|
وظيفة القلب
يقوم القلب بوظيفة مضخة مستقبلة ودافعة ، تصون دوران الدم وتنظمه ، وتشمل وظيفة القلب ثلاثة أطوار وهي :
1 ـ طور الراحة أو الاسترخاء أو الانبساط.
2 ـ طور الانقباض الأُذيني.
3 ـ طور الانقباض البطيني.
تشكل الأطوار الثلاثة معاً دورة قلبية واحدة ، وتتكرر هذه الدورات بمعدل 72 مرة في الدقيقة ، و 4320 مرة في الساعة ، و 680 103 في اليوم ، و 3110400 في الشهر و 800 324 37 في السنة ن وهكذا دون توقف.
يقوم القلب خلالها بتنقية كامل الدم كل دقيقة ، لذلك تتجدد تنقية الدم بمعدل 1440 مرة في اليوم ، وهكذا و 43200 في الشهر و 518400 في السنة وهكذا.
1 ـ طور الراحة : تكون ألياف العضلة القلبية بحالة تمدد واسترخاء ، فتستقبل الأُذينة اليمنى الدم المرجع من الوريدين الأجوفين العلوي والسفلي والوريد الإكليلي ، كما تستقبل الأُذينة اليسرى الدم المؤكسج الآتي إِليها عن طريق الأوردة الرئوية الأربعة ، وحالما يصل الدم إلى كل من الأُذينتين يبدأ نزوله إلى البطينين ، فينزل من الأُذينة اليمنى إلى البطين الايمن عبر الدسام مثلث الشرف وفي الاُذينة اليسرى إلى البطين الايسر عبر الدسام التاجي ويكون هذان الدسامان بحالة انفتاح تام.
2 ـ طور الانقباض الاذيني : وهو عامل مساعد على إِتمام فراغ الأُذينتين من الدم ، فيبدأ نظم القلب عن تنبيهات تصدر من العقدة الجيبية الأُذينية ( وتسمى عقدة كايت فلاك ) ، ويبلغ عدد هذه التنبيهات من 120 ـ 130 في الدقيقة ، ويتبع اختلاف ذلك عمر الإنسان وبنيته وحالته الصحية والرياضة.
ثم يسير التنبيه عبر الألياف العضلية الأُذينية بسرعة 1 متر في الثانية ، فيحرض
الغذاء دواء ـ 327 ـ
الألياف الأُذينة على التقلص ، لذلك تنقبض فوهات الأوردة التي ا تى منها الدم إلى الأُذينتين فيمتنع الدم من الرجوع خلالها ، لذلك يندفع الدم بكامله إلى البطينين.
3 ـ طور الانقباض البطيني : يصل التنبيه إلى العقدة الأُذينية البطينية ( وتسمى عقدة تاوارا ) ، عبر الألياف العضلية الأُذينية ، وذلك بمعدل 40 ـ 60 في الدقيقة ، وسرعته بمعدل 20 سم في الثانية ، ثم يسرع التنبيه عندما يصل إلى ألياف بوركنج بمعدل خمسة أمتار في الثانية ، ثم يخترق العضلة القلبية بمعدل نصف متر في الثانية ، فيبدأ تنبيه البطينين فينقبضان وينغلق بذات الوقت الدسام التاجي في الأيسر والدسام مثلث الشرف في الأيمن ، وبذلك يندفع الدم من البطين الأيسر إلى الشريان الأبهر عبر دسام الأبهر ، ومن البطين الايمن إلى الشريان الرئوي عبر دسام الرئوي.
يذهب الدم المرجع في الشريان الرئوي ، حيث يتفرع كثيراً ، وتقوم الرئتان بتموينه بالأُوكسجين بعملية الشهيق ، وتأخذ منه غاز الفحم بعملية الزفير ثم يعود الدم المؤكسج إلى الأُذينة اليسرى عن طريق الأوردة الرئوية ، ويُدعى دوران الدم هذا بالدوران الصغير، أما الدم المؤكسج في الشريان الابهر فيذهب عبر الشرايين إلى كافة أنحاء الجسم ، حيث يصبح مرجعاً ، ويعود إلى الأُذينة اليمنى للقلب عن طريق الوريدين الأجوفين والوريد الإكليلي ، ويُدعى دوران الدم هذا : بالدوران الكبير.
ومن الجدير معرفته أن الشرايين الإكليلية التي تروي عضلة القلب ذاتها تنشأ من الشريان الأبهر فوق الدسام الأبهري بقليل ، لذلك يزداد مرور الدم فيها وتزداد تروية القلب بطور الاسترخاء أكثر من طور الانقباض ، كما يتعلق جريان الدم فيها بقوة ضغط الدم ، ومرونة الشريان الأبهر ، ووجود النسيج الشحمي المحيط بهذه الشرايين بمقادير طبيعية ، وعدم وجود تصلب في جدرانها.
( الامراض الشائعة ص 174 ـ 183 ).
* الإسراف في شرب القهوة :
يشير علماء جامعة ( جونز هوبكنز ) الأمريكية أن الأشخاص الذين يسرفون
الغذاء دواء ـ 328 ـ
في شرب القهوة معرضون أكثر من غيرهم للأمراض القلبية والذبحة الصدرية، كما ثبت علميا أن الإفراط في شرب القهوة يؤدي (1) إلى التوتر العصبي والأرق ، كما يسبب مشكلات في الهضم تنتج عن بعض المحتويات مثل : ( حامض التانيك ) الذي يلهب الغشاء المخاطي للمعدة ، وقد شهدت السنوات الأخيرة تزايداً ملحوظاً في الهجوم على القهوة لما تحتويه من مادة الكافيين ، وأهم أضرار هذه المادة إِجهاد القلب ، وارتفاع ضغط الدم ، وتوتر الأعصاب ، والإصابة بالسرطانات ، وخاصة سرطان البنكرياس.
وينصح العلماء بعدم الجمع بين التدخين والإفراط في شرب القهوة ، وذلك في محاولة للتخفيف من مخاطر الإصابة بالقلب ، وقد اكتشف أحد العلماء أن للقهوة خطراً جديداً يهدد النساء، وأسفرت بحوثه على ان القهوة تحول دون امتصاص أجساد النساء للحديد ، مما يسبب لهن مشاكل في التغذية ، وخاصة أثناء الحمل ...
وجاء في بحوث علمية أن احتساء القهوة مع الوجبات أو بعدها ، يقلل من امتصاص الحديد بنسبة 50% وقد قيل ان شرب أكثر من خمسة فناجين قهوة يومياً يعرض المرأة الحامل إلى الإِجهاض ، ويعرض حياة المرضعات للخطر ، ويسبب تشوهات خلقية للجنين.
وقد أجرى أخيرا البروفيسور ( بول هيوارد ) بحوثاً وتجارب خرج منها إلى أن نسبة الكولسترول في الدم قد انخفضت بمعدل متوسط مقداره 40 مليجراماً / مليمتر ، عند الذين امتنعوا عن شرب القهوة .. أما المجموعات التي لم تتوقف عن
*************************************************************
(1) أثبتت أحدث الأبحاث العلمية أن كل المشروبات التي تحتوي على مادة ( الكفايين ) تؤدي إلى إثارة الجهاز العصبي اللا إرادي ... ومن هذه المشروبات : القهوة والشاي وأي مشروب يحتوي على الكولا ... وقد تأكد أن تعاطى هذه المشروبات يسبب حدوث زيادة في ضربات القلب ، وتؤثر العضلات مع سرعة الغضب والتصرفات العصبية، ولقد ثبت أخيراً أن أحد أسباب حدوث الصداع هو هبوط نسبة الكفايين في الجسم.
الغذاء دواء ـ 329 ـ
تناول القهوة فقد استمرت نسبة الكولسترول على معدلها ، ولم يطرأ عليها أي تغيير (1).
وقد تبين أن الإسراف في شرب القهوة أو أي مشروب آخر يحتوى على الكفايين يؤدي إِلى إِرتفاع معدلها الدائم في الجسم ، فإذا انخفض هذا المعدل شعر الإنسان على الفور بالصداع ... فإِذا أسرع المصاب بالصداع بشرب القهوة فإنه يرفع النسبة إلى معدلها المرتفع غير العادي ، وبذلك يختفي الصداع ... وهكذا يكون من المفضل عدم الإسراف في شرب القهوة ، حيث ثبت علمياً أن الإِكثار منها يؤدي إِلى حدوث الاكتئاب ... فمادة الكفايين تؤثر على معدلات إِفراز الهرمونات العصبية المسئولة عن المزاج ... وهكذا فإِن كثرة شرب القهوة تؤدي إِلى اضطراب إِفراز هذه الهرمونات ... وتكون النتيجة الإِصابة بالاكتئاب (2) ( ثبت علمياً ص 57 و 58 ).
*************************************************************
(1) القهوة والشاي هل هما نعمة أم نقمة. بحث منشور بالمجلة العربية ـ مايو 1986 ( بتصرف ).
(2) من بحث منشور بصحيفة الاخبار اليومية للاُستاذ الدكتور أحمد عكاشة ، رئيس قسم الأمراض النفسية والعصبية بكلية طب عين شمس ( بتصرف ).
الغذاء دواء ـ 330 ـ
( حرف الكاف )
الكبد
الكبد (1) : عضو كبير في اعلى الجزء الايمن من البطن ، يساعد في تصفية الدم من الاوساخ ، وفي تكوين مواد ضرورية للجسم ، ( مرشد العناية الصحية ص 383 ).
زراعة الكبد
طبياً نجد أن عملية زرع الكلى اصبحت شبه روتينة ، ولقد تم نقل الكلى لآلاف المرضى ، فهل صح ام خطأ ان العلم يتوصل ايضاً لزراعة الكبد ؟
صح : ويزرع الاطباء اليوم عدداً من الكبد يضاهي عدد ما يزرع من القلوب.
وفى السنة الماضية اُجريب حوالي الف عملية زراعة للكبد في جميع انحاء العالم ، ويقول البروفسور يسموت الذي اجرى 53 عملية زرع كبد عام 1986 ، و 40 عملية خلال الستة اشهر الاُولى من [ عام ] 1987 : ( إن الاُمور تسير من حسن إلى احسن ، ولم تعد العملية عملية انقاذ بل عملية تامة الشروط ، وتصل نسبة الحياة إلى 87% خلال سنة و 70% خلال خمس سنوات ... ) ( ويستعيد المرضى بسرعة نشاطاتهم العادية ، ووصل الامر إلى الحمل والوضع بصورة طبيعية لدى بعض النساء ( سين جيم ج 14 ص 3067 ).
*************************************************************
(1) الكبد : غدة محمرَّة تزن كيلوغرام ونصف وتعمل خلاياه بما يصل إلى السبعين وظيفة من وظائف الجسم الهامة والتي بدونها لا يعيش الجسم اكثر من ساعات محدودة معدودة.
الغذاء دواء ـ 331 ـ
رحلة سياحية إلى مركز الجمارك العام ( الكبد )
قال د، خالص جلبي كنجو : بعد أن يصل الطعام إلى المعي الدقيق تتدفق عليه عصارات قادمة من الكبد والمعثكلة (1) لهضم الطعام وتحليله إلى عناصره الأولية ، وهكذا يتحلل السكر والبروتين والدسم وغيره ، تنشأ عمليات معقدة تشترك فيها عشرات الخمائر من أجل إيجاد الصيغة المناسبة لوضع المواد حتى يمكن إدخالها من زغابات (2) الأمعاء ، وننظر فنرى بستاناً عجيباً من الزغابات وهي تتراقص على طول نفق الأمعاء ، وكأنها السنبل الأخضر تداعبه النسمات الرخية ، ويبلغ هذا الحقل السحري من الزغابات رقماً عجيباً حيث يوجد في السنتمتر المربع الواحد ثلاثة آلاف زغابة فكم سيبلغ العدد ياترى في كافة الأمعاء ، خاصة وأن طول هذا النفق يبلغ ثمانية أمتار ، ويفرش سطحاً يبلغ ( 48 ) ثمانية وأربعين متراً مربعاً ، أي أن عدد الزغابات يصل في المعي الدقيق ( 1440 ) مليون زغابة معوية ، ويقع خلفها سطح دموي يبلغ ( 11 ) متراً مربعاً ومعه أمتار مربعة من اللنف ، لأن العِرق اللنفاوي هو الذي ينقل الدسم بشكل رئيسي.
وكل زغابة معوية عالم بذاته فهي مؤلفة من شريان (3) ووريد دموي وعرق
*************************************************************
(1) المعثكلة : غدة الپنكر ياس ( موسوعة جسم الإِنسان ص 55 ).
(2) الزغابات : نتوءات إِصبعية دقيقة تصطف داخل المعى الدقيق ، تسمح الزغابات للمغذيات بعد إِكتمال عملية الهضم بالمرور إِلى مجرى الدم بسرعة ،( موسوعة جسم الإنسان : ص 105 ).
(3) تقوم الشرايين ـ وخاصة الكبيرة منها ـ بدور هام في تنظيم ضغط الدم ، فمن المعلوم أن الشرايين تملك طبقة سميكة من الألياف المرنة وهذه الألياف تتمدد عند انقباض القلب فيضيع قسم من ضغط الدم نتيجة لهذا التمدد.
أما إذا تصلبت الشرايين وضعفت مرونتها نتج عن ذلك ارتفاع الضغط الشرياني.
يبلغ طول شرايين الإنسان مع العروق الشعرية بما يعادل 90 كيلومتراً.
( الامراض الشائعة : ص 183 )
الغذاء دواء ـ 332 ـ
لنفاوي كما يوجد على سطحها الخارجي المطل على لمعة المعي طبق من العصيات الصغيرة المترابطة التي تقدر بـ ( 3000 ) في كل خلية أي يبلغ عددها في الملمتر المربع الواحد ( 200 ) مليون فكم ستبلغ في سطح الأمعاء كلها ؟!
هنا في هذا المكان يتحول الطعام إلى سائل من نوع خاص حتى يمتص ، وهنا تُرتَّب جوازات السفر حتى يمكن عبور الغشاء المخاطي ، والدخول إلى الزغابة المعوية وبالتالي إلى الدم الداخلي حتى يمكن الوصول إلى الكبد (1) ، لأن الأوردة التي تنقل محتوى الأغذية المختصة من الأمعاء تنقل بواسطة الوريد الباب ، وهذا يصل اولاً إلى الكبد مركز الجمارك العام.
ولنحاول تدبير جواز سفر وهو الاتفاق مع إحدى الخمائر التي تنقلنا إلى الداخل لنرى نهاية هذه الرحلة الاسطورية ، ثم لنمشي مع تيار الدم وبعد فترة قصيرة تلقي بنا عصا (2) الترحال إلى الجزيرة السحرية وهي عالم الكبد حيث نرى غدة محمرة تزن كيلوغرام ونصف (3) ، وتعمل خلاياها (4) بنفس العمل ، إن هذه الغدة
*************************************************************
(1) قال الإمام الصادق ( ع ) : ( كانت الكبد حدباء لتثقل المعدة وتقع جميعها عليها فتعصرها ليخرج ما فيها من بخار )، ( طب الإمام الصادق ( ع ) : ص 26 في مناظرته ( ع ) مع طبيب هندي ).
(2) لمّا قُتل الإمام علي تمثلت عائشة بقول الشاعر :
فأَلقت عصاها واستقر بها النوى كـما قـرَّ عيناً بالإِياب المسافر |
( مع رجال الفكر بالقاهرة القسم الأول : ص 139 )
(3) الكيلوغرام : 1000غرام.
(4) إن الذي يثير الدهشة في المجالات العلمية : هو أن خلايا الكبد تتجدد مع الزمن، ( نفحات من الإعجاز الطبي في القرآن الكريم : 89 ).
الغذاء دواء ـ 333 ـ
تقوم بما يصل إلى السبعين وظيفة من وظائف الجسم (1) الهامة والتي بدونها لا يعيش الجسم أكثر من ساعات محدودة معدودة ، فما هي هذه الوظائف على وجه الإجمال ؟
ندخل إلى الكبد مع الوريد الباب ، فيتفرع بنا إلى فروع أدق ، وهكذا نمشي في هذه المتاهة حتى نصل إلى التفرعات الأخيرة حيث تصل المواد إلى مراكز العمل الداخلية فما هو عملها ؟
في هذا المركز مستودعات التخزين العظيمة للسكر والبروتين والدسم والماء والدم ، والفيتامينات حيث يُختزن الفيتامين ب 12 وفيتامين C ( ث ) وفيتامين ( آ ) وغيره ، وهذا التخزين متحرك وليس بثابت ، فهو كالمحطة ركاب نازلون وركاب صاعدون والمواد في حركة دائمة وتبدل دائم.
وقصة تنظيم السكر التي تحدثنا عنها فيما سبق قصة عجيبة نضيف إليها أن الانسولين هو الهرمون الأساسي الذي ينظم عمل السكر وقد استطاع العالم سانجر أن يكتشف تركيبه بعد جهود دامت عشر سنوات ، وعُرف أنه مركَّب من سلسلتين من الأحماض الأمينية في السلسلة الأُولى ثلاثون حمضاً أمينياً ، وفي السلسلة المناظرة واحد وعشرون حمضاً أمينياً ، وبينهما جسور كبريتية مضاعفة وفيه ( 777 ) جوهراً.
وهكذا يعد الكبد من أعظم مستودعات التخزين في الجسم ، ولكن هذا المخزن لا تنقطع فيه الحركة ، كما أن فيه تحولات مدهشة ، فالسكر عندما يخزن يكثف إلى الغليكوجين ، كما ينحل إلى غلوكوز عندما يراد إطلاقه إلى الدوران ، وهذا
*************************************************************
(1) للكبد دور في القوة الجنسية رغم كونها تستمد نشاطها من الغدد الجنسية غير أنها لا تعمل إلا بمساعدة الكبد، ( نفحات من الإعجاز الطبي في القرآن الكريم : 88 )،
تتولد الكريات الحمر عند الجنين بواسطة الكبد ، نفس المصدر : 97.
الغذاء دواء ـ 334 ـ
الاختزان عجيب في تنوعه ، فالمستودعات العادية لا يمكنها أن تخزن الجوامد والسوائل وبقرب بعضها البعض ، بينما يقوم الكبد بتخزين السكر والبروتين والدسم والماء والدم والأملاح والفيتامينات وبشكل محوَّر ، وقدرة الكبد في اختزان الدم تجعله احتياطياً محترماً في حالات احتياج البدن للدم ، كما تجعله يتدخل في تنظيم كتلة الدم الجوالة ، وبالتالي في ضغط الدم (1) و (2).
وأما عمليات التكوين فهي أغرب ، فمن الكبد يتم تصنيع بروتينات الدم وهي الالبومين والغلوبولين والفيبرنوجين والبروترومبين والهيبارين ، والأجسام الضدية والعوامل المتدخلة في تخثر الدم (3) كالعامل الخامس والسابع ، وهذه الأسماء التي أوردناها تحتاج كل كلمة إلى العديد من الصفحات لكي تشرح على الوجه الأكمل، فمثلاً موضوع تخثر الدم ـ حيث تشترك العديد من العناصر في إيجاده ـ المهم فيه هنا هو الاتزان العجيب في ميوعة الدم وتخثره ، فتخثر الدم يحدثه البروترومبين بينما يحدث ميوعته الهيبارين ، ومن اتزان هذين العنصرين ينساب الدم في العروق كأفضل ما يكون ، ينقل الغذاء والأكسجين ويعود حاملاً غاز الفحم وفضلات
*************************************************************
(1) ضغط الدم : يُقصد بضغط الدم باللغة الطبية مقدار الضغط داخل الشرايين الجهازية التي تشمل الأبهر وتفرعاته.
أما من الناحية الوظيفية فيعني الضغط داخل تجاويف القلب الأربعة أثناء التقلص والانبساط ، إضافة إلى الشرايين والأوردة الشعرية.
ويكون ضغط الدم في أعلى مستواه عند تقلص البطين الأيسر ، وعندها يرتفع الضغط داخله إلى 120 ملم زئبق ويؤدي ذلك إلى انفتاح الصمامات شبه الهلالية الواقعة في بداية الشريان الأبهر ، ( نفحات في العلم والمعرفة الطبية : ص 146 ).
(2) مضادات ارتفاع ضغط الدم : وهي تخفض ضغط الدم ، وتأثيراتها الجانبية هي الدوار ، والطفح الجلدي ، والعجز الجنسي ، والكوابيس ، ( دليل الأسرة الصحي : ج 3 ، ص 15 ).
(3) تخثر الدم : هو التجلط يقال تجلط الدم : تجمد داخل الأوعية الشعرية وخارجها.
الغذاء دواء ـ 335 ـ
الاحتراق ، ولو زادت نسبة أحد هذين العنصرين بمقدار طفيف جداً لكان هذا معناه تخثر الدم أي تجلطه وانقلابه إلى أشبه ما يكون بالوحل ، كما أن العكس يجعل الدم في ميوعته كالماء (1) وبهذا الاتزان البديع ينساب الدم في مجاريه محتفظاً بلزوجته ، قائماً بوظائفه.
ويعلم الكبد أن الحديد والنحاس والفيتامين ب 12 تتدخل كلها في صناعة الدم ، لذلك فهو يحتفظ بها في مستودعات التخزين لكي ترسل حسب الحاجة ، فكيف تقوم بهذه الخلايا هذه الوظائف كلها ؟
ومن هذه التفاعلات المعقدة المضطرمة تنتشر الحرارة ويعم الدفء في الأحشاء فتطمئن إلى سير العمل وروعة البناء وإحكام التكوين.
ونقف أخيراً أمام اصطياد الجراثيم (2) والصباغات والمواد السامة ، وهي التي جعلتنا نسمي الكبد مركز الجمارك العام لأنه يفتش الدم القادم فيُبعد المشبوه ويمرر الطبيعي فإذا ما لوحظ أن هناك من يعبث بالنظام تصدى له بطرق يعجز عنها أعقل العقلاء.
هذه العملية هي ما تسمى بتعديل السموم ، فالسموم الداخلة إلى البدن يقوم الكبد بإيقاف أذاها بعدة طرق :
أولها : الاعتقال وإلقاء القبض على المجرم الضار حيث توضع في يديه الأقفال
*************************************************************
(1) تفوق لزوجة الدم لزوجة الماء بخمس مرات.
(2) مضادات للجراثيم : وهي مواد ( مشتقة من الكائنات الحية مثل الفِطْر أو البكتيريا ) تقتل أو توقف نمو البكتيريا في الجسم ، وكل نوع منها فعال ضد نوع معين من البكتيريا ، وتأثيراتها الجانبية : هي الغثيان ، والتقيؤ ، والإسهال.
أما محاذيرها فتكمن في عدم إكمال الجرعات الموصوفة دائماً مما يؤدي إلى معاودة الإصابة حيث تصبح المعالجة أكثر صعوبة ( بسبب مقاومة البكتيريا للمضاد ) ، ( دليل الاسرة الصحي : ج 3 ، ص 14 ).
الغذاء دواء ـ 336 ـ
ويرسل مخفوراً إلى المراكز التي تتولى طرحه خارج البدن ، وهي ما تعرف بالازدواج الكبريتي أو الغلوكوروني ، أو الازدواج مع الحمض الأميني ، وهي طريقة كيمائية ـ حيث يرسل معه شرطي للرقابة يقوم بإيصاله إلى المركز الذي يتولى طرحه خارج البدن والشرطي هنا كماترى هو الكبريتات أو الحمض الأميني أو الحمض الغلوكوروني ، أو أن هناك طريقة آلية فيزيائية تستعمل مع الزئبق حيث يدفع إلى المنحدرات التي تتلقفه وترسله إلى المناطق التي تتولى طرحه خارج البدن وهي هنا الطرح عن طريق الأقنية الصفراوية إلى الأمعاء الدقيقة فالأمعاء الغليظة حيث ينطرح مع الغائط (1).
ولكن يحدث أن يوجد بعض المجرمين شديدي الخطر الذين يخشى من أن يتملصوا من يد الشرطي أو يفتكوا به ، أو الذين لا يجدي معهم الدفع والطرح ، فالطريقة المناسبة إذن هي ا لسجن والاعتقال المديد! وهكذا يحتجز المورفين والستركنين، ومن المعلوم أن السجون الإصلاحية تقوم بإرشاد المجرمين حتى إذا اطمأنت ألى عدم ضررهم في المجتمع أخرجتهم من السجون مرة أُخرى ، وهكذا يفعل الكبد مع هذه المواد حيث يطرحها بشكل بطىء بحيث إنها لم تعد تحدث الضرر في البدن.
وبالإضافة إلى هذا توجد الشبكات المنتشرة في الكبد التى تصطاد الجراثيم والأصبغة ، وهى أشبه بدوريات الشرطة التى تقف عند المفارق ، والمراكز الحساسة ، وهى ما تعرف بالشبكة الإندوتليالية ، وهكذا يتخلص البدن من أذى السموم
*************************************************************
(1) الغائط : اسم فاعل ، السهل المنخفض من الأرض ، وكنوا به عن التبرز والبراز ، وهو المكان المنخفض من الأرض لقضاء الحاجة.
البراز : هو كناية عن ثفل الغذاء ، وهو الغائط ، ( مفتاح الطب : 167 ) بالثاء والفاء.
البراز : بكسر الباء المواد المطروحة من الأمعاء عند التبرز ، ( المعجم الوسيط ).
الغذاء دواء ـ 337 ـ
والجراثيم والأصبغة، ولكن ما هى الحالة عندما يزداد ورود المواد السامة إلى الكبد فلا تستطيع التعديل ولا تكفيها المنفردات والزنزانات والسجون الجماعية ؟ هنا تحدث ثورة المساجين وهكذا يتدمر الكبد ويضطرب حبل النظام وتعم الفوضى ويتخرب الجسم ، هذا ما يحدث تماماً في الحالة المعروفة بتشحم الكبد أو تشمع الكبد حيث يؤدي تناول الخمر المستمر إلى تشمع الكبد (1)، ومعنى تشمع الكبد الحكم بالإعدام البطيء على المصاب ومن هنا ندرك معنى تحريم الخمر في الإسلام ، ولماذا حرمت أمريكا الخمر على شعبها.
إن أمريكا أصرت على تحريم الخمر عام ( 1919 ) ميلادي وأصرت على التحريم أربعة عشر عاماًكاملة ، وحدث خلالها الشيء العجيب ، بليون نشرة تشرح أضرار الخمر ، ( 404 ) مليون دولار مصادرات ، ( 16 ) مليون دولار غرامات ، سجون ( 532335 ) شخص ، إعدامات رمي بالرصاص ( 300 ) شخص ، ومع كل هذا زاد عدد مصانع الخمر إلى عشرة أضعاف ، ولكن بشكل سري! وأصبحت تجارة الخمر المحظورة تجارة مربحة ، سخرت الأساطيل والإمكانيات والقوى لصد الشعب عن هذه العين الآسنة ، ولكنه لم يرتدع لأن التكاليف لا تبنى إلا على أساس الإيمان ، وهكذا فعل الإسلام بنى العقيدة ورسخها ثم جاء بالتكاليف فحرمت الخمرة ونجحت التجربة بآيات قليلة ، وبركة تحريم الخمر سارية في بلاد الشرق حتى اليوم من أثر تلك التربية حيث لا يشكل عدد مدمني الخمر بالنسبة إلى العالم الغربي شيئاً يذكر.
ومن رحلة التخزين والتحويل والقلب والتكثيف والحل وتعديل السموم ،
*************************************************************
(1) يعد الإدمان على الخمر من أهم أسباب تشمع الكبد، حتى ان الاشتباه بهذا المرض يجعل الطبيب يسأل مريضه بشكل روتيني هل تشرب حليب السباع ( سخرية منه أي الخمر )، ( الطب محراب الإيمان : 268 حاشية ).
الغذاء دواء ـ 338 ـ
وادخار المواد ، وإفراز المصنوعات ، وتكوين البروتينات ، وبعد كل هذا نقف قليلاً لنوجه سؤالاً إلى الأطباء والعلماء العقلاء الذين يمرون على هذه الآيات وهم عنها معرضون! أجيبونا على هذه الدقة العظيمة من صممها ؟ وعلى هذه الروعة الكامنة مَن هندسها ؟ وهل تقود هذه الى الخشوع والتبتل أم إلى الشرود والجفاف ؟ وهل تعمق الإيمان أم تزعزع اليقين ؟ وهل تفتح ينابيع الرحمة أم توصدها وتجعل القلب كقساوة الحجر ؟ أم تقود إلى الانكباب على المتاع الرخيص والانقياد إلى الملذات والشهوات وحب الجاه ؟ أم أن هذه المعلومات تعمق الهوة ما بين العلم والدين والأطباء والخالق الذي فطرهم ؟ ام ان الطب صومعة كفر وزاوية إلحاد أم أن الطب يقود إلى الانفلات وجم الفتات وتقليب الصفحات ؟ وتكديس أوراق البنكنوت! اللهم لا ...
( ايحسب الإنسان ان يترك سدى الم يك نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والانثى اليس ذلك بقادر على ان يحيى الموتى ) سورة القيامة، ( الطب محراب الإيمان ص 263 ـ 269 ).
الغذاء دواء ـ 339 ـ
( حرف اللام )
اللباء
لباء (1) : اول الحليب الذي يفرزه صدر المرأة للرضاعة ، وهو سائل يبدو كالماء إلاّ انه غني بالبروتينات (2) ، ويساعد على حماية جسم الطفل من الالتهابات، ( مرشد العناية الصحية : ص 383 ).
لماذا يتدفق اللبن في صدر المرأة عند الولادة ؟ :
ثبت علمياً أن صدر المرأة الحامل يكون مهيئاً للإرضاع عن طريق هرمون ( البرولكتين ) ... وهو الهرمون الذي يساعد على توسيع القنوات الخاصة بلبن الرضاعة في الصدر ... إِلى جانب أن هذا الهرمون يملأ هذه القنوات بالمادة الأولية الصفراء ( الصمغية ) والمسماة ( الكلوزتروم ) .... وعند الولادة تحدث عملية إثارة نفسية لغريزة الأُمومة ، فتواصل الغدة النخامية (3) إفراز ( البرولكتين ) الذي يجعل اللبن يتدفق في
*************************************************************
(1) قال الدكتور محمد رفعت من المعروف انه قبل إدرار اللبن ينزل سائل اصفر ( لبن المسمار ) وهو مفيد للطفل ، من حيث تغذيته وتليين امعائه ، فلا خوف من هذا السائل، 0الغذاء يغني عن الدواء ص 141 ).
(2) بروتين : واحد من ثلاثة مصادر رئيسية للسعرات الحرارية في الغذاء ، يجهز البروتين الجسم بالمواد اللازمة لبناء خلايا الدم ، انسجة الجسم ، الهرمونات ، العضلات وغيرها ، وهو يوجد في اللحوم ، البيض ، الحليب ، وبعض الخضار والنشا، ( مرض السكر ص 541 ).
(3) الغدة النخامية : تحثُّ الغدد الصماء وتنسق اعمالها ، وتصنع هرمون النمو الذي ينظم نمو الجسم خلال الطفولة ( دليل الاسرة الصحي ج 1 ص 12 ).
الغذاء دواء ـ 340 ـ
صدر الاُم وينظمه، ( ثبت علمياً ص 186 ).
منافع ومضار اللحم
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( مَن أكل اللحم أربعين يوماً صباحاً قسا قلبه ) (1).
قال القليوبي : ( إِن أكل اللحم مرتين في اليوم يورث ضعف القوى ) (2).
قال الدكتور أمين رويحة :
إن الإفراط من تناول اللحم يلعب دوراً في إصابة ( الأوعية الدموية ) بالتصلب وتحدث اللحوم تكاثراً مرضياً في ( كريات الدم الحمراء ) وتكوِّن الخثرات ( الجلطة ) ، وحصاة المرارة ، والبروستات (3) ، وتكوِّن الورم الضلي في الرحم غالباً ـ السرطان ـ (4).
قالت د ، لطيفة سهيل نجم : ( إِن أنواع التغذية باللحوم : أسوأ أنواع التغذية اقتصادياً وأفقرها قوة بالنسبة لحاجة جسم الإنسان ، فإن اللحم عند تفككه ( هضمه ) وتمثيله غذائياً يخلف عدداً من ( الحوامض ) التي تفسد التوازن ( القلوي ـ الحمض ) في الجسم مما يسبب تراكم حامض ( البوليك ) العسير التحلل في أنسجة الجسم ،
*************************************************************
(1) طب النبي : ص 24.
(2) تذكرة القليوبي في الطب والحكمة.
(3) أعراض تضخم البروستات التي يحس بها المصاب : فهي الشعور بحصر البول والصعوبة والاحساس بالحرقان أثناء التبول وبعده ، وملاحظة نزول البول بدون اندفاع ، بحيث يقع عند الوقوف بين القدمين أو نزوله متقطعاً ، وكذلك الشعور بحرقان في الشرج، ( شباب في الشيخوخة ).
(4) أخطاء التمدن في الأغذية : ص 270.
الغذاء دواء ـ 341 ـ
وأن اللحوم تسبب رواسب في الجسم تلعب دوراً في الإصابة بالسرطان.
واللحم يؤدي إلى الإصابة بجملة من الأمراض أهمها : النقرس والروماتزما (1) العضلي والمفصلي ، والرشوحات ، والسكري وتصلب الشرايين ( لاحتواء اللحوم على الدهون التي تسبب ارتفاع دهن الكوليسترول في الدم ) وأن اللحوم وزيادة البروتينات تسبب أنواع السرطان وأمراض القلب والسكر وأمراض الدورة الدموية والاضطرابات النفسية.
إن أمرأَة دكتورة اُصيبت بمرض السرطان في الثدي واعتمدت تتناول الأغذية النباتية في حياتها وترك اللحوم والطهي أي الطبخ فاختفى الورم السرطاني وتماثلت (2) للشفاء نهائياً ) (3).
نصيحة للحوامل : ( نشرت مجلة ( پريتيش مديتال جورنال ) تقريراً ينصح الحوامل بالابتعاد عن تناول اللحوم غير المطهية طهياً جيداً حتى لا يصبن بعدوى ممكن أن تحدث ضرراً على الجنين ).
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( اللحم سيد الطعام في الدنيا والآخرة ) (4).
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( خير الإِدام في الدنيا والآخرة اللحم ) (5).
*************************************************************
(1) الروماتزما : مصطلح عام يطلق على حالات مختلفة تتميز بآلام في العضلات والمفاصل والأنسجة ا لليفية ، ( المعجم الوسيط ).
الروماتيزما : اسم يطلق على ا مراض متعددة تصيب الجهاز العضلي الصقلي وصفته الألم والتيبس في المفاصل، ( دليل البدائل الطبية ).
(2) تماثل الشيئان : تشابها ، وتماثل العليل من علته : قارب البرء فصار أشبه بالصحيح ، كأنه همَّ بالنهوض والانتصاب، ( المعجم الوسيط ).
(3) الإنسان والغذاء الحي : ص 90.
(4) الكافي : ج 6 ، ص 308.
(5) طب النبي : ص 24.
الغذاء دواء ـ 342 ـ
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( لحم البقر داء ولبنها دواء ولحم الغنم دواء ولبنها داء ) (1).
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( أوحى الله تعالى إلى نبي من أنبيائه حين شكى إليه ضعفه : أن اطبخ اللحم مع اللبن (2) فإني جعلت الشفاء والبركة فيهما ) (3).
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( مَن أكل من هذا اللحم شيئاً فليغسل يده من ريح وضره (4) لا يؤتى مَن حذاءه ) (5).
قال الصادق ( عليه السلام ) : ( لا تأكلوا من لحوم الجلاّلة وإن أصابك من عرقها فاغسله ) (6).
بيان : الجلاّلة من الحيوان بتشديد اللام : هي التي يكون غذاؤها من عذرة الإنسان محضاً.
عن سعد بن سعد قال : قلت لأبي الحسن ( ع ) : إن أهل بيتي لا يأكلون لحم الضأن فقال : ( ولِمَ ؟ ) قلت : إنهم يقولون : أنه يهيج بهم المرّة السوداء والصداع والأوجاع ، فقال : ( يا سعد ) ! فقلت لبيك ، قال : ( لو علم الله شيئاً أكرم من الضأن لفدى به إسماعيل ) (7).
*************************************************************
(1) طب النبى : ص 27.
(2) المقصود باللبن : هو الحليب.
(3) طب النبي : ص 24.
(4) الوضر : ما يلتصق باليد من السمن.
(5) مسند أبي يعلى الموصلي : ج 5 ، ص 226 حديث 5542.
(6) التهذيب : ج 1 ، ص 263 ، والكافي : ج 6 ، ص 250 ، ونزهة الناظر : ص 19.
(7) طب الأئمة : ص 163.
الغذاء دواء ـ 343 ـ
( حرف الميم )
مياه الصنبور أفضل من المياه المعبأة في زجاجات
تبين في دراسة علمية أن مياه الصنبور ( الحنفية ) أفضل كثيراً من المياه المعبأة في زجاجات ، حتى إذاكانت الزجاجات تحمل أسماء شركات عالمية ، لأن تخزين الماء له أضرار كثيرة في بعض الأحيان ، إذ تتحول الزجاجة المغلقة إلى حضَّانة للميكروبات (1) ، ويكون خطرها أشد آلاف المرات من مياه الصنبور ( الحنفية ) الذي لا يحتاج سوى الغلي ، إذا كانت هناك شكوى من ظروف صحية تستلزم مياها معقمة (2) تماماً (3)، ( ثبت علمياً ص 102 ).
المخ
المُخّ : الجزء الرئيسي من الدماغ ، يُمكِّنُكَ المخ المجعَّدُ من الشعور والتفكير والكلام والرؤية ، ويُمكِّنُ جسمك من الحركة ( موسوعة جسم الإنسان ص 106 ).
*************************************************************
(1) المكروبات : عوامل الاختمار وانحلال المواد العضوية والامراض المعدنية ( يونانية ).
(2) التعقيم : عملية تسخين الحليب ، أو أي سائل آخر إلى درجة حرارة معيَّنة ( 60 درجة مئوية ) لمدة 30 دقيقة ، وذلك للقضاء على الباكتيريا.
(3) مجلة آخر ساعةـ اول يناير 1982 ( من دراسة علمية منشورة ).
الغذاء دواء ـ 344 ـ
مشاكل المرارة
إِن المرارة (1) عبارة عن كيس صغير ملتصق بالكبد ويحتوي على عصير مر أخضر اللون يساعد على هضم الأطعمة الدهنية يسمى : ( المرة ) ( الصفرات )، ومرض المرارة يصيب في الأكثر المرأة البدينة بعد الأربعين عاماً.
الدلائل :
ألم حاد في المعدة بنهاية الضلع الأيمن من القفص الصدري، وقد يصل الألم إلى أعلى الجانب الأيمن من الظهر.
تحدث الآلام بعد مضي ساعة أو أقل على تناول طعام غني بالدسم. وقد يحدث تقيؤ بسبب الألم الشديد.
وقد ترتفع الحرارة احياناً.
غالباً ما يصبح لون العينين أصفر ( يرقان ، صفّيرة ).
المعالجة :
استعمل ( بيلادونا ) أو أي مضاد للتشنج لتهدئة الألم، إن المسكنات القوية ضرورية الاسبرين قد لا ينفع في هذه الحالة.
× إِن كانت حرارة المصابة مرتفعة وجب أن تتناول تيتراسيكلين أو أمبسيلين.
× لا تتناولي الطعام الدسم، يجب على الشخص البدين أن يمتنع عن تناول كميات كبيرة من الطعام وأن يخفف وزنه.
× في الحالة الشديدة أو المزمنة وجب الحصول على المساعدة الطبية. قد تكون الجراحة ضرورية.
*************************************************************
(1) المرارة : هي كيس معترض بين الكبد والمعدة ، ولها فم متصل بالكبد تمص رغوة صفراء وتدفعها في اوقات تُعرف ، بفم لها إلى المعدة فيعينها على الهضم بكثرة حرارة وقطع ( الموجز في القانون ص 36 ).
الغذاء دواء ـ 345 ـ
الوقاية :
على النساء البدينات أن يخففن أوزانهن وتجنب تناول الطعام الدسم أو الحلويات أو الدهنيات ، وأن يقللن من أكلهن، ( مرشد العناية الصحية ص 329 ).
الامزجة
ضرر الأمزجة المتقلبة على صحة الإنسان (1) :
أثبتت مؤخرا ثلاث مؤسسات صحية في الولايات المتحدة الأمريكية واُوربا ، ضرر الأمزجة المتقلبة على الجهاز الهضمي ، وبالتالي على صحة الإنسان بوجه عام.
قسمت المؤسسات الصحية الأمزجة المتقلبة إلى ثلاثة أنواع : أمزجة حادة ... وأمزجة متهورة ... وأمزجة عدوانية عنيفة ... وذكرت أن تلك الأمزجة بأنواعها الثلاثة تؤثر تأثيرًا خطيرًا على الجهاز الهضمي للإنسان ... وقد تؤدي إلى تقلص المعدة ، وتشنج (2) الأمعاء إلى حد قد يؤدي إلى أوجاع مؤلمة في القولون (3) ، واضطراب في الدورة الدموية (4) ، وذلك لأن الجسد والروح متصلان اتصالاً وثيقاً ، كل منهما بالآخر ، بحيث إن أي قلق أو ضيق نفسي يعترض الشخص تنعكس آثاره فورًا على الجهاز الهضمي ، فتعطل وظيفته أو تشله. وأثبتت الدراسات العلمية أن أدواء المعدة ترجع إلى سبعة أسباب ، هي كما يلي حسب ترتيب أهميتها :
الأمزجة المتقلبة ، ثم التدخين ، والمشروبات الكحولية ، وعدم مضغ
*************************************************************
(1) المجلة العربية ـ اكتوبر 1985 ( بتصرف ).
(2) التشنج : تقلص فجائي بالعضلات لا يستطيع الشخص التحكم به ( مرشد العناية الصحية ص 380 ).
(3) القولون : المعي الغليظ الضيق الذي يتصل بالمستقيم.
(4) الدورة الدموية : دورة جريان الدم في الجسم ، في الاوردة والقلب والشرايين، ( مرشد العاية الصحية ص 381 ).
الغذاء دواء ـ 346 ـ
الطعام (1) مضغاً جيداً ، وتناول الوجبات الغذائية في أوقات غير منتظمة ، والإكثار من تناول السكريات ، واختلاف الأجواء والطقوس.
هذا ، وتنصح هذ المؤسسات أصحاب الأمزجة المتقلبة في حالات الضيق بالاكتفاء بالأغذية الخفيفة والساخنة ، مع تجنب الأطعمة الدسمة والتوابل الحارة (2) ، والمشروبات المثلجة التي لا تتحملها المعدة.
( ثبت علمياً ص 140 )
للامساك
للإكتام ( الامساك ) الملينات Laxatives
يجب الحد من استعمال الملينات ، إلا في حال قساوة البراز المسبب للألم.
لا تعطِ مليّناً إطلاقاً لأي شخص مصاب باسهال أو مغص امعائي او مصاب بالاجتفاف ، كما لا تستعمل المليّنات للاطفال دون عامهم الثاني.
إن الطعام الغني بالالياف ( كقشر الفاكهة والخضار ) هو افضل مليّن ، كما ان تناول السوائل والفواكه بكثرة وتعويد الجسم على التغوط المنتظم مُهِمّان كذلك، ( مرشد العناية الصحية ص 368 ).
*************************************************************
(1) إذا لم يطحن الطعام جيداً ، فإنه يؤدي إلى اضطراب شديد وعسر في الهضم ، وينجم عن ذلك ايضاً تخمرات غير عادية تكون سبباً في الروماتيزم وضعف الاعصاب.
(2) التوابل والبهارات : ليست مواد غذائية بالمعنى الصحيح ، ولكنها تعطي نكهة ، وتجعل الشهية تزداد ، حيث تؤثر في اعصاب الذوق وتزيد من عصارة المعدة ، وتنشطها ، غير أن الافراط فيها يُحدث التهيج والتهاب المعدة والامعاء والكبد والكلى ، وأهم هذه المواد : الفلفل والخردل والقرفة والجنزبيل والمستكة والحبهان والكمون واليانسون ( الصيدلية الشعبية ص 30 ).
الغذاء دواء ـ 347 ـ
المعدة
المعدة : هي كيس بيضاوي الشكل يتصل من اعلاه بالمريء ، وتسمى نقطة اتصاله ( بالفؤاد ) كما تتصل نهايته السفلى بالامعاء وتسمى نقطة الاتصال معها ( بالبواب )، ( شباب في الشيخوخة ص 218 ).
الملح يرفع ضغط الدم (1)
اذاع مؤخراً القسم الطبي بجامعة ( ليفربول ) بإنجلترا تقريراً عن ابحاثه حول فوائد الملح (2) ومضاره ، اكد فيه ان الإكثار من تناول الملح يؤدي إلى ارتفاع خطير في ضغط الدم ، قد يحدث انفجاراً في شرايين المخ ، وأضاف ان معظم اساتذة الطب في العالم يدركون هذه الحقيقة إدراكاً تاماً ، ولكنهم عاجزون عن إثباتها واقعياً ، لان اثر الملح في رفع ضغط الدم يحدث بصورة بطيئة جداً يصعب على الطب تتبعها ، ( ثبت علمياً ص 59 ).
*************************************************************
(1) الجديد في الطب : المجلة العربية ـ مارس 1986 م.
(2) المِلح بكسر الميم وسكون اللام : جسم حاصل من استبدال هدروجين الحمض بمعدن كملح الطبخ الذي يُصلَح به الطعام ، وقد سمي بذلك لبياضه ، ماء ملح ضد ماء عذب.
وقيل هو مادة ناتجة عن إحلال معدن محل الهيدروجين في حامض.
وقيل ملح الطعام : كلوريد الصوديوم يستخرج بأكثريته من مياه البحر بعد ترقيدها وتبخيرها في ا لملاحات ، ثم معالجة بلوراتها في مجاف خاصة ، ماء ملح : ذوملح.
وقيل الملح : المادة التي تجعل لماء البحر طعمه الخاص ، ويمكن الحصول عليه من طبقات الارض الملحية أو من الملاحات البحرية التي تتكون بعد تبخير الماء ويستخدم الملح بوجه خاص في تطييب الطعام وحفظه.
والملح في علم الكيمياء : مركّب يحصل من حلول معدن مكان الهيدروجين في احد الحوامض جمعه املاح.
الغذاء دواء ـ 348 ـ
حبوب منع الحمل .. وعدم تمييز الألوان (1) :
أكد خبير الإبصار، د، روبرت فليتشر بجامعة لندن ، أن استخدام حبوب منع الحمل لمدد طويلة يؤدي إلى الإصابة باضطرابات في تمييز الألوان ، خاصة الخلط بين اللونين : الأزرق والأخضر.
وقد دعا الطبيب البريطاني السيدات اللاتي يستخدمنها إلى إجراء اختبارات وفحوص معملية ، خاصة السيدات اللاتي يعملن في مهن تتطلب التمييز بين الألوان المختلفة. ( ثبت علمياً ص 184 ).
تحذير مشترك من حبوب منع الحمل :
اذاعت المؤسسات الطبية في كل من الولايات المتحدة الأمريكية ، وإنجلترا ، وفرنسا ، وألمانيا مؤخراـ تحذيرا مشتركاً من الأخطار التي تحدثها حبوب منع الحمل ، في المرأة بإصابتها بالحمى السحاقية التي تحطم أعصاب المخ ، أو بالعمى الجزئي أو الكلى ، أو ببعض أنواع السرطان ، وبالأخص سرطان الثدي ، أو في الأجنة (2) ، بولادة أطفال متخلفين عقليِّا ، أو مشوهين بأطراف زائدة ، أو ناقصة ، معظمها ضعيفة هشة أو مخاطية ، لا يمكن استخدامها ، ويتعذر على الطب استئصالها ، مما يحتم على أصحابها أن يتحملوا مشقة العيش بها دون استثمارها ... هذا وقد اعترفت تلك المؤسسات بأن تحذيرها قد جاء متأخرًا بعد أن اتسعت شقة الخطر من تلك الحبوب ، واستفحلت آثارها الرهيبة. ( ثبت علمياً ص 183 )
*************************************************************
(1) باب اخبار تهمك مجلة الشرقية ـ يناير 1981 م.
(2) الجنين : وصف له مادام في بطن اُمه ، والجمع اجنة مثل دليل وأدلة ، قيل سُمِىَّ بذلك لاستتاره ، فإذا وُلد فهو منفوس ( المصباح المنير ).
الجنين فعيل : وهو ما يُغطى ويُوارى في بطن أو قبر أو غيرهما ( معجم مقاييس اللغة ).
الجنين : الطفل في اثناء نموه في رحم الاُم ، منذ الاسبوع الثامن إلى الولادة، ( موسوعة جسم الإنسان ص 104 ).
الغذاء دواء ـ 349 ـ
التأثير الجانبي لأقراص منع الحمل (1) :
ثبت علميِّا لأقراص منع الحمل تأثيرات جانبية عديدة ، منها على سبيل المثال لا الحصر الآتي :
ـ تكون السيدة التي تتعاطى الأقراص عرضة للإصابة بالجلطات الدموية في أماكن مختلفة من الجسم ، كجلطات الساقين والرئة والمخ والقلب ... وهذا يعتبر أخطر تأثير جانبي للأقراص.
ـ قابلية الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض الكبد المختلفة.
ـ نزول دم أثناء تعاطي الأقراص ، مما يعطل المرأة المسلمة عن أداء فرائض دينها ـ كالصلاة والصيام ـ كما يؤثر أيضاً على العلاقة الجنسية مع زوجها ، ولا سيما إذا كانت الدماء كثيرة.
ـ إفرازات مهبلية مختلفة نتيجة احتقان عنق الرحم (2).
ـ الإصابة بالغثيان والقيء (3).
ـ نضوب أو قلة معدل إدرار لبن الثدى ، لوجود هرمون الإستروجين بالأقراص.
ـ زيادة ملحوظة في وزن الجسم عند كثير من السيدات اللاتي يتعاطين الأقراص، ( ثبت علمياً ص 183 و 184 ).
منافع ومضار الموز
قال أبو حنيفة : تنبت الموزة نبات البردي ولها عنقزة غليظة وأوراقها طويلة عريضة ، تكون ثلاثة أذرع في ذراعين وليست بمنخرطة على نبات السعف ، ولكن
*************************************************************
(1) من بحث علمي منشور بالمجلة العربية ـ فبراير 1987 ( بتصرف ).
(2) عنق الرحم : الوصلة بين الرحم والمهبل ( مرشد العناية الصحية ص 382 ).
(3) القيء : ما قذفته المعدة مما فيها عن طريق الفم ( معجم مقاييس اللغة ).
الغذاء دواء ـ 350 ـ
شبيهة المربعة وترتفع الموزة قامة باسطة ولا تزال فراخها تنبت حولها واحدة أصغر من الاُخرى وربما كانت عشرين ، فإذا هي طلعت تطلع وقد قاربها فراخها في الطول فإذا ادركت موزها قطعت الاُم من اصلها فتؤخذ وتطلع فراخها إلى أن تصير أُمّاً ، ولا يزال كذلك أبداً ويكون القنو (1) منه ما بين الثلاثين إلى الخمسين فيجمد العنق حينئذ.
قال سليمان بن حسان : شجره في شكل النخلة ، ساقه له ورق خارج منه أملس عريض كبير جداً مخطوط مليح المنظر وله عنقود يخرج منه الموز كالقثاء وهي أول طلوعها خضراء ثم تصفر ثم تسود إذا نضجت وداخلها طعمه كالزبد حلوة لينة ، تؤكل بالسكر ، وهي مرطبة للمعدة اليابسة مع تبريد لطيف وتلين الصدر وتنفع من السعال اليابس.
قال ابن ماسويه : هو حار في وسط الدرجة الاُولى رطب في آخرها ، يغذو غذاء يسيراً ، والإكثار منه يولد ثقلاً كثيراً ، وهذه خاصية نافعة من القرحة الكائنة في الحلق والصدر والرئة والمثانة إلا أن اكثاره يثقل في المعدة ، وينبغي لمدمنه إن كان مزاجه بارداً ان يشرب بعده ماء العسل أو سكنجبيناً معسلاً ويؤخذ بعد السكنجبين زنجبيل مربى وهو ملين للطبيعة.
قال سندهشار : يزيد في النطفة والبلغم.
قال ابن ماسة : الإكثار منه يولد السدد.
قال الطب القديم : يحرك الباه ويزيد في الصفراء وهو ثقيل على المعدة.
قال العلهمان : هو دواء جيد للصدر والكلى ويدر البول (2).
قال د. محمد رفعت : ( موز : شجر قصير أصله من الهند ، والموز قبل أن يتم
*************************************************************
(1) القنو : العذق ، وهو من النخلة كالعنقود من الكرمة.
(2) الجامع لمفردات الأدوية والأغذية : ج 4 ، ص 168.
|
|