الفهرس العام

مناقشة

    مناقشة


      1609 حدثنا بذلك علي بن عيسى قال حدثنا عبدالوهاب بن عطاء حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة ثم أن فاطمة جاءت أبا بكر وعمر (رضي الله عنه ) عنهما تسأل ميراثها من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالا سمعنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول إني لا أورث قالت والله لا أكلمكما أبدا فماتت ولا تكلمهما .(1)
      1610 حدثنا الحسن بن علي الخلال أخيرنا بشر بن عمر حدثنا مالك بن أنس عن بن شهاب عن مالك بن أوس بن الحدثان قال دخلت على عمر بن الخطاب ودخل عليه عثمان بن عفان والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص ثم جاء علي والعباس يختصمان فقال عمر لهم أنشدكم بالله الذي يإذنه تقوم السماء والأرض تعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) قال ثم لا نورث ما تركنا صدقة قالوا نعم قال عمر فلما توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) قال أبوبكر أنا ولي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) فجئت أنت وهذا إلى أبي بكر تطلب أنت ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها فقال أبو بكر إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) قال لا نورث ما تركنا صدقة والله يعلم إنّه صادق بار راشد تابع للحق.(2)
      25 حدثنا عبدالله قال حدثني أبي قال ثنا يعقوب ثنا أبي عن صالح قال بن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أخبرته ثم أن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) سألت أبا بكر (رضي الله عنه ) بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يقسم لها ميراثها ممّا ترك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لا

    ---------------------------
    (1) سنن الترمذي : 4/157.
    (2) سنن الترمذي : 4/158.

    بحث في الصحبة والصحابة _ 212 _

      نورث ما تركنا صدقة فغضبت فاطمة (عليها السلام) فهجرت أبا بكر (رضي الله عنه ) فلم تزل مهاجرته حتّى توفيت قال وعاشت بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)ستة أشهر قال وكانت فاطمة رضي الله عنها تسأل أبا بكر نصيبها ممّا ترك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة فأبى أبو بكر (رضي الله عنه) عليها ذلك وقال لست تاركا شيئاً كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) يعمل به إلاّ عملت به إني أخشى إن تركت شيئاً من أمره أن أزيغ فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى علي وعباس فغلبه عليها علي وأما خيبر وفدك فأمسكهما عمر (رضي الله عنه) وقال هما صدقة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ينفذ لحقوقه التي تعروه ونوائبه وأمرهما إلى من ولي الأمر قال فهما على ذلك اليوم .(1)
      55 حدثنا عبدالله قال حدثني أبي قال حدثنا حجاج بن محمد حدثنا ليث حدثني عقيل عن بن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) أنها أخبرته ثم أن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) أرسلت إلى أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) تسأله ميراثها من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم )ممّا أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر (رضي الله عنه) إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لا نورث ما تركنا صدقة إنّما يأكل آل محمد في هذا المال وإني والله لا أغير شيئاً من صدقة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئاً فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فقال أبو

    ---------------------------
    (1) مسند أحمد : 1/6.

    بحث في الصحبة والصحابة _ 213 _

      بكر والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أحب إلى أن أصل من قرابتي وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال فإني لم آل فيها عن الحق ولم أترك أمراً رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) يصنعه فيها إلاّ صنعته .(1)
      58 حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها ثم أن فاطمة والعباس أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك وسهمه من خيبر فقال لهما أبو بكر الصديق رضي الله عنه إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لا نورث ما تركنا صدقة وإنّما يأكل آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) في هذا المال وإني والله لا أدع أمراً رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يصنعه فيه إلاّ صنعته .(2)
      60 حدثنا عبدالله حدثني أبي ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة أن فاطمة رضي الله عنها قالت لأبي بكر من يرثك إذا مت قال ولدي وأهلي قالت فما لنا لا نرث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) قال سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول ثم إن النبي لا يورث ولكني أعول من كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) يعول وأنفق على من كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ينفق .(3)
      77 حدثنا عبدالله حدثني أبي ثنا يحيى بن حماد ثنا أبو عوانة عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن عمير مولى العباس عن بن عباس قال

    ---------------------------
    (1) مسند أحمد : 1/9.
    (2) مسند أحمد : 1/10.
    (3) مسند أحمد : 1/10.

    بحث في الصحبة والصحابة _ 214 _

      ثم لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) واستخلف أبو بكر خاصم العباس عليا في أشياء تركها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال أبو بكر (رضي الله عنه ) شيء تركه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) فلم يحركه فلا أحركه فلما استخلف عمر اختصما إليه فقال شيء لم يحركه أبو بكر فلست أحركه قال فلما استخلف عثمان (رضي الله عنه) اختصما إليه قال فأسكت عثمان ونكس رأسه قال بن عباس فخشيت أن يأخذه فضربت بيدي بين كتفي العباس فقلت يا أبت أقسمت عليك إلاّ سلمته لعلي قال فسلمه له .(1)
      79 حدثنا عبدالله حدثني أبي ثنا عبدالوهاب بن عطاء قال أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة ثم أن فاطمة رضي الله عنها جاءت ابا بكر وعمر رضي الله عنهما تطلب ميراثها من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالا إنا سمعنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول إني لا أورث.(2)
      6688 عن بن شهاب الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها ثم في قصة الميراث أن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) عاشت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ستة أشهر فلما توفيت دفنها علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ليلاً ولم يؤذن بها أبا بكر (رضي الله عنه) وصلى عليها علي .(3)
      12513 أخبرنا محمد بن عبدالله الحافظ أخبرني أبو النضر محمد بن محمد الفقيه ثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال قلت لأبي اليمان أخبرك

    ---------------------------
    (1) مسند أحمد : 1/13.
    (2) مسند أحمد : 1/13.
    (3) سنن البهيقي الكبرى : 4/29.

    بحث في الصحبة والصحابة _ 215 _

      شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال حدثني عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها أخبرته ثم أن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) أرسلت إلى أبي بكر (رضي الله عنه) تسأله ميراثها من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ممّا أفاء الله على رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفاطمة حينئذ تطلب صدقة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم )التي بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر قالت عائشة رضي الله عنها فقال أبو بكر (رضي الله عنه ) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) قال لا نورث ما تركنا صدقة إنّما يأكل آل محمد من هذا المال يعني مال الله ليس لهم أن يزيدوا على المأكل وإني والله لا أغير صدقات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن حالها التي كانت عليه في عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) ولأعملن فيها بما عمل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيها فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئاً فوجدت فاطمة على أبي بكر رضي الله عنهما من ذلك .(1)
      12521 وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة ثم أن فاطمة رضي الله عنها جاءت إلى أبي بكر (رضي الله عنه ) فقالت من يرثك قال أهلي وولدي قالت فما لي لا أرث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول إنا لا نورث ولكني أعول من كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يعوله وأنفق على من كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) ينفق عليه.(2)

    ---------------------------
    (1) سنن البهيقي الكبرى : 6/300.
    (2) سنن البهيقي الكبرى : 6/302.

    بحث في الصحبة والصحابة _ 216 _

      12606 أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم حدثني بن أبي زائدة عن محمد بن إسحاق عن الزهري وعبد الله بن بكر وبعض ولد محمد بن مسلمة قالوا أن أهل خيبر تحصنوا فسألوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن تحقن دماؤهم ويسيرهم ففعل فسمع بذلك أهل فدك فنزلوا على مثله فكانت لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) خالصة لأنّه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب .(1)
      4443 أنبأ عمرو بن يحيى بن الحارث قال حدثنا محبوب قال أنبأ أبو إسحاق عن شعيب بن حمزة عن الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة ثم أن فاطمة أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من صدقته وممّا ترك ومن خمس خيبر فقال أبو بكر إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم )قال لا نورث ما تركنا صدقة.
      6307 أخبرني هلال بن العلاء بن هلال الرقي قال ثنا محمد بن حاتم يعني وهو الجرجراني قال ثنا بن المبارك عن معمر ويونس عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ثم لا نورث ما تركنا صدقة قال وقال لعبد الرحمن وطلحة وسعد وعلي نشدتكم بالله تعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) قال لا نورث ما تركنا صدقة قالوا نعم.(2)

    ---------------------------
    (1) سنن البهيقي الكبرى : 6/317.
    (2) السنن الكبرى : 4/64 ، ذكر مواريث الأنبياء.

    بحث في الصحبة والصحابة _ 217 _

      6310 أخبرنا عمرو بن علي أبو حفص قال حدثني بشر الزهراني بن عمر بن الحكم وهو الزهراني قال ثنامالك عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان قال ثم أرسل إلي عمر حين تعالى النهار فجئته فوجدته .
      مفضيا إلى رماله فقال حين دخلت عليه يا مالك إنّه قد دق أهل أبيات وقد أمرت فيهم برضخ فخذه واقسم بينهم قلت لو أمرت به غيري قال خذه فجاء يرفأ قال يا أمير المؤمنين هل لك في عثمان وعبدالرحمن بن عوف والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص قال نعم فأذن لهم فدخلوا ثم جاء فقال يا أمير المؤمنين هل لك في العباس وعلي قال نعم فأذن لهما فدخلا فقال العباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا يعني عليا فقال بعضهم أجل يا أمير المؤمنين فأقض بينهما وارحمهما فقال عمر أنشدكم ثم أقبل على أولئك الرهط فقال أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لا نورث ما تركنا صدقة قالوا نعم ثم أقبل على عليوالعباس فقال أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لا نورث ما تركنا صدقة قالا نعم قال فإن الله خص نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) بخاصة لم يخص بها أحدا من الناس فقال ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير فكان الله أفاء على رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم ) بني النضير فوالله ما استأثر بها عليكم ولا أخذها دونكم فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) يأخذ منها نفقة سنة ويجعل ما بقي أسوة المال ثم أقبل على أولئك الرهط

    بحث في الصحبة والصحابة _ 218 _

      فقال أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون ذلك قالوا نعم وأقبل على علي والعباس فقال أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمان ذلك قالا نعم فلما توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال أبوبكر أنا ولي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) فجئت أنت وهذا إلى أبي بكر فجئت أنت تطلب ميراثك من بن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها فقال أبو بكر قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) لا نورث ما تركناه صدقة فوليها أبو بكر فلما توفي قلت أنا ولي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) وولي أبي بكر فوليتها ما شاء الله أن أليها ثم جئت أنت وهذا وأنتما جميعا وأمركما واحد فسألتمانيها فقلت إن شئتما أدفعها إليكما على أن عليكما عهد الله بالذي كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يليها به فأخذتماها مني على ذلك ثم جئتماني لأقضي بينكما بغير ذلك والله لا أقضي بينكما بغير ذلك حتّى تقوم الساعة فإن عجزتما عنها فرداها إلى جالسا على سرير.(1)
      2972 حدثنا عبدالله بن الجراح ثنا جرير عن المغيرة قال ثم جمع عمر بن عبدالعزيز بني مروان حين استخلف فقال إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) كانت له فدك فكان ينفق منها ويعود منها على صغير بني هاشم ويزوج منها أيمهم وإن فاطمة سألته أن يجعلها لها فأبى فكانت كذلك في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) حتّى مضى لسبيله فلما أن ولي أبو بكر (رضي الله عنه ) عمل فيها بما عمل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) في حياته حتّى مضى لسبيله فلما أن ولي عمر عمل فيها بمثل ما عملا حتّى مضى لسبيله ثم أقطعها مروان ثم صارت لعمر بن عبد العزيز قال يعني عمر

    ---------------------------
    (1) السنن الكبرى : 4/64 .

    بحث في الصحبة والصحابة _ 219 _

      بن عبدالعزيز فرأيت أمرا منعه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) فاطمة (عليها السلام) ليس لي بحق وأنا أشهدكم أني قد رددتها على ما كانت يعني على عهد رسول الله .(1)
      2973 حدثنا عثمان بن أبي شبية ثنا محمد بن الفضيل عن الوليد بن جميع عن أبي الطفيل قال جاءت فاطمة رضي الله عنها إلى أبي بكر (رضي الله عنه) تطلب ميراثها من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال فقال أبو بكر (رضي الله عنه ) سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول ثم إن الله عزوجل إذا أطعم نبيا طعمة فهي للذي يقوم من بعده.(2)
      2976 عن مالك عن بن شهاب عن عروة عن عائشة أنها قالت ثم إن أزواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) حين توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) أردن أن يبعثن عثمان بن عفان إلى أبي بكر الصديق فيسألنه ثمنهن من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت لهن عائشة أليس قد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) لا نورث ما تركنا فهو صدقة.(3)
      أخبرنا محمد بن عمر حدثني معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت إن فاطمة بنت رسول الله أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله فيما أفاء الله على رسوله وفاطمة حينئذ تطلب صدقة النبي التي بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر إن رسول الله قال لا نورث ما تركنا صدقة إنّما يأكل آل محمد في هذا المال وإني والله لا أغير شيئاً من صدقات رسول الله عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله ولأعملن

    ---------------------------
    (1) سنن أبي داود : 3/143 .
    (2) سنن أبي داود : 3/144 .
    (3) سنن أبي داود : 3/144 .

    بحث في الصحبة والصحابة _ 220 _

      فيها بما عمل فيها رسول الله فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئاً فوجدت فاطمة (عليها السلام) على أبي بكر فهجرته فلم تكلمه حتّى توفيت وعاشت بعد رسول الله ستة أشهر أخبرنا محمد بن عمر حدثني هشام بن سعد عن عباس بن عبدالله بن معبد عن جعفر قال جاءت فاطمة إلى أبي بكر تطلب ميراثها وجاء العباس بن عبدالمطلب يطلب ميراثه وجاء معهما علي فقال أبو بكر قال رسول الله لا نورث ما تركنا صدقة وما كان النبي يعول فعلي فقال علي ورث سليمان داود وقال زكريا يرثني ويرث من آل يعقوب قال ابو بكر هو هكذا وأنت والله تعلم مثلما أعلم فقال علي هذا كتاب الله ينطق فسكتوا وانصرفوا أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت عمر يقول لما كان اليوم الذي توفي فيه رسول الله بويع لأبي بكر في ذلك اليوم فلما كان من الغد جاءت فاطمة إلى أبي بكر معها علي فقالت ميراثي من رسول الله أبي فقال أبو بكر أمن الرثة أو من العقد قالت فدك وخيبر وصدقاته بالمدينة أرثها كما يرثك بناتك .(1)
      إذا مت فقال أبو بكر أبوك والله خير مني وأنت والله خير من بناتي وقد قال رسول الله لا نورث ما تركنا صدقة يعني هذه الأموال القائمة فتعلمين أن أباك أعطاكها فوالله لئن قلت نعم لأقبلن قولك ولأصدقنك قالت جاءتني أم أيمن فأخبرتني أنّه أعطاني فدك قال فسمعته يقول هي لك فإذا قلت قد سمعته فهي لك فأنا أصدقك وأقبل قولك قالت قد أخبرتك ماعندي.

    ---------------------------
    (1) الطبقات الكبرى : 2/315 ـ 316 .

    بحث في الصحبة والصحابة _ 221 _

      وورد في مصادرنا ما نكتفي منه بروايتين :
    المناقب لابن شهر آشوب:
      فتح خيبر في المحرم سبع ولمَّا رأت أهلُ خيبر عمل علي (عليه السلام ) قال ابن أبي الحقيق للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انزل فاكلمك قال نعم فنزل وصالح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على حقن دماء من في حصونهم ويخرجون منها بثوب واحد فلمَّا سمع أهل فدك قصتهم بعثوا محيصة بن مسعود إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) يسألونهُ أن يسترهم بأثواب فلما نزلوا سألوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يعاملهم الأموال على النصف فصالحهم على ذلك.
    في تفسير القمي مسنداً.
      قال فلمَّا فرغ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من خيبر عقد لواء ثم قال من يقوم إليه فيأخذه بحقه وهو يريد أن يبعث به إلى حوائط فدك فقام الزبير إليه فقال أنا فقال أمط عنه ثم قام إليه سعد فقال أمط عنه ثم قال يا علي قم إليه فخذه فأخذهُ فبعث به إلى فدك فصالحهم على أن يحقن دماءهم فكانت حوائط فدك لرسول الله خاصاً خالصاً فنزل جبرئيل (عليه السلام) فقال إن الله عزَّ وجلَّ يأمرك أن تؤتي ذا القربى حقَّهُ قال يا جبرئيل ومن قرباي وما حقها قال فاطمة فأعطها حوائط فدك ومالله ولرسوله فيها فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) فاطمة وكتب لها كتاباً جاءت بهِ بعد موت أبيها إلى أبي بكر وقالت هذا كتابُ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) لي ولابنيّ.

    بحث في الصحبة والصحابة _ 222 _


      وبعد ان استبان لك كلام القوم في هذه الرزية، تعتلج في ذهن القارئ أُمور تحتاج إلى تأمل استدلالاً ممّا تقدم في مطالعته لنصوص وردت ونصوص سترد خلال البحث نلفت النظر لمقاطع منها :
      1 ـ لماذا وحسب روايتهم كان عمر يأبى أن يحكم بين علي (عليه السلام) والعباس ويقول أنتما أعرف بشأنكما أما أنا فقد سلمتها اليكما (1)، بدون أن يلتفت إلى حديث نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة ، وهذا التسليم دليل على علمه أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يورث ، وأن الحديث موضوع .
      2 ـ ورد في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 61 / 423 ـ 523، سبط ابن الجوزي السيرة الحلبية: 3 / 363.
      أن الخليفة سلّم فدك للزهراء (عليها السلام) وكاد الأمر أن يتم لولا أن دخل عمر وقال له ما هذا ؟ فقال له : كتاب كتبته لفاطمة بميراثها من أبيها، فقال : ماذا تنفق على المسلمين وقد حاربتك العرب كما ترى ثم أخذ الكتاب فشقه .
      3 ـ كيف يوصي الخليفة بان يدفن إلى جوار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد أن يستأذن ابنته في أن يدفن فيما ورثته في حجرتها في بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (2)، ومن المعلوم ان الزوجة لا نصيب لها من الأرض وإنما ترث قيمة المسقفات، وإذا كان ارث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) لجميع المسلمين فكيف

    ---------------------------
    (1) شرح نهج البلاغة : 221/16.
    (2) الطبري : 3/349.

    بحث في الصحبة والصحابة _ 223 _

      ضمن الخليفة رضا المسلمين جميعاً ومنهم الورثة الحقيقين ناهيك عن من لم يدرك العمر الشرعي من الصبيان والقاصرين .
      وروي أن أبا بكر لما حضرته الوفاة قال لمن حضره إذا أنا مت وفرغتم من جهازي فاحملوني حتّى تقفوا بباب البيت الذي فيه قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) فقفوا بالباب وقولوا : السلام عليك يا رسول الله، هذا أبو بكر يستأذن ، فان أذن لكم بأن فتح الباب ـ وكان الباب مغلقاً بقفل ـ فأدخلوني وادفنوني ، وإن لم يفتح الباب فأخرجوني إلى البقيع وأدفنوني به فلما وقفوا على الباب، وقالوا ما ذكر سقط القفل وانفتح الباب وإذا بهاتف يهتف من القبر : أدخلوا الحبيب إلى الحبيب، فان الحبيب إلى الحبيب مشتاق .(1)
      قال الاميني (رحمه الله) صاحب موسوعة الغدير معلقاً : أراد رواة هذه الرواية تصحيح عمل القوم في دفن الخليفة في موطن القداسة حجرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد أن أعيتهم المشكلة وعجزوا عن الجواب ، فأن الحجرة الشريفة إما أن تكون باقية على ملكه (صلى الله عليه وآله وسلم) كما هو الحق المبين ، أو أنها عادت صدقة يؤول أمرها إلى المسلمين أجمع ؟ وعلى الأوّل كان يشترط فيه رضاء أولاد وارثته الوحيدة السبطين الإمامين وأخواتهما ولم يستأذن منهم أحد.
      وعلى الثاني كان يجب على الخليفة اوعلى من تولى الأمر بعده أن

    ---------------------------
    (1) ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 30/436 ، مختصر تاريخ دمشق 13/125 ، الرازي في التفسير الكبير : 21/87 ، السيرة الحلبية : 3/365 ، تاريخ الخميس : 2/237 ، أخبار الدول : 1/283.

    بحث في الصحبة والصحابة _ 224 _

      يستأذن الجامعة الإسلامية ولم يكن من أي منهما شيء من ذلك ، فبقي الدفن هنالك خارجاً عن ناموس الشريعة ، وإن قيل : إنّه دفن بحق ابنته ، فأي حق لها بعد ما جاء به أبوها من قوله : انا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة ؟ على أنا أسلفنا في ج 6 / 190 : أنه لم يكن لامهات المؤمنين إلاّ السكنى في حجرتهن كالمعتدة ، ولم يكن لها ترتيب آثار الملك على شيء منها وقدمنا هنالك أيضاً على فرض الميراث على تقدير الأرث من العقار ، فأن لعائشة تسع الثمن من حجرته لأنّه (صلى الله عليه وآله وسلم ) توفي عن تسع ، ومساحة المحل لا يسع تسع ثمنها جثمان إنسان مهما كبرت الحجرة ، على أن حقها كان مشاعاً وليس لها التصرف فيه بغير إذن شريكاتها في الميراث.(1)
      4 ـ قد ورد في ما ذكرنا من الروايات أن أزواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حين وفاته أردن أن يبعثن عثمان بن عفان إلى أبي بكر فيسألنه ثمنهن من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) فقالت لهن عائشة أليس قد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) لا نورث ما تركناه فهو صدقه.
      أقول: والمستغرب أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد مات عن تسع ، سبعٌ منهن لم يسمعن هذا الحديث من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ! والواقع أنّه لا أحد سمعه.
      5 ـ إذا كان الله يرضى لرضا فاطمة (عليها السلام ) ويسخط لسخطها، فهل يتطرق الشك في صحة دعواها ، مع الأخذ بنظر الاعتبار إن البينة على من ادعى ، وبما أنّه لا بينة لأبي بكر على ما في يد الزهراء (عليها السلام) ، فلا قضية أصلاً، ولا

    ---------------------------
    (1) موسوعة الغدير : 7/336.

    بحث في الصحبة والصحابة _ 225 _

       ندري كيف حدث العكس وطالب هو الزهراء بالبينة ؟
      وقد ورد في تفسير علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عثمان عن عيسى وحماد بن عثمان جميعاً عن أبي عبدالله (عليه السلام ) في حديث فدك أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لأبي بكر أتحكم فينا بخلاف حكم الله في المسلمين قال لا قال فان كان في يد المسلمين شيء يملكونه أدعيت أنا فيه مَنْ تسأل البينة قال إياك كنت أسأل البينة على ما تدعيه على المسلمين قال فاذا كان في يدي شيء فادّعي فيه المسلمون تسألني البينة على ما في يدي وقد ملكته في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعده ولم تسأل المؤمنين البينة على ما ادعوا علي كما سألتني البينة على ما ادعيت عليهم إلى أن قال وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) البينة على من ادعى واليمين على من أنكر.
      6 ـ بعد حجج الزهراء الملزمة، ولكي يخرج الخليفة من أزمة حديثه المختلق، طالب الزهراء لتأتي بالشهود فأحضرت الزهراء (عليها السلام) علياً (عليه السلام) وأم أيمن بركة بنت ثعلبة : فشهدا بتوريث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فدكاً للزهراء (عليها السلام ) فأبى أبو بكر هذه الشهادة لعدم اكتمال نصابها حسب زعمه وعلى الرغم من مكانة علي (عليه السلام )ووصف القرآن له بأنّه نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأن ام ايمن من نساء الجنة.
      7 ـ لماذا يقبل أبو بكر بشهادة أو تأكيد عائشة وحفصة لحديث نحن معاشر الأنبياء مع علم القاصي والداني بتهديد القرآن لهن واشارته بانهن كزوجتي نوح ولوط (عليهما السلام) ولماذا يقر أبو بكر سكنى نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) في بيوتهن

    بحث في الصحبة والصحابة _ 226 _

      وهنّ غير ذواتي حق في هذا السكن ولم يصلنا أي نص تاريخي بتمليك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم )نساءه بيته في أيام حياته.
      8 ـ يقول العلامة الأميني في الغدير : لو كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال ذلك (أي حديث نحن معاشر ...) لوجب أن يفشيه إلى آله وذويه الذين يدعون الوراثة منه ليقطع معاذيرهم في ذلك بالتمسك بعمومات الإرث من آي القرآن الكريم والسنة الشريفة، فلا يكون هناك صخب وحوار تتعقبهما محن، ولا تموت بضعته الطاهرة وهي واجدة على أصحاب أبيها ويكون ذلك كله مثاراً للبغضاء والعداء في الأجيال المتعاقبة بين أشياع كل من الفريقين ، وقد بعث هو (صلى الله عليه وآله وسلم ) لكسح تلكم المعرات وعقد الإخاء بين الأمم والأفراد.
      ألم يكن (صلى الله عليه وآله وسلم) على بصيرة ممّا يحدث بعده من الفتن الناشئة من عدم إيقاف أهله وذويه على هذا الحكم المختص به (صلى الله عليه وآله وسلم) المخصص لشرعة الإرث ؟ حاشاه ـ وعنده علم المنايا والبلايا والقضايا والفتن الملاحم.
       وهل ترى أن دعوى الصديق الأكبر أمير المؤمنين وحليلته الصديقة الكبرى ـ صلوات الله عليهما وآلهما ـ على أبي بكر ما ا ستولت عليه يده ممّا تركه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من ماله كانت بعد علم وتصديق منهما بتلك السنة المزعومة صفحاً منهما عنها لاقتناء حطام الدنيا ؟ أو كانت عن جهل منهما بما جاء به أبو بكر ؟ نحن نقدس ساحتهما أخذا بالكتاب والسنة عن علم بسنة ثابتة والصفح عنها ، وعن جهل يربكهما في الميزان. ولماذا يصدق أبو بكر في دعواه الشاذة عن الكتاب والسنة .

    بحث في الصحبة والصحابة _ 227 _

      9 ـ وعن أبي سعيد الخدري قال لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) جاءت فاطمة (عليها السلام ) تطلب فدكاً فقال أبو بكر (رضي الله عنه ) إني لأعلم إن شاء الله أنك لن تقولي إلاّ حقاً ولكن هاتي بينتك فجاءت بعلي (عليه السلام ) فشهد ثم جاءت بأم أيمن فشهدت فقال امرأة أُخرى أو رجلاً فكتبت لك بها.
      أقول هذا الحديث عجيب فإن فاطمة (عليها السلام) إن كانت مطالبة بميراث فلا حاجة بها إلى الشهود فإن المستحق للتركة لا يفتقر إلى الشاهد إلاّ اذا لم يعرف صحة نسبه وما أظنهم شكوا في نسبها (عليها السلام) وكونها ابنة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وإن كانت تطلب فدكاً وتدعي أن أباها (صلى الله عليه وآله وسلم) نحلها إياها احتاجت إلى إقامة البينة ولم يبق لما رواه أبو بكر (رضي الله عنه) من قوله نحن معاشر الأنبياء لا نورث معنى وهذا واضح جدا فتدبر ، وروي أن عائشة وحفصة هما اللتان شهدتا بقوله نحن معاشر الأنبياء لا نورث ومالك بن أوس النضري ولما ولي عثمان (رضي الله عنه) قالت له عائشة أعطني ما كان يعطيني أبي وعمر فقال لا أجد له موضعاً في الكتاب ولا في السنة ولكن كان أبوك وعمر يعطيانك عن طيبة أنفسهما وأنا لا أفعل قالت فأعطني ميراثي من رسول الله فقال أليس جئت فشهدت أنت ومالك بن أوس النضري أن رسول الله الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لا نورث فأبطلت حق فاطمة وجئت تطلبينه لا أفعل قال فكان اذا خرج إلى الصلاة نادت وترفع القميص وتقول إنّه قد خالف صاحب هذا القميص فلما آذنه صعد المنبر فقال إن هذه الزعراء عدوة الله ضرب الله مثلها ومثل صاحبتها حفصة في الكتاب (امْرَأَةَ نُوح وَامْرَأَةَ لُوط كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحِينِ فَخَانَتَاهُمَا

    بحث في الصحبة والصحابة _ 228 _

      فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلاَ النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)(1) فقالت له يا نعثل يا عدو الله إنّما سمّاك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) باسم نعثل اليهودي الذي باليمن فلاعنته ولاعنها وحلفت أن لا تساكنه بمصر أبداً وخرجت إلى مكة ، قلت قد نقل ابن أعثم صاحب الفتوح أنها قالت اقتلوا نعثلاً قتل الله نعثلاً فلقد أبلى سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهذه ثيابه لم تبل وخرجت إلى مكة .(2)
      10 ـ لماذا يكتفي أبو بكر في الرد على فاطمة (عليها السلام ) في خطبتها التي أوردناها بذم علي (عليه السلام) وبأنه ثعالة ومربٍّ لكل فتنة وان الزهراء (عليها السلام) هي ذنبه ، ولم يتطرق من قريب أو بعيد لميراث الزهراء ونحلتها.
      11 ـ إذا صحّ قول أبي بكر بروايته لحديث نحن معاشر الأنبياء فما الداعي لتناقل فدك بعده ، نورد لك ما جاء في موسوعة الغدير ج 7 بشأن تناقل فدك.
      أ ـ لما ولى عمر بن الخطاب الخلافة رد فدكاً إلى ورثة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فكان علي بن ابي طالب (عليه السلام) والعباس بن عبدالمطلب يتنازعان فيها ، فكان عليُّ يقول ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) جعلها في حياته لفاطمة ، وكان العباس يأبى ذلك ويقول : هي ملك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنا وارثه فكانا يتخاصمان إلى عمر، فيأبى أن يحكم بينهما ويقول أنتما أعرف بشأنكما أما أنا فقد سلمتها إليكما (وقد علقنا على هذه الرواية سلفاً).(3)

    ---------------------------
    (1) التحريم : 10.
    (2) كشف الغمة : 1/479 ـ 480.
    (3) معجم البلدان : 6/343 ، تفسير ابن كثير ، 4/335 ، تاريخ ابن كثير : 5/288 ، تاج العروس : 7/166 . بالأضافة الى الأسانيد المتقدمة.

    بحث في الصحبة والصحابة _ 229 _

      ب ـ اقطع مروان بن الحكم فدكاً في أيام عثمان بن عفان بأمر منه.(1)
      ج ـ لما ولي معاوية بن أبي سفيان الأمر أقطع مروان بن الحكم ثلث فدك واقطع بن عمر وبن عثمان ثلثها ، واقطع يزيد بن معاوية ثلثها ، وذلك بعد موت الحسن بن علي (عليه السلام) فلم يزالوا يتداولونها حتّى خلصت لمروان بن الحكم أيام خلافته فوهبها لعبد العزيز ابنه فوهبها عبدالعزيز لابنه عمر بن عبدالعزيز .
      د ـ ولما ولى عمر بن عبدالعزيز الخلافة خطب فقال : ان فدك كانت ممّا أفاء الله على رسوله ولم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب فسألته اياه فاطمة فقال : ما كان لك أن تسأليني وما كان لي أن أعطيك فكان يضع ما يأتيه منها في ابناء السبيل، ثم ولى أبو بكر وعمر وعثمان وعلي فوضعوا ذلك بحيث وضعه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم )ثم ولى معاوية فأقطعها مروان بن الحكم فوهبها مروان لأبي ولعبد الملك فصارت لي وللوليد وسليمان ، فلّما وليّ الوليد سألته حصته منها فوهبها لي ، وسألت سليمان حصته منها فوهبها لي فاستجمعتها ، وما كان لي من مال أحبّ إليّ منها ، فاشهدوا أني قد رددتها إلى ما كانت عليه .
      أقول: نحن ننقل الرواية كما هي ، وأنت ترى كيف أن فاطمة (عليها السلام) حرمت منها (فدك) ليؤول أمرها إلى الطلقاء واولادهم وإلى الوزغ ابن الوزغ كما سمّاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

    ---------------------------
    (1) سنن البهيقي : 6/301.

    بحث في الصحبة والصحابة _ 230 _

      والواقع أن أمير المؤمنين (عليه السلام) ترك فدك لما ولي الناس، فيما روى عن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) عن علة ترك أمير المؤمنين (عليه السلام) فدك : حدثنا علي بن أحمد بن محمد الدقاق قال حدثني محمد بن ابي عبدالله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن علي بن سالم عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : قلت له : لِمَ لم يأخذ أمير المؤمنين (عليه السلام) فدك لما ولي الناس ؟ ولأي علة تركها ؟ فقال : لان الظالم والمظلوم كانا قدما على الله عزَّ وجل ، وأثاب الله المظلوم، وعاقب الظالم ، فكره أن يسترجع شيئاً قد عاقب الله عليه غاصبه ، وأثاب عليه المغصوب .(1)
      هـ ـ فكانت فدك بيد اولاد فاطمة مدة ولاية عمر بن عبدالعزيز فلما ولي يزيد بن عبدالملك قبضها منهم فصارت في أيدي بني مروان كما كانت يتداولونهاحتّى انتقلت الخلافة عنهم.
      و ـ ولما ولي أبو العباس السفاح ردّها على عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي أمير المؤمنين (عليه السلام).
      ز ـ ولما ولي أبو جعفر قبضها من اولاد الحسن (عليه السلام).
      ي ـ ثم ردّها المهدي بن المنصور على ولد فاطمة( عليهم السلام).
      و ـ ثم قبضها موسى بن المهدي وأخوه من ايدي بني فاطمة فلم تزل في أيديهم حتّى ولي المأمون .

    ---------------------------
    (1) علل الشرائح للصدوق : باب 124 ـ ص 224.

    بحث في الصحبة والصحابة _ 231 _

      ن ـ ردّها المأمون على الفاطميين سنة 210 هـ وكتب بذلك إلى قُثم بن جعفر عامله على المدينة .
      ك ـ ولما استخلف المتوكل على الله أمر بردها إلى ما كانت عليه قبل المأمون.(1)
      12 ـ قال ابن أبي الحديد في شرحه على النهج: وسألت علي بن الفارقي مدرس المدرسة الغربية ببغداد فقلت له: أكانت فاطمة صادقة ؟
      قال : نعم.
      قلت : فلِمَ لم يدفع إليها أبو بكر فدكاً وهي عنده صادقة ؟
      فتبسم ثم قال كلاماً لطيفاً مستحسناً مع ناموسه وحرمته وقلة دعابته .
      قال : لو أعطاها اليوم فدك بمجرد دعواها لجاءت إليه غداً وادّعت لزوجها الخلافة وزحزحته عن مقامه ولم يكن يمكنه الاعتذار والموافقة بشيء لأنّه قد أسجل على نفسه أنها صادقة فيما تدعي كائناً ما كان من غير حاجة إلى بينة ولا شهود.
      وهذا كلام صحيح وإن كان أخرجه مخرج الدعابة والهزل .(2)

    ---------------------------
    (1) فتوح البلدان للبلاذي : 39 ـ 41 ، تاريخ اليعقوبي : 3 ـ 48 ، العقد الفريد : 2/323 ، معجم البلدان : 6/344 ، شرح أبن أبي حديد ، 4/103 ، تاريخ الخلفاء للسيوطي : 154 ، دمهرة رسائل العرب : 3/510 ، أعلام النساء : 3/1211.
    (2) شرح النهج : 16/284.

    بحث في الصحبة والصحابة _ 232 _

      13 ـ قال السيد شرف الدين في كتاب النص والاجتهاد ص 701.
      وإليك كلمة في هذا الموضوع لعليم المنصورة الأُستاذ محمود أبو رية المصري المعاصر قال : بقي أمر لابد أن نقول فيه حكمه صريحة : ذلك هو موقف أبي بكر من فاطمة وفي بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وما فعل معها في ميراث أبيها لأننا إذا سلمنا بأن خبر الآحاد يخصص الكتاب القطعي، وأنه قد ثبت ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد قال انّه لا يورث، وانّه لا تخصيص في عموم هذا الخبر، فان أبا بكر كان يسعه أن يعطي فاطمة ـ رض ـ بعض تركه أبيها (صلى الله عليه وآله وسلم )كأن بفدك ، وهذا من حقه الذي لا يعارضه فيه أحد، إذ يجوز للخليفة أن يخص من يشاء بما يشاء (1)
    .   قال : وقد خصّ هو نفسه والزبير بن العوام ومحمد بن مسلمة وغيرهما ببعض متروكات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)(2)
    .   41 ـ قال العلامة الحلي (رحمه الله) : إن أبا بكر منع فاطمة إرثها فقالت : ياابن أبي قحافة أترث أباك ولا أرث أبي!! واحتج عليها برواية تفرد هو بها عن جميع المسلمين، مع قلة رواياته وقلة علمه ، وكونه الغريم لأن الصدقة تحل عليه ، فقال لها : إن النبي قال : (نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة)، والقرآن مخالف لذلك فإن صريحه يقتضي دخول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) بقوله

    ---------------------------
    (1) النص و الأجتهاد : 70/مطبعة الشهداء.
    (2) الشافي للسيد المرتضى : 4/57 ـ 102 ، دلائل الصدق للمضفر : 3/40 ـ 77 . وفيهما حديث مستوفي حول حديث نحن معاشر الأنبياء وأرث فاطمة.

    بحث في الصحبة والصحابة _ 233 _

    تعالى: (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلأَدِكُمْ)(1). وقد نص على أن الأنبياء يورثون، فقال تعالى: (وَ وَرِثَ سُلَيَْمانُ دَاوُدَ)(2).
      وقال عن زكريا: (وإنِّي خِفْتُ الْمَوَالِي مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِ وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ)(3)، وناقض فعله أيضاً هذه الرواية، لأن أمير المؤمنين والعباس ، اختلفا في بغلة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسيفه وعمامته وحكم بها ميراثاً لأمير المؤمنين ، ولو كانت صدقة لما حلت على علي (عليه السلام) ، وكان يجب على أبي بكر انتزاعها منه ، ولكان أهل البيت الذين حكى الله تعالى عنهم بأنه طهرهم تطهيراً مرتكبين ما لا يجوز ، نعوذ بالله من هذه المقالات الردية والأعتقادات الفاسدة ، وأخذ فدكا من فاطمة وقد وهبها إياها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) فلم يصدقها ، مع أن الله قد طهرها وزكاها واستعان بها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) في الدعاء على الكفار على ما حكى الله تعالى وأمره بذلك فقال تعالى: (قُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ)(4) فكيف يأمره الله تعالى بالاستعانة ـ وهو سيد المرسلين ـ بابنته وهي كاذبة في دعواها غاصبة لمال غيرها نعوذ بالله من ذلك فجاءت بأمير المؤمنين (عليه السلام ) فشهد لها فلم يقبل شهادته ، قال : إنّه يجر إلى نفسه ، وهذا من قلة معرفته بالأحكام ، ومع أن الله تعالى قد نص في آية

    ---------------------------
    (1) النساء : 11.
    (2) النمل : 16.
    (3) مريم : 5 ـ 6.
    (4) آل عمران : 61.

    بحث في الصحبة والصحابة _ 234 _

      المباهلة أنّه نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) فكيف يليق بمن هو بهذه المنزلة واستعان به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) بأمر الله في الدعاء يوم المباهلة أن يشهد بالباطل ويكذب ويغصب المسلمين أموالهم نعوذ بالله من هذه المقالة .
      وشهد لها الحسنان (عليهما السلام) فردّ شهادتهما وقال : هذان ابناك لا أقبل شهادتهما لأنهما يجران نفعا بشهادتهما ، وهذا من قلة معرفته بالأحكام أيضاً، مع أن الله قد أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالاستعانة بدعائهما يوم المباهلة فقال : (أَبْنَاءَنَا وَ أَبْنَاءَكُمْ)، وحكم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) بأنهما سيدا شباب أهل الجنة ، فكيف يجامع هذا شهادتهما بالزور والكذب وغصب المسلمين حقهم نعوذ بالله من ذلك ، ثم جاءت بأم أيمن فقال : إمرأة لا يقبل قولها مع أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : (أم أيمن من أهل الجنة) ، فعند ذلك غضبت عليه وعلى صاحبه وحلفت أن لا تكلمه ولا صاحبه ، حتّى تلقى أباها وتشكو إليه فلما حضرتها الوفاة أوصت أن تدفن ليلا ولا يدع أحدا منهم يصلي عليها ، وقد رووا جميعا أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك .(1)
      وننقل أيضاً ما يُشبع البحث من كتاب الطرائف ج 1 / ص 842 ـ 062 فيما جرى على فاطمة (عليها السلام) من الأذى والظلم ومنعها من فدك من قبل صحابه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

    ---------------------------
    (1) نقلا عن كتاب حديث نحن معاشر الأنبياء ، الشيخ المفيد : 26 ـ 28.