<<<
وتوجد الخطبة الشقشقية أيضاً في مصادر شيعية قبل السيد الرضي .
راجع : علل الشرائع للشيخ الصدوق المتوفى 381 هـ ج 1 ص 150 باب ـ 122 ـ رقم 12 ، معاني الاخبار للصدوق ج 2 ص 343 ، الارشاد للشيخ المفيد المتوفى 413 أستاذ السيد الرضي ص 167 ، كتاب الجمل للشيخ المفيد ص 62 .
ونقلها بعد السيد الرضي : الشيخ الطوسي المتوفى 460 هـ من غير طريق الرضي في الأمالي ج 1 ص 382 ـ 384 ، وفي تلخيص الشافي ج 3 ص 53 ـ 57 ، والطبرسي في الاحتجاج ج 1 ص 281 ، والمجلسي في البحار ج 8 ص 159 ط قديم ، وأوعزت لها كتب معاجم اللغة : لسان العرب ج 12 ص 53 ، النهاية لابن الاثير ج 2 ص 490 ، القاموس للفيروزابادي ج 3 ص 251 ط دار العلم للجميع ، مجمع الامثال للميداني .
وراجع : ما هو نهج البلاغة للسيد هبة الدين الشهرستاني ط النعمان .
( 900 ) يوجد في : نهج البلاغة للامام علي ( ع ) خطبة ـ 167 ـ ج 2 ص 300 ط مصر ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 2 ص 495 وج 3 ص 36 ط 1 بمصر وج 9 ص 305 وج 11 ص 109 ط مصر بتحقيق محمد أبوالفضل ،
>>>
المراجعات
_ 681 _
ابي طالب لحريص ، فقال : بل انتم والله لاحرص وانما طلبت حقا لي وانتم تحولون بيني وبينه »
( 901 ) وقال عليه السلام
(1) : « فوالله مازلت مدفوعا عن حقي مستأثرا علي منذ قبض الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ، حتى يوم الناس هذا »
( 902 ) .
وقال عليه السلام مرة : « لنا حق فإن اعطيناه ، وإلا ركبنا أعجاز الابل ، وإن طال السرى
(2) »
( 903 ) وقال عليه السلام في كتاب كتبه إلى أخيه
---------------------------
(1) كما في الخطبة 5 ص 37 من الجزء الاول من النهج ( منه قدس ) .
(2) هذه الكلمة هي 21 من كلماته في باب المختار من حكمه ، ص 155 من النهج ، وقد علق عليها السيد الرضي كلمة نفيسة ، وعلق عليها الشيخ محمد عبده كلمة أخرى ، يجدر بالاديب مراجعتهما ( منه قدس ) .
<<<
الامامة والسياسة لابن قتيبة ج 1 ص 144 ط مصطفى محمد بمصر وج 1 ص 155 ط الحلبي بمصر وج 1 ص 134 ط سجل العرب بالقاهرة .
( 901 ) يوجد في : نهج البلاغة للامام علي خطبة ـ 167 ـ ص 300 ط مصر ، شرح ابن أبي الحديد ج 2 ص 495 أفست على ط مصر وج 9 ص 305 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل ، الامامة والسياسة لابن قتيبة ج 1 ص 144 ط مصطفى محمد بمصر وج 1 ص 155 ط الحلبي وج 1 ص 134 ط سجل العرب بالقاهرة .
( 902 ) يوجد في : نهج البلاغة للامام علي خطبة ـ 6 ـ ج 1 ص 43 ط مصر ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 75 وج 2 ص 496 ط 1 بمصر وج 1 ص 223 وج 9 ص 306 ط مصر بتحقيق محمد أبوالفضل ، وراجع مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 45 ط القضاء بالنجف .
( 903 ) يوجد في : نهج البلاغة باب المختار من حكم أميرالمؤمنين برقم ـ 21 ـ ص 562 ط مصر ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 2 ص 496 وج 4
>>>
المراجعات
_ 682 _
عقيل
(1) : « فجزت قريش عني الجوازي ، فقد قطعوا رحمي ، وسلبوني سلطان ابن أمي »
( 904 ) وكم قال عليه السلام
(2) : « فنظرت فاذا ليس لي معين إلا
أهل بيتي ، فضننت بهم عن الموت ، وأغضيت على القذى ، وشربت على الشجى ، وصبرت على أخذ الكظم ، وعلى أمر من طعم العلقم »
( 905 ) .
وسأله بعض أصحابه : كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام وأنتم أحق به ؟ فقال
(3) : « يا أخا بني أسد إنك لقلق الوضين ، ترسل في غير سدد ، ولك
---------------------------
(1) وهو الكتاب 36 في ص 67 من الجزء 3 من النهج ( منه قدس ) .
(2) راجع الخطبة 25 ص 62 من الجزء الاول من النهج ( منه قدس ) .
(3) كما في ص 79 من الجزء الثاني من النهج من الكلام 157 ( منه قدس ) .
<<<
ص 252 أفست بيروت على ط مصر وج 18 ص 132 وج 9 ص 307 ط مصر بتحقيق محمد أبوالفضل ، تاريخ الطبري ج 4 ص 236 ، الكامل في التاريخ لابن الاثير ج 3 ص 74 .
( 904 ) يوجد في : نهج البلاغة للامام علي ج 3 ص 488 ط مصر ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 4 ص 55 وج 2 ص 496 أفست بيروت على ط 1 بمصر وج 16 ص 148 وج 9 ص 306 ط مصر بتحقيق محمد أبوالفضل .
( 905 ) يوجد في : نهج البلاغة للامام علي خطبة ـ 26 ـ ج 1 ص 68 ط مصر ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 122 أفست بيروت على ط 1 بمصر وج 2 ص 20 ط مصر بتحقيق محمد أبوالفضل ، الامامة والسياسة لابن قتيبة ج 1 ص 144 ط مصطفى محمد وج 1 ص 156 ط الحلبي وج 1 ص 134 ط سجل العرب .
المراجعات
_ 683 _
بعد ذمامة الصهر وحق المسألة وقد استعلمت فاعلم ، أما الاستبداد علينا بهذا المقام ، ونحن الاعلون نسبا ، والاشدون برسول الله نوطا ، فإنها كانت أثرة شحت عليها نفوس قوم ؛ وسخت عنها نفوس آخرين ، والحكم لله والمعود اليه يوم القيامة ، ودع عنك نهبا صيح في حجراته ... الخطبة »
( 906 ) وقال عليه السلام
(1) : « أين الذين زعموا انهم الراسخون في العلم دوننا ؟ كذبا علينا وبغيا إن رفعنا الله ووضعهم ، وأعطانا وحرمهم ، وأدخلنا وأخرجهم ، بنا يستعطى الهدى ، ويستجلى العمى ؛ ان الائمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم ، لا تصلح على سواهم ، ولا تصلح الولاة من غيرهم ... الخ »
( 907 ) . وحسبك قوله في بعض خطبه
(2) : « حتى اذا قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، رجع قوم على الاعقاب ، وغالتهم السبل ، واتكلوا على الولائج
(3) ، ووصلوا غير الرحم ، وهجروا
---------------------------
(1) كما في ص 36 والتي بعدها من الجزء الثاني من النهج من الكلام 140 ( منه قدس ) .
(2) راجعه في آخر ص 48 والتي بعدها من الجزء الثاني من النهج في الخطبة 146 ( منه قدس ) .
(3) دخائل المكر والخديعة ( منه قدس ) .
( 906 ) يوجد في : نهج البلاغة للامام علي من كلام له برقم ـ 161 ـ ج 2 ص 281 ط مصر ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 9 ص 241 ط مصر بتحقيق محمد أبوالفضل وج 2 ص 454 أفست على ط مصر .
( 907 ) يوجد في : نهج البلاغة للامام أميرالمؤمنين خطبة ـ 143 ـ ج 2 ص 249 ط مصر وج 2 ص 255 ط دار الاندلس وج 2 ص 36 ط الاستقامة ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 2 ص 401 أفست على ط 1 بمصر وج 9 ص 84 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل .
المراجعات
_ 684 _
السبب الذي أمروا بمودته ، ونقلوا البناء عن رص أساسه ، فبنوه في غير مواضعه ، معادن كل خطيئة ، وأبواب كل ضارب في غمرة ، قد ماروا في الحيرة ، وذهلوا في السكرة ، على سنة من آل فرعون ، من منقطع إلى الدنيا راكن ، أو مفارق للدين مباين ( 908 ) » وقوله في خطبة خطبها بعد البيعة له ، وهي من جلائل خطب النهج (1) : « لا يقاس بآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، من هذه الامة
احد ، ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه ابدا ، هم اساس الدين ، وعماد اليقين ، اليهم يفيء الغالي ، وبهم يلحق التالي ، ولهم خصائص حق الولاية ، وفيهم الوصية والوراثة ، الآن إذ رجع الحق إلى اهله ، ونقل إلى منتقله ( 909 ) »
وقوله عليه السلام من خطبة اخرى يعجب فيها من مخالفيه : « فيا عجبي ! ومالي لا اعجب من خطأ
---------------------------
(1) تجدها في أول ص 25 وهي آخر الخطبة 2 من الجزء الاول من النهج ( منه قدس ) .
( 908 ) يوجد في : نهج البلاغة للامام علي من الخطبة برقم ـ 149 ـ ج 2 ص 256 ط مصر ، وج 2 ص 48 ط الاستقامة وج 2 ص 263 ط دار الاندلس ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 9 ص 132 ط مصر بتحقيق محمد أبوالفضل وج 2 ص 437 أفست على ط مصر .
( 909 ) يوجد في : نهج البلاغة للامام علي . من الخطبة الثانية ج 1 ص 32 ط مصر وج 1 ص 24 ط الاستقامة بمصر وج 1 ص 38 ط دار الاندلس ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 138 ـ 139 ط مصر بتحقيق محمد أبوالفضل وج 1 ص 45 و 46 أفست بيروت على ط 1 بمصر .
المراجعات
_ 685 _
هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها ، لا يقتصون اثر نبي ، ولا يقتدون بعمل وصي ...الخطبة (1) » ( 910 ) .
2 ـ وللزهراء عليها السلام حجج بالغة ، وخطبتاها في ذلك سائرتان ، كان أهل البيت يلزمون أولادهم بحفظهما كما يلزمونهم بحفظ القرآن ، وقد تناولت اولئك الذين نقلوا البناء عن رص أساسه فبنوه في غير موضعه ، فقالت : « ويحهم انى زحزحوها ـ أي الخلافة ـ عن رواسي الرسالة ؟! وقواعد النبوة ، ومهبط الروح الامين ، الطبن (2) بأمور الدنيا والدين ، الا ذلك الخسران المبين ، وما الذي نقموا من أبي الحسن ؟ نقموا والله نكير سفيه ، وشدة وطأته ، ونكال وقعته ، وتنمره في ذات الله ، وتالله لو تكافأوا (3)
---------------------------
(1) راجعها في ص 145 من الجزء الاول من النهج وهي الخطبة 84 ( منه قدس ) .
(2) الخبير .
(3) التكافؤ : التساوي ، والزمام الذي نبذه إليه رسول الله ـ أي ألقاه إليه ـ إنما هو زمام الامة في أمور دينها ودنياها ، والمعنى أنهم لو تساووا جميعا في الانقياد بذلك الزمام ، والاستسلام إلى ذلك القائد
العام ، لاعتقلة أي وضعه بين
>>>
( 910 ) يوجد في : نهج البلاغة للامام علي من الخطبة ـ 87 ـ ج 1 ص 151 ط مصر وج 1 ص 154 ط الاستقامة بمصر وج 1 ص 157 ط دار الاندلس ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 6 ص 384 ط مصر بتحقيق محمد أبوالفضل وج 2 ص 133 أفست بيروت على ط 1 بمصر ، وراجع في مطالبة حقه ما تقدم تحت رقم ( 838 ) .
وقال الامام علي ( ع ) لما عزموا على بيعة عثمان : « لقد علمتم أني أحق الناس بها من غيري ووالله لاسلمن ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها جور ... » .
يوجد في : نهج البلاغة للامام علي ، من كلام له برقم ـ 71 ـ ج 1 ص 120 ط الاستقامة بمصر وج 1 ص 129 ط الاندلس في بيروت .
المراجعات
_ 686 _
على زمام نبذه اليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لاعتقله وسار بهم سيرا سجحا لا يكلم خشاشه ، ولا يتتعتع راكبه ، ولاوردهم منهلا رويا فضفاضا (1) تطفح ضفتاه ، ولا يترنم جانباه ، ولاصدرهم بطانة
(2) ونصح لهم سرا وإعلانا ، غير متحل منهم بطائل إلا بغمر
الناهل (3) وردعة سورة الساغب (4) ولفتحت عليهم بركات من السماء والارض ، وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون ، إلا هلم فاستمع وما عشت اراك الدهر عجبا ، وإن تعجب ، فقد أعجبك الحادث ، إلى اي لجأ لجأوا ؟ وبأي عروة تمسكوا ، لبئس المولى ولبئس العشير ، بئس للظالمين بدلا ، استبدلوا والله الذنابا بالقوادم ، والعجز بالكاهل ، فرغما لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا إلا أنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ، ويحهم ( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون ) ... إلى آخر الخطبة (5) » ( 911 ) وهي نموذج كلام العترة الطاهرة
---------------------------
<<<
ركابه ، وساقه كما يعتقل الرمح ، وسار بهم سيرا سجحا أي سهلا لا يكلم خشاشه أي لا يجرح أنف البعير ، والخشاش : عود يجعل في أنف البعير يشد به الزمام ولا يتتعتع راكبه أي لا يصيبه أذى ( منه قدس ) .
(1) أي يفيض منه الماء ( منه قدس ) .
(2) أي شبعانين ( منه قدس ) .
(3) أي ري الظمآن ( منه قدس ) .
(4) أي كسر شدة الجوع ( منه قدس ) .
(5) أخرجها أبوبكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري في كتاب السقيفة
>>>
خطبة فاطمة الزهراء في المسجد
( 911 ) « الحمد لله على ما أنعم وله الشكر على ما ألهم ... الخ » .
>>>
المراجعات
_ 687 _
في هذا الموضوع ، وعلى هذه فقس ما سواها ، والسلام .
ش
---------------------------
<<<
وفدك ، عن محمد بن زكريا ، عن محمد بن عبدالرحمن المهلبي ، عن عبدالله بن حماد بن سليمان عن أبيه ، عن عبدالله بن الحسن بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين ، مرفوعة إلى الزهراء عليها السلام ، ورواها الامام أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر المتوفي سنة 280 ، في ص 23 من كتابه ـ بلاغات النساء ـ من طريق هارون بن مسلم بن سعدان ، عن الحسن بن علوان ، عن عطية العوفي الذي روى هذه الخطبة عن عبدالله بن الحسن بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين ، عن جدتها الزهراء عليها السلام ؛ وأصحابنا يروون هذه الخطبة عن سويد بن غفلة بن عوسجة الجعفي ، عن الزهراء عليها السلام . وقد أوردها الطبرسي في كتاب الاحتجاج ، والمجلسي في بحار الانوار ، ورواها غير واحد من الاثبات الثقات ( منه قدس ) .
<<<
توجد في : بلاغات النساء لابي الفضل أحمد بن أبي طيفور المتوفى 280 هـ ص 12 ـ 19 ط الحيدرية ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 4 ص 78 ـ 79 وص 93 ـ 94 ط 1 بمصر وج 16 ص 211 ـ 213 وص 249 ـ 253 ط مصر بتحقيق محمد أبوالفضل ، أعلام النساء لعمر رضا كحالة ج 3 ص 1208 .
خطبة الزهراء الثانية
توجد في : بلاغات النساء لابن أبي طيفور ص 19 ـ 20 ط الحيدرية ، شرح نهج البلاغة ج 4 ص 87 ط 1 بمصر وأفست بيروت وج 16 ص 233 ـ 234 ط مصر بتحقيق محمد أبوالفضل ، أعلام النساء لعمر رضا كحالة ج 3 ص 1219 .
المراجعات
_ 688 _
نلتمس تتميم الفائدة بنقل احتجاج غير الامام والزهراء ، ولكم الفضل ؛ والسلام .
س
1 ـ احتجاج ابن عباس
2 ـ احتجاج الحسن والحسين
3 ـ احتجاج أبطال الشيعة من الصحابة
4 ـ الاشارة إلى احتجاجهم بالوصية
1 ـ ألفتكم إلى محاورة ابن عباس وعمر ، إذ قال عمر ( في حديث طويل دار بينهما ) : « يا ابن عباس أتدري ما منع قومكم منكم بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؟ ( قال ابن عباس ) : فكرهت أن اجيبه ، فقلت له : إن لم أكن ادري فإن أميرالمؤمنين يدري ، فقال عمر : كرهوا أن يجمعوا لكم النبوة والخلافة فتجحفوا على قومكم بجحا بجحا
(1) ، فاختارت قريش لانفسها فاصابت ووفقت ( قال ) : فقلت : يا أميرالمؤمنين ، إن تأذن لي في الكلام وتمط عني الغضب ، تكلمت ، قال : تكلم
( قال ابن عباس ) : أما قولك يا
---------------------------
(1) أي تبجحا ، والبجح بالشيء : هو الفرح به ( منه قدس ) .
المراجعات
_ 689 _
أميرالمؤمنين : اختارت قريش لانفسها فأصابت ووفقت ، فلو أن قريشاً اختارت لانفسها من حين اختار الله لها ، لكان الصواب بيدها غير مردود ولا محسود ، واما قولك : انهم أبوا أن تكون لنا النبوة والخلافة ، فان الله عزوجل ، وصف قوما بالكراهة ، فقال : ( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم ) فقال عمر : هيهات يا ابن عباس ، قد كانت تبلغني عنك أشياء أكره أن اقرك عليها فتزيل منزلتك مني ، قلت : ما هي يا اميرالمؤمنين ؟ فان كانت حقا فما ينبغي ان تزيل منزلتي منك ، وإن كانت باطلا فمثلي أماط الباطل عن نفسه ، فقال عمر : بلغني انك تقول : إنما صرفوها عنا حسدا وبغيا وظلما ، ( قال ) فقلت : أما قولك يا أميرالمؤمنين ظلما فقد تبين للجاهل والحليم ، واما قولك حسدا فان آدم حسد ونحن ولده المحسودون ، فقال عمر : هيهات هيهات ، أبت والله قلوبكم يا بني هاشم إلا حسدا لا يزول .( قال ) فقلت : مهلا يا امير المؤمنين ، لا تصف بهذا قلوب قوم أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ... الحديث (1) » ( 912 ) .
---------------------------
(1) نقلناه من التاريخ الكامل لابن الاثير بعين لفظه وقد اورده في آخر سيرة عمر من حوادث سنة 23 ص 24 من جزئه الثالث ، وأوردها علامة المعتزلة في سيرة عمر أيضا ص 107 من المجلد الثالث من شرح نهج البلاغة ( منه قدس ) .
( 912 ) توجد في : الكامل لابن الاثير ج 3 ص 63 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 3 ص 107 أفست بيروت على ط 1 بمصر وج 12 ص 53 ـ 54 ط مصر بتحقيق محمد أبوالفضل وج 3 ص 786 ط مكتبة الحياة وج 3 ص 156 ط دار الفكر بيروت ، تاريخ الطبري ج 4 ص 223 ، عبدالله بن سبأ للعسكري ج 1 ص 114 .
المراجعات
_ 690 _
وحاوره مرة أخرى ، فقال له في حديث آخر : « كيف خلفت ابن عمك ، قال : فظننته يعني عبدالله بن جعفر ، قال : فقلت : خلفته مع أترابه ، قال : لم اعن ذلك إنما عنيت عظيمكم أهل البيت ، قال : قلت : خلفته يمتح بالغرب وهو يقرأ القرآن . قال : يا عبدالله عليك دماء البدن إن كتمتنيها هل بقي في نفسه شيء من أمر الخلافة ؟ قال : قلت : نعم . قال : أيزعم ان رسول الله نص عليه ؟ قال ابن عباس : قلت : وأزيدك سألت ابي عما يدعي ـ من نص رسول الله عليه بالخلافة ـ فقال : صدق ، فقال عمر : كان من رسول الله في امره ذرو (1) من قول لا يثبت حجة ، ولا يقطع عذرا ، ولقد كان يربع (2) في امره وقتاً ما ولقد أراد في مرضه ان يصرح باسمه فمنعته من ذلك ، ... الحديث (3) » ( 913 ) .
---------------------------
(1) الذرو ـ بالكسر والضم ـ : المكان المرتفع والعلو مطلقا ، والمعنى انه كان من رسول الله في أمر علي علو من القول في الثناء عليه ، وهذا اعتراف من عمر كما لا يخفى ( منه قدس ) .
(2) هذا مأخوذ من قولهم ربع الرجل في هذا الحجر إذا رفعه بيده امتحانا لقوته ، يريد ان النبي كان في ثنائه على علي بتلك الكلمات البليغة ، يمتحن الامة في أنها هل تقبله خليفة أم لا ( منه قدس ).
(3) أخرجه الامام أبوالفضل أحمد بن أبي طاهر في كتابه تاريخ بغداد بسنده المعتبر إلى ابن عباس ، وأورده علامة المعتزلة في أحوال عمر من شرح نهج البلاغة ، ص 97 من مجلده الثالث ( منه قدس ) .
( 913 ) توجد هذه المحاورة في : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 3 ص 97 أفست بيروت على ط 1 بمصر وج 12 ص 20 ط مصر بتحقيق محمد أبوالفضل وج 3 ص 141 ط دار الفكر وج 3 ص 764 ط مكتبة الحياة .
المراجعات
_ 691 _
وتحاورا مرة ثالثة فقال : « يا ابن عباس ما أرى صاحبك الا مظلوما ، فقلت : يا اميرالمؤمنين فاردد اليه ظلامته ( قال ) فانتزع يده من يدي ومضى يهمهم ساعة ، ثم وقف فلحقته ، فقال : يا ابن عباس ما أظنهم منعهم عنه الا انه استصغره قومه ، قال : فقلت له : والله ما استصغره الله ورسوله حين أمراه ان يأخذ براءة من صاحبك ، قال : فأعرض عني وأسرع ، فرجعت عنه » ( 914 ) (1) . وكم لحبر الامة ولسان الهاشميين وابن عم رسول الله عبدالله بن العباس من أمثال هذه المواقف ، وقد مر عليك ـ في
---------------------------
(1) أورد هذه المحاورة أهل السير في أحوال عمر ، ونحن نقلناها من شرح نهج البلاغة لعلامة المعتزلة ، فراجع ص 105 من مجلده الثالث ( منه قدس ) .
( 914 ) توجد في : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 3 ص 105 وج 2 ص 18 أفست على ط 1 بمصر وج 12 ص 46 وج 6 ص 45 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل وج 3 ص 781 ط مكتبة الحياة وج 3 ص 153 ط دار الفكر .
قول عمر لابن عباس : « لقد كان علي فيكم أولى بهذا الامر مني ومن أبي بكر ... » .
توجد في محاضرات الراغب الاصفهاني ج 7 ص 213 كما في الغدير ج 1 ص 389 وج 7 ص 80 ط بيروت .
وقال عمر : « يا بن عباس أما والله ان صاحبك هذا [ يشير إلى علي ( ع ) ] لاولى الناس بالامر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله الا انا خفناه على اثنين ـ إلى أن قال ابن عباس ـ فقلت ما هما يا أميرالمؤمنين قال : خفناه على حداثة سنه وحبه بني عبد المطلب » .
يوجد في : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 134 وج 2 ص 20 أفست على ط 1 بمصر وج 2 ص 57 وج 6 ص 51 ـ 52 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل .
المراجعات
_ 692 _
المراجعة 26 ـ احتجاجه على ذلك الرهط العاتي ببضع عشرة من خصائص علي في حديث طويل جليل ، قال فيه : « وقال النبي لبني عمه : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة فأبوا ، وقال علي : أنا أواليك في الدنيا والآخرة ، فقال لعلي : انت وليي في الدنيا والآخرة ( إلى ان قال ابن عباس ) :
وخرج رسول الله في غزوة تبوك وخرج الناس معه ، فقال له علي : أخرج معك ؟
فقال رسول الله : لا ، فبكى علي ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي ، إنه لا ينبغي ان أذهب إلا وانت خليفتي ( قال ) : وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من كنت مولاه فإن عليا مولاه ... » الحديث ( 915 ) .
2 ـ وكم لرجالات بني هاشم يومئذ من أمثال هذه الاحتجاجات ، حتى ان الحسن بن علي جاء إلى ابي بكر وهو على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال له : انزل عن مجلس أبي ( 916 ) ، ووقع للحسين نحو ذلك مع عمر وهو على المنبر أيضا (1) ( 917 ) .
---------------------------
(1) نقل ابن حجر كلتا القضيتين في المقصد الخامس ، مما أشارت إليه آية
>>>
( 915 ) تقدم هذا الحديث بطوله مع مصادره تحت رقم ( 468 ) فراجع .
( 916 ) قول الامام الحسن لابي بكر وهو على منبر الرسول ( ص ) : « انزل عن مجلس أبي فقال : صدقت والله انه لمجلس أبيك ... » .
توجد في : الصواعق المحرقة لابن حجر ص 175 ط المحمدية وص 105 ط الميمنية بمصر ، شرح النهج لابن أبي الحديد ج 2 ص 17 ط 1 بمصر وج 6 ص 42 ـ 43 ط مصر بتحقيق محمد أبوالفضل ، الرسول الاعظم مع خلفائه ص 35 ط بيروت ، الاتحاف بحب الاشراف للشبراوي ص 7 .
( 917 ) قول الامام الحسين لعمر : « ... انزل عن مجلس أبي فقال له : منبر أبيك لا منبر
أبي ... » .
>>>
المراجعات
_ 693 _
3 ـ وكتب الامامية تثبت في هذا المقام احتجاجات كثيرة قام بها الهاشميون وأولياؤهم من الصحابة والتابعين ، فليراجعها من أرادها في مظانها ، وحسبنا ما في كتاب الاحتجاج للامام الطبرسي من كلام كل من خالد بن سعيد بن العاص الاموي (1) وسلمان الفارسي ، وابي ذر الغفاري ، وعمار بن ياسر ، والمقداد ، وبريدة الاسلمي ، وابي الهيثم بن التيهان ، وسهل وعثمان ابني حنيف ، وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين ، وأُبيُّ بن كعب ، وابي أيوب الانصاري ، وغيرهم (918 ) . ومن تتبع أخبار اهل البيت
---------------------------
<<<
المودة في القربى ، وهي الآية 14 من آيات الباب 11 من صواعقه ، فراجع من الصواعق ص 160 ، وقد أخرج الدارقطني قضية الحسن مع أبي بكر ، وأخرج ابن سعد في ترجمة عمر من طبقاته قضية الحسين مع عمر ( منه قدس ) .
(1) كان خالد بن سعيد بن العاص ممن أبى خلافة أبي بكر ، وامتنع عن البيعة ثلاثة أشهر ، نص على ذلك جماعة من أثبات أهل السنة كابن سعد في ترجمة خالد من طبقاته ص 70 من جزئها الرابع ، وذكر أن أبا بكر لما بعث الجنود إلى الشام ، عقد له على المسلمين وجاء باللواء إلى بيته ، فقال عمر لابي بكر : أتولي خالدا وهو القائل ما قال ؟ فلم يزل به حتى أرسل أبا أروى الدوسي فقال له : ان خليفة رسول الله يقول لك : إردد إلينا لواءنا ، فأخرجه فدفعه إليه ، وقال : ما سرتنا ولايتكم ، ولا ساءنا عزلكم ، فجاء أبوبكر فدخل عليه يعتذر إليه ، ويعزم عليه ان لا يذكر عمر بحرف . ا هـ . وكل من ذكر بعث الجنود إلى الشام ، أورد هذه القضية أو أشار إليها ، فهي من الامور المستفيضة ( منه قدس ) .
<<<
يوجد في : الصواعق المحرقة ص 175 ط المحمدية وص 105 ط الميمنية بمصر .
( 918 ) احتجاجات لبني هاشم وجماعة من الصحابة .
المراجعات
_ 694 _
وأولياءهم ، علم انهم كانوا لا يضيعون فرصة
تخولهم الاحتجاج بأنواعه كلها من تصريح وتلويح ، وشدة ولين ، وخطابة وكتابة ، وشعر ونثر ، حسبما تسمح لهم ظروفهم الحرجة .
4 ـ وأكثروا من ذكر الوصية محتجين بها كما يعلمه المتتبعون ، والسلام .
ش
متى ذكروا الوصية ؟
متى ذكروا الوصية إلى الامام ؟ ومتى احتجوا بها ؟ وما رأيتهم ذكروها إلا في مجلس أم المؤمنين فأنكرتها ، كما بيناه سابقا ، والسلام
س
<<<
توجد في : كتاب سليم بن قيس الهلالي التابعي المتوفى سنة 90 هـ ص 88 ـ 93 ط النجف ، الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 97 ـ 104 ط النعمان ، البحار للعلامة المجلسي ج 28 ص 189 ـ 202 وص 208 ـ 219 ط الجديد ، اليقين في إمرة أميرالمؤمنين لابن طاووس ص 108 ـ 113 ط الحيدرية ، الخصال للشيخ الصدوق ص 429 ـ 434 ، رجال البرقي المتوفى حدود ( 274 هـ ) ص 63 ط إيران .