--------------------------- (1) دعوى معاوية أن بني أمية أسخياء دعوى غير صحيحة يكذُبها التأريخ ، وأما سخاء علي الأكبر فهو ثابت بالنصوص التأريخية . المجالس العاشوريّة في المآتم الحسينيّة
وانضاجها ، ويطعم البائس والمسكين والضيوف والواردين ، وهو عليهم في غاية الشفقة واللطف والرحمة ، وكان من عادة العرب الذين يحبّون الضيف ويبالغون في إكرامه أن يشعلوا ناراً فوق البيوت في الصيف والشتاء ، في الليالي المظلمة ، حتى إذا جاءهم ضيفٌ من بعيد في الليل المظلم فبتلك النار يهتدي الطريق إلى المضيف ، ولا يتعسَّف ، ولا يضلّ الطريق ، ويسمّونها نار القرى ، وكان علي الأكبر ( عليه السلام ) من غاية حبِّه للضيف وإكرامه له إذا أشعل النار فوق بيته أشعلها كثيراً ، وفي غاية الاشتعال لكي يراها البائس والمسكين والمرمل واليتيم ، وينزل في داره على طعامه ، كيف وهو ربُّ الجود والسخاء والفضل والندى ورضيع الحسب والنسب ، وكان ( عليه السلام ) في الدين واليقين بمكان مكين بحيث لا يؤثر دنياه على دينه ، ولا يبيع الحق بالباطل . |
أَشبيهَ جدّي منطقاً وخلائقاً كَرُمَتْ وفي خَلْق حَلاَ أبُنيَّ إنَّ الدهرَ فَوَّقَ سَهْمَهُ وَرَمَاك لكنْ في الفؤادِ رماني أبُنيَّ فَقْدُكَ لم يَدَعْ مِنْ مُسْلِم إلاَّ بكاك شجاً بدَمْع قاني إِذْ أنت سِلْوَتُهُم إذا اشتاقوا إلى رُؤْيَا النبيِّ وسيِّدِ الأكوانِ(1) | وَمَعَاني
جَمَعَ الصفاتِ الغُرَّ وهي في بَأْسِ حَمْزَةَ في شُجَاعَةِ حيدر وإبا الحُسَينِ وفي مَهَابَةِ أحمدِ وتراه في خَلْق وَطِيْبِ خَلاَئق وبليغِ نُطْق كالنبيِّ محمَّدِ يرمي الكَتَائِبَ والفلا غَصَّت بها في مِثْلِها من بَأْسِهِ المتوقِّدِ (2) | تُرَاثُهُ من كُلِّ غِطْريف وشَهْم أصيدِ
أنا عليُّ بنُ الحسينِ بنِ واللهِ لا يحكُمُ فينا ابنُ الدَّعِي أَطْعَنُكُمْ بالرُّمْحِ حتَّى ينثني أَضْرِبُكُم بالسيفِ أَحْمِي عن أبي ضَرْبَ غُلاَم هاشميٍّ علوي | علي من عُصْبَة جَدُّ أبيهِمُ النبي
الحَرْبُ قد بانت لها الحَقَائِقُ وَظَهَرَتْ من بَعْدِها واللهِ ربِّ العَرْشِ لاَ نُفَارِقُ جُمُوعَكُمْ أو تُغْمَدَ البَوَارِقُ | مَصَادِقُ
يا كوكباً ما كان أَقْصَرَ عُمْرَهُ وكذاك عُمْرُ كَوَاكِبِ الأسحارِ وهلالَ أيَّام مضى لم يَسْتَدِرْ بدراً ولم يُمْهَلْ لِوَقْتِ سَرَارِ عَجِلَ الخُسُوفُ عليه قَبْلَ أَوَانِهِ فَمَحَاه قَبْلَ مَظَنَّةِ الإبدارِ أبكيهِ ثمَّ أقولُ معتذراً له وُفِّقْتَ حين تَرَكْتَ أَلأَمَ دَار جَاوَرْتُ أعدائي وَجَاوَرَ ربَّه شَتَّانَ بين جِوَارِهِ وَجِوَاري |
كُنْتَ السوادَ مَنْ شَاءَ بَعْدَكَ فَلْيَمُتْ فعليكَ كنتُ أُحَاذِرُ | لِمُقْلَتي يبكي عليك النَّاظِرُ
حَوْضٌ له ما بَيْنَ صنعاءَ إلى أَيلةَ(2) والعُرْضُ به يُنْصَبُ فيه عَلَمٌ للهدى والحَوْضُ من مَاء له مُتْرَعُ يفيضُ من رَحْمَتِهِ كَوْثَرٌ أبيضُ كالفضَّةِ أو أنصعُ حَصَاهُ ياقوتٌ وَمُرْجَانَةٌ ولؤلؤٌ لم تَجْنِهِ إِصْبَعُ بَطْحَاؤُه مِسْكٌ وَحَافَاتُهُ يهتزُّ منها مُوْنِقٌ مُرْبِعُ أَخْضَرُ ما دون الوَرَى نَاضِرٌ وَفَاقِعٌ أَصْفَرُ أو أَنْصَعُ فيه أباريقُ وَقِدْ حَانُهُ يَذُبُّ عنها الرَّجُلُ الأَصْلَعُ يَذُبُّ عنها ابنُ أبي طالب ذَبَّاً كَجَرْبَا إِبل شرَّعُ والعِطْرُ والريحانُ أنواعُهُ زَاك وقد هبَّتْ به زَعْزَعُ ريحٌ من الجنَّةِ مأمورةٌ ذاهبةٌ ليس لها مَرْجِعُ إذا دنوا منه لكي يشربوا قيل لهم : تبّاً لكم فَارْجِعوا دُونَكُمُ فالتمسوا مَنْهلا يُرْويكُمُ أو مَطْعَماً يُشْبِعُ هَذا لِمَنْ والى بني أحمد ولم يَكُنْ غيرَهُمُ يَتْبَعُ فالفوزُ للشاربِ من حَوْضِهِ والويلُ والذُّلُّ لمن يُمْنَعُ (3) | أَوْسَعُ
تبكيك عيني لا لأَجْلِ تبتلُّ منكم كربلا بِدَم ولا تبتلُّ منّي بالدُّمُوعِ الجاريه أنْسَتْ رزيَّتُكُمْ رزايانا التي سَلَفَتْ وهوَّنَتْ الرزايا الآتيه وَفَجَائِعُ الأيَّامِ تبقى مدَّةً وتزو لُ وهي إلى القيامةِ باقيه لهفي لِرَكْب صُرِّعوا في كربلا كانت بها آجالُهم متدانيه تعدو على الأعداءِ ظاميةَ الحَشَا وسيوفُهُمْ لدمِ الأعادي ظاميه نصروا ابنَ نبتِ نبيِّهم طُوْبى لهم نالوا بِنُصْرَتِهِ مَرَاتِبَ ساميه | مَثُوبة لكنَّما عيني لأجلِكَ باكيه
تَتَبَّعُوكم وَرَامُوا مَحْوَ أنَّى وفي الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ ذِكْرُكُمُ لدى التشهُّدِ للتوحيدِ قَدْ شَفَعا | فَضْلِكُمُ وخيَّبَ اللهُ مَنْ في ذَلِكُم طَمِعَا
يا ثاوياً في هجير الشمس كفّنَهُ سافي الرياح ووارته القنا على النبي عزيزٌ لو يراك وقد شفى بمصرعك الأعداءُ ما حقروا ولو ترى أعين الزهراء قرّتها والنبل في جسمه كالهرب ينعقدُ له على السُّمر رأس تستضيءُ به سُمرُ القنا وعلى وجه الثرى جَسَدُ إذاً لحنّت وأنَّت وانهمت مُقَلٌ منها وجرت بنيران الأسى كبرُ(2) | القُصُدُ
فأبى أَنْ يعيشَ إلاَّ عزيزاً أو تجلَّى الكِفَاحُ وهو صريعُ رُمْحُهُ مِنْ بَنَانِهِ وَكَأَنْ مِنْ عَزْمِهِ حَدُّ سَيْفِهِ مطبوعُ |
عفيراً متى عَايَنَتْهُ الكُمَاةُ يختطفُ الرُّعْبُ أَلْوَانَها |