المجالس العاشوريّة في المآتم الحسينيّة
|
ووالدُهُ الساقي على الحوضِ في غَد وفاطمةٌ ماءُ الفُرَاتِ لها | مَهْرُ(1)
بالكَبْشِ قد فُدِيَ الذبيحُ وقد فدى بسليلِهِ طه الحسينَ فكأنَّما كان الفِدَاءُ ليفتدي دينَ الإِلهِ بذبحِهِ في كَرْبَلا | مُبَجَّلا
بكت السماءُ دماً ولم تَبْرُدْ نَدَبَتْ لها الرُّسْلُ الكِرَامُ وَنَدْبُها عن ذي المَعَارِجِ فِيهِمُ مَسْنُونُ | به كَبِدٌ ولو أنَّ النُّجُومَ عُيُونُ
فبعينِ نوح سَالَ ما أَرْبَى وَبِقَلْبِ إبراهيمَ ما بَرَدَتْ له مَا سَجَّرَ النمرودُ وهو كَمِينُ ولقد هَوَى صَعِقاً لِذِكْرِ حَدِيثِها موسى وهوَّن ما لَقِي هَارونُ واختار يحيى أَنْ يُطَافَ بِرَأْسِهِ وله التأسّي بالحسينِ يكونُ (1) | على مَاسَارَ فيه فُلْكُهُ المشحونُ
حَدِّثْ ولا حَرَجٌ عليكَ فإنّما تَرْوي لَنَا مُتَوَاتِرَ | الإسنادِ
أبَا الفَضْلِ يا مَنْ ليس تُحْصَى حَمَيْتَ الهدى لمَّا دَعَا بِكَ نادباً فللهِ نَدْبٌ كان للدينِ حاميا ولبَّيْتَ داعي الحقِّ بالطفِّ مُذْ دعا وجاوبتَهُ لبَّيكَ للهِ داعيا وجيشُ ابنِ حَرْب بالطفوفِ كأنَّما أَعَدْتَ عليه حَرْبَ صفّينَ ثانيا مَلَكْتَ الفُرَاتَ العَذْبَ والقلبُ لاَهِفٌ وكان عليه الجيشُ كالسدِّ رَاسِيا | هِبَاتُهُ وَمَنْ ذا الذي يُحصي النجومَ الدَّرَارِيا
تذكَّرْتَ ماقاسى الحسينُ من أبوكَ فَدَى نَفْسَ النبيِّ بنفسِهِ وكنتَ لسبطِ المصطفى الطُّهْرِ فاديا وإن يكُ قد واسى أبوك ابنَ عَمِّه فللسِّبْطِ يومَ الطفِّ كنتَ المواسيا فياقمراً قد غاله الخَسْفُ بَعْدَما بدا في سَمَاءِ الهاشميّين زَاهِيا تُحَجِّبُ منه البِيضُ والسُّمْرُ طَلْعَةً بأنوارِهَا كانت تُضيءُ الدياجيا أأنساه مَقْطُوعَ اليدينِ ضريبةً لِبِيْضِ العِدَا حَوْلَ الشريعةِ ثاويا(1) | الظما وَعُدْتَ ولم تَرْوِ الحَشَا منه ظاميا
أبوكَ كان لجدّي مثلَ كَوْنِكَ أبوك ساقي الوَرَى في الحَشْرِ كَوْثَرَهُ وأنتَ أطفالَنا في الطفِّ ساقيها | لي بنفسِهِ نَفْسُ مَنْ آخَاه فَادِيها
أحقُّ الناسِ أن يُبْكَى أخوه وابنُ وَالِدِه عليٍّ أبو الفضل المضرَّجُ بالدماءِ وَمَنْ واساه لا يَثْنيه شيءٌ وَجَادَ لَهُ عَلَى عَطَش بماءِ | عليه فتىً أبكى الحسينَ بكربلاءِ
وأبو الفَضْلِ إنَّ ذِكْرَهُمُ الحُلْوُ شِفَاءُ النفوسِ مِنْ أَسْقَامِ قُتِلَ الأدعياءُ إذْ قتلوه أَكْرَمَ الشاربينَ صَوْبَ الغَمَامِ |
لا أرهبُ الموتَ إذا الموتُ زَقا حتى أُوارى في المصاليتِ | لُقَى
نفسي لنفسِ المصطفى الطُّهرِ وِقَا إني أنا العبَّاسُ أغدو ولا أخافُ الشرَّ يومَ الملتقى | بالسِّقَا
واللهِ إن قطعتُمُ وعن إمام صادقِ اليقينِ نَجْلِ النبيِّ الطاهرِ الأمينِ | يميني إني أحامى أبداً عن ديني
يا نفسُ لا تخشي من الكُفَّارِ وأبشري برحمةِ مع النبيِّ السيِّدِ المختارِ قد قطعوا ببغيِهِمْ يَسَاري فأَصْلِهِم يا ربِّ حَرَّ النارِ | الجبَّارِ
تعدَّيتُمُ يا شرَّ قوم أَمَا كان خيرُ الرسلِ أوصاكُمُ بنا أَمَا نحن من نَجْلِ النبيِّ المسدَّدِ أَمَا كانت الزهراءُ أُمّيَ دُوْنَكُمْ أَمَا كان من خيرِ البريَّةِ أحمدِ لُعِنْتُمْ وأُخزِيتم بما قد جَنَيْتُمُ فسوف تُلاَقوا حَرَّ نارِ تَوَقُّدِ | ببغيِكُمْ وخالفتُمُ دينَ النبيِّ محمَّدِ
يا نفسُ من بَعْدِ الحسينِ هوني وبَعْدَه لا كنتِ أَنْ هَذا الحسينُ واردُ المَنُونِ وتشربينَ بَارِدَ الْمَعِينِ تاللهِ ما هذا فِعَالُ ديني | تكوني
مَا سَاءَهُ قَطْعُ اليدينِ بَلْ ساءه إهراقُ مَاءِ مَزَادة فبها لريِّ الطاهراتِ ضمينُ تاللهِ لو عادت يَدَاهُ لا ستقى مَاءً وما هو باليدينِ ضنينُ (1) | فعندَهُ لا شيءَ في جَنْبِ الإلهِ ثمينُ
وَهَوَى عليه مَاهُنَالِكَ اليومَ سَارَ عن الكتائبِ كَبْشُها اليومَ غَابَ عن الهُدَاةِ إمامُها اليومَ نامت أعينٌ بك لَمْ تَنَمْ وتسهَّدَتْ أخرى فَعَزَّ مَنَامُها | قائلا اليومَ بَانَ عن اليمينِ حُسَامُها
ولمَّا رآه السبطُ شِلواً ففي أيِّ كفٍّ بَعْدَك اليومَ أتّقي غَوَاشي الأعادي أَمْ أَذُودُ الأعاديا عليَّ عزيزٌ أن أراك مجدَّلا تريبَ المحيَّا عافرَ الجسمِ داميا عليكَ انحنى ظهري وشَلَّت يَدُ الردى يمينى وَجَذَّتْ في ظُبَاها شِمَاليا فهلاَّ شَجَتْكَ الفاطمياتُ إِذْ غَدَتْ ( بحال به يُشْجِيْنَ حتَّى الأعاديا ) وَضَجَّتْ بمَنْ فيها عليكَ خِيَامُها فناعيةٌ فيها تُجَاوِبُ نَاعِيا وكنتَ لها الساقي إذا كَضَّها الظَّمَا وها هي تستسقي الدموعَ الجَوَارِيا تَقَضَّتْ لياليهنَّ فيك زَوَاهِراً وقد أصبحت أَيَّامُهُنَّ لَيَاليا وكانت رُبُوعُ العِزِّ فيك حوالياً وَبَعْدَكَ قد عادت يَبَاباً خَوَاليا فَمَنْ ذَا الذي يحمي الضعينةَ إِنْ سَرَتْ إلى الشامِ فيها العيسُ تَطْوِي الفيافيا فيا ابنَ التي تُنْمَى لأزكى قبيلة وقد أنجبت تلك البنينَ الزَّوَاكيا لجأتُ إلى مَثْوَاكَ ضيفاً ولم تكن لِتَطْرُدَ ضيفاً مستجيراً ولاجي(1) | موزَّعاً هَوَى فوقَهُ مُحْدَوْدِبَ الظَّهْرِ حانيا
وأحنى عليه قائلاً هتك أخي بمن أسطو وإنك ساعدي وعضبي إذا ما ضاق يوماً مقامُها أخي فمن يُعطي المكارم حقها ومن فيه إعزازاً تطاول هامُها أخي فمن للمحصنات إذا غدت بملساء يُذكي الحائمات رغامُها أخي لمن اُعطي اللواء ومَنْ به يشق عباب الحرب إن جاش سامُها فو الهفتا والدهر غدرٌ صروفهُ عليك وعفواً ناضلتني سهامها إلى الله أشكو لوعة لو أبثُها على شامخات الأرض ساخ شمامها (2) | العدى حجابَ المعالي واستُحل حرامُها
لم أنسَ إذْ صال في يومِ النزالِ على ال أبطالِ مَنْ هو للآجالِ هو الفتى شِبْلُ ذاك الليثِ حيدرة مَنْ لاَ فتىً غَيْرَهُ في الرَّوعِ يَقْتَحِمُ هو المفضَّلُ مَنْ للفضلِ كان أباً والمكرُمات إذا عُدَّتْ له شِيَمُ شَهْمٌ هِزَبْرٌ جَرِيٌّ في الوغى أَسَدٌ وفي الدُّجَا قَمَرٌ تُجْلَى به الظُّلَمُ له مَقَاعِدُ صِدْق عندَ مالكِهِ وفي المواقِفِ مازلَّت له قَدَمُ تخاله إِنْ سَطَا الأبطالُ صاعقةً مِنْ صَوْتِهِ حَلَّ في آذانِهِمْ صَمَمُ | مُخْتَرِمُ
لا تنس للعباسِ حُسْنَ واسى أخاه بها وَجَادَ بنفسِهِ في سَقيْ أطفال له ونساءِ رَدَّ الأُلُوفَ على الألوفِ مُعَارِضاً حَدَّ السُّيُوفِ بجبهة غَرَّاءِ (1) | مَقَامِهِ في الرَّوْعِ عندَ الغَارَةِ الشَّعْوَاءِ
بالسبطِ قد هَتَفَ العبَّاسُ حين هوى في حَوْمَةِ الْحَرْبِ للتوديعِ فيا لَهَا ساعةً وافى الحسينُ بها شقيقَه وعليه قام منحنيا | مُبْتَغِيا