الوصية السادسة
الثقة بين الزوجين
الثقة بين الزوجين هي أساس العلاقة الزوجية ، ورصيد استقامتها وهنائها . .
وأعتقد ان هذه القضية مسلّمة لدى الأسوياء من الناس ، ولا يناقش بها ذو لبّ . . بل وهي صادقة لا في خصوص الحياة الزوجية فحسب ، وإنما في جميع العلاقات الاجتماعية ، العامة منها والخاصة ، إلا أنها تتأكد في هذه الحياة ، لبعدها عن الحدود الرسمية ، والتقاليد التي بنيت عليها غيرها من العلاقات .
ولهذا ، فما لم تكن الثقة هي القاعدة هي الأولى في بناء العلقة الزوجية ، لا يمكن لهذه العلقة ، وبأي حال من الأحوال ـ أن تمضي بهدوئها وسلاستها ، او تؤتي ثمارها المرجوّة من السعادة والهناء .
فبدون الثقة بين الزوجين تفقد حياتهما الخاصة أي طعم ، او لذة ، او سعادة يرغبان ان ينالاها في مسيرتهما المشتركة .
والمسألة ـ بعمومها هذا ـ واضحة كل الوضوح ، ولكن . .
ما مورد هذه الثقة المطلوبة بين الزوجين ، وبأي شيء يجب ان تحقق ؟ . .
وما الدرجة المطلوبة من ذلك المورد لتحقيق تلك الثقة ؟ . .
هذان هما السؤالان المهمان في الموضوع ، وينبغي ان يلتفت إليها الزوجان معاً ، وان يحددا الإجابة الواضحة عنها بحسب ما تقتضيه زيجتهما ، وما يرغبانه في حياتهما ، وبحسب متطلّبات بيئتهما التي يعيشان فيها ، وبحسب مستواهما العلمي والثقافي ، ومسلتزمات علاقتهما الاجتماعية المختلفة .