والرطِبُ منه جيد الخلط مُخصبٌ للبدن ولحمه سريع التحلل ، وإدمانه يورث الحكة وليس بجيد للأسنان ، ويُليِّن البطن إِذا أُكل قبل الطعام ، ويغذو غذاء صالحاً ويزيد في اللحم إِذا أُديم أكله ويسكن القوة الغضبية التي في القلب ويكسر منها لخاصية فيه.
  قال ابن سينا : هو غير موافق لسيلان المواد إِلى المعدة والأمعاء.
  قال الشريف : اذا طبخ منه حفنة مع مثله حلبة حتى يتهرأ ثم يصفى ماؤهما ويمزجا بمثلهما عسلاً منزوع الرغوة ويطبخ الكل ويهيأ منه لعوق (1) : ينفع من الربو والسعال اليابس.
  واذا أُنقِعَ منه رطل في خل خمر ثقيف تسعة أيام ثم ضُمدّ به الطحال وأُمِرَ العليل بأكل أربع تينات منه في كل يوم يفعل ذلك أكلاً وضماداً فإِنه عجيب في تحليل صلابته وجساه ) (2).
  قال الأنطاكى : ( التين ثمر شجر ينمو كثيراً بالبلاد الباردة ، ويشرب من عروقه فإِذا نزل الماء على ثمره فسدت ويدرك حادي عشر شهر تموز ويدوم إِلى أوائل كانون.
  وأجود التين : الكبار اللحيم النضيج المكبب الذي لا ينفتح بالغاً وفي فمه قطع كالعسل الجامد.
  وهو معتدل في الحرارة رطب في الثانية أو هو حار في الأُولى ، فإِذا جف : كان حاراً في الثانية رطباً في الأُولى ، أصح الفواكه غذاء إِذا أُكل على الخلاء (3) ولم

*************************************************************
(1) اللعوق : ما يلعق من الأدوية النصف سائلة ، ( اقراباذين ).
اللعوق : كل ما يلعق كالدواء والعسل ، ولعق العسل ونحوه لعقاً : لحسه بلسانه أو بإصبعه.
(2) الجامع لمفردات الأدوية والأغذية : ج 1 ص 146 ـ 148.
(3) على الخلاء : معناه أن تكون المعدة خالية من الطعام ولم يأكل بعده شيئاً.
الى هنا  الغذاء دواء  ـ 102 ـ

  يُتبَع بشيء.
  واذا داوم على الفطور عليه أربعين صباحاً بالانيسون سَمَّن تسميناً لا يعدله فيه شىء ، وهو يفتح السدد ويقوي الكبد ويذهب الطحال (1) والباسور وعسر البول وهزال الكلى والخفقان والربو وعسر النفس والسعال وأوجاع الصدر وخشونة القصبة وفي نفعه من البواسير حديث حسن.
  واذا أُكل بالجوز كان اماناً من السموم القتالة ومع السداب ينوب مناب الترياق.
  ومع اللوز والفستق يصلح الأبدان النحيفة ويزيد في العقل وجوهر الدماغ، واليابس دون الرطب في ذلك كله.
  ومن عجز عن جرمه فليطبخه مع الحلبة فيما يتعلق بالصدر والرئة ويُشربُ ماؤه فاتراً.
  وإذا كُوِيَت الثآليل بحطبه ذهبت.
  والتين يولِّد القمل ويضر الكبد الضعيف والطحال ويصلحه الجوز أو الصعتر أو الانيسون وقدر ما يؤخذ منه إِلى ثلاثين درهماً ) (2).
  قال د . القبانى : ( يعتبر التين من أغني مصادر الفيتامينات ( أ ، ب ، ث ) كما يحتوي على نسبة عالية من المواد المعدنية وعلى الأخص الحديد والكلس والنحاس وهي المواد البانية لخلايا (3) الجسم والمولدة لخضاب الدم ، في حالات

*************************************************************
(1) اي مرض الطحال.
(2) تذكرة أُولي الألباب : ج 1 ص 99 و 100.
(3) الخلية : هي الوحدة التركيبية والوظيفية في جميع الكائنات الحية وتشكل اللبنة الأساسية للحياة ، وتتكون جميع الكائنات الحية اما من خلية واحدة وتسمى الكائنات وحيدة الخلية ، أو من عدد كبير من الخلايا وتسمى بالكائنات متعددة الخلايا ، كما أن نشاط أي عضو من أعضاء الجسم يتمثل بنشاط خلايا ذلك العضو حيث يشكل نشاط مجموع الأعضاء نشاط الجسم بأكمله ، فعند قيام الخلايا بوظائفها بصورة طبيعية ومتناسقة يصلح حال الجسم ويظهر الكائن الحي بصحة تامة ، أما اذا انعدم انسجام وترابط فعاليات خلايا أي عضو في الجسم ، فإن ذلك يؤثر على نشاط الكائن الحي بأجمعه ، ( نفحات في العلم والمعرفة الطبية : ص 119 ).
 الغذاء دواء  ـ 103 ـ

  فقر الدم (1) ، كما يحتوي على نسبة عالية من السكر تبلغ حوالي 19 بالمائة من وزنه.
  ويقول ابن سينا في كتابه ( القانون ) : إِن التين مفيد جداً للحوامل والرضع، كما يقول أبو بكر الرازي في كتابه ( الحاوى ) : ان التين يقلل الحوامض في الجسم ويدفع أثرها السيئ.
  ويفيد التين في معالجة الامساك المستعصي ، فإِن تناول بعض تينات في الصباح على الريق ، خير ـ ألف مرة ـ من تناول الحبوب أو المساحيق الملينة ، ولا تختلف هذه الميزة في التين الغض عنها في تناول المجفف فكلاهما يحتفظ بخصائصه الملينة.
  وقد درجنا على عادة تناول التين المجفف مع الجوز شتاء ، وفي هذا دعم لقوة التين الغذائية; لأن مزيج المادتين يهب آكلها مقداراً عالياً من الحرورات تساعده على مقاومة برد الشتاء ، وتمنحه قوة ونشاطاً ; ولكن من الضروري أن ننبه هنا إِلى وجوب الاعتدال في تناول التين لأنه يحتوي على عناصر غذائية دسمة تجعل المعدة تصدف عن تناول الأطعمة الأُخرى ، كما أن كثرة البذور في الثمر قد تسبب اضطراب الهضم ; ولذا ينصح المصابون بالتهابات الأمعاء ـ بشكل خاص ـ بأن يقللوا

*************************************************************
(1) فقر الدم : نقص به واضطراب في تكوينه ، يصحبه شحوب وبهر وخفقان أي زيادة مؤقتة في سرعة نبضات القلب لا نفعال أو اجهاد أو مرض.
  فقر الدم : هو انخفاض في كمية الهيموگلوبين الطبيعى ، أي هو بالنتيجة نقصان في قابلية الدم على نقل الأُوكسجين إِلى كل خلية من خلايا الجسم.
 الغذاء دواء  ـ 104 ـ

  من مقدار التين الذي يتناوله بحيث لا يزيد عن ست أو سبع تينات في اليوم.
  هذا ويفيد منقوع التين في علاج التهابات الجهاز التنفسي ، كالتهاب القصبات والحنجرة ; كما أن تناول كأس من هذا المنقوع قبل كل طعام يفيد في تخفيف حدة السعال التشنجي الديكي.
  أما إِذا اُستعمل المنقوع غرغرة فإِنه يخفف الآلام الناجمة عن التهاب البلعوم ، فالتين هو احد العناصر النباتية الأربعة التي تستعمل مناقيعها في مكافحة التهابات الجهاز التنفسي وتُسمى ( المناقيع الصدرية ).
  وصفة لاستعمال التين كعلاج لكسل الأمعاء :
  ينصح الدكتور ( لوكلير ) بصنع الوصفة التالية لعلاج وهن الأمعاء وكسلها :
  تنتخب ست أو سبع تينات وتشطر كل منها إلى شطرين ثم توضع الشرائح في زيت الزيتون ثم تضاف إِليها بضع شرائح من الليمون وتُترك ليلة كاملة ، وفي الصباح ترفع شرائح التين وتؤكل على الريق بعد تصفية الزيت منها.
  وصفة لصنع منقوع التين :
  تؤخذ عشرين تينة وتقسم كل منها إلى شريحتين ثم تُرمى في مقدار نصف ليتر من الماء الساخن وتترك في الماء مدة اثنتي عشرة ساعة.
  وصفة لاستعمال التين كعلاج للحروق البسيطة :
  يُهرس مقدار من التين المجفف ويوضع على الحرق البسيط إِذا كان المصاب بعيداً عن مراكز الاسعاف والأطباء ) (1).
  قال د . محمد رفعت : ( التين يحتوي على نسبة عالية من المواد المعدنية أهمها الحديد والنحاس والكلسيوم وهي المواد التي تساعد خلايا الجسم على اداء عملها ، كماتُعدُ مصدراً لتوليد هيموجلوبين الدم في حالة الأنيميا ويحتوي التين كذلك على

*************************************************************
(1) الغذاء لا الدواء : ص 106 ـ 108.
 الغذاء دواء  ـ 105 ـ

  نسبة مرتفعة من المواد السكرية التي تزيد من قدرة الجسم على العمل ، فكل 100 من التين الطازج تعطي الجسم 70 سعراً حرارياً، كما أن به مقادير جيدة من فيتامينات ( ب ) ولذلك يعتبر التين أكثر غذاء من جميع الفواكه ، وهو يفيد في حالة كسل الأمعاء.
  ومنقوعه يفيد في علاج التهابات القصبة الهوائية والحنجرة.
  وأكل التين في الصباح قبل الافطار يفيد في حالات الامساك المزمن فهو ملين للمعدة، وهو يقلل من الحوامض في الجسم وبالتالي يقلل من أثرها السيئ، كما أنه مفيد للحوامل والرضع ) (1).

*************************************************************
(1) قاموس التداوي بالأعشاب : ص 45.
 الغذاء دواء  ـ 106 ـ


( حرف الثاء ) :
  ثاني أُكسيد الكَربون
  ثاني أُكسيد الكربون : نوع من الغاز يكون في الهواء حولنا ، الجسم يستخدم الأكسجين (1) في الحصول على الطاقة من الاطعمة ، وينتج عن ذلك غاز فَضْلةٌ هو غاز ثاني أكسيد الكربون.
  يحمل هذا الغاز إلى الرئتين ونتخلص منه في عملية الشهيق اي التنفس إلى الخارج، ( موسوعة جسم الانسان ص 104 )

*************************************************************
(1) الاُوكسجين : غاز يكون في الهواء ، وهو ضروري للحياة نتنفس الاُكسجين عبر الرئتين ، وتستخدمه خلايانا لإطلاق الطاقة من الطعام ( موسوعة جسم الإِنسان ص 104 ).
 الغذاء دواء  ـ 107 ـ

( حرف الجيم )
  الجمجمة
  الجُمْجُمة : تُعطي للرأس والوجه شَكْلَهما ، وهي تحيط بالدماغ الطري السريع العطب وتحميه في الصدمات.
  في الجمجمة فُتَحٌ للعينين والانف والفم.
  تجويف كل من العينين يوفِّر لها جيباً واقياً ويسمح لها بالدوران.
  وفي الفم صفان من اسنان قوية لنتش الطعام ومضغه ، وهي راسخة داخل عظمي الفكين.
  إِن العظام التي تتركب منها الجمجمة تُكمِّل بعضها بعضاً حيث تلتقي العظام حَوافُّ مسننة تتعشق بعضها ببعض تعشقاً محكماً ، مما يجعل الجمجمة بالغة القوة.
  تتألف الجمجمة من 22 عظماً ثمانية منها تشكل القحف ، وهو الصندوق العظمي الذي يحيط بالدماغ.
  العظام الاربعة عشر الباقية تشكل الوجه.
  العظام كلها تقرياً متصل بعضها ببعض بمفاصل غير متحركة ، ندعو الواحد منها درزاً.
  لا يتحرك من عظام الجمجمة إلاّ عظم الفك السفلي ، فيمكن معه الكلام وتناول الطعام، ( موسوعة جسم الإِنسان ص 22 و 23 )
 الغذاء دواء  ـ 108 ـ

  * عظام الجمجمة أكثر مناطق الجسم مقاومة للإشعاع :
  أو ضحت الدراسات التي أجراها علماء المركز القومي للبحوث أن ( السيراميك ) المستخدم كبدائل حيوية تعويضية للعظام تزداد مقاومته للإِشعاع مع ازدياد نسبة الكالسيوم إِلى الفوسفور ، مما يعني ان عظام الجمجمة أكثر مناطق الجسم مقاومة للإِشعاع ، لازدياد هذه النسبة بها لحماية المخ.
  ومما هو جدير بالذكر أن ( السيراميك ) المستخدم كبدائل حيوية تعويضية للعظام يناظر في تركيبه الكيميائي العظام الآدمية ، وقد تم استخدام العظم الحيواني ، وكذا كيماويات فوسفات الكالسيوم الثلاثي لتركيب هذه الاجسام، ( ثبت علمياً ص 25 ).
  الضعف الجنسي
  البنية الجسمية
  الحالات المرضية الجسمية
  النحول المرضي العام
  الامراض القلبية
  أمراض الكلى والجهاز البولي
  أمراض المفاصل
  امراض الجهاز العصبي
  مرض السكري
  امراض الاوعية الدموية
  الاضطرابات الهرمونية
  الاجراءات الجراحية
 الغذاء دواء  ـ 109 ـ

  الضعف الجنسي :
  إِن طبيعة الحياة الجنسية تجعل من الصعب التوصل إلى مقياس يعين مقادير القوة أو الضعف التي تتميز بها ناحية أو اُخرى من نواحي هذه الحياة المتعددة العناصر والمتشابكة في العوامل المؤثرة فيها، وهذه الصعوبة تجعل من الفرد نفسه أو من شريكه الجنسي ، الوازن للقوة أو الضعف في العلاقة الجنسية، وأَي من المشاركين في العملية الجنسية يزن ذلك على اساس من توقعاته لما يجب أن يكون عليه من قوة ، وهي التوقعات التي يتوصل إِليها من تجاربه السابقة ومن معرفته بتجارب الآخرين ممن هم في سنه وفي ظروف وبيئة مماثلة لبيئته وظروفه، وتبعاً لهذا المنظور للقوة والضعف في الحياة الجنسية ، فإن الفرد قد يكون ضعيفاً إِذا ما قورن بأَمثاله ، أو انه قد يصبح ضعيفاً بعد قوة لسبب أو آخر ، ومثل هذا الضعف قد يكون في درجات متفاوتة وقد يمتد إلى فترات مختلفة الزمن ، كما انه قد يظهر في ظروف حياتية معينة دون غيرها بما في ذلك المكان الذي تتم فيه العلاقة والشريك في هذه العلاقة ، وفيما يلي بعض الاسباب الهامة التي يمكن لها ان تُحدث ضعفاً في القابلية الجنسية بما في ذلك الدافع الجنسي والاداء الجنسي الفعلي.
  البنية الجسمية :
  ليس للبنية الجسمية في حد ذاتها اي ارتباط اساسي بالقابلية الجنسية ، فالطول والقصر والنحالة والبدانة وقوة العضل لا تقترن بالضرورة بمستوى معين من القابلية الجنسية ، غير ان البنية الناحلة أو البدينة تقترن عادة بوهن في القابليات الجسمية وسرعة الشعور بالتعب والاجهاد ، ومثل هذا الاقتران يظهر أيضاً في الطاقات البايولوجية الاُخرى بما في ذلك النواحي الجنسية ، ومع ان الدافع الجنسي والاداء الجنسي قد يكون طبيعياً في الممارسات الواحدة ، إلا ان آثار التعب تظهر على الممارس بشكل اسرع ولمدة اطول مما هو الحال عند غيره ، كما ان معاودة وتكرار الممارسة تصبح اكثر صعوبة واقل عدداً مما هو مألوف.
 الغذاء دواء  ـ 110 ـ

  الحالات المرضية الجسمية :
  يمكن للضعف الجنسي ان يحدث في الكثير من الامراض التي تصيب الجسم سواء ادت الحالة المرضية إلى إِتعاب المريض بشكل عام ، أو انهاتركزت في عضو أو جهاز معين من الجسم، أو جاءت بسبب فعل الادوية التي يتناولها المريض لعلاج المرض الذي يعانيه ، هذا والامراض التي قد تسبب حالة الضعف قد تكون امراض جسمية طبية أو جراحية ، وقد تكون امراضاً عامة أو امراضاً تصيب المناطق والاعضاء المرتبطة بالعملية الجنسية.
  1 ـ النحول المرضي العام :
  إِن من طبيعة معظم الامراض التي تصيب الجسم ان تسبب الشعور بالوهن الجسمي وان ينسحب ذلك على مستوى الرغبة الجنسية والاداء الجنسي، ويحدث ذلك بشكل عام في جميع الامراض التي تسبب النحول والالم والعجز مهما كانت اسبابها ، وخاصة الحالات المرضية طويلة الاجل أو التي تحتاج إلى فترة طويلة من النقاهة، ولمثل الضعف الجنسي الذي يحدث عادة في هذه الحالات المرضية ان يثير حالة من القلق في نفس المريض وان يؤدي ذلك إلى التأثير على مستوى قابلياته الجنسية عند ابلاله الكامل من مرضه.
  2 ـ الامراض القلبية :
  اُجربت ابحاث عديدة في موضوع الارتباط بين الامراض القلبية وبين الاداء الجنسي ، وقد افادت هذه الابحاث بعدة ملاحظات هامة منها ان اثر العلاقة الجنسية للمصابين بمرض قلبي يساوي اثر ارتقاء الدرج من طابق إلى آخر أو أثر المشي السريع لفترة وجيزة ، وبان المريض إِذا استطاع القيام بهذه الفعاليات بدون جهد واضح فإِن بإِمكانه ان يمارس العلاقة مع شريكه المعتاد، غير ان هنالك خطراً من هذه الممارسة مع شريك جديد أو بعد غياب طويل، وفي دراسة اخرى قام بها بلوك ( 1975 ) ، تبين ان هنالك نقصاً في عدد الممارسات من معدل 2,5 مرة في الشهر قبل
 الغذاء دواء  ـ 111 ـ

  الإِصابة إلى حدود 7 ، 2 مرة شهرياً بعد 11 شهراً من وقوع الإِصابة، ويعزو الباحث هذا الفرق الواضح إلى عوامل نفسية من القلق والخوف من الأقدام على الممارسة، هذا وقد بينت دراسة اُخرى اُجريت على 48 من المرضى الذين اُصيبوا بالذبحة الصدرية ، وافادت الدراسة بان 18 منهم قد عانوا من اعراض تسارع في النبض أو حدوث ( الأنجانيا ـ الذبحة الصدرية ) وبان خمسة من هؤلاء اضطروا لايقاف العملية الجنسية بسبب الشعور بهذه الاعراض.
  3 ـ امراض الكلى والجهاز البولي :
  جرت معظم الابحاث على صنفين من المرضى ، وهم الذين يؤدي بهم مرض الكلى إلى التسمم وبالتالي اللجوء إلى تصفية الدم ، والصنف الثاني هم المرضى الذين اُجري لهم عملية زرع الكلية، ففي الصنف الاول افادت الدراسة ( 1973 ) بان نسبة عالية من هؤلاء المرضى يعانون من مشكلة القابلية الجنسية والتي تتكون من نقص في تكرار الدافع الجنسي والعملية الجنسية ، مع صعوبة في الابقاء على الانتصاب ( 60% ) ، كما افادت الدراسة على الاناث بحصول نقص كبير في إِمكانية حدوث الذروة ، فتناقصت هذه الامكانية، فبينما كانت 90 انثى من مجمموع 142 تحصل على الذروة قبل حدوث حالة التسمم الكلوى ، فإِن 47 منهن فقط حصلن على الذروة بعد قيام حال التسمم، وعلى العموم فإِن البدء والاستمرار بتصفية الدم قد أدى إلى تدهور الوضع الجنسي في 35% من الذكور و 24% من النساء ، ونسبة قليلة فقط من هؤلاء يعودون الى حالة افضل، ويعزى هذا التدهور الى عوامل نفسية اكثر مما يعزى الى اسباب عضوية جسمية، اما الوضع بالنسبة للذين اجريت عليهم عمليات زرع الكلية ، فهو وضع مشابه لوضع تسمم الكلى وتصفية الدم ، غير ان معاناة المرأة كانت اقل بكثير من معاناة الرجل في مثل هذا الامر، وقد تأيدت هذه
 الغذاء دواء  ـ 112 ـ

  النتائج من دراسات تالية (1)، ويظهر من هذه الدراسات بمجموعها أن هبوطاً في القوة الجنسية يحدث في معظم حالات مرض الكلى ، إِن لم يكن في كلها ، ومن غير الواضح طبيعة هذا الارتباط وإن كان يعتقد أن العامل النفسي في المريض هو العامل الفعال.
  4 ـ امراض المفاصل :
  تقترن امراض المفاصل عادة ، وفي الكثير من الناس ، بدرجة أو اُخرى من العطل الجنسي ، وهو أمر متوقع بالنظر للفعل الناهي الذي يحدثه الالم والتشنج والتصلب المفصلي والعضلي، وكل ذلك يجعل العملية الجنسية في الذكراو الانثى عملية مؤلمة قد يزيد المها على اللذة (2) المتوقعة من اتمام العمل الجنسي ، كما ان الالم يحدد في بعض الاوضاع والحركات اللازمة اثناء العلاقة الجنسية مما يعيق العلاقة أو ينهيها قبل اتمامها أو يختصرها، ( هاملتون 1975 )، هذا ويمكن لمرض المفاصل ان يؤدي الى تعقيدات اُخرى بما في ذلك التهابات المناطق الجنسية ، وآثار العقاقير المقاومة لالتهابات المفاصل ، وبسبب عوامل نفسية اُخرى، ومن الملاحظات التي تمر بالكثير من الاطباء شكوى الرجال من آلام الظهر ( الظهار Lumbago ) ، وارتباط ذلك بالضعف الجنسي في عدد غير قليل منهم ، ومع ان هذه الآلام قد تكون نتيجة مرض مفصلي في الفقرات ، إلا ان الكثيرين منهم لا يعانون من ذلك ، ولهذا فإن الارتباط بين الالم والضعف الجنسي هو ارتباط نفسي ، وتكون شكوى المريض من آلام الظهر شكوى رمزية وتعبيرية غير واعية وخاصة في الذكور.
  5 ـ امراض الجهاز العصبي :

*************************************************************
(1) ابرام وابرايان ( 1975 ) وسالفتيرا ( 1975 ) وستيل ( 1976 ) وغيرهم.
(2) الفرق بين الشهوة واللذة : ان الشهوة توقان النفس إلى ما يلذ ويسر ، واللذة ما تاقت النفس إليه ونازعت إلى نيله فالفرق بينهما ظاهر ( معجم الفروق اللغوية ص 306 برقم 1229 ).
 الغذاء دواء  ـ 113 ـ

  يلعب الجهاز العصبي المركزي في الدماغ والنخاع الشوكي ، وما تفرع عنه من اعصاب محيطية ، بما في ذلك الجهاز العصبي الذاتي ، دوراً هاماً في العمليات الفيزيولوجية (1) التي تتكون منها الادوار المختلفة للعملية الجنسية منذ نقطة تكوين وانطلاق الدافع الجنسي وحتي نهاية الاستجابات المختلفة لهذا الدافع ، وهكذا فإِن اي خلل في هذا الجهاز أو ما تفرع عنه يمكن له ان يضر بالعملية الجنسية ويؤدي إِلى إضعافها أو تعطيلها ، وتشمل امراض الجهاز العصبي التي يمكن ان تؤدي الى عطل جنسي الامراض التي تصيب :
   المناطق الدماغية المختصة بالحياة الجنسية وهي المنطقة الحافية ( اللمبية Limbic ) ، ونواة الهايبوثالموس ، والثالموس.
  الاعصاب الحركية المحيطية والذاتية والتي تبدأ وتسيطر على عمليات الاستجابة الجنسية.
  الاعصاب الحسية التي تحمل الافادات الحسية إلى النخاع الشوكي.
  المراكز في النخاع الشوكي بما في ذلك الخيوط العصبية الصاعدة الى مراكز الدماغ والنازلة منها، ومن الامراض التي يمكن ان تؤثر في الجهاز العصبي وبالتالي في العملية الجنسية هي حوادث الشدة والاورام والالتهابات والنزيف الدموي ومرض التشمع المنتشر D.S والنقص الولادي في العمود الفقري Spina Bifida وقطع النخاع الشوكي كلياً أو جزئياً ، مع العلم ان هنالك مركزين متحكمين في الانتصاب في النخاع الشوكي احدهما ظهري قطني والآخر عصعصي ، بينما القذف يعتمد على سلامة كل من المركزين.
  6 ـ مرض السكري :
  إِن المرض في حد ذاته لا يسبب ضعفاً جنسياً ، وإِذا ما حدث هذا الضعف

*************************************************************
(1) الفيزيولوجية علم وظائف الاعضاء في الإنسان والنبات وكل ذي روح من المخلوقات.
 الغذاء دواء  ـ 114 ـ

  فما ذلك إِلا نتيجة ما يمكن ان يؤدي إِليه المرض من إِصابة الجهاز العصبي الذاتي بقسميه السمبثاوي والبارسمبثاوى، وكلا القسمين لهما فعلهما في السيطرة على الاستجابات الجنسية ، ومرض السكري هو اكثر الامراض تسبيباً لإِصابة هذا الجهاز بتسمية الامراض، والمعروف ان حوالي 30 ـ 60% من المصابين بالسكري يعانون من الضعف الجنسي بدرجة أو اُخرى، وهنالك اختلاف بين الباحثين فيما إِذا كان تأثير مرض السكري هذا يأتي عن طريق عصبي أو هرموني أو عن طريق الأوعية الدموية ، غير ان معظم البينات تشير إلى ان تأثير المرض ، على اعصاب الجهاز العصبي الذاتي مسؤول جزئياً في الاقل عن هذه النتيجة (1)، وفي الابحاث على النساء المصابات بالسكري تبين إِصابة نسبة كبيرة منهن ( 54% ) بتوقف الحصول على الذروة (2)، غير ان هنالك ابحاثاً اُخرى تعطي نسبة اقل من توقف الذورة في النساء المصابات بالسكرى، هذا ويجب في كل حالة تقرير فيما اذا كانت هنالك اعراض عصبية اُخرى أو لا في المرض فوجود هذه الاعراض يجعل احتمال الضعف الجنسي أكثر إِمكانية.
  7 ـ امراض الاوعية الدموية :
  لما كانت امراض الاوعية الدموية لا تحدث بمفردها عادة ، وإِنما كجزء من الامراض التي تصيب جهاز الدورة الدموية وجهاز الكلى والبول وحتى الجهاز العصبي الذي يتحكم إلى حد ما في الدورة الدموية من القلب حتى أدق الاوعية الدموية ، فإِن من الصعب تقرير فيما إِذا كان العطل الجنسي الذي يصاحب اضطرابات الاوعية الدموية هو عطل ناجم عن هذه الاوعية أو عن فعل الامراض الاُخرى المصاحبة لا ضطراب هذه الاوعية، وعلى العموم فإِن اي شحة في تزويد

*************************************************************
(1) كولودني وآخرون ( 1974 ) ، وكوتزس وبالوديموس ( 1970 ).
(2) النبرج 1977.
 الغذاء دواء  ـ 115 ـ


  الدم للاعضاء الجنسية بسبب اي علة مرضية أو حادث فله ان يؤثر في العملية الجنسية ( كاننغ واخرون 1963 ).
  ومن امراض الاوعية الدموية التي يقترن وجودها بإِمكانية الضعف الجنسية : هو مرض ارتفاع ضغط الدم، وليس هنالك ما يؤكد وجود ارتباط اساسي بين الحالتين ، وإِن كانت نسبة الذين يعانون من ضعف جنسي تزيد في مرضى الضغط ، إِلا ان ذلك قد يكون نتيجة اما لتخوف المريض من الاجهاد والانفعال واثر ذلك الناهي عن إِطالة الممارسة أو تكرارها ، أو انه يأتي نتيجة الآثار الجانبية للعقاقير (1) المستعملة في علاج إِرتفاع ضغط الدم، أما بالنسبة لانخفاض ضغط الدم فإن الملاحظ هو ان الذين يعانون من إِنخفاض واضح في الضغط فإِنهم يعانون ايضاً من سرعة الاجهاد بما في ذلك الاجهاد الجنسى، وهنالك موضوع العلاقة بين توسع الاوردة الشرجية ( البواسير ) وبين الشكوى المالوفة عند المصابين بها من الضعف الجنسي ، ولعل تفسير هذه الرابطة يعود إِلى عوامل نفسية يردها المحللون الى تثبت الفرد أو نكوصه الى دور جنسي نفسي سابق ( الدور الشرجي )، وقد لا يتجاوز الامر مجرد انتشار الرأي عن هذه العلاقة في بعض الاوساط الاجتماعية ، واقتناع المصابين بهذا التفسير ، أو اخذهم به ، حتى بدون توافر الدليل على وجود البواسير ، وهو الامر الذي يدفعهم إِلى السعي إِلى اجراء العملية الجراحية لاستئصال البواسير.
  8 ـ الاضطرابات الهرمونية :
  هنالك علاقة وثيقة واساسية بين حياتنا الجنسية وبين الاجهزة الهرمونية (2)

*************************************************************
(1) العقاقير : اخلاط الدواء ، واحدها العقار ، سمي بذلك لأنه كأنه عقَر الجوف ( معجم مقاييس اللغة ).
(2) الهرمونات : رسائل كيميائية تفرزها غدد خاصة مثل الغدة النخامية والپنكرياس ، تنتقل الهرمونات مع الدم حاملة إلى أجزاء من الجسم تعليمات بالعمل، ( موسوعة جسم الإنسان ص 107 ).
 الغذاء دواء  ـ 116 ـ

  المختلفة في الجسم، وتتألف هذه الاجهزة الهرمونية من نواة الهايبوثالموس ومن الغدة النخامية ومن الغدد الجنسية ( الخصيتين في الذكر والمبيضين في الانثى )، والامراض أو الاضطرابات التي تصيب الغدة النخامية والغدد الجنسية وغدة السوبرارنيل ( الكظرية Supra renal ) يمكن لها ان تؤدي إلى عطل في الدافع والاستثارة الجنسية في كل الذكر والانثى ، ومن هذه الامراض ضمور الغدد الجنسية الولادي وتشمع الكبد (1) الذي يؤدي الى ضمور الخصيتين ، وعجز الغدة النخامية ، واورام غدة الادرينال، والمعروف ان استئصال المبيضين لا يؤثر في حياة الانثى الجنسية على عكس التأثير الذي يحدث بعد استئصال غدة الادرينال.
  أما في الرجل فإن استئصال الخصيتين إِذا ما حدث بعد اكتمال النمو فانه لا يؤثر كثيراً في الدافع الجنسي أو الانتصاب عند معظم المخصيين، وتفيد الابحاث الهرمونية ان الفرد ، انثى أو ذكراً ، يحتاج إلى مقادير قليلة من هرمونات الاندروجين للقيام بالسلوك الجنسي الطبيعي ، وان هذه المقادير تأتي من مصدرين اولهما الغدد الجنسية ( الخصية في الذكر والمبيض في الانثى ) ، والمصدر الثاني من غدة الادرينال، فاذا انقطع المصدر الاول بسبب المرض أو الاستئصال تزود ما يحتاجه الفرد من المصدر الثاني، وهكذا فإن المهم هو توافر هذه المقادير القليلة ، اما مايزيد عليها فلا يعرف ان له اهمية علاجية ، وان كان المعروف هو ان زيادة الاندروجين في

*************************************************************
(1) تشمع الكبد : ويصيب مدمني الكحول ، ويمكن أن ينتج عن أسباب اُخرى.
الدلائل : تبدأ أعراض تشمع الكبد مثلما تبدأ أعراض التهاب الكبد مصحوبة بالضعف وفقدان الشهية وتلبّك المعدة وألم في الجانب الأيمن ( منطقة الكبد ).
يبدأ جسم المصاب بالنحول وقد يتقيّأ دماً ، وفي الحالات الشديدة تنتفخ القدمان والبطن ، وقد يصبح بياض العين والبشرة صفراوياً.
المعالجة : يصعب العلاج بحال اشتداد التشمع استشر الطبيب.
الوقاية : لاتشرب الكحوليات، ( مرشد العناية الصحية : ص 328 ).
 الغذاء دواء  ـ 117 ـ

  الانثى تؤدي إِلى زيادة الدافع الجنسي عندها.
   9 ـ الاجراءات الجراحية :
  الآثار الجراحية أما تأتي من فعل الالم الذي يحدد العلاقة الجنسية ، بسبب تأثير العملية على النظام العصبي المتصل بالعملية الجنسية ، كعملية البروستات ، أو بسبب قطع الاعصاب السمبثاوية في المنطقة القطنية ، كما انه يأتي في بعض الناس بسبب الصدمة النفسية التي قد يعانونها من العقلية وما توحي لهم به من تشويه لتكامل صورتهم عن انفسهم.
  ( الجنس والنفس في الحياة الإِنسانية ص 179 ـ 186 ).
 الجنين
  الجنين (1) : الطفل في اثناء نموه في رحم الجنين الاُم ، منذ الاسبوع الثامن إِلى الولادة، ( موسوعة جسم الإنسان ص 104 )
  الجوع
  توفر عنصري الجوع والراحة النفسية
  وهنا ايضاً وتاسيساً على ان عملية تناول الاطعمة والاشربة ، وما يتبعها من عمليات هضم وامتصاص وتمثُّل ، هي عمليات بيولوجية تقوم بها خلايا حية ذات مشاعر وأحاسيس.

*************************************************************
(1) الجنين : وصف له مادام في بطن أُمه ، والجمع اجنة مثل دليل وأدلة ، قيل سُمِّي بذلك لاستتاره ، فإذا وُلد فهو منفوس ( المصباح المنير ).
الجنين فعيل : وهو ما يُغطى ويُوارى في بطن أو قبر أو غيرهما ( التحقيق في كلمات القرآن الكريم ج 2 ص 123 ).
 الغذاء دواء  ـ 118 ـ

  أُشير إلى مضار تناول الأطعمة على سبيل التسلية وبشكل مستمر أو بمجرد حلول مواعيد تناولها التقليدية إِذا لم يكن هناك شعور حقيقي بالجوع (1) ، وإلى مضار تناول الافراد لها وهم بحالة نفسية سلبية كأن يكونوا متوتري الأعصاب والعضلات أو مشغولي الفكر بالعديد من الاُمور الاُخرى ، إذ يُفضل في هذه الحالات ، وبألف مرة ، تخطّي هذه الوجبات على تناولها ، لأن ضررها سيكون أكبر من نفعها، ( الشفاء من كل داء ص 148 ).

*************************************************************
(1) قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : كل وأنت تشتهي ، وامسك وأنت تشتهي. ( طب النبي ص 19 ).
 الغذاء دواء  ـ 119 ـ

( حرف الحاء )
  الحَبْل السُّرّيّ
  الحبل السري (1) : حبل يحتوي على اوعية دموية تصل الجنين بأُمّه إِذ ينمو داخل رَحِمِها.
  يحمل الحبل السري الغذاء والأُكسجين (2) إلى الجنين ، ويحمل منه الفضلات (3)، ( موسوعة جسم الإنسان ص 105 ).
  الحجاب الحاجز
  الحجاب الحاجز : عضلة منبسطة تفصل الصدر عن البطن ، الحجاب الحاجز يلعب دوراً مهماً في التنفس ( موسوعة جسم الإنسان ص 105 ).

*************************************************************
(1) الصَّرة ( السرة أو زر البطن ) : هي الاثر الباقي بعد قطع حبل الخلاص ( اي رباط بين الاُم والجنين ). ( مرشد العناية الصحية ص 382 ).
(2) الاُكسجين : غاز يكون في الهواء ، وهو ضروري للحياة ، نتنفس الاكسجين عبر الرئتين ، وتستخدمه خلايانا لإطلاق الطاقة من الطعام ( موسوعة جسم الإنسان ص 104 ).
(3) الفضلات عامة في جميع العلل ، وتارة تأتي فضلات الآدمي من بول وغائط.
( ذيل تذكرة اُولي الالباب ص 127 ).
 الغذاء دواء  ـ 120 ـ

  درجة الحرارة
  درجة الحرارة : تقاس الحرارة بدرجات الحرارة المئوية أو الفارنهايت.
  تبلغ حرارة الشخص الصحيح 37 درجة مئوية.
  يتجمد الماء على درجة صفر مئوية.
  ويغلي على 100 درجة مئوية.
  بينما تكون حرارة الشخص السليم 6 ، 98 درجة فارنهايت.
  يتجمد الماء على 32 درجة فارنهايت.
  ويغلي على 212 درجة فارنهايت.
  وتكون المعادلة بينهما : الحرارة بالفارنهايت = الحرارة المئوية ×9 على 5 (1) +32 ، اي ان الحرارة المئوية = ( الحرارة بالفارنهايت ـ 32 ) ×5 على 9 (2)، ( مرشد العناية الصحية ص 381 ).
  الحلبة قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( عليكم بالحلبة ولو بيع وزنها ذهباً ) (3).
  وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( استشفوا بالحلبة ) ، وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( تداووا بالحلبة فلو تعلم أمتي مالهم في الحلبة لتداووا بها ولو بوزنها ذهباً ) (4).

*************************************************************
(1) 95
(2) 95
(3) بحار الأنوار : ج 62 ص 233 حديث 1.
(4) مستدرك الوسائل ج 16 باب 104 ص 435 حديث 1 ، وفي بحار الانوار : ج 62 ، ص 233 ، حديث 3 ، ومكارم الأخلاق : ج 1 ، ص 407 ، حديث 1380 ، ودعائم الإسلام : ج 2 ، ص 150 ، والجعفريات : ص 245.
 الغذاء دواء  ـ 121 ـ

  قال جالينوس : ( الحلبة تسخن في الدرجة الثانية (1) وتجفف في الدرجة الأُولى ، ولذلك صارت تهيج الاورام الملتهبة فأما الاورام القليلة الحرارة الصلبة فإنها تحللها وتشفيها.
  وقال في [ كتاب ] أغذيته : الحلبة اليابسة منها تسمى قرن الثور ، وقرن العنز ، وهي تسخن اسخاناً بيّناً ، وكثيراً ما تصدع ، وربما غثت ، وإذا أُكلت مع الخبز قلَّ تليينها للبطن ، ولم تصدع ولم تغث ، وبقلة الحلبة تصدع إذا اُكثر من أكلها ، وتحدث لبعض الناس غثياناً.
  وأما الحلبة المطبوخة إذا شُربت (2) مع العسل تطلق البطن وتخرج ما في الأمعاء من الأخلاط الرديئة وفي هذا الماء لزوجة وحرارة فهو بلزوجته مأمون أن يؤذي ، وبحرارته مسكّن الأذى وفيه قوة تجلو فهو وبهذا السبب يحرك الأمعاء ويستدعيها إلى دفع ما فيها بالبراز إلا أنه ينبغي أن يكون مقدار ما يخلط معه من العسل يسيراً كيما لايكون لذاعاً.
  فأما من كانت في صدره أوجاع مزمنة (3) من غير أن يكون حمى فينبغي أن يطبخ له الحلبة مع تمر لحيم (4) ويؤخذ شيرجها فيخلط معه عسل كثير ويطبخ على

*************************************************************
(1) الدرجة الثانية : هي الأشياء التي تؤثر في البدن تأثيراً أبين من تأثير الاشياء التي هي في الدرجة الأُولى ، ( مفتاح الطب : 149 )، راجع درجات الادوية في حرف الدال.
(2) إِذا قال الأطباء القدماء : شرب الدواء فيقصدون بالشرب : تناول الدواء ولا فرق في اصطلاحهم بين الدواء الصلب والمائع فكل منهما يطلق عليه شرب.
(3) المرض المزمن : هو الطويل المدة الذي تدفعه الطبيعة قليلاً قليلاً ، أو يفضي إِلى الهلاك في زمان طويل واشتقاقه من الزمان، ( مفتاح الطب : ص 168 ب 12 ).
زمن زمنا وزمنة وزمانة : مرض مرضاً يدوم زمناً طويلاً ، وضعف بكبر سن أو مطاولة علة فهو زمن وزمين، ( المعجم الوسيط ).
(4) لحُمَ فلان لحامة : كثر لحم بدنه فهو لحيم ، ( المعجم الوسيط ).
 الغذاء دواء  ـ 122 ـ


  جمر (1) حتى يثخن ثخناً معتدلاً ويسقيه منه قبل وقت الطعام بوقت يسير.
  وقال في كتابه لملكة الروم : وأما الحلبة المنبوتة التي تستعملها الروم فإنها إذا أكلها إنسان أكلاً معتدلاً فإنها تنفع المعدة، وإِن اكثر منها أتخمته وصدعته ، ولا ينبغي أن تؤكل في كل حين ، ولا يُشبع منها ).
  قال ديسقوريدس : ( ولها أسماء كثيرة ، واذا طبخت الحلبة وعصرت وغسل الرأس بعصارتها (2) نفعت الشعر وحللت النخالة والقروح الرطبة ).
  قال : ماسرحويه ( طبيخ الحلبة يجعد الشعر ويذهب بالحزاز (3) وينقي الصدر ويغذو الرئة بعض الغذاء ).
  قال ابن ماسويه : ( تدر دم الحيض إِذا شُرب ماء طبيخها مع خمسة دراهم من الفوَّة (4) وهي مغيِّرة للنكهة مطيبة لرائحة الرجيع (5) ، مفسدة لرائحة العرق والبول ، محمودة لكسر الأعضاء ووهنها ، ملينة للطبيعة ).
  قال ابن سينا : ( حرارتها تفعل بالترقيق وكيموسها (6) رديء وليس بالقليل ، ولعابها مع دهن الورد ينفع من الشقاق البارد ولحرق النار ، وطبيخها يصفي

*************************************************************
(1) الجمرة : القطعة الملتهبة من النار ، ( المعجم الوسيط ).
(2) العصار : ما يتحلب من الشيء إذا عُصر.
(3) الحزاز : اجسام لطيفة تنتشر من جلدة الرأس كالقشور والنخالة من غير قرحة ، وتسمى بالعربية : الهبريّة والابرية والحزاز ( مفتاح الطب ص 121 ، الفصل الخامس في الامراض ).
(4) الفُوَّة : وتسمى عروق الصباغين ، ( تذكرة اُولي الألباب ).
(5) الرجيع : الروث والعذرة ويسمى أيضاً : الغائط والخرء والبراز.
(6) الكيموس : هو المادة والخلط الذي يتولد في البدن يقال هذا الطعام يولد كيموساً جيداً أو رديّاً ، يراد به ما يولّده ذلك الطعام في البدن من الخلط الجيد أو الردي ، ( مفتاح الطب : ص 163 ).
الكيموس : الخلاصة الغذائية وهي مادة لبنية بيضاء صالحة للامتصاص تستمدها الأمعاء من المواد الغذائية في أثناء مرورها بها .
 الغذاء دواء  ـ 123 ـ

  الصوت ويجلس في طبيخها لورم الرحم ووجعه وانضمامه والحلبة تسهل ولادة الرحم العسر الولادة للجفاف ).
  قال الرازى : ( الحلبة تلين الصدر والحلق والبطن وتسكن السعال والربو وعسر النفس وتزيد في الباه ، جيدة للريح والبلغم (1) والبواسير ، وإِذا أُكلت كانت نافعة من وجع الظهر والكبد وبرد المثانة وتقطر البول وأوجاع الارحام الباردة ).
  قال الطبري في كتاب الجوهرة : إِذا وضعت على الظفر المتشنج اصلحته.
  قال الدمشقى : ( تجلب البلغم اللزج من الصدر وتغزر البول ) وأوجاع الأرحام الباردة.
  قال الخوز : ( والرطب من الحلبة يزيد في الدم جداً ) (2).
  قال الأنطاكي : الحلبة هي الغاريقا وتسمى اعترن ، نبت دون ذراع لها زهر (3) أصفر يخلف ظروفاً دقيقة حداد الرؤوس تنفتح عن بزر مستطيل يدرك بتموز وأجوده الرزين الحديث تبقى قوتها إِلى سنتين وهي حارة في الثانية يابسة في الأُولى لها لعابية (4) ورطوبة فضلية تلين وتحلل سائر الصلابات والاورام ومتى طبخت بالتمر والتين والزبيب وعُقد ماؤها بالعسل اذهبت اوجاع الصدر المزمنة وقروحه والسعال والربو وضيق النفس خصوصاً مع البرشاوشان عن تجربة ومتى طبخت مفردة وشُربت بالعسل حللت الرياح والمغص (5) وبقايا الدم المتخلف من النفاس

*************************************************************
(1) راجع البلغم في حرف الباء.
(2) الجامع لمفردات الأدوية والأغذية : ج 2 ص 25 و 26 حرف الحاء.
(3) الزهر : نَوْر النبات.
(4) اللعوبات : سوائل لزجة تستعمل في تحضير الاقراص وتصنع من برز الكتان أو السفرجل ، أو القطونيا ، أو اللوز ، ( اقراباذين ).
(5) المغص : وجع في الأمعاء والتواء فيها ، ج : أمغاص.
 الغذاء دواء  ـ 124 ـ

  والحيض وأخرجت الأخلاط المحترقة والكيموسات العفنة خصوصاً مع الفُوَّة (1) ، والنطول بطبيخها والجلوس فيه يسهل الولادة ويسقط المشيمة وينقي الرحم ويحلل الصلابات والبواسير ، وبقلتها وبزرها يصلحان الشعر المتساقط والنخالة (2) والسعفة ، وهي تصدع وتنتن العرق وتولد كيموساً غليظاً ويصلحها السكنجبين ، ولا يجوز استعمالها إِذا كان في البدن حمى ، وشربتها خمسة دراهم أو من بقلتها إلى عشرة دراهم ، وبدلها البزر ) (3).
  قال سعيد جرجس كوبلي : ( الحلبة : غنية بالبروتين والنشا والفوسفور ، وهي تماثل زيت كبد السمك.
  توصف الحلبة للمرضعات بعد الوضع مباشرة لزيادة إِفراز الحليب ، وللذين يشكون من قلة الشهية ، وفقر الدم (4) ، وللنحلاء.
  تمزج الحلبة بالعسل للمصابين بالإِمساك المزمن لعلاج الصدر والحلق والسعال والربو والضعف الجنسي (5).
  للمصابين بالسكري : تنقع الحلبة عند المساء في الماء وفي الصباح يؤخذ من مائها شراباً ومن ثم يزدا ماءً وتكرر العملية لمدة اسبوع.
  قال د : أمين رويحة :
  TRIGONELL FOENUM GRAECUM

*************************************************************
(1) الفُوَّة : وتسمى عروق الصباغين. ( تذكرة أولي الالباب : ج 1 ص 252 ).
(2) النخالة : هي كناية عن شيء يشبه النخالة وهي قشور تتساقط من الشعر عند المشط وتسمى الإِبرية.
(3) تذكرة اُولي الاباب : ج 1 ص 126.
(4) فقر الدم : نقص به واضطراب في تكوينه ، يصحبه شحوب وبهر وخفقان اي زيادة مؤقتة في سرعة نبضات القلب لانفعال أو إِجهاد أو مرض .
(5) أسرار الطب العربى : ص 48 .
 الغذاء دواء  ـ 125 ـ

  حُلبة مزروعة
  ( ج حلَب ورجحنا تسمية الجنس بالحلبة جرياً مع بوست ، وعلى ما ألفه علماء النبات ، جنس نباتات كلئية من القرنيات الفراشية ، اسمها العامي حلبة )، اسمها العامي ( حلبة ).
  مكان النبتة : مزروعة ببذرها في شهر ( آذار ) ، ويندر أن توجد برية.
  أوصافها : عشبة يراوح علوها بين ( 20 ـ 60 ) سم ، ساقها أجوف تتفرع منه سيقان صغيرة ، يحمل كل منها في نهايته ثلاث أوراق مسننة طولانية ، ومن قاعدة ساق الاوراق تظهر قرون معقوفة طولها نحو من (10) سم تحمل الأزهار الصفراء الصغيرة ـ حزيران ، تموز ـ التي تتحول بعد عقدها إلى بذور صفراء ضمن القرون ككل القطانيات ، والعشبة كلها لها رائحة تشبه رائحة تيس المعز.
  الجزء الطبي منها : البذور الناضجة.
  المواد الفعالة فيها : مواد هلامية ومرّة ومادة ( السابونين SAPONIN ) ، وهي مقوية وملينة للأمعاء ، ومضادة للالتهاب ، وقدماء اطباء الهند كانوا يستعملونها لمعالجة جميع الحالات المرضية التي نعالجها في وقتنا الحاضر ، بزيت كبد الحوت ( زيت السمك ) والزرنيخ (1) ARSEN والفسفور (2).
  استعمالها طبياً :
  أ : من الخارج : لا يُفضل على لُبَخ بذور الحلبة أي دواء في معالجة الدمامل لتسريع فتحها وشفائها ، وكذلك معالجة الخراجات المنتنة والتي تتضاعف بالتهابات

*************************************************************
(1) الزرنيخ : عنصر شبيه بالفلزات ، له بريق الصلب ولونه ومركباته سامة يستخدم في الطب وفي قتل الحشرات، ( المعجم الوسيط ).
(2) الفوسفور : جسم بسيط لا يوجد في الطبيعة إلا مع غيره من العناصر ، وهو يتألق في الظلام ويشتعل في الهواء.