مَنْهَج [5] :
  يُشترطُ للرَاوي في الرّواية مِنَ الرُّواة أمورٌ خمسةٌ (1)، التّكليفُ والإسلامُ إجماعاً، والإيمانُ والعدالةُ على المشهور فيما بين الأصحابِ، وقد دلّت عليه آيةُ التّثبُّت، والعدالةُ هي تعديلُ القُوى النّفسانِيَة، وتقويمُ أفعالها، بحيث لا يغلبُ بعضُها على بعضٍ، أو ملكةٌ نفسانيّةٌ يصدرُ عنها المساواةُ في الأمور الصَّادرةِ عن صاحبِها، وعُرِّفت شرعاً بالملكةِ النفَسانيَةِ الباعثةِ على ملازمةِ التّقوى والمروءة، الشّيخُ قائلٌ بقبولِ الرِّواية مِن فاسدِ المذهبِ، فإنَه اكتفى في الرِّواية بكونِ الرّاوي ثِقةً مُتحرِّزاً عن الكذِبِ، وإنْ كان فاسقاً في الجوارح (2)، محمحتجَاً بعملِ الطّائفةِ بروايةِ مَن هذه صفتُه، ولا يخفى أنَه ليس على إطلاقِهِ، والضّبطُ : أعني كون الرّاوي حافظاً، فطِناً، واعياً، مُتحرِّزاً عن التّحريف والغلَطِ، فإنَ مَن لا ضبطَ له قد تغلَبَ عليه السّهوُ في كيفيّة النّقل ونحوها، وقيل المرادُ بالضّابط : مَن لا يكون سهوهُ أكثرَ مِن ذكرِهِ (3)، وهذا القيد ـ أعني الضّبط ـ لم يذكره المتأخّرونَ ـ قدّسَ اللهُ أرواحَهم ـ واعتذرَ الشّهيدُ الثّاني ـ نوّرَ اللهُ مرقدَهُ ـ عن عدم تعرّضِهم لذكره، بأنَ قيد العدالة (4) مُغنٍ عنه ، لأنهاَ تمنعُهُ أنْ يرويَ مِن الأحاديث ما ليس مضبوطاً عندَهُ على الوجهِ المعتَبر، واعترضَ (5) عليه بأنَ العدالةَ إنَما تمنعُ مِن تعمُّدِ نقلِ غيرِ المضبوطِ عنده، لا مِن نقلِ ما يسهُو عن كونِهِ مضبوطاً فيظنُّه مُنضبطاً، والحقُّ أنَ

-----------------------------
(1) وذكر الغزّاي في كتابه المستصفى : ص 128 : (اعلم أنّ التكليفَ والإسلامَ والعدالةَ والضبطَ يشترك فيه الرّواية والشهادة) .
(2) الطوسي، الاقتصاد الهادي إلى طريق الرّشاد : ص 161 ، يُنظر : الحلي، معارج الوصول : ص 149، حسن بن زين الدّين، معالم الدّين : ص 200 .
(3) العامليّ، بهاء الدّين، مشرق الشَمسين : ص 270 .
(4) حسن بن زين الدِّين، المعالم : ص 201، قال : (والقولُ باشتراط العدالة عندي هو الأقربُ .
لنا : إنّه لاواسطة بحسب الواقع بين وصفَي العدالة والفِسق في موضعِ الحاجةِ من اعتبار هذا الشر شرط ، لأنَ الملكة المذكورة إن كانت حاصلةً فهو العدل، وإلا فهُو الفِسق) .
(5) العامليُّ، بهاء الدّين، مشرق الشَمسين : ص 270، الصّدر، حسن، نهاية الدِّراية : ص 238 .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _52 _

  العدالة لا تُغني عن الضَّبط ، لأنَ مَن كَثُرَ سهوُهُ فربَما يسهو عن أنَهُ كثيرُ السَهو فيُشكِلُ الأمرُ، وما أحسن ما قالَ العلامةُ ـ أعلى اللهُ مقامَهُ ـ في النِّهاية : (إنَ الضَبطَ من أعظمِ الشَراَئط في الرِّواية، فإنَ مَن لا ضبطَ له قد يسهو عن بعضِ الحديث، ويكون مماّ تتمُّ به فائدتُهُ، ويختلفُ الحكمُ به، أو يسهو، فيزيد في الحديث ما يضطربُ به معناه، أو يبدِّل لفظاً بآخَر، أو يروي عن النبّيِّ (ص) ويسهو عن الواسطة، أو يروي عن شخصٍ فيسهو عنه ويروي عن آخر) (1) . انتهى كلامُه .
  وأمّا النُّدرة مِن السّهو فلا بأسَ ، لعدم السّلامة منه إلا للمعصوم، فالتّكليفُ بزوالِه عن غيرِهِ أصلاً تكليفٌ بالمحال، ولا يُشترطُ فيه غيرُ ما ذُكِرَ مِنَ الأوصافِ الخمسة مِن الحرِّيّةِ والذّكورةِ والفِقهِ ونحوِها ، لأنَ الغرضَ منه الرِّوايةُ لا المعرفةُ والدِّرايةُ، وهي تتحقّقُ بها، نعم ينبغي له المعرفةُ بالعربيّةِ حَذَراً مِنَ اللَحنِ والتّصحيفِ، بل الأولى الوجوب لما ورد عنهم (ع) مِن قولهم : (أعْرِبُوا أحادِيثَنا فإنَّا قومٌ فُصَحَاءُ (2) ، وهو يشمل القَلَمَ واللِّسانَ كما ترى .

-----------------------------
(1) العامليُّ، بهاء الدّين، مشرق الشَمسين : ص 271 نسب الكلام للشيخ في كتاب النهاية) وأكّده الصّدر في كتابه نهاية الدِّراية : ص 239 .
(2) المجلسي، بحار الأنوار : ج 2، ص 151، و ج 108، ص 27، النمازي، علي، مستدرك سفينة البحار : ج 2، ص 233 .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _53 _

  مَنْهَج [6] :
  المعتَبرُ بحالِ الرّاوي وقت أداء الرِّواية لا وقت تحمُّلها، فلو تحمَلها غيرَ مُتّصفٍ بشرائطِ القبول، ثمَ أدّاها في وقتٍ يُظَنُّ اتّصافُهُ واستجماعُهُ لها قُبلِت منه، أمَا لو جُهِلَ حالُهُ، أو كانَ في وقتٍ غيرَ إماميٍّ، أو فاسقاً، ثمَ تابَ، ولم يُعلَم أنَ الرِّوايةَ عنه هل وقعت قبل التّوبةِ أو بعدَها ؟ لم تُقبَل ما لم يَظهر وقوعُها بعدَها، فإنْ قُلتَ إنَ أجلَ الأصحابِ يعتمدونَ في الرِّواية على مثل هؤلاء، ويثقونَ بالخبرِ الواردِ عنهم، ويقبلونَه منهم، مِن غيرِ فرقٍ بينهم وبين ثقِات الإماميَة الذينَ لم يزالوا على الحقِّ، كقبولهم رواية محمّد بن عليّ بن رباح (1)، وعليِّ بن حمزة (2)، وإسحاق بن جرير (3)، الذين هم رؤساءُ الواقفيّة وأعيانهم، ورواية عليّ بن أسباط (4)، والحسين بن يسار (5)، مع أنَ تاريخَ الرِّوايةِ عنهم غيُر مضبوط ليُعلَم

-----------------------------
(1) محمّد بن علي بن محمّد بن علي بن عمر بن رباح، يكنى أبا عبد الله، مولى آل سعد بن أبي وقّاص، واقفيٌّ شديدُ العناد . تنظر ترجمته : النجاشي، الرِّجال : ص 92، الطوسي، الرِّجال : ص 416، والفهرست : ص 72،71، ابن داود ، الرِّجال : ص 230 .
(2) ذكره النجاشيُّ في كتابه الرِّجال : ص 250، 251 : (علي بن أبي حمزة، واسم أبي حمزة سالم البطائنيُّ الكوفيُّ) ، يكنى أبا الحسن، مولى الأنصار، روى عن الإمامين الصّادق والكاظم (ع) ، وهو أحد رؤساء الواقفة، له كتب منها : كتابُ الصّلاة ، كتابُ الزّكاة، كتابُ التفسير وغيرها . تنظر ترجمته : الطوسي، الرِّجال : 254، و ص 339، والفهرست : 161، الحلي، الخلاصة : ص 362 .
(3) إسحاق بن جرير بن يزيد بن جرير بن عبد الله البجليُّ الكوفيُّ، يكنى أبا يعقوب، من رؤساء الواقفة، وهو ثقةٌ، روى عن الإمام الصّادق (ع) ، روى عنه حميد بن زياد . تنظر ترجمته : النجاشي، الرِّجال : ص 71، الطوسي، الرِّجال : ص 161، والفهرست : ص 54، ابن حجر، لسان الميزان : ج 1، ص 385، علم الهدى، نضد الإيضاح : ص 99 .
(4) علي بن أسباط بن سالم الكوفيُّ، يكنى أبا الحسن ، كان فطحياً ثمَ رجع ، روى عنه موسى بن جعفر البغدادي، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، له كتاب حديث وروايات . تنظر ترجمته : النجاشي، الرِّجال : ص 252، الطوسي، الفهرست، ص 154 ، 153، الحلي ، الخلاصة : ص 185 ، 186 .
(5) الحسين بن بشار وقيل (يسار) المدائنيُّ، مولى زياد، كان واقفيّاً ثمَ رجع، ثقة، من أصحاب الإمام الرِّضا (ع) . تنظر ترجمته : الطوسي، الفهرست : ص 355، ابن داود ، الرِّجال : ص 72، حسن بن زين الدّين، التحرير الطاووسي : ص 142 ، 141 .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _54 _

  كانت (1) بعد الرّجوعِ إلى الحقِّ أم قبلَه ؟ قلتُ : قبولُ الأصحاب ـ رِضوانُ اللهِ عليهم ـ الرّوايةَ عمّن هذا حالُهُ لابدَ من ابتنائِهِ على وجهٍ صحيحٍ مُعتَبرٍ، وذلك كأنْ يكونَ السّماعُ منه قبلَ عدولِهِ عن الحقِّ، أو بعد رجوعه إليه، أو إنَ النّقلَ مِن أصله الذي ألَفَهُ واشتَهَرَ عنه قبل الوقف، أو مِن كتابٍ كذلك بعد الوقف، ولكنّه أخذ ذلك الكِتاب عن شيوخ أصحابِنا الموثوقِ بهم، كما قيل في عليّ بن الحسين الطّاطريِّ (2)، الذي هو مِن أشدّ الواقفةِ عناداً للإماميّة (رضي الله عنهم) ، أنَه روى كتبَه عن رجالٍ موثوقٍ بهم وبروايتهم، حتى أنَ الشَيخ شهِدَ له في الفهرست (3) بذلك، إلى غير ذلك من المحاملِ الصّحيحةِ والتّوجيهاتِ المليحةِ، وإلا فكيف يُنسَب إلى قدماءِ الإماميّةِ ـ رِضوانُ الله عليهم ـ الاعتمادُ على مثل هؤلاءِ في الرِّواية، خصوصاً الواقفيَة، فإنَ الإماميّةَ ـ رِضوانُ اللهِ عليهم ـ كانُوا في غاية الاجتنابِ لهم، والتّباعدِ عنهم، والاحترازِ عن مجالستِهم والتّكلُّمِ معهم، فضلاً عن أخذ الحديثِ عنهم، حتى إنهَم كانُوا يُسمُّونهم بالممطورةِ (4) ـ أي الكلابُ التي أصابها المطرُ ـ فقبولهم لرواياتهم، وعملُهم بها، كاشفٌ عن استجماعِهم شرائطَ القبول وقتَ الأداء، فلا يتطرّقُ به القدحُ عليهم، ولا على الثِّقة الرّاوي .

-----------------------------
(1) في (ب) : هل كانت .
(2) مرّت ترجمتُه في صفحة (64) .
(3) الطوسي : ص 156 .
(4) الصّدوق، كمال الدّين وتمام النعمة : ص 93 .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _55 _

  مَنْهَج [7] :
  الطُّرُقُ الموصلةُ إلى معرفةِ العدالةِ : المعاشرةُ الباطنةُ، والمعاملةُ المطلِعَةُ على الأحوال الخفيّة، والاستفاضةُ والاشتهارُ بينَ أهلِ العِلم، كمشايخنا السَالفينَ، واشتهارُهم بالتّقوى والتّوثيق والعدالة والضّبط، وشهادةُ عدلينِ فيها، بل العدل الواحد في ثبوت عدالة الرَاوي عند الأكثر، كما يأتي، والحالتانِ الأوّلتانِ هما أحوطُ الطّرقِ في معرفتها، ويثبتُ تعديلُ الرَاوي وجرحُهُ بقولِ الواحدِ العَدْل عند أكثرِ الأصحاب، ومع اجتماعِ المعدِّلِ والجارحِ فالمشهورُ بينهم تقديمُ الجارحِ، وإنْ تعدَدَ المعدِّلُ دونه، بناءً على أنَ إخبارَ المعدِّل عما ما ظهرَ من الحال، والجارح على ما لم يطَلِع عليه المعدِّلُ، ولم أَرَهُ على إطلاقه، والأولى التّعويل على ما يُثمِرُ عليه الظَنُّ، كالأكثرِ عدداً وورعاً وضبطاً وممارسةً واطّلاعاً، والتَوقّف مع التّكافؤ .
  وألفاظ التّعديل (1) : ثِقةٌ، حُجَةٌ، صحيحُ الحديثِ، مُتْقِنٌ، ثَبْتٌ، حافِظٌ، ضَابِطٌ، صَدُوقٌ، مُستقيمٌ، قريبُ الأمرِ، صالحُ الحديثِ، يحتَجّ بحديثِهِ، أو يُكتبُ، أو يُنظَر فيه، مسكونٌ إلى روايتِهِ، لا بأسَ به، شيخٌ جليلٌ، شكورٌ، زاهدٌ، خيرٌ ، عالمٌ، فاضِلٌ، ممدُوحٌ، ونحو ذلك، فيُفيدُ المدحَ المطلَقَ. وألفاظُ الجَرحِ (2) : كذَابٌ، وضَاعٌ، ضعيفٌ، غالٍ، مضطربُ الحديثِ، مرتفعُ القولِ، متروكٌ في نفسِهِ، ساقطٌ، مُتَّهمٌ، واهٍ، ليس بشيءٍ، وما شاكَلَ ذلك .

-----------------------------
(1) الخطيب البغدادي، الكفاية في علم الرِّواية : ص 40، الباجي، سليمان بن خلف، التعديل والتجريح : ج 1،ص 34، ابن الصّلاح ، مقدّمة ابن الصَلاح : ص 94 ،95، العامليّ ، بهاء الدّين، الحبل المتين : ص 5، الصّدر، حسن، نهاية الدِّراية : ص 72 .
(2) الدارقطني، العلل : ج 1،ص 92 ،93، الذهبي، ميزان الاعتدال : ج 3،ص 141، ابن الصّلاح، مقدّمة ابن الصَلاح : ص 112 .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _56 _

  مَنْهَج [8] :
  أنحاءُ تحمّلِ الحديثِ سبعةٌ (1) :
  أولَّها : السَّماعُ من الشَيخ إمَا بقراءةٍ من كتابِهِ، أو بإملاءٍ مِن حفظِهِ، وهي أعلى مراتبِ التّحمُّلِ اتِّفاقاً، فيقولُ المتحمِّلُ : سمعتُ فلاناً، أو حدّثنا، أو أخبرنا، أو أنبأنا.
  ثانيها : القراءةُ عليه، وهي التي عليها المدارُ في زماننا هذا وتُسمّى : العَرض، وشرطُهُ : حفظُ الشّيخ، أو كونُ الأصلِ المصحَحِ بيدِهِ، أو بيدِ ثِقةٍ، فيقول الرّاوي : قرأتُ على فلانٍ، أو قُرِئ عليه وأنا أسمعُ معَ كونِ الأمرِ كذلكَ، فأقرَ ولم يُنكر، وله أنْ يقولَ : حدَثنا، أو أخبرَنا مُقيَدَينِ بالقراءةِ على قولٍ، أو مُطلَقينِ على آخَر، أوبالتّفصيلِ، وهو المشهور.
  ثالثها : الإجازةُ، وهي إخبارٌ مجمَلٌ بشيءٍ معلومٍ مأمونٍ عليه مِنَ الغَلَط والتّصحيفِ، وهي مقبولةٌ عندَ الأكثرِ، وتجوزُ مشافهةً وكتابةً، ولغير المميِّز، وهي إمَا لمُعين بمُعين ، أو لمُعين بغيرهِ، أو لغير مُعين بمُعين ، أو بغيره، فهذه أربعةٌ أولَّها أعلاها، وأمَا الثّلاثة فلم تُعتَبر عند بعضهم، بل منعها الأكثرُ، فيقولُ الشّيخ : أجزتُ لكَ كلَ ما اتّضحَ عندك مِن مسموعاتي، ويقول المُجازُ له : أجازني فلانٌ روايةَ كذا، أو أحد تلك العبارات مقيَدةً بالإجازةِ على قولٍ، ومطلقةً على آخَر، وللمُجازِ له أنْ يجيزَ غيرَهُ على الأقوى، فيقول : أجزتُ لك ما أُجيزَ ي روايتُه، أونحو ذلك.
  رابعُها : المناوَلةُ، وهي أنْ يُعطيَ الشَيخُ أصلَهُ قائلاً للمُعطى : هذا سماعي من فلان، مقتصر صراً عليه، أو مكمِّلاً له بـ (اروِهِ عنِّي) ، أو أجزتُ لَكَ روايتَه، ونحو ذلك، وفي قبولها خلافٌ، ولعلَ القبولَ مقبولٌ مع قيامِ القرينةِ على قصدِ الإجازة، فيقولُ المتناوِلُ : حدَثنا، أو أخبرنا مناولةً، والمقترنة منها بها أعلى أنواعِها اتفاقاً.
  خامسُها : الكِتابةُ، وهي أنْ يكتُبَ الشَيخُ له مرويَةً بخطّهِ، أو يأمرَ بها له، غائباً كان أم حاضراً، مقتصر صراً على ذلك، أو مكمِّلاً له بـ (أجزتُ لك ما كتبتُ به إليك) ، ونحوه ،

---------------------------------
(1) العامليّ، بهاء الدّين، الحبل المتين : ص 6، الصّدر، حسن، نهاية الدِّراية : ص 72 .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _57 _

  فيقولُ الرّاوي : كتبَ إليَ فلانٌ، أو حدَثنا مكاتبةً على قول .
  سادسُها : الإعلامُ، وهُوَ أنْ يُعلِمَ الشَيخُ بأنَ هذا الكِتاب روايتُهُ أو سماعُهُ مِن شيخِهِ مقتصراً عليه مِن دونِ مناولةٍ، أو إجازةٍ، وفي جوازِ الرِّواية به أقوالٌ، ثالثُها الجواز وهو جيِّدٌ، فيقول الرّاوي : أعلمنا ونحوه .
  سابعُها : الوِجادةُ بالكسر، وهي أنْ يجدَ المروَى مكتوباً بخطّ معروفٍ من غير اتصالٍ بأحدِ الأنحاءِ السَابقةِ، واختُلِفَ في جواز العَمَلِ بها، كما اتُّفق على منع الرِّواية بها، ولعلَ الجوازَ أقربُ، فيقولُ الواجِدُ : وجدتُ بخطّ فلان كذا، أو ما أدَى معناه .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _58 _

  مَنْهَج [9] :
  ينبغي مَلملن يكتبُ الحديثَ تبيينُه (1)، وعدمُ إدماجِ بعضٍ في بعضٍ، وإعرابُ ما يخفى وجهُهُ، حَذَراً مِنَ اللَّحنِ والغَلَط، وعدمُ الإخلالِ بالصَلاةِ والسَلامِ بعد ذكرِ النّبيِّ (ص) ، أو أحدِ الأئمّةِ. صريحاً لا رمزاً، ومدُّ اللام فيما لو كان المستتر في قال، أو يقول (2)، ضميرٌ عائدٌ إلى المعصوم (ع) ، أو جعلَ فاصلاً بين الحديثينِ، كالدّائرةِ الصّغيرةِ، مغايراً لِلَونِ الأصلِ، وكتابةُ حاءٍ مهملةٍ عند تحويلِ السَندِ، كما في الخبر المرويّ بطُرُقٍ مُتعدِّدةٍ لتكونَ فاصلةً بينَ المحوِّلِ والمحوَّلِ إليه، ومع اتّفاق سقطٍ، فإنْ كان دون السَطر كُتِبَ على نَسَقِ السُّطور، أو سطراً واحداً فإلى أعلى الصَفحةِ يميناً أو شمالاً، أو أكثر فإلى أسفلِها يميناً وأعلاها شمالاً، ومع اتّفاقِ زيادةٍ، فإنْ كانت يسيرةً فالحكُّ إنْ أمِنَ الخرق، وإلا فالضربُ عليها ضرباً جليَاً واضحاً، ولا يكفي كتابةُ حرف (لا) أو (الزّاي) على أوَلها، و (إلى) في آخرها، فإنَه يكاد (3) يخفى على النّاسخ، ومع اتّفاق التّكرار فالحكُّ أو الضربُ للثّاني، ما لم يكن أجلى خطَاً، أو في أوَلِ السَطرِ فالأوَلُ .
  وينبغي لمَن يدرسُ الحديثَ أنْ يذكرَ فيه أحكاماً خمسةً كما قِيل، أوَّه لا : السَندُ، ثانيها : بيانُ اللّغة، ثالثها : التّصرّفُ، رابعُها : الإعرابُ، خامسُها : الدّلالةُ، فإنْ وَجَدَ الكُلَ مِن الكُلِّ واضحاً نَبَهَ على وضوحِهِ، وإنْ كانَ خفيَاً أو البعض بَين يَّن خفاءَهُ، ويلزمُهُ الاستمرارُ على هذه الكيفيّةِ الحسنةِ، فإنَ بها تظهرُ ثمرةُ الحديث، ويكثرُ حصولُ فائدتِهِ، وتحلُّ منفعتُه، ويتحصّلُ المطلوبُ منه .
  ولَمن (4) يقرأ التّدبّرُ والتّصحيحُ والمُمارسةُ مطالعةً ومذاكرةً مع التّدقيق .

---------------------------------
(1) الصّدر، حسن، نهاية الدِّراية : ص 477، وما بعدها .
(2) في الأصل زيادة [في] بعد يقول، وما ثبّتناه يوافق النّسخة (ب) ، لأنَ وجود هذه الزيادة يخلُّ بالسِّياق .
(3) في نسخة (أ) و (ب) : لا يكاد، وما ثبّتناه يوافق السّياق .
(4) أي : ينبغي، معطوفةٌ على سابقتها .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _59 _

  مَنْهَج [10] :
  للمحدّثين ـ رِضوانُ اللهِ عليهم ـ في الإسناد أمورٌ خمسةٌ مُصطَلَحَة (1) :
  أحدُها : أنْ يذكرَ الرّاوي شيخَهُ بما يُميّزُهُ من الوصفِ، أو النّسبِ، أو غيرِهما، في أوَلِ ما يرويه، ثمَ إنْ شاء ذكرَه كذلك، أو اقتصرَ على الأوَل، كأنْ يقول : محمّد بن عليّ ابن الحسين بن بابويه القمّيُّ (2) مثلًا، ثمَ يقول : محمّد عن فلان إلى الآخر .
  ثانيها : الحديثُ المروِيُّ عن اثنين فصاعداً مُتّفِقَينِ في الرّوايةِ معنىً، جَمْعُهُ بإسنادٍ واحدٍ مع الإعلام جائزٌ، كأنْ يقول الرَّاوي : أخبرني فلانٌ وفلانٌ، واللَفظُ لفلانٍ، قال : كذا، الحديث .
  ثالثُها : إذا تعدَدت أحاديثُ البابِ بإسنادٍ مُتَحدٍ، كان للرَاوي الخيارُ بَين يَن الاقتصار على السَندِ السَابقِ مح محيلاً عليه، فيقول: وبهذا الإسنادِ ونحوِهِ، وبَين تكرارِ السَندِ معَ كلّ حديثٍ .
  رابعُها : عدمُ زيادة الرَاوي على كلامٍ صَدَرَ عمَن نَقَلَ عنه، وإنْ اقتضاهُ الواقعُ، نَعم له ذلك مع التّمييز، كروايةِ الشَيخِ الطّوسيِّ عن أحمد بن محمّد، وليس له أنْ يقول : عن أحمد بن محمّد بن عيسى (3)، وإنْ كان في الحقيقةِ هو، بل يميِّزُهُ بقوله : أعني ابنَ عيسى .
  خامسُها : إذا ذَكر الشَيخُ كلاً من الحديث والإسناد، ثمّ ذَكَر بعد الآخر لفظة (مثلُه) (4) لم يكن للرّاوي إبدالُ المِثليَةِ بمتنِ ذلك الإسناد المُتقدِّم ، لاحتمالِ المغايرةِ، وقيل بالجواز معَ العِلم بالقَصْدِ، وهو قويٌّ .

------------------------------
(1) ابن الصّلاح ، مقدّمة ابن الصَلاح : ص 139، 140 (تفاصيل أكثر) ، العامليُّ، حسين بن عبد الصّمد، وصول الأخيار إلى أصول الأخبار : ص 154 ،155، الصّدر، حسن، نهاية الدِّراية : ص 487، وما بعدها .
(2) هو الشّيخ الصّدوقُ صاحبُ التصانيف .
(3) مرّت ترجمتُه في صفحة (57) .
(4) في (أ) : مثل، وما ثبّتناه من (ب) .
(5) معرفة علوم الحديث : ص 100 .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _60_

  مَنْهَج [11] :
  تنتهي جميعُ أحادِيثِنَا وآثارِنا إلى أئمّتِنا وشفعائِنا الأئمَة الاثني عشر ـ صلواتُ اللهِ عليهم أجمعينَ ـ إلا ما ندَرَ منها وشذَ، ومصابيحُ الدّجى (ع) ينتهونَ فيها إلى أفضلِ الخلقِ نبيِّنا محمّدٍ (ص) ، لاقتباسِ أنوارِهم مِن تلكَ المِشكَاة، والذي تتبَعَ أحاديثَ الفريقينِ وتصفَحَهَا ظَهَرَ لَهُ أنَ أحادِيثَنا ـ الفِرقة النّاجية ـ المرويّةَ عنهم ـ عليهم صلواتُ اللهِ ـ تفوقُ على ما في الصِّحاح السِّتِّ للعامَة، وتزيد عليها بكثيرٍ، فقد شاع وذاع أنَه روى راوٍ واحدٌ وهو أبانُ بنُ تَغلِب (1) عن إمامٍ واحدٍ ـ أعني الإمامَ أبا عبد الله جعفرَ بن محمَّد الصَادق (ع) ـ ثلاثينَ ألفَ حديثٍ، وكان ما وصل إلى قدماءِ مح محدِّثينا ـ رِضوانُ اللهِ عليهم ـ مِن أحاديثِ أئمَتِنا ـ صلواتُ اللهِ عليهم أجمعينَ ـ قد جمعُوه في أربعمائةِ كتابٍ تُسمّى الأصول، وقد تواتَر أمرُها في الأعصارِ كالشَمس في رابعةِ النّهار، ثمَ توفَق جماعةٌ مِنَ المتأخّرين ـ أعلى اللهُ مقامَهم وأجزلَ إكرامَهم ـ بالتّصدِّي لجمع تلك الكتبِ الشر شَريَفةِ، وترتيبها على الوجوهِ اللَطيفةِ، فألَفوا منها كُتُباً مبسوطةً جليلةً، وأصولاً مضبوطةً جميلةً، محيطةً على ما بهِ المُرادُ والكفايةُ، مُشتملةً على الأسانيدِ المتّصلةِ بأصحابِ الهدايةِ ـ عليهم السَلامُ والتّحيّةُ البالغةُ والإكرامُ ـ ككِتابِ الكافي، وكتابِ مَن لا يحضُرهُ الفقيه، وكتابِ التّهذيب، وكتابِ الاستبصار، وهذه الأصولُ الأربعةُ التي عليها المدارُ في هذه الأزمنةِ

------------------------------
(1) أبان بن تغلب بن عبادة بن صبيعة (ضبيعة) بن قيس بن ثعلبة بن عكاشة بن صعب بن علي ابن بكر بن وائل الجريريُّ، كوفيٌّ، يكنى أبا سعيد، كان قارئاً للقرآن ونحويّاً، صدوقٌ، وثّقه ابنُ حنبل وابن معين وأبو حاتم، وقال عنه ابن عدي في كتابه الكامل في الضعفاء : ج 1، ص 389 (قال السّعديُّ : أبان بن تغلب زائغٌ مذمومُ المذهب مجاهر) . وتنظر ترجمته : ابن سعد، الطبقات : ج 6 ، ص 760، أحمد بن حنبل، العِلل : ج 3، ص 284، البخاري، التاريخ الكبير : ج 1، ص 453، ابن حبّان، مشاهير علماء الأمصار : ص 259، والثِّقات : ج 6 : ص 67، النجاشي، الرِّجال : ص 10، الطوسي، الفهرست : ص 97 .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _61 _

  والأعصار، وكتابِ مدينة العِلم (1)، والخِصال (2)، والأماي (3)، وعيون الأخبار (4)، وغيرِها (5) من الكتبِ المعتبرةِ، أمَا الكافي فهو تأليفُ ثِقةِ الإسلامِ وقدوةِ الأعلامِ أبي جعفر محمّد بن يعقوبٍ الكلينيِّ الرّازيِّ ـ قدّس اللهُ روحَهُ ونوَّر ضريحَهُ ـ وكانت مدّةُ تأليفِهِ لهُ عشرينَ سنةً، تويف يف ببغداد سنة ثمانٍ أو تسعٍ وعشرين وثلثمائة، وأمَا مَن لا يحضُرهُ الفقيه فهو تأليفُ رئيسِ المحدِّثينَ وحجّةِ المسلمينَ أبي جعفرٍ محمّد بن بابويه القمِّيِّ ـ أعلى اللهُ مكانَهُ وأفاضَ عليه إحسانَه ـ ولهُ مؤلّفاتٌ تُقارِبُ ثلثمائة كتاب، توفي بالرّيّ سنة إحدى وثمانينَ وثلثمائة، وأمَا التّهذيبُ والاستبصارُ فهما تأليفُ شيخِ الطّائفة ورئيسِها أبي جعفرٍ محمّد بن الحسن الطُّوسيِّ ـ أطاب اللهُ ثراه وأعلى محلَه ومأواه ـ ولهُ مؤلَفاتٌ أخرى في التّفسير والأصول والفروع لا يحضر ضُرني كمِّيَتُها (6)، توفي بالمشهد

--------------------------------
(1) وهذا الكتاب للشّيخ الصّدوق (محمّد بن علي بن بابويه القمي) ، وهو أكبر من كتاب (من لايحضره الفقيه) ، لكنّه فُقد في زمان المؤلّف صاحب المخطوط . ينظر : إعجاز حسين، كشف الحجب والأستار : ص 500، البغدادي، إسماعيل باشا، إيضاح الاشتباه : ج 2، ص 456، وهديّة العارفين : ج 2، ص 52 ،53، الطهراني، الذريعة : ج 20، ص 251 ،252، يقول عنه : (قال الشيخ حسين بن عبد الصّمد الحارثي في كتابه الدّراية : وأصولُنا الخمسة الكافي ومدينة العِلم وكتاب من لايحضرُه الفقيه والتهذيب والاستبصار) .
(2) للشيخ الصّدوق، قال في تصنيفه : ( إني وجدتُ مشائخي وأسلافي قد صنّفُوا في فنون العِلم كتباً، وأغفلُوا عن تصنيف كتابٍ يشتمل على أعداد الخصال المحمودة والمذمومة، ووجدتُ في تصنيفه نفعاً كثيراً لطالب العِلم) . ينظر : إعجاز حسين، كشف الحجب والأستار : ص 205، الطهراني، الذريعة : ج 7، ص 162 .
(3) للشّيخ الصّدوق، وهو في الأحاديث المتفرِّقة التي كان يتحدّث بها، ويسمّى المجالس أيضاً . ينظر : إعجاز حسين، كشف الحجب والأستار : ص 59، الطهراني، الذريعة : ج 20، ص 315 .
(4) للشّيخ الصّدوق، واسم الكتاب (عيون أخبار الرِّضا) كتبه للوزير الصّاحب إسماعيل بن عبّاد الدّيلميِّ . ينظر : الطهراني، الذريعة : ج 15، ص 375 ، 376 .
(5) في (أ) : وغيره، والمثبَت من (ب) .
(6) قد أحصاها الطهرانيُّ في كتابه الذريعة عند تحقيقه لأحد كتب الشيخ، وهو كتاب النِّهاية، عند ترجمته للشيخ الطوسي في ص 1732، وكان عددها (47 كتاباً) ، وقال : (هذا ما وصل إلينا من أسماء مؤلّفات شيخ الطائفة، ومنه ما هو موجودٌ وما هو مفقود، ولعلّ هناك ما لم نوفَق للعثور عليه، وقال : وفوق كلِّ ذي علمٍ عليمٌ .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _62 _

  الغرويِّ ـ على ساكنِهِ صلواتُ اللهِ ـ سنة ستّينَ وأربعمائة، فهؤلاء المحمَدون الثّلاثة ـ سقى اللهُ تربتَهُم وأعلى في الكَرامة رتبتَهم ـ أئمَةُ المحدِّثينَ مِن أعلام المتأخِّرين مِن علماء الفِرقة المحقَةِ النّاجيةِ الإماميّةِ الاثنا عشريّة ـ رِضوانُ اللهِ عَليهم أجمعينَ .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _63 _

  مَنْهَج [12] :
  دَأْبُ ثِقةِ الإسلامِ أبي جعفرٍ الكلينيِّ ـ قدَّسَ اللهُ روحَهُ ـ في كتاب الكافي أنْ يأتيَ في كلّ حديثٍ بجميعِ سلسلةِ السَنَدِ إلى المعصومِ غالباً، أو البعض، وأمَا الباقي فيُحيلُ فيه على ما سبق، مثالُهُ : عدّةٌ مِن أصحابِنا عن أحمد بن محمّدٍ البرقيِّ (1) ، عن أبيه، عن أبي عبد الله (ع) ، ويذكرُ الحديثَ، ثمَ يقولُ بعده : وبهذا الإسناد عن أبيه، والضّميرُ عائدٌ على أحمد ابن محمّدٍ البرقيِّ، فيكونُ في الحقيقة كالمذكور (2) .
  ودَأْبُ رئيسِ المحدّثينَ أبي جعفرٍ محمّد بن بابويه القمّيِّ ـ نوَر اللهُ مرقدَه ـ في كتاب مَن لا يحضر ضُرهُ الفقيه (3) أنْ يتركَ أكثر السَند غالباً مِن أوَله، ويكتفي بذكر الرَاوي الذي أخذ عن المعصوم (ع) فقط، ثمَ يذكرُ الطُّرقَ المتروكةَ في آخر الكتابِ مُفصَلةً مُتّصلةً، ولم يخلَ بذلك إلا نادراً، مثاله : سأل عمارٌ السّاباطيُّ (4) أبا عبدالله (ع) عن كذا، ويذكرُ الحديثَ، ثمَ يقولُ في آخر الكتاب : كلُّ ما كان في هذا الكتاب عن عمار بن موسى السّاباطيِّ فقد رويتُه عن أبي، ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (5) ـ رضي اللهُ عنهما ـ عن سعد بن عبد الله (6)، عن أحمدَ بن الحسن بن عليِّ بن فضال (7)،

--------------------------------
(1) مرّت ترجمتُه في صفحة (57) .
(2) الصّدر، حسن، نهاية الدِّراية : ص 543 .
(3) الصّدر، حسن، نهاية الدِّراية : ص 550، وما بعدها، ذكر شرح مبسوط عن الكتاب .
(4) مرّت ترجمتُه في صفحة (62) .
(5) محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، يكنى أبا جعفر، ثقةٌ، فقيهٌ، جليلُ القدر، عالٌم بالرِّجال، يروي عن الصَفّار، روى عنه التلعكبري . تنظر ترجمته : النجاشي، الرِّجال، ص 384، الحلي، الخلاصة : ص 247 ، 248 .
(6) مرّت ترجمتُه في صفحة (63) .
(7) أحمد بن الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن فضال بن عمر بن أيمن، يكنى أبا الحسين وأبا عبد الله، كان فطحيّاً، ثقة في الحديث، روى عنه أخوه علي بن الحسن، له كتبٌ منها : الصّلاة، الوضوء، مات سنة (260 هـ) . تنظر ترجمته : النجاشي، الرِّجال : ص 81، الطوسي، الفهرست : ص 67، ابن شهر آشوب، معالم العلماء : ص 49 ، الحليُّ، الخلاصة : ص 321.ّّ

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _64 _

  عن عَمْرو بن سعيد المدائنيّ (1)، عن مصدّق بن صدقة (2)، عن عما مارٍ السّاباطيِّ، وهذا ـ في الحقيقة أيضاً ـ كالمذكور .
  ودَأْبُ شيخِ الطّائفةِ أبي جعفرٍ محمّد بن الحسن الطّوسيِّ ـ أعلى اللهُ مقامَه ـ [في] (3) كتابي التّهذيب والاستبصار أنْ يذكرَ جميعَ السَندِ حقيقةً أو حُكماً، وقد يقتصرُ على البعض، فيذكرُ أواخرَ السَندِ ويتركُ أوائلَه لمراعاة الاختصار، ثمَ يذكرُ في آخر الكتابينِ بعضَ الطُّرُقِ المُوصِلَة إلى تلك الأبعاضِ ، لتخرجَ الرِّوايات عن حدّ المراسيل وتدخلَ في المسندات، وأحال الباقي على فهرستِه، مثالُهُ : أحمد بن محمّد بن عيسى (4)، عن فلان إلى آخر السَند، ثمَ يقولُ بعد الآخر : وما ذكرتُهُ عن أحمد بن محمّد بن عيسى فقد رويتُهُ عن الحُسين بن عبيد الله (5)، عن أحمدَ بنِ محمّدِ بنِ يحيى العطّار (6)، عن أبيه محمّدِ بنِ يحيى (7)، عن محمّدِ بنِ عليّ بنِ محبوب (8)، عن أحمدَ بنِ محمّدِ بنِ عيسى، وهكذا في بواقي الطُّرُق .

--------------------------------
(1) عَمْرو بن سعيد المدائنيُّ، ثقةٌ، روى عن الإمام الرِّضا (ع) ، له كتابٌ رواه عنه عمران بن موسى . تنظر ترجمته : النجاشي، الرِّجال : ص 287، الطوسي، اختيار معرفة الرِّجال : ج 2، ص 869 ، ابن داود، الرِّجال : ص 264، الحلي، الخلاصة : ص 213 .
(2) مصدّق بن صدقة المدائنيُّ الكوفيُّ، كان فطحيّاً، ثقة، جليل القدر، روى عن الإمام أبي الحسن (ع) . تنظر ترجمته : الطوسي، الرِّجال : ص 312، الحلي، الخلاصة : ص 283 .
(3) ساقطة من (أ) ، والمثبَت من (ب) .
(4) مرّت ترجمتُه في صفحة (57) .
(5) مرّت ترجمتُه في صفحة (64) .
(6) أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار القمِّيُّ، روى عنه التلعكبري، وسمع منه أبو الحسين بن أبي جيد القمّيُّ سنة (356 هـ) ، وله منه إجازة . تنظر ترجمته : الطوسي، الرِّجال : ص 410 ، 411، ابن داود، الرِّجال : ص 45 .
(7) محمّد بن يحيى العطّار، يكنى أبا جعفر، ثقةٌ، كثير الحديث، له كتبٌ، منها : كتابُ النوادر يرويه عنه ابنه أحمد . تنظر ترجمته : النجاشي، الرِّجال : ص 353، ابن داود، الرِّجال : ص 187، الحلي، الخلاصة : ص 260 .
(8) محمّد بن علي بن محبوب الأشعريُّ القمِّيُّ، يكنى أبا جعفر، فقيهٌ، محدِّثٌ، ثقةٌ، له كتبٌ، منها : كتابُ النوادر، كتابُ الصّلاة وغيرها . تنظر ترجمته : النجاشي، الرِّجال : ص 349، الطوسي، الرِّجال : 438، والفهرست : ص 222، الحلي، الخلاصة : ص 260 .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _65 _

  مَنْهَج [13] :
  الصّحابيُّ (1) : هو على الأصحِّ مَن أدرك صُحبةَ النبَيّ.مُؤمِناً، وماتَ على ذلك، وطريقُ معرفتِهِ التّواتُر، ثمَ الشّهرةُ والاستفاضةُ وإخبارُ الثِّقة، ولا حصرَ لهم، ونُقِلَ أنَه توفي رسولُ الله (ص) وأبهجُ نهجُ الدِّين بنورِ جمالِهِ عَن مائةٍ وأربعةَ عشرَ ألفَ صحابيٍّ، والتّابعيُّ : هو مَن أدركَ الصَحابيَ ولم يُدرِك النبَيَّ (ص) ، وعُدَ منهم النّجاشيُّ (2) ملِكُ الحبشةِ، وسُويدُ بن عطيَة (3) صاحب أمير المؤمنين ـ عليه صلواتُ اللهِ ـ وربيعةُ بن زرارة (4)، والأحنفُ بن قيس (5) ،

--------------------------------
(1) ابن حجر، الإصابة : ج 1، ص 15، 16، الصّدر، حسن، نهاية الدِّراية : ص 341، غفاري، علي أكبر، دراسات في علم الدِّراية : ص 201 .
(2) النجاشي : لقبٌ لكلِّ مَن مَلَكَ الحبشة، واسم الملك الذي عاصر النبي (ص) في عهده (أصحمة أو أصخمة) ، ولما مات سنة (9 هـ) نعاه النّاس، وخرج بهم النبيُّ (ص) الى المصلى، وصفّهم، وكبر أربع تكبيرات . ينظر : مالك بن أنس، الموطّأ : ج 1، ص 226، 227، النووي، شرح مسلم : ج 7 ، ص 22 .
(3) سُويد بن عطيّة البارقيُّ الكوفيُّ، من أصحاب الإمام علي (ع) ، وفي كتب الرِّجال من أصحاب الصّادق (ع) . تنظر ترجمته : الطوسي ، الرِّجال : ص 223، التفرشي، نقد الرِّجال : ج 2، ص 379، الأردبيلي، جامع الرُّواة : ج 1 ، 391 .
(4) ويقال زرارة بن ربيعة، أبو الحلال العتكيُّ الأزديُّ البصريُّ، سمع عثمان بن عفان، ثِقة، روى عنه قتادة وغيلان بن جرير . تنظر ترجمته : البخاري، كنى البخاري : ج4 ، ص 89، الرازي، الجرح والتعديل : ج 3 ، ص 474، و ص 604، ابن حبّان، الثِّقات : ج 4 ، ص 231، ابن حجر، تعجيل المنفعة : ص 136 .
(5) وهو الضَحّاك بن قيس بن معاوية بن حصين بن حفص بن عبادة بن النزال بن مرّة بن عبيد ابن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد بن مناة بن تيم السّعديُّ، يكنى أبا بحر، ولدته أمُّه وهو أحنف، فقالت وهي ترقّصه :

واللهِ لَولا حنفٌ في رجلِه        ما كانَ في الحيِّ غلامٌ مثلُه

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _66 _

  وأبو مسلم الحولانيُّ (1)، ونحوهم ممن أدركَ زمنَ الجاهليَةِ والإسلامِ مِن دونِ لقائِه (ص) ، وقد يُعبر عنهم بالمُخضرمين ـ أي المقطوعينَ ـ ، لقطعهم عن نظرائهم الذينَ أدركوا صُحبةَ النبَيِّ (ص) ، وذلك مِن قولهم : ناقةٌ مخضرَمَةٌ لِلَتي قُطِعَ ذَنَبُهَا .

------------------------------
(1) عبد الله بن ثوب، أو ابن مشكم، من البصرة ، ثِقةٌ، لَقِيَ كعباً، ومات في عهد يزيد بن معاوية . تنظر ترجمته : ابن سعد، الطبقات : ج 7 ، ص 449، خليفة بن خيّاط، طبقات خليفة : ص 562، البخاري، كنى البخاري : ص 83 ، وذكر ابن حبّان في كتابه مشاهير علماء الأمصار : ص 182 : (أسلم على عهد معاوية، وكان من عبّاد أهل الشام وزهّادهم، وتوفي في ولاية معاوية) ، وذكره البروجرديُّ في كتابه طرائف المقال : ج 2، ص 212 ضمن الزهّاد الثمانية، ومنهم أويس القرني، وهو أفضلهم .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _67 _

  مَنْهَج [14] :

  أبو القاسِم، كُنيةٌ مُشترَكَةٌ بينَ الرَسول (ص) وبينَ الحجّةِ القائمِ المهديِّ الإمام محمّد بن الحسنِ (ع) ، والغالبُ في الأخبارِ استعمالُهُ في القائم (ع) ، أبو الحُسينِ، كُنيةٌ مخ مختصَةٌ بالإمام عليِّ بن أبي طالبٍ أميرِ المؤمنينَ (ع) ، أبو محمّدٍ، كُنيةٌ مُشتركةٌ بين الإمامِ الحسنِ بنِ عليِّ بن أبي طالبٍ (ع) ، وبينَ الإمامِ عليِّ بنِ الحُسينِ زينِ العابدينَ (ع) ، وبينَ الإمامِ الحسنِ بن عليٍّ العسكريِّ (ع) ، والغالبُ في الأخبار استعمالُهُ في العسكريّ (ع) ، أبو عبدِ اللهِ، كنيةٌ مُشترَكةٌ بين الإمامِ الحُسينِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ (ع) ، وبينَ الإمامِ جعفرِ بنِ محمّدٍ الصّادق (ع) ، والغالبُ عند الإطلاقِ في الأخبارِ هو الصَادقُ (ع) وكذا أبو إسحاق، كنيةٌ مخ مختصَةٌ به (ع) ، لترجمة إبراهيم بن عبد الحميد (1)، أبو إبراهيم، كنيةٌ مختصَةٌ بالإمام موسى بن جعفرٍ الكاظمِ (ع) ، أبو جعفر، كنيةٌ مُشترَكةٌ بين الإمام محمّدِ بنِ عليٍّ الباقرِ (ع) ، وبينَ الإمامِ محمَدِ بنِ عليٍّ الجوادِ (ع) ، والغالبُ في الأخبار مع الإطلاقِ هو الباقرُ (ع) ، وإذا قُيّدَ بالأوَّل فهو (ع) أيضاً، أو بالثّاني، فالجوادُ (ع) ، أبو الحسن، كنيةٌ مشترَكةٌ نِبين الإمامِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ (ع) ،وبينَ الإمامِ عليّ بنِ الحُسينِ (ع) ، وبينَ الإمامِ موسى بنِ جعفرٍ الكاظمِ (ع) ، وبينَ الإمامِ عليِّ بنِ موسى الرِّضا (ع) ، وبين الإمامِ عليِّ بنِ محمّدٍ الهادي (ع) ، والغالبُ في الأخبار معَ الإطلاق هو الكاظمُ (ع) ، وإذا قُيّد بالأوَّلِ فهو (ع) أيضاً، أو بالثّاني، فهو الرّضَا (ع) ، أو بالثّالث، فهو الهادي (ع) ، والقَرينةُ قد تحقّقُ المُطلقَ بأحدِهم (ع) ، وأمَا العالمُ والفقيهُ والشّيخُ والعبدُ الصّالح، فالإمامُ الكاظم (ع) ، والحسنانِ، فالحسنُ والحُسينُ أبناءُ الإمامِ أميرِ المؤمنينَ عليِّ بنِ أبي طالبٍ (ع) ، والهادي، والنّقي بالنّون، والرَّجلُ، والماضي، فالإمامُ عليُّ بنُ محمّدٍ (ع) ، والزَّكيُّ، والعسكريُّ، والطّيِّبُ والفقيهُ، والأخرُ ،

----------------------------------
(1) يروي عنه عوانة بن الحسين البزّاز، ثِقةٌ، صالحٌ، قيل : كان واقفيّاً، أدركَ الإمامَ الرِّضا (ع) ولم يروِ عنه . تنظر ترجمتُه : الطوسي، الفهرست : ص 40، الحليُّ، الخلاصة : ص 314 ، و منتهى المطلب : ج 2 ، ص 587. .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _68 _

  والماضي، فالإمامُ الحسنُ بن عليّ (ع) ، والصّاحبُ، وصاحبُ الزَّمانِ، وصاحبُ الدّارِ، والغريمُ، والقائمُ، والحجّةُ، والمنتظرُ، والمهديُّ، واهادي، فالإمام محمّدُ بنُ الحسن (ع) ، وصاحبُ النّاحية، فالإمامُ الهادي، أو الزّكيُّ، أو القائمُ أيضاً، ويختصُّ بالقرينةِ المُخصِّصَةِ، والباقرانِ، فالإمامُ محمّدُ بنُ عليٍّ الباقرُ والإمامُ جعفرُ بنُ محمّدٍ الصّادقُ (ع) تغليباً، والصّادقانِ، فهما (ع) أيضاً كذلك، وأحدُهما، أحدُهما (ع) ، والكاظمانِ، فالإمامُ موسى بنُ جعفرٍ الكاظمُ والإمامُ محمّدُ بنُ عليٍّ الجوادُ (ع) ، والعسكريّانِ، فالإمامُ عليُّ بنُ محمّدٍ الهادي والإمامُ الحسنُ بنُ عليٍّ العسكريُّ (ع) ، وقد يُطلَقُ الشَّيخُ والفقيهُ على الإمام جعفرِ بنِ محمّدٍ الصَادق (ع) ، والأصلُ على الإمام (ع) .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _69 _

  مَنْهَج [15] :

  أجمعتِ العِصابةُ على تصديقِ ثمانيةَ عشرَ رجلاً على ما حكاه الكَشيُّ (1) ، ستة مِن أصحابِ أبي جعفرٍ محمّد بن عليّ الباقر وأبي عبد الله جعفر بن محمّدٍ الصّادق (ع) ، وهم : زُرارةُ (2)، ومعروف بن خرّبوذ (3)، وبُريد العجلي (4)، وأبو بصيٍر الأسديُّ (5)، والفُضيل بن يسار (6) ،

----------------------------
(1) وأكّدته الكتب الرِّجالية منها : رجال ابن داود : ص 209، التحرير الطاووسي للحسن بن زين الدّين : ص 560 ، 561 .
(2) مرّت ترجمتُه في صفحة (61) .
(3) معروف بن خرّبوذ القرشيُّ المكّيُّ، كان ثقةً في النقل، صالحاً . تنظر ترجمته : الطوسي، اختيار معرفة الرِّجال : ج 2 ،ص 471 والرِّجال : ص 120، و ص 311، ابن داود، الرِّجال : ص 190 و ص 209، الحليُّ، الخلاصة : ص 278 .
(4) بُريد بن معاوية العجليُّ، يكنى أبا القاسم ، فقيهٌ، عالٌم، ثِقةٌ، له مكانةٌ خاصّةٌ عند الأئمَةِ (ع) له كتابٌ يرويه عنه عليِّ بن عقبة، مات في حياة الإمام الصّادق (ع) وقيل مات سنة (150 هـ) . تنظر ترجمته : النجاشي، الرِّجال : ص 112، الطوسي، الفهرست : ص 128، ابن داود، الرِّجال : ص 54، 55، الحلي، الخلاصة : ص 81، علم الهدى، نضد الإيضاح : ص 112 .
(5) يحيى بن القاسم، وقيل : ابن أبي القاسم، واسم أبي القاسم إسحاق، الأسديّ، يكنى أبا بصير، وقيل : أبا محمّد، ثِقةٌ، وجيهٌ، روى عن الإمامين الباقر والصّادق (ع) ، له كتابُ يومٌ وليلةٌ، وكتابُ مناسك الحجّ، مات سنة (150 هـ) . تنظر ترجمته : النجاشي، الرِّجال : ص 441، ابن شهر آشوب، معالم العلماء : ص 165، الحلي، الخلاصة : ص 234 .
(6) فضيل بن يسار النهديُّ الكوفيُّ، يكنى أبا مسوَر، وقيل : أبا القاسم، ثقِةٌ، سكن البصرة، روى عن الإمامين الباقر والصّادق (ع) ، مات في حياة الصّادق (ع) . تنظر ترجمته : البخاري، التاريخ الكبير : ج 7، ص 122، البرقي، الرِّجال : ص 17، ابن حبّان، الثِّقات : ج 7 ، ص 315، النجاشي، الرِّجال : ص 309، الطوسي، الرِّجال : 269، علم الهدى، نضد الإيضاح : ص 318 .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _70 _

  ومحمّد بن مسلم (1)، وقيل : أبو بصير ليثٌ المراديُّ (2) مكان أبي بصيٍر الأسديِّ (3)، وستةّ مِن أصحابِ أبي عبد الله (ع) خاصّة، وهم : جميلُ بن درَاج (4)، وعبدُ الله بن مسكان (5)، وعبدُ الله بن بكر (6) ، وحماَد بن عثمان، وأبان بن عثمان (7)، وأفقهُهُم جميلُ بنُ درَاج على قولٍ، وستةّ مِن أصحابِ أبي إبراهيم وأبي الحسن (ع) ، وهم: يونسُ بنُ عبد الرَحمن (8)، وصفوانُ بنُ

----------------------------
(1) محمّد بن مسلم بن رباح الأوقص الطحّان ، مولى ثقيف، يكنى أبا جعفر، فقيهٌ، ثقةٌ، سكن الكوفة، روى عن الإمامين الباقر والصّادق (ع) ، له كتابٌ يسمّى الأربعمائة مسألة في أبواب الحلال والحرام، روى عنه العلاء بن رزين، مات سنة (150 هـ) . تنظر ترجمته، النجاشي، الرِّجال : ص 323 ، 324، الطوسي، الرِّجال : ص 294، الحلي، الخلاصة : ص 251، علم الهدى، نضد الإيضاح : ص 377 .
(2) ليثُ بن البختريّ المراديُّ الكوفيُّ، ويكنى أبا بصير، وقيل : أبا محمّد، ويقال له أبو بصيٍر الأصغر، روى عن الباقر والصّادق (ع) ، له كتابٌ يرويه عنه ابن فضّال، مات سنة (150 هـ) . البرقي، الرِّجال : ص 18، النجاشي، الرِّجال : ص 321، الطوسي ،الرِّجال : ص 275، والفهرست : ص 130، ابن داود، الرِّجال : ص 157، علم الهدى، نضد الإيضاح : ص 325 .
(3) هذه العبارة مكرّرةٌ في الأصل .
(4) جميلُ بن درَاج النخعيُّ ، يكنى أبا محمّد وأبا علي، ثقةٌ، روى عن الإمام الصّادق (ع) ، له كتاب ، مات في حياة الإمام الرِّضا (ع) . تنظر ترجمته : البرقي ، الرِّجال : ص 21 ، النجاشي ، الرِّجال : ص 126، الطوسي، الرِّجال : ص 177، و ص 333، ابن داود ، الرِّجال : ص 66، علم الهدى ، نضد الإيضاح : ص 134 .
(5) عبدُ الله بن مسكان، مولى عنزة، يكنى أبا محمّد، كان فقيهاً، ثقة، له كتبٌ، منها : كتابُ الحلال والحرام، روى عن الإمامين الكاظم والرِّضا (ع) ، كان حيَاً سنة (203 هـ) . تنظر ترجمته : البرقي، الرِّجال : ص 22، النجاشي، الرِّجال : ص 214، الطوسي، الرِّجال : ص 264، والفهرست : ص 168، و ص 316، علم الهدى، نضد الإيضاح : ص 263 .
(6) عبدُ الله بن بكير، كان فطحيّاً، فقيهاً، ثقة . تنظر ترجمته : الطوسي، اختيار معرفة الرِّجال : ج 2، ص 635، الحلي، الخلاصة : ص 295 .
(7) أبانُ بن عثمان الأحمر البجليُّ الكوفيُّ، يكنى أبا عبد الله، سكن البصرة، وكان ناووسيّاً، له كتاب المبتدأ أو المغازي والرّدّة، روى عنه أبو عبيدة مَعمر بن المثنّى، ومحمّد بن سلام في أخبار الشُّعراء والنسَب والأيام . تنظر ترجمته : العقيلي، الضُّعفاء : ج 1، 37 ، 38، النجاشي، الرِّجال : ص 13، الطوسي، الفهرست : ص 59، الحلي، الخلاص : ص 74 .
(8) مرّت ترجمتُه في صفحة (55) .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _71 _

  يحيى (1) بياّع السّابري، ومحمّدُ بنُ أبي عمير (2)، وعبدُ الله بنُ المغيرة (3) ، والحسنُ بنُ محبوب (4)، وأحمدُ بنُ محمّد بنِ أبي نصر (5)، وقيل : فُضالةُ بنُ أيّوب (6) مكان الحسن، وقيل : عثمانُ بنُ عيسى (7) مكان فُضالة، وأفقهُهُم يونسُ بنُ عبد الرَحمن، وصفوانُ بنُ يحيى .

-------------------------------
(1) مرّت ترجمتُه في صفحة (58) .
(2) مرّت ترجمتُه في صفحة (54) .
(3) عبدُ الله بن المغيرة بن عبد الله بن سفيان العلقي البجليُّ، مولى جندب، ثِقةٌ، ورعٌ، ديِّنٌ، عالٌم، كان واقفيّاً ثمَ رجع، صنّف ثلاثينَ كتاباً، منها : كتابُ الزكاة، الوضوء، الصّلاة . تنظر ترجمته : النجاشي، الرِّجال : ص 215، الطوسي، الرِّجال : ص 340، ابن داود، الرِّجال : ص 124 ، الحلي، الخلاصة : ص 199، علم الهدى، نضد الإيضاح : ص 264 .
(4) الحسنُ بن محبوب بن وهب بن جعفر بن وهب، كان وهب سنديَاً مملوكاً لجرير بن عبد الله البجليِّ، ثمَ بعدها للإمام عليِّ بن أبي طالبٍ (ع) ، مات سنة (224 هـ) . تنظر ترجمته : الطوسي، الرِّجال : ص 334، والفهرست : ص 96، ابن داود، الرِّجال : ص 77 .
(5) مرّت ترجمتُه في صفحة (61) .
(6) فضالة بن أيّوب، كان ثقةً في حديثه، مستقيمًا في دينه، من أصحاب الإجماع، روى عن الإمام الكاظم (ع) ، له كتاب الصّلاة، رواهُ عنه محمّد بن الحسن بن مهزيار . تنظر ترجمته : البرقيّ، الرِّجال : ص 49، النجاشي، الرِّجال : ص 310، الطوسيّ، الفهرست : ص 200، ابن داود، الرِّجال : ص 151، علم الهدى، نضد الإيضاح : ص 316 .
(7) عثمان بن عيسى بن عَمرو العامريُّ الكلابيُّ الرّؤاسيُّ، منسوب الى رؤاس بن كلاب بن ربيعة ابن عامر، من رؤساء الواقفة ،كان وكيلاً للإمام الكاظم (ع) ، ثمَ رجع، روى عن أبي حمزة الثمالي، له كتبٌ، منها : كتابُ المياه، الصّلاة، مات بحدود سنة (200 هـ) . تنظر ترجمته : البرقي، الرِّجال : ص 39، النجاشي، الرِّجال : ص 300، الطوسيّ، الفهرست : ص 193، الحلي، الخلاصة : ص 383، علم الهدى، نضد الإيضاح : ص 272 .

الى هنا

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _72 _

  مَنْهَج [16] :

  جماعةٌ مِن الرِّجال كَثُرَت الرّوايةُ عنهم مع أنَه لا ذكرَ لهم في كتبِ الجرحِ والتّعديلِ أصلاً، منهم أبو الحسن (1) عليُّ بنُ أبي الجِيد (2)، الذي كَثُرَت روايةُ الشَيخ (رحمه الله) عنه، وقد آثرها عنه غالباً على الرّوايةِ عن الشَيخ المُفيد ، لإدراكه محمّدَ بنَ الحسنِ بنِ الوليد (3) وروايتِهِ عنه بغيرِ واسطةٍ، بخلافِهِ فإنَه لا يروي عنه إلا بالواسطة، فطريقُهُ أعلى مِن طريقِ المفيدِ الباعثِ على الإيثار، ومنهم أحمدُ بنُ محمّدِ بنِ يحيى العطّار (4) شيخ الصّدوق (رحمه الله) ، وهو ممّن يروي عنه كثيراً بواسطة سعد بنِ عبدِ اللهِ بنِ أبي خَلَف (5)، ومنهم محمّدُ بنُ عليِّ بن ماجيلويه (6)، الذي أكثرُ روايةِ الصَدوق (رحمه الله) عنه، ومنهم أحمدُ بنُ محمّدِ ابنِ الحسنِ بنِ الوليدِ، الذي كَثُرت روايةُ الشّيخ (رحمه الله) عن الشّيخ المفيد عنه، ومنهم الحُسين بنُ الحسنِ بنِ أبان (7) شيخ محمّد بنِ الحسن بنِ الوليد، الذي كَثُرت الرّوايةُ عنه أيضاً، فهؤلاء المشايخُ وأضرابهم ـ رمَحهم اللهُ تعالى ـ ممّن يقوى الظَنُّ بصدقِهم وقبولهم

-------------------------------
(1) في الأصل (الحسن) كما مثبّت، وقد أورده المصنّف (قدس سره) في كتابه فائق المقال في معرفة الرجال، ص 46 : أبو الحسين بن أبي الجيد، كما سيأتي في هامش (2) .
(2) الطوسيُّ، الاستبصار : ج 1، ص 346 .
وكما ذكر المصنِّف (قدس سره) ، فإنّه لم يرد لعليِّ بن أبي الجيد ذكرٌ في كتب الرِّجال، وقد أشار إليه ـ أيضاً ـ في كتابه فائق المقال، ص 46، كما يأتي : (قد كثرت الرّواية من جماعة من الرّجال ولا ذكر لهم في كتب الجرح والتعديل، فمنهم أبو الحسين عليّ بن أبي الجيد الذي كثرت رواية الشيخ عنه، ولم يُذكر له مدحٌ ولا قدحٌ، مع أنّه (رحمه الله) آثرَ الرِّواية عنه غالباً على الرِّواية عن الشيخ المفيد نوّر الله مرقده) ، وورد في معجم رجال الحديث : 12 /277 : (عليّ بن أحمد بن محمّد بن أبي الجيد، ثقةٌ ، لأنّه من مشايخ النجاشي) (الناشر) .
(3) مرّت ترجمتُه في صفحة (78) .
(4) مرّت ترجمتُه في صفحة (79) .
(5) مرّت ترجمتُه في صفحة (63) .
(6) الصَدوق، ثواب الأعمال : ص 4، 11، 17، 19، وما بعدها، وكتاب الخصال : ص 405، وكتاب معاني الأخبار : ص 183 .
(7) ويعدُّ من طبقة الصّفَار وسعد بن عبد الله ، ثقةٌ، صحيحُ الحديث، روى عن الحُسين بن سعيد، وروى عنه ابن الوليد . تنظر ترجمته : ابن داود ، الرِّجال : ص 80 ، الأردبيلي، جامع الرُّواة : ج 1، ص 235 .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _73 _

  ونقلِهم وروايتِهم ، لعدْلهم وضبطِهم ، لاعتناء أعاظم مشايخنا ـ أعلى اللهُ مقامَهم وأجزل في دار السَلام إكرامهم ـ بشأنهم، وأَخْذِ الرِّواية عنهم كما ترى.ِّ .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _74 _

  مَنْهَج [17] :

  استُثنيتْ جماعةٌ مِن الرُّواة على ما حكاه النّجاشيُّ في ترجمةِ محمّدِ بنِ أحمدِ بن يحيى الأشعريِّ (1)، حيث قال : (وكان محمّدُ بنُ الحسن [بن الوليد] (2) يستثني مِن روايةِ محمّدِ بنِ أحمد بنِ يحيى ما رواه عن محمّدِ بنِ موسى الهمدانيِّ، أوما رواهُ عَن رجلٍ، أو يقولُ بعضُ أصحابنِا، أو عن محمّدِ بنِ يحيى المعاذيِّ، أو عن أبي عبد الله الرّازيِّ الجامورانيِّ [أو] (3) عن أبي عبد [الله] (4) السّياريِّ، أو عن يوسف بن السَخت، أو عن وهب بن منبِّه، أو عن أبي عليٍّ النيّسابوريِّ، أو عن أبي يحيى الواسطيِّ، أو عن محمّدِ بنِ عليّ بن (5) أبي سُمَينة، أو يقول : في حديثٍ، أو كتابٍ ولم أروِه، أو عن سهل بن زيادٍ الآدميِّ، أو عن محمّد بن عيسى ابن عبيد بإسنادٍ مُنقطعِ ، أو عَن أحمد بن هلالٍ، أو محمّد بن عليٍّ الهمدانيِّ، أو عبد الله بن محمّدٍ الشّاميِّ، أو عبد الله بن أحمدَ الرّازيِّ، أو عن أحمدَ بنِ الحسين بنِ سعيد، أو عن أحمدَ ابنِ بشيرٍ الرقّيِّ (6)، أو عن محمّد بن هارون، أو ميمونة بن معروف، أو عن محمّد بن عبد الله ابن مهران، أو ما ينفردُ به الحسنُ بنُ الحسُين اللُّؤلؤيُّ، وما يرويه عن جعفرِ بنِ محمّدِ ابنِ مالك، أو يوسفَ بنِ الحارث، أو عبدِ الله بن محمّد الدّمشقيِّ، قال أبو العبّاس بن نوح : وقد أصاب شيخُنا أبو [جعفر] (7) محمّد بن الحسن بن الوليد في ذلك كلِّه، وتبعِهُ أبو جعفر ابن بابويه (رحمه الله) على ذلك، إلا في محمّد بن عيسى بن عبيد، فلا أدري ما رأيُهُ فيه ، لأنَه كان

-----------------------------
(1) مرّت ترجمتُه في صفحة (56) .
(2) غير موجودةٍ في الأصل، وما ثبّتناه من المصدر .
(3) غير موجودةٍ في الأصل، وما ثبّتناه من المصدر .
(4) غير موجودةٍ في الأصل، وما ثبّتناه من المصدر .
(5) غير موجودة في المصدر .
(6) في الأصل : البرقيّ، وما ثبّتناه من المصدر .
(7) غير موجودةٍ في الأصل، وما ثبّتناه من المصدر .

المناهج المقنعة الانيسة والمغنية النفيسة _75 _

  على ظاهر العدالةِ والثِّقة) (1)، انتهى كلامُ النجّاشيِّ (رحمه الله) .
  وزاد محمّدُ بن الحسُين (2) فيما استثناه هو مع الجماعة المذكورينَ، الهيثمَ بنَ عليِّ بن عدي، وجعفرَ بنَ محمّدٍ الكوفيَ، وقال الشّيخ (رحمه الله) : إنهَما ممنَ يروي عنهما أحمدُ بنُ محمّد بن يحيى، واللهُ أعلمُ بحقيقةِ الحالِ، كالعاقبةِ والمآلِ .

-------------------------------
(1) النجاشي، الرِّجال : ص 348 ، 349 .
(2) يقصد به الشيخ الطوسي، أبو جعفر محمّد بن الحسن في كتابه الفهرست : ص 221 ، 222، وذكر المعلوماتِ التي ذكرها النجاشيُّ نفسَها، وأضاف الهيثم بن علي بن عدي، وجعفر بن محمّد الكوفيّ .