الفهرس العام




    (1) باب في صفة اعتقاد الإمامية

      
    بسم الله الرحمن الرحيم

      ألف الشيخ الصدوق هذا الكتاب ، معتمدا المنهج الكلامي المعروف عند أهل الحديث وهو الاعتقاد في معرفة أصول الدين على النصوص الواردة ، من كتاب وحديث ومفسرا لها حسب ما ورد من تفسيره عن أهل البيت ـ عليهم السلام ـ باعتبارهم معادن الحكمة والعلم ومخازن المعرفة.
      وبما أن المنهج الكلامي المتبع لدي جمهور الشيعة هو المنهج الذي يقول إن أصول الدين ومسائل العقيدة لا بد أن يتوصل الإنسان إليها بنفسه وبالاستعانة بعقله الذي هو رسول باطن لديه ، وإن استرشد إلى ذلك بطريق أهل البيت ـ عليهم السلام ـ والعلماء بحديثهم فلا بأس ، أما أن يتقيد في ذلك بالنصوص ، ولا يتعداها ، أو يعتمد على ما ضعف ووهن منها ، أو يقلد من يقول فيها برأي ، اعتمادا على الظن ، فلا.
      وبما أن الشيخ المفيد يعتمد المنهج الثاني ، فهو قد تصدي للشيخ الصدوق في كتاب الاعتقادات ، بالنقد والرد في كتاب ( تصحيح الاعتقادات ).

    الاعتقادات _4 _

      وعلى أساس من هذه المقابلة رأت رئاسة المؤتمر العالي لألفية الشيخ المفيد ، أن يدرجوا كتاب ( الاعتقادات ) للشيخ الصدوق ضمن منشوراتهم ، حتى يكون تمهيدا لطبع كتاب الشيخ المفيد.
      وللبحث عن هذا الكتاب ومنهج المحدثين ، ونقده مجال واسع ، أكبر مما تحتمله هذه النظرات.
      والله الموفق.
    النسخ المعتمدة ومنهجية التحقيق :

      كانت النسخ المعتمدة في تحقيق الكتاب كالتالي :
      1 / النسخة المحفوظة في مكتبة المرعشي ، تحت رقم 1945 حررت سنة 817 هـ ، وهي أقدم النسخ المعتمدة ، وقد رمزنا لها ب( م ).
      2 / النسخة المحفوظة في مكتبة المرعشي ، تحت رقم 1382 ، حررت سنة 992 هـ ، وهي من النسخ الدقيقة وإن كان خطها غير واضح تماما ، وتمتاز بزيادات وإضافات أشرنا إليها في الهامش ، وقد رمزنا لها ب( ر ).
      3 / النسخة المحفوظة في آستانة قدس رضوي ، تحت رقم 367 ـ أخبار ، حررت سنة 880 هـ في 33 صفحة حجم 18 × 13 ، وهي من أدق النسخ ، وقد رمزنا لها ب( ق ).
      4 / النسخة المحفوظة في آستانة قدس رضوي ، تحت رقم 368 ـ أخبار ، حررت سنة 999 هـ ، وهي في 49 صفحة بحجم 17 × 10 وقد رمزنا لها ب( س ).
      بالإضافة إلى ذلك استعنا بالطبعة الحجرية للكتاب التي صورت سنة

    الاعتقادات _ 5 _

      1370 ضمن مجموعة تتضمن شرح باب الحادي عشر وآداب المتعلمين وغيرها ، وقد رمزنا لها ب( ج ).
      والنسخة التي اعتمدها المجلسي في موسوعته الحديثية بحار الأنوار ووزعها على أبوابها المناسبة ، وقد أفردنا جدولا بذلك في نهاية المقدمة.
      وتصحيح الاعتقاد للشيخ المفيد الذي يمثل مناقشة نقدية للكتاب ، وقد استفدنا منه في موارد محدودة جدا باعتبار أنه يكتفي بذكر بداية الباب فقط.
      وفي مورد واحد فقط بدت عبارته غير متسقة تماما استعنا بكتاب الحر العاملي( الهجعة ) الذي نقل عبارة الكتاب وقد أثبتناها في الهامش.
      ومن خلال الممارسة العملية يبدو أن النسختين ( ق ، س ) قد استنسختا من أصل واحد ، وذلك لتشابههما في الاختلافات ولوجود الحواشي والتعليقات المتحدة في هامشيهما ، ويبدو كذلك أن النسختين ( م ر ) قد استنسختا من أصل واحد ، وذلك لتشابه الاختلافات ولانفرادهما بزيادات تخلو منها النسختين ( ق ، س ) ، وباتحاد السقوطات أو الإضافات التي كتبت في الهامش ، ويبدو كذلك أن النسخة الحجرية قد طبعت على النسختين الأخيرتين أو على نسخة قريبة منهما ، وقد استعنا بها في قراءة الهوامش التي لم يظهرها التصوير جيدا.
      ولم نتخذ أيا من النسخة الخطية أصلا ومحورا للعمل باعتبار تأخرها جميعا عن عصر المؤلف ، بل اعتمدنا طريقة أننا لم نثبت في المتن أي عبارة تنفرد بها إحدى النسخ إلا نادرا ، لأن الكتاب ، كما يبدو ـ كان محورا للتعليقات والحواشي المتكثرة التي تأخذ طريقها ـ بالاستنساخ المتتابع ـ بشكل طبيعي داخل النص ، لذلك كان العمل حذرا جدا في التعامل مع هذا الزيادات.

    الاعتقادات _ 6 _

      أما بالنسبة لاختلافات النسخ الخطية فقد كانت الهوامش البيت الذي تأوي إليه وإن بدت بعضها بعيدة عن الصحة ، أما الخطأ المحض فقد أعرضنا عنه وخاصة في نسخة (س) التي ملئت بالأخطاء الفاحشة ، أما غير النسخ الخطية فلم نحاول معارضتها حرفا بحرف بالنسخ الخطية إلا في حالة الاختلافات أو الزيادات المهمة جدا.
      وحاولنا بقد الامكان عدم إرباك النص بكثرة الاختلافات فعمدنا إلى نقل العبارة المختلف فيها بكلمتين أو أكثر ، إلى الهامش تسهيلا للقارئ لإدراكها ضمن سياقها الآخر.
      وقد استخرجنا نصوص الكتاب من المصادر الحديثية المسندة ، إلا ما انفرد كتابنا بإرساله ، مع ملاحظة أن أغلب أو كل أبواب الكتاب هي نصوص مروية يعثر عليها المتتبع بيسر وسهولة في مظانها.
      والحمد لله أولا وآخرا.

    الاعتقادات _ 7 _

      لا يخفي أن هذا الكتاب كان من مصادر بحار الأنوار تأليف العلامة المجلسي ـ قدس الله سره ـ وإليك فهرس ما نقل منه في البحار :
      باب الاعتقاد في التكليف 5 : 305 / 19.
      باب الاعتقاد في نفي الجبر والتفويض 5 : 17 / 28.
      باب الاعتقاد في الإرادة والمشيئة 5 : 90 / 11.
      باب الاعتقاد في القضاء والقدر 5 : 97 / 24.
      باب الاعتقاد في الفطرة والهداية 5 : 192.
      باب الاعتقاد في الاستطاعة 5 : 8 / 10.
      باب الاعتقاد في اللوح والقلم 57 : 370 / 10.
      باب الاعتقاد في الكرسي 58 : 9 / 6.
      باب الاعتقاد في العرش 58 : 7 / 5 وفي 3 : 328 إلى نهاية قول الصادق ـ عليه السلام ـ.
      باب الاعتقاد في النفوس والأرواح 6 : 249 / 87 ، 61 : 78.
      باب الاعتقاد في الموت 6 : 167 ذكر بداية الباب ثم أحال على الأحاديث التي رواها عن معاني الأخبار.
      باب الاعتقاد في المسألة في القبر 6 : 279.
      باب الاعتقاد في الرجعة 53 / 128.
      باب الاعتقاد في الحوض 8 : 27.
      باب الاعتقاد في الشفاعة 8 : 58.

    الاعتقادات _ 8 _

      باب الاعتقاد في الوعد والوعيد 5 : 335.
      باب الاعتقاد فيما يكتب على العبد 5 : 327 / 21.
      باب الاعتقاد في العدل 5 : 335.
      باب الاعتقاد في الأعراف 8 : 340 / 23.
      باب الاعتقاد في الصراط 8 : 70 / 19.
      باب الاعتقاد في العقبات 7 : 129 / 11.
      باب الاعتقاد في الحساب والميزان 7 : 251 / 9.
      باب الاعتقاد في الجنة والنار 8 : 200 / 204 ، و 324 / 102.
      باب الاعتقاد في كيفية نزول الوحي 18 : 248 / 1 ، 57 : 370 / 11.
      باب الاعتقاد في نزول القرآن في ليلة القدر 18 / 251 / 3.
      باب الاعتقاد في العصمة 25 : 211 / 24.
      باب الاعتقاد في نفي الغلو والتفويض 25 / 342 / 25.
      باب الاعتقاد في الظالمين 27 : 60 / 21.
      باب الاعتقاد في التقية 72 / 264 / 1 اقتصر على ذكر الأحاديث الخمسة الأخيرة في آخر الباب.
      باب الاعتقاد في الأخبار المفسرة 25 : 235.
      باب الاعتقاد في الأخبار الواردة في الطب 62 : 74.

    الاعتقادات _ 9 _

    الاعتقادات _ 10 _

    الاعتقادات _ 11 _

    الاعتقادات _ 12 _

    الاعتقادات _ 13 _

    الاعتقادات _ 14 _

    الاعتقادات _15 _

    الاعتقادات _ 17 _

      الاعتقادات
       للشـيخ الصـــدوق
      رحمة الله عليه

    الاعتقادات _ 19 _

      بسم الله الرحمن الرحيم
      الحمد لله رب العالمين وحده لا شريك له وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وسلم تسليما وحسبنا الله ونعم الوكيل

    الاعتقادات _21 _

    (1) باب في صفة اعتقاد الإمامية

    في التوحيد (1)
      قال الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ـ الفقيه المصنف لهذا الكتاب إعلم أن اعتقادنا في التوحيد أن الله تعالى واحد أحد .

    ---------------------------
    (1) انفردت ق بذكر سند لرواية الكتاب وهو :
      حدثني أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي المجاور قال حدثنا محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه الفقيه.
      وحدثني أبو عبد الله الحسين بن علي بن موسى بن بابويه الفقيه القمي عن أخيه أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه الفقيه مصنف هذا الكتاب قال الشيخ أبو جعفر محمد بن علي رضي الله عنه اعتقادنا في التوحيد.
      وأبو محمد الحسن بن أحمد العجلي ثقة من وجوه الأصحاب وأبوه وجده ثقتان وهم من أهل الري جاور في آخر عمره بالكوفة وله كتب منها كتاب الجامع وكتاب المثاني راجع : رجال النجاشي / الترجمة 151 ورجال ابن داود / الترجمة 397 ورجال العلامة / الترجمة 46.
      وأما أبو عبد الله الحسين بن علي بن بابويه فهو ثقة أيضا كثير الرواية روى عن جماعة وأبيه إجازة وأخيه ، له كتب منها كتاب التوحيد ونفي التشبيه راجع : رجال النجاشي / الترجمة 163.
      رجال الطوسي / فيمن لم يرو عن الأئمة ـ عليهم السلام / الترجمة 28 ورجال ابن داود / الترجمة 488.

    الاعتقادات _ 22 _

      ليس كمثله شيء قديم (1) لم يزال سميع بصير عليم حكيم حي قيوم عزيز قدوس قادر غني.
      لا يوصف بجوهر ولا جسم (2) ولا صورة ولا عرض ولا خط (3) ولا سطح ولا ثقل (4) ولا خفة ولا سكون ولا حركة ولا مكان ولا زمان.
      وأنه تعالى متعال عن جميع صفات خلقه خارج من الحدين حد الإبطال وحد التشبيه.
      وأنه تعالى شيء لا كالأشياء أحد صمد لم يلد فيورث ولم يولد فيشارك ولم يكن له كف أحد (5) ولا ند (6) ولا ضد (7) ولا شبه ولا صاحبة ولا مثل ولا نظير ولا شريك لا تدركه الأبصار والأوهام وهو يدركها لا تأخذه سنة ولا نوم وهو اللطيف الخير (8) خالق كل شيء لا إله إلا هو له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين.
      ومن قال بالتشبيه فهو مشرك ومن نسب إلى الإمامية غير ما وصف في التوحيد فهو كاذب.
      وكل خبر يخالف ما ذكرت في التوحيد فهو موضوع مخترع وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو باطل وإن وجد في كتاب علمائنا فهو مدلس.

    ---------------------------
    (1) قديم ليست في ق س.
    (2) في م ق س بجسم.
    (3) في ر زيادة ولا لون.
    (4) في م زيادة : له
    (5) أحد ليست في ق وعندئذ يكون ما بعدها منصوبا كما في النسخة.
    (6) في رس زيادة : له
    (7) ولا ضد أثبتناها من ج وفي ر : ولا ضد له وخلت باقي النسخ منها.
    (8) العبارة : وهو يدركها ... اللطيف الخيبر ليست في ق س.

    الاعتقادات _ 23 _

      والأخبار التي يتوهمها الجهال تشبيها لله تعالى بخلقه فمعانيها محمولة على ما في القرآن من نظائرها.
      لأن في القرآن : ( كل شيء هالك إلا وجهه ) (1) ومعنى الوجه : الدين والدين هو الوجه الذي يؤتى الله منه ويتوجه به إليه.
      وفي القرآن : ( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود ) (2) والساق : وجه الأمر وشدته.
       وفي القرآن : ( أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله ) (3) والجنب : الطاعة.
      وفي القرآن : ( ونفحت فيه من روحي ) (4) والروح هي روح مخلوقة جعل الله منها في آدم وعيسى ـ عليها السلام ـ وإنما قال روحي كما قال بيتي وعبدي وجنتي وناري وسمائي وأرضي.
      وفي القرآن ( بل يداه مبسوطتان ) (5) يعني نعمة الدنيا ونعمة الآخرة.
      وفي القرآن : ( والسماء بنيناها بأيد ) (6) والأيد : القوة ومنه قوله تعالى : ( واذكر عبدنا داود ذا الأيد ) (7) يعني ذا القوة.
      وفي القرآن : ( يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ) (8) يعني

    ---------------------------
    (1) القصص 28 : 88.
    (2) القلم 68 : 42.
    (3) الزمر 39 : 56.
    (4) الحجر : 15 : 29.
    (5) المائدة 5 : 64.
    (6) الذاريات 51 : 47.
    (7) ص 38 : 17.
    (8) ص 38 : 75.

    الاعتقادات _ 24 _

      بقدرتي وقوتي.
      وفي القرآن : ( والأرض جميعا قبضته يوم القيمة ) (1) يعني ملكه لا يملكها معه أحد.
      وفي القرآن : ( والسماوات مطويات بيمينه ) (2) يعني بقدرته.
      وفي القرآن : ( وجاء ربك والملك صفا صفا ) (3) يعني وجاء أمر ربك وفي القرآن : ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) (4) يعني عن ثواب ربهم.
      وفي القرآن : ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظل من الغمام والملائكة ) (5) أي عذاب الله (6).
      وفي القرآن : ( وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة ) (7) يعني مشرفة تنظر (8) ثوابها ربها.
      وفي القرآن : ( ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ) (9) وغضب الله عقابه ،

    ---------------------------
    (1 ، 2) الزمر 39 : 67.
    (3) الفجر : 89 : 22.
    (4) المطففين 83 : 15.
    (5) البقرة : 2 : 210.
    (6) العبارة في ر : أي يأتيهم عذاب الله وفي ق : ومعناه هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله بالملائكة في ظل.
    من الغمام وفي س كما في ق بزيادة والملائكة قد نزلت في قطعة من الغمام كما نزلت لعيسى ـ عليه السلام ـ بالمائدة.
    (7) القيامة 75 ـ 22 ، 23.
    (8) في م س تنظر وفي هامش م منتظرة.
    (9) طه : 20 : 81.

    الاعتقادات _25 _

      ورضاه ثوابه.
      وفي القرآن : ( تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك ) (1) أي تعلم غيبي ولا أعلم غيبك.
      وفي القرآن : ( ويحذركم الله نفسه ) (2) يعني انتقامه.
      وفي القرآن : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ) (3).
      وفي القرآن : ( هو الذي يصلي عليكم وملائكته )(4) والصلاة من الله رحمة ومن الملائكة (5) تزكية ومن الناس دعاء.
      وفي القرآن : ( ومكروا ومكر الله وخير الماكرين ) (6).
      وفي القرآن : ( يخدعون الله وهو خادعهم ) (7).
      وفي القرآن : ( الله يستهزئ بهم ) (8).
      وفي القرآن : ( سخر الله منهم ) (9).
      وفي القرآن : ( نسوا الله فنسيهم ) (10)

    ---------------------------
    (1) المائدة : 116.
    (2) آل عمران 3 : 28.
    (3) الأحزاب 33 : 56.
    (4) الأحزاب 33 : 43.
    (5) في ر ج زيادة استغفار و.
    (6) آل عمران : 3 : 54.
    (7) النساء 4 : 142.
    (8) البقرة 2 : 15.
    (9) التوبة 9 : 79.
    (10) التوبة 9 : 67.