الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية _ 501 _

   كانت هذه كلمات هؤلاء الأعلام من أهل السنة في ردّ حديث النجوم وتضعيفة والحكم بوضعه ... فلننتقل إلى الناحية التالية وهي أسانيد هذا الحديث ورجالها ، لنرى كلمات الأئمة فيها بالتفصيل :

الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية _ 502 _


   إنّ الحديث النجوم أسانيد عديدة تفيد بمجموعها الشهرة ، لكن التتبّع لها يفيد : أن واحداً من تلك الأسانيد لم يكن ليسلم من طعن علماء الرجال وأئمة الجرح والتعديل من أهل السنة .


   لقد رووا هذا الحديث عن عبدالله بن عمر ، إلاّ أنّ في سند الرواية :
1 ـ ( عبدالرحيم بن زيد ) .
   ومن راجع كتاب ( الضعفاء ) للبخاري و ( الضعفاء ) للنسائي ، و ( العلل ) لابن أبي حاتم ، و ( الموضوعات ) و ( العلل المتناهية ) لابن الجوزي ، و ( ميزان الاعتدال ) و ( الكاشف ) و ( المغني ) للذهبي و ( خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ) للخزرجي ... وغيرها وجد كلمات الطعن والذم لهذا الرجل كقولهم : ( ليس بشيء ) و( كذاب ) و ( ضعيف ) و( كذاب خبيث ) .
وقد مر في مواضع من الكتاب بعض تلك الكلمات .
2 ـ ( زيد العمي ) .
   وقد صرّحوا بضعفه أيضاً ، بل تقدم في كلام المناوي عن الحافظ ابن عدي قوله ( عامّة ما يرويه ومن يروي عنه ضعفاء ) .

الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية _ 503 _

  ورووه بسند آخر من عبدالله بن عمر أيضاً إلاّ أن فيه :
   ( حمزة الجزري ) .
   الذي جاء في ( الضعفاء ) للبخاري ( حمزة بن أبي حمزة النصيبي : منكر الحديث ) وفي ( الضعفاء ) للنسائي : ( متروك الحديث ) وفي ( الموضوعات ) : ( قال يحيى ليس بشيء ، وقال ابن عدي يضع الحديث ) وفيه عن أحمد ( هو مطروح الحديث ) وعن يحيى ( لا يساوي فلساً ) وتجد أمثال هذه الكلمات في ( البحر المحيط ) لأبي حيان و ( الميزان ) و ( الكاشف ) للذهبي وغيرها ، وقد تقدم بعضها .


لقد رووا هذا الحديث عن عبدالله بن عمر ، إلاّ أنّ في سند الرواية :
1 ـ ( نعيم بن حماد ) .
  وهو مجروح كما تقدم في كلام ابن الجوزي .
2 ـ ( زيد العمي ) .
   وقد تقدم الكلام فيهما .


   ورووا هذا الحديث عن جابر بن عبدالله ، إلاّ أن رواته مجهولون ، فقد تقدم عن ابن حجر العسقلاني في ( تخريج أحاديث الكشاف ) قوله :
   ( وأخرجه ـ يعني الدار قطني ـ في ( غرائب مالك ) من طريق حميد بن زيد عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر في أثناء حديث وفيه :
   فبأيّ قول أصحابي أخذتم اهتديتم ، إنّما مثل أصحابي مثل النجوم ، من أخذ بنجم منها اهتدى .

الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية _ 504 _

   قال : لا يثبت عن مالك : ورواته دون مالك مجهولون ) .
  ورواه بسند آخر عن جابر أيضاً ، إلاّ أن فيه :
1 ـ ( أبو سفيان ) .
   وقد قال ابن حزم ( أبو سفيان ضعيف ) (1) .
2 ـ ( سلام بن سليم ) .
   وقد قال ابن حجر : ( وسلام ضعيف ) .
   وقال ابن حزم : ( يروي الأحاديث الموضوعة وهذا منها بلا شك ) .
   وقال ابن خراش : ( كذب ) .
   وقال ابن حبان : ( روى أحاديث موضوعة ) .
   ونقل هذه الكلمات في ( سلسلة الأحاديث الموضوعة والضعيفة ) وأضاف أنه ( مجمع على ضعفه ) .
2 ـ ( الحارث بن غصين ) .
   وقد قال ابن عبدالبر بعد أن نقل الحديث بالاسناد عن جابر : ( هذا إسناد لا تقوم به حجة ، لأن الحارث بن غصين مجهول ) .
   وقد تقدم أن الزين العراقي أورد كلام ابن عبدالبر هذا مرتضياً إيّاه ...


ورووا أيضاً هذا الحديث عن ابن عبّاس ، إلاّ أن في سند الرواية :
1 ـ ( سليمان بن أبي كريمة ) .

---------------------------
(1) راجع سلسلة الأحاديث 1 | 78 .

الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية _ 505 _

   وقد ضعّفه أبو حاتم الرازي والجلال السيوطي ومحمد بن طاهر وقال ابن عدي : ( عامة أحاديثه مناكير ) وقال الذهبي : ( لينّ صاحب مناكير ) راجع : ( الموضوعات ) لابن الجوزي و ( ميزان الاعتدال ) و ( المغني ) للذهبي ، ( لسان الميزان ) لابن حجر و ( قانون الموضوعات ) لمحمد بن طاهر ، وغيرها .
2 ـ ( جويبر بن سعيد ) .
   الذي قال النسائي في ( الضعفاء ) عنه : ( متروك الحديث ) والبخاري في ( الضعفاء ) : ( جويبر بن سعيد البلخي عن الضحاك ، قال علي بن يحيى : كنت أعرف جويبراً بحديثين ، ثم أخرج هذه الأحاديث فضعّف ) وابن الجوزي في ( الموضوعات ) : ( وأما جويبر فأجمعوا على تركه ، قال أحمد : لايشتغل بحديثه ) وفي ( الميزان ) ( قال ابن معين : ليس بشيء وقال الجوزجاني : لا يشتغل به ، وقال النسائي والدار قطني وغيرهما : ( متروك الحديث ) وفي ( الكاشف ) : ( تركوه ) إلى غير ذلك من الكلمات .
3 ـ ( الضحاك بن مزاحم ) .
   وقد جاء في ترجمته من ( الميزان ) و ( المغني ) للذهبي و ( تهذيب التهذيب ) لابن حجر العسقلاني وغيرها : إنّ الرجل كان لا يحدّث عنه ، ضعيفاً في الحديث ، مجروحاً .
   وقد أنكر شعبة وجماعة من كبار الأئمّة أن يكون لقي الرجل ابن عباس ...


  ورووا هذا الحديث عن أبي هريرة أيضاً ، إلاّ أن في سند الرواية :
   ( جعفر بن عبدالواحد القاضي الهاشمي ) .
   وكان هذا لرجل متهماً بوضع الحديث وسرقته ، متروكاً كذاباً ... كما يظهر من مراجعة ( تخريج أحاديث الكشاف ) و ( لسان الميزان ) لابن حجر العسقلاني ، و ( المغني ) و ( الميزان ) للذهبي ، و ( اللالي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ) للجلال

الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية _ 506 _

  السيوطي وغيرها .
   هذا ... بغض النظر عن المقال المعروف في أبي هريرة نفسه .


  ولقد رووا هذا الحديث كذلك عن أنس بن مالك ، إلاّ أن في سند الرواية :
   ( بشر بن الحسين ) .
   يرويه عن الزبير بن عدي عن أنس وقد قال الذهبي في ( المغني ) : ( قال الدار قطني : متروك ، وقال أبو حاتم : يكذب على الزبير ) .
   ولاحظ سائر الكلمات في ذمه في ( لسان الميزان ) (1) لابن حجر .

---------------------------
(1) لسان الميزان 2 | 21 ـ 23 .

الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية _ 507 _


   والآن ... هلمّ معي لنرى هل يصح صدور مثل هذا الكلام من رسول الله صلّى الله عليه آله وسلّم ؟ وهل كان جميع الصحابة على خير من بعده ؟ وهل كانوا جميعاً مؤهلين لأن يقتدى بهم ؟ وهل كانوا جميعاً هادين حقاً ؟ ...
إذا كان كذلك ، فما معنى قوله تعالى :
  ( أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ) (1) .
وقوله تعالى :
   ( وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا علىالنفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذّبهم مرّتين ثم يردون إلى عذاب عظيم ) (2) .
   وغيرهما من الآيات الكريمة التي تنص على وجود المنافقين بين أصحاب الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم .
   ثم هل يمكن الاعتقاد بأنه صلّى الله عليه وآله وسلّم كان لا يعلم ما سيقع بعده بين الأمة الاسلامية ؟
   كلاّ ... ثمّ كلاّ ... إنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم كان على علم بجميع ما سيحدث بين أصحابه وأمته إلى يوم القيامة ، لذا وردت الأحاديث الكثيرة التي لا تحصى يخبر فيها عليه وعلى اله الصلاة والسلام عن القضايا التي سيستقبلها

---------------------------
(1) سورة آل عمران 3 | 144 .
(2) سورة التوبة 9 : 101 .

الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية _ 508 _

  المسلمون .
   إنه صلّى الله عليه وعلى آله الطاهرين قال : ( ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ... ) (1) .
   وهناك أحاديث كثيرة أيضاً وردت في خصوص صحابته تفيد سوء حال جم غفير منهم ، وانقلابهم من بعده على أعقابهم ، مرتدين عن الدين راجعين بعده كفاراً خاسرين .
منها : قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم فيما أخرجه البخاري :
   ( أنا فرطكم على الحوض ، وليرفعنّ رجال منكم ، ثمّ ليختلجنّ دوني ، فأقول : يا رب أصحابي ، فيقال : إنك لا تدري ما احدثوا بعدك ) وفي حديث : فأقول : سحقاً لمن غيّر بعدي ) وفي بعض الأحاديث : ( إنّهم ارتدّوا على أدبارهم القهقرى ) (2) .
ومنها : قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم لأصحابه :
   ( لا ترجعوا بعدي كفاراً ) (3) .
ومنها : قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم :
   ( الشرك أخفى فيكم من دبيب النمل ) (4) .
   ... إلى غير ذلك من الأحاديث التي رواها القوم عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في ذم الصحابه آحاداً وجماعات ، في موارد كثيرة ومناسبات مختلفة

---------------------------
(1) رواه جماعة ، وقال العلامة المقبلي في ( العلم الشامخ ) : ( وحديث افتراق الأمة إلى سبعين فرقة رواياته كثيرة يعضد بعضها بعضاً بحيث لا تبقى ريبة في حاصل معناه ) .
المذاهب الاسلامية لمحمد أبو زهرة ص14 .
(2) صحيح البخاري باب في الحوض 4 | 87 ـ 88 وغيره من الصحاح وكتب الحديث .
(3) إرشاد الفحول ص76 .
(4) الجامع الصغير ، قال المناوي ، خرّجه الإمام أحمد في المسند ، وكذا أبو يعلى عن أبي نفيسة ، ورواه أحمد والطبراني عن أبي موسى ، وأبو نعيم في الحلية عن أبي بكر ، فيض القدير 4 | 173 .

الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية _ 509 _

  ومواطن عديدة ...
   فكيف يحسن منه سلام الله عليه وآله أن يجعل كلاً من هؤلاء نجماً يهتدى به والحال هذه ؟
   على أن كثيراً من الصحابة اعترفوا في مناسبات عديدة بالجهل وعدم الدراية والخطأ في الفتيا ، حتى اشتهر عن بعض أكابرهم ذلك ... ولذا كان باب التخطئة والرد مفتوحاً لدى أصحاب رسول الله تعالى عليه وعلى آله ، بل ربّما تجاوزت التخطئة حد الاعتدال وبلغت التكذيب والتجهيل والتكفير ... وتلك قضاياهم مدونة في كتب الآثار .
   وهل أعجب من دعوى كون جميعهم نجوماً يهتدى بهم والحال أنه لم تكن لهم هذه المنزلة عند أنفسهم ، كما هو واضح عند من راجع أخبارهم ؟
   وأمّا سبّ بعضهم بعضاً ، وضرب بعضهم بعضاً ، ونفي بعضهم لبعض فقد كان فاشياً فيما بينهم ، بل لقد استباح بعضهم قتل بعض ... أما إذا راجعنا أخبار كلّ واحد من الصحابة وتتبعنا أفعالهم وقضاياهم لعثرنا على أشياء غريبة عن الاسلام ، بعيدة عنه كلّ البعد ، من شربٍ للخمر ، وشهادة زورٍ ، ويمينٍ كاذبة ، وفعل للزنا ، وبيعٍ للخمر ، والأصنام ، وفتياً بغير علم ... إلى غير ذلك من الكبار المحرمة بأصل الشرع واجماع المسلمين ... نشير هنا إلى بعضها باختصار ...
  1 ـ كذب جماعة من مشاهير الصحابة وأعيانهم في قضية الجمل في موضوع ( الحوأب ) ، وتحريضهم الناس على شهادة الزور كما شهدواهم ، والقصة مشهورة ... (1) .
   2 ـ قصة خالد بن الوليد وقوم مالك على عهد أبي بكر إذ وقع فيهم قتلاً

---------------------------
(1) هذه القصة مشهورة رواها كافة أرباب التواريخ ، كالطبري وابن الأثير وابن خلدون والمسعودي وأبي الفداء ... وغيرهم .

الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية _ 510 _

  ونهباً وسبباً ، ثم نكح امرأة رئيسهم مالك بن نويرة من ليلته بغير عدة ، حتى أنكر عمر بن الخطاب ذلك (1) .
   3 ـ زنا المغيرة بن شعبة في قضيةٍ هذا مجملها :
   إن المغيرة بن شعبة زنا بأم جميل بنت عمر ، وهي أمرأة من قيس ، وشهد عليه بذلك : أبوبكرة ، نافع بن الحارث ، وشبل بن معبد .
   ولما جاء الرابع وهو زياد بن سمية ـ أو : زياد بن أبيه ـ ليشهد أفهمه عمر ابن الخطاب رغبته في أن يدلي بشهادته بحيث لا تكون صريحة في الموضوع حتى لا يلحق المغيرة خزي بإقامة الحدّ عليه ، ثم سأله عمّار رآه قائلاً :
   أرأيته يدخله ويخرجه كالميل في المكحلة .
   فقال : لا .
   فقال عمر : الله اكبر ، قم يا مغيرة إليهم فاضربهم .
   فقام يقيم الحدود على الشهود الثلاثة (2) .
   4 ـ بيع سمرة بن جندب الخمر على عهد عمر بن الخطاب ، فقال عمر لمّا بلغه ذلك :
   ( قاتل الله فلاناً ، باع الخمر ... ؟ ) (3) .
   5 ـ بيع معاوية بن أبي سفيان الأصنام ، فقد جاء في ( المبسوط ) نا نصه :
   ( وذكر عن مسروق رحمه الله قال : بعث معاوية رحمة الله بتماثيل من صفر تباع بأرض الهند فمر بها على مسروق رحمه الله قال : والله لو أني أعلم أنه يقتلني لغرقتها ، ولكني أخاف أن يعذّبني فيفتنني ، والله لا أدري أي الرجلين معاوية :

---------------------------
(1) وهذه الواقعة أيضاً مشهورة تجدها في جميع التواريخ والسير وكتب الكلام ، وهي إحدى موارد الطعن في أبي بكر بن أبي قحافة .
(2) وفيات الأعيان 2 | 455 ، ابن كثير 7 | 81 ، الطبري 4 | 207 ، وفي الواقعة هذه مخالفتان للنصوص الشرعية والأحكام الاسلامية الضرورية كما لا يخفى .
(3) صحيح البخاري وغيره .

الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية _ 511 _

  رجل قد زيّن سوء عمله ، أو رجل لقد يئس من الآخرة فهو يتمتّع في الدنيا ... ) (1) .
   6 ـ شرب عبدالرحمن بن عمر بن الخطاب ( وكنيته أبو شحمة ) الخمر على عهد أبيه في مصر أيام ولاية عمرو بن العاص عليها .
   وقد أقام عمر الحد على ولده هذا في المدينة ـ بعد أن طلبه من مصر ـ وقد أقام عمرو الحدّ عليه هناك وهو مريض ثم حبسه أشهر فمات على أثر ذلك (2) .
   7 ـ جهل بعض كبار الصحابة بالأحكام الشرعية ، بل بمعاني الألفاظ العربية ، وقوله في ذلك بغير علم .
   فقد اشتهر عن أبي بكر أنه لم يعرف معنى ( الكلالة ) بالرغم من نزولها في القرآن ، وبيان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم معناها للأمة ، فقال حينما سئل عنها :
   ( إني رأيت في الكلالة رأياً ، فإنّ كان صواباً فمن الله وحده لا شريك له ، وإن يكن خطأ فمني والشيطان ، والله برئ منه ... ) (3) .
   8 ـ بيع معاوية بن أبي سفيان الشيء بأكثر من وزنه ، فقد جاء في ( الموطأ ) ما نصه :
   ( مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار : إن معاوية بن أبي سفيان باع سقاية من ذهب أو ورق بأكثر من وزنها ، فقال له أبو الدرداء : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ينهى عن مثل هذا ، إلاّ مثلاً بمثل ، فقال له معاوية : ما أرى بمثل هذا باساً .
   فقال أبو الدرداء : من يعذرني من معاوية ؟ أنا أخبره عن رسول الله صلّى

---------------------------
(1) المبسوط في الفقه الحنفي كتاب الاكراه
(2) شرح النهج 3 | 123 ط مصر ، وفي القضية مخالفات للنصوص الشرعية كما لا يخفى .
(3) ذكر ذلك جميع المفسرين وعلماء الكلام .

الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية _ 512 _

  ترجمة ابن حجر :
  الله عليه وسلّم ويخبرني عن رأيه ، لا أساكنك بأرضٍ أنت بها ) (1) .
   9 ـ إقدام زيد بن أرقم على أمرٍ قالت عائشة أنه أبطل جهاده مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إن لم يتب ... فقد روى جماعة من المحدّثين والفقهاء والمفسرين ( عن أم يونس : إن عائشة زوج النبي صلّى الله عليه وسلّم قالت لها أم محبة أم ولد لزيد بن أرقم الأنصاري : يا أمّ المؤمنين أتعرفين زيد بن أرقم ؟ قالت : نعم ، قالت : فإني بعته عبداً إلى العطاء بثمانمائة ، فاحتاج إلى ثمنه فاشتريته منه قبل الأجل بستمائة ، فقالت : بئسما شريت وبئسما اشتريت ، ابلغي زيداً أنه قد أبطل جهاده مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إن لم يتب .
   10 ـ مؤامرة عائشة وحفصة على زينب بنت جحش ، فقد روي عن عائشة أنها قالت : كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يشرب عسلاً عند زينب بنت جحش ويمكث عندها فتوأطات أنا وحفصة على أنّ أيّتنا دخل عليها ، فلتقل له ؛ أكلت مغافير (2) ؟ قال : لا ولكن أشرب عسلاً عند زينب بنت جحش ، فلن أعود له ، لا تخبري بذلك أحداً ) (3) .
والخلاصة : فإنّ الآيات الكريمة من القرآن الكريم والأحاديث النبوية ، وكتب التاريخ والفقه تشهد على بطلان حديث النجوم ، وتدل على أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لا يجيز لنا الاقتداء بكلّ واحد من صحابته ، لمجرد صحبته

---------------------------
(1) الموطأ 2 | 59 ، وانظر شرحه للسيّوطي .
(2) المغفور ، جمعه مغافر ومغافير : صمغ كريه الرائحه يسيل من بعض الشجر .
(3) تجده في الصحاح وغيرها .

الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية _ 513 _

  وفيهم المنافق والفاسق والمجرم ... فمعنى حديث النجوم دليل آخر على أنّه موضوع ، بالاضافة إلى ضعف جميع رواته وطرقه ... وقد نص على بطلان هذا الحديث من هذه الناحية جماعة من علماء الحديث كالبزّار (1) وابن القيّم (2) وابن حزم (3) .
  نعم ، هناك في كتب أهل السنة ومصادرهم المعتبرة في الحديث ، أحاديث رووها عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم نؤمن بمضمونها ، ونأخذ بمؤدّاها ، ونعتقد بمدلولها ، ولا مجال لورود شيء من المحاذير فيها ، صلّى الله عليه وآله وسلّم :
   (النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي ) (4) .
وقوله :
   ( النجوم أمان لأهل السماء ، فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض ) (5) .
وقوله :
   ( النجوم أمان الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأمتي من

---------------------------
(1) تقدم قوله : والكلام أيضاً منكر عن النبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم .
(2) إعلام الموقعين عن رب العالمين 2 | 223 ـ 224 .
(3) راجع سلسلة الأحاديث 1 | 83 حيث قال : ( فمن المحال أن يأمر رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم باتّباع كلّ قائل من الصحابة ... ) .
(4) ذخائر العقبى 17 تحت عنوان ( ذكر أنهم أمان لأمة محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، إحياء الميت 19 عن جماعة من أئمة الحديث .
(5) ذخائر العقبى 17 ، إسعاف الراغبين 130 ( بهامش نور الأبصار ) كلاهما عن أحمد .

الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية _ 514 _

  الاختلاف ، فاذا خالفها قبيلة اختلفوا فصاروا حزب ابليس ) (1) .
   وإنما قلنا ذلك : لاعتضادها بآيات القرآن العظيم والأحاديث المتواترة عن النبي الكريم صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وثبوت عصمة أئمة أهل البيت ( وهم على وبنوه الأحد عشر ) بالكتاب والسنة ، وعدم اختلافهم في شيء من الأحكام ، وحرصهم التام على تطبيق الشريعة المقدسة ... وختاماً نعود فنسأل : هل يصح هذا الحديث عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟
   والجواب : كلاّ ... فإنّ التتبع لكلمات أئمة أهل السنة وآرائهم في هذا الحديث ، والنظر في أسانيده ، والتأمّل في متنه ... كلّ ذلك يدل بوضوح على أن هذا الحديث موضوع باطل بجميع ألفاظه وأسانيده لا يصح التمسك به والاستناد إليه .
   ويرى القارئ الكريم أنا لم نعتمد في هذا البحث إلاّ على أوثق المصادر في الحديث والتاريخ والتراجم وغيرها ، ولم ننقل إلاّ عن أعيان المشاهير وأئمّة الحديث والتفسير والأصول والتاريخ .
   ونسأله سبحانه وتعالى أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم ، وأن يوفقنا لتحقيق السنّة واتّباع ما هو بذلك حقيق ، والاقتداء بمن هو به جدير ... وصلّى الله على سيّدنا محمّد الهادي الأمين وآله المعصومين والحمد لله رب العالمين .

---------------------------
(1) إحياء الميت 24 عن الحاكم ، إسعاف الراغبين 130 إلى ( الاختلاف ( قال : ( صحّحها الحاكم على شرط الشيخين ) .

الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية _ 515 _

  ترجمة السخاوي :
   تجد ترجمته في أكثر الكتب الرجالية والتاريخية أمثال : شذرات الذهب 8 | 15 ـ 17 ومفاكهة الخلاّن 1 | 178 والضوء اللامع 8 | 2 ـ 32 والبدر الطالع 2 | 184 والنور السافر ص16 وغيرها .
   قال ابن العماد في حوادث سنة 902 .
   ( وفيها : الحافظ شمس الدين أبو الخير محمد بن عبدالرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد السخاوي .
   برع في الفقه والعربية والقراءات والحديث والتاريخ ، وشارك في الفرائض والحساب والتفسير وأصول الفقه والميقات وغيرها .
   وأما مقروءاته ومسموعاته فكثيره جداً تكاد تحصر .
   وأخذ عن جماعة لا يحصون يزيدون على أربعمائة نفس ، وأذن له غير واحد بالافتاء والتدريس والاملاء ، وسمع الكثير على شيخه الحافظ ابن حجر العسقلاني ، وانتهى إليه علم الجرح والتعديل ، حتى قيل : لم يكن بعد الذهبي أحد سلك مسلكه ) .


   وقد قدح ابن أبي شريف الشافعي في حديث النجوم ناقلاً عن شيخه ابن حجر العسقلاني ، كما ستعرف ذلك من كلام المناوي إن شاء الله تعالى .
ترجمة ابن أبي شريف :
   تجد ترجمته الضافية في : الضوء اللامع 9 | 64 ـ 67 والبدر الطالع 2 | 243 ، 244 والأنس الجليل 2 | 288 ومفاكهة الخلاّن 1 | 126 ، 175 ، 211 وشذرات الذهب 8 | 29 وغيرها .

الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية _ 516 _

  قال ابن العماد :
   ( كمال الدين أبو المعالي محمد بن الأمير ناصر الدين محمد ابن أبي بكر بن علي بن أبي شريف المقدسي الشافي المري سبط الشهاب العميري المالكي الشهير بابن عوجان ، الشيخ الامام شيخ الاسلام ملك العلماء الأعلام ) .


   وأخرجه الحافظ جلال الدين السيوطي في ( الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير ) واضعاً عليه الحرف ( ض ) وهو رمز الضعف (1) .
ترجمة السيوطي :    وتوجد ترجمته الضافية في حسن المحاضرة 1 | 335 ، 344 والبدر الطالع 1 | 328 ، 335 وشذرات الذهب 8 | 51 ، 55 ومفاكهة الخلاّن 1 | 294 ، وغيرها .
قال ابن العماد في حوادث سنة 911 :
   ( وفيها : الحافظ جلال الدين السيوطي الشافعي ، المسند المحقّق المدقق صاحب المؤلّفات الفائقة النافعة ، قال تلميذه الداودي : كان أعلم أهل زمانه بعلم الحديث وفنونه ... )


   وقدح الشيخ علي المتقي الهندي في حديث النجوم في ( كنز العمال ) و ( منتخب كنز العمال ) (2) حيث نقل فيهما تضعيف الحافظ السيوطي .

---------------------------
(1) الجامع الصغير بشرح المناوي 4 | 76 .
(2) كنز العمال 6 | 133 ، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد .

الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية _ 517 _

  ترجمة المتقي :
   ترجم له بكل تفخيم وتعظيم في النور السافر 315 ـ 319 وسبحة المرجان 34 وشذرات الذهب 8 | 379 وأبجد العلوم 895 وغيرها .
  قال ابن العماد :
   ( علي المتقي بن حسام الدين الهندي ثم المكي ، كان من العلماء العالمين وعباد الله الصالحين ، على جانب عظيم من الورع والتقى والاجتهاد في العبادة ورفض السوى ، وله مصنفات عديدة ومقامات كثيرة ، وتوفي بمكة المشرفة بعد مجاورته بها مدّةً طويلة ) .


  وقال الشيخ علي القاري المكي ما نصّه :
   ( قال ابن الديبع : إعلم أن حديث أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ، أخرجه ابن ماجة ، كذا ذكره الجلال السيوطي في ( تخريج أحاديث الشفاء ) ولم أجده في سنن ابن ماجة بعد البحث عنه .
   وقد ذكره ابن حجر العسقلاني في ( تخريج أحاديث الرافعي ) في باب أدب القضاء ، وأطال الكلام عليه وذكر أنّه ضعيف واه ، بل ذكر عن ابن حزم : إنه موضوع باطل .
   لكن ذكر عن البيهقي أنه قال : إن حديث مسلم يؤدّي بعض معناه ـ يعني قوله صلّى الله عليه وسلّم : النجوم أمنة للسماء . . الحديث ـ قال ابن حجر : صدق البيهقي هو يؤدّي صحة التشبيه للصحابة بالنجوم ، أما في الاقتداء فلا يظهر ، نعم يمكن أن يتلمح ذلك من معنى الاهتداء بالنجوم .
   قلت : الظاهر إن الاهتداء فرع الاقتداء .
   قال : وظاهر الحديث إنما هو إشارة إلى الفتن الحادثة بعد انقراض الصحابة

الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية _ 518 _

  من طمس السنن وظهور البدع وفشو الجور في أقطار الأرض ، انتهى .
   وتكلّم على هذا الحديث ابن السبكي في ( شرح ابن الحاجب ) الأصلي في الكلام على عدالة الصحابة ولم يعزه لابن ماجة ، وذكره في ( جامع الأصول ) ولفظه عن ابن المسيب عن عمر بن الخطاب مرفوعاً : سألت ربي ... الحديث إلى قوله : اهتديتم ، وكتب بعده : أخرجه ، فهو من الأحاديث التي ذكره ازرين في ( تجريد الأصول ) ولم يقف عليها ابن الأثير في الأصول المذكورة ، وذكره صاحب ( المشكاة ) وقال : أخرجه رزين ) (1) .
ترجمة القاري :
   توجد ترجمة القاري في : خلاصة الأثر 3 | 185 والبدر الطالع 1 | 355 ـ 446 وكشف الظنون 2 | 1700 وغيرها .
قال المحبي :
   ( علي بن محمد سلطان الهروي المعروف بالقاري الحنفي نزيل مكة وأحد صدور العلم ، فرد عصره ، الباهر السمت في التحقيق وتنقيح العبارات ، وشهرته كافية عن الاطراء في وصفه ، إشتهر ذكره ، وطار صيته ، وألّف التآليف الكثيرة اللطيفة التأدية ، المحتوية على الفوائد الجليلة ، منها شرحه على المشكاة في مجلدات ، وهو أكبرها وأجلّها ) .


   وقال المناوي بشرح الحديث : ( سألت ربي فيما يختلف فيه أصحابي من بعدي ... ) ما نصه :

---------------------------
(1) المرقاة في شرح المشكاة 5 | 523 .
كما اعترف بضعفه في شرح الشفاء وأورده أيضا في الموضوعات .

الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية _ 519 _

   ( السجزي في كتاب ( الابانة عن أصول الديانة ) وابن عساكر في ( التاريخ ) عن عمر بن الخطاب .
   قال ابن الجوزي في ( العلل ) : هذا لا يصح .
   وفي ( الميزان ) : هذا الحديث باطل ، إنتهى .
   وقال ابن حجر في ( تخريج المختصر ) : حديث غريب سئل عنه البزار فقال : لا يصح هذا الكلام عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، انتهى .
   وقال الكمال ابن أبي شريف : كلام شيخنا ـ يعني ابن حجر ـ يقتضي أنه مضطرب ، وأقول : ظاهر صنيع المصنف أن ابن عساكر خرّجه ساكتاً عليه ، والأمر بخلافه فإنّه تعقّبه بقوله : قال ابن سعد : زيد العمي أبو الحواري ، كان ضعيفاً في الحديث ، وقال ابن عدي : عامة ما يرويه عنه ضعفاء ) (1) .
ترجمة المناوي :
   ترجم له مع الاطراء والاحترام في : خلاصة الأثر 2 | 412 ـ 416 والبدر الطالع 1 | 357 والأعلام 8 | 75 ـ 76 وغيرها .
قال المحبي :
   ( عبدالرؤف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الملقّب بزين الدين الحدادي ثم المناوي القاهري الشافعي .
   الامام الكبير الحجة الثبت القدوة ، صاحب التصانيف السائرة وأجل أهل عصره من غير ارتياب .
   وكان إماماً فاضلاً زاهداً عابداً قانتاً الله خاشعاً له كثير النفع ، وكان متقرباً بحسن العمل مثابراً على التسبيح والأذكار صابراً صادقاً ، وكان يقتصر يومه وليلته على اكلة واحدة من الطعام .

---------------------------
(1) فيض القدير في شرح الجامع الصغير 4 | 76 .

الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية _ 520 _

   وقد جمع من العلوم والمعارف على اختلاف أنواعها وتباين أقسامها ما لم يجتمع في أحد ممن عاصره ... ) .


   وقد أذعن الشيخ شهاب الدين الخفاجي في ( شرح الشفاء ) بضعف حديث النجوم (1) ثم جعل يدافع عن القاضي عياض ، رداً على من اعترض عليه إخراجه هذا الحديث في ( الشفاء ) بصيغة الجزم وهو شارحه أبوذر الحلبي .
ترجمة الخفاجي :
   جاءت ترجمته الضافية في : خلاصة الأثر 1 | 331 ـ 343 وريحانة الألباء 272 ـ 309 والأعلام 1 | 227 ـ 228 وغيرها من المصادر الرجالية .
قال المحبي :
   ( الشيخ احمد بن محمد بن عمر قاضي القضاة الملقّب بشهاب الدين الخفاجي المصري الحنفي صاحب التصانيف السائرة ، وأحد أفراد الدنيا المجمع على تفوقه وبراعته ، وكان في عصره بدر سماء العلم ونير أفق النثر والنظم ، رأس المؤلفين ورئيس المصنفين ، سار ذكره سير المثل ، وطلعت أخباره طلوع الشهب في الفلك ، وكل من رأيناه أو سمعنا به ممن أدرك وقته معترفون له بالتفرد في التقرير والتحرير وحسن الانشاء ، وليس فيهم من يلحق شأوه ولا يدعى ذلك ، مع أن في الخلق من يدعي مال ليس فيه ، وتآليفه كثيرة وممتعة مقبولة ، وانتشرت في البلاد ... ) .

---------------------------
(1) نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض 4 | 423 ـ 424 .

الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية _ 521 _


وقال القاضي محب الله البهاري عند نفي حجية إجماع الشيخين أو الخلفاء الأربعة :
   ( قالوا : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر .
   وعليكم سنتي ... الحديث .
   قلنا : خطاب للمقلدين وبيان لأهلية الاتباع ، لأنّ المجتهدين كانوا يخالفونهم ، والمقلدين قد يقلّدون غيرهم .
   أما المعارضة : بأصحابي كالنجوم ، وخذوا شطر دينكم عن الحميراء كما في ( المختصر ) : فتدفع بأنهما ضعيفان ) (1) .
ترجمة البهاري :
   توجد ترجمته في : سبحة المرجان في علماء هندوستان 76 ـ 78 وأبجد العلوم 905 وكشف الظنون ، وهدية العارفين ، وإيضاح المكنون ، والاعلام 6 | 169 .
قال الزركلي :
   ( محبّ الله بن عبد الشكور البهاري الهندي .
قاض ، من الأعيان من أهل بهار ، وهي مدينة عظيمة شرقي بورب بالهند .
   مولده في موضع يقال له كره بفتحتين ، ولّي قضاء لكنهو ، ثم قضاء حيدر آباد الدكن ، ثم ولّي صدارة ممالك الهند ، ولقّب بفاضل خان ، ولم يلبث أن توفي .
   من كتبه : مسلم الثبوت في أصول الفقه ، والجوهر الفرد رسالة ، وسلّم العلوم في المنطق ) .

---------------------------
(1) مسلم الثبوت بشرح الأنصاري 2 | 241 .

الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية _ 522 _


  وقال القاضي الشوكاني في مبحث الاجماع :
   ( وهكذا حديث أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ، يفيد حجية قول كلّ واحد منهم .
   وفيه مقال معروف ، لأن في رجاله عبدالرحيم العمي عن أبيه ، وهما ضعيفان جداً ، بل قال ابن معين : إن عبدالرحيم كذّاب ، وقال البخاري متروك ، وكذا قال أبو حاتم .
   وله طريق أخرى فيه : حمزة النصيبي وهو ضعيف جدّاً ، قال البخاري : منكر الحديث ، وقال ابن معين : لا    يساوي فلساً ، وقال ابن عدي : عامة مروياته موضوعة .
   وروى أيضاً من طريق : جميل بن زيد ، وهو مجهول ) (1) .
ترجمة الشوكاني :
   ترجم له في : البدر الطالع 2 | 214 ـ 225 وأبجد العلوم 877 والأعلام 7 | 190 ـ 191 وغيرها .
قال الزركلي :
   ( محمد بن علي بن محمد بن عبدالله الشوكاني :
فقيه مجتهد من كبار علماء اليمن ، من أهل صنعاء ولد بهجرة شوكان ( من بلاد خولان باليمن ) ونشأ بصنعاء ، وولّي قضاءها سنة 1229 ومات حاكماً بها ، وكان يرى تحريم التقليد ، له 114 مؤلّفاً ... ) .

---------------------------
(1) إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول 83 .

الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية _ 523 _


واكتفى صديق حسن خان في مسألة عدالة الصحابة حيث ذكر هذا الحديث بالقول :
   ( وقوله : أصحابي كالنجوم ، على مقال فيه معروف ) (1) .
ترجمة الصديق حسن :
   توجد ترجمته في : الأعلام 7 | 36 ـ 37 وأبجد العلوم 939 وإيضاح المكنون 1 | 10 وغيرها .
قال الزركلي :
   ( محمد صديق خان بن حسن بن علي بن لطف الله الحسيني البخاري القونجي أبو الطيب .
   من رجال النهضة الاسلامية المجدّدين ، ولد ونشأ في قنوج بالهند ، وتعلّم في دهلي ، وسافر إلى بهوبال طلباً للمعيشة ففاز ثروة وافرة .
   قال في ترجمة نفسه : ألقى عصا الترحال في محروسة بهوبال ، بأقام بها ، وتوطّن وتموّل واستوزر وناب وألّف وصنّف .
   وتزوّج بملكة بهوبال ، ولقّب بنواب عالي الجاه أمير الملك بهادر .
   له نيف وستّون مصنفاً بالعربية والفارسية والهندية ) .
   ويجب أن ننبه هنا على أن ذكر هؤلاء العلماء لم يكن على سبيل الحصر ، وإنما كان على سبيل التمثيل ، إذ أنّ هناك علماء كثيرين غيرهم يصرحون بضعف حديث

---------------------------
(1) حسن المأمول من علم الأصول ص 56 .

الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية _ 524 _

  النجوم منهم :
   ابن الملقّن .
   وابن تيمية .
   والجلال المحلي .
   وأبو نصر السجزي    وأبوذر الحلبي .
   وأحمد بن قاسم العبادي .
   والسبكي .
   وابن امام الكاملية صاحب منهاج الأصول .
   والمولوي نظام الدين صاحب صبح صادق في شرح المنار .
   وولده المولوي عبدالعلي بحر العلوم صاحب شرح مسلّم الثبوت .
ومن العلماء المتأخرين :
   محمد ناصر الدين الألباني (1) .
   والسيد محمد بن عقيل العلوي .
   بل يمكن أن نقول : إن رأي كافة العلماء ، من القدماء والمتأخرين ـ الذين يجوزون الخطأ على الصحابة ، ولا يذهبون إلى عدالتهم وعصمتهم أجمعين ، وقد تقدم ذكر بعضهم في ( التمهيد ) ...

---------------------------
(1) سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة .
(2) النصائح الكافية لمن يتولى معاوية .

الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية _ 525 _

  تكملة :
   لقد علم فيما سبق في غضون الكتاب : أن بعض طرق حديث النجوم يشتمل على حديث آخر وهو ( إختلاف أمتي رحمة ) وقد ضعّف جماعة من المحدّثين الاسناد المشتمل على الحديثين .
   فرأيت من المناسب أن أورد هنا بعض كلماتهم بالنسبة إلى هذا الحديث خاصة .
قال الحافظ العراقي :
   ( حديث اختلاف أمتي رحمة : ذكره البيهقي في رسالته ( الأشعرية ) تعليقاً وأسنده في ( المدخل ) من حديث ابن عباس بلفظ : إختلاف أصحابي لكم رحمة .
   وإسناده ضعيف ) (1) .
وقال الحافظ محمد بن ظاهر (2) :
   ( في ( المقاصد ) : إختلاف إمتي رحمة .
البيهقي عن الضحاك عن ابن عباس رفعه في حديث طويل بلفظ : إختلاف أصحابي لكم رحمة .
وكذا الطبراني والديلمي :
   والضحاك عن ابن عباس منقطع ، وقال العراقي : مرسل ضعيف ) (3) .
   وصرح محمد ناصر الدين الألباني المعاصر بأنه لا أصل له ، ونقل كلمات جماعة في ذلك (4) .

---------------------------
(1) المغني عن حمل الأسفار في الأسفار بهامش إحياء العلوم 1 | 34 .
(2) ترجمته في : شذرات الذهب 8 | 410 والنور السافر 361 وأبجد العلوم 895 توفي سنة 986 .
(3) تذكرة الموضوعات 90 ـ 91 .
(4) سلسلة الأحاديث الضعيفة الموضوعة 1 | 76 ـ 78 .