فقال ( صلى الله عليه وآله ) : إنّا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وإنه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريداً ، وتشريداً في البلاد ، حتى ترتفع رايات سود من المشرق فيسألون الحق فلا يُعطونه ، ثمَّ يسألونه فلا يُعطونه ، ثمَّ يسألونه فلا يُعطونه ، فيقاتلون فيُنصرون ، فمن أدركه منكم أو من أعقابكم فليأت إمام أهل بيتي ولو حبواً على الثلج ، فإنها رايات هدى ، يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي ... فيملك الأرض ، فيملأها قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً (1) . وروي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : إن أهل بيتي سيلقون من بعدي من أمتي قتلا وتشريداً ، وإن أشدَّ قومنا لنا بغضاً بنو أمية ، وبنو المغيرة ، --------------------------- (1) المستدرك على الصحيحين ، الحاكم : 4/511 ، المعجم الكبير ، الطبراني : 10/85 . المجالس العاشوريّة في المآتم الحسينيّة
وبنو مخزوم (1) . |
عظيمةٌ في الأنامِ مِحْنَتُنا أوَّلُنا مُبْتَلىً وآخِرُنا يَفْرَحُ هذا الوَرَى بعيدِهِمُ ونحن أعيادُنا مآتِمُنا |
والناسُ في الأَمْنِ والسُّرُورِ ولا يَأْمَنُ طُوْلَ الحَيَاةِ | خَائِفُنا (1)
فما بقعةٌ في الأرض شرقاً ومغرباً وليس لكم فيها قتيلٌ ومَصْرَعُ ظُلِمْتُم وَقُتِّلْتُم وَقُسِّمَ فَيْئُكُمْ وَضَاقَتْ بكم أرضٌ فلم يَحْمِ مَوْضِعُ كأنَّ رسولَ اللهِ أوصى بقتِلكم وأجسامُكُمْ في كُلِّ أرض تُوَزَّعُ (3) |
فطوسٌ لكم والكَرْخُ شَجْواً وكربلا وكوفانُ تبكي والبقيعُ وكم قد تعطَّفتم عليهم ترحُّماً فلم يعطفوا يوماً عليكم ويرحموا فَلاَ رَبِحَتْ آلُ الطليقِ تِجَارةً ولا بَرِحَتْ هوناً تُسامُ وَتُرْغَمُ فَمَا مِنْكُمُ قَدْ حرَّم اللهُ حَلَّلُوا وما لَكُمُ قد حلَّل اللهُ حَرَّمُوا وَجَدُّهُمُ لو كان أوصى بقتلِهِمْ إليكم لَمَا زِدْتُم على ما فَعَلْتُمُ | وزمزمُ
فصمتُمْ من الدينِ الحنيفيِّ | حَبْلَهُ وعُرْوَتَهُ الوثقى التي ليس تُفْصَمُ (1)
إنَّ اليهودَ لِحُبِّهم وذوو الصليبِ بحبِّهم لصليبِهِمْ يمشون زهواً في قُرَى نَجْرَانِ والمؤمنون بحُبِّ آلِ محمَّد يُرْمَونَ في الآفاق بالنيرانِ(3) | لنبيِّهم أَمِنُوا بَوَائِقَ حَادِثِ الأَزْمَانِ
قبور بكوفان ، وأخرى وأخرى بأرض الجوزجان محلُّها وقبر بباخمرى لدى الغرباتِ وقبر ببغداد لنفس زكية تضمنها الرحمن في الغرفاتِ وقبر بطوس يا لها من مصيبة ألحت على الأحشاء بالزفراتِ قبور ببطن النهر من جنب كربلا معرسهم فيها بشط فراتِ توفوا عطاشا بالفرات فليتني توفيت فيهم قبل حين وفاتي | بطيبة وأخرى بفخّ نالها صلواتِ
آلُ النبيِّ وَمَنْ أَمِنَ النصارى واليهودُ وَهُمْ من أُمَّةِ التوحيدِ في أَزْلِ (2) | يُحِبُّهُمُ يتطامنون مَخَافَةَ الْقَتْلِ
لعن اللهُ مَنْ يسبُّ عليّاً وحسيناً من سُوقَة وَإِمَامِ |
أيُسَبُّ المطهَّرون يَأْمَنُ الطيرُ والحمامُ وَلاَ يَأْ مَنُ آلُ الرسولِ عندَ المَقَامِ طِبْتَ بيتاً وطاب أهلُكَ أَهْلا أهلُ بيتِ النبيِّ والإسلام رحمةُ اللهِ و السلامُ عليهم كلَّما قام قائمٌ بسَلاَمِ(1) | جُدُوداً والكِرَامُ الآبَاءِ والأعمامِ
إنَّ امرءاً أمستَ وبني أبي حسن وَوَالِدِهِمْ مَنْ طَابَ في الأَرْحَامِ والصُّلْبِ أَيُعَدُّ ذنباً أَنْ أُحِبَّهُمُ بل حُبُّهم كَفَّارَةُ الذنبِ (2) | مَعَايِبُهُ حُبَّ النبيِّ لَغَيْرُ ذي ذَنْبِ
أَلاَ أيُّها النَّاسُ طَالَ أكُلَّ أوان للنبيِّ محمَّد قتيلٌ زَكِيٌّ بالدِّمَاءِ مُضَرَّجُ تبيعون فيه الدينَ شَرَّ أئِمَّة فللهِ دينُ اللهِ قَدْ كَادَ يمرجُ | ضريرُكُمْ بآلِ رَسُولِ اللهِ فَاخْشَوا أو ارْتَجُوا
بني المصطفى كم يأكلُ الناسُ شِلْوَكم لِبَلْوَاكُمُ عمَّا قليل أمَا فِيهِمُ راع لحقِّ نبيِّه وَلاَ خَائفٌ من رَبِّهِ يتحرَّجُ (4) | مفرجُ
يَا عَينُ ابكي بِدَمْع منكِ صَرْعَى بِفَخ تجرُّ الريحُ فوقَهُمُ أذيالَها وغوادي الدُّلَّجِ المُزُنِ حتَّى عَفَتْ أَعْظُمٌ لو كان شَاهَدَها مُحَمَّدٌ ذَبَّ عنها ثمَّ لم تَهُن مَاذا يقولونَ والماضونَ قَبْلَهُمُ عَلَى الْعَدَاوَةِ والبغضاءِ والإِحَنِ مَاذا يقولون إِنْ قال النبيُّ لَهُمْ مَاذَا صنعتم بنا في سَالِفِ الزَّمَنِ | مُنْهَمِرِ فَقَدْ رأيتِ الذي لاقى بنو حَسَنِ
لاَ النَّاسُ من مُضَر حَامَوا وَلاَ غَضِبُوا ولا ربيعةُ والأحياءُ من يا ويحَهُمْ كيف لم يَرْعَوا لهم حُرَماً وقد رَعَى الفيلُ حقَّ البيتِ ذي الرُّكُنِ | يَمَنِ
أَلاَ يَا لَقَومي لِلسَّوَادِ ليبكِ حسيناً كلُّ كهل وأمرد من الجنِّ إِنْ لم يَبْكِكَ الإنسُ نُوَّحِ (1) | المُصَبِّحِ وَمَقْتَلِ أولادِ النبيِّ بِبَلْدَحِ
أَلَمْ تَرَني من حُبِّ آلِ كأنّيَ جَانٌ مُحْدِثٌ وكأنّني بهم أُتَّقَى من خَشْيَةِ الْعَارِ أَجْرَبُ على أيِّ جُرْم أم بأَيَّةِ سيرة أُعَنَّفُ في تَقْرِيظِهِمْ وأُؤَنَّبُ (2) | محمَّد أروحُ وأغدوا خائفاً أترقَّبُ
لَمْ يُرْوِهِ ما أراق البغيُ من وليس يشفي غليلا في حَشَاه سوى أَنْ لا يُرَى فوقهَا ابنُ بِنْتِ نبي(3) | دَمِنَا في كلِّ أرض فَلَمْ يَقْصُرْ من الطَّلَبِ
ومتى تَوَلَّى آلَ أحمدَ مُسْلِمٌ قتلوه أَوْ وَصَمُوه | بالإلحادِ
مَا نَالَ منهم بنو حَرْب وإن عَظُمَتْ تلك الجرائرُ إلاَّ دُونَ | نيلِكُمُ (1)
لاَ تَأمَنِ الدَّهْرَ إِنَّ الدَّهْرَ ذو أَخْنَى على عِتْرَةِ الهادي فَشَتَّتَهُمْ فَمَا ترى جَامعاً منهم بشَخْصَيْنِ كأَنَّما الدَّهرُ آلَى أَنْ يُبَدِّدَهُمْ كَعَاتِب ذي عِنَاد أَو كَذِي دَيْنِ بَعْضٌ بطيبةَ مدفونٌ وبعضُهُمُ بكربلاءَ وبعضٌ بالْغَرِيِّينِ وأرضُ طُوس وسامَّرا وقد ضَمِنَتْ بَغْدَادُ بَدْرَينِ حلاَّ وَسْطَ قبرينِ يَا سَادتي أَلِمَنْ أنعى أَسَىً وَلِمَنْ أبكي بجَفْنَينِ من عَيْنَي قريحينِ أبكي على الحَسَنِ المسمومِ مُضْطَهداً أم الحسينِ لُقَىً بين الخميسينِ أبكي عليه خَضِيبَ الشيبِ من دَمِهِ مُعَفَّرَ الخَدِّ محزوزَ الوريدينِ (2) | غِيَر وذو لسانينِ في الدنيا وَوَجْهَينِ
قَدْ جَشَّم الناسَ أمراً ضاق يدعو على نَاصِرِ الإسلامِ حين يرى لَهُ عَلَى المشركين الطولَ والغَلَبه ما كان منتهياً عمَّا أَرَادَ بِهِ (3) حتَّى تَنَاوَلَهُ النقَّادُ ذو الرَّقَبَه فَأَسْقَطَ الشِّقَّ منه ضَرْبةٌعجباً كَمَا تَنَاوَلَ ظُلْمَاً صَاحِبَ الرحبه(4) | ذَرْعُهُمُ بحَمْلِهِ حين ناداهُم إلى الرحبه
يا غريباً لأجلِهِ صرتُ أبكي أَسَفاً بَعْدَه على | الغُرَبَاءِ
يا خضيبَ المَشِيبِ خَضَّبتُ خَدّي بدموع ممزوجة ليتني بالطفوفِ كنتُ فِدَاءً لَكَ مولاي قلَّ منّي فِدَائِي بأبي جِسْمَكَ الذي وَطَأَتْهُ ال خيلُ مِنْ بَعْدِ لِيْنِ الوِطَاءِ بأبي رَأْسَك المُسَيَّرَ في الرُّمْحِ كبدر يَلُوحُ في الظَّلْمَاءِ بأبي أُخْتَكَ التي هُتِكَتْ بَعْدَ كَ من بعد سِتْرِها وَالخِبَاءِ تَسْتُرُ الْوَجْهَ وهي تَعْثُرُ في فا ضِلِ أَذْيَالِهَا لِفَرْطِ الحَيَاءِ (1) | بدِمَاءِ