قالوا : صدقت هذه بحجتنا هذه.
قال : وأما قولكم : إن كان معاوية أهدى مني فأثبتوه ، فإنني قد عرفت أنهم لا يجدونه أهدى مني ، وقد قال تعالى لنبيه : (قل فأتوا بكتاب من عند الله هو
أهدى منهما أتبعه) ، فقد عرفتم أنهم لا يأتون بكتاب من عند الله هو أهدى من القرآن ، فكذلك عرفت أنهم لا يجدون معاوية أهدى مني.
وأما قولكم : إن الحكمين كانا رجلي سوء فلم حكمتهما ؟ فإنهما لو حكما بالعدل لدخلا فيما نحن فيه ، وخرجا من سوئهما ، كما أن أهل الكتاب لو حكموا بما أمر الله حيث يقول : (وليحكم أهل الانجيل بما أنزل الله فيه) خرجوا من كفرهم إلى ديننا.
قالوا : صدقت وهذه بحجتنا هذه.
قال : وأما قولكم : إني كنت وصيا فضيعت الوصية ، فإن الله تعالى قال في كتابه : (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً) ، ولو ترك الحج
من استطاع إليه سبيلا كفر ، ولم يكن البيت ليكفر ، ولو تركه الناس لا يأتونه ، ولكن كان يكفر من كان يستطيع إليه السبيل فلا يأتيه ، وكذلك أنا : إن أكن وصياً فإنكم
كفرتم بي ، لا أنا كفرت بكم بما تركتموني.
قالوا : صدقت هذه بحجّتنا هذه.
قال : وأما قولكم : إن ابن عباس جاء يرفل في حلة حسنة يدعوكم إلى ما يدعوكم إليه ، فقد رأيت أحسن منها على رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم
حرب.
الإمام علي عليه السلام والخوارج ـ الجزء الأول
_ 288 _
فرجع اليه من (الخوارج ) أكثر من أربعة آلاف ، وثبت على قباله أربعة آلاف ، وأقبلوا يحكِّمون.