الفهرس العام



  فقولوا كما قال الله : ( سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ) (1) السلام عليك يا داعي الله ـ إلى أن قال ـ : اُشهدك يا مولاي أنّي أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، لا حبيب إلا هو وأهله .
  وأشهد أنّ أمير المؤمنين حجّته ، والحسن حجّته ، والحسين حجّته ، وعلي بن الحسين حجّته ، ومحمّد بن علي حجّته ، وجعفر بن محمّد حجّته ، وموسى بن جعفر حجّته ، وعلي بن موسى حجّته ، ومحمّد بن علي حجّته ، وعلي بن محمّد حجّته ، والحسن بن علي حجّته .
  وأشهد أنـّك (2) حجّة الله ، أنتم الأوّل والآخر ، وأنّ رجعتكم حقّ لا ريب فيها يوم ( لاَ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً ) (3) وأنّ الموت حقّ ، وأنّ ناكراً ونكيراً حقّ ، وأنّ النشر حقّ ، والبعث حقّ ) (4) الحديث .
  الخامس والتسعون : ما رواه الشيخ الثقة الجليل قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي في نوادر المعجزات من كتاب ( الخرائج والجرائح ) ـ في فصل الرجعة ـ : عن سهل بن زياد ، عن الحسن بن محبوب ، عن ابن فضيل ، عن سعد الجلاّب ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : ( قال الحسين ( عليه السلام ) لأصحابه ـ قبل أن يُقتل ـ : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لي : يا بني إنّك ستُساق إلى العراق ، وإنّك تستشهد ويستشهد معك جماعة من أصحابك ، لا يجدون ألم مسّ الحديد ، وتلا : ( قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاَماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ ) (5) تكون الحرب عليك وعليهم برداً

---------------------------
(1) سورة الصافات 37 : 130 .
(2) في نسخة ( ش ، ح ، ك ) : أنّكم .
(3) سورة الأنعام 6 : 158 .
(4) الاحتجاج 2 : 591 / 593 .
(5) سورة الأنبياء 21 : 69 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 352 _

  وسلاماً ، فابشروا فوالله لئن قتلونا فإنّا نرد إلى نبيّنا .
  قال : ثمّ أمكث ما شاء الله فأكون أوّل من تنشقّ عنه الأرض ، فأخرج خرجة توافق خرجة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقيام قائمنا .
  ثمّ لينزلنّ عيسى ووفد من السماء من عند الله لم ينزلوا إلى الأرض قط ، ولينزلنّ إليَّ جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وجنود من الملائكة ، وليركبنّ (1) محمّد وعليّ وأنا وأخي وجميع من منَّ الله عليه في حمولات من حمولات الربّ ، جمال من نور لم يركبها مخلوق .
  ثمّ ليهزنّ محمّداً لواءه ، وليدفعنّه إلى قائمنا مع سيفه .
  ثمّ إنّا نمكث ما شاء الله .
  ثمّ إنّ الله يُخرج من مسجد الكوفة عيناً من ذهب ، وعيناً من ماء ، وعيناً من لبن .
  ثمّ إنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يدفع إليّ سيف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيبعثني إلى المشرق والمغرب ، فلا آتي على (2) عدوّ إلا أهرقت دمه ، ولا أدع صنماً إلا أحرقته ، حتّى آتي على الهند فأفتحها .
  وإنّ دانيال ويونس يخرجان إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقولان : صدق الله ورسوله ، وليبعثنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) معهما إلى البصرة سبعين رجلاً ، فيقتلون مقاتليهم ، ويبعث بعثاً (3) إلى الروم فيفتح الله له .
  ثمّ لأقتلنّ كلّ دابّة حرام أكلها ، حتّى لا يكون على وجه الأرض إلا الطيّب ،

---------------------------
(1) في المصدر : ولينزلنّ .
(2) في ( ط ) : إلى .
(3) ( بعثاً ) لم يرد في ( ط ) .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 353 _

  وتعرض عليّ اليهود والنصارى وسائر أهل الملل كلّها لاُخيّرهم بين الإسلام والسيف ، فمن أسلم مننت عليه ، ومن أبى الإسلام أهرق الله دمه ، ولا يبقى أحد من شيعتنا إلا بعث الله إليه ملكاً يمسح عن وجهه التراب ، ويعرّفه أزواجه ومنزلته في الجنّة ، ولا يبقى على وجه الأرض أعمى ولا مقعد ولا مبتلى إلا كشف الله عنه بلاءه بنا أهل البيت .
  ولتنزلنّ البركات من السماء إلى الأرض حتّى أنّ الشجرة لتضعف بما يزيد الله فيها من الثمرة ، ولتؤكل ثمرة الصيف في الشتاء ، وثمرة الشتاء في الصيف ، وذلك قوله تعالى ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَات مِنَ السَّماءِ وَالأرْضِ وَلكِن كَذَّبُوا ) (1) ثمّ إنّ الله ليهب لشيعتنا كرامة لا يخفى عليهم شيء في الأرض وما كان فيها ) (2) .
  ورواه الحسن بن سليمان بن خالد القمّي في ( رسالته ) قال : رواه لي ورويته عنه المولى السعيد بهاء الدين علي ابن السعيد (3) عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني : بإسناده عن أبي سعيد سهل رفعه إلى أبي جعفر ( عليه السلام ) مثله (4) .
  السادس والتسعون : ما رواه رئيس الطائفة أبو جعفر الطوسي في كتاب ( الغيبة ) قريباً من نصف الكتاب معلّقاً : عن محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن علي بن سليمان بن رشيد ، عن الحسن بن علي الخزّاز قال : دخل علي بن أبي حمزة على أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) فقال له : أنت إمام ؟ فقال : ( نعم ) فقال : إنّي سمعت جدّك جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) يقول : لا يكون الإمام إلا وله عقب ،

---------------------------
(1) سورة الأعراف 7 : 96 .
(2) الخرائج والجرائح 2 : 848 / 63 .
(3) في ( ح ) : ابن السيّد .
(4) مختصر البصائر : 168 / 146 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 354 _

  فقال : ( أنسيت يا شيخ أم تناسيت ؟ ليس هكذا قال جعفر ( عليه السلام ) ، إنّما قال جعفر ( عليه السلام ) : لا يكون الإمام إلا وله عقب ، إلا الذي يخرج عليه الحسين بن علي ( عليه السلام ) فإنّه لا عقب له ) فقال له : صدقت جعلت فداك هكذا سمعت جدّك يقول (1) .
  السابع والتسعون : ما رواه الشيخ الطوسي أيضاً في كتاب ( الغيبة ) ـ في فصل الأخبار المتضمّنة لمن رأى صاحب الزمان ( عليه السلام ) ولم يعرفه ثمّ عرفه بعد ـ : عن أحمد بن عبدون ، عن محمّد بن علي (2) الشجاعي ، عن محمّد بن إبراهيم النعماني ، عن يوسف بن أحمد الجعفري ـ وذكر حديثاً طويلاً جرى له مع صاحب الزمان ( عليه السلام ) وبراهين رآها منه ـ إلى أن قال يوسف : فقلت له : متى يكون هذا الأمر ؟ قال : ( إذا حيل بينكم وبين سبيل الكعبة ، واجتمع الشمس والقمر ، واستدار بها الكواكب والنجوم ) فقلت : متى يابن رسول الله ؟ فقال : ( في سنة كذا وكذا ، تخرج دابّة الأرض بين الصفا والمروة ، معه عصا موسى ، وخاتم سليمان ، ويسوق الناس إلى المحشر ) (3) الحديث .
  الثامن والتسعون : ما رواه أيضاً في أواخر كتاب ( الغيبة ) : عن محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن علي بن الحكم ، عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : ( مثل أمرنا في

---------------------------
(1) الغيبة للطوسي : 224 / 188 .
(2) ( علي ) أثبتناه من ( ح ، ش ، ك ) والمصدر .
(3) الغيبة للطوسي : 266 / 228 ، وسند هذا الحديث متعلّق بحديث رقم 225 من الغيبة ، وأمّا سند حديثنا هذا فهو : أخبرنا جماعة ، عن التلعكبري ، عن أحمد بن علي الرازي ، عن علي بن الحسين ، عن رجل ـ ذُكر أنّه من أهل قزوين لم يذكر اسمه ـ عن حبيب بن محمّد بن يونس بن شاذان الصنعاني ، قال : دخلت على علي بن إبراهيم بن مهزيار ...

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 355 _

  كتاب الله مثل صاحب الحمار أماته الله مائة عام ثمّ بعثه ) (1) .
  أقول : المراد أمرهم في الرجعة كما هو ظاهر .
  التاسع والتسعون : ما رواه أيضاً فيه : عن محمّد بن عبدالله الحميري ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد الكوفي ، عن إسحاق بن محمّد ، عن القاسم بن ربيع ، عن علي بن خطّاب ، عن مؤذِّن مسجد الأحمر ، قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) هل في كتاب الله مثل القائم ؟ فقال : ( نعم ، آية صاحب الحمار ، أماته الله ثمّ بعثه ) (2) .
  أقول : المراد بالقائم هنا معناه اللغوي أعني : من يقوم منهم في الرجعة ، بقرينة آخر الحديث ، والتصريح بالموت والبعث .
  المائة : ما رواه أيضاً فيه : عن ابن فضّال ، عن حمّاد ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير (3) ، عن عامر بن واثلة ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( عشر قبل الساعة لابدّ منها : السفياني ، والدجّال ، والدخان ، وخروج القائم ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى بن مريم ) (4) الحديث .
  الأوّل بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه : عن سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن علي الزيتوني وعبدالله بن جعفر الحميري جميعاً ، عن أحمد بن هلال ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ـ في حديث يذكر فيه أحوال الغيبة وآخر الزمان يقول فيه ـ : ( ويرون بدناً بارزاً نحو عين الشمس ، ومنادياً (5) : هذا أمير

---------------------------
(1) الغيبة للطوسي : 422 / 404 .
(2) الغيبة للطوسي : 423 / 405 .
(3) في المصدر والبحار : عن أبي نصر .
(4) الغيبة للطوسي : 436 / 426 .
(5) في ( ط ) زيادة : ينادي .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 356 _

  المؤمنين قد كرّ في هلاك الظالمين ) (1) .
  الثاني بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه : عن الفضل بن شاذان ، عن نصر بن مزاحم ، عن أبي لهيعة (2) ، عن أبي زرعة ، عن عبدالله بن رزين ، عن عمّار بن ياسر أنّه قال : دعوة أهل بيت نبيّكم في آخر الزمان ، فالزموا الأرض وكفّوا حتّى ترد أوقاتها (3) .
  ثمّ ذكر جملة من علاماتها (4) .
  الثالث بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه : عن الفضل (5) ، عن علي بن الحكم ، عن سفيان الجريري ، عن أبي صادق ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( دولتنا آخر الدول ، ولن يبقى أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا ، لئلاّ يقولوا إذا رأوا سيرتنا : إذا ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء ، وهو قول الله تعالى ( وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) (6) ) (7) .
  الرابع بعد المائة : ما رواه الثقة الجليل سعد بن عبدالله في ( مختصر البصائر ) (8) على ما نقله عنه الحسن بن سليمان بن خالد القمّي في ( رسالته ) ـ في باب الكرّات وما جاء فيها ـ : عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن المنخل بن جميل ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال :

---------------------------
(1) الغيبة للطوسي : 440 / 431 .
(2) في ( ح ) : أبي لهيفة ، وفي ( ط ، ك ) : أبي لصعة وفي المصدر المحقّق نشر مؤسسة المعارف الإسلامية : ابن لهيعة ، وما في طبعة مكتبة بصيرتي ص 268 مطابق لما في المتن ، وكذلك البحار نقلاً عن الغيبة .
(3) في المصدر والبحار ونسخة ( ح ) : حتّى تروا قادتها .
(4) الغيبة للطوسي : 441 / 432 ، وعنه في البحار 52 : 212 / 60 .
(5) في ( ح ) : المفضل .
(6) سورة الأعراف 7 : 128 ، سورة القصص 28 : 83 .
(7) الغيبة للطوسي : 472 / 493 .
(8) في ( ح ، ش ، ك ) ، مختصر بصائر الدرجات .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 357 _

  ( ليس أحد من المؤمنين إلا وله قتلة وميتة ، إنّه من قُتل نُشر حتّى يموت ، ومن مات نُشر حتّى يُقتل ـ إلى أن قال ـ : في قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ ) (1) قال : يعني محمّداً ( صلى الله عليه وآله ) وقيامه في الرجعة .
  وقوله : ( إِنَّهَا لإِحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيراً لِلْبَشَرِ ) (2) يعني محمّداً ( صلى الله عليه وآله ) في الرجعة .
  وقوله : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ ) (3) قال : في الرجعة .
  وقوله ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ) (4) قال : في الرجعة .
  وفي قوله : ( حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً ذَا عَذَاب شَدِيد ) (5) قال : هو أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في الرجعة ) .
  قال : وقال أبو عبدالله (6) ( عليه السلام ) : في قوله تعالى ( رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مِسْلِمِينَ ) (7) قال : ( في الرجعة ) (8) .
  الخامس بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه بهذا الإسناد : عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( إنّ المدّثر (9) هو كائن في الرجعة ، فقال له رجل : أحياة قبل القيامة وموت ؟ قال : فقال : نعم والله ، لكفرة (10) من الكفرات بعد الرجعة أشدّ من كفرات

---------------------------
(1) سورة المدّثّر 74 : 1 / 2 .
(2) سورة المدّثّر 74 : 35 / 36 .
(3) سورة سبأ 34 : 28 .
(4) سورة التوبة 9 : 33 وسورة الصف 61 : 9 .
(5) سورة المؤمنون 23 : 77 .
(6) في المصدر : أبو جعفر ( عليه السلام ) .
(7) سورة الحجر 15 : 2 .
(8) مختصر البصائر : 87 / 55 .
(9) في نسخة ( ش ) : الكوثر .
(10) في ( ش ) : لكفرات .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 358 _

  قبلها ) (1) .
  السادس بعد المائة : ما رواه أيضاً في ( مختصر البصائر ) على ما نقل عنه : عن عمر بن عبد العزيز ، عن جمبل بن درّاج ، عن المعلّى بن خنيس وزيد الشحّام ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سمعناه يقول : ( أوّل من يكرّ في رجعته الحسين بن علي ( عليه السلام ) (2) ، يمكث في الأرض حتّى يسقط حاجباه على عينيه ) (3) .
  السابع بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه : عن أحمد وعبدالله ابني محمّد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن أبي جميلة ، عن أبان بن تغلب (4) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) : ( إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : كيف أنتم معاشر قريش وقد كفرتم بعدي ، ثمّ رأيتموني في كتيبة أضرب وجوهكم بالسيف ورقابكم ، فقال جبرئيل : يا محمّد إن شاء الله أنت أو علي بن أبي طالب ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أو علي بن أبي طالب ؟ فقال جبرئيل : واحدة لك واثنتان لعليّ ( عليه السلام ) ) (5) .
  أقول : المراد ( واحدة لك في الرجعة ، واثنتان لعليّ ( عليه السلام ) ) : إحداهما بعد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بخمس وعشرين سنة ، وذلك بعد قتل عثمان ، والاُخرى في الرجعة

---------------------------
(1) مختصر البصائر : 114 / 89 .
(2) في ( ح ، ش ، ك ) : الحسين ( عليه السلام ) .
(3) مختصر البصائر : 91 / 58 .
(4) في المطبوع ونسخة ( ش ، ح ، ك ، ط ) زيادة : عن أبي بصير ، حذفناه لأمرين : الأوّل : لعدم وروده في المختصر ولا في بقيّة المصادر كأمالي المفيد والبحار ومدينة المعاجز ، وثانياً : ذيل الحديث ، حيث وجّه الإمام ( عليه السلام ) كلامه إلى أبان ، قائلاً : يا أبان السلام من ظهر الكوفة ، وهذا يدلّ على أنّ أبان هو الراوي للحديث عن الإمام ( عليه السلام ) ، اُنظر رجال البرقي : 16 ، رجال النجاشي : 10 / 7 ، رجال الطوسي : 151 / 176 .
(5) مختصر البصائر : 94 / 63 ، وعنه في البحار 53 : 66 / 60 ، وعن بصائر الأشعري في مدينة المعاجز 3 : 98 / 759 ، وأورده المفيد في الأمالي : 112 / 4 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 359 _

  وقد صرّح بذلك في قوله (1) : ( وقد كفرتم بعدي ثمّ رأيتموني في كتيبة أضرب وجوهكم ) إلى آخره .
  الثامن بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه : عن ابن فضّال ، عن أبي المعزا ، عن داود بن راشد ، عن حمران بن أعين ، قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) لنا : ( إنّ أوّل من يرجع لجاركم (2) الحسين بن علي ( عليه السلام ) ، فيملك (3) حتّى تقع حاجباه على عينيه من الكبر ) (4) .
  ورواه بإسناد آخر (5) .
  التاسع بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه عن أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّادبن عثمان ، عن محمّد بن مسلم ، قال : سمعت حمران بن أعين وأبا الخطّاب يحدّثان ـ قبل أن يُحدث أبو الخطّاب ما أحدث ـ أنّهما سمعا أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : ( أوّل من تنشقّ عنه الأرض ويرجع إلى الدنيا الحسين بن علي ( عليه السلام ) ، وأنّ الرجعة ليست بعامّة وهي خاصّة ، لا يرجع إلا من محض الإيمان محضاً ، أو محض الشرك محضاً ) (6) .
  العاشر بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن عبدالله بن مسكان ، عن قيصر (7) بن أبي شيبة ، قال : سمعت

---------------------------
(1) في المطبوع و ( ط ، ك ) : بقوله .
(2) في ( ك ) : سوف يخرج جاركم .
(3) في ( ك ) : فيمكث .
(4) مختصر البصائر : 101 / 73 ، وعنه في البحار 53 : 44 / ذيل حديث 14 .
(5) مختصر البصائر : 117 / 93 ، وعنه في البحار 53 : 43 / 14 ، وهذا السطر الذي في المتن لم يرد في ( ك ) .
(6) نفس المصدر : 106 / 77 ، وعنه في البحار 53 : 39 / 1 .
(7) في المصدر والبحار : فيض ، بدل : قيصر .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 360 _

  أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول في هذه الآية ( وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِن كِتَاب وَحِكْمَة ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ) (1) قال : ( ليؤمننّ برسول الله ، ولينصرنّ أمير المؤمنين عليّاً ( عليه السلام ) قال : نعم والله ، من لدن آدم وهلمّ جرّاً ، فلم يبعث الله نبيّاً ولا رسولاً إلا ردّ جميعهم إلى الدنيا ، حتّى يُقتلوا (2) بين يدي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ) (3) .
  ورواه العيّاشي في ( تفسيره ) على ما نقل عنه : عن فيض بن أبي شيبة مثله (4) .
  الحادي عشر بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه : عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن النعمان ، عن عامر بن معقل ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( لا ترفعوا علياً فوق ما رفعه الله ولا تضعوا علياً دون ما وضعه الله ، كفى بعليّ أن يقاتل أهل الكرّة ، ويزوّج أهل الجنّة ) (5) .
  ورواه ابن بابويه في كتاب ( الأمالي ) ـ في المجلس الثامن والثلاثين ـ : عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ببقيّة السند مثله (6) .
  الثاني عشر بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه : عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن موسى بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم ، عن عبد الكريم بن عمرو ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : ( ما من إمام إلا ويكرّ في قرنه ، ويكرّ معه البرّ والفاجر

---------------------------
(1) سورة آل عمران 3 : 81 .
(2) في المصدر : يقاتلوا .
(3) مختصر البصائر : 112 / 86 ، وعنه في البحار 53 : 41 / 9 .
(4) تفسير العيّاشي 1 : 181 / 76 ، وهذا السطر الذي في المتن لم يرد في ( ك ) .
(5) مختصر البصائر : 112 / 87 .
(6) أمالي الصدوق : 284 / 313 ، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات : 435 / 5 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 361 _

  في دهره ، حتّى يميز (1) المؤمن من الكافر ) (2) .
  أقول : هذا مخصوص بمن محض الإيمان محضاً أو الكفر محضاً لما مرّ .
  الثالث عشر بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه بالإسناد السابق ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) (3) قال : ( إنّ إبليس قال ( أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) (4) فأبى الله ذلك وقال : ( فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ) (5) فإذا كان ذلك اليوم ظهر إبليس في جميع أشياعه إلى يوم الوقت المعلوم ، وهي آخر كرّة يكرّها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، قلت : وإنّها الكرّات ؟ قال : نعم إنّها الكرّات ، وما من إمام في قرن إلا ويكرّ في قرنه ، يكرّ معه البرّ والفاجر حتّى يميز المؤمن من الكافر .
  فإذا كان يوم الوقت المعلوم كرّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأصحابه ، وإبليس وأصحابه ، فيقتلون قتلاً لم يقتل مثله قط ـ إلى أن قال ـ : فيهبط رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيطعن إبليس طعنة يكون هلاكه وهلاك جميع أتباعه ، ويملك أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أربعاً وأربعين ألف سنة ، حتّى يولد للرجل من شيعة عليّ ( عليه السلام ) (6) ألف ولد من صلبه ) (7) الحديث .
  الرابع عشر بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه : عن أيّوب بن نوح والحسن (8) بن

---------------------------
(1) في المختصر والبحار : يديل ، وهو من الإدالة بمعنى الغلبة والنصرة ، اُنظر مجمع البحرين 5 : 374 دول .
(2) مختصر البصائر : 116 / 91 ، ضمن حديث طويل ، وعنه في البحار 53 : 42 / 12 .
(3) ( عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أثبتناه من ( ح ، ش ) .
(4) سورة الحجر 15 : 37 وسورة ص 38 : 80 .
(5) سورة الحجر 15 : 38 وسورة ص 38 : 81 .
(6) في ( ط ) : شيعته ، بدل من : شيعة علي ( عليه السلام ) .
(7) مختصر البصائر : 115 / 91 ، وعنه في البحار 53 : 42 / 12 .
(8) في المطبوع ونسخة ( ح ، ك ، ش ، ط ) : عن الحسن ، وما أثبتناه من المصدر والبحار ظاهراً هو الصحيح ، لأنّ أيّوب بن نوح لم تذكر كتب التراجم أنّه يروي عن الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة ، بل كلاهما يرويان عن العبّاس بن عامر .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 362 _

  علي بن عبدالله بن المغيرة ، عن العبّاس بن عامر ، عن سعيد بن جبير ، وعن داود بن راشد ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) (1) قال : ( أوّل من يرجع الحسين بن علي ( عليه السلام ) ، فيمكث (2) حتّى تقع حاجباه على عينيه من الكبر ) (3) .
  الخامس عشر بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه : عن جماعة من أصحابنا ، عن الحسن بن علي وإبراهيم بن إسحاق ، عن محمّد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه ، قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله عزّوجلّ ( إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُلُوكاً ) (4) فقال : ( الأنبياء : رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وإبراهيم وإسماعيل ، والملوك : الأئمّة ( عليهم السلام ) ) قلت : وأيّ ملك اُعطيتم ؟ قال : ( ملك الجنّة وملك الكرّة ) (5) .
  السادس عشر بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن خالد البرقي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن المعلّى بن عثمان (6) ، عن المعلّى بن خنيس ، قال : قال لي أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( أوّل من يرجع إلى الدنيا الحسين بن علي ( عليه السلام ) ، فيملك حتّى يسقط حاجباه على عينيه من الكبر ) (7) .
  السابع عشر بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه : بهذا الإسناد قال : قال أبو

---------------------------
(1) ( عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ) لم يرد في ( ط ) .
(2) في ( ح ) : فيملك .
(3) مختصر البصائر : 117 / 93 ، وعنه في البحار 53 : 43 / 14 .
(4) سورة المائدة 5 : 20 .
(5) مختصر البصائر : 119 / 97 ، وعنه في البحار 53 : 45 / 18 .
(6) ( عن المعلّى بن عثمان ) لم يرد في ( ك ) .
(7) نفس المصدر : 119 / 98 ، وعنه في البحار 53 : 46 / 19 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 363 _

  عبدالله ( عليه السلام ) في قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَاد ) (1) قال : ( نبيّكم ( صلى الله عليه وآله ) راجع إليكم ) (2) .
  الثامن عشر بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه : عن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سفيان ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( إنّ لعليّ ( عليه السلام ) إلى الأرض كرّة مع الحسين ( عليه السلام ) ، يقبل برايته حتّى ينتقم من بني اُميّة ومعاوية وآل معاوية ، ثمّ يبعث الله إليهم بأنصاره يومئذ من الكوفة ثلاثين ألفاً ، ومن سائر الناس سبعين ألفاً ، فيقاتلهم بصفّين مثل المرّة الاُولى ، حتّى يقتلهم فلايبقى منهم (3) مخبر .
  ثمّ كرّة اُخرى مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتّى يكون خليفته في الأرض ، يعطي الله نبيّه ملك جميع أهل الدنيا حتّى ينجز له موعوده في كتابه ، كما قال : ( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) (4) ) (5) .
  التاسع عشر بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه : عن موسى بن عمر ، عن عثمان بن عيسى ، عن خالد بن يحيى ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في حديث قال : ( اتّقوا دعوة سعد ، قلت : وكيف ذلك ؟ قال : إنّ سعداً يكرّ حتّى يقاتل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ) (6) .
  العشرون بعد المائة : ما رواه الحسن بن سليمان بن خالد القمّي أيضاً في ( رسالته ) نقلاً من كتاب ( الواحدة ) : عن محمّد بن الحسن بن عبدالله ، عن جعفر بن محمّد البجلي ، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، عن عبد الرحمن بن

---------------------------
(1) سورة القصص 28 : 85 .
(2) مختصر البصائر : 120 / ذيل حديث 98 ، وعنه في البحار 53 : 46 / ذيل حديث 19 .
(3) في ( ط ) : لهم .
(4) سورة التوبة 9 : 33 ، سورة الصف 61 : 9 .
(5) مختصر البصائر : 120 / 99 ، وعنه في البحار 53 : 74 / 75 .
(6) نفس المصدر : 123 / ذيل حديث 99 ، وعنه في البحار 53 : 75 / ذيل حديث 76 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 364 _

  أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : ( قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إنّ الله واحد أحد ـ إلى أن قال ـ : وأخذ الله ميثاق الأنبياء بالإيمان والنصرة لنا ، وذلك قول الله عزّوجلّ (1) : ( وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِن كِتَاب وَحِكْمَة ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ) (2) يعني لتؤمننّ بمحمّد ولتنصرنّ وصيّه (3) ، وسينصرونه جميعاً .
  وإنّ الله أخذ ميثاقي مع ميثاق محمّد ( صلى الله عليه وآله ) بالنصرة بعضنا لبعض ، فقد نصرت محمّداً ( صلى الله عليه وآله ) وجاهدت بين يديه ، وقتلت عدوّه ووفيت لله بما أخذ عليّ من العهد والنصرة لمحمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، ولم ينصرني أحد من أولياء الله ورسله ، وذلك لمّا قبضهم الله إليه ، وسوف ينصرونني ويكون لي ما بين مشرقها إلى مغربها (4) ، وسيبعثهم الله أحياءً من لدن آدم إلى محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، يضربون بالسيف هام الأموات والأحياء جميعاً .
  فيا عجباً من أموات يبعثهم الله أحياءً زمرة بعد زمرة ، قد شهروا سيوفهم يضربون بها هام الجبابرة وأتباعهم حتّى ينجز لهم ما وعدهم في قوله : ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ ) (5) الآية .
  وإنّ (6) لي الكرّة بعد الكرّة ، والرجعة بعد الرجعة (7) ، وأنا صاحب الكرّات

---------------------------
(1) من قوله : ( وأخذ الله ميثاق ) إلى هنا لم يرد في ( ح ) .
(2) سورة آل عمران 3 : 81 .
(3) في ( ك ) : ووصيّه ولتنصرنّه .
(4) من قوله : ( وسينصرونه جميعاً ) إلى هنا لم يرد في ( ك ) .
(5) سورة النور 24 : 55 .
(6) في ( ط ) : وأنا .
(7) في ( ح ، ط ) : الكرّة .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 365 _

  والرجعات ، وصاحب الصولات والنقمات ، والدولات (1) العجيبات ، وأنا دابّة الأرض ، وأنا صاحب العصا والميسم ) (2) الحديث .
  الحادي والعشرون بعد المائة : ما رواه أيضاً نقلاً من ( كتاب سليم بن قيس الهلالي ) الذي رواه عنه أبان بن أبي عيّاش وقرأه جميعه على علي بن الحسين ( عليهما السلام ) بحضور جماعة من أعيان الصحابة منهم أبو الطفيل عامر بن واثلة فأقرّه عليه مولانا زين العابدين ( عليه السلام ) وقال : ( هذه أحاديثنا صحيحة ) .
  قال أبان : لقيت أبا الطفيل فحدّثني في الرجعة عن اُناس من أهل بدر : عن سلمان والمقداد واُبي بن كعب ، فعرضت الذي سمعته منهم على علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال : ( هذا علم خاصّ يسع (3) الاُمّة جهله ، وردّ علمه إلى الله ) (4) ثمّ صدّقني بكلّ ما حدّثوني فيها ، وتلا عليّ بذلك قراءة كثيرة حتّى صرت ما أنا بيوم القيامة أشدّ يقيناً منّي بالرجعة .
  قال (5) : فقلت له : يا أمير المؤمنين (6) ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأرْضِ تُكَلِّمُهُمْ ) (7) ما الدابّة ؟ قال : ( يا أبا الطفيل اُلهُ عن هذا ) قلت : أخبرني به ، قال : ( هي دابّة تأكل الطعام ، وتمشي في الأسواق ، وتنكح النساء ) قلت : مَن هو ؟ قال : ( ربّ الأرض ) قلت : مَن هو ؟ قال : ( صدِّيق الاُمّة وفاروقها وذو قرنيها )

---------------------------
(1) في ( ك ) : الدلالات .
(2) مختصر البصائر : 130 / 102 ، وعنه في البحار 53 : 46 / 20 .
(3) في ( ح ، ش ) والمختصر والبحار : لا يسع .
(4) قوله : ( وردّ علمه إلى الله ) أثبتناه من ( ح ) والمصادر .
(5) ( قال ) أثبتناه من ( ح ، ك ) .
(6) في المصدر زيادة : قول الله تعالى .
(7) سورة النمل 27 : 82 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 366 _

  قلت : مَن هو ؟ قال : ( ( الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ ) (1) ( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وصدّق به ) (2) أنا ، والناس كلّهم كافرون ، غيري وغير محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ) قلت : سمّه لي ، قال : ( قد سمّيته لك ، ثمّ قال : إنّ حديثنا صعب مستصعب ) (3) الحديث .
  الثاني والعشرون بعد المائة : ما رواه الحسن بن سليمان أيضاً نقلاً من كتاب محمّد بن الحسن الصفّار : عن علي بن حسّان ، وأبي عبدالله الرياحي ، عن أبي الصامت الحلواني (4) ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( قال أمير المؤمنين : أنا قاسم النار ـ إلى أن قال ـ : وإنّي لصاحب الكرّات ودولة الدول ، وإنّي لصاحب العصا والميسم ، والدابّة التي تُكلِّم الناس ) (5) .
  الثالث والعشرون بعد المائة : ما رواه الحسن بن سليمان أيضاً ـ في باب الكرّات وحالاتها ـ : عن السيِّد الجليل بهاء الدين علي بن عبدالحميد الحسيني

---------------------------
(1) سورة النمل 27 : 40 .
(2) سورة الزمر 39 : 33 .
(3) مختصر البصائر : 145 / 112 ، وعنه في البحار 53 : 68 / 66 ، سليم بن قيس 2 : 561 / 564 .
(4) ( عن أبي الصامت الحلواني ) أثبتناه من المصدر والبصائر والكافي والبحار ، حيث الرياحي لم يعدّ من أصحاب الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، وإن كان في البصائر : الحلوائي ، إلا أنّه سهو ، فما في المصدر والكافي ظاهراً هو الصحيح ، وقد عدّه البرقي من أصحاب الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، وزاد الشيخ عليه الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
رجال البرقي : 15 ، رجال الطوسي : 141/ 7 و 339 / 24 .
(5) مختصر البصائر : 148 / 114 ، بصائر الدرجات : 219 / ذيل حديث 1 ، الكافي 1 : 198/ ذيل حديث 3 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 367 _

  بطريقه عن أحمد بن محمّد الايادي يرفعه إلى أحمد بن عقبة ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنّه سئل عن الرجعة أحقّ هي ؟ قال : ( نعم ) قلت : من أوّل من يخرج ؟ قال : ( الحسين بن علي ( عليه السلام ) يخرج على أثر القائم ( عليه السلام ) ) قلت : ومعه الناس كلّهم ؟ قال : ( لا ، بل كما ذكر الله في كتابه ( فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً ) (1) قوماً بعد قوم ) (2) .
  الرابع والعشرون بعد المائة : ما رواه أيضاً عنه ( عليه السلام ) قال : ( يقبل الحسين ( عليه السلام ) في أصحابه الذين قُتلوا معه ، ومعه سبعون نبيّاً كما بعثوا مع موسى بن عمران ، فيدفع إليه القائم الخاتم فيكون الحسين ( عليه السلام ) هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه وإبلاغه (3) حفرته ) (4) .
  الخامس والعشرون بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه : عن بهاء الدين المذكور بسنده إلى أسد بن إسماعيل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنّه سئل عن اليوم الذي ذكره الله في كتابه فقال : ( فِي يَوْم كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَة ) (5) فقال : ( هي كرّة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيكون ملكه في كرّته خمسين ألف سنة ، ويملك أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في كرّته أربعاً وأربعين ألف سنة ) (6) .

---------------------------
(1) سورة النبأ 78 : 18 .
(2) مختصر البصائر : 165 / 139 أحاديث الرجعة من غير طريق سعد بن عبدالله ، وعنه في البحار 53 : 103 / 130 .
(3) في المصدر : ويواري به في حفرته ، وإبلاغه : إيصاله ، لسان العرب 8 : 419 بلغ .
(4) مختصر البصائر : 165 / 140 ، وعنه في البحار 53 : 103 / قطعة من حديث 130 .
(5) سورة المعارج 70 : 4 .
(6) مختصر البصائر : 166 / 143 ، وعنه في البحار 53 : 104 / ذيل حديث 130 ، وأورده البحراني في تفسير البرهان 5 : 487 / 19 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 368 _

  أقول : قد استبعد منكر الرجعة أمثال هذا جدّاً مع أنّه يحتمل الحمل (1) على المبالغة وغيرها ، وقد ذكر جمع من المفسِّرين في قوله تعالى ( كَانَ مِقْدارَهُ خَمْسِينَ أَلْفِ سَنَة ) وفي طول القيامة أنّه يقضي (2) فيه من الاُمور ما يقضي (3) في مثل هذه المدّة ، وأنّه لشدّته يرى طوله كهذه المدّة ، وهذان الوجهان ممكنان هنا غير بعيدين (4) .
  على تقدير وجود معارض له صريح (5) .
  السادس والعشرون بعد المائة : ما رواه أيضاً نقلاً عن ابن بابويه : عن محمّد بن أحمد بن إبراهيم ، عن محمّد بن عبدالله بن الفرج ، عن علي بن سنان المقرئ (6) ، عن محمّد بن سابق ، عن زائدة ، عن الأعمش ، عن فرات القزاز (7) ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( لا ترون الساعة حتّى تروا قبلها عشر آيات : طلوع الشمس من مغربها ، والدجّال ، ودابّة الأرض ، وخروج عيسى بن مريم ( عليهما السلام ) ) (8) الحديث .
  السابع والعشرون بعد المائة : ما رواه الحسن بن سليمان أيضاً نقلاً من كتاب السيِّد رضيّ الدين علي بن طاووس قال : وجدت في كتاب جعفر بن محمّد بن

---------------------------
(1) في ( ك ) زيادة : ظاهره ، ولا يخرج عن قدرة الله ، ويحتمل الحمل .
(2) و (3) في ( ك ) : يقتضي .
(4) في ( ط ) : ممكنان غير بعيدين .
(5) قوله : ( على تقدير وجود معارض له صريح ) لم يرد في ( ك ) .
(6) في المختصر : علي بن بنان المقرئ ، وفي الخصال : علي بن بيان المقرئ .
(7) في نسخة ( ش ، ك ، ط ) والمطبوع : فرار الفزاري ، وفي ( ح ) : مرار ، وفي ( ط ) : الفراري ، وما أثبتناه من المختصر والخصال ظاهراً هو الصحيح لعدم ورود فرار في كتب التراجم ولا في المصادر التي أوردت الحديث .
(8) مختصر البصائر : 475 / 522 ، عن الخصال : 449 / 52 ، وأورده باختلاف ابن حبّان في صحيحه 15 : 257 / 6843 ، والطبراني في معجمه الكبير 3 : 172 / 3030 ، وغيرهما .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 369 _

  مالك الكوفي بإسناده إلى حمران بن أعين ، قال : عمر الدنيا مائة ألف سنة ، لسائر الناس عشرون ألف سنة ، وثمانون ألف سنة لآل محمّد ( عليهم السلام ) (1) .
  أقول : هذا أيضاً (2) لا يبعد أن يراد به المبالغة ، وقد يراد به أنّ نسبة دولة أهل الدول إلى دولة آل محمّد ( عليهم السلام ) كهذه النسبة يعني الخمس والله أعلم ، هذا على تقدير وجود معارض ثابت له ، وإلا فالاستبعاد ليس بشيء وهو بالنسبة إلى قدرة الله وقابلية أهله قليل كما لا يخفى .
  الثامن والعشرون بعد المائة : ما رواه رئيس المحدِّثين أبو جعفر ابن بابويه في ( الأمالي ) ـ في المجلس الثامن ـ : عن محمّد بن علي ماجيلويه ، عن عمّه (3) محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، عن ثابت بن أبي صفية ، عن سعيد بن جبير ، عن عبدالله بن عبّاس ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( إنّ الله أمرني أن اُقيم لكم عليّاً علماً وإماماً وخليفة ووصيّاً ـ إلى أن قال ـ : إنّ علياً صدِّيق هذه الاُمّة ، وفاروقها ، ومحدّثها ، إنّه هارونها ، ويوشعها ، وآصفها ، وشمعونها ، إنّه باب حِطّتها ، وسفينة نجاتها ، إنّه طالوتها ، وذو قرنيها ) (4) الحديث .
  أقول : الحكم بمساواته ( عليه السلام ) للمذكورين يدلّ على رجعته ( عليه السلام ) ، لأنّ أكثرهم أو كلّهم قد رجعوا كما مرّ ، وأوضح ما فيه ذكر ذي القرنين ، فإنّه قد رجع ـ كما تقدّم ـ وملك الأرض كلّها ، وقد مرّ حديث خاصّ بالحكم بمماثلته لعليّ ( عليه السلام ) ، فعلم أنّه لابدّ من رجعته وتملّكه الدنيا كلّها ، مضافاً إلى التصريحات الكثيرة .

---------------------------
(1) مختصر البصائر : 494 / 557 .
(2) ( أيضاً ) لم يرد في ( ط ) .
(3) ( عن عمّه ) لم يرد في ( ط ، ك ) .
(4) أمالي الصدوق : 83 / 49 ، وعنه في البحار 38 : 93 / 7 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 370 _

  التاسع والعشرون بعد المائة : ما رواه ابن بابويه أيضاً فيه ـ في المجلس التاسع والثلاثين ـ : عن محمّد بن علي ماجيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن أحمد ابن هلال ، عن الفضل بن دكين ، عن معمّر بن راشد ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حديث أنّه قال : ( ومن ذرّيتي المهدي ، إذا خرج نزل عيسى بن مريم فقدّمه وصلّى خلفه ) (1) .
  الثلاثون بعد المائة : ما رواه ابن بابويه أيضاً ـ في المجلس الرابع والسبعين ـ : عن محمّد بن موسى بن المتوكّل ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، قال : حدّثني من سمع أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول :
(  لكلّ  اُناس  دولة  iiيرقبونها      ودولتنا في آخر الدهر تظهر(2) )
  أقول : الحمل على الحقيقة في ضمير المتكلّم ومعه غيره يدلّ على الرجعة كما مرّ مراراً .
  الحادي والثلاثون بعد المائة : ما رواه أيضاً ـ في المجلس الثالث والثمانين ـ : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد (3) ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال في حديث طويل : ( يا عليّ إنّ لك بيتاً (4) في الجنّة ، وأنت ذو قرنيها ) (5) .
  قال صاحب ( النهاية ) فيه : ( وأنت ذو قرنيها ) أي طرفي الجنّة . وقال أبو

---------------------------
(1) أمالي الصدوق : 287 / 320 ، وجامع الأخبار : 44 / 48 ، وعنهما في البحار 26 : 319/1 .
(2) نفس المصدر : 578 / 791 ، وعنه في البحار 51 : 143 / 3 .
(3) في ( ك ) : عن جدّه ، عن الحسن بن راشد .
(4) في المصدر : لك كنزٌ .
(5) أمالي الصدوق : 656 / 891 ، وعنه في البحار 39 : 307 / 122 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 371 _

  عبيد (1) : أراد ذو قرني الاُمّة (2) ( انتهى ) .
  أقول : قد تقدّم الكلام في مثله .
  الثاني والثلاثون بعد المائة : ما رواه الثقة الجليل محمّد بن الحسن الصفّار في كتاب ( بصائر الدرجات ) ـ في باب أنّ الأئمّة ( عليهم السلام ) جرى لهم ما جرى لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ : عن علي بن حسّان ، عن أبي عبدالله الرياحي ، عن أبي الصامت الحلواني (3) ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : ( أنا قسيم الجنّة والنار ـ إلى أن قال ـ : وإنّي لصاحب الكرّات ودولة الدول ، وإنّي لصاحب العصا والميسم ، والدابّة التي تكلِّم الناس ) (4) .
  الثالث والثلاثون بعد المائة : ما رواه أيضاً ـ في الباب المذكور ـ : عن أحمد بن محمّد وعبدالله بن عامر ، عن محمّد بن سنان ، عن مفضّل الجعفي ، قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول في حديث : ( إنّ علياً ( عليه السلام ) كثيراً ما كان يقول : أنا قسيم الجنّة والنار ، وأنا الفاروق الأكبر ، وأنا صاحب العصا والميسم ) (5) الحديث .
  الرابع والثلاثون بعد المائة : ما رواه أيضاً في أوّل الجزء الثالث (6) من ( بصائر الدرجات ) : عن يعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن محمّد بن

---------------------------
(1) في المطبوع ونسخة ( ح ، ش ، ك ، ط ) : أبو عبيدة ، وما في المتن من المصدر وهو الصحيح كما في كتب الهروي .
(2) النهاية في غريب الحديث لابن الأثير 4 : 51 / 52 ، غريب الحديث لأبي عبيد 1 : 412 .
(3) في البصائر : الحلوائي وهو سهو ، وقد عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، وقد تقدّمت الإشارة إليه .
(4) بصائر الدرجات : 219 / 1 ، وعنه في البحار 25 : 353 / 3 .
(5) بصائر الدرجات : 220 / 3 .
(6) في المصدر : الخامس .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 372 _

  حمران ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) (1) قال : ( حدّث عن بني إسرائيل يا زرارة ولا حرج ) قلت : إنّ في أحاديث الشيعة ما هو أعجب من أحاديثهم ! فقال : ( وأيّ شيء هو يا زرارة ؟ ) فاختلس في قلبي ، فكنت (2) ساعة لا أذكر ما أريد ، فقال : ( لعلّك تريد الرجعة (3) ؟ ) قلت : نعم ، قال : ( حدّث بها فإنّها حقّ ) (4) .
  أقول : رجعة الشيعة ليست بأعجب من أحاديث بني إسرائيل ، وإنّما ذاك رجعة الأئمّة ( عليهم السلام ) (5) .
  الخامس والثلاثون بعد المائة : ما رواه الشيخ الجليل علي بن محمّد الخزّاز القمّي في كتاب ( الكفاية ) ـ في باب الحسن ( عليه السلام ) ـ قال : حدّثنا محمّد بن علي ـ يعني ابن بابويه ـ عن المظفّر بن جعفر العلوي ، عن جعفر بن محمّد بن مسعود ، عن أبيه ، عن جبرئيل بن أحمد ، عن موسى بن جعفر البغدادي ، عن الحسن بن محمّد الصيرفي ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي سعيد عقيصا ، عن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ـ في حديث طويل ـ قال : ( أما علمتم أنّه ما منّا أحد إلا وتقع في عنقه بيعة الطاغية في زمانه (6) إلا القائم الذي يصلّي خلفه روح

---------------------------
(1) في ( ح ) : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) .
(2) في المصدر والبحار : فمكثت .
(3) في المصدر والبحار : التقيّة .
(4) بصائر الدرجات : 260 / 19 ، وعنه في البحار 2 : 237 / 28 .
(5) في ( ط ) زيادة : حقّ .
(6) في المصدر : بيعة لطاغية زمانه ، والمراد من البيعة ليست هذه البيعة المتعارفة في زمن الخلفاء وما بعدهم ، حيث الناس يأتون الخليفة ويصافحونه ، بل المراد من البيعة لطاغية زمانه أي لم يعاصره ويعايشه ويكون تحت إشرافه وسيطرته ، كما كان آباؤه المظلومين صلوات الله عليهم ، وإلا فجميع الأئمّة ( عليهم السلام ) لم يبايعوا طواغيت زمانهم ، وحاشاهم من ذلك ، لأنّ بيعتهم تعطي للطاغية صفة شرعية لخلافته ، والمراد منه أيضاً أنّ الناس قد بايعوا الطغاة والإمام حيّ بين ظهرانيهم ، لا أنّ الإمام بايع الطاغية ، وهذا لم يحدث أبداً .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 373 _

  الله عيسى بن مريم ) (1) الحديث .
  السادس والثلاثون بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه ـ في باب ما جاء عن أبي هريرة ـ قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله الشيباني ، عن هشام (2) بن مالك أبي دلف الخزاعي ، عن العبّاس بن الفرج الرياشي ، عن شرجيل (3) بن أبي عون ، عن يزيد بن عبد الملك ، عن سعيد المقري (4) ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حديث قال : ( إنّ الأئمّة بعدي إثنا عشر من أهل بيتي ، عليٌّ أوّلهم ، وأوسطهم محمّد ، وآخرهم محمّد وهو مهدي هذه الاُمّة ، الذي يصلّي خلفه عيسى بن مريم ) (5) .
  السابع والثلاثون بعد المائة : ما رواه أيضاً ـ في باب ما جاء عن الحسين ( عليه السلام ) (6) ـ : عن المعافا بن زكريا ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد (7) ، عن أحمد بن الحسن (8) بن سعيد ، عن أبيه ، عن جعفر بن الزبير المخزومي (9) ، عن

---------------------------
(1) كفاية الأثر : 225 ، وأورده الصدوق في كمال الدين : 316 / 2 ، وأبو علي الطبرسي في إعلام الورى 2 : 229 / 230 ، وأبو منصور الطبرسي في الاحتجاج 2 : 67 / 68 .
(2) في المصدر والبحار : هاشم .
(3) في المصدر : شرحبيل ، وفي البحار وبعض نسخ الكفاية مطابق لما في المتن .
(4) في ( ط ) : المقبري .
(5) كفاية الأثر : 79 ، وعنه في البحار 36 : 312 / 157 .
(6) في ( ش ) : ما رواه أيضاً الحسين ، وفي ( ح ، ك ، ط ) : ما رواه أيضاً في باب الحسين ( عليه السلام ) .
(7) في ( ك ) : شعيب ، وفي المصدر : سعد .
(8) في ( ح ، ط ) والمصدر : الحسين .
(9) في المصدر : جعد بن الزبير المخذومي ، وفي البحار : جعدة .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 374 _

  عمران بن يعقوب الجعدي ، عن أبيه ، عن يحيى بن جعدة بن هبيرة (1) عن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حديث قال : ( كيف تهلك اُمّة أنا أوّلها واثنا عشر من بعدي من السعداء اُولي الألباب ، والمسيح بن مريم آخرها ) (2) .
  الثامن والثلاثون بعد المائة : ما رواه رجب الحافظ البرسي في كتاب ( مشارق أنوار اليقين في حقائق أسرار أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ) ـ في أواخر الكتاب في فصل مفرد ـ : عن سلمان وأبي ذرّ ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في كلام طويل يقول فيه : ( يا سلمان ويا جندب ، وكان محمّد الناطق وأنا الصامت ، ولابدّ في كلّ زمان من ناطق وصامت ، فمحمّد صاحب الجمع ، وأنا صاحب الحشر ، ومحمّد صاحب الجنّة ، وأنا صاحب الرجعة ) (3) .
  التاسع والثلاثون بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه ـ في فصل آخر ـ : عن الأصبغ ابن نباتة ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في حديث قال : ( ومن أنكر أنّ لي في الأرض كرّة بعد كرّة ، ودعوة بعد دعوة (4) ، وعودة بعد رجعة ، حديثاً كما كنت قديماً فقد ردّ علينا ، ومن ردّ علينا فقد ردّ على الله ) (5) .
  الأربعون بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه ـ في فصل آخر ـ : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في خطبة له يقول فيها : ( هيهات هيهات إذا كشف المستور ، وحصل ما في الصدور ، لقد كررتم كرّات ، وكم بين كرّة وكرّة من آية وآيات ـ إلى أن

---------------------------
(1) في المصدر : عن أبي يحيى ابن جعدة بن هيبرة ، وفي البحار كما في المتن .
(2) كفاية الأثر : 230 ، وعنه في البحار 36 : 383 / 4 .
(3) مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : 161 .
(4) قوله : ( ودعوة بعد دعوة ) لم يرد في المصدر .
(5) مشارق أنوار اليقين : 164 .

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة _ 375 _

  قال ـ : وباعث محمّد وإبراهيم ، لأقتلنّ أهل الشام بكم قتلات وأيّ قتلات ، ولأقتلنّ أهل صفّين بكلّ قتلة سبعين قتلة ، ولأردّنّ إلى كلّ مسلم حياة جديدة ، ولاُسلّمنّ إليه صاحبه وقاتله ، ولأقتلنّ بعمّار بن ياسر وباُويس القرني ألف قتيل ـ إلى أن يقال ـ : لا وكيف وأيّان ومتى وأنـّى وحتّى .
  ثمّ قال : لا تستعظموا هذا (1) ، فإنّا اُعطينا علم المنايا والبلايا ، كأنّي بهذا ـ وأشار إلى الحسين ( عليه السلام ) ـ قد نار نوره بين عينيه ، وثار معه المؤمنون من كلّ مكان ، وأيم الله لو شئت سمّيتهم رجلاً رجلاً بأسمائهم وأسماء آبائهم ، فهم يتناسلون من أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى يوم الوقت المعلوم ـ إلى أن قال ـ : حتّى يخرج إلى ما اُعدّ لي من الخيل والرجل (2) ، فأتّخذ ما أحببت ، وأترك ما أردت ، ثمّ اُسلّم إلى عمّار بن ياسر اثني عشر ألف أدهم (3) ، على كلّ أدهم منها محبٌّ لله ولرسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، مع كلّ واحد اثنتي عشرة ألف كتيبة (4) ، لا يعلم عددها إلاّ الله ) (5) .
  الحادي والأربعون بعد المائة : ما رواه أيضاً فيه ـ في فصل آخر ـ : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في حديث طويل قال : ( أنا صاحب النشر الأوّل والآخر ، أنا صاحب المناقب والمفاخر ـ إلى أن قال ـ : أنا الذي اُقتل مرّتين واُحيى مرّتين ، أنا المذكور في سالف الأزمان (6) ، والخارج في آخر الزمان ) (7) .

---------------------------
(1) في المصدر : فلا يستعظم ما قلت .
(2) في ( ك ) : والرحل .
(3) الأدهم : الفرس الأسود ، القاموس المحيط 4 : 64 دهم .
(4) في المصدر : اثنتي عشرة كتيبة ، وفي ( ح ) مع كلّ واحد منها ألف كتيبة .
(5) مشارق أنوار اليقين : 167 / 168 .
(6) في ( ح ، ط ، ك ) والمطبوع : الزمان ، وما في المتن من ( ش ) والمصدر .
(7) نفس المصدر : 171 / 172 .