سياسات علي (عليه السلام) مع (الخوارج ) :
لم يكن علي (عليه السلام) ذلك الرجل الذي يريد أن تكون له السلطة والهيمنة القاهرة التي يحبس معها الناس أنفاسهم خوفاً ورعباً ، بل هو يريد أن يحفظ الأمن ، وأن يربي الناس ، ويعلمهم ، ويهديهم سبيل الرشاد ، والسداد ، وأن يحكم فيهم بحكم الله سبحانه ، ويفقههم في الدين .
إنه لا يريد أن يخاف الناس منه ، بل يريدهم أن يخافوا الله سبحانه ، ولا يريد منهم مراعاة خواطره ، والتأقلم مع مزاجه ، بل يريدهم أن يراعوا التوجيه الإلهي ، والحكم الشرعي ، وأن يحفظوا دينهم ، وأنفسهم .
ولأجل ذلك ، فهو لا يخشى على ضياع شيء احتفظ به لنفسه يخاف فقده ، وليس في حياته نقطة ضعف يخشى اطلاّع الناس عليها .
إذن ... فلماذا لا يعطي الناس حرية الكلام ، والجهر بما يضمرونه ، والافصاح عما يفكرون به ويتصورونه ؟!
وحتى لو كان الحاكم الإسلامي غير معصوم فلماذا يمنع الناس من مطالبته بتصحيح الخطأ ، وإعادة الأمور إلى نصابها .
نعم ... وهذا هو مبدأ علي (عليه السلام) في سياساته مع (الخوارج ) وغيرهم ، فقد
الإمام علي عليه السلام والخوارج ـ الجزء الأول
_ 146 _
رووا : أن رجلاً من (الخوارج ) جاء إلى علي (عليه السلام) ، فقال : يا أمير المؤمنين ، هذا يسبك .