ولله درّ الشيخ حسن التاروتي عليه الرحمة وطيب الله تربته إذ يقول :
احتفاء الملائكة بالحسين ( عليه السلام ) وتوسُّل فطرس به قال الراوندي عليه الرحمة : روي أنّه لمَّا ولد الحسين ( عليه السلام ) أمر الله تعالى --------------------------- (1) بحار الأنوار ، المجلسي : 44/241 ح 34 . (2) رياض المدح والرثاء ، الشيخ حسين القديحي : 97 / 98 . المجالس العاشوريّة في المآتم الحسينيّة
جبرئيل أن يهبط في ملأ من الملائكة فيهنىء محمّداً ، فهبط فمرَّ بجزيرة فيها مَلَك يقال له : فطرس ، بعثه الله في شيء فأبطأ فكسر جناحه فألقاه في تلك الجزيرة ، فعبد الله سبعمائة عام ، فقال فطرس لجبرئيل : إلى أين ؟ فقال : إلى محمد ، قال : احملني معك إلى محمد لعلّه يدعو لي . |
ففي مَهْدِهِ الأملاكُ لاذت تُعَفِّرُ في أبْوَابِهِ جَبَهَاتِها وَتَلْثمُهُ أفواهُها وخدودُها مِنَ الْخَمْسَةِ اللاَّئي لِجَبْهَةِ آدم لأنوارِهَا الأملاكُ كان سجودُها أبو التسعةِ الغُرِّ الذين وُجُودُهُمْ أضاءت به الدنيا وقام وجودُها (2) | وَقَبْرُهُ مُلُوكُ الورى تَعنو لديه وَصِيْدُها
يَا لمولود له الْفَضْلُ وَلَهُ جبريلُ في الْجَمْعِ العظيمْ لَمْ يَزَلْ مِنْ شَرَف يلثمُهُ وبه فطرسُ للربِّ الكريمْ قَدْ دَعَا مُبْتَغِياً يَرْحَمُهُ فأزالَ اللهُ منه الْوَصَبَا واننثنى يَرْفُلُ في بُرْدِ الهَنَا قائلا أعتقني حِلْفُ الإِبَا وإليَّ السبطُ حقّاً أَحْسَنا (2) | الْعَمِيمْ حيثُ ميكالٌ أَتَى يَخْدمُهُ
قُرْآنُ فَضْلِكَ فيه يَفْتَتِحُ وبأُفْقِ مَهْدِكَ من جِهَادِكَ أَشْرَقَتْ لِلْفَتْحِ آيَاتٌ بِوَجْهِكَ تُرْسَمُ أنت الحسينُ ودُوْنَ مَجْدِك في العُلاَ مَجْدُ المسيحِ ودونَ أُمِّك مريمُ فَلَقَدْ وُلِدْتَ مطهَّراً في بُرْدَة مِنْ طُهْرِ فاطمة تُحَاكُ وَتُلْحَمُ وَلَقَدْ قُتِلْتَ بمَصْرَع يسمو به مَجْدُ المَمَاتِ على الحَيَاةِ وَيَعْظُمُ والحقُّ من عينيك يَنْبَعُ نورُهُ والصدقُ في شفتيك جَمْرٌ مُضْرَمُ أضحى جبينُكَ وهو فُرْقَانُ الهُدَى بِدَمِ الشهادةِ والسعادةِ يُوْسَمُ وقرأتُ للفتحِ المباركِ سُورَةً بالسَّهْم في صَفَحَاتِ قَلْبِكَ تُرْقَمُ فَخَضَبْتُ ناصيتي بِمَذْبَحِ جُثَّة في نَحْرِها الدامي يَحُزُّ الِمخْذَمُ وعلمتُ أنَّك هَدْيُ آلِ محمَّد وعريشُ مَهْدِكَ يومَ خَلْقِكَ مَأْتَمُ (2) | الْفَمُ حَمْداً وبالإِخلاصِ ذِكْرَكَ يَخْتِم
والناسُ يومَ الحشرِ أربعةٌ في سَقَر أُوْدِعُوا ليس لها من قَعْرِها مَطْلَعُ ورايةٌ يَقْدُمُها حيدرٌ ووجهُهُ كالشمسِ إذ تطلعُ غداً يُلاَقي المصطفى حيدرٌ ورايةُ الحَمْدِ له تُرْفَعُ مَوْلىً له الجنَّةُ مأمورةٌ والنّارُ من إِجْلاَلِهِ تَفْزَعُ إمامُ صِدْق وَلَهُ شِيعةٌ يُرْوَوا من الحَوْضِ ولم يُمْنَعُوا بذاك جاء الوحيُ من ربِّنا يا شيعةَ الحقِّ فلا تجزعوا(2) | راياتُهُمْ خَمْسٌ فمنها هَالِكٌ أربعُ
أيرجو مَعْشَرٌ قتلوا حسيناً شفاعةَ جدِّه يومَ | الحسابِ
أترجو أُمَّةٌ قَتَلَتْ حسيناً شَفَاعَةَ جَدِّهِ يومَ الحِسَابِ |
أترجو عُصْبَةٌ قَتَلَتْ حسيناً شفاعةَ جدِّه يومَ | الحسابِ (1)
فقد قَدِمُوا عليه بِحُكْمِ ستلقى يا يزيدُ غداً عَذَاباً من الرحمنِ يالكَ من عَذَابِ | جَوْر فَخَالَفَ حُكْمُهم حُكْمَ الكتابِ
تَخَلَّفَ المقدارَ منهم والْتَزَمَ الثَّارُ الحسينَ بَعْدَهُ واحتشدوا على ابنِهِ حتَّى قُتِلْ(2) | عُصْبَةٌ ثاروا بصفّينَ وفي يومِ الجَمَلْ
أيُّ خَطْب عَرَى البتولَ أيُّ خَطْب أبكى النبيين جَمْعاً وله الأوصياءُ عزَّ عَزَاهَا أيُّ خَطْب أبكى الملائكَ طُرَّاً وَقُلُوبَ الإيمانِ شَبَّ لَظَاهَا ذاك خَطْبُ الحسينِ أَعْظِمْ بخَطْب صَيَّرَ الكائناتِ يجري دِماها لستُ أنساه في ثرى الطفِّ أضحى في رجال إلهُها زكَّاها نَزَلُوا منزلا على الماءِ لكنْ لم يَبُلُّوا عن الضَّرَامِ شِفَاها وَقَفُوا وَقْفَةً على الْحَرْبِ أَبْدَتْ لِلْعُلَى شاهداً على عَلْيَاها وَقَفُوا وقفةً لو انَّ الرواسي وَقَفَتْها لزال منها ذُرَاهَا | وطه وَنحى أَعْيُنَ الهُدَى فَعَمَاهَا
قد أثاروا من القَتَامِ عَجَاجاً حَسِبَ الناسُ أنَّ ذاك قد أثاروا إلى السَّمَاءِ رعيداً نَفْخَةُ الصُّورِ كان دُونَ صَدَاها(1) | سَمَاها
هَلاَّ شَمَمْتَ رَوَائِحَ أَوَمَا انْتَشَقْتَ ثَرَى الضريحِ وَزُرْتَهُ بكآبة وَتَفَجُّع ونِيَاحِ وبكيتَ كالثكلى هناك ولم تكن تُصْغِي لِقَولِ عَوَاذِل وَلَوَاحِي وذكرتَ مَصْرَعَهُ الذي مِنْ قَبْلِ أَنْ يجري بكاه كُلُّ قَلْب صاحي تاللهِ لا أنسى ابنَ أحمدَ بالعَرَى مُلْقَىً وفي حَرِّ الهجيرةِ ضاحي والشمسُ تَصْهَرُ جِسْمَهُ لكنَّه مُتَظَلِّلٌ بأَسِنَّة وَرِمَاحِ من حَوْلِهِ أبناءُ فِهْر أصبحوا صَرْعَى على وَجْهِ الثرى كأضاحي نَسَجَتْ لهم أيدي الرياحِ مَلاَبساً وَرُؤُوسُهم رُفِعَت على الأَرْمَاحِ | التفَّاحِ سَحَراً بمثوى خَامِسِ الأشباحِ