وما رواه أصحابنا ( رضي الله عنهم ) من لأخبار الدالّة على خصوصيّتها من بين أولاد الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بشرف المنزلة ، وبينبونتها عن جميع نساء العالمين بعلّو الدرجة فأكثر من أن يحصر ، فلنقنتصر على ما ذكرناه .
وكان ممّا تممّ الله تعالى به شرف أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في الدنيا وكرامته في الآخرة أن خصّه بتزويجها إيّاه ، كريمة رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، وأحبّ الخلق إليه ، وقرّة عينه ، وسيدة نساء العالمين .
فممّا روي في ذلك ما صحّ عن أنس بن مالك قال : بينما النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) جالس إذ جاء عليّ ( عليه السلام ) فقال : « يا عليّ ما جاء بك ؟ » ، قال : « جئت اُسلّم عليك » ، قال : « هذا جبرئيل يخبرني أنّ الله تعالى زوّجك فاطمة ، وأشهد على تزويجها أربعين ألف ألف ملك ، وأوحى الله تعالى إلى شجرة طوبى أن : اُنثري عليهم الدرّ والياقوت ، فنثرت عليهم الدر والياقوت فابتدرت إليه الحور العين يلتقطن في أطباق الدر والياقوت ، وهنّ يتهادينه بينهنّ إلى يوم القيامة »
.
وعن ابن عبّاس قال : لمّا كانت الليلة التي زفّت بها فاطمة إلى عليّ ( عليهما السلام ) كان رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أمامها ، وجبرئيل عن يمينها ، وميكائيل عن يسارها، وسبعون ألف ملك من خلفها، يسبّحون الله ويقدّسونه
.
وافتخر أمير المؤمين ( عليه السلام ) بتزويجها في مقام بعد مقام : روى أبو إسحاق الثقفي بإسناده ، عن حكيم بن جبير ، عن الهجريّ ، عن عمّه قال : سمعت عليّاً ( عليه السلام ) يقول : « لأقولنّ قولاً لم يقله أحدٌ بعدي إلاّ كذّاب ، أنا عبد الله ، وأخو رسوله ، وريث نبيّ الرحمة ، وتزوّجت سيّدة نساء الاُمّة ، وأنا خير الوصيّين »
، والأخبار في هذا النحو كثيرة ، وروى الثقفي بإسناده عن بريدة قال : لمّا كان ليلة البناء بفاطمة ( عليها السلام ) قال لعليّ : « لا تحدث شيئاً حتّى تلقاني » فاتى النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بماء ـ أوقال : دعا بماء ـ فتوضّأ ثمّ أفرغه على عليّ ( عليه السلام ) ثمّ قال : « اللهم بارك فيهما ، وبارك عليهما ، وبارك لهما في شبليهما »
.
وروى بإسناده عن شرحبيل بن أبي سعيد قال : لمّا كان صبيحة عرس فاطمة جاء النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بعسّ فيه لبن فقال لفاطمة : « اشربي فداك أبوك » وقال لعليّ ( عليه السلام ) : « اشرب فداك ابن عمّك »
روي : أنّها توفّيت( صلوات الله عليها ) ( في ) الثالث من جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة من الهجرة ، وبقيت بعد النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) خمسة وتسعين يوماً
(1) ، وروي : أربعة أشهر
(2) .
وتولّى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) غسلها
(3) وروي : أنّه أعانه على غسلها أسماء بنت عميس ، وأنها قالت : أوصت فاطمة أن لا يغسّلها إذا ماتت إلاّ أنا وعليّ ( صلوات الله وسلامه عليه ) ، فغسّلتها أنا وعليّ
(4) .
وصلّى عليها أمير المؤمنين ، والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، وعمّار ، والمقداد ، وعقيل ، والزبير ، وأبو ذرّ ، وسلمان ، وبريدة ، ونفر من بني هاشم في جوف الليل ، ودفنها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) سرّاً بوصيّة منها في ذلك
(5) .
وأمّا موضع قبرها فاختلف فيه ، فقال بعض أصحابنا : إنّها دفنت في البقيع
(6) ، وقال بعضهم : إنّها دفنت في بيتها فلمّا زادت بنو اُمّية في المسجد صارت في المسجد
(7) ، وقال بعضهم : إنّها دفنت فيما بين القبر والمنبر
(8) ، وإلى هذا أشار النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بقوله : « ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة »
(9) .
والقول الأول بعيد ، والقولان الآخران أشبه وأقرب إلى الصواب ، فمن استعمل الاحتياط في زيارتها زارها في المواضع الثلاثة ، هذا آخر ما أردنا إثباته من الركن الأوّل، وبالله التوفيق .
---------------------------
(1) الذرية الطاهرة للدولابي 151 | 199 ، كشف الغمة 1 : 503 .
(2) مناقب ابن شهر آشوب 3 : 357 ، الاصابة 4 : 379 .
(3) الكافي 1 : 382 | 4 ، علل الشرائع : 184 ، دلائل الاِمامة : 46 ، تاج المواليد ( ضمن مجموعة نفيسة ) : 98 ، الاستيعاب 4 : 379 .
(4) الذرية الطاهرة للدولابي 152 | 202 ، مناقب ابن شهر آشوب 3 : 364 ، كشف الغمة 1 : 500 ، مستدرك الحاكم 3 : 163 ، الاستيعاب 4 : 379 ، ذخائر العقبى : 53 ، الاصابة 4 : 378 .
(5) انظر : الهداية الكبرى : 178 ، روضة الواعظين : 152 ، تاج المواليد ( ضمن مجموعة نفيسة ) : 98 ، مناقب ابن شهر آشوب 3 : 363 ، صحيح البخاري 5 : 177 ، صحيح مسلم 3 : 1380 | 1759 ، طبقات ابن سعد 8 : 229 ، مصنف عبد الرزاق 5 : 427 ، سنن البيهقي 6 : 300 ، تاريخ الطبري 3 : 208 ، مشكل الآثار 1 : 48 ، مستدرك الحاكم 3 : 162 ، الاستيعاب 4 : 379 ، اُسد الغابة 5 : 524 .
(6) تاج المواليد ( ضمن مجموعة نفيسة ) : 99 ، مناقب ابن شهر آشوب 3 : 357 ، كشف الغمة 1 : 501 .
(7) الكافي 1 : 383 | 9 ، الفقيه 1 : 148 | 684 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 311 | 76 ، معاني الأخبار 1 : 268 | 1 ، ذخائر العقبى : 54 .
(8) معاني الأخبار 267 | 1 ، تاج المواليد ( ضمن مجموعة نفيسة ) : 99 ، روضة الواعظين : 152 .
(9) الكافي 4 : 553 | 1 و 554 | 3 و 5 و 555 | 8 ، الفقيه 2 : 339 | 1572 ، التهذيب للطوسي 6 : 7 | 12 ، الموطأ 1 : 97 | 10 و 11 ، صحيح البخاري 2 : 77 ، صحيح مسلم 2 : 1010 | 500 ، مسند أحمد 2 : 236 و 376 و 438 و 466 و 533 و 3 : 4 و 4 : 39 و 40 ، صحيح الترمذي 5 : 718 | 3915 و 719 | 3916 ، سنن النسائي 2 : 35 ، وفي جميعها إلاّ الفقيه ( بيتي بدل قبري ) .
اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى
_ 214 _
الركن الثاني
من الكتاب في ذكر الاِمام الأوّل، والوصيّ الأفضل ، وأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب
( عليه السلام ) ، وتاريخ مولده ، ومدّة عمره ، ودلائل إمامته
، وطرف من مناقبه
ويشمل على خمسة أبواب :
الباب الأول
في ذكر مولده ( عليه السلام ) ، وتاريخ عمره
ونبذ من خبر ولادته ووفاته
وفيه ثلاثة فصول :
ولد ( عليه السلام ) بمكّة في البيت الحرام يوم الجمعة الثالث عشر من شهر الله الأصم رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة ، ولم يولد قطّ في بيت الله تعالى مولود سواه لا قبله ولا بعده ، وهذه فضيلة خصّه الله تعالى بها إجلالاً لمحلّه ومنزلته وإعلاءً لرتبته .
واُمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، وكانت من رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بمنزلة الاُمّ، وربّي في حجرها ، وكانت من سابقات المؤمنات إلى الاِيمان ، وهاجرت معه إلى المدينة ، وكفّنها النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) عند موتها بقميصه ؛ ليدرأ به عنها هوامّ القبر ، وتوسّد في قبرها ؛ لتأمن بذلك من ضغطة القبر ، ولقّنها الاِقرار بولاية ابنها كما اشتهرت به الرواية .
فكان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) هاشميّاً من هاشميّين ، وأوّل من ولده هاشم مرّتين
(1) .
---------------------------
(1) انظر : الكافي 1 : 376 و 377 | 2 ، ارشاد المفيد 1 : 5 ، التهذيب للطوسي 6 : 19 ، تاج المواليد ( ضمن مجموعة نفيسة ) : 88 و 89 ، مستدرك الحاكم 3 : 180 ، مناقب ابن المغازلي : 6 | 2 و 3 ، مناقب الخوارزمي : 12 و 13 ، اُسد الغابة 5 : 517 ، الرياض النضرة 3 : 104 ، الفصول المهمة 30 و 31 .
اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى
_ 215 _
الفصل الثاني
في ذكر أسمائه وألقابه ( عليه السلام )
وأسماؤه في كتب الله تعالى المنزّلة كثيرة ، أوردها أصحابنا ( رضي الله عنهم ) في كتبهم ، وكنيته المشهورة أبو الحسن ، وقد كنّي أيضاً : بأبي الحسين ، وأبي السبطين ، وأبي الريحانتين .
وكنّاه رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أبي تراب لمّا رآه ساجداً معفّراً وجهه في التراب
(1) .
ولقبه أمير المؤمنين ، خصّه النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) به لمّا قال : « سلّموا على عليّ بإمرة المؤمنين »
(2) .
ولم يجوّز أصحابنا ( رضي الله عنهم ) أن يطلق هذا اللفظ لغيره من الأئمة ( عليهم السلام ) وقالوا : إنّه انفرد بهذا التلقيب فلا يجوز أن يشاركه في ذلك غيره ، وقد لقّبه رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : سيّد المسلمين ، وإمام المتّقين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، وسيّد الأوصياء ، وسيّد العرب
(3) في أمثال لهذه كثيرة .
وهو أخو رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، ووزيره ، ووصيّه ، وخليفته في اُمّته ، وصهره على ابنته الزهراء البتول فاطمة سيّدة نساء العالمين ، وهو المرتضى ، ويعسوب المؤمنين .
الفصل الثالث
في ذكر وقت وفاته ، ومدة خلافته ، وتاريخ عمره ( عليه السلام )
وقبض ليلة الجمعة لتسع بقين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة قتيلاً شهيداً ، قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي لعنه الله ـ وقد خرج لصلاة الفجر ليلة تسعة عشر من شهر رمضان وهو ينادي « الصلاة الصلاة » ـ في المسجد الأعظم بالكوفة ، فضربه بالسيف على أمّ رأسه ، وقد كان ارتصده من أول الليل لذلك ، وكان سيفه مسموماً ، فمكث ( عليه السلام ) يوم التاسع عشر وليلة العشرين ويومها وليلة الحادي والعشرين إلى نحو الثلث من الليل ثمّ قضى نحبه ( عليه السلام )
(4) ، وقد كان يعلم ذلك قبل أوانه ويخبر به الناس قبل أيّانه .
فقد اشتهر في الرواية : أنّه ( عليه السلام ) كان لما دخل شهر رمضان يتعشّى ليلة عند الحسن ( عليه السلام ) ، وليلة عند الحسين ( عليه السلام ) ، وليلة عند عبد اللهّ بن العبّاس ، والأصحّ عبد الله بن جعفر ، وكان لا يزيد على ثلاث لقم ، فقيل له في ذلك فقال : « يأتيني أمر ربي وأنا خميص ، إنما هي ليلة أو ليلتان » ، فأصيب ( عليه السلام ) في آخر تلك الليلة
(5) .
---------------------------
(1) انظر : مسند أحمد 4 : 263 ، مستدرك الحاكم 3 : 140 ، مناقب ابن المغازلي 8 : 5 ، الرياض النضرة 3 : 105 و 160 ، ذخائر العقبى : 56 .
(2) الكافي 1 : 231 | 1 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 68 | 312 ، ارشاد المفيد 1 : 48 ، أمالي المفيد : 18 | 7 ، أمالي الطوسي 1 : 295 و 340 ، مناقب ابن شهر آشوب 3 : 53 .
(3) انظر : أمالي الصدوق : 19 | ذيل حديث 6 و 247 | 16 ، بشارة المصطفى : 18 و 165 ، مائة منقبة : 57 | 31 و 71 | 41 ، اليقين لابن طاووس : 10 ، مناقب الخوارزمي : 42 ، و 231 .
(4) انظر : الكافي 1 : 376 ، ارشادالمفيد 1 : 19 ، كشف الغمة 1 : 436 ، اثبات الوصية للمسعودي : 132 ، مناقب الخوارزمي : 284 ، ذخائر العقبى : 115 ، الفصول المهمة 138 و 139 .
(5) ارشاد المفيد 1 : 14 ، روضة الواعضين : 135 ، الخرائج والجرائح 1 : 201 | 41 ، مناقب ابن شهرآشوب 2 : 271 ، مناقب الخوارزمي : 283 ، الكامل في التاريخ : 3 : 388 ، اُسد الغابة 4 : 35 ، الفصول المهمة : 139 .
اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى
_ 216_
وروى أصبغ بن نباتة قال : خطبنا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في الشهر الذي قتل فيه فقال : « أتاكم شهر رمضان ، وهو سيّد الشهور وأوّل السنة ، وفيه تدور رحى السلطان ، ألا وإنّكم حاجّوا العام صفّاً واحداً ، واية ذلك أنّي لست فيكم » قال : فهو ينعى نفسه ( عليه السلام ) ونحن لا ندري
(1) .
وروى عنه جماعة أنّه كان يقول على المنبر : « ما يمنع أشقاها أن يخضبها من فوقها بدم » ويضع يده على شيبته ( عليه السلام ) .
وروي : أنه كان يقول : « واللهّ ليخضبنَ هذه من هذه » ويضع يده على رأسه ولحيته عليه السلام
(2) .
وروي عن أبي صالح الحنفيّ قال : سمعت عليّاً ( عليه السلام ) يقول : « رأيت النبي ( صلّى اللهّ عليه وآله وسلّم ) في منامي فشكوت إليه ما لقيت من أمّته من الأود واللدد وبكيت فقال : « لا تبك يا عليّ ، والتفت فالتفتّ فإذا رجلان مصفدان ، وإذا جلاميد
(3) ، ترضخ بها روسهما » .
قال أبو صالح : فغدوت إليه من الغد فلقيت الناس يقولون : قُتل أميرالمؤمنين ( عليه السلام )
(4) .
وروى الحسن البصري قال : سهر أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) في الليلة التي قتل في صبيحتها ولم يخرج إلى المسجد لصلاة الليل على عادته ، فتالت له ابنته أمّ كلثوم : ما هذا الذي قد أسهرك ؟ فقال : « إنّي مقتول لوقد أصبحت » .
---------------------------
(1) ارشاد المفيد 1 : 14 ، روضة الواعظين : 135 ، الخرائج والجرائح 1 : 201 | 41 .
(2) ارشاد المفيد1 : 13 ، أمالي الطوسي 1 : 273 ، الخرائج والجرائح 1 : 201 | 41 ، تاريخ بغداد 12 : 57 | 6441 ، ونحوه في مسند ابي يعلى الموصلي 1 : 378 | ذيل ح 485 .
(3) الجلمود : الصخر . « الصحاح ـ جلمد ـ 2 : 459 » .
(4) ارشادالمفيد 1 : 15 مناقب ابن شهرآشوب 3 : 211 مسند ابي يعلى الموصلي 1 : 398 | 520 ، مجمع الزوائد 9 : 138 ، ونحوه في مقاتل الطالبيين : 0 4 .
اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى
_ 217 _
وأتاه ابن النباح فآذنه بالصلاة ، فمشى غير بعيد ثمّ رجع فقالت له أم كلثوم : مر جعدة فليصلّ بالناس ، قال : « نعم مروا جعدة ليصلّي ، ثئم قال : « لا مفرّ من الأجل » فخرج إلى المسجد ، فإذا هو بالرجل قد سهر ليلته كلها يرصده ، فلقا برد السحر نام ، فحركه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) برجله وقال له : « الصلاة » ، فقام إليه فضربه
(1) .
وروي في حديث آخر : أنه ( عليه السلام ) سهر في تلك الليلة ، وكان يكثر الخروج والنظر إلى السماء وهو يقول : « والله ما كذبت ولا كذبت وإنها الليلة التي وعدت بها » ثمّ يعاود مضجعه ، فلما طلع الفجر شد إزاره وخرج وهو يقول :
اشدد حيازيمك للموت فـإن الـموت iiآتيك ولا تجزع من iiالموت إذا حــل iiبـواديك |
فلما خرج إلى صحن الدار استقبلنه الإوزّ فصحن في وجهه ، فجعلوا يطردونهن ، فقال : « دعوهن فانهنَ صوائح تتبعها نوائح » ثمّ خرج فاُصيب ( عليه السلام )
(2) ، « وكان سنه يوم استشهد ثلاثاً وستّين سنة ، وكان مقامه مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلَم ) ثلاثاً وثلاثين سنة ، عشر منها قبل البعثة ، واسلم وهو ابن عشر سنين
(3) ، فقد صحت الرواية عن حبة العرني عنه ( عليه السلام ) قال : « بُعث النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) يوم الاثنين فأسلمت يوم الثلاثاء »
(4) ، وبعد البعثة بمكّة ثلاث عشرة سنة ، وبالمدينة بعد الهجرة عشر سنين ، وعاش بعد ما قبض النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ثلاثين سنة إلاّ خمسة أشهر وأياماً ، وتولّى غسله وتكفينه ابناه الحسن والحسين بأمره ، وحملاه إلى الغريّين من نجف الكوفة ودفناه هناك ليلاً ، وعمّيا موضع قبره بوصيّته اليهما في ذلك لما كان يعلم من دولة بني اُميّة من بعده وإنّهم لا ينتهون عمّا يقدرون عليه من قبيح الأفعال ولئيم الخلال ، فلم يزل قبره مخفيّاً حتّى دلّ عليه الصادق ( عليه السلام ) في الدّولة العبّاسيّة وزاره عند وروده إلى أبي جعفر وهو بالحيرة
(5) .
---------------------------
(1) ارشادالمفيد 1 : 16 ، روضة الواعظين : 135 ، مناقب ابن شهراشوب 3 : 310ودون ذيله في خصائص الرضي : 63 .
(2) خصائص الرضي : 63 ، ارشاد المفيد 1 : 16 ، روضة الواعظين : 35 ، مناقب ابن شهرآشوب 3 : 310 كشف الغمة 1 : 436 .
(3) انظر : الكافي 1 : 376 ، تاج المواليد ( ضمن مجموعة نفيسة ) : 90 ، مناقب ابن شهر آشوب 3 : 307 ، مناقب الخوارزمي : 284 .
(4) تفسير القمي 1 : 378 مسند أبي يعلى 1 : 348 | 446 ، الاوائل لابي هلال العسكري : 91 ، مستدرك الحاكم 3 : 112 عن انس بن مالك ، ووافقه الذهبي في ذيل المستدرك ، تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة الامام علي ( عليه السلام ) ـ 1 : 79 | 5 ، صحيح الترمذي 5 : 0 4 28 | 6 37 عن أنس بن مالك إلا أنه فيه وصلّى علي بدل فأسلمت .
(5) انظر : ارشاد المفيد 1 : 9 ، تاج المواليد ( ضمن مجموعة نفيسة ) : 90 و 93 ، مناقب ابن شهراَشوب 3 : 307 .
اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى
_ 218 _
الباب الثاني
في ذكر النصوص الدالة على أنه ( عليه السلام ) هو الامام
بعد النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بلا فصل
الذي يجب تقديمه في هذا الباب أنّه قد ثبت بالدلالة القاطعة وجوب الإمامة في كلّ زمان لكونها لطفاً في فعل الواجبات والامتناع عن المقبّحات ، فإَنّا نعلم ضرورة ان عند وجود الرئيس المهيب يكثر الصلاح من الناس ويقلّ الفساد ، وعند عدمه يكثر الفساد ويقلّ الصلاح منهم ، بل يجب ذلك عند ضعف أمره مع وجود هيبته .
وثبت أيضاً وجوب كونه معصوماً مقطوعاً على عصمته ، لأنّ جهة الحاجة إلى هذا الرئيس هي إرتفاع العصمة عن الناس وجواز فعل القبيح منهم ، فإن كان هو غير معصوم وجب أن يكون محتاجاً إلى رئيس آخر غيره ، لأنّ علّة الحاجة إليه قائمة فيه ، والكلام في رئيسه كالكلام فيه ، فيؤدّي إلى وجوب ما لا نهاية له من الأئمّة أو الانتهاء إلى إمام معصوم وهو المطلوب .
فإذا ثبت وجوب عصمة الإمام فالعصمة لا يمكن معرفتها إلاّ بإعلام الله سبحانه العالم بالسرائر والضمائر، ولا طريق إلى ذلك سواه ، فيجب النصّ من الله تعالى عليه على لسان نبيّ مؤيّد بالمعجزات ، أو إظهار معجز دالّ على إمامته ، وإذا ثبتت هذه الجملة القريبة ـ التي لا تحتاج فيها إلى تدقيق كثير ـ سبرنا أحوال الاُمّة بعد وفاة النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فوجدناهم اختلفوا في الإمام بعده على أقوال ثلاثة :
فقالت الشيعة : الإمام بعده ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ، بالنصّ على إمامته ، وقالت العبّاسيّة : الإمام بعده العبّاس ، بالنصّ أو الميراث ، وقال الباقون من الاُمّة : الإمام بعده أبو بكر ، وكلّ من قال بإمامة أبي بكر والعبّاس أجمعوا على أنّهما لم يكونا مقطوعاً على عصمتهما ، فخرجا بذلك من الإمامة لما قدّمناه ، ووجب أن يكون الإمام بعده أميرالمؤمنين علي ( عليه السلام ) بالنصّ الحاصل من جهة الله تعالى عليه والإشارة إليه ، وإلاّ كان الحقّ خارجاً عن أقوال جميع الاُمّة وذلك غير جائز بالاتّفاق بيننا وبين مخالفينا ، فهذا هو الدليل العقلي على كونه منصوصاً عليه ( صلوات الله عليه ) .
وأما الأدلّة السمعيّة على ذلك فقد استوفاها أصحابنا ( رضي الله عنهم ) قديماً وحديثاً في كتبهم ، لا سيّما ما ذكره سيّدنا الأجلّ المرتضى علم الهدى ذو المجدين ( قدّس الله روحه ) في كتاب الشافي في الإمامة ، فقد استولى على الأمد ، وغار في ذلك وأنجد ، وصوّب وصعّد ، وبلغ غاية الاستيفاء والاسقصاء ، وأجاب على شُبَه المخالفين التي عوّلوا على اعتمادها واجتهدوا في إيرادها ، أحسن اللهّ عن الدين وكافّة المؤمنين جزاءه ، ونحن نذكر الكلام في ذلك على سبيل الاختصار والإجمال دون البسط والإكمال .
اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى
_ 219 _
فنقول : إنّ الذي يدل على أن النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) نصّ على أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بالإمامة بعده بلا فصل ، ودل على فرض طاعته على كلّ مكلّف قسمان : أحدهما : يرجع إلى الفعل ، وإن كان يدخل فيه أيضاً القول ، والاخر يرجع إلى القول .
فأمّا النصّ الدال على إمامته بالفعل والقول : فهو أفعال نبينا ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) المبينة لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) من جميع الاُمة ، الدالة على استحقاقه التعظيم والإجلال والتقديم التي لم تحصل ولا بعضها لأحد سواه ، وذلك مثل إنكاحه ابنته الزهراء سيّدة نساء العالمين ، ومؤاخاته إيّاه بنفسه ، وأنّه لم يندبه لأمر مهمّ ولا بعثه في جيش قطَ إلى آخرعمره إلآ كان هو الوالي عليه ، المقذم فيه ، ولم يولّ عليه أحداً من أصحابه وأقربيه ، وأنّه لم ينقم عليه شيئاً من أمره مع طول صحبته إيّاه ، ولا أنكر منه فعلاً ، ولا استبطأه ، ولا استزاده في صغير من الاُمور ولا كبير ، هذا مع كثرة ما عاتب سواه من أصحابه إمّا تصريحاً وإمّا تلويحاً .
وأمّا ما يجري مجرى هذه الأفعال من الأقوال الصادرة عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الدالة على تميزه عمن سواه ، المنبئة عن كمال عصمته وعلوّ رتبته فكثيرة :
منها : قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم اُحد وقد انهزم الناس وبقي عليّ ( عليه السلام ) يقاتل القوم حتّى فض جمعهم وانهزموا فقال جبرئيل : « إن هذه لهي المواساة » فقال ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) لجبرئيل : « عليّ مني وأنا منه » فقال جبرئيل : « وأنا منكما »
(1) .
فاجراه مجرى نفسه ، كما جعله الله سبحانه نفس النبيّ ( صلّى الله عليه واله وسلّم ) في اية المباهلة بقوله : ( وأنفسنا )
(2) .
ومنها : قوله ( عليه واله السلام ) لبريدة : « يا بريدة ، لا تبغض عليّاً ، فإنه منّي وأنا منه
(3) ، إنّ الناس خلقوا من أشجار شتّى وخلقت أنا وعليّ من شجرة واحدة »
(4) .
---------------------------
(1) تفسيرفرات الكوفي : 22 و 25 تفسير القمي 1 : 116 ، الكافي 8 : 110 |90 و 328 | ضمن حديث 502 ، علل الشرائع : 7 | 3 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 85 ، ارشاد المفيد 1 : 85 ، الخصال : 556 ، مناقب ابن شهراَشوب 3 : 124 ، فضائل أحمد : 171 | 241 و 172 | 242 ، تاريخ الطبري 2 : 514 ، المعجم الكبير للطبراني 1 : 318 | 941 ، ربيع الأبرار للزمخشري 1 : 833 ، تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة الإمام عليّ ( عليه السلام ) 167 / 214 و 215 ، الكامل في التاريخ 2 : 154 ،كفاية الطالب : 274 و 275 ، ذخائر العقبى : 86 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 20 : 95 .
(2) آل عمران 3 : 61 .
(3) مسند أحمد5 : 356 ، خصائص النسائي : 110 | 90، مناقب ابن المغازلي : 225 | 217 ، مجمع الزوائد 9 : 128 ، وفي جميعها ضمن رواية .
(4) مستدرك الحاكم 2 : 241 شواهد التنزيل 1 : 288 | 395 ، مناقب ابن المغازلي : 400 | 454 ، الفردوس بمأثور الخطاب 1 : 44 | 9 ، مناقب الخوارزمي : 87 ، تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة الاٍ مام علي ( عليه السلام ) ـ 1 : 142 | 176 ، مجمع الزوائد 9 : 100 .
اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى
_ 220 _
ومنها : قوله : « عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ يدور حيثما دار »
(1) .
ومنها : ما اشتهرت به الرواية من حديث الطائر ، وقوله ( عليه وآله السلام ) : « اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر » فجاء عليّ ( عليه السلام )
(2) .
ومنها : قوله ( صلّى اللهّ عليه وآله وسلّم ) لابنته الزهراء ( عليها السلام ) لمّا عيّرتها نساء قريش بفقرعليّ ( عليه السلام ) : « أما ترضين يا فاطمة أنّي زوّجتك أقدمهم سلماً ، وأكثرهم علماً ، إنّ اللهّ عزّ وجلّ اطّلع على أهل الأرض اطلاعة فاختار منهم أباك فجعله نبيّاً ، واطّلع عليهم ثانية فاختار منهم بعلك فجعله وصيّاً ، وأوحى إليّ أن اُنكحه ، أما علمت يا فاطمة أنّك بكرامة الله إيّاك زوجتك أعظمهم حلماً ، وأكثرهم علماً ، وأقدمهم سلماً » .
فضحكت فاطمة ( عليها السلام ) واستبشرت ، فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : « يا فاطمة إنّ لعليّ ثمانية أضراس قواطع لم تجعل لأحد من الأوّلين والآخرين ، هو أخي في الدنيا والآخرة ، ليس ذلك لغيره من الناس ، وأنت يا فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة زوجته ، وسبطا الرحمة سبطاي ولده ، وأخوه المزيّن بالجناحين في الجنّة يطير مع الملائكة حيث يشاء ، وعنده علم الأوّلين والآخرين ، وهو أوّل من آمن بي ، وآخر الناس عهداً بي ، وهو وصّي ووارث الوصيّين »
(3) .
---------------------------
(1) مناقب ابن شهراشوب 3 : 62 ، تاريخ بغداد 14 : 321 .
(2) أمالي الصدوق : 3 | 521 ، ارشاد المفيد 1 : 38 ، أمالي الطوسي 1 : 259 ، فضائل أحمد : 42 | 68 ، صحيح الترمذي 5 : 636 | 3721 ، خصائص النسائي 29 | 10 ، المعجم الكبير للطبراني 1 : 352 | 730 ، مستدرك الحاكم 3 : 130 ، تاريخ جرجان : 169 | 228 ، حلية الأولياء 6 : 339 ، أخبار اصبهان 1 : 232 ، تاريخ بغداد 3 : 171 و 9 : 369 و 11 : 376 ، مناقب الخوارزمي : 59 ، مناقب ابن المغازلي : 156 | 189 ـ 212 ، تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) ـ 2 : 105 | 609 | 642 ، تذكرة الخواص : 44 ،تذكرة الحفاظ 2 : 1042 ، اسدالغابة 4 : 30 ، جامع الأصول 8 : 653 | 6494 ، كفاية الطالب : 144 ، ذخائر العقبى : 61 ، سير أعلام النبلاء 13 : 232 ، ميزان الأعتدال 1 : 411 / 1505 و 3 : 58 | 7671 و 4 : 583 | 10703، لسان الميزان 1 : 42 | 85 و 7 : 119 | 1297 ، مجمع الزوائد 9 : 125 ، وقد تواتر وروده بطرق شتى وأسانيد مختلفة ، بالاضافة إلى أن الإمام علي ( عليه السلام ) احتج به في يوم الدار ، فقال : انشدكم بالله هل فيكم احد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير ، فجاء أحد غيري ؟ فقالوا : اللهم لا ، فقال : اللهم أشهد ، وقد روى هذا الحديث بضعة وتسعون نفساً كما ذكره ابن كثير في البداية والنهاية 7 : 452 .
(3) ارشاد المفيد 1 : 36 الخصال : 412 | 16 ، مناقب ابن المغازلي : 101 | 144 ، وأورد الخوارزمي في المناقب : 63 صدر الحديث .
اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى
_ 221 _
ومنها : قوله ( صلَى الله عليه وآله وسلّم ) فيه : « أنت مدينة العلم وعليّ بابها ، فمن أراد العلم فليأت من الباب »
(1) .
وما رواه عبد الله بن مسعود : أنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) استدعى عليّاً فخلا به ، فلمّا خرج إلينا سألناه : ما الذي عهد إليك ؟ فقال : « علّمني ألف باب من العلم ، فتح لي كلّ باب ألف باب »
(2) .
ومنها : أنّه جعل محبّته علماً على الإيمان ، وبغضه علماً على النفاق بقوله فيه : « لايحبّك إلاّ مؤمن ، ولا يبغضك إلاّ منافق »
(3) .
ومنها : أنّه ( عليه وآله السلام ) جعل ولايته عَلَماً على طيب المولد ، وعداوته عَلَماً على خبث المولد ، بقوله « بوروا
(4) أولادكم بحبّ عليّ بن أبي طالب ، فمن أحبّه فاعلموا أنّه لرشدة ، ومن أبغضه فاعلموا أنّه لغيّة
(5) . رواه جابر بن عبد الله الأنصاري عنه .
وروى عنه أبو جعفر الباقر ( عليهما السلام ) قال : « سمعت رسول الله ( صلّى الله عليه واله وسلّم ) يقول لعليّ ( عليه السلام ) : ألا أسرّك ، ألا أمنحك ، ألا آبشّرك ؟ فقال : بلى يا رسول الله قال : خلقت أنا وأنت من طينة واحدة ففضلت منها فضلة فخلق الله منها شيعتنا ، فإذا كان يوم القيامة دعي الناس باسماء اُمّهاتهم ، سوى شيعتنا فإنهم يدعون بأسماء ابائهم لطيب مولدهم »
(6) .
---------------------------
(1) تاريخ جرجان : 7 | 65 ، مستدرك الحاكم 3 : 126 ، تاريخ بغداد 11 : 49 مناقب ابن المنازلي : 80 | 120 و 81 | 121 و 122 ، مناقب الخوارزمي : 4 ، تاريخ دمشق ـ ترجمة الامام علي ( عليه السلام ) ـ 2 : 466 | 985 و 469 | 988 و 470 | 991 و 473 | 992 ، تذكرة الخواص : 52 ، اُسد الغابة 4 : 22 ، كفاية الطالب : 220 ـ 221 ، ذخائر العقبى : 77 .
(2) بصائر الدرجات : 333 ، الاختصاص 282 ، مناقب ابن شهرآشوب 2 : 36 وذكره باختلاف في صدره ابن عساكر في تاريخه ـ ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) ـ 2 : 483 | 1003 .
(3) ارشاد المفيد 1 : 40 ،أمالي الطوسي 1 : 264 ، مسند الحميري 1 : 31 | 58 ، المصنف لابن أبي شبية 12 : 57 | 12113 ، صحيح مسلم 1 : 86 | 131 ، سنن ابن ماجة 1 : 42 | 114 السنة لابن أبي عاصم 584 | 1325 ، مسند أحمد 1 : 95 فضائل أحمد : 45 | 71 و 122 | 181 و 156 | 224 و 160 | 229 و 214 | 292 ، صحيح الترمذي 5 : 643 | 3736 ، خصائص النسائي 118 | 100 و 101 ، سنن النسائي 8 : 116 ، الايمان لابن مندة 2 : 7 06 | 532 ، حلية الأولياء 4 : 5 8 1 ، تاريخ بغداد 2 : 255 و 14 : 426 ، تذكرة الخواص : 35 اُسد الغابة 4 : 26 ، ذخائر العقبى : 91 .
(4) بوروا : أي امتحنوا . « انظر : الصحاح ـ بور ـ 2 : 597 » .
(5) ارشاد المفيد 1 : 45 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوا ر 38 : 189 .
(6) ارشاد المفيد 1 : 44 ، أمالي المفيد : 311 | 3 ، أمالي الطوسي 2 : 71 ، بشارة المصطفى : 14 و 20 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 38 : 189 .
اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى
_ 222 _
وروي عن جابر أنه كان يدور في سكك الأنصار ويقول : عليّ خير البشر فمن أبى فقد كفر ، معاشر الأنصار بوروا أولادكم بحب عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فمن أبى فانظروا في شأن اُمّه
(1) .
ومنها : عن ابن عبَاس : أنَ النبي ( صلّى النبي عليه وآله وسلم ) قال : « إذا كان يوم القيامة دعي الناس كلّهم بأسمائهم ما خلا شيعتنا فإنهم يدعون بأسماء ابائهم لطيب مواليدهم »
(2) .
ومنها : أنه جعله وشيعته الفائزون ، رواه أنس بن مالك عنه ( صلّى الله عليه واله وسلم ) : « يدخل الجنة من اُمتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب » ثمّ التفت إلى علي ( عليه السلام ) فقال : « هم شيعتك وأنت إمامهم »
(3) .
ومنها : أنه ( عليه السلام ) سد الأبواب في المسجد إلاّ بابه ( عليه السلام ) ، روى أبو رافع قال : خطب النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فقال : « أيّها النّاس إنّ الله تعالى أمر موسى بن عمران أن يبني مسجداً طاهراً لا يسكنه إلاّ هو وهارون وابنا هارون شبر وشبير ، وإنّ الله أمرني أن أبني مسجداً لا يسكنه إلاّ أنا وعليّ والحسن والحسين ، سدوا هذه الأبواب الاّ باب عليّ » .
فخرج حمزة يبكي وقال : يا رسول الله أخرجت عمّك وأسكنت ابن عمّك ! فقال : «ما أنا أخرجتك وأسكنته ، ولكنّ الله أسكنه » .
---------------------------
(1) انظر : أمالي الصدوق 6 | 71 ، مائة منقبة لابن شاذان : 128 | 63 و 138 | 70 ، تاريخ بغداد 7 : 421 ، تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة الامام علي ـ 2 :444 | 955 و 445 | 956 و 957 ، كفاية الطالب 245 ، 246 ، سير أعلام النبلاء 8 : 205 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 38 : 189 .
(2) ارشاد المفيد 1 : 44 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 38 : 189 .
(3) ارشاد المفيد 1 : 42 ، بشارة المصطفى : 163 ، مناقب ابن المغازلي 293 | 335 ، مناقب الخوارزمي : 235 .