مَنْهَج [18] :

  العِددُ الواردةُ في الأُوَل الأسانيد (1)، منها : عدّةُ أحمد بن محمّد بن عيسى، وهم : محمّد ابن يحيى (2)، وعلّي بن موسى الكمندانيُّ (3)، وداود بن كورة (4)، وأحمد بن أدريس (5)، وعليُّ بن إبراهيم بن هاشم (6)، ومنها عدّةُ أحمدَ بنِ محمّدِ بنِ خالدٍ البرقيِّ، وهم : عليُّ ابنُ إبراهيم، وعليُّ بنُ محمّدِ بنِ عبدِ الله بن أُذينة، وأحمدُ بنُ عبدِ الله بن أميّة (7)، وعليُّ

--------------------------------
(1) ذكرها الحلي في الخلاصة تحت عنوان الفائدة الثالثة ، بقوله : (قال الشيخ الصدوق ... الخ) .
(2) مرّت ترجمتُه في صفحة (79) .
(3) عليُّ بن موسى الكميذانيُّ، نسبة إلى كميذان، قرية في قم، وليس الكمنداني، وهو من العدّة التي يروي عنها الكلينيُّ والشيخ الصّدوقُ عن أبيه عنه . تنظر ترجمته : ابن داود، الرِّجال : ص 281، الحلي، الخلاصة : ص 401، علم الهدى، نضد الإيضاح : ص 294 ، 295 .
(4) داود بن كورة القمِّيُّ، يكنى أبا سليمان، كان قد بوَب كتاب النوادر لأحمد بن محمّد بن عيسى، وكتاب المشيخة للحسن بن محبوب السر سّراد، له كتاب الرّحمة يرويه عنه أحمد بن محمّد بن يحيى، وكتبٌ أُخَر، منها : كتابُ الوضوء، الصّلاة، الصّوم، والزكاة . تنظر ترجمته : ابن النديم، الفهرست : ص 243، النجاشي، الرِّجال : ص 158، الطوسي، الرِّجال : 426، والفهرست : ص 125، ابن داود ، الرِّجال : ص 91، علم الهدى، نضد الإيضاح : ص 196 .
(5) أحمد بن إدريس الأشعريّ، يكنى أبا علي، فقيهٌ، كثيُر الحديث، ثقةٌ في النقل، له كتابُ نوادر، مات بالفرعاء في طريق مكّة سنة (306 هـ) . تنظر ترجمته : الطوسي، الفهرست : ص 71، الحلي، الخلاصة : ص 65، الأردبيلي، جامع الرُّواة : ج 1، ص 40 .
(6) لي بن إبراهيم بن هاشم القمِّيُّ، يكنى أبا الحسن، ثقةٌ في الحديث لكنّه أضرَ في وسط عمره، له كتبٌ، منها : كتابُ التفسير، كتاب الناسخ والمنسوخ، كتاب المغازي، المناقب وغيرها، كان حيَاً قبل سنة (329 هـ) . تنظر ترجمته : ابن النديم، الفهرست : ص 277، الطوسي، الفهرست : ص 153، 154 ، الحليُّ، الخلاصة : ص 187 .
(7) ذكر البروجرديُّ في كتابه طرائف المقال : ج 2، ص 311 : (عليُّ بن عبد الله بن أُذينة، وأحمد ابن عبد الله بن أُميّة، لم نجدهما في كتب الرِّجال، نعم، في منتهى المقال ... ويأتي عند ذكر العدة، والظاهر منه كونه من مشايخه، والظاهر منه كونه من المعتمدينَ الثِّقات) .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _77 _

  ابن الحسين (1)، ومنها عدّةُ الحسين بن عبيد الله (2)، وهم : أبو غالب أحمد بن محمّد الرّازيُّ (3)، وأبو القاسم [و] (4) جعفر بن محمّد بن قولويه (5)، وأبو محمّد هارون بن موسى التلعكبريُّ (6)، وأبو عبد الله بن أبي رافع الصّيمريُّ (7)، وأبو المفضّل الشّيباني

--------------------------------
(1) علي بن الحسين السّعد آبادي القمِّيُّ، يكنى أبا الحسن، روى عنه الكليني والزراري، وهو شيخ الصّدوق ومحمّد بن موسى بن المتوكِّل، وهو ممّن لم يروِ عن الأئمَةِ (ع) . تنظر ترجمته : الطوسي، الرِّجال : ص 433، التفرشي، نقد الرِّجال : ج 3، ص 250، الأردبيلي، جامع الرُّواة : ج 1، ص 63، علم الهدى، نضد الإيضاح : ص 280 .
(2) الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الغضائريُّ، يكنى أبا عبد الله، فقيهٌ، رجاليٌّ، محدِّثٌ، وهو شيخ النجاشيِّ والطوسيِّ، ولهما منه إجازةٌ، له كتبٌ، منها : كتابُ النوادر، مناسك الحجِّ، مات في منتصف شهر صفر سنة (411 هـ) . تنظر ترجمته : النجاشي، الرِّجال : ص 69، الطوسي، الرِّجال : ص 425، الحلي، الخلاصة : ص 116 .
(3) أحمد بن محمّد بن محمّد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين بن سنسن الزراريُّ، يكنى أبا غالب، فقيهٌ، ثقةٌ، له كتبٌ، منها : كتابُ التاريخ، مناسكُ الحجِّ، ولد سنة (285 هـ) ، ومات سنة (368 هـ) . تنظر ترجمته : أبو غالب الزراريُّ، تاريخ آل زرارة : ج 1، ص 2، وما بعدها، النجاشي، الرِّجال : 284، الطوسي، الفهرست : ص 77، الحليُّ، الخلاصة : ص 67 .
(4) زيادة ، غير موجودة في النُّسخة (ب) ، والأصحُّ من دون (الواو) .
(5) جعفر بن محمّد بن جعفر بن موسى بن قولويه القمِّيُّ، يكنى أبا القاسم، عالٌم فقيهٌ، ويعدُّ من الثِّقات، وكلُّ ما يوصفُ به النّاسُ من جميلٍ وثقةٍ وفقهٍ فهو فوقه، شيخ المفيد والغضائري، له كتبٌ، منها : كتابُ مداوات الجسد، كتابُ الصّلاة، وكتابُ الجمعة والجماعة، مات سنة (368 هـ) . تنظر ترجمته : الغضائري، تكملة رسالة الزراري : ج 1، ص 97، النجاشيّ، الرِّجال : ص 123 و ص 447، الطوسي، الرِّجال : ص 418، والفهرست : ص 91، و ص 258، ابن داود، الرِّجال : ص 65 ، الحليُّ، الخلاصة : ص 88، علم الهدى، نضد الإيضاح : ص 131 .
(6) هارون بن موسى بن أحمد بن موسى بن سعيد بن سعيد ـ أيضاً ـ التلعكبريُّ، يكنى أبا محمّد، شيخ النجاشيِّ، عالمٌ، فقيهٌ، ثقةٌ، جليلُ القدر، له كتبٌ، منها : الجوامع في علوم الدّين، مات سنة (385) . تنظر ترجمته : النجاشيّ، الرِّجال : ص 439، الطوسي، الرِّجال : ص 516، ابن داود، الرِّجال : ص 199، علم الهدى، نضد الإيضاح : ص 413 ، 414 .
(7) أحمد بن إبراهيم بن أبي رافع بن عبيد بن عازب (أخ البّراء بن عازب) ، الكوفيُّ الأنصاريُّ، يكنى أبا عبد الله، ويعرف بابن أبي رافع الصّيمريِّ، نسبة إلى بلدة من أرض مهرجان، على خمسة مراحل من الدّينور وناحية البصرة، ثقِةٌ في الحديث، له كتبٌ، منها : كتابُ النوادر، روى عنه الغضائريُّ . تنظر ترجمته : النجاشي، الرِّجال : ص 84 ، الطويب، الرِّجال : ص 411، والفهرست : ص 78، ابن داود ، الرِّجال : ص 35، الحلي، الخلاصة : 67، علم الهدى، نضد الإيضاح : ص 70 .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _78 _

  محمّد بن عبد الله بن محمّد (1)، ومنها عدَةُ سهل بن زياد (2)، وهم : علي بنُ محمّدِ بنِ علان (3)، ومحمّدُ بنُ أبي عبد الله (4)، ومحمّدُ بنُ الحسن (5)، ومحمّدُ بنُ عقيلٍ الكلينيُّ (6)، فهذه أربعُ عِدد، فالثّلاث صِحاحٌ ، لاشتمالها على مَن يُوثَقُ به من الرُّواة، والأخيرةُ فيها محمّدُ بنُ أبي عبد اللهِ، فإنْ كانَ هو محمّدُ بنُ جعفرِ بنِ عونٍ الأسديُّ الثِّقةُ على ما نبَه .

----------------------------
(1) محمّد بن عبد الله الشيباني، يكنى أبا المفضّل، كثير الرِّواية، اختلف في حفظه بين ضعيفٍ وحَسَنِ الحِفْظِ، له كتبٌ، منها : كتابُ الولادات، وكتابُ الفرائض . تنظر ترجمته : الحلي ، الخلاصة : ص397 .
(2) سهل بن زياد الآدمي الرازيُّ، يكنى أبا سعيد، ضعيف، فاسد الرِّواية، رمي بالغلو، أخرجه أحمد بن محمّد بن عيسى من قم، ونهى النّاس عن السّماع عنه، له كتبٌ، منها : التوحيد والنوادر . تنظر ترجمته : النجاشي، الرِّجال : ص 185، الطوسي، الرِّجال : ص 399، و الفهرست : ص 142، ابن داود الرِّجال : ص 249 .
(3) عليُّ بن محمّد بن إبراهيم بن أبان الرازيُّ الكلينيُّ المعروف بعلان، يكنى أبا الحسن، ثِقةٌ في الرِّواية، له كتابُ أخبار القائم، قُتل بطريق الحجِّ . تنظر ترجمته : النجاشي، الرِّجال : ص 260، الحليُّ، الخلاصة : ص 187، ابن داود، الرِّجال : ص 140 .
(4) محمّد بن جعفر بن محمّد بن عون الأسديُّ الكوفيُّ، يكنى أبا الحسين، يعرف بمحمّد بن أبي عبد الله، ثِقةٌ، صحيح الحديث، روى عن الضعفاء، كان يقول بالجبر والتشبيه، له كتابُ الجبر والاستطاعة، مات سنة (312 هـ) . تنظر ترجمته : النجاشي، الرِّجال : ص 373، البروجرديُّ، طرائف المقال : ج 1، ص 143 .
(5) محمّد بن الحسن بن فرّوخ الصفّار، القمِّي، الأشعريّ بالولاء، يكنى أبا جعفر، من كبار محدِّثي الإماميّة وفقهائهم، وأحد وجوهِهِم، صاحبُ كتابِ بصائر الدرجات، عُدَ من أصحاب الإمام العسكريّ .، ولهُ رواياتٌ كثيرةٌ وأسانيدُ عن أهلِ بيتِ العصمةِ، وله مصنّفاتٌ في الفِقه، توفي سنة 290 هـ . تنظر ترجمتُه : النجاشي، الرِّجال : ص 354، الطوسيُّ، الفهرست : ص 220 ـ 221، الأردبيليُّ، جامع الرُّواة : ج 2، ص 93 ـ 94 .
(6) لم تُذكر له ترجمة في الكتب الرِّجالية، ذكره الحليُّ في كتابه الخلاصة : ص 430 في الفائدة الثالثة ضمن العدّة التي يروي عنها الشيخ الصّدوق .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _79 _

  عليه بعضُ الأصحابِ عن النّجاشيِّ، فهي كذلك أيضاً، وإلا فلا، واللهُ أعلمُ بالخفيّاتِ والسرائرِ، والبواطنِ والضّمائرِ .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _80 _

  مَنْهَج [19] :

  الطّبقةُ عندهم عبارةٌ عن جماعةٍ مِنَ الرُّواةِ اشتركُوا في السِّنِ ولقاءِ المشايخ، وطريقُ معرفتِها تكرارُ النَّظَرِ، ومراجعةُ الأسانيدِ والطُّرُقِ المذكورةِ في كُتُب الأصحابِ، والمُمارسةُ، وممّا يُعينُ على رفعِ الالتباسِ بينَ كثيرٍ مِن الرُّواةِ معرفةُ المواي (2)، وهو يُطلَقُ على معانٍ، منها : الأولى بالأمرِ، ومنها : المُعتِق بالكسر، فإنَه مولىً لعتيقِهِ، ومنها : المُعتَق بالفتح، فإنَهُ مولىً من جهة السّفل، ومنها : ابنُ العمِّ، ومنها : الحليفُ، ومنه قولُهُ : (مواليَ لُّحِلفٍ لا موالي قَرابةٍ) (3)، والحِلفُ بالكَسِر عبارةٌ عن التّحالفِ والتّعاقدِ على التّعاضُدِ والتّساعُدِ والاتّفاق، فكلٌّ مِنَ المتحالِفين مولىً لصاحِبِهِ مِن جهةِ الحِلْفِ، ومنها : النّاصرُ، ومنها : الجارُ، ومنها : الملازمُ، يُقالُ : فلانٌ مولىً لفلانٍ إذا لازَمَهُ، ومنها : غيرُ العربيِّ الصر صريحِ، كما يُقال : فلانٌ عربيٌّ صريحٌ، وفلانٌ مولىً، أي ليس كذلك، ومنها : مَن يُسلِم على يديك، فإنَك تكونُ مولاه بالإسلامِ، والقرينة هي المميّزة بين هذه المعاني لرفعِ الالتباسِ بين الرُّواة، وقيل إنَ أكثرَ ما يُراد به في هذه الباب غيرُ العربيِّ الصريحِ، واللهُ أعلمُ .

------------------------------
(1) ينظر : الجوهريُّ، الصّحاح : ج 6، ص 2529 .
(2) ابن منظور، لسان العرب : ج 15، ص 409 قال : قال الجعديُّ :

موالي حلفٍ لا موالي قرابةٍ       ولكن قطينا يسألون الأتاويا

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _81 _

   مَنْهَج [20] :

  الشّيعةُ على أقسامٍ، منهم : الزّيديَّةُ (1)، وهم القائلونَ بالإمامةِ إلى الإمامِ زينِ العابدينَ عليِّ بن الحسين (ع) ، ثمَ مِن بعدِه ابنُه زيد بن عليّ بن الحسين (ع) ، وقيل : ينقسمونَ إلى ثلاثة : الجاروديّة والسّليمانيّة والبتُريّة، أمّا الجاروديّةُ (2) : فهم المنسوبونَ إلى زياد بن المنذر ابن الجارود الهمدانيِّ، وهم القائلونَ بالنصَّ على أميرِ المؤمنينَ عليِّ بن أبي طالبٍ (ع) ، وكُفْرِ مَن أنكره، وكلُّ من خرج من أولاد فاطمة (ع) وكان شجاعاً فهو الإمامُ بالحقِّ، وأمَا السّليمانيَّةُ ))(3) : فهم المنسوبونَ إلى سليمان بن جرير، القائلونَ بإمامة الشَيخين، وكُفْرِ عثمان، وأمَا البتُريَّةُ (4) : فهم المنسوبونَ إلى بُتر النّوى، كالسّليمانيَة اعتقاداً، إلا في كُفْرِ عُثمان، ومنهم : الفطحيَّةُ (5) : وهم القائلونَ بالإمامةِ إلى جعفرِ بن محمّدٍ الصّادق (ع) ، ثمَ مِن بعدِه ابنُه عبدُ اللهِ الأفطح، فوقفوا عليه، قيل كان أفطحَ الرَأسِ، وقيل : أفطحَ الرِّجلَينِ، وقيل : إنَما نُسِبُوا إلى رئيسٍ لهم يُقال له عبدُ الله بن فطيح الكوفيُّ، وروي أنَ مشايخَ العصابة وفقهاءَها قالوا بإمامتِهِ، حيث حُكي عنهم أنهَم قالوا : الإمامةُ في الأكبرِ من وُلد الإمامِ، فمنهم مَن رَجعَ عن القولِ بإمامتهِ ، لما امتحنَه بمسائلَ مِنَ الحلال والحرام ولم يكن له قدرةٌ على الجواب، ولما ظهَرَ منه ما لا ينبغي أنْ يظهرَ مثلُه مِن الإمام، ثمَ إنَ عبدَ الله بقي بعد أبيه سبعينَ يوماً فمات، فرجعَ الباقونَ بموتهِ إلا شرذمةً قليلةً منهم عن القول بإمامتِهِ إلى القول بإمامةِ الإمامِ موسى بن جعفرٍ الكاظم (ع) ، وتدبّروا الخبرَ المرويَ مِن أنَ الإمامةَ تكونُ في الأخوينِ بعد الحسنِ والحُسين (ع) ، وغيره من الأخبار الدَالَة

------------------------------
(1) الشهرستاني ، الملِل والنحِّل : ص 124 ، الأمين ، شريف يحيى ، معجم الفرق الإسلاميةّ : ص 127 ـ 129 .
(2) الشهرستاني ، الملِل والنحِّل : ص 126، الأمين ، شريف يحيى ، معجم الفرق الإسلاميةّ : ص 78 .
(3) الشهرستاني ، الملِل والنحِّل : ص 128، الأمين ، شريف يحيى ، معجم الفرق الإسلاميةّ : ص 135 .
(4) الشهرستاني ، الملِل والنحِّل ، ص 129، الأمين ، شريف يحيى ، معجم الفرق الإسلاميةّ : ص 51 .
(5) الشهرستاني، المِلل والنِّحل : ص 134 (الأفطحيّة) ، الأمين، شريف يحيى، معجم الفرق الإسلاميّة : ص 186 .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _82 _

  على الإمامِ وعلاماتِهِ، ومنهم : الواقفيَّةُ (1) : وهم القائلونَ بالإمامة إلى الإمامِ موسى بن جعفرٍ الكاظم (ع) ، فوقفوا عليه (ع) ، ومنهم : الكيسانيَّةُ (2) : وهم القائلونَ بإمامةِ عليٍّ أميرِ المؤمنينَ والحسنِ والحسينِ ومحمّدِ بن الحنفيّة، وزعموا أنَه حيٌّ سيظهر، ومنهم : النّاووسيّةُ (3) : وهم القائلونَ بإمامة الإمامِ عليٍّ (ع) إلى الإمام جعفرِ بنِ محمّدٍ الصّادق (ع) ، فوقفُوا عليه (ع) ، وقالوا : إنَ الصَادق (ع) حيٌّ لا يموتُ حتى يظهرَ، فيُظهر أمرَه، وهو القائمُ المهديُّ، قيل : سُمّوا بذلك ، لانتسابهم إلى رجلٍ يُقال له ناؤوس، وقيل : بل نسبةً إلى قريةٍ تُسمّى ناؤوساء (4)، ومنهم : الإسماعيليّةُ (5) : وهم القائلونَ بالإمامةِ إلى الإمامِ جعفرِ بن محمّدٍ الصّادق (ع) ، ثمَ ابنه إسماعيل، فوقفُوا عليه، ومنهم : الإماميَّةُ الاثنا عشريَّة (6) ـ أعني الفِرقةَ المُحقَةَ النّاجيةَ ـ وهم القائلونَ بإمامةِ جميعِ الأئمّةِ إلى القائمِ الهادي المهديِّ، ـ صلواتُ اللهِ عليهِ وعليهِم أجمعينَ ـ وأمَا باقي الفِرَق كالمفوِّضة (7) : المعتقدينَ أنَ اللهَ تعالى خَلَقَ محمَداً (ص) ، وفوَض إليه خَلْقَ الدُّنيا فهو الخلاقُ لما فيها، وقيل : فوَض ذلك إلى عليّ (ع) ، والمُرجِئة (8) : المعتقدينَ أنَه لا يضرّ معَ الإيمانِ معصيةٌ ، كما

-------------------------------
(1) الشهرستاني، المِلل والنِّحل : ص 133 ـ 135، الأمين، شريف يحيى، معجم الفرق الإسلاميّة : ص 268 .
(2) الشهرستاني ، الملِل والنحِّل ، ص 118، الأمين ، شريف يحيى، معجم الفرق الإسلاميةّ : 202 .
(3) الشهرستاني ، الملِل والنحِّل : ص 134، الأمين ، شريف يحيى ، معجم الفرق الإسلاميةّ : ص 244 .
(4) ناؤوساء : لم ترد بهذا الاسم في الكتب البلدانيّة، ووردت بلفظ (ناووس الظبية) ، وهو موضعٌ قرب همذان، و (الناووسة) من قرى هيت . ينظر : الحمويُّ، معجم البلدان : ج 5 ، ص 254، الطريحي، مجمع البحرين : ج 4 ،ص 392 .
(5) الشهرستاني ، الملِل والنحِّل : ص 135، الأمين ، شريف يحيى، معجم الفرق الإسلاميةّ : ص 30 .
(6) الشهرستاني ، الملِل والنحِّل : ص 131، الا مين، شريف يحيى، معجم الفرق الإسلاميةّ : ص 42 .
(7) الشهرستاني، المِلل والنِّحل : ص 139 (الغالية) ، الأمين، شريف يحيى، معجم الفرق الإسلاميّة : ص 235 .
(8) الشهرستاني ، الملِل والنحِّل : ص 112، الأمين ، شريف يحيى ، معجم الفرق الإسلاميةّ : 219 .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _83 _

  لا ينفعُ معَ الكفرِ طاعةٌ، وإنَما سُمُّوا بذلكَ ، لاعتقادِهم أنَ اللهَ تعالى أَرْجَأَ تعذيبَهم على المعاصي ، أي أخَرَها عنهم، والغُلاة (1) : المعتقدينَ أنَ عليّاً ـ صلواتُ اللهِ عليه ـ هُوَ إلهُ الخلقِ كافّة ، والمجسِّمة (2) مِن الغُلالاة، المعتقدِينَ أنَ سلمانَ الفارسيَ وأبا ذرٍ والمقداد وعمار ابن ياسر وعَمرو بن أميّة الضّمريَ هم الموكَلونَ بمصالحِ العَالم مِن جهةِ عليّ ـ صلواتُ اللهِ عليه ـ وهو الرَبُّ، تعالى اللهُ عن ذلك علوَاً كبيراً، والبتُريَّة، بضمّ الباء المنسوبينَ إلى بُتر النوى مِنَ الزّيديَة الأبتر اليَد، وجاء عن أبي جعفرٍ محمّد بن عليٍّ (ع) : (إنَ جماعةً دخلُوا عليه، وعنده أخوه زيدُ بنُ عليٍّ (ع) ، فقالوا لأبي جعفرٍ (ع) : نتولى عليّاً وحسناً وحُسيناً، ونتبرّأُ مِن عدَاهم، قال : فالتفَت إليهم زيدُ بنُ عليٍّ (ع) ، فقال لهم : (أتتبرَوْنَ مِن فاطمةَ بترتُم أمرَنا بتركُم اللهُ تعالى) (3)، فسُمُّوا بالبُتريَة، وجاء عن أبي عبد اللهِ جعفرِ بنِ محمّدٍ الصّادق (ع) : (لو أنَ البُتريَة صفٌّ واحدٌ ما بينَ المشرقِ إلى المغرِبِ ما أعزَ اللهُ بهم

------------------------------
(1) الشهرستاني ، الملِل والنحِّل : ص 139، الأمين ، شريف يحيى ، معجم الفرق الإسلاميةّ : ص 180 .
(2) الحليُّ، الخلاصة : ص 365، ابن داود، الرِّجال : ص 259، 260، الطريحيُّ، مجمع البحرين : ج 3 ، ص 328 .
(3) الصّدوق، من لا يحضره الفقيه : ج 4، ص 544، الطوسي، اختيار معرفة الرِّجال : ج 2، ص 505، المجلسي، بحار الأنوار : ج 69 ، ص 178 .
  نقل المصنِّف (فدس سره) ، الحديث بتصرّف قد يُشكل معناه، ونصُّه كما في رجال الكشّي، 2/504 ـ 505، تصحيح وتعليق : مير داماد الاسترابادي، تحقيق : السيّد مهدي الرجائي، كما يأتي : (سعد ابن جناح الكشي، قال : حدّثني عليّ بن محمّد بن يزيد القمّيّ عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحُسين ابن سعيد، عن فضالة بن أيّوب عن الحُسين بن عثمان الرّواسي، عن سدير، قال : دخلتُ على أبي جعفر (ع) ومعي سلمة بن كهيل، وأبو المقدام ثابت الحدّاد، وسالم بن أبي حفصة، وكثير النواء، وجماعةٌ معهم، وعند أبي جعفر (ع) أخوه زيد بن عليّ (ع) ، فقالوا لأبي جعفر (ع) : نتولى عليّاً وحسناً وحُسيناً ونتبرّأ من أعداهم ! قال : نعم، قالوا : نتولى أبا بكر وعُمر ونتبرّأ مِن أعدائِهم ! قال : فالتفتَ إليهم زيد بن عليّ، قال لهم : أتتبرّؤون من فاطمة ؟ بترتُم أمرنا بتركُم الله، فيومئذٍ سُمُّوا البُتريّة) (الناشر) .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _84 _

  دِيناً) (1) ، فهذه الفِرَقُ الخمسةُ ونحوها ليسُوا مِن فِرَق الشِّيعةِ في شيءٍ، الشّيعةُ براءٌ منهم، لَعَنَهُمُ اللهُ تَعَالى .

------------------------------
(1) الصّدوق، من لا يحضره الفقيه : ج 4، ص 545، الطوسي، اختيار معرفة الرِّجال : ج 2، ص 499، المجلسي، بحار الأنوار : ج 37، ص 31 .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _85 _

  وأمَا الخاتمةُ : فقد روى ثقةُ الإسلامِ ـ قدّسَ اللهُ روحَه ـ في الكافي (1) في بابِ اختلافِ الحديثِ ما هذا لفظُهُ : عَن عليّ بنِ إبراهيم بنِ هاشم (2)، عن أبيه (3)، عن حماد بن عيسى (4)، عن إبراهيم بن عمر اليمانّي (5)، عن أبان بن أبي عيّاش (6)، عن سُليم بن قيسٍ الهلاي (7)، قال : قلتُ لأمير المؤمنين (ع) : إينين سمعتُ مِن سلمانَ والمقداد وأبي ذر شيئاً مِن تفسير القرآنِ وأحاديثَ عن النّبيِّ (ص) غيرَ مَا في أيدي النّاس، ثمَ سمعتُ منكَ تصديقَ ما سمعتُ منهم، ورأيتُ في أيدي النّاس أشياءَ كثيرةً مِن تفسيرِ القرآنِ، ومِنَ الأحاديثِ عن نبيِّ الله (ص) أنتُم تخالفونهم فيها، وتزعمُون أنَ ذلك كلَه باطلٌ، أَفتَرى النّاسَ يكذبونَ على رسولِ اللهِ (ص) مُتعمِّدِينَ، ويفسِروِنَ القرآنَ بآرائِهِم، قال : فأقبلَ عليٌّ (ع) ، فقال :

------------------------------
(1) الكلينيُّ : ج 1، ص 62 .
(2) مرّت ترجمتُه في صفحة (89) .
(3) هو إبراهيم بن هاشم، أبو إسحاق القمِّيّ، كوفيُّ الأصل، انتقل إلى قم، وأوّل من نشر حديث الكوفيّينَ فيها، له كتبٌ منها : النوادر، وكتاب قضايا أمير المؤمنين (ع) . يُنظر : النجاشيُّ، الرجال : ص 16 .
(4) حماد بن عيسى الجهنيُّ، يكنى أبا محمّد، أصله من الكوفة، وسكن البصرة ، صادق الحديث، ثقةٌ، روى عشرين حديثاً عن الصّادق والكاظم والرِّضا (ع) ، مات غريقاً بوادي قناة سنة (209 هـ) . تنظر ترجمته : النجاشي، الرِّجال : ص 124، الطوسي، الفهرست : ص 155، الحلي، الخلاصة : ص 124 .
(5) إبراهيم بن عمر اليماني الصنعانيُّ، يكنى أبا إسحاق، ثقةٌ، روى عن الباقر والصّادق (ع) ، له كتاب يرويه عنه حماد بن عيسى . تنظر ترجمته : النجاشي، الرِّجال : ص 21، الطوسي، الفهرست : ص 43، الحلي، الخلاصة : ص 51، التفرشي، نقد الرِّجال : ج 1، ص 76 .
(6) أبان بن أبي عيّاش فيروز البصريُّ، تابعيٌّ، يكنى أبا إسماعيل، روى عن الإمام السجّاد والباقر والصّادق (ع) وأنس بن مالك، ضعيف، نُسِب إليه وضْعُ كتابِ سُليم بن قيس . تنظر ترجمته : الطوسي، الرِّجال : ص 109، و ص 126، التفرشي، نقد الرِّجال : ج 1، ص 39، الأردبيلي، جامع الرُّواة : ج 1، ص 9 .
(7) سُليم بن قيس الهلايُّ العامريُّ الكوفيُّ ، يكنى أبا صادق ، من أوائل المصنفِّين في الإسلام ، من أصحاب الإمام علي (ع) ، عاش في الكوفة إلى أن دخل الحجّاج الثقفيُّ العراق وسأل عنه، فهرب إلى النوبندجان في بلاد فارس، فآواه أبان فمات عنده، له كتاب سُليم بن قيس (السّقيفة) . مات بحدود سنة (85 هـ) . تنظر ترجمته : الرازي ، الجرح والتعديل : ج 4 ، ص 214، ابن النديم ، الفهرست : 275، النجاشي، الرِّجال : ص 8 ، الطوسي ، الرِّجال : ص 114، والفهرست : ص 143، الحلي،الخلاصة : ص 161 .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _86 _

  قد سألتَ فافهم الجوابَ، إنَ في أيدِي النّاسِ حقَاً وباطلاً، وصِدقاً وكَذِباً، وناسِخاً ومَنْسُوخاً، وعامَاً وخاصَاً، ومحكَمًا ومتشابهاً، وحِفظاً ووهماً، وقد كُذِبَ على رسولِ الله (ص) في عهدِهِ حتى قام خطيباً، فقال : (أيهُا النّاسُ قد كثُرت عليَّ الكذّابةُ، فمَن كَذَبَ عليَّ مُتعمِّداً فليتبَوَّأ مقعدَهُ مِنَ النّار) (1)، ثمَ كُذِبَ عليه مِن بعدِه، وإنَما أتاكم الحديثُ مِن أربعةٍ ليس لهم خامسٌ :
  رجلٌ منافقٌ يُظهِر الإيمان، متصنِّعٌ بالإسلام، لا يتأثَّم ولا يتحرَج أنْ يكذِبَ على رسولِ الله (ص) مُتعمِّداً، فلو عَلِمَ النّاس أنَه منافقٌ كذّابٌ لم يقبلُوا منه، ولم يصدِّقوه، ولكنّهم قالوا : هذا قد صَحِبَ رسولَ الله (ص) ورآه وسمِع منه، فأخذوا عنه، وهم لايعرفونَ حالَه، وقد أخبرَهُ اللهُ تعالى عن المنافقينَ بما أخبره، ووصفَهم بما وصفَهم، فقالَ (عزوجل) : {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لقِوْلِهِمْ} (2)، ثمَ بقوا بعدَه، فتقرّبوا إلى أئمَةِ الضّلالة والدُّعاة إلى النّار بالزُّور والكِذْب والبُهتَان، فولَوهُم الأعمال، وحملُوهم على رقابِ النّاس، وأكلُوا بهم الدُّنيا، وإنَما النّاس معَ الملوكِ والدُّنيا، إلا مَن عصَمَهُ (3) اللهُ سبحانَه، فهذا أحدُ الأربعة .
  ورجلٌ سمِع مِن رسولِ الله (ص) (4) شيئاً لم يحملْه على وجهِهِ، ووَهَمَ فيه، فلَم (5) يتعمَد

------------------------------
(1) ذكر مسلم في كتابه صحيح مسلم : ج 1 ،ص 8 أنّ (كَذَبَ عليَ) ليس ككَذِبٍ على أحدٍ، (فمَن كَذَبَ عليَ متعمِّداً فليتبوَأ مقعدَهُ من الناّر) ، وذكر الضحّاك في الآحاد والمثاني : ج 5، ص 343 (قد رأيتُموني وسمعتُم منيِّ، وتسألون عنيّ، فمَن كَذَبَ ...) ، وفي ص 152 (سيأتيكم قومٌ من بعدي يسألونكم عن حديثي فلا تحدِّثونهم إلا بما تحفظون، فمَن كَذَبَ ...) ، وذكر السيوطيُّ في الجامع الصغير : ج 1، ص 26 : (اتّقوا الحديث عنيِّ إلا ما علمتُم، فمَن كَذَبَ ... ) . وينظر : الكلينيُّ، الكافي : ج 1، ص 62، المفيد ، الاعتقادات : ص 118، المجلسي، بحار الأنوار : ج 2 ، ص 229 .
(2) سورة المنافقون، الآية 4 .
(3) في المصدر : عَصَم .
(4) وردت في (أ) : ص، والمثبّت من (ب) .
(5) في المصدر : ولم .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _87 _

  كَذِباً، فهو في يدِهِ، يقولُ به ويعملُ به ويرويه، فيقولُ : أنا سمعتُ (1) مِن رسولِ اللهِ (ص) فلَو علِم المسلمونَ أنَهُ وَهمٌ لم يقبلُوه، ولو عَلِم هو أنَه وهمٌ لرَفَضَهُ .
  ورجلٌ ثالثٌ سمِع مِن رسولِ اللهِ (ص) شيئاً أمَرَ بهِ، ثمَ نهى عنه، وهو لا يَعْلَم، أو سَمِعَهُ يَنْهَى عن شيءٍ، ثمَ أمرَ بهِ وهو لا يعلَم، فحفِظَ منسوخَهُ، ولم يحفَظ النّاسخَ، فلو علِم أنَه منسوخٌ لرفَضَهُ، ولو علِمَ المسلمونَ إذْ سمِعُوه منه أنَهُ منسوخٌ لرفضُوه .
  ورجلٌ رابعٌ لم يكذِب على رسولِ اللهِ (ص) ، مُبغضٌ للكذِبِ ، خَوْفاً مِنَ اللهِ وتعظيماً لرسولِ اللهِ (ص) ، لم ينسَ (2) بل حَفِظَ ما سمِع على وجهِهِ، فجاءَ بهِ كما سمِع، لم يزِد فيه ولم ينقص منه، وعلِم النّاسخَ مِن المنسوخ، فعمِل بالنّاسخ ورفضَ المنسوخَ، فإنَ أمْرَ النبَيّ (ص) مثلُ القرآنِ ناسخٌ ومنسوخٌ، وخاصّ وعامّ، محكَمٌ ومتشابِهٌ، وقد كان يكونُ مِن رسولِ الله (ص) الكلامُ له وجهان : كلامٌ عامٌّ، وكلامٌ خاصّ مثلُ القرآن، وقال اللهُ (ص) في كتابه : {مَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (3) فيشتبِهُ على مَن لم يعرِف، ولم يدرِ ما عنى اللهُ به ورسولُه (ص) ، وليس كلُّ أصحابِ رسولِ اللهِ (ص) كان يسألُهُ عن شيءٍ (4) فيفهم، وكانَ منهم [مَن] (5) يسألُهُ ولا يستفهِمُهُ، حتى إنْ كانُوا لَيُحِبُّونَ أنْ يجيءَ الأعرابيُّ [و] (5) الطَارئُ فيسأل رسولَ الله (ص) حتّى يسمعُوا، وقد كنتُ أدخلُ على رسولِ الله (ص) كلَ يومٍ دَخلةً، وكلَ ليلةٍ دخلةً، فيُخْلِيني فيها، أدورُ معهُ حيثُ دَارَ، وقد علِم أصحاب رسول الله (ص) أنَه لم يصنع ذلك بأحدٍ من النّاس غيري ،

------------------------------
(1) في المصدر : سمعتُه .
(2) في المصدر : لم ينسَه .
(3) سورة الحشر، الآية 7 .
(4) في المصدر المطبوع : الشيء .
(5) غيُر موجودةٍ في الأصل، وهي زيادةٌ يقتضيها السِّياق .
(6) المثبَت من المصدر .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _88 _

  وربَما كان [في بيتِي] (1) يأتيني رسولُ الله (ص) أكثر من ذلك في بيتِي، وكنتُ إذا دخلتُ عليه ببعض منازِلِه أخلاني، وأقام عنّي نساءَهُ، فلا يبقى عندَهُ غيري، وإذا أتاني للخُلوة معي في منزلي لم تَقُمْ (2) عنّي فاطمةَ (ع) ، ولا أحداً من بَنِيَ، وكنتُ إذا سألتُهُ أجابني، وإذا سكتُّ عنه وفَنِيتْ مسائلي ابتدأني، فما نزلتْ على رسولِ الله (ص) آيةٌ مِنَ القرآن إلا أقرأنيها وأملاها عليَ، فكتبتُها بخطِّي، وعلَمني تأويلَها وتفسيرَها، وناسخَها ومنسوخَها، ومح محكَمَها ومتشاَبههَا، وخاصَها وعامَها، ودعا اللهَ أنْ يُعطيني فهمَها وحِفظَها، فما نسيتُ آيةً من كتابِ اللهِ، ولا علماً أملاه عليَ وكتبتُه، منذ دعا اللهَ لي بما دعا، وما تركَ شيئاً علَمَه اللهُ من حلالٍ ولا حرامٍ، ولا أمرٍ ولا نهيٍ، أو شيءٍ كان أو يكون، ولا كتاباً منزلاً على أحدٍ قبلَه، مِن طاعةٍ أو معصيةٍ، إلا علَمنيه وحفظتُه، فلم أنسَ حرفاً واحداً، ثمَ وضع يدَهُ على صدري، ودعا اللهَ لي أنْ يملأ قلبي عِلماً وحكماً ونوراً، فقلتُ : يا نبيَ الله بأبي لّأنت وأمّي، منذ دعوتَ اللهَ بما دعوتَ لم أنسَ شيئاً، ولم يَفُتني شيءٌ لم أكتبه، أفتتخوّفُ عليَ النّسيانَ والجهلَ فيما بعد، فقال : لستُ أتخوّف عليك النّسيانَ والجهلَ) (3) ، ولا يخفى ما في [هذا] (4) الحديث من مجامعِ الكمالِ، ومن الدّلالة على عدم الإقدام على العمل بظواهرِ الأحاديث الواردة عنهُ (ص) ، ما لم يُعلمُ حالها مِن كونها ناسخةً أم منسوخةً، مُقيَدةً أم مطلقةً، ظاهرةً أم مُؤَولةً، مكذوبةً على رسول الله (ص) أم غير مكذوبةٍ، إلى غير ذلك، بخلافِ الأحاديث المرويّة عن الأئمّة ـ صلواتُ اللهِ عليهم أجمعينَ ـ فإنهَا لا نَسْخَ فيها ، لكونها حاكيةً ومبيِّنةً وكاشفةً ومفسِرةِ عن ما أخبر به (ص) من الأحكام الشَرعَيَة

------------------------------
(1) غير موجودةٍ في الأصل، والمثبَت من المصدر .
(2) في الأصل : يُقِم، والمثبَت من المصدر .
(3) الكليني، الكافي : ج 1، ص 62، الاعتقادات : ص 118، 119، ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة : ج 11، ص 38 ، 39، القندوزي، ينابيع المودة : ج 3، ص 409، محمّد عبده، خطب الإمام علي (ع) : ج 2، ص 189، 190 .
(4) زيادة من (ب) .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _89 _

  وغيرها، وقد أمَرُوا ـ صلواتُ اللهِ عليهم ـ بالأخذ بها، والتّحديث فيها، والكتابةِ لها، إلى غير ذلك ممّا عرفت، وأمّا مَا خالطها ممّا لا يُوثَقُ بوروده عنهم ـ صلواتُ اللهِ عليهم ـ فبالعلاماتِ والقرائنِ المجوِّزة عندَ الأكابرِ والأخيارِ، والأعيانِ الأبرارِ، المرضيَة المقرَرة المضبوطة، يمكنُ التّوصُّل إلى التّقصيِ منه بصدْقِه وكذبِه، وصحيحِه وعليلِه، فيؤخذُ الصّوابُ، وينزل ما عداه .
  ثمَ إنَه قد دلَ الحديثُ صريحاً على أنَه كُذِب عليهِ (ص) ، بل قولُه (ص) : (قد كثُرت عليَّ الكذّابة) تصريحٌ (1) بوقوعِه مطلقاً غير مرّةٍ كما [لا] (2) يخفَى
  قال شيخُ المسلمينَ بهاءُ الملّةِ والدِّين في كتاب الأربعين (3) ـ بعد أنْ فسَّر هذا الحديثَ الشريفَ والخبرَ المنيفَ ـ : لا ريبَ في أنَه قد كُذِبَ على رسولِ اللهِ (ص) للتوصُّل إلى الأغراضِ الفاسدةِ، والمقاصدِ الباطلةِ، مِنَ التقرّبِ إلى الملوكِ، وترويجِ الآراءِ الزّائغةِ، وغير ذلك، ودعوى صرفِ القلوبِ عن ذلك ظاهرةُ البُطلان، وما تضمّنه هذا الحديث من قولِهِ (ص) : (قد كثُرت عليَّ الكذّابة) دليلٌ على وقوعِهِ ، لأنَ هذا القول إمَا أنْ يكون قد صَدَرَ عنه (ص) أو لا، والمطلوبُ على التّقديرَينِ حاصلٌ كما لا يخفى ، ولوجودِ الأحاديثِ المتنافيةِ التي لا يمكنُ الجمعُ بينها، وليس بعضُها ناسخاً لبعضٍ قَطعاً .
  وما ذكره (ع) مِن وَضْعِ الحديثِ [للتقرّب] (4) إلى الملوك قد وقع كثيراً، فقد حُكِيَ أنَ غياث بن إبراهيم (5) دَخَلَ على المهديِّ العبّاسيِّ وكان يحيحبُّ المسابقة بالحَمامام، فروى عن

------------------------------
(1) في (أ) : تصريحاً، والمثبّت من (ب) .
(2) غيُر موجودةٍ في الأصل، وهي زيادةٌ يقتضيها السِّياق .
(3) كتاب الأربعون حديثاً للشيخ بهاء الدّين، محمّد بن الحسين بن عبد الصّمد العامليِّ (ت 1030 أو 1031 هـ) ، ذكره الطهرانيُّ في الذريعة : ج 1، ص 425 .
(4) في (أ) و (ب) : التقريب، والصّحيح ما أثبتناه .
(5) غياث بن إبراهيم الكوفيُّ النخعيُّ، يكنى أبا عبد الرَحمن، متروكٌ، كذَابٌ، يضعُ الحديث من ذات نفسه . تنظر ترجمته : البخاري، التاريخ الكبير : ج 7، ص 109، الرازي، الجرح والتعديل : ج 7 ، ص 57 .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _90 _

  النّبيِّ (ص) أنَه قال : (لا سَبْقَ إلا في خُفٍّ أو حَافرٍ أو نَصْلٍ أو جَناحٍ) (1) ، فأمر له المهديُّ بعشرة دراهم، فلما ما خرج قال المهديُّ : أشهدُ أنَ قفاه قفا كذّابٍ على رسولِ اللهِ [صلى اللهُ عليهِ وآلِهِ] (2) ، ما قال رسولُ اللهِ [صلى اللهُ عليهِ وآلِه] (3) أو جناح، ولكن هذا أراد أنْ يتقرَّبَ إلينا، وأمر بذبحِ الحَمامِ، وقال : أنا حملتُهُ على ذلك .
  وقد وضعَ الزّنادقةُ ـ خَذَلهم اللهُ ـ كثيراً مِنَ الأحاديثِ، وكذلك الغُلاةُ والخوارجُ (4)، ويحكى أنَ بعضَهم كان يقولُ بعدما رجَعَ عن ضلالتِهِ :
  (انظروا إلى هذه الأحاديثِ عمَن تأخذونها، فإنَا كُنّا إذا رَأَيْنا رَأياً وَضعْنا له حَدِيثاً) (5) وقد صنفَ جماعةٌ من العُلماء كالصّنعانيِّ (6) وغيره (7)، كُتُباً في بيان الأحاديثِ الموضوعةِ، وعدُّوا مِن تلكَ الأحاديث :

------------------------------
(1) وأصلُ الحديث : (لا سبْقَ إلا في نصْلٍ أو حافرٍ أو خُفٍّ) ، وفي لفظٍ آخر : (لا سبْقَ إلا في حافرٍ أو خُفٍ) . ينظر : أحمد بن حنبل، مسند أحمد : ج 2، ص 256، أبو داود، سنن أبي داود : ج 1، ص 580، وإضافةُ [جناح] للحديث كان زوراً على النبيِّ (ص) ، ويذكرُ الرِّوايةَ الخطيبُ البغداديُّ في تاريخ بغداد : ج 12، ص 320، وابن الجوزيِّ في الموضوعات : ج 3، ص 78، والطوسي في الخلاف : ج 1، 31 .
(2) في (ب) : ص .
(3) في (أ) : ص .
(4) المازندرانيُّ، شرح أصول الكافي : ج 2، ص 312، وذكر العجلوني في كشف الخفاء : ج 1، ص 279 (العدس والباقلاء والجبن والجوزة والباذنجان والرُّمان والزبيب، ولم يصح فيها شيءٌ، وإنّما وضع الزنادقة في هذه الأبواب أحاديث أدخلوها في كتب المحدِّثين، خذلهم المليك العلَّام) .
(5) المجلسي، بحار الأنوار : ج 30، ص 413، 414 .
(6) حسن بن محمّد، وله كتاب (الدُّرُّ الملتقَط في تبييِن الغَلَط) ، وكتابُ (الشِّهابُ والنجَمُ من الموضوعات) . ينظر : الصّدر، حسن، نهاية الدِّراية : ص 314 .
(7) أبو العون، محمّد بن أحمد السفاريني، (الدُّرر المصنوعات في الأحاديث الموضوعات) ، و الجوزجاني، الحسين بن إبراهيم (ت 543 هـ) الموضوعات من الحديث) ، والشوكاني (التعقبات على الموضوعات) . ينظر : البغدادي، إسماعيل باشا، هديّة العارفين : ج 1، ص 313، و ص 468، الطهراني، الذريعة : ج 26، ص 212 .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _91 _

  (السّعيدُ مَن وُعِظَ بغيرهِ، الشَقيُّ مَن شَقِيَ في بَطْنِ أُمّهِ) ، (1) ، (الجنّةُ دارُ الأسخياءِ) (2) ، (طاعةُ النِّساءِ نَدامة) (3) ، (دَفْنُ البناتِ مِنَ المكرُمات) (4) ، (اطلبُوا الخيَر عِندَ حِسَانِ الوجوه) (5) ، (لا همَ إلا هَمُّ الدَين، ولا وَجَع إلا وَجَعُ العَين) (6) ، (الموتُ كفّارةٌ لكلّ مسلمٍ) (7) ، (إنَ التُّجّارَ هُم الفجّارُ» (8) .
  قال الصَنعانيُّ في كتاب الدُّرّ المُلتقَط، ومن الموضوعاتِ ما زعمُوا أنَ النبَيَ (ص) قال : (إنَ اللهَ يتجلىَ للخلائقِ يومَ القيامةِ عامَةً، ويتجلى لكَ يا أبا بكر خاصّة) (9)، وإنَه قال : (حدّثني أنَ اللهَ تعالى لمَا خلَقَ الأرواحَ اختارَ روحَ أبي بكر من بينِ الأرواح) (10) ، وأمثال

------------------------------
(1) الفتني، تذكرة الموضوعات : ص 200، العجلوني، كشف الخفاء : ج 1، 452، الداماد، الرَواشح السماويّة : ص 199 .
(2) ابن الجوزي، الموضوعات : ج 2، ص 185، الذهبي، ميزان الاعتدال : ج 1، ص 116، و ج 2، ص 555، ابن حجر، لسان الميزان : ج 1، ص 211 .
(3) الفتني، تذكرة الموضوعات : ص 128، العجلوني، كشف الخفاء : ج 2، ص 3، العقيلي، الضعفاء : ج 4، ص 74، ابن الجوزي، الموضوعات : ج 2، ص 273 .
(4) الفتني، تذكرة الموضوعات : ص 217، 218، العجلوني، كشف الخفاء : ج 1، 407، ابن الجوزي، الموضوعات : ج 3، ص 235، 236 .
(5) الفتني، تذكرة الموضوعات : ص 60، العجلوني، كشف الخفاء : ج 1، 136، العقيلي ، الضعفاء : ج 2، ص 121، ابن حباّن، المجروحين : ج 1، ص 248، ابن الجوزي، الموضوعات : ج 2، ص 159 .
(6) الفتني، تذكرة الموضوعات : ص 140، العجلوني، كشف الخفاء : ج 1، ص 415، ابن الجوزي، الموضوعات : ج 2، ص 244 .
(7) الفتني، تذكرة الموضوعات : ص 215، العجلوني، كشف الخفاء : ج 2، ص 289، ابن الجوزي، الموضوعات : ج 3، ص 218 .
(8) الفتني، تذكرة الموضوعات : ص 135، العجلوني، كشف الخفاء : ج 1، ص 218 .
(9) لم أعثر على كتاب الصنعاني، وقد أورد ذلك الفتني في تذكرة الموضوعات : ص 93، وابن حبّان في المجروحين : ج 1، ص 143، وابن الجوزي في الموضوعات : ج 1، ص 304 ، والذهبي في ميزان الاعتدال : ج 1، ص 143، وابن حجر في لسان الميزان : ج 1، ص 282 .
(10) ابن النجّار ، ذيل تاريخ بغداد : ج 1، ص 128، وذكر تكملة الحديث : (وجعل طينتهَا من تراب الجنةّ، وجعل ماءَها من الحيوان، وجعل له قصراً في الجنةّ بَّينٌ ظاهرُه من باطنهِ، وإنّه ضمنت على الله كما ضمن ي نفسه أن لايكون خليفتي على أُمّتي ولا مؤنسي في خلوتي ولا ضجيعي في حفرتي الا أباكِ) .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _92 _

  ذلك كثيرة، ثمَ قال الصّنعانيُّ : وأنا أنتسبُ إلى عمر وأقولُ فيه الحقَ لقول النّبيِّ (ص) : (قولُوا الحقَ ولو على أنفسِكُم والوالدَينِ والأقربينَ) (1) ، فمِنَ الموضوعاتِ ما رُوِي : (إنَ أوَلَ مَن يُعطَى كتابَه بيمِينه عمر بن الخطّاب، وله شُعَاعٌ كشُعاعِ الشَمس، قيل فأينَ أبو بكر، قال : سرقتْهُ الملائكةُ) (2)، ومنها : (مَن سبَ أبا بكر وعمر قُتِلَ، ومَن سبَ عثمان وعليَاً جُلِدَ الجلدةَ) (3)، إلى غير ذلك من الأحاديثِ المختلَقة.
  ومِنَ الموضوعاتِ : (زُر غِبَاً تزدَد حُبَاً) (4) ، (النظَرُ في الُخضَرة يزيدُ في البَصر) (5) ، (مَن قادَ أعمى أربعينَ خُطوةً غَفَرَ اللهُ له) (6) ، (العِلم علمانِ : علمُ الأديانِ وعلمُ الأبدانِ) (7) .
  انتهى كلامُ الصّنعانيِّ مُنقَحاً .
  وقد ظَهَرَ في الهندِ بعد السّتمائة مِنَ الهِجرة شخصٌ اسمُه بابا رُتَّن (8)، ادَعى أنَهُ مِن

------------------------------
(1) المازندراني، شرح أصول الكافي : ج 2، ص 312، المجلسي، بحار الأنوار : ج 3، ص 414، الصّدر، حسن، نهاية الدِّراية : ص 314 .
(2) المجلسي، بحار الأنوار : ج 30، ص 414، الصّدر، حسن، نهاية الدِّراية : ص 315 .
(3) ابن عدي، الكامل : ج 7، ص 150، ابن الجوزي، الموضوعات : ج 1، ص 328، الذهبي، ميزان الاعتدال : ج 4، ص 450، ابن حجر، لسان الميزان : ج 6، ص 306، الطريحي، مجمع البحرين : ج 4، ص 517 .
(4) العقيلي، الضعفاء : ج 2، ص 138، ابن حبّان، الثِّقات : ج 9، ص 172، والمجروحين : ج 1، ص 338، سبط ابن العجمي، الكشف الحثيث : ص 279 .
(5) الفتني، تذكرة الموضوعات : ص 162، العجلوني، كشف الخفاء : ج 1، ص 324، ابن حجر، لسان الميزان : ج 5، ص 255 .
(6) الفتني، تذكرة الموضوعات : ص 69، العجلوني، كشف الخفاء : ج 2، ص 269، العقيلي، الضعفاء : ج 4، ص 103، وفيه (مَن قادَ مكفوفاً) ، ابن الجوزي، الموضوعات : ج 2، ص 174 .
(7) العجلوني، كشف الخفاء : ج 2، ص 68 .
(8) الفتني، تذكرة الموضوعات : ص 106، وذكر (قدم علينا شيراز سنةَ خمسٍ وسبعيَن وستمائة الشيخ المعمِّر محمود ولد بابا رُتَن، فأخبر أنَ أباه أدرك ليلةَ شقِّ القمر، وكان ذلك سبب هجرتِهِ، وأنّه حضر حفر الخندق، وكان استصحب معه تمراً هنديّاً بالهديّة، فأكل منها، ووضع يده على ظهره ودعا له بطول العُمر، وله يومئذٍ ستَ عشرةَ سنةً، وعاش ستمائة سنة وثلاثين سنة، وكانت وفاتُهُ سنة اثنتين وثلاثين وستّمائة) . ابن حجر، الإصابة : ج 2، ص 439 .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _93 _

  أصحابِ رسولِ الله (ص) ، وأنَه عمَر إلى ذلك الوقت، وصدَقهُ جماعةٌ، واختلقَ أحاديثَ كثيرةً زعم أنَهُ سمعَها مِنَ النّبيِّ (ص) ، قالَ صاحبُ القاموس : سمعنا تِلكَ الأحاديثَ مِن أصحابِ أصحابِهِ، وقد صنف الذَهبيُّ كتاباً في تبيينِ كِذْب ذلك اللَعين، وسما ماه (كَسرُ وَثَن بابا رُتَّن) (1)، والأحاديثُ الموضوعةُ أكثرُ مِن أنْ تحصى . انتهى .
  فعليكَ بمعرفةِ الأحاديثِ، وأحوالها، وأسانيدِها، ورجالها، مع الفِكرِ العميقِ، والتّأمّلِ الدّقيقِ، بالدَركِ الوقَادِ، والذِّهنِ النقَادِ، وملازمةِ الوَرَعِ والتّقوى، والتّمسُّكِ بالحبل الأقوى في العملِ والفتوى ، لتفوزَ بالرِّضوان، وثوابِ المنّانِ، ونعيمِ الجِنانِ .
  وإلى هنا كلّفتُ القلمَ بالتَسطيرِ، والحمدُ للهِ على التَيسيرِ .
  ّاتّفقَ الفراغُ مِن تنهيجِها ليلةَ الأُسبوعِ، ونِصف المِيقاتِ، مِن الشَهرِ الخامسِ، مِن السّنةِ التّاسعةِ، مِن العُشرِ الثّامنِ، بعد رمي رأسِ الغلّ، مِن الهجرة النبَويَةِ، على مُهاجرِها وآلِهِ أفضلُ الصّلاةِ وأتمُّ التّحيِّةِ، في البلدةِ المعروفةِ بهَرات، حُفَتْ بسائرِ الخيراتِ، والحمدُ للهِ وحْدَهُ .

------------------------------
(1) لم أعثر على هذا الكتاب، وذكر المازندراني في شرح أصول الكافي : ج 2، ص 312 (قد رأيتُ بخطِّ العلامة الحليِّ الذي كتبه بيدِهِ في الرّابع والعشرين من شهر رجب من سنة سبع عشرة وسبعمائة، رويتُ عن مولانا شرف الملّة والدِّين إسحاق بن محمود اليماني القاضي عن خاله عماد الدّين محمّد بن محمّد بن فتحان القمِّيِّ عن صدر الدّين السّاوي، قال : دخلتُ على الشّيخ بابا رُتَن وقد سقط حاجباه على عينه، فرُفِعا عنهما، فنظر إليَ وقال : ترى طالما نظرتا إلى وجهِ رسولِ اللهِ (ص) ، وقد سمعتُهُ يومَ الخندق ...) .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _94 _

المصادرُ والمراجعُ

  القرآنُ الكريمُ .
  أحمد بن حنبل (ت 241 هـ) .
  1 ـ المسند ، دار صادر ، بيروت (د .ت) .
  الأردبيلي ، محمّد علي (ت 1101 هـ) .
  2 ـ جامع الرُّواة وإزاحة الاشتباهات عن الطُّرُقِ والأسناد،مكتبة المحمّدي، قم (د . ت) .
  إعجاز حسين النيسابوريّ (ت 1286 هـ) .
  3 ـ كشف الحُجُب والأستار عن أسماء الكتب والأسفار، ط 2، مكتبة المرعشي النجفي، قم ـ 1409 هـ .
  الباجي، أبو الوليد، سليمان بن خلف (ت 474 هـ) .
  4 ـ التعديل والتجريح لما خرّج منه البخاري في الجامع الصحيح، تحقيق : أحمد البزّار، جامعة مراكش، (د .ت) .
  البخاري، أبو عبد الله، إسماعيل بن إبراهيم (ت 256 هـ) .
  5 ـ التاريخ الكبير، المكتبة الإسلاميّة، ديار بكر، (د .ت) ، الكنى، جمعيّة دائرة المعارف العثمانية، ط 1، 1360 هـ .
  البرقي، أحمد بن محمّد بن خالد (ت 280 هـ) .
  6 ـ الرِّجال، المطبعة الحيدريّة، النجف الأشرف، (د . ت) .
  7 ـ المحاسن، تحقيق : جلال الدّين الحسيني، دار الكتب الإسلاميّة، طهران، 1370 هـ .
  البروجردي، علي أصغر بن محمّد شفيع (ت 1313 هـ) .
  8 ـ طرائف المقال في معرفة طبقات الرِّجال، تحقيق : مهدي رجائي، مكتبة المرعشي النجفي، قم ـ 1400 هـ .
  البيهقي، أحمد بن الحسين (458 هـ) .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _95 _

  9 ـ السُّنن الكبرى، دار الفكر، بيروت، (د . ت) .
  التفرشي، مصطفى بن الحسين (ت 1015 هـ) .
  10 ـ نقد الرِّجال، تحقيق : مؤسّسة آلِ البيت لإحياء التراث، ط 1، 1418 هـ .
  الثعالبي، عبد الرّحمن بن محمّد بن مخلوف (ت 875 هـ) .
  11 ـ تفسير الثعالبي، تحقيق : عبد الفتّاح أبو سنه وآخرون، ط 1، دار إحياء التراث العربي، 1418 هـ .
  ابن الجوزي، عبد الرّحمن بن علي بن محمّد (ت 597 هـ) .
  12 ـ الموضوعات، عبد الرَحمن محمّد عثمان، ط 1، المكتبة السلفية، المدينة المنورة، 1386 هـ .
  الجوهري ، إسماعيل بن حماد (ت 393 هـ) .
  13 ـ الصّحاح (تاج اللُّغة وصحاح العربيةّ) ، تحقيق : أحمد بن عبد الغفور، ط 4، دار العلم للملايين، بيروت ـ 1407 هـ .
  الحاكم النيسابوري ، أبوعبد الله، محمّد بن محمّد (ت 405 هـ) .
  14 ـ معرفة علوم الحديث، تحقيق : لجنة إحياء التراث في دار الآفاق الجديدة ، ط 4، 1400 هـ .
  ابن حِباّن، محمّد بن حباّن بن أحمد (ت 354 هـ) .
  15 ـ الثقِّات، مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد، ط 1، ومؤسّسة الكتب الثقافيّة، 1393 هـ .
  16 ـ المجروحين، تحقيق : محمود إبراهيم زايد، (د . ت) .
  17 ـ مشاهير علماء الأمصار، تحقيق : مرزوق علي إبراهيم ، ط 1، دار الوفاء، 1411 هـ .
  ابن حجر ، شهاب الدّين، أحمد بن علي العسقلاي (ت 852 هـ) .
  18 ـ الإصابة في تمييز الصّحابة، تحقيق : عادل أدهم، ط 1، دار الكتب العلميةّ، بيروت، 1415 هـ .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _96 _

  19 ـ تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمّة الأربعة، دار الكتاب العربي، بيروت، (د . ت) .
  20 ـ تقريب التهذيب، تحقيق : مصطفى عبد القادر، ط 2، دار الكتب العلميّة، بيروت، 1415 هـ .
  21 ـ تهذيب التهذيب، ط 1، دار الفكر، بيروت، 1404 هـ .
  22 ـ مقدّمة فتح الباري، ط 2، دار المعرفة، بيروت (د . ت) .
  23 ـ لسان الميزان، ط 2، مؤسّسة الأعلمي، بيروت ـ 1390 هـ .
  ابن ابي الحديد، عز الدّين عبد الحميد (ت 656 هـ) .
  24 ـ شرح نهج البلاغة، تحقيق : محمّد أبو الفضل، ط 1، دار إحياء الكتب العربية، 1378 هـ .
  الحرُّ العامليّ، محمّد بن الحسن (ت 1104 هـ) .
  25 ـ أمل الآمِل، تحقيق : أحمد الحسيني، مطبعة الآداب، النجف ـ 1404 هـ .
  26 ـ الجواهر السنيّة في الأحاديث القدسيّة، مكتبة المفيد، قم، (د . ت) .
  27 ـ الوسائل، تحقيق ونشر : مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث، ط 2، 1414 هـ .
  ابن حزم، علي بن أحمد بن سعيد (ت 456 هـ) .
  28 ـ الإحكام ، علقّ عليه : عبد الرزاق عفيفي ، ط 2، مؤسّسة النور، دمشق ، 1402 هـ .
  29 ـ المحلىَ تحقيق : أحمد محمّد شاكر، دار الفكر، بيروت، (د . ت) .
  حسن بن زين الدّين (1011 هـ) .
  30 ـ التحرير الطاووسي، تحقيق : فاضل الجواهري، مكتبة المرعشي النجفي، 1411 هـ .
  31 ـ معالم الدّين وملاذ المجتهدين، مؤسّسة النشر الإسلامي، قم ، (د . ت) .
  32 ـ منتقى الجمان في الأحاديث الصِّحاح والحِسان، ط 1، نشر جماعة المدرسين، 1403 هـ .   الحلي، أبو منصور، الحسن بن يوسف بن المطهّر (ت 726 هـ) .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _97 _

  33 ـ إيضاح الاشتباه في معرفة الرُّواة، تحقيق محمّد الحسّون، ط 1، مؤسّسة النشر الإسلامي، 1411 هـ .
  34 ـ خلاصة الأقوال في معرفة الرِّجال، ط 2، المطبعة الحيدرية، النجف الأشرف ـ 1381 هـ .
  الحلي ، نجم الدّين، أبو القاسم، جعفر بن الحسن (ت 676 هـ) .
  35 ـ معارج الأصول، ط 1، مؤسّسة آل البيت، 1403 هـ .
  الحموي، شهاب الدّين، ياقوت (ت 626 هـ) .
  36 ـ معجم البلدان، دار إحياء التراث العربي، بيروت ـ 1399 هـ .
  الخراساني، محمّد كاظم (ت 1329 هـ) .
  37 ـ كفاية الأصول، تحقيق : عباّس الزارعي، ط 1، مؤسّسة النشر الإسلامي، 1427 هـ .
  الخطيب البغدادي، أبو بكر، أحمد بن علي (ت 463 هـ) .
  38 ـ تاريخ بغداد، تحقيق : مصطفى عبد القادر، ط 1، دار الكتب العلميةّ، بيروت ـ 1417 هـ .
  39 ـ الكفاية في علم الرِّواية، تحقيق : أحمد عمر هاشم، ط 1، دار الكتاب العربي، 1405 هـ .
  خليفة بن خيّاط، أبو عمر العصفري (ت 240 هـ) .
  40 ـ طبقات خليفة، تحقيق : سهيل زكار، ط 1، دار الفكر، بيروت ـ 1414 هـ .
  الدار قطني، علي بن حمزة (ت 391 هـ) .
  41 ـ العلل الواردة في الأحاديث النبويّة، تحقيق : محفوظ الرّحمن، ط 1، دار طيبة، الرِّياض ـ 1409 هـ .
  الداماد، محمّد باقر (ت 1041 هـ) .
  42 ـ الرَواشح السماويّة في شرح الأحاديث الإماميّة، مكتبة المرعشي النجفي، (د . ت) .
  أبو داود، سليمان بن الأشعث (ت 575 هـ) .
  43 ـ سنن أبي داود، تحقيق : سعيد محمّد اللَحام، ط 1، دار الفكر، بيروت ـ 1410 هـ .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _98 _

  ابن داود، تقي الدّين، الحسن بن علي بن داود (ت 707 هـ) .
  44 ـ الرِّجال، المطبعة الحيدرية، النجف الأشرف ـ 1392 هـ .
  الذهبي، شمس الدّين، أبو عبدالله، محمّد بن أحمد (ت 748 هـ) .
  45 ـ سير أعلام النبلاء، تحقيق : شعيب الأرناؤوط، ط9، مؤسّسة الرّسالة، بيروت ـ 1413 هـ .
  46 ـ ميزان الاعتدال في نقد الرِّجال، تحقيق : علي محمّد البجاوي، ط 1، دار المعرفة، بيروت ـ 1382 هـ .
  الرازي، أبو محمّد، عبد الرَّحمن بن أبي حاتم (ت 327 هـ) .
  47 ـ الجرح والتعديل، ط 1، دار إحياء التراث العربي، بيروت ـ 1371 هـ .
  الزراري، أبو غالب (ت 368 هـ) .
  48 ـ تاريخ آل زرارة، المطبعة، رباني ـ 1399 هـ .
  سبط ابن العجمي، برهان الدّين، إبراهيم بن محمّد الحلبي (ت 841 هـ) .
  49 ـ الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث ، تحقيق : صبحي السامرائي، ط 1، عالم الكتب، مكتبة النهضة المصريّة ـ 1407 هـ .
  ابن سعد ، محمّد بن منيع (ت 230 هـ) .
  50 ـ الطبقات الكبرى، دار صادر ، بيروت (د . ت) .
  السيوطي، جلال الدّين ، عبد الرَّحمن (ت 911 هـ) .
  51 ـ الجامع الصغير، دار الفكر، بيروت، (د . ت) .
  الشافعي، محمّد بن إدريس (ت 204 هـ) .
  52 ـ الأم، ط 2، دار الفكر، بيروت ـ 1403 هـ ـ 1983 م .
  53 ـ المسند، صحّحت النسخة على النسخة المطبوعة في مطبعة بولاق الأميرية، وفي بلاد الهند ، دار الكتب العلميةّ، بيروت (د . ت) .
  ابن شعبة الحرّاني، أبو محمّد، الحسن بن علي (ت ق 4 هـ) .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _99 _

  54 ـ تحف العقول، تحقيق : علي أكبر غفاري، ط 2، مؤسّسة النشر الإسلامي، قم ـ 1402 هـ .
  ابن شهر آشوب، محمّد بن علي (ت 588 هـ) .
  55 ـ معالم العلماء، تقديم محمّد صادق بحر العلوم، قم (د . ت) .
  الشهرستاني، محمّد بن عبد الكريم بن أبي بكر (ت 548 هـ) .
  56 ـ الملِل والنحِّل، قدم له : صدقي جميل العطّار، ط 2، دار الفكر، بيروت ـ 1422 هـ ـ 2002 م .
  الصّدر، حسن هادي (ت 1354 هـ) .
  57 ـ نهاية الدِّراية، تحقيق : ماجد الغرباوي، دار المشعر، (د . ت) .
  الصّدوق، أبو جعفر، محمّد بن علي بن الحسين (ت 381 هـ) .
  58 ـ ثواب الأعمال، ط 2، منشورات الرَضي، 1368 هـ . ش .
  59 ـ عيون أخبار الرِّضا، تحقيق : حسين الأعلمي، ط، مؤسّسة الأعلمي، بيروت 1404 هـ .
  60 ـ كمال الدّين وتمام النعمة، تحقيق : علي أكبر غفاري، مؤسّسة النشر الإسلامي، 1405 هـ .
  ابن الصّلاح، أبو عمرو، عثمان بن عبد الرّحمن (ت 643 هـ) .
  61 ـ مقدّمة ابن الصَلاح في علوم الحديث، تحقيق : صلاح محمّد عويضة، ط 1، دار الكتب العلميّة، بيروت ـ 1416 هـ .
  الضحّاك، أبو بكر، أحمد بن عمرو (ت 287 هـ) .
  62 ـ الآحاد والمثاني، تحقيق : باسم فيصل الجوابرة، ط 1، دار الدِّراية ، 1411 هـ ـ 1991 م .
  الطبراني، سليمان بن أحمد بن أيّوب (ت 360 هـ) .
  63 ـ طرق حديث مَن كذب عليَ، تحقيق : علي حسن علي، ط 1، المكتب الإسلامي، الأردن، 1410 هـ .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _100 _

  الطريحي، فخر الدّين (ت 1085 هـ) .
  64 ـ مجمع البحرين، تحقيق : أحمد الحسيني، ط 2، مكتب نشر الثقافة الإسلاميّة، 1408 هـ .
  الطوسي، أبو جعفر محمّد بن الحسن (ت 460 هـ) .
  65 ـ اختيار معرفة الرِّجال، مكتبة المرعشي النجفي، 1414 هـ .
  66 ـ الاقتصاد الهادي إلى طريق الرَشاد، تحقيق : حسن سعيد، مكتبة جامع جهلستون، 1400 هـ .
  67 ـ تهذيب الأحكام، تحقيق حسن الخرسان، ط 4، دار الكتب الإسلاميةّ، 1365 هـ . ش .
  68 ـ الخلاف، تحقيق : علي الخرسان وآخرون ،ط 1، مؤسّسة النشر الإسلامي، قم ـ 1407 هـ .
  69 ـ الرِّجال، تحقيق : جواد القيّومي، مؤسّسة النشر الإسلامي، 1417 هـ .
  70 ـ عدّة الأصول، تحقيق : محمّد مهدي نجف، ط . ق ، (د . ت) .
  71 ـ الفهرست، تحقيق : جواد القيّومي، مؤسّسة النشر الإسلامي، 1417 هـ .
  العامليّ، بهاء الدّين (ت 1031 هـ) .
  72 ـ الحبل المتين، مكتبة بصيرتي، ط حجرية، (د .ت) .
  73 ـ مشرق الشَمسين، مكتبة بصيرتي، ط حجرية، 1398 هـ .
  ّالعامليّ، حسين بن عبد الصّمد (ت 984 هـ) .
  74 ـ وصول الأخيار إلى أصول الأخبار، تحقيق : عبد اللَطيف الكوهكمري، مجمع الذخائر الإسلاميّة، قم (د . ت) .
  العجلي، أبو المحسن، أحمد بن عبد بن صالح (ت 261 هـ) .
  75 ـ معرفة الثِّقات، تحقيق : عبد العليم البشوي، ط 1، مكتبة الدار بالمدينة المنورة، 1405 هـ .
  العجلوي، إسماعيل بن محمّد الجراحي (ت 1162 هـ) .