الفهرس العام

أخبار في (1) مناقبها (صلوات الله عليها)


أبو محمد الحسن بن علي السراج (عليه السلام)
معرفة ولادته
رجع الحديث
نسبه (عليه السلام) :
أسماؤه (عليه السلام) :
نقش خاتمه (عليه السلام)
ذكر معجزاته (عليه السلام) :

  47 / 47 ـ حدثني أبو الحسن أحمد بن الفرج بن منصور بن محمد ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي ، قال : حدثني عثمان بن سعيد ، قال : حدثنا أحمد بن حماد بن أحمد الهمداني ، قال : حدثنا عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن محمد بن علي بن الحسين بن علي (عليهم السلام) ، قال : بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) سلمان (رضي الله عنه) إلى منزل فاطمة لحاجة.
  قال سلمان : فوقفت بالباب وقفة حتى سلمت ، فسمعت فاطمة تقرأ القرآن من جوا ، والرحى تدور من برا ، ما عندها أنيس.
  قال : فعدت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت : يا رسول الله ، رأيت أمرا عظيما!
  فقال : هيه يا سلمان ، تكلم بما رأيت وسمعت.
  قال : وقفت بباب ابنتك يا رسول الله ، وسلمت ، فسمعت فاطمة تقرأ القرآن من جوا ، والرحى تدور من (2) برا ما عندها أنيس !
  قال : فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال : يا سلمان ، إن ابنتي فاطمة ملأ الله قلبها وجوارحها إيمانا إلى مشاشها (3) ، فتفرغت لطاعة الله (عز وجل) فبعث الله ملكا اسمه (روفائيل) ـ وفي رواية أخرى : (رحمة) ـ فأدار (4) لها الرحى فكفاها الله (عز وجل) مؤنة الدنيا مع مؤنة الآخرة (5).

---------------------------
(1) في ( ع ، م ) : خبر.
(2) (من) ليس في ( ط ).
(3) المشاش ، جمع مشاشة : وهي رؤوس العظام اللينة ( الصحاح ـ مشش ـ 3 : 1019 ).
(4) في ( ط ) : يدير.
(5) مناقب ابن شهرآشوب 3 : 337 ، الثاقب في المناقب : 290 / 248.

دلائل الإمامة _ 140 _

  48 / 48 ـ وحدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد (1) بن إبراهيم بن محمد بن مالك الفزاري ، قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن بحر الجندي النيشابوري (2) ، قال : حدثنا أحمد ، قال : حدثنا محمد ، قال : حدثنا عبد الله ، قال : حدثنا أبي ، عن المفضل بن عمر ، قال : حدثني أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال : قال سلمان الفارسي (رضي الله عنه) : خرجت مع رسول الله ذات يوم (3) وأنا أريد الصلاة ، فحاذيت باب علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، فإذا أنا بهاتف من داخل الدار وهو يقول : اشتد صداع رأسي ، وخلا بطني ، ودبرت كفاي من طحن الشعير ، فمضني (4) القول مضا شديدا ، فدنوت من الباب فقرعته قرعا خفيفا ، فأجابتني فضة ، جارية فاطمة (عليها السلام) ، فقالت : من هذا ؟
  فقلت : أنا سلمان ابن الاسلام.
  قالت : وراءك يا أبا عبد الله ، فإن ابنة رسول الله من وراء الباب ، عليها اليسير من الثياب.
  فأخذت عباءتي فرميت بها داخل الباب فلبستها فاطمة (عليها السلام) ثم قالت : يا فضة ، قولي لسلمان يدخل ، فإن سلمان منا أهل البيت ورب الكعبة.
  فدخلت فإذا أنا بفاطمة جالسة وقدامها رحى تطحن بها الشعير ، وعلى عمود الرحى دم سائل قد أفضى إلى الحجر ، فحانت مني التفاتة فإذا أنا بالحسن بن علي في ناحية من الدار يتضور (5) من الجوع ، فقلت : جعلني الله فداك يا ابنة رسول الله ،

---------------------------
(1) في ( ع ) : بن محمد ، ولم نعثر عليه بكلا الضبطين فيما عندنا من المعاجم الرجالية ، ولعله جعفر بن محمد بن مالك الفزاري أحد مشايخ أبي المفضل ، كما سيأتي في باب الجواد (عليه السلام).
(2) في ( ع ، م ) : السابوري ، ولعله تصحيف (الجنديسابوري) منسوب إلى (جند يسابور) في خوزستان.
(3) في ( ط ) : ليلة.
(4) المض : الحرقة والألم والوجع.
(5) في ( ع ) : يتضوع ، وفي ( م ) : يتضرع.

دلائل الإمامة _ 141 _

  قد دبرت كفاك من طحن الشعير وفضة قائمة !
  فقالت : نعم يا أبا عبد الله أوصاني حبيبي رسول الله (1) أن تكون الخدمة لها يوم ولي يوم ، فكان أمس يوم خدمتها ، واليوم يوم خدمتي.
  قال سلمان : فقلت : جعلني الله فداك ، إني مولى عتاقة.
  فقالت : أنت منا أهل البيت.
  قلت : فاختاري إحدى الخصلتين : إما أن أطحن لك الشعير ، أو اسكت لك الحسن.
  قالت : يا أبا عبد الله ، أنا اسكته فإني أرفق ، وأنت تطحن الشعير.
  قال : فجلست حتى طحنت جزء من الشعير ، فإذا أنا بالإقامة ، فمضيت حتى صليت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله).
  فلما فرغت من الصلاة أتيت علي بن أبي طالب وهو بيمنة من (2) رسول الله فجذبت رداءه وقلت : أنت هاهنا وفاطمة قد دبرت كفاها من طحن الشعير ؟!
  فقام وإن دموعه لتحدر على لحيته ، وإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لينظر إليه حتى خرج من باب المسجد ، فلم يمكث إلا قليلا. فإذا هو قد رجع يتبسم من غير أن تستبين أسنانه ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : يا حبيبي (3) خرجت وأنت باك ورجعت وأنت ضاحك ؟
  قال : نعم بأبي أنت وأمي ، دخلت الدار وإذا فاطمة نائمة مستلقية لقفاها ، والحسن نائم على صدرها ، وقدامها الرحى تدور من غير يد.
  فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال : يا علي ، أما علمت أن لله ملائكة سائرة في الأرض يخدمون محمدا وآل محمد إلى أن تقوم الساعة ؟! (4)

---------------------------
(1) في ( ط ) : أوصاني أبي.
(2) في ( ط ) : الصلاة رأيت عليا وهو على ميمنة.
(3) في ( ط ) : يا علي ، وفي ( م ) : يا علي حبيبي.
(4) الخرائج والجرائح 2 : 530 / 6.

دلائل الإمامة _ 142 _

  49 / 49 ـ وحدثني أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري ، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن علي (1) بن خيران (2) الأنباري ، قالا : حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف ، قال : حدثنا محمد بن يونس بن موسى القرشي ، قال : حدثنا الحسين ابن الحسن الفزاري الأشقر ، قال : حدثنا قيس بن الربيع ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن أبي أيوب الأنصاري ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش : يا أهل الجمع ، نكسوا رؤوسكم وغضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد على الصراط.
  قال : فتمر ومعها سبعون ألف جارية من الحور العين كالبرق اللامع (3).
  50 / 50 ـ وحدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن فضالة ، قال : حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح ، قال : حدثنا عبد النور المسمعي ، قال : حدثنا شعبة بن الحجاج ، عن عمرو بن مرة (4) ، عن إبراهيم ، عن (5) مسروق ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : لما قدم علي الكوفة ـ يعني عبد الله بن مسعود ـ قلنا (6) له : حدثنا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فذكر الجنة ، ثم قال : ما حدثتكم

---------------------------
(1) (علي) ليس في ( ط ).
(2) في النسخ : ابن جيران ، ويأتي في الحديث (29) من دلائل الإمام صاحب الزمان (عليه السلام) بعنوان : ابن خيران.
(3) في ( ط ) : الخاطف.
مناقب ابن شهرآشوب 3 : 326 ، كفاية الطالب : 364 ، كشف الغمة 1 : 457 ، الصواعق المحرقة : 190.
وسيأتي في الحديث : 67.
(4) كذا في المصادر ، وهو الصواب ، روى عن إبراهيم بن يزيد النخعي ، وروى عنه شعبة.
وصحف في ( ط ، ع ، م ) : عمر بن عميرة ، انظر سير أعلام النبلاء 5 : 196 ، تهذيب التهذيب 8 : 102.
(5) في ( ط ، ع ، م ) : بن ، تصحيف ، وما في المتن من المصادر ، وهو الصواب ، راجع التعليقة السابقة وتهذيب الكمال 2 : 233.
(6) في ( ط ) : فقلنا.

دلائل الإمامة _ 143 _

  عن رسول الله ، فلم أزل أطلب الشهادة للحديث ولم أرزقها ، وإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول في تبوك ونحن نسير معه : إن الله (عز وجل) أمرني أن أزوج فاطمة من علي بن أبي طالب ففعلت.
  فقال لي جبرئيل : إن الله (عز وجل) قد بنى جنة من قصب اللؤلؤ ، بين كل قصبة إلى قصبة لؤلؤة من ياقوتة مشدودة بالذهب ، وجعل سقوفها زبرجدا أخضر ، فيها طاقات من لؤلؤ مكللة بالياقوت ، وجعل عليها غرفا ، لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة ، ولبنة من در ، ولبنة من ياقوت ، ولبنة من زبرجد ، وقبابا من در ، قد شعبت بسلاسل الذهب ، وحفت بأنواع التحف.
  وبنى في كل قصر قبة ، وجعل في كل قبة أريكة من درة بيضاء ، فرشها السندس والإستبرق ، وفرش أرضها بالزعفران والمسك والعنبر ، وجعل في كل قبة (حوراء (1)) والقبة لها مائة باب ، في كل باب جاريتان وشجرتان ، وفي كل قبة فرش وكتاب مكتوب حول القباب آية الكرسي. فقلت : يا جبرئيل ، لمن بنى الله (عز وجل) هذه القبة ؟
  فقال : هذه جنة بناها الله (عز وجل) لعلي بن أبي طالب وفاطمة ابنتك ، تحفة أتحفهما بها ، وأقر بها عينك يا محمد (2).
  51 / 51 ـ وحدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا عبد الرزاق بن سليمان بن غالب الأزدي بأرتاح (3) ، قال : حدثنا أبو عبد الغني الحسن بن علي (4) الأزدي

---------------------------
(1) من المصادر.
(2) نوادر المعجزات : 98 / 16 ، أبو صالح المؤذن في الأربعين ، على ما في عوالم فاطمة (عليها السلام) : 142 / 4 ، ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق 1 : 259 / 302 والخوارزمي في مقتل الحسين (عليه السلام) 1 : 76 بهذا الاسناد إلى ابن مسعود ، الكنجي في كفاية الطالب : 320.
(3) أرتاح : مدينة من أعمال حلب ( معجم البلدان 1 : 140 ).
(4) في ( ط ، ع ، م ) : الحسن بن عباس ، وما في المتن هو الصواب ، ذكره في معجم البلدان 5 : 153 نسبة إلى معان مدينة في طرف بادية الشام ، وفيه أبو عبيد المعني ، وأبو عبيد كنيته والمعني لقبه ، نسبة إلى معن بن مالك من الأزد ، وكذا في تهذيب تاريخ دمشق 4 : 233 ، وفي ( ع ) : أبو عبد المغني ، وفي لسان الميزان 2 : 226 كما في المتن.

دلائل الإمامة _ 144 _

  المعاني بمعان ، قال : حدثنا عبد الوهاب بن همام الحميري (1) ، قال : حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي البصري قدم علينا اليمن ، قال : حدثنا أبو هارون العبدي ، عن ربيعة السعدي ، قال : حدثني حذيفة بن اليمان ، قال : لما خرج جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة إلى النبي (صلى الله عليه وآله) أرسل معه النجاشي بقدح من غالية (2) وقطيفة منسوجة بالذهب هدية إلى النبي (صلى الله عليه وآله) ، فقدم جعفر (عليه السلام) والنبي بأرض خيبر ، فأتاه بالقدح من الغالية والقطيفة ، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : لأدفعن هذه القطيفة إلى رجل يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله.
  فمد أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) أعناقهم إليها ، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : أين علي ؟ فلما جاءه قال له النبي : يا علي ، خذ هذه القطيفة إليك.
  فأخذها علي (عليه السلام) وأمهل ، حتى قدم إلى المدينة ، فانطلق إلى البقيع ـ وهو سوق المدينة ـ فأمر صائغا ففصل القطيفة سلكا سلكا ، فباع الذهب ، وكان ألف مثقال ، ففرقه علي (عليه السلام) في فقراء المهاجرين والأنصار ، ثم رجع إلى منزله ولم يبق له من الذهب قليل ولا كثير (3) ، فلقيه النبي (صلى الله عليه وآله) من غد في نفر من أصحابه فيهم حذيفة وعمار ، فقال : يا علي ، إنك أفدت (4) بالأمس ألف مثقال ، فاجعل غداي اليوم وأصحابي هؤلاء عندك ، ولم يكن علي (عليه السلام) يرجع يومئذ إلى شئ من العروض ذهب أو فضة ، فقال حياء منهم وتكرما : نعم يا رسول الله ، ادخل ـ يا نبي الله ـ وفي الرحب والسعة أنت ومن معك.
  قال : فدخل النبي (صلى الله عليه وآله) ، ثم قال لنا : ادخلوا.

---------------------------
(1) كذا في الأمالي والجرح والتعديل 6 : 70 نسبة إلى حمير من قبائل اليمن ، وانظر سير أعلام النبلاء 9 : 563 / 220 ، وفي ( ط ، ع ، م ) : الخيبري.
(2) الغالية : ضرب من الطيب : مركب من مسك وعنبر وكافور ودهن البان وعود ( مجمع البحرين ـ غلا ـ 1 : 319 ).
(3) في ( ط ) : الذهب شئ لا قليل ولا كثير.
(4) في ( ط ) : أخذت.

دلائل الإمامة _ 145 _

  قال حذيفة : وكنا خمسة نفر : أنا ، وعمار ، وسلمان ، وأبو ذر ، والمقداد (رضوان الله عليهم) فدخلنا ودخل علي (عليه السلام) على فاطمة (عليها السلام) يبتغي عندها شيئا من زاد ، فوجد في وسط البيت جفنة من ثريد تفور ، وعليها عراق (1) كثير ، وكأن رائحتها المسك.
  فحملها علي (عليه السلام) حتى وضعها بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله) ومن حضر (2) ، فأكلنا منها حتى تملأنا (3) ولم ينقص منها قليل ولا كثير (4).
  فقام النبي (صلى الله عليه وآله) حتى دخل على فاطمة (عليها السلام) ، فقال : أنى لك هذا الطعام يا فاطمة ؟ فردت عليه (5) ، ونحن نسمع قولها ، فقالت : هو من عند الله ، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب.
  فخرج النبي (صلى الله عليه وآله) إلينا مستبشرا (6) ، وهو يقول : الحمد لله الذي لم يمتني حتى رأيت لابنتي (7) ما رأى زكريا لمريم ، كان إذا دخل عليها المحراب وجد عندها رزقا فيقول لها : يا مريم ، أنى لك هذا ؟ فتقول : هو من عند الله ، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب (8).
  52 / 52 ـ وأخبرني أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن علي بن عيسى المعروف بابن الخياط القمي ، قال : أخبرني أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر العسكري ، قال : حدثني صعصعة بن سياب بن ناجية أبو محمد ، قال : حدثنا زيد بن موسى ، قال : حدثنا أبي ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن عمه زيد بن علي ،

---------------------------
(1) العرق : الفدرة من اللحم ، جمعها عراق ، وقيل العراق : العظم بغير لحم ( لسان العرب ـ عرق ـ 10 : 244 ).
(2) في ( ع ، م ) : حضرها ، وفي الأمالي : حضر معه.
(3) في ( ط ) : شبعنا ، وكلاهما بمعنى واحد ، انظر ( لسان العرب ـ ملأ ـ 1 : 159 ).
(4) في ( ط ) : منها شئ.
(5) في ( ط ) : يا فاطمة ؟ فأجابته.
(6) في ( ع ، م ) : مستعبرا.
(7) في ( ط ) : زيادة : فاطمة.
(8) أمالي الطوسي 2 : 227 ، سعد السعود : 90 ، نحوه ، مدينة المعاجز : 53.

دلائل الإمامة _ 146 _

  عن أبيه ، عن سكينة وزينب ابنتي علي ، عن علي (عليه السلام) ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إن فاطمة خلقت حورية في صورة إنسية ، وإن بنات الأنبياء لا يحضن (1).
  53 / 53 ـ وعنه ، عن أبي الحسن ، قال : حدثني أحمد بن يزد المهلبي ، قال : حدثنا أبو طاهر أحمد بن عيسى ، قال : حدثني الحسين بن زيد ، عن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي ، عن أبيه وفاطمة ابنة الحسين ، عن أبيها الحسين بن علي ، عن أبيه ، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لفاطمة : يا فاطمة : إن الله ليغضب لغضبك ، ويرضى لرضاك (2).
  54 / 54 ـ وأخبرني القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر الباقرحي ، قال : حدثني خديجة أم الفضل ابنة محمد بن أحمد بن أبي الثلج ، قالت : حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الصفواني ، قال : حدثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى بن عيسى الجلودي ، قال : حدثنا محمد بن زكريا ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة الكندي ، قال : حدثني أبي ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) ، عن جابر ابن عبد الله ، قال : قيل : يا رسول الله ، إنك تقبل فاطمة وتلزمها وتدنيها منك ، وتفعل بها ما لا تفعله بأحد من بناتك !
  فقال (صلى الله عليه وآله) : إن جبرئيل أتاني بتفاحة من تفاح الجنة ، فأكلتها ، فتحولت في صلبي ، ثم واقعت خديجة فحملت بفاطمة ، فأنا أشم منها رائحة الجنة (3).
  55 / 55 ـ وعنه ، قال : حدثتني خديجة ، قالت : حدثنا أبو عبد الله ، قال : حدثنا

---------------------------
(1) البحار 81 : 112 / 37.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) : 2 : 26 ذيل حديث 6 و 46 / 176 ، أمالي الصدوق : 313 / 1 ، صحيفة الرضا (عليه السلام) : 90 / 23 ، أمالي المفيد : 94 / 4 ، الحاكم في المستدرك 3 : 154 ، أمالي الطوسي 2 : 41 ، أسد الغابة 5 : 522 ، كفاية الطالب : 364 ، ذخائر العقبى : 39 ، فرائد السمطين 2 : 46 / 378 ، كنز العمال 13 : 674 / 37725 ، مقتل الحسين (عليه السلام) للخوارزمي 1 : 52.
(3) نوادر المعجزات : 99 / 17 ، علل الشرائع : 183 / 1.

دلائل الإمامة _ 147 _

  أبو أحمد ، قال : حدثنا محمد بن زكريا ، قال : حدثنا عثمان بن عمران (1) ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى العبسي ، قال : حدثنا جبلة المكي ، عن طاوس اليماني ، عن ابن عباس ، قال : دخلت عائشة على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يقبل فاطمة ، فقالت له : أتحبها يا رسول الله ؟ فقال : إي والله ، لو تعلمين حبي لها لازددت لها حبا.
  إن الله (تبارك وتعالى) لما عرج بي إلى السماء الرابعة أذن جبرئيل ، وأقام ميكائيل ، ثم قيل لي : ادن (2) يا محمد ، فقلت : أتقدم وأنت بحضرتي (3) يا جبرئيل ؟!
  فقال : نعم ، إن الله (تبارك وتعالى) فضل أنبياءه المرسلين على جميع ملائكته المقربين ، وفضلك (4) أنت خاصة.
  فدنوت فصليت (5) في أهل السماء الرابعة ، ثم التفت عن يميني فإذا أنا بإبراهيم الخليل في روضة من رياض الجنة ، قد اكتنفته جماعة من الملائكة.
  ثم إني صرت إلى السماء السادسة ، فنوديت : يا محمد ، نعم الأب أبوك إبراهيم ، ونعم الأخ أخوك علي (6).
  فلما صرت إلى الحجب أخذ جبرئيل بيدي فأدخلني الجنة ، فإذا أنا برطب ألين من الزبد ، وأطيب رائحة من المسك ، وأحلى من العسل ، فأخذت رطبة فأكلتها ، فتحولت الرطبة في صلبي.

---------------------------
(1) في العلل : عمر.
(2) في ( ط ) : تقدم.
(3) في ( ع ، م ) : تحضرني.
(4) في ( ع ، م ) : فضلت.
(5) في ( ط ) : فتقدمت وصليت.
(6) المحاسن : 179 / 169 ، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2 : 30 / 39 ، أمالي الصدوق : 266 / 14 ، مناقب ابن المغازلي : 42 / 65 ، و 67 / 96 وبلفظ آخر في : 44 / 66 ، ابن عساكر في تاريخ دمشق ضمن ترجمة الإمام علي (عليه السلام) 1 : 131 / 159 و : 124 / 150 ، كفاية الطالب : 185 ، فرائد السمطين 1 : 109 / 77 و 110 / 78 ، والخوارزمي في المناقب : 209 ، ومقتل الحسين (عليه السلام) 1 : 49.

دلائل الإمامة _ 148 _

  فلما أن هبطت إلى الأرض واقعت خديجة ، فحملت بفاطمة الحوراء الإنسية ، فإذا اشتقت إلى الجنة شممت رائحتها (1).
  56 / 56 ـ وعنه ، قال : حدثتني خديجة ، قالت : حدثنا أبو عبد الله ، قال : حدثنا أبو أحمد ، قال : حدثنا محمد بن زكريا ، قال : حدثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة ، قال : حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ، عن عمر بن موسى ، عن زيد بن علي ، عن أبيه ، عن زينب بنت علي ، قالت : حدثتني أسماء بنت عميس قالت : قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد كنت شهدت فاطمة قد ولدت بعض ولدها فلم نر لها دما ، فقلت : يا رسول الله ، إن فاطمة ولدت فلم نر لها دما! فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : يا أسماء ، إن فاطمة خلقت حورية إنسية (2).
  57 / 57 ـ وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى ، قال : أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى القمي ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين البغدادي ، قال : حدثنا علي بن محمد بن عنبسة (3) ، قال : حدثنا يحيى بن عيسى ابن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن الحسين بن علي ، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) ، قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : إنما سميت فاطمة فاطمة لأنها فطمت هي وشيعتها وذريتها من النار (4).

---------------------------
(1) علل الشرائع : 183 / 2.
(2) مناقب ابن المغازلي : 369 / 416 بإسناده إليه محمد بن زكريا الغلابي ، كشف الغمة 1 : 463 عن ابن بابويه يرفعه إلى أسماء ، ونحوه في ذخائر العقبى : 44 ، ونزهة المجالس 2 : 227 ، وسيأتي في الحديث (62).
(3) في رجال النجاشي : 262 / 686 علي بن محمد بن جعفر بن عنبسة الحداد العسكري ، يقال له : ابن رويدة ، وفي الخصال : 387 / 73 و : 394 / 98 : علي بن محمد بن جعفر بن أحمد بن عنبسة مولى الرشيد.
(4) نحوه في عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2 : 46 / 174 ، ومعاني الأخبار : 64 / 14 ، وعلل الشرائع : 178 / 1 و : 179 / 5 ، وأمالي الطوسي 1 : 300 ، وبشارة المصطفى : 184 ، ومناقب ابن المغازلي : 65 / 92 ، ومناقب ابن شهرآشوب 3 : 329 ، ونحوه في ذخائر العقبى : 26 ، وفرائد السمطين 2 : 57 / 384 ، ومقتل الحسين (عليه السلام) للخوارزمي 1 : 51 ، ونور الأبصار : 96.

دلائل الإمامة _ 149 _

  58 / 58 ـ وأخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن أحمد المحمدي النقيب ، قال : أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى ، قال : حدثنا أحمد بن زياد ابن جعفر الهمداني ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : أخبرني عن قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) في فاطمة أنها سيدة نساء العالمين ، أهي سيدة نساء عالمها ؟
  فقال : تلك مريم ، كانت سيدة نساء عالمها ، وفاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين (1).
  59 / 59 ـ وحدثني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري ، قال : أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى القمي ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق الطالقاني : قال : حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي ، قال : حدثنا محمد بن زكريا الجوهري ، عن جعفر بن محمد بن عمارة ، عن أبيه ، قال : سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن فاطمة : لم سميت الزهراء ؟
  فقال : لأنها كانت إذا قامت في محرابها يزهر نورها لأهل السماء ، كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض (2).
  60 / 60 ـ ويروى أنها (عليها السلام) سميت الزهراء لأن الله (عز وجل) خلقها من نور عظمته (3).
  61 / 61 ـ وعنه ، قال : أخبرني أبو جعفر ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ابن أحمد بن عيسى بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أسباط ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن زياد القطان ، قال : حدثني أبو الطيب أحمد بن محمد بن

---------------------------
(1) معاني الأخبار : 107 / 1 ، ونحوه في مشكل الآثار 1 : 51 ، وحلية الأولياء 2 : 42 ، وذخائر العقبى : 43 ، ومقتل الحسين (عليه السلام) للخوارزمي 1 : 79.
(2) علل الشرائع : 181 / 3 ، معاني الأخبار : 64 / 15.
(3) علل الشرائع : 180 / 1 ، معاني الأخبار : 64 / 16.

دلائل الإمامة _ 150 _

  عبد الله ، قال : حدثني عيسى بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي ابن أبي طالب ، عن آبائه ، عن عمر بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليه السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله) سئل عن البتول ، وقيل له (1) : سمعناك ، يا رسول الله ، تقول : إن مريم بتول ، وفاطمة بتول فما ذاك.
  فقال : البتول التي لم تر حمرة قط.
  أي لم تحض ، فإن الحيض مكروه في بنات الأنبياء (2).
  62 / 62 ـ وأخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن أحمد المحمدي ، قال : أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد الصفواني ، قال : حدثنا أبو أحمد ، قال : حدثنا محمد ابن زكريا ، قال : حدثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة ، قال : حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ، عن عمر بن موسى ، عن زيد بن علي ، عن أبيه ، عن زينب بنت علي (عليه السلام) ، قالت : حدثتني أسماء بنت عميس ، قالت : قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد كنت شهدت فاطمة قد ولدت بعض ولدها فلم نر لها دما (3).
  يا أسماء ، إن فاطمة خلقت حورية إنسية (4).
  63 / 63 ـ وعنه ، قال : أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد الصفواني ، قال : حدثنا أبو أحمد ، قال : حدثنا محمد بن زكريا (5) ، قال : حدثنا العباس بن بكار ، قال : حدثنا عبد الله بن المثنى ، عن عمه ثمامة بن عبد الله بن أنس ، عن أنس بن مالك ، قال : قلت لأمي : صفي لي فاطمة (عليها السلام).
  فقالت : كانت أشبه الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله) ، بيضاء مشربة (6) حمرة ،

---------------------------
(1) في ( ع ، م ) : البتول وإنا ، وفي العلل والمعاني : ما البتول فإنا.
(2) علل الشرائع : 181 / 1 ، معاني الأخبار : 64 / 17 ، مناقب ابن شهرآشوب 3 : 330.
(3) في ( ط ) زيادة : وسألته فقال.
(4) تقدم في الحديث (56).
(5) (قال : حدثنا محمد بن زكريا) ليس في ( ط ، م ) وما في المتن هو الصواب وهو الغلابي ، راجع ميزان الاعتدال 2 : 382 ولسان الميزان 3 : 237.
(6) الإشراب : خلط لون بلون ، كأن أحد اللونين سقى اللون الآخر ( النهاية ـ شرب ـ 2 : 454 ).

دلائل الإمامة _ 151 _

  لها شعر أسود يتغفر (1) لها ، كأنها القمر ليلة البدر ، وكأنها شمس قرنت (2) غماما.
  قال عبد الله : فكانت ـ والله ـ كما قال الشاعر :

بيضاء تسحب من قيام شعرها وتغيب فيه وهو جثل أسحم (3)
فـكأنها  فـيه نـهار مـشرق وكـأنه لـيل عليها مظلم (4)ii
  64 / 64 ـ وعنه ، قال : أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد الصفواني ، قال : حدثني أبو أحمد ، قال : حدثنا المغيرة بن محمد ، قال : حدثنا الزبير بن بكار ، قال : حدثني مصعب ، عن أبيه ، قال : قال عبد الله بن الحسن بن الحسن : من أين لك إشراق الرباعية ؟
  قال : قلت : كان جدي لأمي إبراهيم بن مصعب مشرق الرباعية ، قال : ومن أين له ذاك ؟
  فقلت : كان جعفر بن محمد مشرق الرباعية.
  قال : ومن أين ذاك له ؟
  قلت : لا أدري.
  قال : ولكني أدري ، كانت خديجة بنت خويلد مشرقة الرباعية ، وكانت فاطمة مشرقة الرباعية (5).
  65 / 65 ـ وأخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن أحمد المحمدي النقيب ، قال : أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى ، قال : حدثنا علي بن محمد بن

---------------------------
(1) يتغفر : أي كان كالغفرة لها ، وهو ما يغطى به الشئ ، انظر ( لسان العرب ـ غفر ـ 5 : 26 ).
(2) قرنت : أي كأن الشمس قارنت الغمام وصاحبته ، انظر ( لسان العرب ـ قرن ـ 13 : 336 ).
(3) شعر جثل : كثير لين ، أسحم : أسود ( أساس البلاغة ـ جثل ـ 51 و ـ سحم ـ 205 ).
أورد هذين البيتين القالي في أماليه 1 : 227 والسيد المرتضى في أماليه 2 : 97 والثعالبي في الاعجاز والايجاز : 181 ، ونسبوهما لبكر بن النطاح ، وهو شاعر كان في زمن هارون الرشيد جيد القول حسن الشعر ، انظر أخباره في الأغاني 17 : 153 وتأريخ بغداد 7 : 90.
(4) الحاكم في المستدرك 3 : 161 ، وبذيله التلخيص للذهبي 3 : 161.
(5) أشار لهذا الحديث في مناقب ابن شهرآشوب 3 : 357.

دلائل الإمامة _ 152 _

  الحسن القزويني ، المعروف بابن مقبرة ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، قال : حدثنا جندل بن والق ، قال : حدثنا محمد بن عمر المازني ، عن عباد الكلبي (1) ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن فاطمة الصغرى عن الحسين بن علي ، عن أخيه الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) ، قال : رأيت أمي فاطمة (عليها السلام) قائمة في محرابها ليلة الجمعة ، فلم تزل راكعة ساجدة حتى انفجر (2) عمود الصبح ، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات ، وتسميهم ، وتكثر الدعاء لهم ، ولا تدعو لنفسها بشئ ، فقلت : يا أماه ، لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك ؟
  فقالت : يا بني ، الجار ثم الدار (3).
  66 / 66 ـ وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري ، قال : أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى ، قال : حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدثنا الحسن بن علي السكري ، عن محمد بن زكريا الجوهري ، قال : حدثني شعيب بن واقد ، قال : حدثني إسحاق بن جعفر بن محمد ، عن عيسى بن زيد ابن علي ، قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : سميت فاطمة محدثة لأن الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها كما كانت تنادي مريم بنت عمران ، فتقول : يا فاطمة ، إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين.
  يا فاطمة ، اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ، فتحدثهم ويحدثونها.
  فقالت لهم ذات ليلة : أليست المفضلة على نساء العالمين مريم بنت عمران ؟
  فقالوا : إن مريم كانت سيدة نساء عالمها ، وإن الله (عز وجل) جعلك سيدة نساء عالمك وعالمها ، وسيدة نساء الأولين والآخرين (4).

---------------------------
(1) في النسخ : الضبي وقد تقدم البحث عنه في سند الحديث (13).
(2) في ( ط ) : انفلق ، وفي العلل : اتضح.
(3) علل الشرائع : 181 / 1.
(4) تقدم في الحديث (20).

دلائل الإمامة _ 153 _

  67 / 67 ـ وأخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن أحمد المحمدي النقيب ، قال : أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد الصفواني ، قال : حدثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى الجلودي البصري ، قال : حدثنا محمد بن يونس القرشي ، قال : حدثنا الحسين الأشقر ، قال : حدثنا قيس بن الربيع ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن أبي أيوب الأنصاري ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش : يا أهل الجمع نكسوا رؤوسكم ، وغضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة بنت محمد على الصراط.
  قال : فيمر معه سبعون ألف جارية من الحور العين كالبرق اللامع (1).
  68 / 68 ـ وعنه ، قال : أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد الصفواني ، قال : حدثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى الجلودي ، قال : حدثنا محمد بن سهل ، قال : حدثنا عمرو بن عبد الجبار (2) ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين ، قال : حدثني علي بن جعفر بن محمد ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، عن علي (عليه السلام) ، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : يا معشر الخلائق ، غضوا أبصاركم ونكسوا رؤوسكم حتى تمر فاطمة بنت محمد ، فتكون أول من يكسى.
  وتستقبلها من الفردوس اثنا عشر ألف حوراء ، وخمسون ألف مالك ، على نجائب من الياقوت ، أجنحتها وأزمتها اللؤلؤ الرطب ، ركبها من زبرجد ، عليها رحل (3) من الدر ، على كل رحل نمرقة من سندس ، حتى يجوزوا بها الصراط ، ويأتوا بها

---------------------------
(1) تقدم في الحديث (49).
(2) (قال : حدثنا عمرو بن عبد الجبار) ليس في ( ط ، م ) والصواب إثباته ، وهو أبو يحيى عمرو بن عبد الجبار اليامي ، نسبة إلى يام بطن من همدان ، روى عنه أبو عبد لله محمد بن سهل بن عبد الرحمن العطار ، انظر تاريخ بغداد 5 : 315 ولسان الميزان 4 : 368.
(3) في ( ع ، م ) : الحلل.

دلائل الإمامة _ 154 _


  الفردوس ، فيتباشر بمجيئها أهل الجنان ، فتجلس على كرسي من نور ، ويجلسون حولها.
  وهي جنة الفردوس التي سقفها عرش الرحمن ، وفيها قصران : قصر أبيض ، وقصر أصفر من لؤلؤة على عرق واحد ، في القصر الأبيض سبعون ألف دار ، مساكن محمد وآل محمد ، وفي (1) القصر الأصفر سبعون (2) ألف دار ، مساكن إبراهيم وآل إبراهيم.
  ثم يبعث الله (عز وجل) ملكا لها (3) لم يبعث إلى أحد قبلها ، ولا يبعث إلى أحد بعدها ، فيقول : إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول : سليني.
  فتقول : هو السلام ، ومنه السلام ، قد أتم علي نعمته ، وهنأني كرامته ، وأباحني جنته ، وفضلني على سائر خلقه ، أسأله ولدي وذريتي ومن ودهم بعدي ، وحفظهم في.
  قال : فيوحي الله إلى ذلك الملك من غير أن يزول من مكانه : أخبرها أني قد شفعتها في ولدها وذريتها ومن ودهم فيها ، وحفظهم بعدها.
  قال : فتقول : الحمد لله الذي أذهب عني الحزن ، وأقر عيني. فيقر الله بذلك عين محمد (صلى الله عليه وآله) (4).
  69 / 69 ـ وحدثني أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس ابن دوما (5) ، قال : حدثنا : علي بن حبيب ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن عامر ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا علي بن موسى ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر بن

---------------------------
(1) في ( ع ، م ) : وإن في.
(2) في ( ع ، م ) : لسبعين.
(3) (لها) ليس في ( ع ، م ).
(4) تأويل الآيات 2 : 618 / 7.
(5) في ( ع ، م ) : البرد وما. وهي تصحيف : ابن دوما ، وهو أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس بن الفضل بن المغيرة المعروف بابن دوما النعالي نسبة إلى عمل النعال وبيعها ، وهو من مشايخ الخطيب البغدادي ، انظر تاريخ بغداد 7 : 300 ، أنساب السمعاني 5 : 508.

دلائل الإمامة _ 155 _


  محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدثني أبي الحسين بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : تحشر ابنتي فاطمة وعليها حلة الكرامة ، قد عجنت بماء الحيوان ، تنظر إليها الخلائق فيتعجبون منها.
  ثم تكسى أيضا حلة من حلل الجنة ، وهي ألف حلة ، مكتوب على كل حلة بخط أخضر : (أدخلوا ابنة محمد الجنة على أحسن صورة وأحسن كرامة ، وأحسن منظر).
  فتزف إلى الجنة كما تزف العروس ، ويوكل بها سبعون ألف جارية (1).

---------------------------
(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2 : 30 / 38 ، صحيفة الرضا (عليه السلام) : 122 / 79 ، ذخائر العقبى : 48 ، فرائد السمطين 2 : 63 / 388 ، مقتل الحسين (عليه السلام) للخوارزمي 1 : 52 ، ينابيع المودة : 199.

دلائل الإمامة _ 157 _


أبو محمد الحسن بن علي السراج (عليه السلام)
معرفة ولادته

  384 / 1 ـ حدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله ، قال : حدثني محمد بن إسماعيل ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه (1) ، عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري الثاني (عليه السلام) ، قال : كان مولدي في ربيع الآخر سنة اثنتين (2) وثلاثين ومائتين من الهجرة (3).
  وقد روي أنه ولد بالمدينة في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث (4) وثلاثين ومائتين من الهجرة (5).
  وكان مقامه مع أبيه ثلاثا وعشرين سنة.
  وعاش بعد أبيه أيام إمامته بقية ملك المعتز ، ثم ملك المهتدي (6).
  ثم ملك أحمد ابن جعفر المتوكل ، المعروف بالمعتمد اثنين وعشرين سنة وأحد عشر شهرا ، وبعد خمس سنين من ملكه استشهد ولي الله وقد كمل عمره تسعا وعشرين سنة.

---------------------------
(1) في ( ع ، م ) زيادة : محمد ، والظاهر أنه تكرار وتصحيف لقوله : عن أبي محمد ، الآتي بعده.
(2) في ( ع ، م ) : ثلاث.
(3) تاريخ الأئمة : 14 ، الكافي 1 : 420 ، الارشاد : 335.
(4) في ( ع ، م ) : اثنين.
(5) الهداية الكبرى : 327.
(6) في النسخ : الواثق ، تصحيف ، صحيحه ما أثبتناه ، انظر إعلام الورى : 367 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 422 ، الجوهر الثمين 1 : 153.

دلائل الإمامة _ 158 _

  قذفنا في صلب آدم ، ثم أخرجنا إلى أصلاب الآباء وأرحام الأمهات ، لا يصيبنا نجس الشرك ، ولا سفاح الكفر ، يسعد بنا قوم ويشقى (1) بنا آخرون.
  فلما صيرنا إلى صلب عبد المطلب أخرج ذلك النور فشقه نصفين ، فجعل نصفه في عبد الله ، ونصفه في أبي طالب ، ثم أخرج النصف الذي لي إلى آمنة ، والنصف الآخر إلى فاطمة بنت أسد ، فأخرجتني آمنة ، وأخرجت فاطمة عليا.
  ثم أعاد (عز وجل) العمود إلي فخرجت مني فاطمة ثم أعاد (عز وجل) العمود إليه (2) ، فخرج الحسن والحسين ، يعني من النصفين جميعا.
  فما كان من نور علي صار في ولد الحسن ، وما كان من نوري صار في ولد الحسين ، فهو ينتقل في الأئمة من ولده إلى يوم القيامة (3).
  71 / 2 ـ وحدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا جعفر بن مالك الفزاري ، عن عبد الله بن يونس ، عن المفضل بن عمر الجعفي ، عن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام).
  قال : وحدثني أيضا عن محمد بن إسماعيل الحسني ، عن أبي محمد الحسن بن علي الثاني (صلوات الله عليه).
  وحدثني أيضا عن منصور بن ظفر ، عن أحمد بن محمد الفريابي (4) المخصوص ببيت المقدس ، في شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثمائة ، عن نصر بن علي الجهضمي ، قال : سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن مواليد الأئمة وأعمارهم (عليهم السلام).
  وما حدثني عن محمد بن إسماعيل الحسني ، عن أبي محمد (عليه السلام) ، وهو الحادي عشر ، قال :

---------------------------
(1) (بنا) ليس في ( ط ).
(2) في ( ط ) : وأعاده إلى علي.
(3) نوادر المعجزات : 80 / 1 ، علل الشرائع : 208 / 11.
(4) في ( ع ) : العرفاني.

دلائل الإمامة _ 159 _

  ولد أبو محمد الحسن بن علي (عليهما السلام) يوم النصف من شهر رمضان ، سنة ثلاث من الهجرة ، وفيها كانت بدر.
  وبعد خمسين ليلة من ولادة الحسن (عليه السلام) علقت فاطمة بالحسين ، فعق عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) كبشا ، وحلق رأسه ، وأمر أن يتصدق بوزن شعره فضة.
  ولما ولد أهدى جبرئيل اسمه في خرقة حرير بن ثياب الجنة.
  واشتق اسم الحسين من اسم الحسن.
  وكان أشبه بالنبي ما بين الصدر إلى الرأس (1).
  72 / 3 ـ ويروى أيضا أن فاطمة (عليها السلام) لما ولدت الحسن جاءت به إلى النبي فقالت : ما أحسنه يا رسول الله! فسماه حسنا ، فلما ولدت الحسين قالت وقد حملته : هذا أحسن من هذا ، فسماه حسينا (2).

رجع الحديث

  فكان مقامه مع جده سبع سنين ، ومع أبيه بعد جده ثلاثين سنة ، وبعد أبيه أيام إمامته عشر سنين ، وصار إلى كرامة الله (عز وجل) وقد كمل عمره سبعا وأربعين سنة ، وقبض في سلخ صفر سنة خمسين من الهجرة (3).
  وروي سنة اثنتين وخمسين.
  ويروى أنه قبض وهو ابن ست وأربعين سنة (4).

---------------------------
(1) قطعة منه في سنن الترمذي 4 : 99 / 1519 و 5 : 660 / 3779 ، والذرية الطاهرة : 101 / 94 و 95 و 96 ، والكافي 1 : 383 ، وعلل الشرائع : 139 / 9 ، معاني الأخبار : 58 / 8 ، الارشاد : 187 ، إعلام الورى : 205 و 212 ، وتاريخ دمشق ـ ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) : 11 / 9 و : 33 / 60 ، ومناقب ابن شهرآشوب 4 : 28.
(2) علل الشرائع : 139 / 10 ، معاني الأخبار : 57 / 7 ، سير أعلام النبلاء 3 : 248.
(3) تاريخ مواليد الأئمة : 173 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 28 و 29.
(4) مقاتل الطالبيين : 50.

دلائل الإمامة _ 160 _

  رجع الحديث
  وكان سبب وفاته أن معاوية سمه سبعين مرة ، فلم يعمل فيه السم ، فأرسل إلى امرأته جعدة ابنة محمد بن الأشعث بن قيس الكندي ، وبذل لها عشرين ألف دينار ، وإقطاع عشر ضياع من شعب سورا (1) ، وسواد الكوفة ، وضمن لها أن يزوجها يزيد ابنه ، فسقت الحسن السم في برادة الذهب في السويق المقند ، فلما استحكم فيه السم قاء كبده.
  ودخل عليه أخوه الحسين (عليه السلام) فقال له : كيف أنت يا أخي ؟
  فقال له : كيف يكون من قلب كبده في الطست.
  فقال له : من فعل بك ؟ لأنتقم ، قال : إذن لا أعلمك.
  ولما حضرته الوفاة قال لأخيه الحسين : إذا مت فغسلني ، وحنطني ، وكفني ، وصل علي ، واحملني إلى قبر جدي حتى تلحدني إلى جانبه ، فإن منعت من ذلك فبحق جدك رسول الله وأبيك أمير المؤمنين وأمك فاطمة ، وبحقي عليك إن خاصمك أحد ردني إلى البقيع ، فادفني فيه ولا تهرق في محجمة (2) دم.
  فلما فرغ من أمره وصلى عليه وسار بنعشه يريد قبر جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليلحده معه ، بلغ ذلك مروان بن الحكم ، طريد رسول الله ، فوافى (3) مسرعا على بغلة ، حتى دخل على عائشة فقال لها : يا أم المؤمنين ، إن الحسين يريد أن يدفن أخاه الحسن عند قبر جده ، ووالله لئن دفنه معه ليذهبن فخر أبيك وصاحبه عمر إلى يوم القيامة.
  فقالت له : فما أصنع يا مروان ؟
  قال : تلحقي به وتمنعي (4) من الدخول إليه.

---------------------------
(1) سورا : مدينة قرب الكوفة بها فواكه كثيرة وأعناب ( أحسن التقاسيم : 105 ).
(2) المحجمة : القارورة التي يجمع فيها دم الحجامة ( المعجم الوسيط ـ حجم ـ 1 : 158 ).
(3) في ( ط ) : فذهب.
(4) في ( ط ) : الحقي وامنعيه.

دلائل الإمامة _ 161 _

  قالت : فكيف ألحقه ؟
  قال : هذا بغلي فاركبيه والحقي القوم قبل الدخول (1).
  فنزل لها عن بغله ، وركبته ، وأسرعت إلى القوم ، وكانت أول امرأة ركبت السرج (2) هي ، فلحقتهم وقد صاروا إلى حرم قبر جدهما (3) رسول الله ، فرمت بنفسها بين القبر والقوم ، وقالت : والله ، لا يدفن الحسن ها هنا أو تحلق هذه وأخرجت ناصيتها بيدها.
  وكان مروان لما ركبت بغله جمع من كان من بني أمية وحثهم ، فأقبل هو وأصحابه وهو يقول : يا رب هيجا هي خير من دعة (4).
  أيدفن عثمان في أقصى البقيع ويدفن الحسن مع رسول الله ؟! والله ، لا يكون ذلك (5) أبدا وأنا أحمل السيف.
  وكادت الفتنة تقع ، وعائشة تقول : والله ، لا يدخل داري من أكره.
  فقال لها الحسين : هذه دار رسول الله ، وأنت حشية (6) من تسع حشيات خلفهن رسول الله ، وإنما نصيبك من الدار موضع قدميك.
  فأراد بنو هاشم الكلام وحملوا السلاح ، فقال الحسين (7) : الله الله ، لا تفعلوا فتضيعوا (8) وصية أخي.

---------------------------
(1) (قبل الدخول) ليس في ( ع ، م ).
(2) في ( ط ) : السروج.
(3) في ( ط ) : جدهم.
(4) الهيجاء : الحرب ، الدعة : السكون والراحة ، انظر مجمع الأمثال 2 : 421 / 4711.
(5) في ( ط ) : هذا.
(6) الحشية : الفراش ، وكأنه (عليه السلام) كنى بها عن المرأة أو إنه أراد بالحشية ما يحشى به ، تكنية عن كونها دخيلة على الرسول (صلى الله عليه وآله) إلا بالزوجية وهي غير صلة الرحم والقرابة وكونها من أهل البيت (عليهم السلام).
(7) في ( ط ) : السلاح ، فمنعهم الحسين وقال.
(8) في ( ط ) : أن تفعلوا وتضيعوا.

دلائل الإمامة _ 162 _

  وقال لعائشة : والله ، لولا أنه (1) أوصى إلي ألا أهرق فيه محجمة دم لدفنته ها هنا ولو رغم لذلك أنفك ، وعدل به إلى البقيع فدفنه فيه مع الغرباء.
  وقال عبد الله بن عباس : يا حميراء ، كم لنا منك ؟! فيوم على جمل ، ويوم على بغل! فقالت : إن شاء أن يكون يوم على جمل ، ويوم على بغل ، والله ما (2) يدخل الحسن داري.
  وكان مدة مرضه (عليه السلام) أربعين يوما (3).

نسبه (عليه السلام) :

  الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ابن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أد بن أدد بن الهميسع بن أشعب (4) بن أيمن (5) بن نبت بن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم (عليه السلام) (6).

أسماؤه (عليه السلام) :

  الحسن ، وسماه الله (عز وجل) في التوراة شبرا.

---------------------------
(1) في ( ط ) : إن أبا محمد.
(2) في ( ط ) : لا.
(3) مناقب ابن شهرآشوب 4 : 29 ، إرشاد المفيد : 192.
(4) في ( ع ، م ) : اشحب.
(5) في ( ع ، م ) : تيمن.
(6) أسماء أجداد النبي (صلى الله عليه وآله) من بعد عدنان مختلف فيها ، انظر سيرة ابن هشام 1 : 1 ، مروج الذهب 2 : 265 ، المجدي : 6 وغيرها.

دلائل الإمامة _ 163 _

  وكناه (عليه السلام) : أبو محمد وأبو القاسم.
  وألقابه (عليه السلام) : الزكي ، والسبط الأول ، وسيد شباب أهل الجنة ، والأمين ، والحجة ، والتقي (1).
  وأمه (عليه السلام) : فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله).
  بوابه (عليه السلام) : سفينة (2).
  نساؤه (عليه السلام) : وتزوج سبعين حرة ، وملك مائة وستين أمة في سائر عمره (3).

نقش خاتمه (عليه السلام)

  وكان له خاتم عقيق أحمر ، نقشه : (العزة لله) (4) وخاتم يماني نقشه : (الحسن بن علي)

---------------------------
(1) مناقب ابن شهرآشوب 4 : 29 ، تذكرة الخواص : 193 ، كشف الغمة 1 : 518 و 519 ، ومن ألقابه أيضا : البر والأثير والمجتبى والزاهد.
(2) تاريخ مواليد الأئمة : 32 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 28 ، الفصول المهمة : 153.
(3) العدد القوية : 352 / 14 ، ولم يسم المترجمون للإمام الحسن (عليه السلام) هذا العدد من النساء ، فابن سعد في ترجمة الإمام (عليه السلام) من (الطبقات الكبرى) لم يسم غير ست نساء وأربع أمهات أولاد ، والمدائني لم يعد له (عليه السلام) عشر نساء.
كما أن المصنف لم يعد من أولاده غير اثني عشر ، ما يأتي ، وهو ينافي كونه متزوجا بسبعين امرأة.
انظر : شرح ابن أبي الحديد 16 : 21 ، ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) من (الطبقات الكبرى) تراثنا ـ العدد (11) ص 121 و 122.
(4) الكافي 6 : 474 / 8 ، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2 : 56 ، أمالي الصدوق : 370.

دلائل الإمامة _ 164 _

  وروي أن من نقش على فص خاتمه مثله ، كان في جميع أموره مهيبا مصدقا عظيما والصلاة فيه بسبعين صلاة.
  ذكر ولده (عليه السلام) : عبد الله ، والقاسم ، والحسن ، وزيد ، وعمر ، وعبيد الله ، و عبد الرحمن ، وأحمد ، وإسماعيل ، والحسن (1) ، وعقيل ، وله ابنة اسمها : أم الحسن فقط (2).

ذكر معجزاته (عليه السلام) :

  73 / 4 ـ قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد البلوي ثم الأنصاري ، قال : قال عمارة بن زيد (3) : سمعت إبراهيم بن سعد

---------------------------
(1) تكرر هنا اسم الحسن مرتين ، وفي بعض التواريخ : بشر ، وفيها عبد الله آخر بدل عبيد الله ، انظر إرشاد المفيد : 194 وتاريخ أهل البيت : 100.
(2) تاريخ مواليد الأئمة ووفياتهم : 174 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 29.
(3) قال النجاشي في ترجمة محمد بن الحسن بن عبد الله الجعفري : روى عنه البلوي ، والبلوي رجل ضعيف مطعون عليه.
وفي ترجمة عمارة بن زيد قال : لا يعرف من أمره غير هذا ، وذكر الحسين بن عبيد الله أنه سمع بعض أصحابنا يقول : سئل عبد الله بن محمد البلوي ، من عمارة بن زيد هذا الذي حدثك ؟ قال : رجل نزل من السماء حدثني ثم عرج ، ويمكن حمل قوله ( رجل نزل من السماء حدثني ثم عرج ) على التهكم والاستهجان للسائل ، لأن عمارة بن زيد مترجم له في كتب الرجال وليس شخصا مختلقا أو خياليا.
وقال العلامة في القسم الثاني من الخلاصة في ترجمة عبد الله بن محمد البلوي : قال الشيخ الطوسي : كان واعظا فقيها ولم ينص على تعديله ولا على جرحه ، وقال النجاشي : إنه ضعيف ، وقال ابن الغضائري : كذاب وضاع للحديث لا يلتفت إلى حديثه ولا يعبأ به.
وفي القسم الثاني من رجال ابن داود في ترجمة عبد الله بن محمد البلوي : قال أصحابنا : هو اسم ليس تحته أحد ، وعمارة بن زيد أو أبو زيد الخيواني المدني حليف الأنصار.
وقد ترجم ابن حجر في لسان الميزان لعبد الله بن محمد البلوي وضعفه ، رجال النجاشي : 324 / 884 و : 303 / 827 ، فهرست الطوسي : 103 / 433 ، رجال ابن داود : 255 / 288 ، الخلاصة : 236 / 14 ، لسان الميزان 3 : 338 ، معجم رجال الحديث 10 : 303 و 12 : 274.

دلائل الإمامة _ 165 _

  يقول : سمعت محمد بن إسحاق (1) يقول : كان الحسن والحسين (عليهما السلام) طفلين يلعبان ، فرأيت الحسن وقد صاح بنخلة ، فأجابته بالتلبية ، وسعت إليه كما يسعى الولد إلى والده (2).
  74 / 5 ـ وقال أبو جعفر : حدثنا أبو محمد سفيان (3) ، عن أبيه ، قال : أخبرنا الأعمش ، عن كثير بن سلمة (4) ، قال : رأيت الحسن (عليه السلام) في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد أخرج من صخرة عسلا ماذيا (5) ، فأتيت رسول الله فأخبرته ، فقال : أتنكرون لابني هذا ؟! إنه سيد ابن سيد (6) ، يصلح الله به بين فئتين ، ويطيعه أهل السماء في سمائه ، وأهل الأرض في أرضه (7).

---------------------------
(1) هو محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي (80 ـ 151 هـ) صاحب السيرة ، والراوي عنه أبو إسحاق إبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري ، والأرجح وجود سقط بعد محمد بن إسحاق ، لأنه لم ير الحسن والحسين (عليهما السلام) ولا عاصرهما وقد عد من أصحاب الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) ، انظر سير أعلام النبلاء 7 : 33 ، ومعجم رجال الحديث 15 : 73 و 76.
(2) نوادر المعجزات : 100 / 1 ، مدينة المعاجز 203 / 6.
(3) هو أبو محمد سفيان بن وكيع بن الجراح الرؤاسي الكوفي (ت 247 هـ) روى عن أبيه ، وروى عنه الطبري المؤرخ المفسر ، وروى أبوه وكيع عن سليمان بن مهران الأعمش ، انظر تهذيب الكمال 11 : 200 و 12 : 76 ، تهذيب التهذيب 11 : 123.
(4) كذا في النسخ ، ولم نعثر له على ذكر في أصحاب رسول الله أو الحسن (صلوات الله عليهما) ، وقد روى الأعمش عن رجل يدعى (تميم بن سلمة) وهو معدود من الصحابة ، فلعله هو ، راجع أسد الغابة 1 : 217 ، تهذيب الكمال 12 : 77.
(5) الماذي : العسل الأبيض ( لسان العرب ـ مذي ـ 15 : 275 ).
(6) في ( ع ، م ) : سيد الأولين ، وابن سيد وسيد.
(7) مدينة المعاجز : 203 / 7.

دلائل الإمامة _ 166 _

  75 / 6 ـ قال أبو جعفر : حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا سلمة ابن محمد ، قال : أخبرنا محمد بن علي الجاشي ، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد ، قال : أخبرنا أبو (1) عروبة ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : رأيت الحسن بن علي (عليهما السلام) ، وهو طفل ، والطير تظله ، ورأيته يدعو الطير فتجيبه (2).
  76 / 7 ـ قال أبو جعفر : حدثنا أبو محمد ، قال : حدثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن مروان ، عن جابر ، قال : رأيت الحسن بن علي (عليهما السلام) وقد علا في الهواء ، وغاب في السماء ، فأقام بها ثلاثا ثم نزل بعد الثلاث وعليه السكينة والوقار ، فقال : بروح آبائي نلت ما نلت (3).
  77 / 8 ـ قال أبو جعفر : حدثنا أبو محمد ، قال : أخبرنا عمارة بن زيد ، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد ، قال : حدثنا محمد بن جرير ، قال : أخبرني ثقيف البكاء ، قال : رأيت الحسن بن علي (عليه السلام) عند منصرفه من معاوية ، وقد دخل عليه حجر ابن عدي ، فقال : السلام عليك يا مذل المؤمنين (4).
  فقال : مه ، ما كنت مذلهم ، بل أنا معز المؤمنين ، وإنما أردت البقاء عليهم ، ثم ضرب برجله في فسطاطه ، فإذا أنا في ظهر الكوفة ، وقد خرج (5) إلى دمشق ومصر حتى رأينا (6) عمرو بن العاص بمصر ، ومعاوية بدمشق ، وقال : لو شئت لنزعتهما ، ولكن هاه هاه ، مضى محمد على منهاج ، وعلي على منهاج ، وأنا أخالفهما ؟! لا يكون ذلك مني (7).

---------------------------
(1) في ( ع ، م ) : عن أبي.
(2) نوادر المعجزات : 100 / 2 ، مدينة المعاجز : 203 / 8.
(3) نوادر المعجزات : 100 / 3 ، مدينة المعاجز 203 / 9.
(4) الثابت عند الفريقين أن قائلها هو سفيان بن أبي ليلى الهمداني ، انظر رجال الكشي : 111 / 178 ، الاختصاص : 82 ، مقاتل الطالبيين : 44 ، شرح النهج 16 : 44.
(5) في ( ع و م ) : خرق.
(6) في ( ع و م ) دمشق ومضى حتى رأينا.
(7) نوادر المعجزات : 101 / 4 ، مدينة المعاجز : 203 / 10.

دلائل الإمامة _ 167 _

  78/ 9 ـ قال أبو جعفر : حدثنا أبو محمد سفيان ، عن أبيه ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن منصور ، قال : رأيت الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقد خرج مع قوم يستسقون ، فقال للناس : أيما أحب إليكم : المطر أم البرد أم اللؤلؤ ؟
  فقالوا : يا بن رسول الله ، ما أحببت.
  فقال : على أن لا يأخذ أحد منكم لدنياه شيئا. فأتاهم بالثلاث.
  ورأيناه يأخذ الكواكب من السماء ، ثم يرسلها ، فتطير كما تطير العصافير (1) إلى مواضعها (2).
  79 / 10 ـ قال أبو جعفر : حدثنا أبو محمد سفيان ، قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا الأعمش ، قال : حدثنا ابن موسى ، قال : حدثنا قبيصة بن إياس ، قال : كنت مع الحسن بن علي (عليهما السلام) وهو صائم ، ونحن نسير معه إلى الشام ، وليس معه زاد ولا ماء ولا شئ ، إلا ما هو عليه راكب.
  فلما أن غاب الشفق وصلى العشاء ، فتحت أبواب السماء ، وعلق فيها القناديل ، ونزلت الملائكة ومعهم الموائد والفواكه وطسوت وأباريق ، فنصبت الموائد (3) ، ونحن سبعون رجلا ، فأكلنا (4) من كل حار وبارد حتى امتلأنا وامتلأ ، ثم رفعت على هيئتها لم تنقص (5).
  80 / 11 ـ قال أبو جعفر : حدثنا أبو محمد سفيان ، عن أبيه ، عن الأعمش ، قال : قال فقير بن (6) عبد الله بن مجاهد ، عن (ابن) (7) الأشعث ، قال :

---------------------------
(1) في ( ع ، م ) : يستيبها فتطير كالعصافير.
(2) نوادر المعجزات : 101 / 5 ، إثبات الهداة 5 : 156 / 24 ، مدينة المعاجز : 204 / 11.
(3) في ( م ) : والموائد تنصب.
(4) في ( ع ، م ) : فنقيل.
(5) نوادر المعجزات : 102 / 6 ، إثبات الهداة 5 : 156 / 25 ، مدينة المعاجز : 204 / 12.
(6) في ( ط ) : الأعمش ، عن.
(7) أثبتناه من إثبات الهداة ، ويؤيده ما يأتي في متن الحديث.

دلائل الإمامة _ 168 _

  كنت مع الحسن بن علي (عليهما السلام) حين حوصر عثمان في الدار ، وأرسله أبوه ليدخل إليه الماء ، فقال لي : يا بن الأشعث ، الساعة يدخل عليه من يقتله ، وإنه لا يمسي ، فكان كذلك (1) ، ما أمسى يومه ذلك (2).
  81 / 12 ـ قال أبو جعفر : حدثنا سفيان ، عن أبيه ، عن الأعمش ، قال : قال محمد بن صالح : رأيت الحسن بن علي يوم الدار وهو يقول : أنا أعلم من يقتل عثمان.
  فسماه قبل أن يقتله بأربعة أيام ، وكان أهل الدار يسمونه الكاهن (3).
  82 / 13 ـ قال أبو جعفر : حدثنا سفيان ، عن أبيه ، عن الأعمش ، عن أبي بريدة ، عن محمد بن حجارة ، قال (4) : رأيت الحسن بن علي (عليهما السلام) وقد مرت به صريمة (5) من الظباء ، فصاح بهن ، فأجابته كلها بالتلبية حتى أتت بين يديه.
  فقلنا : يا بن رسول الله ، هذا وحش ، فأرنا آية من أمر السماء.
  فأومأ نحو السماء ، ففتحت الأبواب ، ونزل نور حتى أحاط بدور المدينة ، وتزلزلت الدور حتى كادت أن تخرب.
  فقلنا : يا بن رسول الله ردها.
  فقال لي : نحن الأولون و (6) الآخرون ، ونحن الآمرون ، ونحن النور ، ننور الروحانيين ، ننور بنور الله ، ونروح (7) بروحه ، فينا مسكنه ، وإلينا معدنه ، الآخر منا

---------------------------
(1) في ( ط ) زيادة : حتى قتل في يومه و.
(2) إثبات الهداة 5 : 157 / 26 ، مدينة المعاجز : 204 / 13.
(3) نوادر المعجزات : 102 / 7 ، إثبات الهداة 5 : 157 / 27 ، مدينة المعاجز : 204 / 14.
(4) في ( ع ) : الأعمش ، قال : قال محمد بن صالح ، وكأنه تكرار لسند الحديث السابق.
(5) الصريمة : تصغير الصرمة ، وهي القطيع من الإبل والغنم ، قيل هي من العشرين إلى الثلاثين والأربعين ( النهاية ـ صرم ـ 3 : 27 ، )
(6) (الأولون و) ليس في ( ع ، م ).
(7) في ( ط ) : ونروحهم.

دلائل الإمامة _ 169 _

  كالأول ، والأول منا كالآخر (1).
  83 / 14 ـ قال أبو جعفر : حدثنا أبو محمد سفيان ، عن أبيه ، عن الأعمش ، عن مورق ، عن جابر ، قال : قلت للحسن بن علي (عليهما السلام) : أحب أن تريني معجزة نتحدث بها عنك ، ونحن (2) في مسجد رسول الله.
  فضرب برجله الأرض حتى أراني البحور وما يجري فيها من السفن ، ثم أخرج من سمكها فأعطانيه ، فقلت لابني محمد : احمل إلى المنزل ، فحمل فأكلنا منه ثلاثا (3).
  84 / 15 ـ قال أبو جعفر : حدثنا سفيان ، عن أبيه ، عن الأعمش ، عن القاسم ابن إبراهيم الكلابي ، عن زيد بن أرقم ، قال : كنت بمكة (4) والحسن بن علي (عليهما السلام) بها ، فسألناه أن يرينا معجزة لنتحدث بها عندنا بالكوفة ، فرأيته وقد تكلم ورفع البيت حتى علا به في الهواء (5) ، وأهل مكة يومئذ غافلون منكرون (6) ، فمن قائل يقول : ساحر ، ومن قائل يقول : أعجوبة ، فجاز خلق كثير تحت البيت ، والبيت في الهواء ، ثم رده (7).
  85 / 16 ـ قال أبو جعفر : حدثنا سفيان ، عن أبيه ، عن الأعمش ، عن سويد الأزرق ، عن سعد بن منقذ ، قال : رأيت الحسن بن علي (عليهما السلام) بمكة وهو يتكلم بكلام ، وقد رفع البيت ـ أو قال : حول ـ فتعجبنا منه ، فكنا نحدث ولا نصدق ، حتى رأيناه في المسجد الأعظم

---------------------------
(1) نوادر المعجزات : 103 / 8 ، إثبات الهداة 5 : 157 / 28 ، مدينة المعاجز : 204 / 15.
(2) في ( ط ) : كنا.
(3) نوادر المعجزات : 103 / 9 ، إثبات الهداة 5 : 158 / 29 ، مدينة المعاجز : 204 / 16.
(4) في ( م ، ط ) : بالكوفة.
(5) في ( ط ) : فرفع بنا الموضع حتى رأينا البيت الحرام.
(6) في ( ط ) : معتمرون مكبرون.
(7) في ( ط ) : مكبرون ثم ردنا إلى الموضع ، فمن قال : سحر ، ومن قال : أعجوبة من المعاجز.
نوادر المعجزات : 104 / 10 ، إثبات الهداة 5 : 158 / 30 ، مدينة المعاجز : 204 / 17.

دلائل الإمامة _ 170 _

  بالكوفة فحدثناه (1) : يا بن رسول الله ، ألست فعلت كذا وكذا ؟!
  فقال : لو شئت لحولت مسجدكم هذا إلى فم بقة (2) ، وهو ملتقى النهرين : نهر الفرات ، والنهر الأعلى.
  فقلنا : أفعل ، ففعل ذلك ، ثم رده ، فكنا نصدق بعد ذلك بالكوفة بمعجزاته (3).
  86 / 17 ـ قال أبو جعفر : حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد والليث بن محمد ابن موسى الشيباني ، قالا : أخبرنا إبراهيم بن كثير ، عن محمد بن جبرئيل ، قال : رأيت الحسن بن علي (عليهما السلام) وقد استسقى ماء ، فأبطأ عليه الرسول (4) ، فاستخرج من سارية المسجد ماء فشرب وسقى أصحابه ، ثم قال : لو شئت لسقيتكم لبنا وعسلا.
  فقلنا : فاسقنا ، فسقانا لبنا وعسلا من سارية المسجد ، مقابل الروضة التي فيها قبر فاطمة (عليها السلام)(5).
  87 / 18 ـ قال أبو جعفر : حدثنا إسماعيل بن جعفر بن كثير ، قال : حدثنا محمد بن محرز بن يعلى ، عن أبي أيوب الواقدي ، عن محمد بن هامان ، قال : رأيت الحسن بن علي (عليهما السلام) ينادي الحيات فتجيبه ، ويلفها (6) على يده وعنقه ويرسلها.
  قال : فقال رجل من ولد عمر : أنا أفعل ذلك ، فأخذ حية فلفها على يده ، فهرمته (7) حتى مات (8).

---------------------------
(1) في ( ط ) : فقلنا.
(2) بقة : مدينة على شاطئ الفرات ، هي حد العراق ، معجم ما استعجم 1 : 264.
(3) نوادر المعجزات : 104 / 11 ، إثبات الهداة 5 : 158 / 31 ، مدينة المعاجز : 204 / 18.
(4) في ( ع ، م ) : السؤل ، والسؤل : ما سألته.
(5) نوادر المعجزات : 104 / 12 ، إثبات الهداة 5 : 159 / 32 ، مدينة المعاجز : 204 / 19.
(6) في ( ط ) : فتجيئه فيلفها.
(7) هرمته : أي قطعته ، انظر ( لسان العرب ـ هرم ـ 12 : 607 ).
(8) نوادر المعجزات : 105 / 13 ، إثبات الهداة 5 : 159 / 33 ، مدينة المعاجز 204 / 20.

دلائل الإمامة _ 171 _

  88 / 19 ـ قال أبو جعفر : حدثنا أبو محمد سفيان ، عن وكيع ، عن الأعمش ، عن سهل بن أبي إسحاق ، عن كدير بن أبي كدير ، قال : شهدت الحسن بن علي وهو يأخذ الريح فيحبسها في كفه ، ثم يقول : أين تريدون أن أرسلها ؟ فيقولون : نحو بيت فلان وفلان ، فيرسلها ثم يدعوها فترجع (1).
  89 / 20 ـ قال أبو جعفر : حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد البلوي ، قال : قال عمارة بن زيد المدني ، حدثني إبراهيم بن سعد ومحمد بن مسعر ، كلاهما عن محمد بن إسحاق صاحب المغازي ، عن (2) عطاء بن يسار ، عن عبد الله بن عباس ، قال : مرت بالحسن بن علي (عليهما السلام) بقرة ، فقال : هذه حبلى بعجلة أنثى ، لها غرة في جبهتها ، ورأس ذنبها أبيض.
  فانطلقنا مع القصاب حتى ذبحها فوجدنا العجلة كما وصف على صورتها ، فقلنا له : أوليس الله (عز وجل) يقول : * (ويعلم ما في الأرحام) * (3) فكيف علمت هذا ؟
  فقال (عليه السلام) : إنا نعلم المكنون المخزون المكتوم ، الذي لم يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل غير محمد (صلى الله عليه وآله) وذريته (عليهم السلام) (4).
  90 / 21 ـ قال أبو جعفر : حدثنا سليمان بن إبراهيم النصيبيني ، قال : حدثنا زر بن كامل ، عن أبي نوفل محمد بن نوفل العبدي ، قال : شهدت الحسن بن علي (عليهما السلام) وقد أوتي بظبية ، فقال : هي حبلى بخشفين إناث ، إحداهما في عينها عيب (5) ، فذبحها فوجدناهما كذلك (6).
  91 / 22 ـ قال أبو جعفر : حدثنا سفيان ، عن وكيع ، عن الأعمش ، عن قدامة

---------------------------
(1) إثبات الهداة 5 : 159 / 34 ، مدينة المعاجز : 204 / 21.
(2) في ( ع ، م ) : قال عمه.
(3) لقمان 31 : 34.
(4) نوادر المعجزات : 105 / 14 ، فرج المهموم : 223 ، إثبات الهداة 5 : 160 / 35 ، مدينة المعاجز : 204 / 22.
(5) في ( ع ، م ) : غيد.
(6) نوادر المعجزات : 106 / 15 ، إثبات الهداة 5 : 160 / 36 ، مدينة المعاجز : 205 / 23.

دلائل الإمامة _ 172 _

  ابن رافع ، عن أبي الأحوص مولى أم سلمة ، قال إني مع الحسن (عليه السلام) بعرفات ، ومعه قضيب وهناك إجراء يحرثون ، فكلما هموا بالماء أجبل (1) عليهم ، فضرب بقضيبه إلى الصخرة ، فنبع لهم منها ماء ، واستخرج لهم طعاما (2).
  92 / 23 ـ وروى حميد بن المثنى ، عن عيينة بن مصعب ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : قال الحسن لأخيه الحسين ذات يوم ، وبحضرتهما عبد الله بن جعفر : إن هذا الطاغية ـ يعني معاوية ـ باعث إليكم بجوائزكم في رأس الهلال. فما أنتم صانعون ؟
  قال الحسين : إن علي دينا ، وأنا به مغموم ، فإن أتاني الله به قضيت ديني.
  فلما كان رأس الهلال وافاهم المال ، فبعث إلى الحسن بألف ألف درهم ، وبعث إلى الحسين بتسعمائة ألف درهم ، وبعث إلى عبد الله بن جعفر بخمسمائة ألف درهم ، فقال عبد الله بن جعفر : ما تقع هذه من ديني ؟ وما فيها قضاء ديني ولا ما أريد.
  فأما الحسن (عليه السلام) فأخذها وقضى دينه ، وأما الحسين (عليه السلام) فأخذها وقضى دينه ، وقسم ثلث ما بقي في أهل بيته ومواليه ، وفضل الباقي أنفقه في يومه ، وأما عبد الله ابن جعفر فقضى دينه ، وفضلت له عشرة آلاف درهم ، فدفعها إلى الرسول الذي جاء بالمال.
  فسأل معاوية رسوله : ما فعل القوم بالمال ؟ فأخبره بما صنع القوم بأموالهم (3).
  93 / 24 ـ وروى أبو أسامة زيد الشحام ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : خرج الحسن بن علي (عليه السلام) إلى مكة سنة من السنين حاجا حافيا (4) ، فورمت قدماه ، فقال له بعض مواليه : لو ركبت لسكن عنك بعض هذا الورم الذي برجليك.

---------------------------
(1) أجبل القوم : إذا حفروا فبلغوا المكان الصلب ( الصحاح ـ جبل ـ 4 : 1650 ).
(2) إثبات الهداة 5 : 160 / 37 ، مدينة المعاجز : 205 / 24.
(3) إثبات الهداة 5 : 160 / 38 ، مدينة المعاجز : 205 / 25.
(4) (حاجا حافيا) ليس في ( ع ، م ).

دلائل الإمامة _ 173 _

  قال : كلا ، ولكن إذا أتيت المنزل فإنه يستقبلك أسود ، معه دهن لهذا الداء (1) ، فاشتره منه ولا تماكسه.
  فقال مولاه : بأبي أنت وأمي ، ليس أمامنا منزل فيه أحد يبيع هذا الدواء! قال : بلى ، إنه أمامك دون المنزل.
  فسار أميالا فإذا الأسود قد استقبلهم (2) ، فقال الحسن لمولاه : دونك الرجل (3) ، فخذ منه الدهن واعطه ثمنه.
  فقال الأسود للمولى (4) : ويحك يا غلام لمن أردت هذا الدهن ؟! قال : للحسن ابن علي ، فقال : انطلق بي إليه.
  فأخذه بيده حتى أدخله عليه ، فقال بأبي وأمي ، لم أعلم أنك تحتاج إليه ، ولا أنه دواء لك ، ولست آخذ له ثمنا إنما أنا مولاك ، ولكن ادع الله أن يرزقني ذكرا سويا يحبكم أهل البيت ، فإني خلفت امرأتي وقد أخذها الطلق تمخض.
  قال : انطلق إلى منزلك ، فإن الله (تبارك وتعالى) قد وهب لك ذكرا سويا ، وهو لنا شيعة.
  فرجع الأسود من فوره ، فإذا أهله قد وضعت غلاما سويا ، فرجع إلى الحسن (عليه السلام) فأخبره بذلك ، ودعا له ، وقال له خيرا.
  ومسح الحسن (عليه السلام) رجليه بذلك الدهن ، فما برح من مجلسه حتى سكن ما به ومشى على قدميه (5).
  94 / 25 ـ وروى علي بن أبي حمزة ، عن علي بن معمر ، عن أبيه ، عن جابر ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال : جاء أناس إلى الحسن (عليه السلام) فقالوا له : أرنا ما عندك

---------------------------
(1) في ( ع ، م ) : بهذا الدوح ، ولعلها تصحيف ، لهذا الورم.
(2) في ( ع ، م ) : أستقبله.
(3) في ( ط ) : الأسود.
(4) (للمولى) ليس في ( ع ، م ).
(5) الكافي 1 : 385 / 6 ، الهداية الكبرى : 194 ، إثبات الوصية : 135 ، الخرائج والجرائح 1 : 239 / 4 ، الثاقب في المناقب : 314 / 263 ، كشف الغمة 1 : 557 ، حلية الأبرار 1 : 521.

دلائل الإمامة _ 174 _

  من عجائب أبيك التي كان يريناها ، قال : وتؤمنون بذلك ؟ قالوا كلهم : نعم ، نؤمن به والله.
  قال : فأحيا لهم ميتا بإذن الله (تعالى) ، فقالوا بأجمعهم ، نشهد أنك ابن أمير المؤمنين حقا ، وأنه كان يرينا مثل هذا كثيرا (1).
  95 / 26 ـ وحدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله قال : حدثني أبو النجم بدر ابن الطبرستاني (2) قال : حدثني أبو جعفر محمد بن علي قال : روي عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام) أنه قال : أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) ومعه أبو محمد الحسن وسلمان الفارسي ، فدخل المسجد ، فجلس واجتمع الناس حوله ، إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس ، فسلم على أمير المؤمنين وجلس ، ثم قال : يا أمير المؤمنين ، أسألك عن ثلاث مسائل ، إن أجبتني عنهن علمت أن القوم (3) ركبوا منك ما حظر عليهم ، وارتكبوا إثما يوبقهم في دنياهم وآخرتهم ، وإن تكن الأخرى علمت أنك وهم شرع (4).
  فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : سلني عما بدا لك.
  قال : أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه ؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسى ؟ وعن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام والأخوال ؟ فالتفت أمير المؤمنين إلى أبي محمد (عليهما السلام) فقال : يا أبا محمد ، أجبه.
  فقال (عليه السلام) : أما ما سألت من أمر الرجل (5) أين تذهب روحه إذا نام (6) ، فإن روح معلقة بالريح ، والريح معلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة ،

---------------------------
(1) نوادر المعجزات 106 / 16 ، الثاقب في المناقب : 305 / 256 ، إثبات الهداة 5 : 161 / 39.
(2) في ( ع ، م ) : الطوسناني.
(3) أراد المخالفين لأمير المؤمنين (عليه السلام).
(4) أي متساوون ، لا فضل لأحدكم على الآخر ( لسان العرب ـ شرع ـ 8 : 178 ).
(5) في ( ع ، م ) : الإنسان.
(6) (إذا نام) ليس في ( ع ، م ).

دلائل الإمامة _ 175 _

  فإن أذن الله برد الروح إلى صاحبها جذبت تلك الروح (1) الريح ، وجذبت تلك الريح الهواء ، فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها ، وإن لم يأذن الله برد تلك الروح على صاحبها جذب الهواء الريح ، فجذبت الريح الروح ، فلم ترد إلى صاحبها إلى وقت ما يبعث.
  وأما ما ذكرت (2) من أمر الذكر والنسيان ، فإن قلب الرجل في حق ، وعلى الحق طبق ، فإن صلى عند ذلك على محمد وآل محمد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق ، فانفتح القلب وذكر الرجل ما كان نسي ، وإن لم يصل على محمد وعلى آل محمد ، أو انتقص من الصلاة عليهم ، انطبق ذلك الطبق فأظلم القلب ، ونسي الرجل ما كان ذكر.
  وأما ما ذكرت من أمر المولود يشبه أعمامه وأخواله ، فإن الرجل إذا أتى أهله يجامعها بقلب ساكن ، وعرق هادئة ، وبدن غير مضطرب ، أسكنت تلك النطفة في جوف الرحم وخرج الولد يشبه أباه وأمه ، وإن هو أتاها بقلب غير ساكن ، وعروق غير هادئة ، وبدن مضطرب ، اضطربت النطفة ، ووقعت في اضطرابها على بعض العروق ، فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه ، وإن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الولد أخواله. فقال الرجل : أشهد أن لا إله إلا الله ، ولم أزل أشهد بها ، وأشهد أن محمدا (صلى الله عليه وآله) رسوله ، ولم أزل أشهد بها ، وأشهد أنك وصي رسوله (3) ، القائم بحجته (وأشار إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ولم زأل أشهد بها وأشهد أنك وصيه ، القائم بحجته (وأشار إلى الحسن (عليه السلام) وأشهد أن الحسين بن علي ابنك ، القائم بحجته بعد أخيه ، وأشهد أن علي بن الحسين القائم بأمر الحسين ، وأن محمد بن علي القائم بأمر علي بن الحسين ، وأشهد أن جعفر بن محمد القائم بأمر محمد بن علي ، وأشهد أن موسى بن جعفر القائم بأمر جعفر بن محمد ، وأشهد أن علي

---------------------------
(1) في ( ط ) زيادة : إلى صاحبها.
(2) في ( ط ) : سألت.
(3) في ( ع ) : وصيه.

دلائل الإمامة _ 176 _

  ابن موسى القائم بأمر موسى بن جعفر ، وأشهد أن محمد بن علي القائم بأمر علي بن موسى ، وأشهد أن علي بن محمد القائم بأمر محمد بن علي ، وأشهد أن الحسن بن علي القائم بأمر علي بن محمد ، وأشهد أن رجلا من ولد الحسن بن علي لا يسمى ولا يكنى حتى يظهر أمره ، فيملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا ، والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.
  وقام فمضى ، فقال : أمير المؤمنين (عليه السلام) : اتبعه فانظر أين يقصد ؟
  قال فخرج الحسن في أثره.
  قال : فما كان إلا أن وضع رجله خارج المسجد ، فما أدري أين أخذ من الأرض ، فرجعت إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فأعلمته ، فقال : يا أبا محمد ، أتعرفه ؟
  قلت : الله ورسوله وأمير المؤمنين أعلم.
  قال : هو الخضر (عليه السلام) (1).
  والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما.

---------------------------
(1) المحاسن 2 : 332 / 99 نحوه ، الكافي 1 : 44 / 1 ، الإمامة والتبصرة : 106 / 93 ، غيبة النعماني : 58 / 2 ، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1 : 65 / 35 ، كمال الدين وتمام النعمة : 313 / 1 ، علل الشرائع : 96 / 6 ، غيبة الطوسي : 154 / 114 ، إعلام الورى : 404.