الحمد لله المتفرّد بآلائه ، المتفضّل بنعمائه ، العدل في قضائه ، الذي محّص بالإختبار عن أوليائه ، وأملى (1) بالإستدراج لأعدائه ، وجعل امتحانه لمن عرفه أدباً ، ولمن أنكره غضباً.
وصلّى الله على ساداتنا وأئمّتنا : محمّد نبيّه وصفيّه وآله المصطفين الأخيار ، المعصومين الأبرار ، وسلّم عليهم تسليماً.
ولمّا رأيت ما شملني والعصابة المهديّة (2) من الإختبار واللأواء والتمحيص و الإبتلاء في باب معيشتها ، وتصرّف أحوال الدنيا بها ، والإمتحان (3) ، رافعاً من الله الكريم بها ، وحسن نظر منه (4) لها.
وكرهت أن يخرج ذلك دين من لم يعرف موقع الفضل والعدل فيه ، والمنّة عليه به ، ويقدح في اعتقاد من لم يتّصل به ما اتّصل بي.
وعلمت بغمز (5) ما قاله النبيّ والوصيّ والأئمة ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ في هذا المعنى ، وما ذكروه من أحوال شيعتهم [ و ] مسارعة البلاء إليهم تمحيصاً عنهم ، وكفّارات (6) لذنوبهم ، وما بشّروهم به من حميد العواقب فيه ، ونبّهوا
عليه من تفضّل (1) الله عليهم بذلك منّاً منه ورحمة ، علمت هذا الكتاب وترجمته :
* ( كتاب التمحيص ) *
واشتققت ترجمته من معناه ، وذكرت فيه وجوه الإختبار (2) من الله جلّ ثناؤه لعباده المؤمنين ، وتمحيصه عن أوليائه الموحّدين.
وأضفت إليه ما جانسه ، وضممت إليه ما شاكله من الصبر ، والرضا ، و الزهد فيما يفنى (3) لتكمل الفائدة ، ويعمّ النفع فيكون ذلك درساً لعالمينا ، وفائدة لمتعلّمينا ، ومقوّياً يقين من ضعف يقينه منّا ، ومسلّياً عن حطام الدنيا ، ومبشّراً بسرور الاُخرى ، وكاشفاً عمّن اتّصل غمّه ، وملكه همه ليرجع إلى ربّه ، ويثق بوعد إمامه (4) ، فيكمل الله أجره ، ويجزل ذخره.
فمن نظر فيه من إخواننا ـ كثّرهم الله وحرسهم ـ ورأى فيه خللاً أصلحه ، أو نقصاً تمّمه متوخّياً (5) بذلك جزيل الثواب في وقت الإياب إن شاء الله.
وبه الثقة ، وعليه توكّلت ، وهو حسبي ونعم الوكيل.
1 ـ حدّثني أبو علي محمّد بن همام * ، قال : حدّثني عبدالله بن جعفر الحميري ، قال : حدّثنا أحمد وعبد الله إبنا محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، وكرام ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله (ع) قال : كان علي (ع) يقول : إنّ البلاء أسرع إلى شيعتنا من السيل إلى قرار الوادي (1).
2 ـ عن كثير ، عن أبي عبدالله (ع) قال : الجوع ، والخوف أسرع إلى شيعتنا من ركض البراذين (2).
3 ـ عن أبي بصير عن أبي عبدالله (ع) قال : لو أنّ مؤمناً على لوح لقيّض الله له منافقاً يؤذيه (3).
4 ـ عن إسحاق بن عمّار ، قال : قال أبو عبدالله (ع) : ما كان ، و لا يكون ، وليس بكائن مؤمن إلاّ وله جار يؤذيه ، ولو أنّ مؤمناً في جزيرة من جزائر
-----------------------------
(*) ح 12 من كتابنا موجود في كتاب الحضرمي : ص 85 وهذا سنده : حدثنا الشيخ أبو محمّد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبريّ عن أبي عليّ محمّد بن همام عن حميد بن زياد الدهقان قال حدّثنا أبو جعفر أحمد بن زياد بن جعفر الأزدي البزّاز قال حدّثنا محمّد بن المثنى بن القاسم الحضرمي قال حدّثنا جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي عن ذريح المحاربي عن أبي عبدالله (ع).
(1) عنه في البحار : 67 / 239 ح 59 والمستدرك : 1 / 141 ح 7.
(2) عنه في البحار : 67 / 239 ح 60 وأخرج في المستدرك : 1 / 141 ح 1 عن المؤمن : ص 8 ذ ح 4 مرسلاً نحوه ، البراذين : جمع برذون ، وهو نوع من الخيول.
(3) عنه في البحار : 67 / 240 ح 61 وعن جامع الأخبار : ص 150 مرسلاً ، وفي جامع الأخبار : شيطاناً بدل منافقاً.
التمحيص _ 33_
البحر (1) لابتعث الله من يؤذيه (2).
5 ـ عن أبي عبيدة الحذاء قال : قال أبو جعفر (ع) : يا زياد إنّ الله يتعهّد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعهّد الغائب أهله بالهديّة ، ويحميه الدّنيا كما يحمي الطبيب المريض (3).
6 ـ عن زيد الشحّام عن أبي عبدالله (ع) قال : نعم الجرعة الغيظ لمن صبر عليها ، وإنّ عظيم الأجر مع عظيم البلاء ، وما أحبّ الله قوماً إلاّ ابتلاهم (4).
7 ـ عن يونس بن يعقوب قال : سمعت أبا عبدالله (ع) يقول : ملعون كلّ بدن لا يصاب في كل أربعين يوماً ، قلت : ملعون ؟! قال : ملعون ، قلت : ملعون ؟! قال : ملعون ، فلمّا رآني قد عظم ذلك عليّ قال : يا يونس إن من البلية الخدشة ، واللطمة ، والعثرة ، والنكبة ، والهفوة ، و انقطاع الشسع ، واختلاج العين ، وأشباه ذلك ، إن المؤمن أكرم على الله من أن يمرّ عليه أربعون يوماً لا يمحّصه فيها [ من ] ذنوبه ، ولو بغمّ يصيبه لا يدري ما وجهه ، والله إن أحدكم ليضع الدراهم بين يديه فيزنها فيجدها ناقصة ، فيغتمّ بذلك ثمّ يعيد وزنها ، فيجدها سواء فيكون ذلك حطّاً لبعض ذنوبه (5).
8 ـ عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي الحسن موسى (ع) قال : المؤمن مثل كفّتي الميزان ، كلّما زيد في إيمانه زيد في بلائه (6).
-----------------------------
(1) العرب / خ.
(2) في البحار ، 68 / 223 ح 14 عنه وعن الكافي : 2 / 251 ح 11 مسنداً مثله ، وفي الوسائل : 6 / 485 ح 4 عن الكافي ، وهذا الحديث سقط من ـ أ ـ.
(3) عنه في البحار : 67 / 240 ح 62 وأخرج في الوسائل : 2 / 909 ح 18 والبحار : 67 / 221 ذ ح 28 عن الكافي : 2 / 258 ذ ح 28 بإسناده عن الحلبي عن أبي عبدالله (ع) باختلاف يسير.
(4) عنه في البحار : 67 / 240 ح 63 وأخرج في الوسائل : 2 / 908 ح 10 والبحار : 71 / 408 ح 21 عن الكافي : 2 / 109 ح 2 بإسناده عن زيد الشحّام مثله ، وفيه : لمن عظيم البلاء ، بدل مع عظيم البلاء.
(5) أخرجه في الوسائل : 11 / 518 ح 7 والبحار : 76 / 354 ح 21 عن كنز الكراجكي : ص 63 بإسناده عن يونس بن يعقوب باختلاف يسير.
(6) عنه في المستدرك : 1 / 141 ح 9 وفي البحار : 67 / 243 ح 82 عنه وعن جامع الأخبار : ص 134 مرسلاً وأمالي الشيخ : 2 / 244 ح 1 بإسناده عن علي بن أبي حمزة مثله.
التمحيص _ 34 _
9 ـ عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبدالله (ع) قال : سمعته يقول : إنّ الله جعل المؤمنين في دار الدنيا غرضاً لعدوّهم (1)
10 ـ عن أبي حمزة الثمالي قال : قال أبو عبدالله (ع) : يا أبا حمزة ما كان ولن يكون مؤمن إلاّ وله بلايا أربع : إمّا أن يكون جار يؤذيه ، أو منافق يقفو أثره ، أو مخالف يرى قتاله جهاراً ، أو من ( مؤمن / خ ) يحسده ،
ثمّ قال : أما أنّه أشدّ الأربعة عليه ، لأنّه يقول فيصدّق عليه ، ويقال : هذا رجل من إخوانه فما بقاء ( مانعاً / خ ) المؤمن بعد هذا ( هذه / خ ) (2).
11 ـ عن أبي بصير قال : قال أبو عبدالله (ع) : لا يبقى المؤمن أربعين صباحاً لا يتعهّده الربّ بوجع في جسده ، أو ذهاب مال ، أو مصيبة يأجره الله عليها (3).
12 ـ عن ذريح قال : سمعت أبا عبدالله (ع) يقول : كان علي بن الحسين (ع) يقول : ما أحبّ للمؤمن معافاً في الدنيا ، وفي نفسه وماله ( ولا يصاب بشيء ) (4) من المصائب (5).
13 ـ عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله (ع) ، قال : لو يعلم المؤمن ماله في المصائب من الأجر لتمنّى أن يقرض بالمقاريض (6).
14 ـ عن عبدالله بن المبارك قال : سمعت جعفر بن محمّد (ع) يقول : إذا اُضيف البلاء إلى البلاء كان من البلاء عافيه (7).
-----------------------------
(1) عنه في البحار : 67 / 240 ح 64.
(2) عنه في البحار : 67 / 240 ح 65 وصدره في المستدرك : 2 / 78 ح 8 ، وفي البحار منافق بدل مخالف ، وجهاداً بدل جهاراً.
(3) أورد في المؤمن : ص 15 ح 28 مرسلاً نحوه.
(4) وما / خ.
(5) أورد في الكافي : 2 / 256 ح 19 بإسناده عن ذريح المحاربي نحوه ، وكتاب محمّد بن المثنى الحضرمي : ص 85 بالسند المتقدّم ذيل ح 1.
(6) أخرج في البحار : 67 / 212 ح 17 والوسائل : 2 / 908 ذح 13 عن الكافي : 2 / 255 ح 15 بإسناده عن عبدالله بن أبي يعفور نحوه ، وأخرج في البحار : 71 / 160 عن المؤمن : ص 7 ح 3 مرسلاً مثله ، وأورد في تنبيه الخواطر : 2 / 204 نحوه.
(7) عنه في البحار : 67 / 240 ح 67.
التمحيص _35 _
15 ـ عن أبي عبدالله (ع) قال : إن أصابكم تمحيص فاصبروا ، فإنّ الله يبتلي المؤمنين (1) ، ولم يزل إخوانكم قليلاً : ألا (2) وإنّ أقلّ أهل المحشر المؤمنون (3).
16 ـ عن معاوية بن عمّار قال : سمعت أبا عبدالله (ع) يقول : ما من مؤمن إلاّ وهو يذكّر البلاء (4) يصيبه في كلّ أربعين يوماً أو بشيء من ماله وولده ، ليأجره الله عليه ، أو بهمّ لا يدري من أين هو ؟ (5)
17 ـ عن أبي الحسن الأحمسي ، عن أبي عبدالله (ع) قال : قال رسول الله (ص) : إنّ الله ليتعهّد عبده المؤمن بأنواع البلاء كما يتعهّد أهل البيت سيّدُهم بطُرف الطعام ، ثمّ قال : ( ويقول الله جلّ جلاله ) : وعزّتي وجلالي وعظمتي وبهائي إنّي لأحمي وليّي أن (6) اُعطيه في دار الدنيا شيئاً يشغله عن ذكري حتّى يدعوني فأسمع صوته ، وإني لاُعطي الكافر مُنيته حتّى لا يدعوني فأسمع صوته بغضاً له (7).
18 ـ عن أبي سيّار (8) رواه عن أبي جعفر (ع) قال : إذا ابتلي المؤمن كان كفّارة ( له ) لما مضى من ذنوبه ، ويستغيث (9) فيما بقي (10).
19 ـ عن ابن مسكان عن أبي جعفر (ع) قال : سمعته يقول : من عرّض بنفسه أعان عليها ومن ابتلى ـ وهو مارّ (11) مقرّ لم يحدث ولم يجرم جرماً ـ كان تمحيصاً له في الدنيا ، وأثابه الله تعالى في الآخرة أحسن ثواب (12).
20 ـ عن الحسن بن محبوب ، عن زيد ، عن أبي عبدالله (ع) قال : ( إنّ عظيم البلاء يكافأ به عظيم الجزاء ) ، (13) وإذا أحبّ الله عبداً ابتلاه بعظيم البلاء ،
-----------------------------
(1) المؤمن / خ.
(2) ما لا / خ.
(3) عنه في البحار : 67 / 240 ذح 67.
(4) في البحار : لبلاء وفي جامع الأخبار : ببلاء.
(5) عنه في البحار : 67 / 241 ح 68 ، وفي ص 237 س 2 عن جامع الأخبار : 133 نحوه ، وفي المؤمن ح 27 نحوه أيضاً.
(6) إنّي لا / خ.
(7) عنه في البحار : 93 / 371 ح 10 ، والبحار : 67 / 241 ح 69 ذكر صدره.
(8) ابن سنان / خ.
(9) الظاهر : يستأنف.
(11) ماد / خ ، ومار الرجل : مرّ معه لعلّ المقصود أنّه يماشي الناس تقيّة.
(13) إنّ عظيم الجزاء مع عظيم البلاء / خ.
التمحيص _ 36_
فمن رضي فله عند الله الرضا ، ومن سخط له السخط (1).
21 ـ ( قال / خ ) عن يونس ، عن أبي عبدالله (ع) قال : قال رسول الله (ص) : من أكل ما يشتهي ، ولبس ما يشتهي لم ينظر الله إليه حتّى ينزع أو يترك (2).
22 ـ عن جابر : أنّ النبيّ (ص) قال : مثل المؤمن ( مثل السنبلة تخرّ مرّة وتستقيم اُخرى ) (3) ومثل الكافر مثل الاُرزة لا يزال مستقيماً (4).
23 ـ قيل عن أبي سعيد الخدري : أنّه وضع يده على رسول الله (ص) وعليه حمى فوجدها من فوق اللحاف ، فقال : ما أشدّها عليك يا رسول الله ؟! قال : إنّا كذلك يشتدّ علينا البلاء ويضعّف لنا الأجر.
قال : يا رسول الله أيّ الناس أشدّ بلاء ؟ قال : الأنبياء ، قال : ثمّ من ؟ قال : ثمّ الصالحون ، إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر حتّى ما يجد إلاّ العباءة (5) ، إن كان أحدهم ليبتلى بالقمل حتّى يقتله ، وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء (6).
24 ـ عن عمّار بن مروان عن بعض ولد أبي عبدالله (ع) [ أنّه قال : لن تكونوا مؤمنين حتّى تعدّوا البلاء نعمة ، والرخاء مصيبة (7).
25 ـ عن سدير ، عن أبي جعفر (ع) ] (8) قال : إن الله إذا أحبّ عبداً [ غته بالبلاء غتّاً ، وثجّه به عليه ثجّاً ] (9) ، فإذا دعاه قال : لبيك عبدي لبيك ، لئن
-----------------------------
(1) عنه في البحار : 67 / 209 ح 11 وعن الكافي : 2 / 253 ح 8 بإسناده عن زيد الزرّاد و الخصال : ص 18 ح 64 بإسناده عن زيد الشحّام وأخرج في البحار : 81 / 207 ح 21 عن الخصال و الوسائل : 2 / 900 ح 10 عن الكافي والخصال مثله.
(2) عنه في البحار : 70 / 78 ح 10 ، وأسقط منه : ( ولبس ما يشتهي ).
(3) ( كمثل السنبلة تحنّ مرّة وتستقيم مرّة / خ ).
(4) عنه في المستدرك : 1 / 141 ح 14.
(5) العبادة ، العياه / خ.
(6) عنه في البحار : 16 / 275 ح ، 11 والمستدرك : 1 / 141 ح 15.
(7) عنه في المستدرك : 1 / 141 ح 16.
(8) ما بين المعقوفين ليس في ( ب ) ، وقد نتج عن ذلك أن المجلسي نقل في البحار سند ح 24 مع متن ح 25.
(9) غثّه بالبلاء غثّاً وثجّه بالبلاء عليه ثجّاً ( شجا / خ ) في ( ج ) ، وكلمة ( عليه ) غير موجودة في بقيّة المصادر ، وغتّه : غمره ، وثجّه : أساله.
التمحيص _ 37 _
عجّلت ما سألت إنّي على ذلك لقادر ، ولئن أخّرت فما ادّخرت (1) لك عندي خير لك (2).
26 ـ عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله (ع) قال : إنّ لله عباداً في الأرض من خالص عباده ليس ينزل من السماء تحفة للدنيا إلاّ صرفها عنهم إلى غيرهم ، ولا ينزل من السماء بلاء للآخرة إلاّ صرفه إليهم ، وهم شيعة عليّ وأهل بيته (3).
27 ـ عن محمّد بن عجلان قال : سمعت أبا عبدالله (ع) يقول : إنّ لله في خلقه عباداً ما من بلية تنزل من السماء ولا تقتير من رزق إلاّ صرفه إليهم ولا عافية ولا سعة في رزق إلاّ صرفه عنهم ، ( و ) ظ لو أنّ نور أحدهم قسّم بين أهل الأرض جميعاً لاكتفوا به (4).
28 ـ وعن زرارة عن أبي عبدالله (ع) قال : ما اُفلت المؤمن من واحدة من ثلاث ، وربما إجتمعت الثلاث عليه : إمّا أن يكون معه في الدار من يغلق عليه الباب يؤذيه ، أو جار يؤذيه ، أو شيء في طريقه (5) وحوائجه يؤذيه ، ولو أنّ مؤمناً على قلّة جبل ليبعث الله عليه شيطاناً (6) ويجعل له من إيمانه اُنساً لا يستوحش إلى أحد (7).
29 ـ وعن أبي عبدالله (ع) قال : ساعات المؤمن ساعات كفّارات .
30 ـ عن هشام بن سالم عن أبي عبدالله (ع) قال : إنّ أشدّ الناس
-----------------------------
(1) ذخرت / خ.
(2) عنه في البحار : 93 / 371 ح 11 ، وأخرجه في الوسائل : 2 / 908 ح 15 عن الكافي : 2 / 253 ح 7 بإسناده عن حماد عن أبيه عن أبي جعفر (ع) والظاهر أن نسخة التمحيص هي الصحيحة لأنّه لم يرو حمّاد عن أبيه في غير هذا المورد ، ويحتمل حنان فقد روى عن أبيه كثيراً ، وفي البحار : 67 / 208 ح 10 عن الكافي وجامع الأخبار : ص 134 مرسلاً مثله ، وفي المؤمن ح 39 مثله.
(3) أخرجه في الوسائل : 2 / 908 ح 14 والبحار : 67 / 207 ح 8 عن الكافي : 2 / 253 ح 5 بإسناده عن أبي بصير وفي البحار عن تنبيه الخواطر : 2 / 204 عن أبي بصير أيضاً نحوه.
(4) أخرجه في المستدرك : 1 / 141 ح 2 عن المؤمن 14 ح 23 عن محمّد بن عجلان باختلاف يسير.
(5) في كتاب المؤمن : إلى.
(6) في كتاب المؤمن : يؤذيه ، وفي البحار : لبعث الله إليه شيطاناً.
(7) عنه في البحار : 67 / 241 ح 70 وفي المستدرك : 2 / 78 ح 7 عنه وعن المؤمن ص 15 ح 29 مرسلا.
31 ـ عن معاوية بن عمّار قال : دخلت على أبي عبدالله (ع) وقد كانت الريح حملت العمامة عن رأسي في البدو ، فقال : يا معاوية ، فقلت : لبّيك جعلت فداك يا بن رسول الله ، قال : حملت الريح العمامة عن رأسك ؟ قلت : نعم ، قال : هذا جزاء من أطعم الأعراب (1).
32 ـ عن عبدالله بن سنان قال : سمعت معتّباً يحدّث أنّ اسماعيل بن أبي عبدالله (ع) حمّ حمّى شديدة فأعلموا أبا عبدالله بحمّاه فقال لي : إئته فاسأله : أي شيء عملت اليوم من سوء فعجّل الله عليك العقوبة ؟ قال : فأتيته فإذا هو موعوك فسألته عما عمل ، فسكت.
وقيل لي : أنّه ضرب بنت زلفى اليوم بيده فوقعت على درّاعة الباب فعقر وجهها ، فأتيت أبا عبدالله (ع) فأخبرته بما قالوا ، فقال : الحمد لله ، إنّا أهل البيت يعجّل الله لأولادنا العقوبة في الدنيا ، ثمّ دعا بالجارية ، فقال : إجعلي إسماعيل في حلّ مما ضربك ، فقالت : هو في حلّ.
فوهب لها أبو عبدالله (ع) شيئاً ، ثمّ قال لي : إذهب فانظر ما حاله ؟ قال : فأتيته وقد تركته الحمّى (2).
33 ـ عن أبي بصير عن أبي عبدالله (ع) قال : قال أمير المؤمنين (ع) : توقّوا الذنوب فما من بليّة ولا نقص رزق إلاّ بذنب حتّى الخدش و النكبة (3) والمصيبة فإنّ الله تعالى يقول : ( وما أصابَكُمْ من مصيبةٍ فبما كَسَبَت ْ
-----------------------------
(1) عنه في البحار : 73 / 362 ح 91 والمستدرك : 1 / 537 ح 2.
(2) عنه في البحار : 47 / 268 ح 39 وفيه ( فسله ) بدل ( فاسأله ).
(3) البكة / خ ، وفي البحار : الكبوة.
التمحيص _ 40 _
أيديكُمْ وَيعفو عن كَثير ) (1).
34 ـ عن أمير المؤمنين (ع) قال : ما من شيعتنا أحد يقارف أمراً نهيناه عنه فيموت حتّى يبتلى ببليّة تمحّص بها ذنوبه ، إمّا في مال أو ولد وامّا في نفسه حتّى يلقى الله مخبتاً وماله من ذنب ، وانّه ليبقى عليه شيء من ذنوبه فيشدّد عليه عند موته فيمحّص ذنوبه (2)
35 ـ عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر (ع) قال : إن الله إذا كان من أمره أن يكرم عبداً وله ذنب ابتلاه بالسقم ، فإن لم يفعل ذلك ابتلاه بالحاجة ، فإن لم يفعل ذلك شدّد عليه الموت ليكافئه بذلك الذنب ، وإذا كان من أمره أن يهين عبداً وله عنده حسنة صحّح بدنه ، فإن لم يفعل ذلك به وسّع له في معاشه ، فإن [ هو ] (3) لم يفعل هوّن عليه الموت ليكافئه بتلك الحسنة (4).
36 ـ ( قيل / خ ) عن منصور بن معاوية ، عن أبي عبدالله (ع) قال : قال رسول الله (ص) : قال الله تعالى : ما من عبد [ لله ] (5) اُريد أن اُدخله الجنّة إلاّ ابتليته في جسده ، فإن كان ذلك كفّارة لذنوبه وإلا سلّطت عليه سلطاناً ، فإن كان ذلك كفّارة لذنوبه وإلا ضيّقت عليه في رزقه ، فإن كان ذلك كفّارة لذنوبه وإلا شدّدت عليه عند الموت حتّى يأتيني ولا ذنب له ثمّ ادخله الجنّة ، وما من عبد اُريد أن اُدخله النار إلاّ صحّحت له جسمه ، فإن كان ذلك تمام طلبته (6) عندي وإلا آمنت خوفه من سلطانه ، فإذا كان ذلك تمام طلبته وإلا وسعت عليه رزقه ، فإن كان ذلك تمام طلبته عندي وإلا يسّرت عليه عند الموت حتّى يأتيني ولا حسنة له ثمّ اُدخله النار (7).
-----------------------------
(1) الشورى : 30 ، عنه في البحار : 73 / 362 ح 92 وأخرج في البحار : 73 / 350 ح 47 عن الخصال : 2 / 616 في حديث الأربعمائة مثله.
(2) أخرجه في البحار : 73 / 350 ذ ح 47 عن الخصال : 2 / 435 في حديث الأربعمائة باختلاف يسير.
(3) ليس في النسخة ـ أ ـ.
(4) أخرج صدره في المستدرك : 2 / 311 ح 7 عن المؤمن : ح 11 ، وأورده في الكافي : 2 / 444 ح 1 بإسناده عن حمزة بن حمران عن ربيع باختلاف يسير.
(5) هكذا في النسخة ـ أ ـ والظاهر أنها تصحيف : لي.
(6) طلبه / خ ، وفي البحار : تماماً لطلبته عندي.
(7) عنه في البحار : 6 / 172 ح 49 وفيه منصور عن معاوية ، وأخرجه في البحار : 67 / 236 عن
التمحيص _41 _
37 ـ عن ابن أبي يعفور قال : سمعت أبا عبدالله (ع) يقول : قال الله تعالى : إن العبد المؤمن من عبادي ليذنب الذنب العظيم ممّا يستوجب به عقوبتي في الدنيا والآخرة فأنظر له فيما فيه صلاحه في آخرته فاُعجّل له العقوبة في الدنيا لاُجازيه بذلك الذنب (1).
38 ـ عن عمر صاحب السابري قال : قلت لأبي عبدالله (ع) : إنّي لأرى من أصحابنا من يرتكب الذنوب الموبقة فقال لي : يا عمر لا تشنع على أولياء الله ، إنّ وليّنا ليرتكب ذنوباً يستحق ( بها / خ ) من الله العذاب فيبتليه الله في بدنه بالسقم حتّى يمحّص عنه الذنوب ، فإن عافاه في بدنه ابتلاه في ماله ، فإن عافاه في ماله ابتلاه في ولده ، فإن عافاه في ولده ابتلاه في أهله ، فإن عافاه في أهله ابتلاه بجار سوء يؤذيه ، فإن عافاه من بوائق الدهور (2) شدّد عليه خروج نفسه حتّى يلقى الله حين يلقاه ، وهو عنه راض ، قد أوجب له الجنّة (3).
39 ـ عن عبد الرحمن بن الحجاج قال : ذكر ( عند / خ ) أبي عبدالله (ع) البلاء وما يختصّ [ الله ] ظ به المؤمنين فقال أبو عبدالله (ع) : سئل رسول الله (ص) : من أشدّ الناس بلاءً في الدنيا ؟ فقال : النبيّون ، ثمّ الأمثل فالأمثل ، يبتلى المؤمن على قدر إيمانه وحسن عمله ، فمن صحّ إيمانه وحسن عمله إشتدّ بلاؤه ، ومن سخف إيمانه وضعف عمله قلّ بلاؤه (4).
40 ـ عن فرات بن أحنف قال : كنت عند أبي عبدالله (ع) إذ دخل عليه رجل من هؤلاء الملاعين فقال : والله لأسوءنّه من شيعته ، فقال : يا أبا عبدالله أقبل إليّ ، فلم يقبل إليه ، فأعاد فلم يقبل إليه ، ثمّ أعاد الثالثة ، فقال : ها أنا ذا مقبل ، فقل ولن تقول خيراً ، فقال :
-----------------------------
جامع الأخبار : ص 133 مرسلاً ، وأورده في الكافي : 2 / 446 ح 10 بإسناده عن معاوية بن وهب باختلاف يسير.
(1) أورد في الكافي : 2 / 449 صدر ح 1 بإسناده عن ابن أبي يعفور مثله.
(2) الدهر / خ.
(3) عنه في البحار : 68 / 200 ح 6 وعن رياض الجنان بإسناده عن عمر السابري مثله.
(4) عنه في البحار : 67 / 207 ح 6 وعن الكافي : 2 / 252 ح 2 بإسناده عن عبد الرحمان بن الحجاج نحوه ، وأخرج في الوسائل : 2 / 906 ح 1 عن الكافي مثله.
التمحيص _42 _
إنّ شيعتك يشربون النبيذ ، فقال : وما بأس بالنبيذ أخبرني أبي عن جابر بن عبدالله أن أصحاب رسول الله (ص) كانوا يشربون النبيذ.
فقال : ليس أعنيك النبيذ ، إنّما أعنيك المسكر فقال : شيعتنا أزكى وأطهر من أن يجري للشيطان في أمعائهم رسيس (1) ، وإن فعل ذلك المخذول منهم فيجد ربّاً رؤوفاً ، ونبيّاً بالاستغفار له عطوفاً ، ووليّاً له عند الحوض ولوفاً ، وتكون وأصحابك ببرهوت (2) ملهوفاً (3) ، قال : فاُفحم الرجل وسكت.
ثم قال : ليس أعنيك المسكر ، إنّما أعنيك الخمر ، فقال أبو عبدالله (ع) : ـ سلبك الله لسانك ـ ما لك تؤذينا في شيعتنا منذ اليوم ؟
أخبرني أبي عن عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن عليّ بن أبي طالب ، عن رسول الله (ص) ، عن جبرئيل عن الله تعالى ، أنّه قال : يا محمّد إنّي حظرت الفردوس على جميع النبيّين حتّى تدخلها أنت وعلي وشيعتكما إلاّ من اقترف منهم كبيرة ، فإنّي أبلوه في ماله ، أو بخوف من سلطانه ، حتّى تلقاه الملائكة بالروح و الريحان ، وأنا عليه غير غضبان ، فيكون ذلك حلاً (4) لما كان منه ، فهل عند أصحابك ( هؤلاء ) شيء من هذا ؟ فَلُمْ (5) أو دَعْ (6).
41 ـ قال : عن أبي الصباح الكناني قال : كنت إنّا وزرارة عند أبي عبدالله (ع) فقال : لا تطعم النار أحداً وصف هذا الأمر.
فقال زرارة : إنّ ممّن يصف هذا الأمر يعمل بالكبائر ؟!
فقال : أو ما تدري ما كان أبي يقول في ذلك ؟! أنّه كان يقول : إذا ما أصاب
-----------------------------
(1) الرسيس : من الرس ، أوّل مسّ الحمّى.
(2) اسم واد باليمن ، قيل : هو بقرب حضر موت ، جاء أن فيه أرواح الكفار ، وقيل بئر بحضر موت وقيل : هو اسم البلد الذي فيه البئر ، رائحتها منتنة فظيعة جداً ، المراصد : 1 / 190.
(3) سقط من النسخة ـ أ ـ ، وفي نسخة ـ ج ـ عطوفاً.
(4) جزاء / خ.
(5) ف ( لمُ ) : فعل أمر من لام يلوم.
(6) عنه في البحار : 68 / 144 ح 92 وعن رياض الجنان ، وفي البحار : 47 / 381 ح 102 و البحار : 79 / 153 ح 66 عنه وعن مشارق الأنوار : ص 182 عن أبي الحسن الثاني (ع) مثله.
التمحيص _ 44 _
المؤمنُ من تلك الموبقات (1) شيئاً ابتلاه الله ببليّة في جسده ، أو بخوف يدخله الله عليه ، حتّى يخرج من الدنيا وقد خرج من ذنوبه (2).
42 ـ عن زكريا بن آدم قال : دخلت على أبي الحسن الرضا (ع) فقال : زكريا بن آدم شيعة عليّ رفع عنهم القلم ، قلت : جعلت فداك فما العلّة في ذلك ؟ قال : لأنّهم اُخّروا في دولة الباطل يخافون على أنفسهم ، ويحذرون على إمامهم.
يا زكريا بن آدم ما أحد (3) من شيعة عليّ أصبح صبيحة أتى بسيّئة ، أو ارتكب ذنباً ، إلاّ أمسى وقد ناله غمّ حطّ عنه سيّئته فكيف يجري عليه القلم ؟! (4)
-----------------------------
(1) أثبتناها من البحار ، وفي الأصل : الموجبات.
(2) عنه في البحار : 68 / 146 ح 93.
(3) ( أجد / خ ).
(4) عنه في البحار : 68 / 146 ح 94.
43 ـ عن سدير قال : قلت لأبي جعفر (ع) ، هل يبتلي الله المؤمن ؟ فقال : وهل يبتلي إلاّ المؤمن ؟ حتّى أن صاحب ( يس ) الذي قال : ( يا لَيْتَ قَومي يَعْلَمُون ) كان مكتعاً (1) ، قلت : وما المكتع ؟ قال : كان به جذام (2).
44 ـ عن عمر بن يزيد (3) ، عن أبي عبدالله (ع) قال : ما من مؤمن إلاّ وبه وجع في شيء من بدنه ، لا يفارقه حتّى يموت ، يكون ذلك كفّارة لذنوبه (4).
45 ـ عن العلا ، عن أبي الحسن (ع) قال : حمّى ليلة كفّارة سنة (5).
46 ـ عن جابر بن عبدالله : إنّ عليّ بن الحسين (ع) كان إذا رأى المريض قد برأ قال له : يهنيك الطهور من الذنوب (6).
47 ـ عن جابر ، عن أبي جعفر (ع) قال : إذا أحبّ الله عبداً نظر إليه ، فإذا نظر إليه أتحفه من ثلاث بواحدة : إمّا صداع ، وإمّا حمّى ، وإمّا رمد (7).
48 ـ عن جابر ، عن أبي جعفر (ع) قال : يكتب للمؤمن في سقمه
-----------------------------
(1) هكذا في الأصل ، وفي البحار : ( مكنعاً ، قلت : وما المكنع ؟ ) والمكنع : هو الذي قد وقعت أصابعه ، وأمّا المكتع : فهو الذي قد عقفت أصابعه.
(2) الآية 26 من سورة يس ، عنه في البحار : 67 / 241 ح 72 وصدره في المستدرك : 1 / 141 ح 18.
(3) زيد / خ.
(4) ( لذنبه / خ ) ، عنه في البحار : 67 / 242 ح 73.
(5) أخرج في البحار : 81 / 186 والوسائل : 2 / 625 ح 22 عن طبّ الأئمّة : ص 34 بإسناده عن محمّد بن سنان مثله وفيه : قال : قال رسول الله (ص) وعنه في المستدرك : 1 / 80 ح 40.
(6) أخرجه في البحار : 81 / 244 عن دعوات الراوندي عن أمير المؤمنين (ع) وأورد في العيون : 2 / 44 ح 163 بأسانيده الثلاثة وصحيفة الرضا : ص 37 مرسلاً مثله ، وعنه في المستدرك : 1 / 80 ح 41.
(7) عنه في البحار : 67 / 246 ح 87.
التمحيص _ 46 _
من العمل الصالح مثل ما كان يكتب له ( في حقّه ) في صحته ، ويكتب للكافر من العمل السيّء مثل ما كان يكتب له في صحته ، ثم قال : يا جابر ما أشدّ هذا من حديث ؟! (1)
49 ـ عن عبدالله بن سنان قال : سمعت أبا عبدالله (ع) يقول : الحمّى رائد الموت ، وهي سجن الله في أرضه ، وهي حظّ (2) المؤمن من النار (3).
50 ـ عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله (ع) قال : قال أمير المؤمين (ع) : الحمّى رائد الموت ، وسجن الله في الأرض ، يحبس بها من يشاء من عباده وهي تحتّ الذنوب كما يحاتّ الوبر عن سنام البعير (4).
51 ـ عن أبي سلمة قال : قال النبي 9 لأعرابيّ : هل أخذتك اُمُّ ملدم قطّ ؟ قال : وما اُمُّ ملدم ؟ قال : حرّ بين الجلد واللّحم قال : لا ، قال : فأخذك الصداع قطّ ؟ قال : وما الصداع ؟ قال : عرق يضرب الإنسان في رأسه ، قال : ما وجدت هذا قطّ ، فلمّا ولّى ، قال رسول الله (ص) : من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا (5).
52 ـ عن جابر بن عبدالله قال : قال النبي (ص) : لا يمرض مؤمن ولا مؤمنة إلاّ حطّ الله به من خطاياه (6).
-----------------------------
(1) عنه في المستدرك : 1 / 81 ح 42.
(2) حفظ / خ.
(3) عنه في المستدرك : 1 / 81 ح 43 وأخرج في الوسائل : 2 / 622 ح 4 عن الكافي : 3 / 111 ح 3 بإسناده عن عبدالله بن سنان مثله.
(4) عنه في المستدرك : 1 / 81 ح 44.
(5) عنه في المستدرك : 1 / 81 ح 45.
(6) عنه في المستدرك : 1 / 81 ح 46.
التمحيص _47 _
(4) باب التمحيص بالحزن والهمّ
53 ـ عن الأحمسي ، عن أبي عبدالله (ع) قال : لا تزال الغموم و الهموم بالمؤمن حتّى لا تدع له ذنباً (1).
54 ـ عن أبي عبدالله (ع) قال : لا يمضي على المؤمن أربعون ليلة إلاّ عرض له أمر يحزنه يذكّره ربّه (2).
55 ـ عن رفاعة ، عن أبي جعفر (ع) قال : قرأت في كتاب علي (ع) : إنّ المؤمن يمسي حزيناً ، ويصبح حزيناً ، ولا يصلح له إلاّ ذلك (3).
56 ـ عن الحكم قال : قال أبو عبدالله (ع) : إنّ العبد إذا كثرت ذنوبه ولم يكن عنده من العمل ما يكفّرها ابتلاه الله بالحزن ليكفّرها (4).
57 ـ عن الحارث بن عمر قال : سمعت أبا عبدالله (ع) يقول : إنّ العبد المؤمن ليهمّ في الدنيا حتّى يخرج منها ولا ذنب له (5).
-----------------------------
(1) عنه في البحار : 67 / 242 ح 74 وروى في الكافي : 2 / 445 ح 7 و 9 بإسناده عن الأحمسي عن رجل عنه (ع) نحوه.
(2) عنه في البحار : 67 / 242 ذح 74 وأخرج في الوسائل : 2 / 907 ح 7 والبحار : 67 / 211 ح 14 عن الكافي : 2 / 254 ح 11 بإسناده عن محمّد بن مسلم مثله وأورد في المؤمن : ح 30 عن محمّد بن مسلم مثله ، والمشكاة : ص 293 مرسلاً مثله ، وفيهما : يذكّر به بدل يذكّره ربّه (3) عنه في البحار : 72 / 71 ح 3.
(4) عنه في البحار : 67 / 234 ح 50 وعن أمالي المفيد : ص 22 وأورد في الكافي : 2 / 444 ح 2 بإسنادهما عن الحكم بن عتيبة مثله.
(5) عنه في البحار : 67 / 242 ح 75 وأورد في الكافي : 2 / 445 ح 8 بإسناده عن الحارث بن بهرام عن عمرو بن جميع مثله.
التمحيص _ 48 _
(5) باب التمحيص بذهاب المال ومدح الفقر وأن الله اختار الآخرة للمؤمنين
58 ـ عن المفضّل قال : قال أبو عبدالله (ع) : كلّما ازداد العبد إيماناً ازداد ضيقاً في معيشته (1).
59 ـ عن إسحاق بن عمّار قال : قال أبو عبدالله (ع) : إنّ الربّ لَيَلِي حساب المؤمن فيقول : تعرف هذا الحساب ؟ فيقول : لا ، يا ربّ فيقول : دعوتني في ليلة كذا وكذا في ساعة كذا وكذا ، فذخرتها ( إدّخرتها / خ ) لك ، قال : فما ترى من عطية (2) ثواب الله ؟ يقول : يا ربّ ليت أنّك لم تكن عجّلت لي شيئا ، وادّخرته لي (3).
60 ـ عن عبدالله بن سنان قال : قال أبو عبدالله (ع) : أكرم ما يكون العبد إلى الله أن يطلب درهماً فلا يقدر عليه.
قال عبدالله بن سنان ، قال أبو عبدالله (ع) هذا الكلام وعندي مائة ألف ، وأنا اليوم ما أملك درهماً (4).
61 ـ عن عباد بن صهيب قال : سمعت جعفر بن محمّد (ع) يقول : قال الله تعالى : لولا أنّني أستحيي من عبدي المؤمن ما تركت له خرقة يتوارى بها ، لأنّ العبد إذا تكامل الإيمان ابتليته في قوته فإن جزع رددت عليه قوته وإن صبر باهيت به ملائكتي ، فذاك الذي تشير إليه الملائكة بالأصابع (5).
-----------------------------
(1) عنه في البحار : 72 / 49 ح 59.
(2) ( عظمة / خ ).
(3) عنه في البحار : 93 / 371 ح 12.
(4) عنه في البحار : 72 / 49 ح 60.
(5) عنه في البحار : 72 / 50 ح 61 وأخرج في البحار : 67 / 226 ح 35 عن أمالي الشيخ : 1 / 312 بإسناده عن أبي خالد البرقي نحوه.
التمحيص _49 _
62 ـ عن أمير المؤمنين (ع) قال : وكّل الله الرزق بالحمق ، ووكّل الله الحرمان بالعقل ، ووكّل الله البلاء بالصبر (1).
63 ـ عن محمّد (2) بن سليمان قال : قال أبو عبدالله (ع) : من استذلّ مؤمناً لقلّة ذات يده شهّره الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق لا محالة (3).
64 ـ عن ابن مسلم ، عن أبي عبدالله (ع) قال : المصائب منح من الله ، والفقر عند الله مثل الشهادة ، ولا يعطيه من عباده إلاّ من أحبّ (4).
65 ـ عن عليّ بن عفّان (5) ، عن أبي عبدالله (ع) قال : إن الله ليتعذّر (6) إلى عبده المؤمن المحتاج ـ كان في الدنيا ـ كما يتعذّر (7) الأخ إلى أخيه فيقول : لا وعزّتي ما أفقرتك لهوان بك عليّ ، فارفع هذا الغطاء فانظر ما عوّضتك من الدنيا ، فيكشف الغطاء فينظر إلى ما عوّضه الله من الدنيا ، فيقول : ما يضرّني ما منعتني عمّا ( مع ما / خ ) عوّضتني (8).
66 ـ عن محمّد بن خالد البرقي ، عن أبي عبدالله (ع) قال : والله ما اعتذر الله إلى ملك مقرّب ، ولا نبيّ مرسل إلاّ إلى فقراء شيعتنا ، قيل له : وكيف يعتذر لهم (9) ؟ قال : ينادي مناد : أين فقراء المؤمنين ؟ فيقوم عنق من الناس فيتجلّى لهم الربّ فيقول : وعزّتي وجلالي وآلائي وارتفاع مكاني ما حسبت عنكم شهواتكم في دار الدنيا [ هواناً بكم عليّ ولكن ذخرته لكم لهذا اليوم ، أما ترى قوله : ما حبست عنكم شهواتكم في دار الدنيا ] (10) اعتذاراً ؟! (11) قوموا اليوم فتصفحوا وجوه خلائقي فمن وجدتم له عليكم [ منّة ] بشربة من ماء فكافوه عنّي بالجنّة (12).
-----------------------------
(1) عنه في البحار : 72 / 50 ح 62.
(2) ( عبدالله / خ ).
(3) عنه في البحار : 72 / 50 ح 63.
(4) عنه في البحار : 72 / 50 ح 64.
(5) هكذا في نسخة ( ب ) والبحار ، وفي النسختين الباقيتين : عبدالله بن سنان ( عليّ بن سنان / خ ).
(6) ( ليعتذر / خ ).
(7) ( يعتذر / خ ).
(8) عنه في البحار : 72 / 50 ح 65 وج 7 / 181 ح 25 وأخرج في البحار : 72 / 55 عن عدّة الداعي : ص 106 مرسلاً مثله.
(9) ( إليهم / خ ).
(10) ما بين المعقوفين سقط من النسختين : ( أ ـ ج ).
(11) سقط من النسخة ( ب ).
(12) عنه في البحار : 72 / 50 ح 66 وج 7 / 182 ح 26.
التمحيص _ 50 _
67 ـ وعن أبي عبدالله (ع) ، قال لِمُصاصِ ( لمصاحبي / خ ) شيعتنا : غرّبوا أو شرّقوا لن ترزقوا إلاّ القوت (1).
68 ـ عن أبي الحسن الاول (ع) قال : كان رسول الله (ص) يقول : لا تستخفّوا بفقراء شيعة عليّ وعترته من بعده ، فإنّ الرجل منهم ليشفع لمثل ربيعة ومضر (2).
69 ـ عن مبارك قال : سمعت أبا عبدالله (ع) يقول : قال الله : إنّي لم اُغن الغنيّ لكرامة به عليّ ، ولم اُفقر الفقير لهوان به عليّ ، وهو ممّا ابتليت به الأغنياء بالفقراء ، ولولا الفقراء لم يتسوحب الأغنياء الجنّة (3).
70 ـ عن أبي جرير (4) ، عن أبي جعفر (ع) قال : الفقير هديّة الله إلى الغنيّ ، فإن قضى حاجته فقد قبل هديّة الله ، وإن لم يقض حاجته فقد ردّ هديّة الله جلّ وعزّ عليه (5).
71 ـ عن صفوان قال : ذكر عند أبي عبدالله (ع) ضعفاء أصحابنا ومحاويجهم ، فقال : إنّي لأحبّ نفعهم واُحبّ من نفعهم (6).
72 ـ عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله (ع) قال : إنّ العبد المؤمن الفقير ليقول : يا ربّ ارزقني حتّى أفعل كذا وكذا من البرّ ووجوه الخير ، فإذا علم الله ذلك منه كتب له من الأجر مثل ما يكتبه ، لو عمله ، إنّ الله واسع كريم (7).
73 ـ وعن أبي عبدالله (ع) قال : قال رسول الله (ص) : يقول الله : لولا عبدي المؤمن لعصّبت رأس الكافر بعصابة من جوهر (8).
-----------------------------
(1) عنه في البحار : 72 / 50 ذ 66 وفي ص 10 ح 10 عن الكافي : 2 / 261 ح 7 مسنداً عنه (ع) نحوه ، المصاص من الشيء : خالصه.
(2) عنه في البحار : 8 / 59 ح 80.
(3) عنه في البحار : 72 / 51 ح 67.
(4) ابن جرير ، ابن حريز / خ.
(5) عنه في البحار : 96 / 170 ح 3.
(6) عنه في البحار : 96 / 131 ح 60 والمستدرك : 2 / 403 ح 12.
(7) عنه في البحار : 72 / 51 ح 68.
(8) عنه في البحار : 72 / 51 ح 69 وأورد نحوه في علل الشرائع : ص 604 ح 74 مسنداً عنه (ع).