ومن تلك الدلالات ما تكفل به المولى (جل جلاله) ، باعث الأنبياء وناصرهم ، وخالق العباد وهاديهم ، ومنها ما هو من تكليف العباد أنفسهم في الفكر وإعمال النظر ، ولعل أظهر تلك الدلائل : 1 ـ الوحي : وهو واسطة اتصال الأنبياء بالسماء ، وإمدادهم الدائم بمادة النبوة ، والوحي على أشكاله المختلفة ـ من رؤيا صادقة ، أو نداء من وراء حجاب ، أو نزول الملك ـ له آثاره الظاهرة التي لا تخفى على العقلاء وإن جحدها غيرهم ، إذ سيجد الناس من النبي تشريعا جديدا ونبأ جديدا لم يعرفوه من قبل ، ولم يسمعوا بمثله عن نبيهم رغم معيشتهم معه ومخالطتهم إياه * ( قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون ) * (2). ثم إن في نزول الوحي دلالة أخرى يجدها الناس ظاهرة على النبي أثناء تلقيه الوحي ، إذ تمتلكه حالة لم تعرف في غيره على الإطلاق ، ولم يعهدها هو نفسه إلا في هذه الأثناء ، فمما صح عن نبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنه كانت تأخذه الغشية عند هبوط --------------------------- (1) فصلت 41 : 53. (2) يونس 10 : 16. دلائل الإمامة
|
لـم تـخل أفـعالنا الـلاتي نذم لها إحدى ثلاث خلال حين نأتيهاإمـا تـفرد بـارينا بـصنعتها فـيسقط الـلوم عـنا حين ننشيها أو كـان يـشركنا فـيها فـيلحقه مـا سـوف يلحقنا من لائم فيهاأو لـم يـكن لإلـهي في جنايتها ذنب ، فما الذنب إلا ذنب جانيهاسيعلمون إذا الميزان شال بهم أهم جنوها ، أم الرحمن جانيها ؟(2) |