عبدالله ، والحرّ العاملي في الإيقاظ من الهجعة : 279 / 93 ، عن مختصر البصائر لسعد بن عبدالله .
(2) في البحار : ابن أبي عثمان ، وفي نسخة ( ق ) : علي بن أبي عثمان ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح .
وهو الملقّب بسجادة ، وأبو عثمان اسمه عبد الواحد بن حبيب ، وقد عدّه الشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين الجواد والهادي ( عليهما السلام ) قائلاً : الحسن بن علي بن أبي عثمان السجادة .
انظر معجم رجال الحديث 6 : 24 و 17 : 138 ، رجال الشيخ : 400 / 11 و413 / 12 ، رجال النجاشي : 61 / 141 .
(3) في نسخة ( س و ض و ق ) : محمد بن سليم الديلمي .
(4) المائدة 5 : 20 .
(5) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 45 / 18 ، والبحراني في تفسير البرهان 2 : 266 / 2 ، عن سعد بن عبدالله .
(6) الحسين بن سعيد : هو الحسين بن سعيد بن حماد بن سعيد بن مهران الأهوازي ، من موالي علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، ثقة ، روى عن الامام الرضا وأبي جعفر الثاني وأبي الحسن الثالث ( عليهم السلام ) ، وأصله كوفي ، انتقل مع أخيه الحسن ( رضي الله عنه ) إلى الأهواز ، ثمّ تحوّل إلى قم فنزل على الحسن بن أبان وتوفّي بقم ، وله ثلاثون كتاباً اشترك بها مع أخيه ، وقد عدّه البرقي من أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وزاد الشيخ عليه الإمام الجواد والهادي ( عليهما السلام ) .
انظر فهرست الشيخ : 112 / 230 ، رجال النجاشي : 58 / 136 ـ 137 ، رجال الشيخ : 372 / 17 و399 / 1 و 412 / 6 ، رجال البرقي : 54 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 120 _

  البرقي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن المعلّى بن عثمان (1) ، عن المعلّى بن خنيس ، قال : قال لي أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( أوّل من يرجع إلى الدنيا الحسين بن علي ( عليهما السلام ) فيملك حتى يسقط حاجباه على عينيه من الكبر ).
  قال : فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد ) (2) قال : ( نبيّكم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) راجع إليكم ) (3).
  [ 99/45 ] محمّد بن عيسى بن عبيد (4) ، عن الحسين بن سفيان البزّاز ، عن

---------------------------
(1) في البحار وتفسير البرهان : المعلّى أبو عثمان ، وهما شخص واحد كما قاله النجاشي والشيخ : معلّى بن عثمان أبو عثمان ، كوفي ثقة ، روى عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) قائلاً : المعلّى بن عثمان أبو عثمان الأحول الكوفي ، انظر رجال النجاشي : 417 / 1115 ، رجال الشيخ : 311 / 500 ، خلاصة الأقوال : 275 / 1002 ، معجم رجال الحديث 19 : 271 و 21 : 78 .
(2) القصص 28 : 85 .
(3) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 46 / 19 ، والبحراني في تفسير البرهان 4 : 292 / 5 و 6 ، عن سعد بن عبدالله وذكر القمي المقطع الثاني من الرواية في تفسيره 2 : 147 بزيادة : وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) والأئمّة ( عليهم السلام ).
(4) في البحار زيادة : عن اليقطيني ، والظاهر حرف ( عن ) زيادة لأن ابن عيسى هو الملقب باليقطيني نسبة إلى جدّه يقطين .
وهو أبو جعفر ، جليل في أصحابنا ، ثقة ، عين ، كثير الرواية ، حسن التصانيف ، روى عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) مكاتبة ومشافهة ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضا والهادي والعسكري وفي من لم يرو عنهم ( عليهم السلام ) ، واقتصر البرقي على الإمام الهادي والعسكري ( عليهما السلام ) .
اُنظر رجال النجاشي : 333 / 896 ، رجال البرقي : 58 و 61 ، رجال الطوسي : 393 / 76 و422 / 10 و 435 / 3 و511 / 111 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 121 _

  عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ( إنّ لعليّ ( عليه السلام ) ( في الأرض كرّة مع الحسين إبنه ) (1) صلوات الله عليهما ، يقبل برايته حتى ينتقم له من بني اُميّة ومعاوية وآل معاوية ، ومن شهد حربه .
  ثمّ يبعث الله إليهم بأنصاره ( يومئذ من أهل الكوفة ) (2) ثلاثين ألفاً ، ومن سائر الناس سبعين ألفاً فيلقاهم بصفّين (3) مثل المرّة الاُولى حتى يقتلهم فلا يبقى منهم مخبراً ، ثمّ يبعثهم الله عزّ وجلّ فيدخلهم أشدّ عذابه مع فرعون وآل فرعون .
  ثمّ كرّة اُخرى مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى يكون خليفته في الأرض ، ويكون

---------------------------
(1) في نسخة ( ق ) : كرّة مع ابنه الحسين ( عليه السلام ) ، بدل ما بين القوسين .
(2) ما بين القوسين لم يرد في نسخة ( ق ) .
(3) صِفِّين : بكسرتين وتشديد الفاء ، هو موضع بقرب الرقّة على شاطئ الفرات من الجانب الغربي بين الرقّة وبالس ؛ وكانت وقعة صفّين بين جيش الإمام علي ( عليه السلام ) وجيش معاوية عليه اللعنة في سنة 37 هـ في غرّة صفر ، وقيل : كان الإمام علي ( عليه السلام ) في مائة وعشرين ألفاً ، ومعاوية في تسعين ألفاً ، وقتل في الحرب بينهما سبعون ألفاً منهم ، من أصحاب الإمام علي ( عليه السلام ) خمسة وعشرون ألفاً ، منهم خمسة وعشرون صحابياً بدرياً ، ومن أصحاب معاوية خمسة وأربعون ألفاً .
اُنظر معجم البلدان 3 : 414 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 122 _

  الأئمّة ( عليهم السلام ) عمّاله ، وحتّى يُعبد (1) الله علانية فتكون عبادته علانية في الأرض ، كما عُبد الله سرّاً في الأرض.
  ثمّ قال : إي والله وأضعاف ذلك ـ ثمّ عقد بيده أضعافاً ـ يعطي الله نبيّه ملك جميع أهل الدنيا منذ يوم خلق الله الدنيا إلى يوم يُفنيها ، حتى ينجز له موعوده في كتابه كما قال ( ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون ) (2) ) (3).
  [ 100/46 ] موسى بن عمر بن يزيد الصيقل ، عن عثمان بن عيسى ، عن خالد ابن يحيى (4) قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : سمّى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أبا بكر صدّيقاً ؟ فقال : ( نعم ، إنّه حيث كان أبو بكر معه في الغار ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إنّي لأرى سفينة بني عبد المطّلب تضطرب في البحر ضالّة ، فقال له أبو بكر : وإنّك لتراها ؟ قال : نعم ، قال : يا رسول الله تقدر أن ترينيها ؟ فقال : اُدن منّي فدنا منه فمسح يده على عينيه ، ثمّ قال

---------------------------
(1) في نسخة ( ض ) : يبعثه .
(2) التوبة 9 : 33 والصف 61 : 9 .
(3) نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 74 / 75 ، والحرّ العاملي في الإيقاظ من الهجعة : 363 / 118 .
(4) في البصائر : خالد بن نجيح ، والظاهر هو الصحيح ، لأنّي لم أجد من يقول إنّ خالد بن يحيى يروي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، واحتمل النمازي التعدّد أو التصحيف وقال : لعلّ الثاني هو الأصوب .
وابن نجيح هو الجرّان مولىً ، كوفي ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم ( عليهما السلام ) .
اُنظر رجال النجاشي : 150 / 391 ، رجال البرقي : 31 و 48 ، رجال الشيخ : 186 / 7 و349/1 ، معجم رجال الحديث 8 : 38 ـ 41 ، مستدركات النمازي 3 : 318 و 321 .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 123 _

  له : اُنظر ، فنظر أبو بكر فرأى السفينة تضطرب في البحر ، ثمّ نظر إلى قصور أهل المدينة ، فقال في نفسه : الآن صدّقت أنّك ساحر ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) صدّيق أنت ).
  فقلت : لِمَ سُمّي عمر الفاروق ؟ قال : ( نعم ، ألا ترى أنّه قد فرّق بين الحقّ والباطل ، وأخذ الناس بالباطل ).
  قلت : فلم سمّي سالماً الأمين ؟ قال : لمّا أن كتبوا الكتب ووضعوها على يد (1) سالم فصار الأمين ).
  قلت : فقال اتّقوا دعوة سعد ؟ قال : ( نعم ) قلت : وكيف ذاك ؟ قال : ( إنّ سعداً يكرّ فيقاتل عليّاً ( عليه السلام ) ) (2).

---------------------------
(1) في نسخة ( ض ) : يدي .
(2) نقله المجلسي كاملاً عن المختصر في البحار 53 : 75 / 76 ، وأورده الصفّار باختلاف يسير في البصائر : 422 / 14 ، إلى قوله : الصدّيق أنت ، والقمّي في تفسيره 1 : 290 نحوه .

مُختَصَرُ البَصائِر _ 125 _

  يقول العبد الضعيف الفقير إلى ربّه الغني حسن بن سليمان : إنّي قد رويت في معنى الرجعة أحاديث من غير طريق سعد بن عبدالله فأنا مثبتها في هذه الأوراق ، ثمّ ارجع إلى ما رواه سعد بن عبدالله في كتاب مختصر البصائر.
  [ 101/1 ] فممّا (1) أجاز لي الشيخ السعيد الشهيد أبو عبدالله محمّد بن مكّي الشامي روايته ، عن شيخه السيّد عميد الدين عبد المطّلب بن الأعرج الحسيني ، عن الحسن بن يوسف بن المطهّر ، عن أبيه ، عن السيد فخار بن معد الموسوي ، عن شاذان بن جبرئيل ، عن العماد الطبري ، عن أبي علي بن الشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ، عن أبيه ، عن محمّد بن محمّد بن النعمان ، عن محمّد بن علي بن بابويه ، قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق ، قال : حدّثنا عبدالعزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة ، قال : حدّثنا الحسن بن معاذ (2) ، قال : حدّثنا قيس بن حفص ، قال : حدّثنا يونس بن أرقم ، عن أبي سيّار الشيباني ، عن الضحّاك بن مزاحم ، عن النزّال بن سبرة (3) ، قال : خطبنـا علي بن أبي طالـب صلوات الله عليـه فحمـد الله وأثنى

---------------------------
(1) سقط الحديث كلّه من نسخة ( ق ) .
(2) في كمال الدين : الحسين بن معاذ .
(3) النزّال بن سبرة : هو الهلالي العامري الكوفي من قيس عيلان مختلف في صحبته ، روى عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعن أبي بكر وعثمان بن عفان والإمام علي ( عليه السلام ) ، وذكره ابن حبان في الثقات وقال : له صحبة ، وقال ابن عبد البر : ذكروه فيمن رأى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ولا أعلم له رواية إلاّ عن علي وابن مسعود ، وهو معدود في كبار التابعين وفضلائهم. قال النمازي : هو من أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
انظر تهذيب التهذيب 10 : 378 / 764 ، تهذيب الكمال 29 : 334 / 6391 ، الثقات 3 : 418 ، الاستيعاب 4 : 1524 / 2655 ، مستدركات النمازي 8 : 63 .