فيها والى ملك لايبلي فقال السلام عليك يا ابن رسول الله صلى الله عليك وعلى اهل بيتك وجمع (وعرف خ ل) بيننا وبينك في الجنة فقال الحسين عليه السلام آمين آمين وتقدم فقاتل قتالا شديدا فحملوا عليه فقتلوه ( وجاء ) رجل فقال اين الحسين فقال ها اناذا قال ابشر بالنار تردها الساعة قال ابشر برب رحيم وشفيع مطاع من انت قال انا محمد بن الاشعث قال اللهم ان كان عبدك كاذبا فخذه إلى النار واجعله اليوم آية لاصحابه فما هو الا ان ثنى عنان فرسه فرمي به وثبتت رجله في الركاب فضربه حتى قطعه ووقعت مذاكيره في الارض قال الراوي فوالله لقد عجبنا من سرعة اجابة دعائه ( وفي رواية ) ان محمد بن الاشعث قال يا حسين اي حرمة لك من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليست لغيرك فتلا الحسين عليه السلام ان الله اصطفى آدم ونوح وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض ثم قال وان محمدا لمن آل ابراهيم وان العترة الهادية لمن آل محمد ثم رفع الحسين عليه السلام رأسه إلى السماء فقال اللهم ار محمدا بن الاشعث ذلا في هذا اليوم لا تعزه بعد ابدا فعرض له عارض فخرج من العسكر يتبرز فسلط الله عليه عقربا فلدغه فمات بادي العورة ( ثم ) جاء آخر فقال اين الحسين فقال ها انا ذا قال ابشر يالنار قال ابشر برب رحيم وشفيع مطاع من انت قال انا شمر بن ذي
لواعج الاشجان _ 152 _
الجوشن قال الحسين عليه السلام الله اكبر قال رسول الله صلى الله عليه وآله رأيت كأن كلبا ابقع يلغ في دماء اهل بيتي وقال الحسين عليه السلام رأيت كأن كلابا تنهشني وكان فيها كلب ابقع كان اشدها علي وهو انت وكان شمر ابرص ( وبرز ) مسلم بن عوسجة وهو يرتجز ويقول
ان تـسألوا عني فاني ذو iiلبد من فرع قوم من ذرى بني اسد فـمن بـغانا حائد عن iiالرشد وكـافر بـدين جـبار iiصمد
فقاتل قتالا شديدا ( وصاح ) عمرو بن الحجاج بالناس يا حمقاء التدرون من قتاتلون تقاتلون فرسان اهل المصر واهل البصائر وقوما مستميتين لايبرز إليهم منكم احد والله لو لم ترموهم الا بالحجارة لقتلتموهم فقال ابن سعد صدقت ثم ارسل إلى الناس من يعزم عليهم ان لا يبارز رجل منكم رجلا منهم ( وصاح ) عمرو بن الحجاج يا اهل الكوفة الزموا طاعتكم وجماعتكم لا ترتابوا في قتل من مرق من الدين وخالف الامام فسمعه الحسين عليه السلام فقال يا عمروا علي تحرض الناس انحن مرقنا من الدين ام انتم والله لتعلمن لو قبضت ارواحكم ومتم على اعمالكم اينا المارق ( ثم ) حمل عمرو ابن الحجاج في اصحابه على الحسين عليه السلام من نحو الفرات فاضطربوا ساعة ( فصرع ) مسلم بن عوسجة الاسدي رحمة الله عليه
لواعج الاشجان _ 153 _
وبقي به رمق وانصرف عمرو بن الحجاج واصحابه وانقطعت الغبرة فإذا مسلم صريح فمشي إليه الحسين عليه السلام ومعه حبيب بن مظاهر فقال الحسين عليه اللام رحمك الله يا مسلم فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ودنا منه حبيب بن مظاهر فقال عز علي مصرعك يا مسلم ابشر بالجنة فقال له مسلم قولا ضعيفا بشرك الله بخير ثم قال له حبيب لو لا اني اعلم اني في الاثر من ساعتي هذه لاحببت أن توصيني بكل ما أهمك فقال له مسلم فأني اوصيك بهذا واشار إلى الحسين عليه السلام فقاتل دونه حتى تموت فقال له حبيب لانعمنك عينا ثم مات رضوان الله عليه وصاحت جارية له يا سيداه يا ابن عوسجاه فنادي اصحاب ابن سعد مستبشرين قتلنا مسلما ابن عوسجة فقال شبث بن ربعي ثكلتكم امهاتكم اما انكم تقتلون انفسكم بايديكم وتذلون انفسكم لغيركم اتفرحون بقتل مسلم بن عوسجة اما والذي اسلمت له لرب موقف له في المسلمين كريم لقد رأيته يوم اذربايجان قتل ستة من المشركين قبل ان تلتئم خيول المسلمين ( ثم ) تراجع القوم إلى الحسين عليه السلام فحمل شمر في الميسرة على ميسرة اصحاب الحسين عليه السلام فثبتوا له وطاعنوه وحملوا على الحسين عليه السلام واصحابه من كل جانب وقاتلهم اصحاب الحسين عليه السلام قتالا شديدا فاخذت
لواعج الاشجان _ 154 _
خيلهم تحمل وانما هي اثنان وثلاثون فارسا فلا تحمل على جانب من خيل الكوفة الا كشفته فلما رأى ذلك عروة (غزرة خ ل) بن قيس وهو على خيل اهل الكوفة بعث إلى ابن سعد اما ترى ما تلقى خيلي هذا اليوم من هذه العدة اليسيرة ابعث إليهم الرجال والرماة وقاتل اصحاب الحسين عليه السلام القوم اشد قتال خلقه الله حتى انتصف النهار فبعث ابن سعد الحصين بن نمير في خمسماية من الرماة فاقتتلوا حتى دنوا من الحسين عليه السلام واصحابه فلما رأوا صبر اصحاب الحسين عليه السلام تقدم الحصين إلى اصحابه ان يرشقوا اصحاب الحسين عليه السلام بالنبل فرشقوهم فلم يلبثوا ان عقروا خيولهم وجرحوا الرجال وبقي الحسين عليه السلام وليس معه فارس واشتد القتال بينهم فقاتلوهم اشد قتال خلقه الله ولم يقدروا ان ياتوهم الا من جانب واحد لاجتماع ابيتهم وتقارب بعضها من بعض فارسل عمر بن سعد الرجال ليقوضها عن ايمانهم وشمائلهم ليحيطوا بهم واخذ الثلاثة والاربعة من اصحاب الحسين عليه السلام يتخللون البيوت فيقتلون الرجال وهو يقوض وينهب فير مونه عن قريب فيصرعونه فيقتلونه فقال ابن سعد احرقوها بالنهار فاحرقت فقال لهم الحسين عليه السلام دعوهم يحرقوها فأنهم إذا فعلوا ذلك لم يجوزوا اليكم فكان كما قال " وقيل " ان شمرا حمل حتى بلغ فسطاط
لواعج الاشجان _ 155 _
الحسين عليه السلام فطعنه بالرمح ونادي علي بالنار حتى احرق هذا البيت على اهله فصاحت النساء وخرجن وصاح به الحسين عليه السلام انت تحرق بيتي على اهلي احرقك الله بالنار فقال حميد بن مسلم اتقتل الولدان والنساء والله ان في قتل الرجال لمأ يرضى به اميرك فلم يقبل فاتاه شبث بن ربعى فقال افزغنا النساء ثكلتك امك فاستحيا وانصرف وحمل شمر بن ذي الجوشن في اصحابه على اصحاب الحسين عليه السلام فحمل عليهم زهير بن القين في عشرة رجال من اصحاب الحسين عليه السلام فكشفوهم عن البيوت وقتلوا ابا عذرة (عزرة خ ل) الضبابي من اصحاب شمر وعطف عليهم شمر فقتل منهم ورد الباقين إلى مواضعهم ( وكان ) يقتل من اصحاب الحسين عليه السلام الواحد والاثنان فيبين ذلك فيهم لقلتهم ويقتل من اصحاب ابن سعد العشرة فلا يبين ذلك فيهم لكثرتهم ( وقتل ) أبو ثمامة الصائدي ابن عم له كان عدوه ( وحضر ) وقت صلوة الظهر فقال أبو ثمامة الصيداوي للحسين عليه السلام يا ابا عبد الله نفسي لنفسك الفداء هاؤلاء اقتربوا منك ولا والله لا تقتل حتى اقتل دونك واحب ان القى الله ربي وقد صليت هذه الصلوة فرفع الحسين عليه السلام رأسه إلى السماء وقال ذكرت الصلوة جعلك الله من المصلين الذاكرين نعم هذا اول وقتها ثم قال
لواعج الاشجان _ 156 _
سلوهم ان يكفوا عنا حتى نصلي ففعلوا فقال لهم الحصين بن نمير انها لا تقبل فقال له حبيب بن مظاهر زعمت لاتقبل الصلوة من آل رسول الله صلى الله عليه وآله وانصارهم وتقبل منك يا خمار فحمل عليه الحصين وحمل عليه حبيب فضرب حبيب وجه فرسه بالسيف فشب به الفرس ووقع عنه الحصين فاستنقذه اصحابه وشدوا على حبيب فقتل رجلا منهم " وقال " الحسين عليه السلام لزهير بن القين وسعيد بن عبد الله الحنفي تقدما امامي حتى اصلي الظهر فقتدما امامه في نحو من نصف اصحابه حتى صلى بهم صلاة الخوف فوصل إلى الحسين عليه السلام سهم فتقدم سعيد بن عبد الله ووقف يقيه من النبال بنفسه ما زال ولا تخطى فما زال يرمى بالنبل حتى سقط إلى الارض وهو يقول اللهم العنهم لعن عاد وثمود اللهم ابلغ نبيك عني السلام وابلغه ما لقيت من الم الجراح فاني اردت ثوابك في نصر ذرية نبيك ( وفي رواية ) انه قال اللهم لا يعجزك شئ تريده فابلغ محمدا صلى الله عليه وآله نصرتي ودفعي عن الحسين عليه السلام وارزقني مرافقته في دار الخلود ثم قضى نحبه رضوان الله عليه فوجد فيه ثلاثة عشر سهما سوى ما به من ضرب السيوف وطعن الرماح ( وقيل صلى الحسين عليه السلام واصحابه فرادى بالايماء ) وتقدم ( سويد ابن عمرو بن ابي المطاع وكان شريفا كثيرا الصلوة ثم جعل يرتجز ويقول
لواعج الاشجان _ 157 _
اقـدم حسين اليوم تلقى احمد وشيخك الحبر عليا ذا iiالندى وحسنا كالبدر وافي الا سعدا وعـمك القرم الهام iiالارشدا حـمزة ليث الله يدعي iiاسدا وذا الـجناحين تـبوا iiمقعدا
في جنة الفردوس يعلو صعدا
فقاتل قتال الاسد الباسل وبالغ في الصبر على الخطب النازل حتى سقط بين القتلي وقد اثخن بالجراح فلم يزل كذلك وليس به حراك حتى سمعهم يقولون قتل الحسين (عليه السلام) فتحامل واخرج سكينا من خفه وجعل يقاتل حتى قتل رضوان الله عليه فكان آخر من بقي من اصحاب الحسين عليه السلام ( وخرج ) زهير بن القين وهو يرتجز ويقول
انـا زهـير وانـا ابن iiالقين اذودكم (1) بالسيف عن حسين ان حـسينا احـد iiالـسبطين مـن عـترة البر التقي iiالزين ذاك رسـول الله غـير iiالمين اضـربكم ولا ارى مـن iiشين
يـا ليث نفسي قسمت iiقسمين
ثم قال مخاطبا للحسين عليه السلام (2)
اقدم هديت هاديا مهديا اليوم تلقى جلدك iiالنبيا
------------------
(1) اردكم خ ل.
(2) سيأتي نسبة ابيات تشبه هذه الابيات مع بعض التغيير إلى الحجاج بن مسروق ( منه ).
لواعج الاشجان _ 158 _
وذا الجناحين الفتى الكميا واسد الله الشهيد الحيا
وحــســنـا والـمـرتـضـى iiعــلـيـا
فقاتل قتالا شديد حتى قتل على رواية تسعة عشر رجلا وعلى رواية اخرى مائة وعشرين رجلا فشد عليه كثير بن عبد الله الشعبي ومهاجر بن اوس التميمي فقتلاه فقال الحسين عليه السلام حين صرع زهير لا يبعدك الله يا زهير ولعن قاتلك لعن الذين مسخوا قردة وخنازير ( وجاء ) عابس بن شبيب (ابي شبيب خ ل) الشاكرى ومعه شوذب مولى بني شاكر فقال يا شوذب ما في نفسك ان تصنع قال ما اصنع اقاتل معك دون ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله حتى اقتل قال ذلك الظن بك فتقدم بين يدي ابي عبد الله حتى يحتسبك كما احتسب غيرك وحتى احتسبك انا فان هذا يوم ينبغي لنا ان نطلب فيه الاجر بكل ما نقدر عليه فأنه لاعمل بعد اليوم وانما هو الحساب ( وتقدم ) شوذب فقال السلام عليك يا ابا عبد الله ورحمة الله وبركاته استودعك الله ثم قاتل حتى قتل ( وتقدم ) عابس فقال يا ابا عبد الله اما والله ما امسى على وجه الارض قريب ولا بعيد اعز علي ولا احب إلى منك ولو قدرت على ان ادفع عنك الضميم أو القتل بشئ اعز من نفسي ودمي لفعلت السلام عليك يا ابا عبد الله اشهد الله اني على هداك وهدي ابيك ثم مضى بالسيف مصلتا
لواعج الاشجان _ 159 _
نحوهم وبه ضربة على جبينه قال ربيع بن تميم الحارثي فلما رأيته مقبلا عرفته وقد كنت شاهدته في المغازي وكان اشجع الناس فقلت ايها الناس هذا الاسد الاسود هذا ابن شبيب (ابي شبيب خ ل) القوي لا يخرجن إليه احد منكم ارموه بالحجارة فرمود حتى قتل ( وفي رواية ) انه اخذ ينادي الارجل لرجل فتحاماه الناس لشجاعته فقال لهم ابن سعد ارضخوه بالحجارة فرمود بالحجارة من كل جانب فلما رأي ذلك القي درعه ومغفرة وشد على الناس فهزمهم بين يديه قال الراوي فوالله لقد رأيته يطرد اكثر من مأتين من الناس ثم احاطوا به من كل جانب فقتلوه فرأيت رأسه في ايدي رجال ذوى عدة كل يقول انا قتلته فقال ابن سعد لا تختصموا هذا لم يقتله انسان واحد حتى فرق بينهم بهذا القول (وبرز) حبيب بن مظاهر الاسدي وهو يقول
اقسم لو كان لكم اعدادا وشطركم وليتم iiالاكتادا (1)
------------------
(1) جمع كتد وهو مابين الكاهل إلى الظهر ( منه ).
لواعج الاشجان _ 160 _
ياشر قوم حسبا وآدا (1) وشـرهم قد علموا اندادا
فقاتل قتالا شديدا فقتل رجلا من بني تميم اسمه بدليل بن صريم وحمل عليه آخر من تميم فطعنه فذهب ليقوم فضربه الحصين بن نمير على رأسه بالسيف فوقع ونزل إليه التميمي فاختز رأسه فهد مقتله الحسين عليه السلام وقال عند الله احتسب نفسي وحماة اصحابي ( وقال ) الحصين للتميمي انا شريكك في قتله قال لا والله قال اعطني الرأس اعلقه في عنق فرسي ليرى الناس اني شاركتك في قتله ثم خذه فلا حاجة لي فيما يعطيك ابن زياد فاعطاه الرأس فجال به في الناس ثم رده إليه فلما رجع إلى الكوفة علقه في عنق فرسه ( وكان ) لحبيب ابن يسمى القاسم قد راهق فجعل يتبع الفارس الذي معه رأس ابيه فارتاب به فقال مالك تتبعني قال ان هذا الرأس الذي معك رأس ابي فاعطني اياه حتى الدفنه فقال ان الامير لا يرضى ان يدفن وارجو ان يثيبني فقال لكن الله لا يثيبك الا اسوأ الثواب وبكى الغلام ثم لم يزل يتبع اثر قاتل ابيه بعد ما ادرك حتى قتله واخذ بثار ابيه وذلك انه كان في عسكر فهجم عليه وهو في خيمة له نصف النهار فقتله واخذ رأسه وقيل ان حبيبا قتل من اصحاب ابن سعد اثنين وسبعين رجلا ( وبرز ) عمرو بن خالد الازدي وهو يقول
------------------
(1) الاد الصلب كأنه اردا ان اصلاب ابآئهم التي خرجت منها نطفهم خبيثة ( منه ).
لواعج الاشجان _ 161 _
الـيك يا نفس إلى الرحمن فـابشري بالروح والريحان اليوم تجزين على iiالاحسان قـد كان منك غابر iiالزمان ما خط في اللوح لدى الديان لا تـجزعي فكل حي iiفاني والصبر احظى لك iiبالامان يا معشر الازد بني iiقحطان
ثم قاتل حتى قتل رحمة الله ( فتقدم ) ابنه خالد بن عمرو وهو يرتجز ويقول:
صبرا على الموت بني قحطان كيما تكونوا في رضى iiالرحمن ذي الـمجد والـعزة والبرهان وذي العلى والطول والاحسان يـا ابتا قد صرت في iiالجنان فـي قـصر در حسن iiالبنيان
ثم تقدم فلم يزل يقاتل حتى قتل رحمه الله تعالى " وبرز " سعد بن حنظلة التميمي وهو يقول
صبرا على الاسياف والاسنة صـبرا عليها لدخول iiالجنه وحـور عـين ناعمات iiهنه لـمن يريد الفوز لا iiبالظنة يـا نـفس للراحة iiفاجهدنه وفـي طلاب الخير iiفارغبنه
ثم حمل وقاتل قتالا شديدا حتى قتل رضوان الله عليه ( وخرج ) عمير بن عبد الله المذحجي وهو يرتجز ويقول
قـد علمت سعد وحي iiمذحج اني لدي الهيجاء ليث محرج اعـلو بسيفي هامة iiالمدجج واتـرك القرن لدى iiالتعرج
لواعج الاشجان _ 162 _
فريسة الضع الاذل الاعرج ولم يزل يقاتل حتى قتله مسلم الضبابي وعبد الله البجلي ( وخرج ) عبد الرحمن بن عبد الله اليزني وهو يقول
انـا ابن عبد الله من آل iiيزن ديني على دين حسين iiوحسن اضربكم ضرب فتى من اليمن ارجو بذاك الفوز عند iiالمؤتمن
ثم حمل فقاتل حتى قتل ( وخرج ) يحيى بن سليم المازني وهو يرتجز ويقول
لاضربن القوم ضربا iiفيصلا ضربا شديدا في العداة معجلا لا عـاجزا فـيه ولا iiمولولا ولا اخـاف اليوم موتا iiمقبلا
لـكنني كالليث احمي iiاشبلا
تم حمل فقاتل حتى قتل رحمه الله ( وخرج ) قرة بن ابي قرة الغفاري وهو يرتجز ويقول
قـد عـلمت حـقا بنو iiغفار وخـندف بـعد بـني iiنـزاد بـأني الـليث لـدي iiالغبار لاضـربن مـعشر iiالـفجار بـكل عـضب ذكـر iiبـتار ضربا وجيعا عن بني الاخيار
رهط النبي السادة الابرار ثم حمل فقاتل حتى قتل ( وخرج ) مالك بن انس المالكى (الكاهلى خ ل) وقيل انس بن حارث الكاهلى وهو يرتجز ويقول سيأتي ابيات لبعض الغفاريين فيها بعض من هذه (منه)
لواعج الاشجان _ 163 _
قد علمت مالك (1) والذودان (2) والـخـندفيون وقـيس iiعـيلان بـان قـومي آفـة الاقران (3)ii لـدى الـوغى وسـادة iiالفرسان مـباشر الـموت بطعن ان (4)ii لـسنا نـرى العجز عن iiالطعان آل عـلـي شـيـعة iiالـرحمن آل زيـاد (5) شـيعة iiالشيطان
ثم حمل فقاتل حتى قتل على رواية ابن شهر اشوب اربعة عشر رجلا وعلى رواية الصدوق في الامالي ثمانية عشر رجلا ثم قتل رحمه الله ( وخرج ) عمرو بن مطاع الجعفي وهو يقول
انـا ابـن جـعف وابي iiمطاع وفـي يـميني مـرهف iiقطاع واسـمر فـي راسـه iiلـماع يـرى لـه مـن ضوئه iiشعاع الـيوم قـد طـاب لنا iiالقراع دون حسين الضرب iiوالسطاع (كذا) يرجى بذاك الفوز والدفاع عـن حـر نار حين لا انتفاع
ثم حمل فقاتل حتى قتل ( وخرج ) انيس بن معقل الاصبحي وهو يقول
انـا انـيس وانـا ابن iiمعقل وفي يميني نصل سيف مصقل اعلوبه الهامات وسط iiالقسطل عـن الحسين الماجد المفضل
ثم حمل فقاتل حتى قتل (3) ( وخرج ) شاب قتل ابوه في المعركة وكانت امه معه فقالت له امه اخرج يا بني وقاتل بين يدي ابن رسول الله فخرج فقال الحسين عليه السلام هذا شاب قتل ابوه ولعل امه تكره خروجه فقال الشاب امي امرتني بذلك فبرز وهو يقول
امـيري حسين ونعم iiالامير سـرور فؤاد البشير iiالنذير عـلـي وفـاطمة iiوالـدا ه فهل تعلمون له من iiنظير له طلعة مثل شمس الضحى لـه غـرة مـثل بدر iiمنير
وقاتل حتى قتل وحز رأسه ورمي به إلى عسكر الحسين عليه السلام فحملت امه رأسيه وقالت احسنت يا بني يا سرور قلبي ويا قرة
------------------
(1) بعد ان قتل على رواية ابن شهر اشوب نيفا وعشرين رجلا (منه) .
(2) قد تقدم نسبة بعض هذه الابيات إلى زهير بن القين (منه).
(3) بعدان قتل على رواية ابن شهر اشوب خمسا وعشرين رجلا (منه).
لواعج الاشجان _ 165 _
عيني ثم رمت براس ابنها رجلا فقتلته واخذت عمود خيمة وحملت عليهم وهي تقول
انا عجوز سيدي ضعيفة خـاوية بـالية iiنـحيفه اضربكم بضربة iiعنيفة دون بني فاطمة الشريفة
وضربت رجلين فقتلتهما فأمر الحسين عليه السلام بصرفها ودعا لها ( وخرج ) جنادة بن الحارث الانصاري وهو يقول
انـا جـناد وانا ابن iiالحارث لـست بـخوار ولا iiبـناكث عن بيعتي حتى يرثني iiوارث اليوم شلوي في الصعيد ماكث
وحمل فلم يزل يقاتل حتى قتل (1) وخرج عمرو بن جناده وهو يقول
اضق الخناق من ابن سعد وارمه مـن عـامه بفوارس iiالانصار ومـهاجرين مـخضبين iiرماحهم تـحت الـعجاجة من دم iiالكفار خـضبت على عهد النبي iiمحمد فـاليوم تـخضب من دم iiالفجار
ثم قاتل حتى قتل رحمه الله تعالى ( ولما ) رأي اصحاب الحسين عليه السلام انهم قد غلبوا وانهم لا يقدرون ان يمنعوا الحسين عليه السلام ولا انفسهم تنافسوا في ان يقتلوا بين يديه ( فجاءه ) عبد الله وعبد الرحمن ابناء عروة (غزرة خ ل) الغفاريان فقالا يا ابا عبد الله عليك السلام قد حازنا الناس اليك فاحبينا ان نقتل بين يديك قال
------------------
(1) بعد ان قتل على رواية ابن شهر آشوب سنتة عشر رجلا ( منه ).
لواعج الاشجان _ 166 _
مرحبا بكما ادنوا مني فدنوا منه وجعلا يقاتلان وجعل عبد الرحمن يرتجز ويقول
قـد عـلمت حـقا بـنو غـفار وخـنـدف بـعـد بـني iiنـزار لـنـضر بـن مـعشر iiالـفجار بـكل عـضب ذكـر (1) بـتار يا قوم ذودوا عن بني الاخيار (2) بـالـمشرفي والـقـنا iiالـخطار
فقاتل حتى قتل ( وفي ) رواية الصدوق في الامالي انه برز عبد الله بن عروة الغفاري وهو يقول
قد علمت حقا بنو iiغفار اني اذب في طلاب الثار
بالمشرفي والقنا iiالخطار
رواتاه فتيان وهما سيف بن الحارث بن سريع ومالك بن عبد الله بن سريع الجابريان (3) وهما ابناء عم واخوان لام وهما يبكيان فقال لهما يا ابني اخي (صح) ما يبكيكما فوالله اني لارجو ان تكونا بعد ساعة قريري العين فقالا جعلنا الله فداك والله ما على انفسنا نبكي ولكن نبكي عليك نراك وقد احيط بك ولا نقدر على ان ننفعك (نمنعك خ ل) فقال جزا كما الله يا ابني اخي بوجد كما من ذلك ومواساتكما اياي بأنفسكما احسن جزاء المتقين (4) ثم استقدما وقالا السلام عليك يا ابن رسول
------------------
(1) الاحرار خ ل.
(2) صارم خ ل.
(3) نسبة إلى بني جابر من بطن همدان ( منه ).
(4) في رواية ان هذا الكلام كان منه عليه السلام مع الغفاريين (منه).
لواعج الاشجان _ 167 _
الله فقال وعليكما السلام ورحمة الله وبركاته فقاتلا حتي قتلا ( وخرج ) غلام تركي كان للحسين عليه السلام وكان قارئا للقرآن فجعل يقاتل ويرتجز ويقول
البحر من طعني وضربي يصطلي ؟ والـجو مـن سـهمي ونبلي iiيمتلي إذا حـسامي فـي يـميني iiيـنجلي يـنـشق قـلب الـحاسد الـمبجل
فقتل جماعة (1) ثم سقط صريعا فجاء إليه الحسين عليه السلام فبكي ووضع خده على خده ففتح عينيه فرأي الحسين عليه السلام فتبسم ثم صار إلى ربه ( وحدث ) مهران مولى بني كاهل قال شهدت كربلا مع الحسين عليه السلام فرأيت رجلا يقاتل قتالا شديدا لا يحمل على قوم الاكشفهم ثم يرجع إلى الحسين عليه السلام وهو يرتجز ويقول
ابـشر هـديت الرشد تلقى احمدا في جنة الفردوس تعلو صعدا (2)
فقلت من هذا فقالوا أبو عمر النهشلي وقيل الخثعمي فاعترضه عامر بن نهشل فقتله واختز رأسه وكان أبو عامر هذا متهجدا كثير الصلوة ( وبرز ) مالك بن ذودان وانشأ يقول
------------------
(1) في رواية ابن شهر اشوب انه قتل سبعين رجلا ( منه ).
(2) تقدمت ابيات منسوبة إلى سويد بن عمرو وفيها الشطر الثاني وقريب من الشطر الاول كما انا بعدان وجدناها منسوبة إلى سويد المذكور وجدنا ابن شهر آشوب نسبها إلى سعيد بن عبد الله الحنفي ( منه ).
لواعج الاشجان _ 168 _
الـيكم مـن مالك iiالضرغام ضرب فتى يحمي عن الكرام
يـرجو ثواب الله ذي iiالانعام
فقاتل حتى قتل ( وبرز ) ابراهيم بن الحصين الاسدي وهو يرتجز ويقول
وقاتل حتى قتل ( وكان ) يأتي الرجل بعد الرجل إلى الحسين عليه السلام فيقول السلام عليك يا ابن رسول الله فيجيبه الحسين عليه السلام ويقول وعليك السلام ونحن خلفك ثم يقرأ فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر حتى قتلوا عن آخرهم ولم يبق مع الحسين عليه السلام سوى اهل بيته وهم ولد علي وولد جعفر ، وولد عقيل ، وولد الحسن.
وولد الحسين فاجتمعوا يودع بعضهم بعضا وعزموا على الحرب ( وكانوا ) سبعة عشر رجلا في المتفق عليه (2) وقيل ازيد من ذلك وفيهم يقول سراقة الباهلي
عـين بـكي بعبرة iiوعويل واندبي ان ندبت آل الرسول
------------------
(1) فقتل على رواية ابن شهر اشوب اربعة وثمانين رجلا ( منه ).
(2) في حديث الرضا عليه السلام مع ابن شبيب وقتل معه من اهل بيته ثمانية عشر رجلا فيمكن ان يكون عد معهم مسلما بن عقيل فانه وان لم يقتل مع الحسين عليه السلام فكأنه قتل معه ( منه )...
لواعج الاشجان _ 169 _
سـبعة (1) مـنهم لصلب علي قـد ابـيدوا وسبعة (2) لعقيل وابـن عـم النبي عونا iiاخاهم لـيس فـيما يـنوبهم بـخذول وانـدبي كـلهم فـليس إذا iiما ضـن بالخير كلهم بالخيل (3)ii وسـمي الـنبي غـودر فـيهم قـد عـلوه بـصارم iiمـسلول لـعن الله حـيث حـل iiزيـادا وابنه والعجوز ذات البعول (4)
" فخرج علي بن الحسين الاكبر وقيل الاصغر وامه ليلى بنت ابي قرة (مره خ ل) بن عروة بن مسعود الثقفيه وامها ميمونة بنت ابي سفيان بن حرب وكان من اصبح الناس وجها وأحسنهم خلقا وكان عمره تسع عشرة سنة وقيل ثمان عشرة سنة وقيل خمس وعشرون سنة وهو اول قتيل يوم كربلا من آل ابي طالب فاستأذن اباه في القتال فاذن له ثم نظر إليه نظرة آيس منه وارخي عينيه فبكى ثم رفع سبابتيه نحو السماء وقال اللهم كن انت الشهيد عليهم فقد برز إليهم غلام اشبه الناس خلقا وخلقا ومنطقا برسولك وكنا إذا اشتقنا إلى نبيك نظرنا إليه اللهم امنعهم بركات الارض وفرقهم تفريقا ومزقهم تمزيقا واجعلهم طرائق قددا ولا ترض الولاة عنهم ابدا فانهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلوننا وصاح يا ابن سعد
------------------
(1) تسعة خ ل.
(2) وستة خ ل وخمسة خ ل.
(3) وهي سمية ام زياد أو مرجانة ام عبيد الله وكانتا من البغايا وقصتهما مشهورة (منه).
(4) ـ الصواب تقديم البيت الخامس على الرابع...
لواعج الاشجان _ 170 _
قطع الله رحمك ولا بارك لك في امرك وسلط عليك من يذبحك بعدي على فراشك كما قطعت رحمي ولم تحفظ قرابتي من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم رفع صوته وتلا ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم فشد علي على الناس وهو يقول
انـا علي بن الحسين بن iiعلي نحن وبيت الله (1) اولي بالنبي تالله لا يـحكم فـينا ابن الدعي اضرب بالسيف احامي عن ابي
ضـرب غـلام هاشمي iiعلوي
فجعل يشد عليهم ثم يرجع إلى ابيه فيقول يا اباه العطش فيقول له الحسين عليه السلام اصبر حبيبي فانك لا تمسي حتى يسقيك رسول الله صلى الله عليه وآله بكأسه ( وفي رواية ) انه قال يا ابه العطش قتلني وثقل الحديد اجهدني فهل إلى شربة من الماء سبيل فبكي الحسين عليه السلام وقال واغوثاه يا بني من اين آتي لك بالمآء قاتل قليلا فما اسرع ما تلقى جدك محمد صلى الله عليه وآله فيسقيك بكأسه الاوفي شربة لا تظمأ بعدها ابدا فجعل يكر كرة بعد كرة واهل الكوفة يتقون قتله فقتل اربعة واربعين رجلا على رواية الصدوق في الامالي وعلى رواية محمد بن ابي طالب تمام المأتين ولم يذكره غيره فيما علمناه فنظر
------------------
(1) ورب البيت خ ل.
لواعج الاشجان _ 171 _
إليه مرة بن منقذ العبدي فقال علي اثام العرب ان هو فعل مثل ما اراه يفعل ومربي ان لم اثكله امه فمر يشد على الناس كما كان يفعل فاعترضه مرة بن منقذ وطعنه بالرمح وقيل بل رماه بسهم فصرعه فنادي يا ابتاه عليك السلام هذا جدي يقرئك السلام ويقول لك عجل القدوم علينا واعتوره الناس فقطعوه باسيافهم فجاء الحسين عليه السلام حتى وقف عليه وقال قتل الله قوما قتلوك يا بني ما اجراهم على الرحمن وعلى انتهاك حرمة الرسول على الدنيا بعدك العفا وخرجت زينب بنت علي عليهما السلام وهي تنادي يا حبيباه ويا ابن اخاه وجاءت فاكبت عليه فجاء الحسين عليه السلام فاخذ بيدها وردها إلى الفسطاط واقبل بفتيانه وقال احملوا اخاكم فحملوه من مصرعه حتى وضعوه بين يدي الفسطاط الذي كانوا يقاتلون امامه ( وبرز ) عبد الله بن مسلم بن عقيل بن ابي طالب وامه رقية بنت علي بن ابي طالب عليه السلام وهو يرتجز ويقول
الـيوم الـقى مسلما وهو iiابى وفـتية بـادوا على دين iiالنبي لـيـسوا عـرفـوا iiبـالكذب لـكن خـيار وكـرام iiالنسب
من هاشم السادات اهل الحسب
فقتل ثلاثة رجال (1) فرماه عمرو بن صبيح الصيداوي (الصدائي
------------------
(1) قال ابن شهر آشوب انه قتل ثمانية وتسعين رجلا في ثلاث حملات
لواعج الاشجان _ 172 _
خ ل) بسهم فوضع عبد الله يده على جبهته يتقيه فاصاب السهم كفه ونفذ إلى جبهته فسمرها فلم يستطع ان يحركها ثم طعنه اسيد ابن مالك بالرمح في قلبه فقتله وعمروبن صبيح هذا اخذه المختار وطعنه بالرماح حتى مات ( وقيل ) ان قاتل عبد الله بن مسلم زيد بن رقاد (ورقاء خ ل) وكان يقول رميته بسهم وكفه على جبهته يتقى النبل فاثبت كفه في جبهته فما استطاع ان يزيل كفه عن جبهته وقال حين رميته اللهم انهم لستقلونا واستذلونا فاقتلهم كما قتلونا ثم رماه بسهم آخر وكان يقول جئته وهو ميت فنزعت سهمي من جوفه ولم ازل انضنض الاخر عن جبهته حتى اخذته وبقي النصل وهذا اتاه اصحاب المختار فلم يطعنوه ولم يضربوه ولكن جعلوا يرمونه بالنبل والحجارة حتى سقط فاحرقوه حيا ( وخرج ) محمد بن مسلم بن عقيل بن ابي طالب فقاتل حتى قتل قتله أبو جرهم الازدي ولقيط ابن ياسر الجهني ( وخرج ) محمد بن ابي سعيد بن قيل بن ابي طالب فقاتل حتى قتل رماه لقيط بن ياسر الجهني بسهم فقتله ( وخرج ) جعفر بن عقيل بن ابي طالب وهو يرتجز ويقول
انا الغلام الابطحي iiالطالبي من معشر في هاشم وغالب ونـحن حقا سادة iiالذوائب هذا حسين اطيب iiالاطائب
------------------
= ولم يذكر ذلك غيره فيما علمناه ( منه )
لواعج الاشجان _ 173 _
من عترة البر التقي الغالب فقتل خمسة عشر فارسا على رواية محمد بن ابي طالب ورجلين على رواية ابن شهر اشوب فقتله عبد الله بن عروة الخثعمي وقيل بشر بن سوط (حوط خ ل) الهمداني ( وخرج ) عبد الرحمن بن عقيل بن ابي طالب وهو يقول
ابي عقيل فاعرفوا iiمكاني من هاشم وهاشم iiاخواني كهول صدق سادة الاقران هذا حسين شامخ iiالبنيان
وسـيد الشيب مع iiالشبان
فقتل على رواية محمد بن ابي طالب وابن شهر اشوب سبعة عشر فارسا فحمل عليه عثمان بن خالد الجهني وبشر بن سوط (حوط خ ل) الهمداني فقتلاه وهذان اخذهما المختار فضرب اعناقهما واحرقهما بالنار ( وخرج ) عبد الله الاكبر بن عقيل بن ابي طالب (1) فقتله عثمان بن خالد وبشر بن سوط (حوط خ ل) ايضا وقيل عمرو بن صبيح ( وحمل ) الناس على الحسين عليه السلام واهل بيته من كل جانب فخرج ( محمد بن عبد الله بن جعفر بن ابي طالب وامه زينب بنت امير المؤمنين عليه السلام وقيل الخوصاء من بني تيم اللات بن
------------------
(1) على هذا يكون المقتول بالطف من ولد عقيل ستة وبعضهم اقتصر على ذكر اربعة ( منه ).
لواعج الاشجان _ 174 _
ثعلبة وهو يقول
اشكو إلى الله من العدوان قتال قوم في الردي عميان قـد تـركوا معالم iiالقرآن ومـحكم التنزيل iiوالتبيان
واظهروا الكفر مع الطغيان ثم قاتل حتى قتل عشرة أنفس فحمل عليه عامر بن نهشل التميمي فقتله ( وخرج ) اخوه عون بن عبد الله بن جعفر (عليه السلام) وامه ايضا زينب بنت امير المؤمنين عليه السلام وقيل جمانة بنت المسيب بن نجبة وهو يقول
ان تـنكروني فأنا ابن iiجعفر شهيد صدق في الجنان ازهر يـطير فـيها بجناح iiاخضر كـفي بهذا شرفا في المحشر
ثم قاتل حتى قتل على رواية ابن شهر آشوب ثلاثة فوارس وثمانية عشر رجلا فحمل عليه عبد الله بن قطبة الطائي فقتله (1) ( وخرج ) اخوهما عبيدالله بن عبد الله بن جعفر (2) فقاتل حتى قتل ( وخرج ) القاسم بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليهم السلام وامه ام ولد وهو غلام لم يبلغ الحلم فلما نظر الحسين عليه السلام
------------------
(1) في تاريخ الطبري ان قاتله عامر بن نهشل وقاتل اخيه عبد الله بن قطبة عكس ما ذكرنا ( منه ).
(2) ذكره أبو الفرج ولم يذكره غيره من الرواة والمؤرخين بل اقتصروا على ذكر عون ومحمد ( منه ).
لواعج الاشجان _ 175 _
إليه قد برز اعتنقه وجعلا يبكيان حتى غشي عليها ثم استاذن عمه في المبارزة فابى ان ياذن له فلم يزل الغلام يقبل يديه ورجليه حتى اذن له فخرج ودموعه تسيل على خديه وهو يقول
ان تـنكروني ابن iiالحسن سبط النبي المصطفي iiوالمؤتمن هـذا حسين كالاسير iiالمرتهن بين اناس الاسقوا صوب المزن
فقاتل قتالا شديدا حتى قتل على صغر سنه على بعض الروايات خمسة وثلاثين رجلا وعلى رواية الصدوق في الامالي انه برز وهو يقول
لا تجزعي نفسي فكل فاني الـيوم تلقين ذوي iiالجنان
فقتل منهم ثلاثة ( قال ) حميد بن مسلم خرج علينا غلام كأن وجهه شقة قمر وفي يده سيف وعليه قميص وازار ونعلان قد انقطع شسع احدهما ما انسى انها كانت اليسرى فقال لي عمرو بن سعد بن نفيل الازدي والله لاشدن عليه فقلت سبحان الله وما تريد بذلك والله لو ضربني ما بسطت إليه يدي دعه يكفيكه هؤلاء الذين تراهم قد احتوشوه فقال والله لاشدن عليه فشد عليه فما ولى حتى ضرب رأسه بالسيف ففلقه ووقع الغلام الى الارض لوجهه ونادي يا عماه فجلى الحسين عليه السلام كما يجلي الصقر ثم شد شدة ليث اغضب فضرب عمرو بن سعد بن نفيل بالسيف فاتقاها بالساعد فقطعها من لدن