وقد تحدثنا عن الحالات التي كان العراقيون يعيشونها قبل عهد أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ...
  وكان لوجود أمير المؤمنين فيما بين أظهر العراقيين تلك الفترة الوجيزة ، برغم كل ما واجهه من انشغالات وصوارف أثر في عقليتهم وثقافتهم ، ثم في حالاتهم الإيمانية ، وحتى في وعيهم السياسي والديني ، وفي مختلف شؤونهم ... حتى إنه (عليه السلام) ليقول لأهل العراق : (ركزت فيكم راية الإيمان ووقفتكم على حدود الحلال والحرام ) (1) .
  بل إن معاوية حينما واجه عكرشة بنت الأطرش ، لم يجد مناصاً من الاعتراف بتأثير أمير المؤمنيين (عليه السلام) في أهل العراق حيث قال ـ كما تقدم ـ : (هيهات يا أهل العراق نبهكم علي بن أبي طالب فلن تطاقوا ) (2) .

علي (عليه السلام) لا يبدؤهم بالقتال :
  وكما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يبدأ أحداً بقتال ... كان علي كذلك ، ولم يكن موقفه من (الخوارج ) ، إلا امتداداً لهذه السياسة ... فقد قال علي (عليه السلام) لأصحابه : (كفوا عن الخوارج حتى يبدؤوكم ) (3) .

---------------------------
(1) نهج البلاغة ج1 ص168 بشرح عبده ، المطبعة الرحمانية بمصر.
(2) العقد الفريد ج2 ص112 وبلاغات النساء ص104 ـ ط سنة 1972م وصبح الأعشى ...
(3) أنساب الأشراف [بتحقيق المحمودي] ج2 ص371 ونور الأبصار ص102 والبداية والنهاية ج7 ص289 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج2 ص271 و272 وغير ذلك من =>

الإمام علي عليه السلام والخوارج ـ الجزء الأول _ 186 _

  وقد كانت هذه السياسة معروفة عنه (عليه السلام) ، وقد أخذها عنه شيعته الأبرار أيضاً (1) ، فكانت البدأة بالقتال تأتي من قبل محاربيه (عليه السلام) ومنهم (الخوارج ) في مختلف المواطن.
  ومن المضحك المبكي : أن نجد في أتباع الخط الأموي من يحاول ـ أحياناً ـ أن يقلد أمير المؤمنين (عليه السلام) في هذه الناحية ، فقد (كان المهلب يقول لبنيه : لا تبدأوا (الخوارج ) بقتال حتى يبدؤوكم ، ويبغوا عليكم ، فإنهم إذا بغوا عليكم نصرتم عليهم )(2) .
  والأدهى والأمر أننا نجد حتى (الخوارج ) الذين كان دينهم الإجرام والقسوة إلى درجة ذبح الأطفال ، وبقر بطون النساء ، والغارات التي لا ترحم ... ـ نجد ـ : أنهم في بعض الأحيان تصدر منهم أفعال تأثروا فيها بما أشاعه (عليه السلام) في الناس ... ومنها عدم البدء بالقتال ، فإن أبا حمزة الخارجي حين التقى بمحاربيه في قديد ، قال لأصحابه : (كفوا عنهم ولا تقاتلوهم حتى يبدؤوكم بالقتال ، فواقفوهم ، ولم يقاتلوهم ، فرمى رجل الخ ... )(3) .

لا تتبعوا مولياً :
  وكان من سيرة علي (عليه السلام) أن يأمر أصحابه : أن لا يتبعوا مولياً ، ولا يجهزوا على جريح ... وقد أمرهم في النهروان أيضاً بأن لا يتبعوا

---------------------------
<=
  مصادر ستأتي في فقرة تفاصيل منسقة ...
(1) البرصان والعرجان ص333.
(2) شرح نهج البلاغة ج4 ص196 والكامل في الأدب ج3 ص381 ...
(3) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج5 ص112 وراجع : العقود الفضية ص203.

الإمام علي عليه السلام والخوارج ـ الجزء الأول _ 187 _

  مولياً (1) .
  فقلده أبو حمزة الخارجي مع محاربيه في قديد أيضاً ، فإنه لم يسمح باتباع المدبر ، ولا بالإجهاز على جريح حين طلب منه ذلك ، وقال : (لا أخالف سيرة أسلافنا ) (2) .
  مع أن سيرة أسلافه كانت ضد ذلك ، كما هو معلوم.

إقامة الحجة أولاً :
  وكان علي (عليه السلام) لا يقاتل أحداً حتى (الخوارج ) إلا بعد أن يقيم عليه الحجة ، وكذلك قال أبو حمزة الخارجي لأصحابه ، حين التقى بابن عطية : (لا تقاتلوهم حتى تختبروهم ، فصاحوا ، فقالوا : يا أهل الشام ، ما تقولون في القرآن والعمل ؟ الخ ... ) (3) .

---------------------------
(1) تاريخ بغداد ج1 ص160.
(2) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج5 ص112.
(3) المصدر السابق ج5 ص123.

الإمام علي عليه السلام والخوارج ـ الجزء الأول _ 189 _

الفصل الرابع :آخر الدواء الكي أو جنت على نفسها براقش

الإمام علي عليه السلام والخوارج ـ الجزء الأول _ 191 _

توضيحات للسياق التاريخي
  1 ـ التعبئة : قال ابن قتيبة وغيره : ( ... فرجع علي ، فعبأ أصحابه ، فجعل على الميمنة حجر بن عدي ، وعلى الميسرة شبث بن ربعي [أو معقل بن قيس] ، وعلى الخيل أبا أيوب الأنصاري ، وعلى الرجالة أبا قتادة ، وعلى أهل المدينة ـ وهم ثمان مئة رجل من الصحابة ـ قيس بن سعد بن عبادة [وقال الشبلنجي ، وابن الصباغ : كان على المقدمة] ، ووقف علي في القلب في مضر ) .
  2 ـ رواية الأمان : قال الإربلي : (لم يزل يعظهم ، ويدعهم ، فلمّا لم ير عندهم انقياداً ركز لهم راية أمان ).
  وعلى حد تعبير ابن قتيبة (قال : ثم رفع لهم راية أمان مع أبي أيوب الأنصاري ، فناداهم أبو أيوب : من جاء منكم إلى هذه الراية ، فهو آمن [زاد الشبلنجي وابن الصباغ :

الإمام علي عليه السلام والخوارج ـ الجزء الأول _ 192 _

  ممن لم يكن قتل ، ولا تعرض لأحد من المسلمين بسوء].
  ومن دخل المصر فهو آمن ، ومن انصرف إلى العراق ، ومن خرج من هذه الجماعة فهو آمن ، فانه لا حاجة لنا في سفك دمائكم ) (1) .
  3 ـ التفرق والتراجع : زاد ابن الأثير ، والشبلنجي ، وابن الصباغ : (ومن انصرف إلى الكوفة ، فهو آمن ، ومن انصرف إلى المدائن فهو آمن ، لا حاجة لنا بعد أن نصيب قتلة إخواننا في سفك دماءكم ، فانصرف فروة بن نوفل الأشجعي في خمس مئة فارس .
  وخرجت طائفة أخرى منصرفين إلى الكوفة ، وطائفة أخرى إلى المدائن ، وتفرق أكثرهم ، بعد أن كانوا اثني عشر ألفاً ، فلم يبق منهم غير أربعة آلاف ) (2) .
  (وأمر الذين استأمنوا أن يعتزلوه ، ولا يشاركوا في الحرب المتوقعة ) (3) .
  4 ـ قبل أن تبدأ الحرب : (قال : وقدم الخيل دون الرجالة ، وصف الناس صفين وراء الخيل ، وصف الرماة صفاً أمام صف ، وقال لأصحابه كفوا عنهم حتى يبدؤوكم ).

---------------------------
(1) راجع المصادر الآتية في الهوامش الثلاثة التالية.
(2) النص الذي بين المعقوفتين نقلناه من : نور الأبصار ص 102 والفصول المهمة لابن الصباغ ص93 والكامل في التاريخ ج3 ص346 ، ونعود من جديد لذكر النص الذي هو لابن قتيبة ، وسائر المصادر الآتية في الهامش التالي ...
(3) المصادر في الهامش التالي ما عدا كتاب الإمامة والسياسة. والفتوح لابن أعثم ج4 ص125 والمناقب لابن شهر آشوب ج3 ص189.

الإمام علي عليه السلام والخوارج ـ الجزء الأول _ 193 _

  5 ـ (الخوارج ) يبدأون الحرب : (قال وأقبلت الخوارج ، حتى إذا دنوا من الناس نادوا : لا حكم إلا لله ، ثم نادوا الرواح الرواح إلى الجنة.
  قال : وشدوا على أصحاب علي شدة رجل واحد : والخيل أمام الرجال ، فاستقبلت الرماة وجوههم بالنبل ، فخمدوا .
  قال الثعلبي : لقد رأيت (الخوارج ) حين استقبلتهم الرماح والنبل كأنهم معز اتقت المطر بقرونها ، ثم عطفت الخيل عليهم من الميمنة والميسرة ، ونهض علي في القلب بالسيوف والرماح ، فلا والله ما لبثوا فواقاً حتى صرعهم الله ، كأنما قيل لهم موتوا فماتوا ).
  6 ـ الغنائم : قال : (وأخذ علي ما كان في عسكرهم من كل شيء ، فأما السلاح والدواب ، فقسمه علي بيننا ، وأما المتاع والعبيد والإماء ، فانه حين قدم الكوفة رده على أهله ) (1) .

تفاصيل في روايات أخرى :
  وفي بعض الروايات : أنهم (رموا أصحابه ، فقيل له قد رمونا ، فقال :

---------------------------
(1) الإمامة والسياسة ج1 ص 149 و تجد ما تقدم كلاً أو بعضاً في المصادر التالية أيضاً : نور الأبصار ص 102 والكامل في التاريخ ج3 ص 345 و346 والمناقب لابن شهر آشوب ج3 ص 189 و193 وراجع الفصول المهمة لابن الصباغ ص 93 وكشف الغمة ص 265 والفتوح لابن أعثم ج4 ص 125 والفرق بين الفرق ص 80 والأخبار الطوال ص 207 وراجع البداية والنهاية ج7 ص 289 وأنساب الأشراف ج2 ص371 و372 وفيه تفاصيل وتوضيحات ومناقب الإمام علي لابن المغازلي ص 414 والبحار ط قديم ج8 ص 563 و565 وسفينة البحار ج1 ص 383 و384.

الإمام علي عليه السلام والخوارج ـ الجزء الأول _ 194 _

  كفوا ، فكرروا القول عليه ثلاثاً ، وهو يأمرهم بالكف ، حتى أتي برجل قتيل متشحط بدمه .
  فقال علي : الله اكبر، الآن حل قتالهم ، احملوا على القوم الخ ... ) (1) .
  وقال ابن الطقطقا : (لما التقى (الخوارج ) بالنهروان أجفلوا قدامه إلى ناحية الجسر ، فظن الناس أنهم قد عبروا الجسر فقالوا لعلي (عليه السلام) : يا أمير المؤمنين، إنهم قد عبروا الجسر ، فالقهم قبل أن يبعدوا .
  فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : ماعبروا وان مصارعهم دون الجسر، والله لا يقتل منكم عشرة ولا يبقى منهم عشرة .
  فشك الناس في قوله ، فلما أشرفوا على الجسر رأوهم لم يعبروه ، فكبر أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) وقالوا له : هو كما قلت يا أمير المؤمنين.
  قال : نعم والله، ما كذبت ولا كذبت ، فلما انفصلت الوقعة، وسكنت الحرب اعتبر القتلى من أصحاب علي (عليه السلام) ، فكانوا سبعة ) (2) .

ثلاث حملات للخوارج :
  وتذكر بعض النصوص: أن (الخوارج ) قاموا في بداية الأمر بحملات ثلاث ضد جيش أمير المؤمنين (عليه السلام) ، الذي كان يقارب عدده

---------------------------
(1) راجع بعض المصادر في الهامش السابق.
(2) الفخري في الآداب السلطانية ص95.

الإمام علي عليه السلام والخوارج ـ الجزء الأول _ 195 _

  عدد (الخوارج ) ، ففشلوا في حملاتهم تلك .
  فقد روى الخطيب البغدادي : (أن الخوارج حملت على الناس ، حتى بلغوا منهم شدة ، ثم حملوا عليهم الثانية ، فبلغوا من الناس أشد من الأولى، ثم حملوا الثالثة حتى ظن الناس أنها الهزيمة.
  فقال علي : والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة ، لا يقتلون منكم عشرة ، ولا يبقى منهم عشرة.
  فلما سمع الناس ذلك حملوا عليهم ، فقتلوا ) (1) .

عدد القتلى والناجين :
  وقد كانت هذه الحملات بعد أن رجع من (الخوارج ) من رجع ، وانصرف منهم من انصرف ، ودارت رحى الحرب ، ثم انجلت عن الباقين ، وقد قتلوا جميعاً ، ولم يفلت منهم إلا أقل من عشرة.
  وقد اختلفوا في عدد من قتل منهم.
  فقيل خمسة آلاف تقريباً.
  وقيل أربعة آلاف.
  وقيل أقل وأكثر من ذلك (2) .

---------------------------
(1) تاريخ بغداد ج14 ص 365.
(2) راجع الثقات لابن حبان ج2 ص 296 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص193 والفتوح لابن أعثم ج4 ص 125 و123 ومناقب الإمام علي لابن المغازلي ص 415 واثبات الوصية ص 147 وأنساب الأشراف [بتحقيق المحمودي] ج2 ص 371 والخرائج والجرائح ص 209 والبحار ط قديم ج8 ص 562 و562 والبداية والنهاية ج7 ص 289 وتاريخ بغداد ج1 ص 182 وكشف الغمة ج1 ص 267 ومروج الذهب ج2 ص
=>

الإمام علي عليه السلام والخوارج ـ الجزء الأول _ 196 _

  وجزم المنقري أن الذين قتلوا من المحكمة على قنطرة البردان كانوا خمسة آلاف (1) .
  وقيل : كانوا ستة آلاف رجع منهم ألفان ، وقتل الباقون (2) .
  وقال أبو وائل : كانوا أربعة آلاف، رجع منهم ألفان ، وقتل الباقون (3) .
  وقال بعضهم : أصح الأقاويل : إن المقتولين كانوا ألفين وثمان مئة (4) .
  قيل : ألف وخمس مئة ... وألف وثمان مئة (5) .
  وعند بعضهم : لم يخطئ السيف منهم عشرة آلاف (6) .
  ويظهر من بعض النصوص أن هذه الأرقام إنما تتحدث عن الفرسان منهم دون الرجالة (7) .
  وقد يقال : إن من قال : إن عدد المقتولين كان عشرة الاف، إنما

---------------------------
<=
  406 والفصول المهمة ، لابن الصباغ ص 93 والأخبار الطوال ص 210.
(1) صفين ص 855.
(2) راجع المستدرك على الصحيحين ج2 ص 150 ـ 52 وخصائص أمير المؤمنين للنسائي ص 147 وتلخيص مستدرك الحاكم [مطبوع بهامش المستدرك] ، وفي هامش الخصائص عن المناقب لابن شهر آشوب ج1 ص 267 والبداية والنهاية ج7 ص 276 و281 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص 167.
(3) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي ح4 ص 99.
(4) شذرات الذهب ج1 ص51 والعقد الفريد ج2 ص490 والجوهرة في نسب علي (عليه السلام) وآله ص108 وبهج الصباغة ج7 ص168 و185 ...
(5) معجم الأدباء ج5 ص264.
(6) البدء والتاريخ ج5 ص 136 و137.
(7) أنساب الأشراف [بتحقيق المحمودي] ج2 ص371.

الإمام علي عليه السلام والخوارج ـ الجزء الأول _ 197 _

  قصد جميع (الخوارج ) ، وفي جميع المعارك والحروب التي خاضوها من بدء ظهورهم ، إلى وفاة أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) ...

عدد الشهداء ، وعدد من افلت :
  قد استفاض النقل : عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : أنه أخبر أصحابه أنه لا يفلت من أهل النهروان إلا أقل من عشرة ، ولا يقتل من أصحابه حتى عشرة فكان كما قال (1) .
  وقيل : لم يقتل من أصحابه (عليه السلام) سوى رجلين (2) .

---------------------------
(1) راجع الفرق بين الفرق ص80 والفتوح لابن أعثم ج4 ص 120 ومجمع الزوائد ج6 ص241 و42 والمحاسن والمساوئ ج2 ص 98 والمناقب للخوارزمي ص 185 والكامل في الأدب ج3 ص 187 ومناقب الإمام علي (عليه السلام) لابن المغازلي ص 406 و415 وبهج الصباغة ج7 ص 187 عن تاريخ بغداد ترجمة أبي سليمان المرعشي والمناقب لابن شهر آشوب ج2 ص 99 ط الحيدرية في النجف ج3 ص 190 و311 عن يعقوب بن شيبة في كتاب : مسير علي ، وعن مسدد ، وعن خشيش في الاستقامة عن أبي مجلز وابن النجار عن يزيد بن رويم وكنز العمال ج11 ص 272 و276 وعن مسدد ، وخشيش والبيهقي وابن النجار والطيالسي ، ويعقوب بن شيبة ، والبحار ط حجرية ج8 ص 563 و565 و554 وج 4 ص 307 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج2 ص273 والخرايج والجرايح ط حجري ص 209 والفخري في الآداب السلطانية ص 95 وسفينة البحار ج1 ص384 والكامل في التاريخ ج3 ص 345 و348 ومروج الذهب ج2 ص 405 و406 والفصول المهمة لابن الصباغ ص 93 و94 وأنساب الأشراف [بتحقيق المحمودي] ج2 ص 373 وعن سنن الدارقطني [كتاب الحدود] ص 343 وكشف الغمة للاربلي ج1 ص 267 وتاريخ بغداد ج14 ص 365.
(2) راجع : البداية والنهاية ج7 ص 291 والسنن الكبرى ج8 ص 170 و171 كلاهما عن مسلم ، وسنن أبي داود ج4 ص 245 وخصائص أمير المؤمنين (عليه السلام) ص 145 والرياض النضرة ج3 ص 225 والمصنف للصنعاني ج10 ص 184 وفرائد السمطين ج1 ص 276 ونظم درر السمطين ص117 وكفاية الطالب ص177 وكنز العمال ج11 ص281 عن مسلم وعبد الرزاق وأبي عوانة ... والبيهقي ، وخشيش ، وفي هامش الكنز عن مسلم ج1 ص 343.

الإمام علي عليه السلام والخوارج ـ الجزء الأول _ 198 _

  وفي نص آخر : (اعتبر القتلى من أصحاب علي فكانوا سبعة ) (1) .

أسماء الشهداء :
  وقد سمى ابن أعثم الذين استشهدوا في النهروان من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وهم :
  1 ـ رويبة بن وبر البجلي. وعند ابن شهر آشوب في موضع آخر : رؤبة.
  2 ـ عبدالله بن حماد الحميري ـ وعند ابن شهر آشوب : الأرحبي.
  3 ـ رفاعة بن وائل الأرحبي.
  4 ـ كيسوم بن سلمة الجهني.
  5 ـ حبيب بن عاصم الأزدي.
  وفي موضع عند ابن شهر آشوب : خب بن عاصم الأسدي.
  6 ـ عبدالله بن عبيد الخولاني إلى تمام التسعة وعند ابن شهر آشوب عبيد بن عبيد الخولاني.
  ثم كان الاشتباك العام ، فلم يقتل من أصحاب علي (عليه السلام) سوى أولئك التسعة (2) .
  وذكر ابن شهر آشوب :
  1 ـ رؤبة.
  2 ـ رفاعة.

---------------------------
(1) الفخري في الآداب السلطانية ص95.
(2) الفتوح لابن أعثم ج4 ص127 أو 128.

الإمام علي عليه السلام والخوارج ـ الجزء الأول _ 199 _

  3 ـ كيسوم.
  4 ـ حبيب.
  5 ـ الفياض بن خليل الأزدي.
  6 ـ سعد بن خالد السبيعي.
  7 ـ جميع بن جشم الكندي.
  إلى تمام تسعة (1) .
  الرقم المشبوه :
  غير أن ثمة نصاً آخر يقول :
  إن الذين قتلوا من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) كانوا اثني عشر رجلاً ، أو ثلاثة عشر رجلاً (2) .
  ونقول : إن هذا الكلام لا يمكن قبوله.
  1 ـ لأنه مخالف لما اتفقت عليه كلمة عامة أهل الحديث والتاريخ ، حيث اتفقت كلمتهم على أن من استشهد كانوا اقل من عشرة.
  2 ـ إنه مخالف لما أخبر به أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وليس ذلك من قبيل الكهانة منه (عليه السلام) ، ولا هو من قبيل التوقعات المبنية على معطيات واقعية ، وأرقام وحسابات حسية ، فإن وقعة النهروان لا تختلف عن غيرها ، فلماذا يتكهن بهذه النتائج ، أو لماذا يتوقعها هنا ، ولا يتكهن

---------------------------
(1) مناقب آل أبي طالب ج3 ص190 ط المطبعة العلمية بقم وج2 ص99 ط الحيدرية في النجف سنة 1376 هـ ، والبحار ج41 ص 307.
(2) خصائص الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) للنسائي ص 143.

الإمام علي عليه السلام والخوارج ـ الجزء الأول _ 200 _

  أو يتوقع نتائج حرب الجمل ، أوصفين ، وما هي المعطيات التي تجعل للنهروان هذه النتائج المذهلة ، والتي يفترض أن تكون على عكس ذلك تماماً إذا لوحظت عدة وعدد الطرفين المتحاربين ـ وقد كانت مفقودة في حربي صفين والجمل ...
  3 ـ إن هذه الأخبار منه (عليه السلام) قد جاءت على سبيل الإخبار بالغيب الذي يخوله مقام الإمامة ، وهو علم توقيفي أخذه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الله سبحانه ... ولعل هؤلاء المشككين يريدون إثارة الشبهة حول هذه النقطة بالذات ، لأنها هي التي تهدم بيوت العناكب التي بنوها ، وسجنوا أنفسهم في داخلها ، وتثبت إمامة علي وبغي كل من ناوأه وخالفه .
  الذين أفلتوا إلى أين صاروا !؟
  ويقال : إن هؤلاء الذين افلتوا من القتل كانوا تسعة وقد أصبحوا بذرات أخرى للخوارج في مناطق عديدة فيما بعد ... فقد سار منهم رجلان إلى سجستان ، ورجلان إلى عمان ، ورجلان إلى اليمن ، ورجلان إلى ناحية الجزيرة ، ورجل إلى تل مورون في اليمن ، فـ (الخوارج ) في هذه البلاد من أتباع هؤلاء (1) .

---------------------------
(1) راجع : الملل والنحل ج1 ص117 والفرق بين الفرق ص 80 و81 والفتوح لابن أعثم ج4 ص 132 والبحار ط قديم ج8 ص 565 عن كشف الغمة ص 572 وط جديد ج41 ص 307 عن المناقب وسفينة البحار ج 1 ص 384 وكشف الغمة ج1 ص 267 والفصول المهمة لابن الصباغ ص 93 واثبات الوصية ص 148 ذكر أن الخارجة يوم القيامة من نسل أولئك الأربعة ومناقب آل أبي طالب ط الحيدرية في النجف الأشرف ج2 ص99.