وبعث رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) في سنة ستّ في شهر ربيع الأول عكاشة بن محصن في أربعين رجلاً إلى الغمرة
(1) ، وبكّر القوم فهربوا، وأصاب مائتي بعير لهم ، فساقها إلى المدينة
(2) ، وفيها: بعث أبا عبيدة بن الجرّاح إلى القصّة
(3) في أربعين رجلاً ، فأغار عليهم وأعجزهم هرباً في الجبال وأصابوا رجلاً واحداً فأسلم
(4) .
وفيها : بعث محمّد بن مسلمة إلى قوم من هوازن فكمن القوم لهم وافلت محمّد وقتل أصحابه
(5) ، وفيها : كانت سريّة زيد بن حارثة إلى الجموم من أرض بني سُليم، فأصابوا نعماً وشاء وأسرى
(6) ، وفيها : كانت سريّة زيد بن حارثة إلى العيص
(7) (8) ، وفيها : سريّة بن حارثة إلى الطرف إلى بني ثعلبة في خمسة عشر رجلاً، فهربوا وأصاب منهم عشرين بعيراً
(9) .
---------------------------
(1) الغمرة : من أعمال المدينة على طريق نجد « معجم البلدان 4 : 212 » .
(2) المناقب لابن شهر آشوب 1 : 201 ، المغازي للواقدي 2 : 55 ، تاريخ الطبري 2 : 640 ، دلائل النبوة للبيهقي 4 : 82 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 20 : 291 | 3 .
(3) القصة ( ذو القصة ) : موضع بين زبالة والشقوق دون الشقوق بميلين ، فيه قُلبٌ لأعراب يدخلها ماء السماء عذباً زلالاً.
وقيل : هو موضع بينه وبين المدينة أربعة وعشرون ميلاً « انظر : معجم البلدان 4 : 366 » .
(4) انظر: المناقب لابن شهر آشوب 1 : 201 ، المغازي للواقدي 2 : 522 ، الطبقات الكبرى 2 : 86 ، تاريخ الطبري 2 : 641 ، دلائل النبوة للبيهقي 4 : 83 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 20 : 291 | 3 .
(5) انظر : المناقب لابن شهر آشوب 1 : 201 ، المغازي للواقدي 2 : 551 ، الطبقات الكبرى 2 : 85 ، تاريخ الطبري 2 : 641 .
(6) انظر : المناقب لابن شهر آشوب 1 : 201 ، الطبقات الكبرى 2 : 86 ، تاريخ الطبري 2 : 641 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 20: 292 | 3 .
(7) العيص : موضع في بني سُليم به ماء يقال له : ذنبان العيص « معجم البلدان 4 : 173 » .
(8) انظر: المناقب لابن شهر آشوب 1 : 201 ، المغازي للواقدي 2 : 553 ، الطبقات الكبرى 2 : 87 ، تاريخ الطبري 2 : 641 ، دلائل النبوة للبيهقي 4 : 84 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 20 : 292 | 3 .
(9) انظر : المناقب لابن شهر آشوب 2 : 201 ، المغازي للواقدي 2 : 555 ، الطبقات الكبرى 2 : 87 ، تاريخ الطبري 2 : 641 ، دلائل النبوة للبيهقي 4 : 84 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 30 : 292 | 3 .
اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى
_ 144 _
وفيها : كانت غزوة عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) إلى بني عبد الله بن سعد من أهل فدك ، وذلك أنه بلغ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أنّ لهم جمعاً يريدون أن يمدّوا يهود خيبر
(1) ، وفيها: سريّة عبد الرحمن بن عوف إلى دُومة الجندل
(2) في شعبان ، وقال له رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : « إن أطاعوا فتزوّج ابنة ملكهم » فأسلم القوم وتزوّج عبد الرحمن تماضر بنت الأصبغ ، وكان أبوها رأسهم وملكهم
(3) ، وفيها: بعث رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ـ في قول الواقدي ـ إلى العرنيين الذين قتلوا راعي رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) واستاقوا الاِبل عشرين فارساً ، فاتي بهم ، فاُمر بقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم ، وتركوا بالحرّة حتّى ماتوا
(4) .
وروي عن جابر بن عبد الله: أنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) دعا عليهم فقال : « اللهمّ عمّ عليهم الطريق » قال : فعمي عليهم الطريق
(5) ، وفيها : اُخذت أموال أبي العاص بن الربيع وقد خرج تاجراً إلى الشام ومعه بضائع لقريش ، فلقيته سريّة لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) واستاقوا عيره وأفلت ، وقدموا بذلك على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فقسّمه بينهم ، وأتى أبو العاص فاستجار بزينب بنت رسول الله ( صلّى عليه وآله وسلّم ) وسألها أن تطلب من رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ردّ ماله عليه وما كان معه من أموال الناس ، فدعا رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) السريّة وقال : « إنّ هذا الرجل منّا بحيث قد علمتم ، فإن رأيتم أن تردّوا عليه فافعلوا » .
فردّوا عليه ما أصابوا ، ثمّ خرج وقدم مكّة ورد على الناس بضائعهم ، ثمّ قال : أما والله ما منعني أن أسلم قبل أن أقدم عليكم إلاّ توقّياً أن تظنّوا أنّي أسلمت لأذهب بأموالكم ، وإنّي أشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمّداً عبده ورسوله
(6) ، وفيها : كانت غزوة الحديبية في ذي القعدة ، خرج ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) في ناس كثير من أصحابه يريد العمرة وساق معه سبعين بدنة ، وبلغ ذلك المشركين من قريش ، فبعثوا خيلا ليصدّوه عن المسجد الحرم ، وكان ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) يرى أنّهم لا يقاتلونه لاَنّه خرج في الشهر الحرام ، وكان من أمر سهيل بن عمرو وأبي جندل ابنه وما فعله رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ما شكّ به من زعم أنّه ما شكّ إلاّ يومئذ في الدين .
---------------------------
(1) انظر : المناقب لابن شهر آشوب 1 : 202 ، المغازي للواقدي 2 : 562 ، الطبقات الكبرى 2 : 89 ، تاريخ الطبري 2 : 642 ، دلائل النبوة للبيهقي 4 : 84 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 20 : 293 | 3 .
(2) دومة الجندل : جاء في حديث الواقدي : دوماء الجندل ، وعدها ابن النقية من أعمال المدينة.
سميت بدوم بن إسماعيل بن إبراهيم ( عليه السلام ) ، وقال الزّجاجي : دومان بن اسماعيل ، وقيل : كان لاسماعيل ( عليه السلام ) ولد اسمه دما ، ولعله مغيّر منه .
وقال الكلبي : دوماء بن إسماعيل ، قال : ولما كثر ولد إسماعيل ( عليه السلام ) بتهامة خرج دوماء بن إسماعيل حتى نزل موضع دومة ، وبنى به حصناً ، فقيل : دوماء، ونسب الحصن إليه ، وهي على سبع مراحل من دمشق بينها وبين مدينة الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) .
وقيل : سميت دومة الجندل لاَن حصنها مبني بالجندل « انظر : معجم البلدان 2 : 487 » .
(3) انظر : المغازي للواقدي 2 : 560 ، والطبقات الكبرى 2 : 89 ، وتاريخ الطبري 2 : 642 ، ودلائل النبوة للبيهقي 4 : 85 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 20 : 293 | 3 .
(4) المغازي للواقدي 2 : 569 ، وانظر : المناقب لابن شهر آشوب 1 : 202 ، وتاريخ الطبري
2 : 644 ، ودلائل النبوة للبيهقي 4 : 87 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 20 : 294 | 3 .
(5) انظر : دلائل النبوة للبيهقي 4 : 88 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 20 : 294 | 3 .
(6) انظر : المناقب لابن شهر آشوب 1 : 202 ، والمغازي للواقدي 2 : 553 ، ودلائل النبوة للبيهقي 4 : 85 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 20 : 294 | 3 .