حديث الثقلين وتكراره في مواطن
   قال ابن حجر الهيتمي المكي في كتابه الذي أسماه بالصّواعق المحرقة : « ثم اعلم أنّ لحديث التمسّك بذلك طرقاً كثيرةً وردت عن نيف وعشرين صحابياً ، ومرّ له طرق مبسوطةُ في حادي عشر الشّبه ، وفي بعض تلك الطّرق أنه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة ، وفي أخرى : أنه قاله بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه ، وفي اُخرى : أنه قال ذلك بغدير خم ، وفي آخر أنه قال لمّا قام خطيباً بعد انصرافه من الطائف كما مر . ولا تنافي ، إذْ لا مانع من أنّه كرّر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها ، اهتماماً بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة . وفي رواية ـ عند الطبراني ـ عن ابن عمر : إنّ آخر ما تكلّم به النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : أُخلفوني في أهل بيتي .
   وفي أخرى ـ عند الطبراني وأبي الشيخ ـ : إنّ لله عزّوجل ثلاث حرمات فمن حفظهنّ حفظ الله دينه ودنياه ، ومن لم يحفظهنّ لم يحفظ الله دنياه ولا آخرته . قلت : ما هنّ ؟ قال : حرمة الإسلام وحرمتي وحرمة رحمي » (1).
   أقول : أمّا حديث أنّه قاله في حجة الوداع بعرفة فقد تقدّم عن الترمذي . ومن رواته أيضاً :

---------------------------
(1) الصواعق المحرقة : 89 ـ 90 .

حديـــث الثقلـــين _ 27_

أبو بكر ابن أبي شيبة كما جاء في كنز العمال 1|48 ط 1 والحكيم الترمذي في نوادر الاصول : 68 .
وأبو القاسم الطبراني في المعجم الكبير 3|63 برقم 2679 .
والمزّي في تهذيب الكمال 10|51 وتحفة الأشراف 2|278 .
وابن الاثير في جامع الأصول 1|277 .
والخطيب التبريزي في المشكاة 3|258 .
وابن كثير الدمشقي في تفسيره ـ هامش فتح البيان 9|115 .
وأما حديث أنه قاله في غدير خم ، فقد تقدم عن مسلم والطبراني والحاكم ، ومن رواته أيضاً :
أحمد في المسند 3/17 .
والدارمي في السنن 2|310 .
وابن أبي عاصم في كتاب السنة : 629 .
والبيهقي في السنن الكبرى 2|148 .
والبغوي في المصابيح 2|205 .
وابن كثير في تاريخه 5|209 .
   وأما حديث أنّه قاله في مرضه وقد امتلأت الحجرة ، فقد أخرجه الحافظ أبو بكر ابن أبي شيبة : « ان النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) قال في مرض موته : أيّها الناس يوشك أن أقبض قبضاً سريعاً ، فينطلق بي ، وقد قدّمت إليكم القول معذرةً إليكم ، ألا إني مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله عزّوجل وعترتي . ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال : هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي ، لا يفترقان حتى يردا عليَّ الحوض فأسألهما ما خلفت فيهما » .

حديـــث الثقلـــين _ 28_

   ورواه عنه العصامي في سمط النجوم العوالي 2|502 رقم 136 .
وأخرجه أبو بكر البزار في مسنده بلفظٍ أوجز كما في كشف الأستار عن زوائد البزار 3|221 رقم 2612 .
   وقال العّلامة الأزهري في تهذيب اللغة 9|78 : « روي عن النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أنه قال في مرضه الذي مات فيه : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض » .
   ورواه ابن حجر المكي عن أم سلمة في مرضه قالت ـ وقد امتلأت الحجرة بأصحابه : 89 .
   وأما حديث أنه قاله في منصرفه من الطّائف فأخرجه ابن أبي شيبة ( كما في الصواعق ) حيث قال : « واخرج ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن عوف قال : لمّا فتح رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) مكة انصرف إلى الطائف ، فحصرها سبع عشرة ليلة أو تسع عشرة ليلة ، ثم قام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أوصيكم بعترتي خيراً وإنّ موعدكم الحوض ، والذي نفسي بيده لتقيمنَّ الصلاة ولتؤتنّ الزكاة أو لأبعثنَّ إليكم رجلاً مني أو كنفسي يضرب أعنافكم . ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه ثم قال : هو هذا . وفيه رجل اختلف في تضعيفه ، وبقية رجاله ثقات .
   وفي روايةٍ انه ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) قال في مرض موته : يا أيها الناس يوشك أن اقبض قبضاً سريعاً فينطلق بي ، وقد قدمت إليكم معذرةً إليكم ، ألا اني مخلّف فيكم كتاب الله ربي عزّوجل وعترتي أهل بيتي . ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال : هذا مع علي والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا عليَّ الحوض ، فأسألهما ما خلفت فيهما »(1).

---------------------------
(1) الصواعق المحرقة : 75 .

حديـــث الثقلـــين _ 29_

حديث الثقلين و صحّته
   لقد أخرج حديث الثقلين في غير واحدٍ من الصحاح السّتة والصحاح الأخرى ، ومن الكتب الملتزم فيها بالصحة ، كما نصَّ على صحّته كثير من الحفّاظ

الحديث في صحيح مسلم :
   فقد أخرجه مسلم في كتابه الذي قال جمهورهم بصحّة كلّ ما جاء فيه ، بل قدّمه بعضهم على كتاب البخاري ، وعلى رأسهم أبو علي الحافظ النيسابوري ، المشتهر بـ « الحافظ » حتى ذكره السمعاني في « الأنساب » بهذا العنوان ، وقال : « وذكرت من حفّاظ الحديث واحداً عرف به ، وهو أبو علي الحافظ النيسابوري . . . واحد عصره في الحفظ والاتقان والورع والرحلة ، ذكره الحافظ أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور فقال : أبو علي الحافظ النيسابوري ، ذكره في الشرق كذكره في الغرب ، تقّدم في مذاكرة الأئمة وكثرة التصنيف ، وكان مع تقدّمه في هذه العلوم أحد المعدِّلين المقبولين في البلد » .
   وانْ شئت المزيد من الثناء عليه فراجع : تذكرة الحفّاظ 3|902 وطبقات السبكي 3|276 .
توفي أبو علي الحافظ سنة 349 .

الحديث في صحيح الترمذي :
وأخرجه أبو عيسى الترمذي في صحيحه ، وسيأتي وصفه بايجاز .

حديـــث الثقلـــين _ 30_

الحديث في مسند أحمد :
   وأخرجه أحمد بن حنبل في مواضع من مسنده بأسانيد عديدة ، وسيأتي الكلام على المسند وتلك الروايات ببعض التفصيل .

الحديث في صحيح ابن خزيمة :
   وأخرجه إمام الأئمة ـ كما وصفوه ـ ابن خزيمة في صحيحه ، فقد أورده عنه الحافظ السخاوي في كتابه ( استجلاب ارتقاء الغرف ) (1).
، وهذا كلام الحافظ جلال الدين السّيوطي في وصف صحيح ابن خزيمة : « صحيح ابن خزيمة أعلى مرتبةً من صحيح ابن حبان ، لشدّة تحرّيه ، حتى أنّه يتوقف في التصحيح لأدنى كلام في الاسناد فيقول : إنْ صحّ الخبر ، وإنْ ثبت كذا ، ونحو ذلك » .
   وقال : « قد علم ممّا تقرّر أنَّ أصحّ من صنّف في الصحيح ابن خزيمة ثم ابن حبان ثم الحاكم ، فينبغي أنْ يقال : أصحّها بعد مسلم ما إتفق عليه الثلاثة . ثم ابن خزيمة وابن حبان والحاكم ، ثم ابن حبان والحاكم ، ثم ابن خزيمة فقط ، ثم ابن حبان فقط ، ثم الحاكم فقط ، إنْ لم يكن الحديث على شرط الشيخين » (2).

الحديث في صحيح أبي عوانة :
   وأخرجه الحافظ أبو عوانة الإسفرائني في صحيحه ، وأورده عنه العّلامة الشيخ محمود القادري في كتابه ( الصّراط السوي ) (3).
وقد نصّ القوم على صحّة كتابه وتلقّوه بالقبول حتى وصفوه بصاحب المسند الصحيح ، فلاحظ ترجمته في وفيات الأعيان 5|436 ، وتذكرة الحفّاظ 2|779 ، ومرآة الجنان 29|269 ، وطبقات السبكي 3|487 وغيرها .

---------------------------
(1) هذا الكتاب مخطوط وعندنا منه نسخة مصوّرة ، والحديث في الورقة 22 .
(2) تدريب الرواي ـ شرح تقريب النواوي 1|104 ، 109 ، 124 .
(3) هذا الكتاب مخطوط ، وعندنا منه نسخة مصوّرة ، والحديث في الورقة 18 .

حديـــث الثقلـــين _ 31_

لحديث فيما ألّف حول الصحاح أو الصحيحين :

   وأخرجه الحاكم النيسابوري في كتابه ( المستدرك على الصحيحين ) بأسانيد على شرطهما .
   وأخرجه أبو عبد الله الحميدي في ( الجمع بين الصحيحين ) .
   وأخرجه رَزين العبدري في ( تجريد الصّحاح ) .

الحديث في الكتب الملتزم فيها بالصحّة :
   وأخرجه غير واحدٍ من الحفاظ في كتبهم التي التزموا فيها بالصحّة ، كالعّلامة سراج الدين الفرغاني في كتابه ( نصاب الأخبار ) « الذي وعد بجمعه مقتصراً على إيراد ألف حديث صحيح » (1).
وكالحافظ ضياء الدين المقدسي في كتابه ( المختارة ) قال الحافظ السيوطي نقلاً عن الحافظ العراقي : « جمع كتاباً سمّاه ( المختارة ) والتزم فيه الصحّة »(2).

ذكر بعض من نصَّ على صحّته :
   والذين نصّوا على صحّة هذا الحديث كثيرون ، فمن اشهرهم : محمد بن جرير الطبري كما في كنز العمال ولفظه : « عن محمد بن عمر بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب أن النبي قال : إني قد تركت فيكم ما إنْ أخذتم به ن تضلّوا كتاب الله سبب بيد الله وسبب بأيديكم وأهل بيتي . ابن جرير وصحّحه » (3).
ومحمد بن إسحاق وتبعه الأزهري وابن منظور وستعرف لفظه .

---------------------------
(1) كشف الظنون 2|1954 .
(2) التقييد والايضاح : 24 ، تدريب الراوي 1|144 .
(3) كنز العمال 1|380 .

حديـــث الثقلـــين _ 32_

   والقاضي الحافظ أبو عبدالله المحاملي ، كما في كنز العمال حديث رواه « عن علي : أن النبي ( صلّى الله عليه وسلّم )حضر الشجرة بخم ثم خرج آخذاً بيد علي فقال : أيّها الناس : ألستم تشهدون أنّ الله ربّكم ؟ قالوا : بلى ، قال : ألستم تشهدون أن الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم وأن الله ورسوله مولاكم ؟ قالوا : بلى . قال : فمن كان الله ورسوله مولاه فإنّ هذا مولاه .
   وقد تركت فيكم ما إنْ أخذتم به لن تضلّوا بعده : كتاب الله سببه بيده وسببه بأيديكم وأهل بيتي .
   ابن راهويه وابن جرير وابن أبي عاصم والمحاملي في أماليه وصحح » (1).
   والحافظ الذهبي في تلخيص المستدرك كما ستعرف .
   والحافظ أبو بكر الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) .
   والحافظ ابن كثير في تاريخه 5|209 ونقل تصحيح الذهبي ، وفي تفسيره 6|199 .
   والحافظ جلال الدين السّيوطي في الجامع الصغير .
   وتبعه شارحه العلاّمة المنّاوي .
   وهو صحيح لدى كلّ من أورده عن صحيح مسلم ولا يحصى عددهم .

---------------------------
(1) كنز العمال 13|139 .

حديـــث الثقلـــين _ 33_

حديث الثقلين وتواتره
لكنّ الحق أنّ هذا الحديث متواتر بالنظر إلى رواته في القرون المختلفة :
1 ـ رواته من الأصحاب :
   ذكر الترمذي بعد أن أخرج حديث الثقلين عن جابر : « وفي الباب عن : أبي ذر ، وأبي سعيد ، وزيد بن أرقم ، وحذيفة بن أسيد » .
   وقد عرفت روايته عن أمير المؤمنين علي ـ عليه السلام ـ وعن زيد بن ثابت وأم سلمة .
   وعرفت من عبارة ابن حجر المكي : « أنّ لحديث التمسّك بذلك طرقاً كثيرةً وردت عن نيف وعشرين صحابّياً » .
   ولكنك اذا تتّبعت وجدتها واردةً عن نيف وثلاثين . . . ولكن لا حاجة ، لثبوت التواتر بالعدد الذي ذكر بل بالأقلّ منه .
2 ـ رواته من التّابعين :
  وبالنظر في تلك الطرق الكثيرة التي أشار اليها ابن حجر المكي وغيره يعرف رواة الحديث من التابعين ، الذين أثنى عليهم القرآن الكريم والنبيّ العظيم كما يروي القوم ويقولون . . . وهذه أسماء ثلّة من رواة حديث الثقلين من التابعين :
1ـ أبو الطفيل عامر بن واثلة
وعداده في الصحابة كما تقدم عن ابن حجر العسقلاني .

حديـــث الثقلـــين _ 34_

2 ـ عطية بن سعد العوفي .
3 ـ حنش بن المعتمر .
4 ـ الحارث الهمداني .
5 ـ حبيب بن أبي ثابت .
6 ـ علي بن ربيعة .
7 ـ القاسم بن حسّان .
8 ـ حصين بن سبرة .
9 ـ عمر بن مسلم .
10 ـ أبو الضحى مسلم بن صبيح .
11 ـ يحيى بن جعدة .
12 ـ الأصبغ بن نباتة .
13 ـ عبدالله بن أبي رافع .
14 ـ المطلب بن عبد الله بن حنطب .
15 ـ عمر بن علي بن أبي طالب .

3 ـ رواته عبر القرون :
   وأمّا من رواه من بعد الصحابة والتابعين من أعلام الأمة وحفّاظ الحديث ومشاهير رجال العلم عبر القرون فلا يحصون كثرةً ، فإليك أسماء أشهرهم في كلّ قرن حسب الطّبقات .

حديـــث الثقلـــين _ 35_

القرن الثّاني :
1 ـ سعد بن مسروق الثوري المتوفي سنة 126 .
2 ـ أبو إسحاق السبيعي سنة 129 .
3 ـ الركين بن الربيع 131 .
4 ـ أبو حيان التيمي 145 .
5 ـ سليمان بن مهران الأعمش 147 .
6 ـ زكريا بن أبي زائدة 148 .
7 ـ محمد بن اسحاق المدني 151 .
8 ـ كثير بن زيد 158 .
9 ـ معروف بن خرّبوذ المكي .
10 ـ أبو عوانة وضّاح بن عبد الله الواسطي 175 .
11 ـ حاتم بن إسماعيل 186 .
12 ـ أبو بشر إسماعيل بن إبراهيم البصري المعروف بابن علية 193 .

حديـــث الثقلـــين _ 36_

القرن الثالث :
13 ـ محمد بن عبد الله أبو أحمد الزبيري الحبّال المتوفى سنة 203 .
14 ـ أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي 204 .
15 ـ جعفر بن عون المخزومي 206 .
16 ـ الأسود بن عامر الشامي 208 .
17 ـ يعلى بن عبيد الطنافسي 209 .
18 ـ أبو غسّان مالك بن إسماعيل النهدي 219 .
19 ـ أبو جعفر محمد بن حبيب البغدادي 225 .
20 ـ سعيد بن سليمان الواسطي 225 .
21 ـ سعيد بن منصور الخراساني 227 .
22 ـ محمد بن سعد الزهري البصري 230 .
23 ـ أبو محمد خلف بن سالم المخرّمي السندي 231 .
24 ـ أبو خيثمة زهير بن حرب 234 .
25 ـ أبو الفضل شجاع بن مخلد الفلاس البغوي 235 .
26 ـ أبو بكر ابن أبي شيبة 235 .
27 ـ أبو يعقوب إسحاق بن راهويه 238 .
28 ـ أحمد بن حنبل 241 .

حديـــث الثقلـــين _ 37_

29 ـ سفيان بن وكيع الجراح 247 .
30 ـ أبو محمد عبد بن حميد الكسي 249 .
31 ـ عباد بن يعقوب الرواجني 250 .
32 ـ أبو موسى محمد بن المثنى العنزي 252 .
33 ـ أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي 255 .
34 ـ مسلم بن الحجاج النيسابوري 261 .
35 ـ أحمد بن المنصور الرمادي 265 .
36 ـ أحمد بن يونس أبو العباس الضبي 268 .
37 ـ أبو عبدالله محمد بن يزيد ابن ماجة القزويني 273 .
38 ـ أبو داود سليمان بن الأشعت السجستاني 275 .
39 ـ يعقوب بن سفيان الفسوي 277 .
40 ـ أبو عيسى محمد بن عيسى االترمذي 279 .
41 ـ أبو بكر ابن أبي الدنيا البغدادي 281 .
42 ـ أبو عبد الله الحكيم الترمذي 285 .
43 ـ أبو بكر ابن أبي عاصم الشيباني 287 .
44 ـ عبد الله بن أحمد بن حنبل 290 .
45 ـ أبو العباس ثعلب البغدادي 291 .
46 ـ أبو بكر البزار البصري 292 .
47 ـ أبو جعفر المطين 297 .

حديـــث الثقلـــين _ 38_

القرن الرّابع :
48 ـ أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي 303 .
49 ـ الحسن بن سفيان النسوي 303 .
50 ـ أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي 307 .
51 ـ أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي 307 .
52 ـ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري 310 .
53 ـ أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة 311 .
54 ـ أبو بكر ابن أبي داود السجستاني 316 .
55 ـ أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الاسفرائيني 316 .
56 ـ أبو جعفر أحمد بن محمد الطحاوي 321 .
57 ـ أبو عمر أحمد بن محمد بن عبدربه القرطبي 328 .
58 ـ أبو عبدالله القاضي المحاملي 330 .
59 ـ أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة 332 .
60 ـ أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم الشيباني 344 .
61 ـ أبو محمد دعلج بن أحمد السجزي 351 .
62 ـ أبو القاسم الطبراني 360 .
63 ـ أبو الشيخ ابن حيان 369 .
64 ـ أبو منصور الأزهري اللغوي 370 .
65 ـ أبو الحسين محمد بن المظفر البغدادي 379 .
66 ـ أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني 385 .
67 ـ أبو طاهر المخلّص الذهبي 393 .

حديـــث الثقلـــين _ 39_

القرن الخامس :
68 ـ أبو عبيد الهروي 401 .
69 ـ أبو عبدالله الحاكم النيسابوري 405 .
70 ـ أبو سعد الخركوشي النيسابوري 407 .
71 ـ أبو زكريا يحيى بن ابراهيم المزكي النيسابوري 414 .
72 ـ أبو إسحاق الثعلبي 427 .
73 ـ أبو نعيم أحمد بن عبدالله الاصفهاني 430 .
74 ـ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي 458 .
75 ـ أبو غالب ابن بشران النحوي 462 .
76 ـ أبو عمر يوسف بن عبدالله ابن عبدالبر القرطبي 463 .
77 ـ أبو بكر الخطيب البغدادي 463 .
78 ـ أبو محمد الحسن بن أحمد الغندجاني 467 .
79 ـ أبو عبدالله الحميدي الازدي 488 .
80 ـ أبو المظفر السمعاني 489 .

القرن السادس :
81 ـ أبو علي إسماعيل بن أحمد البيهقي 507 .
82 ـ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي المعروف بابن القيسراني 507 .
83 ـ أبو شجاع شيرويه الديلمي 509 .
84 ـ أبو محمد حسين بن مسعود البغوي 516 .
85 ـ أبو بكر المزرفي الشيباني 527 .
86 ـ زاهر بن طاهر الشحامي 533 .

حديـــث الثقلـــين _ 40_

87 ـ أبو الحسن رزين بن معاوية العبدري 535 .
88 ـ جارالله الزمخشري 538 .
89 ـ القاضي أبو الفضل عياض اليحصبي 544 .
90 ـ أبو الفضل ابن ناصر البغدادي 550 .
91 ـ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمداني 569 .
92 ـ أبو القاسم علي بن الحسين ابن عساكر الدمشقي 571 .
93 ـ أبو موسى محمد بن عمر المديني 581 .
94 ـ سراج الدين أبو محمد الأوشي الفرغاني 596 .

القرن السابع :
95 ـ أبو الفتح أسعد بن محمود العجلي 600 .
96 ـ المبارك بن محمد المعروف بابن الأثير 606 .
97 ـ أبو محمد عبد العزيز بن الأخضر البغدادي 611 .
98 ـ أبو الحسن علي بن محمد المعروف بابن الأثير 630 .
99 ـ ضياء الدين المقدسي 642 .
100 ـ أبو عبدالله ابن النجار البغدادي 643 .
101 ـ رضي الدين الصاغاني 650 .
102 ـ أبو سالم محمد بن طلحة القرشي 652 .
103 ـ شمس الدين أبو المظفر سبط ابن الجوزي 654 .
104 ـ أبو الفتح الأبيوردي 667 .
105 ـ أبو زكريا النووي 676 .
106 ـ القاضي ناصر الدين البيضاوي 685 .
107 ـ محّب الدين أبو العباس الطبري المكي 694 .

حديـــث الثقلـــين _ 41_

القرن الثامن :
108 ـ جمال الدين ابن منظور الأفريقي 711 .
109 ـ صدر الدين إبراهيم بن محمد الحموئي 722 .
110 ـ نجم الدين أبو العباس القمولي 727 .
111 ـ علاء الدين البغدادي الخازن 741 .
112 ـ أبو الحجاج المزي 742 .
113 ـ أثير الدين أبو حيان الأندلسي 745 .
114 ـ شمس الدين الذهبي 748 .
115 ـ علاء الدين الترّكماني 749 .
116 ـ أبو الفداء ابن كثير الدمشقي 774 .
117 ـ سعد الدين التفتازاني 791 .

القرن التاسع :
118 ـ نور الدين أبو بكر الهيثمي 807 .
119 ـ مجد الدين الفيروزابادي 817 .
120 ـ أبو العباس تقي الدين المقريزي 845 .
121 ـ ابن حجر العسقلاني 852 .
122 ـ نور الدين ابن الصبّاغ المالكي 855 .

حديـــث الثقلـــين _ 42_

القرن العاشر :
123 ـ أبو الخير شمس الدين السخاوي 902 .
124 ـ جلال الدين السيوطي 911 .
125 ـ نور الدين السمهودي 911 .
126 ـ شهاب الدين القسطلاني 923 .
127 ـ شمس الدين العلقمي 929 .
128 ـ شمس الدين الصالحي 942 .
129 ـ ابن الديبع الشيباني 943 .
130 ـ شمس الدين ابن طولون 953 .
131 ـ محمد بن أحمد الخطيب الشربيني 968 .
132 ـ شهاب الدين ابن حجر المكي 973 .
133 ـ علي بن حسام الدين المتقي 975 .
134 ـ شيخ بن عبدالله العيدروس اليمني 990 .
القرن الحادي عشر :
135 ـ علي بن سلطان الهروي القاري 1013 .
136 ـ عبد الرؤف المناوي 1031 .
137 ـ نور الدين الحلبي 1033 .
138 ـ الشيخ عبد الحق الدهلوي 1052 .
139 ـ شهاب الدين الخفاجي المصري 1069 .
140 ـ علي بن أحمد العزيزي 1070 .
141 ـ محمد بن محمد المغربي 1094 .

حديـــث الثقلـــين _ 43_

القرن الثاني عشر :
142 ـ صالح بن مهدي المقبلي الصنعاني المتوفى 1108 .
143 ـ عبد الملك العصامي المكي 1111 .
144 ـ محمد أمين المحبّي 1111 .
145 ـ إبن حمزة الحسيني 1120 .
146 ـ محمد بن عبد الباقي الأزهري 1122 .
147 ـ رضي الدين بن محمد الشّامي 1142 .
148 ـ عبد الغني النابلسي 1143 .
149 ـ إبراهيم الشبراوي 1162 .
150 ـ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي 1176 .
151 ـ محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني 1182 .

القرن الثالث عشر :
152 ـ أبو الفيض محمد مرتضى الزبيدي 1205 .
153 ـ مير غني الحسيني 1207 .
154 ـ محمد مبين بن محبّ الله الكهنوي 1220 .
155 ـ سليمان بن إبراهيم البلخي 1293 .

حديـــث الثقلـــين _ 44_

القرن الرابع عشر :
156 ـ حسن العدوي الحمزاوي 1303 .
157 ـ أحمد زيني دحلان 1304 .
158 ـ صديق حسن القنوجي 1307 .
159 ـ أحمد ضياء الدين الكمشخانوي 1311 .
160 ـ مؤمن بن حسن الشبلنجي .
161 ـ القاضي بهجت بهلول أفندي .
162 ـ الشيخ منصور علي ناصف .
163 ـ محمد بن عبد الرحمن المباركفوري 1353 .
164 ـ الشيخ محمود أبو ريّة .
165 ـ الشيخ يوسف بن اسماعيل النبهاني .

حديـــث الثقلـــين _ 45_

حديث الثقلين والمحاولات السقيمة
   قد ذكرنا جملةً من ألفاظ حديث الثقلين وطائفةً من رواته في مختلف القرون ، فلا ريب في تواتره فضلاً عن صحّته . وإذْ لم يكن لأحدٍ مجال لأنْ يخدش في هذا الحديث من حيث السّند ، ترى بعضهم يحاول تحريف نصّه والتصرّف في متنه كي يسقط الاستدلال به : أخرج الخطيب البغدادي بإسناده عن مطيّن عن نصر بن عبد الرحمن عن زيد بن الحسن الأنماطي ، عن معروف ، عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد : أن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) قال : يا أيّها الناس إني فرط لكم ، وأنتم واردون عليَّ الحوض ، وإني سائلكم حين تردون عليَّ عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني ، الثقل الأكبر كتاب الله ، سبب طرفه بيد الله ، وطرفه بايديكم ، فاستمسكوا به ولا تضلّوا ولا تبدّلوا »(1).
أقول : وسيأتي النصّ الكامل للحديث بترجمة « زيد بن الحسن الأنماطي » .
   وأخرج أبو جعفر العقيلي في كتابه ( الضعفاء الكبير ) بإسناده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر : ان النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) خطب يوم عرفة فقال في خطبته : قد تركت فيكم ما لن تضلّوا بعده إنْ اعتصمتم به : كتاب الله . وأنتم مسؤلون عني فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك قد بلّغت وأدّيت ونصحت .
فقال بإصبعه السبّابة يرفعها إلى السماء ويكبّها إلى الأرض : الهم اشهد .

---------------------------
(1) تاريخ بغداد 8|442 .

حديـــث الثقلـــين _ 46_

   وهذا تحريف للحديث الذي أخرجه الترمذي في كتابه وقد تقدّم لفظه وسيأتي أيضاً مع البحث عن سنده .
   وجاء ابن تيميّة الحراني فزعم أنّ قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « وعترتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض » غير صحيح ، قال : « فهذا رواه الترمذي ، وقد سئل عنه أحمد فضعّفه ، وضعّفه غير واحدٍ منْ أهل العلم وقالوا : لا يصح »(1).
أقول :
أوّلاً : يكفي للشيعي إخراج الترمذي وحده .
ثانياً : الترمذي غير منفرد به ، فقد أخرجه كثيرون قبله وبعده ، فمن المتقدّمين عليه الذين رووا هذا القول في حديث الثقلين :
1 ـ سليمان بن مهران الأعمش .
2 ـ ومحمد بن إسحاق .
3 ـ وأبو أحمد الزبيري الحبّال .
4 ـ وأبو عامر العقدي .
5 ـ ومحمّد بن سعد الزهري .
6 ـ وابن بقيّة الواسطي .
7 ـ وأحمد بن حنبل .
8 ـ وعبّاد بن يعقوب الرواجني .
9 ـ ونصر بن علي الجهضمي .

---------------------------
(1) منهاج السنّة 4|104 .

حديـــث الثقلـــين _ 47_

   وعبد الملك بن محمد الرقاشي البصري .
ومن المتأخّرين عن الترمذي الرّواة لهذه الفقرة من الحديث :
1 ـ الحكيم الترمذي .
2 ـ عبدالله بن أحمد بن حنبل .
3 ـ أبو بكر البزاز .
4 ـ أبو نصر القباني .
5 ـ أبو عبد الرحمن النسائي .
6 ـ أبو يعلى الموصلي .
7 ـ محمد بن جرير الطبري .
8 ـ أبو القاسم الطبراني .
9 ـ الحاكم النيسابوري .
10 ـ شمس الدين الذهبي .
وثالثاً : قوله عن أحمد أنه ضعّفه .
   لم نجد هذا النقل عن أحمد في شيء من كتب الحديث ، على أن أحمد نفسه من أكبر واشهر رواته في مسنده ، وسيأتي الكلام عن ذلك بالتفصيل .
رابعاً : قوله ضعّفه غير واحدٍ من أهل العلم لا أساس له ، لأنّ القوم بين راوٍ ومصحّح للحديث كلّه ، وبين مضعّف للحديث كلّه ، ولم نجد مضعّفاً لهذه الفقرة ، كما لم نجد مضعّفاً له من أصله غير ابن الجوزي وستعلم ما في ذلك ، وهلا ذكر ابن تيميّة واحداً من « غير واحد » !! .
   وبما ذكرنا من رواية الأئمة الأعلام حديث الثقلين في مختلف القرون وهم من بلادٍ مختلفة ، فيهم المكي ، والمدني ، والشامي ، والكوفي ، والبصري ، والخراساني . . . يظهر سقوط قول « الدكتور » عنه بأنّه « كوفي النّشأة » .

حديـــث الثقلـــين _ 48_

   فإنْ أراد أنْ رواته كلّهم من الشيعة ، لكون الكوفة مدينة شيعية .
   قلنا : ليس الأمر كذلك ، فقد كان في الكوفة شيعة وغير شيعة ، بل كان في الكوفة أناس يسبّون علياً ، وعثمانيّون يبغضون علياً عليه السلام(1).
ولو سلّمنا كون الأمر كذلك فقد عرفت أنّ التشيع غير ضائر ، بل كان غير واحدٍ من شيوخ البخاري من الشيعة . . . هذا ، ولا يعارض حديث التمسّك بالكتاب والعترة ما ورد في بعض كتب القوم من الوصية بالكتاب والسنة بعنوان « الثقلين » ونحوه ، وهذا واضح ، الاّ أنّه لا بدّ من الالتفات إلى ما يلي :
أولا : لقد جاء في ( الموطّأ ) ما نّصه : « وحدثني عن مالك أنّه بلغه أنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) قال : تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما كتاب الله وسنة نبيّه »(2).
   أقول : لم أجد الوصية بالكتاب والسنة بهذا اللفظ في المصادر الأولية من الصحاح وغيرها ، وهذا الذي جاء في ( الموطّأ ) لا سند له ، وتعبير « الدكتور » عنه بـ « غير متصّل الاسناد » في غير محلّه ، وما في شرح السيوطي من أنه « وصله ابن عبد البر من حديث كثير بن عبدالله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده » (3).
لا يجدي ، فإنه لو كان سند ابن عبد البر معتبراً لنصّ عليه الجلال وغيره ، واشتهر في الكتب الحديثيّة .
هذا أوّلاً .
---------------------------
(1) روي عن عبد الرحمن بن أخي زيد بن أرقم قال : « دخلت على أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها . فقالت : من أين أنتم ؟ فقلت : من أهل الكوفة . فقالت : أنتم الذين تشتمون النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ؟ فقلت : ما علمنا أحداً يشتم النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، قالت : بلى أليس يلعنون علياً ويلعنون من يحبّه ؟ ! وكان رسول الله يحبّه » رواه الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق ، بترجمة علي 2|164 ورواه غيره أيضاً .
(2) الموطّأ بشرح السيوطي 2|208 .
(3) تنوير الحوالك 2|208 .

حديـــث الثقلـــين _ 49_

وثانياً : إنه يمكن التأكّد مما ذكرنا بمراجعة ترجمة ( كثير بن عبدالله ) في تهذيب التهذيب 8|377 ففيها ما يلي :
قال أبو طالب عن أحمد : منكر الحديث ليس بشيء .
وقال عبدالله بن أحمد : ضرب أبي على حديث كثير بن عبدالله في المسند ولم يحدثنا عنه .
وقال أبو خيثمة : قال لي أحمد : لا تحدّث عنه شيئاً .
وقال الدوري عن ابن معين : لجدّه صحبه ، وهو ضعيف الحديث ، وقال مرةً ليس بشيء .
وقال الدارمي عن ابن معين أيضاً : ليس بشيء .
وقال الآجري : سئل أبو داود عنه فقال : أحد الكذّابين . سمعت محمد بن الوزير يقول : سمعت الشافعي ـ وذكر كثير بن عبدالله بن عمرو بن عوف فقال ـ ذاك أحد الكذابين ، أو أحد أركان الكذب .
وقال ابن أبي حاتم : سألت أبا زرعة عنه فقال : واهي الحديث .
وقال أبو حاتم : ليس بالمتين .
وقال النسائي في موضعٍ آخر : ليس بثقة .
وقال ابن عدي : عامّة ما يرويه لا يتابع عليه .
وقال أبو نعيم : ضعّفه علي بن المديني .

حديـــث الثقلـــين _ 50_

وقال ابن سعد : كان قليل الحديث ، يستضعف .
وقال ابن حجر : ضعّفه الساجي .
وثالثاً : انه ضعيف عند ابن عبد البر نفسه بل قد ذكر انه مجمع على ضعفه .
ورابعاً : فالحديث يرويه عن أبيه عن جدّة وقد قال ابن حبان : روى عن أبيه عن جدّه نسخةً موضوعة لا يحلّ ذكرها في الكتب ولا الرواية إلاّ على وجهة التعجّب ! .
   وقال ابن السّكن : يروي عن أبيه عن جدّه أحاديث فيها نظر . وقال الحاكم : حدّث عن أبيه عن جدّة نسخةً فيها مناكير .
   وما ذكره الجلال من أنه « ما من مرسلٍ في الموطّأ إلاّ وله عاضد أو عواضد كما سأبيّن ذلك في هذا الشرح ، فالصواب إطلاق أنّ الموطّأ صحيح لا يستثنى منه شيء » (1).
رأي من عنده ، وقد نقل هو عن الحافظ ابن حزم قال : « وقال ابن حزم في كتاب مراتب الديانة : أحصيت ما في موطأ مالك ، فوجدت فيه من المسند خمسمائة ونيفاً ، وفيه ثلاثمائة ونيف مرسلاً ، وفيه نيف وسبعون حديثاً قد ترك مالك نفسه العمل بها ، وفيه أحاديث ضعيفة وهّاها جمهور العلماء » (2).
على أنّ رأيه هنا منقوض بكلامه في ( تدريب الراوي ) حيث ذكر فيه فوائد قال : « الثالثة : صرّح الخطيب وغيره بأن الموطّأ مقدّم على كلّ كتاب من الجوامع والمسانيد » ثم قال السيوطي : « فعلى هذا هو بعد صحيح الحاكم » (3).

---------------------------
(1) تنوير الحوالك 1|8 .
(2) تنوير الحوالك 1|9 .
(3) تدريب الراوي 1|83 .

حديـــث الثقلـــين _ 51_

   أقول : فالموطّأ من حيث الصحّة متأخر رتبةً عن ( المستدرك على الصحيحين ) للحاكم ، الذي أورده الحافظ ابن حجر العسقلاني في ( لسان الميزان ) وهذه هي العبارة كاملةً :
   « إمام صدوق ولكنّه يصحّح في مستدركه أحاديث ساقطة فيكثر من ذلك ، فما أدري هل خفيت عليه ؟ فما هو ممّن يجهل ذلك ، وإنْ علم فهو خيانة عظيمة ، ثم هو شيعي مشهور بذلك من غير تعرّض للشيخين ، وقد قال أبو طاهر : سألت أبا اسماعيل عبدالله الانصاري عن الحاكم أبي عبدالله ، فقال : إمام في الحديث رافضي خبيث .
   قلت : إنّ الله يحبّ الانصاف : ما الرجل رافضي بل شيعي فقط ، ومن شقاشقه قوله : اجتمعت الأمة على أنّ الضبي كذاب . وقوله في أن المصطفى صلّى الله عليه وآله وسلّم ولد مسروراً مختوناً قد تواتر هذا . وقوله : ان علياً وصي .
   فأمّا صدقه في نفسه ومعرفته بهذا الشأن فأمر مجمع عليه . مات سنة 405 .
   والحاكم أجلّ قدراً وأعظم خطراً وأكبر ذكراً من أنْ يذكر في الضعفاء . لكن قيل في الاعتذار عنه أنّه عند تصنيفه للمستدرك كان في أواخر عمره . وذكر بعضهم أنّه قد حصل له تغيّر وغفلة في آخر عمره . ويدل على ذلك أنّه ذكر جماعةً في كتاب الضعفاء له وقطع بترك الرواية عنهم ، ومنع من الاحتجاج بهم ، ثم أخرج أحاديث بعضهم في مستدركه وصحّحها . . . » (1).

موجز الكلام في مالك :
هذا ، ويبقي الكلام على ( مالك بن أنس ) ولا باس بنقل نقاطٍ مذكورةٍ في
---------------------------
(1) لسان الميزان 5|233.