الفهرس العام


للشيخ الجليل الاقدمَ
الصدوق ابي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي
المتوفى سنة 381
صَحَّحه وعَلَّقَ عَليهُ
المحقق السيد هاشم الحسيني الطهراني



    كلمتنا
    كلمات حول الكتاب
    كتاب التوحيد
    كلمة المجلسي رحمه الله حول كتب المؤلف
    شروح الكتاب
    مراجع التصحيح ورموزها
    1 ـ باب ثواب الموحدين والعارفين

      
    بسم الله الرحمن الرحيم

    كلمتنا

       الحمد لله محيي قلوب العارفين بحياة التوحيد ، ومخلص خواطر المحققين من مضائق الأوهام إلى فسح التجريد ، والصلاة والسلام على رسوله المؤيد بالآيات والأملاك وغيرها من صنوف التأييد ، وعلى آله المعصومين الذين بولائهم نجاة ـ الناجي وسعادة السعيد.
       أما بعد : فهذا السفر الكريم من أحسن ما ألف في المعارف العالية الآلهية ، يتراءى لمن طالعة أصول علمية مبنية على أساس وثيق ، من البراهين المأثورة العقلية المؤيدة بالآيات ، والأخبار الإرشادية المروية عن الأئمة الأطهار عليهم صلوات الله الملك الجبار ، فيه أبحاث ضافية ترشد إلى مهيع الحق ، وحجج بالغة تدل على منهج الصواب في الأصول الاعتقادية ومعرفة الله سبحانه ببيان متين ، وقول سديد وطريق لاحب ، ومسلك جدد ، ومن سلك الجدد أمن العثار ، ومن مال عنه إلى غيره تحير في واد السدر ، وبنى أمره على شفا جرف هار ، أو تطلب في الماء جذوة نار .
       ومصنفه أبو جعفر الصدوق ـ رضوان الله عليه ـ محدث فقيه ، عالم رباني بتمام معنى الكلمة ، والذي يستفاد من آرائه ومعتقداته المبثوثة في تضاعيف كتبه ، ويظهر من رحلاته إلى الأرجاء ، وتحمله المشاق فيها لأخذ العلم وترويج المذهب ، ومناظراته مع المخالفين ، ومرجعيته العامة أنه رجل زكي الوجدان ، ثابت الجنان ، قوي الإرادة ، عالي الهمة ، نقي الذمة ، ذكي الفؤاد ، رفيع العماد ، واضح الأخلاق ، طاهر الأعراق ، متكلم كثير الحفظ ، صريح اللسان فصيحه ، سديد الرأي حصيفه ، عصامي النفس مع كونه معروف النسب سني الحسب ، عارف بالدين أصولا وفروعا ، عالم بما تحتاج إليه الأمة ، ساع إلى نشر العلم في ربوعها ، غير متقاعس عما يفيدها ويعلي شأنها .
       وقد مثل الحق في هذا الكتاب عيانا ، وبين غوامض العلم بيانا ، فسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا .

    التوحيد _ 3 _

       وإني لما رأيت ـ بعد انتشار الطبعة الأولى ـ إقبال الفضلاء لاقتناء نسخه ، واعجابهم بتصحيحه وتحقيقه وتعاليقه العلمية التي عني بها الشريف الحجة السيد هاشم الحسيني الطهراني ـ مد ظلة العالي ـ أحد أماجد المحققين في عصرنا هذا ، حداني ذلك إلى نشره مرة ثانية مشكولا بإعجام كامل دقيق ، حرصا على تنقيب ـ الكتاب وتخليده ، وتسهيلا للقراء الناشئين الكرام ، ووفاء لحق التأليف والمؤلف ، وإن كان كثير من أهل العلم يكرهون الإعجام والأعراب ، ولا يسوغونه إلا في الملتبس أو الذي يخشى أن يلتبس ، وقالوا : ( إنما يشكل ما يشكل ). ولكني رأيت الصواب في إعجامه لأن الاعجام يمنع الاستعجام ، والشكل يمنع الإشكال لا سيما في أسماء الناس لأنها شيء لا يدخله القياس ، ففعلت ذلك وبليت بحمل أعبائه حينما كان الليل دامسا ، وبحر الظلام طامسا ، قد ضربت الفتنة سرادقها ، وقامت على سنابكها ، خيل المصائب نازلة ، وكوارث النوائب متواصلة ، دهم الكفر ساحتنا ، ورام استباحتنا ، فكم من دماء لأبنائنا سفكت ، وأحاريم هتكت ، يسمع من كل ناحية عويل وزفرة ، ويرى في كل جانب غليل وعبرة ، لا تراب منهم درجوا ، وشبان في دمائهم ولجوا ، وجرحى لا يرجى لهم الالتيام. وإنما الشكوى ترفع إلى رب الأنام ، أليس الله بعزيز ذي انتقام ؟ والحديث ذو شجون ، ولعل القائل غير مصون ، والعدو غشوم ظلوم ، ولا أمل له إلا في التمرس بالمسلمين ، وإعمال الحيلة على المؤمنين ، يظهر أنه ساع لهم في العاقبة الحسنى ، وداع لهم إلى المقصد الأسنى والحضارة العليا ، مع أنه يسر حسوا في ارتغائه ، وأياديه يلتمسون له الحيل ابتغاء مرضاته ، وليس هنا مجال الكلام ، ولكل مقال مقام ، وذكر تفصيل الواقعة يطول ، فلنضرب عنه صفحا ونقول : ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
       والواجب علي في هذه العجالة ، وختام هذه المقالة أن أنوه بذكر الشابين الفاضلين الألمعيين : ( حسين آقا أستاذ ولي ) و ( محسن آقا الأحمدي ) وفقهما الله لمرضاته حيث وازراني في عمل هذا المشروع فلله درهما وعلى الله برهما .
       غرة ذي الحجة 1398 ـ ق
      تطابق 11 / 8 / 1357 ـ ش علي أكبر الغفاري
      إيران ـ طهران

    التوحيد _ 4 _

    كلمات حول الكتاب

    بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمد لمن نطق الكائنات بوجوده ، ومد على الممكنات ظل رحمته وجوده .
       الذي فات لعلوه على أعلى الأشياء مواقع رجم المتوهمين.
       وارتفع عن أن تحوي كنه عظمته فهاهة رويات المتفكرين ، وتجلى بنور الفطرة عند العقول ، ورأته بحقيقة الإيمان القلوب ، وأبدع الأشياء عن حكمته ، وخلق الخلائق لرحمته. وعاملهم بعد عدله بفضله ، وأعطى كلا حسب تقديره من نواله .
       وسلامه وصلواته على أقرب الخلق إليه ، المبدع من نور عظمته ، المخلوق من أشرف طينته رحمته للعالمين ، وسراجه للمهتدين ، وعلى عترته أهل بيته بيت النبوة الذين هم هو إلا النبوة.
       وقولي بعد ذاك إن التوحيد قطب عليه تدور كل فضيلة ، وبه يتزكى الإنسان عن كل رذيلة ، وبه نيل العز والشرف ، ويسعد الموجود في كل ناحية وطرف .
       إذ عليه فطرته ، وعلى الفطرة حركته ، وبالحركة وصوله إلى كماله وبكماله سعادته وبحرمانه عنه شقاوته ثم إن الباب الذي لا ينبغي الدخول لهذا المغزى في غيره هو الباب الذي فتحه الله عزوجل بعد رسوله المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم على العباد ، وحثهم على الاتيان إليه لكل أمر في المبدء والمعاد ، فإنك إن أمعنت النظر ودققته ، وأعطيت فكرك حقه وتأملت بالغور في كلماتهم عليهم السلام ، وائتجعت في رياضها ، ورويت من حياضها ، وجدت ما طلبت فوق ما تمنيت خالصا عن كدورات أوهام المتصوفة ، وزلالا عن شبهات المتفلسفة ، كافيا بل فوقه في هذا السبيل ، مرويا لكل غليل ، شافيا من داء الجهل كل

    التوحيد _ 5 _

       عليل ، مغنيا عنك كل برهان ودليل ، بل أعلى من ذلك وفوقه ، وكل ما صدر عن غيرهم لا يصل إلى ما دونه ، بل النسبة نسبة الظلمة والضحى ، لأن كل حكمة وعلم من الحق صدرت فمن طريقهم إلى الخلق وصلت ، وكل رحمة من الله انتشرت فبهم انتشرت ، وكل عناية منه على الخلائق وقعت فبسببهم تحققت ، لأنهم عيبة علمه ، ومعدن حكمته ، وسبب خيره ، ووسائط فيضه ، ويده الباسطة ، وعينه الناظرة ، وأذنه السامعة ، ولسانه الناطق ، والمخلوقون من نوره ، والمؤيدون بروحه وبهم يقضي في الخلق قضيته ، وإليهم تهبط في مقادير أموره إرادته.
       بلى ، بلى ، أيها السالك سبيل الحكمة والطالب بالعرفان طريق السعادة ، إليهم ، إليهم فإن عندهم الحكمة ، وباتباعهم تحصل السعادة ، وبهم عرف الله وبهم عبد الله ، ولولاهم لا .
       فانظر ماذا ترى فإنك ترى بين يديك سفرا كريما من غرر حكمتهم ، و بحرا عظيما من لئالي كلماتهم ، ألفته يمين فريد من جهابذة العلم ، كبير من أعلام الدين ـ قلما أتى الدهر بمثله ـ فخر الشيعة ، أحد حفاظ الشريعة ، الشيخ الأجل الأسعد أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ـ قدس الله نفسه ، ونور رمسه ـ فإنه كتاب يحتوي على أحاديث قيمة ثمينة عن رسول الله وأهل بيته صلوات الله عليه وعليهم في مطالب التوحيد ومعرفة صفات الله عزوجل وأسمائه وأفعاله وكثير من المباحث الحكمية والكلامية التي دارت عليها الأبحاث بين أهل العلم وفي مؤلفاتهم منذ القرن الأول إلى الآن كما ترى ذلك في تفصيل المطالب بلحاق الكتاب ، ولعمري إنه جدير بأن يوضع هذا المزبور في المجامع العلمية للتدريس ويحث المشتغلون ورواد العلم على تحقيق مطالبه وتخريج مغازي كلماته مستمدين من تحقيقات أعلام السلف في زبرهم حول تلك المطالب العلمية العالية فإن الحكمة حقا ما أخذ من عين صافية ، نبعت عن ينابيع الوحي ، والعلم حقيقة ما يؤخذ من نواميس الدين ، الذين هم وسائط بين الحق والخلق .
       ثم إن مؤلف الكتاب ( رضوان الله تعالى عليه ) من الاشتهار والمعرفة

    التوحيد _ 6 _

       بين أهل العلم والفضيلة بمكان يفوق على التعريف بما نزبر في هذا المزبور كما هو المعمول في بداية ما يخرج إلى أيدي رواد العلم بالطبع في دهرنا ومن قبل هذا ، والطالب لذلك يراجع مقدمة كتاب معاني الأخبار للمؤلف المطبوع ( بطهران سنة 1379 ه‍ ) ، ولكن دون القارئ الكريم تعريفا ببعض شؤون الكتاب مما ظفرنا عليه.
    كتاب التوحيد

       واشتهر بتوحيد الصدوق وتوحيد ابن بابويه ، يجمع من مطالب التوحيد ما يكتفي به الطالب ، ويرشد به المسترشد ، وينتجع في رياضها العارف ، ويرتوي من حياضه عطشان المعارف ، فإنه لم يوجد في مؤلفات أهل العلم والحديث كتاب جامع لأحاديث التوحيد ومطالبه وما يرتبط به من صفات الله وأسمائه وأفعاله مثل هذا الكتاب ، وأحاديثه وإن كان بعض منها ليس على حد الصحة المصطلحة ، ولكن شامة المتضلع من معارف كلمات أهل البيت عليهم السلام تستشم الصحة من متونها ، و بنور الولاية يستخرج المعارف الحقة من بطونها ، مع أن أكثر أحاديثه مذكورة متفرقة في غيره من الكتب المعتبرة المعتمد عليها كنهج البلاغة والكافي والمحاسن وبعض كتب المؤلف كالعيون ومعاني الأخبار وغيرهما بأسانيد متعددة .
       فالكتاب كغيره من كتب المؤلف من الأصول المعتبرة كان مورد الاستناد لمن تأخر عنه من العلماء.
       وإني كنت كثيرا مشتغلا بمطالعته ، ملتذا بمعاينته ، مستنيرا من أنوار حقائقه ، مستفيدا من غرر فوائده ، ولعلو قدره وغلاء قيمته أتعبت نفسي كثير إتعاب في تصحيحه ، وصححته سندا ومتنا على عدة نسخ مطبوعة ومخطوطة تطلع بمنظر القارئ قريبا ، ولتكثير الفائدة جعلت على مواضع من أحاديثه بيانات و توضيحات موجزة وتعليقات مفيدة حسب ما اقتضى الكتاب من التطفل وإلا فشرحه كملا يستدعي أوراقا كثيرة ، ومجلدات ضخمة إلى أن من الله تعالى بتسبيب طبعه

    التوحيد _ 7 _

       فخرج منه بهذه الصورة المزدانة الممتازة بعناية الأخ الكريم ، اللوذعي المفضال ، الناشر لآثار مدارس الآيات وبيوت العلم والإيحاء : مؤسس مكتبة الصدوق ( علي أكبر الغفاري ) المحترم ، أبقاه الله للإسلام ، وشكر الله مساعيه الجميلة ، و إني أشكر عنايته وأسأل المولى توفيقه وتسديده. إنه ولي الأجر والفضل وله المنة والحمد .

    كلمة المجلسي رحمه الله حول كتب المؤلف

       بعد أن عد في الفصل الأول من مقدمته على بحار الأنوار قبل سائر الأصول والكتب كتبه التي منها كتاب التوحيد قال في أول الفصل الثاني : ( إعلم أن أكثر الكتب التي اعتمدنا عليها في النقل مشهورة معلومة الانتساب إلى مؤلفيها ككتب الصدوق رحمه الله فإنها سوى الهداية وصفات الشيعة وفضائل الشيعة ومصادقة الإخوان وفضائل الأشهر ـ لا تقصر في الاشتهار عن الكتب الأربعة التي عليها المدار في هذه الأعصار وهي داخلة في إجازاتنا ، ونقل منها من تأخر عن الصدوق من الأفاضل الأخيار ، ولقد يسر الله لنا منها كتبا عتيقة مصححة ـ الخ ).

    شروح الكتاب

      1 ـ شرح للمولى الحكيم العارف القاضي محمد سعيد بن محمد مفيد القمي تلميذ المحدث الفيض الكاشاني ، وهو شرح كبير جيد لطيف أورد فيه المطالب الحكمية والعرفانية والكلامية بوجه حسن وبيان مستحسن ، فرغ منه سنة 1099 ه‍ .
      2 ـ شرح للمحدث الجزائري السيد نعمة الله ابن عبد الله التستري المتوفى سنة 1112 ه‍ ، اسمه ( أنس الوحيد في شرح التوحيد ).
      3 ـ شرح للأمير محمد علي نائب الصدارة بقم المشرفة.
      4 ـ شرح فارسي للمولى المحقق محمد باقر بن محمد مؤمن السبزواري المدفون

    التوحيد _ 8 _

       بمشهد الرضا عليه السلام سنة ، 1090 ه‍.
       كذا في الذريعة ملخصا مع زيادة .
       أقول : هذه الشروح غير مطبوعة ، وعلى الكتاب ترجمة في خلالها شروح يسيرة لمحمد علي بن محمد حسن الأردكاني ، ( اسمه أسرار توحيد ) طبع قبل سنوات والظاهر أن المترجم كان من علماء القرن الثالث عشر ، ولي عليه ترجمة ستطبع إن شاء الله تعالى .
    ( طبعاته )
      1 ـ بطهران ، سنة 1285 ه‍ طبعا حجريا ، بلحاقه حديث الشبلي عن الإمام سيد الساجدين في أسرار الحج وآدابه ، رمزها في التعليقة ( ط ).
      2 ـ بهند ، سنة 1321 بالطبع الحجري ، بلحاقه رسالة في السير والسلوك للعلامة المجلسي ـ رحمه الله تعالى ـ ، رمزها ( ن ).
      3 ـ بطهران ، سنة 1375 بالحروف ، لم نرمزها لتقاربها مع الأولى.
      4 ـ هذه الطبعة ، ونكتفي عن ذكر امتيازاتها بما يرى القارئ فيها .
    عدد الأبواب والأحاديث
       إن أبواب الكتاب سبعة وستون ، والظاهر من كثير من النسخ أنها ستة وستون بجعل الباب الثالث والأربعين في بعض النسخ وجعل التاسع والأربعين في بعض آخر مع قبله واحدا ، ولكن كل منهما في الموضعين باب على حدته لاختلاف موضوعه مع ما قبله ، والمؤلف رحمه الله لم يعنون حديثي ذعلب وحديثي سبخت بالباب ، ولكن جعلنا لفظ ( باب ) في الموضعين لحصول الاطراد ، ثم إن عناوين الأبواب في بعض النسخ مصدرة بلفظة ( في ) لكن تركناها طبقا لأكثر النسخ وسائر كتب الصدوق رحمه الله تعالى .
       وأما عدد الأحاديث فخمسمائة وثلاثة وثمانون ( 583 ).

    التوحيد _ 9 _

    مراجع التصحيح ورموزها

      1 ـ نسخة مصححة مخطوطة في القرن الحادي عشر ( 11 ) ه‍ ق ، عليها في مواضع كثيرة مختلفات النسخ وحواش يسيرة مفيدة من الحكيم النوري بقلمه ـ رحمه الله ـ وفي آخره ( تم كتاب التوحيد بعون الملك المجيد ) رمزها ( ب ) انظر ص 9 و 10.
      2 ـ نسخة مخطوطة في آخرها هذه العبارة : ( تم الكتاب المبارك بحمد الله وحسن توفيقه ـ والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين الطيبين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ـ بقلم الحقير الفقير تراب أقدام المؤمنين إسماعيل بن الشيخ إبراهيم في اليوم السابع والعشرين من شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وسبعين بعد الألف ( 1073 ) رمزها ( ج ) ـ انظر ص 11.
      3 ـ نسخة مخطوطة في آخرها هذه العبارة : ( تم الكتاب بعون الله الملك الوهاب على يد العبد الضعيف أعظم في شهر ذي العقدة سنة 1074 ) رمزها ( د ) انظر ص 12.
       تفضل بهذه النسخ الثلاث المفضال الألمعي ، العالم البارع الحاج الشيخ حسن المصطفوي التبريزي دام عزه.
      4 ـ نسخة مخطوطة في آخرها هذه العبارة : ( عارضت الكتاب من أوله إلى أول الباب الأخير وهو باب النهي عن الكلام والجدال والمراء في الله تعالى بنسخ متعددة تزيد على اثنتي عشرة وبالغت في التصحيح قدر الوسع والطاقة إلا مواضع يسيرة بقي لي اشتباه فيها وقد كتبت عليها علامة تنظر ، منها في باب العرش وصفاته منها في بحث عمران الصابئ ، ومنها في غيرها ، وكان ذلك في مشهد مولانا ثامن الأئمة الأطهار في شهور سنة 1083 ، كتب ذلك بيمناه الداثرة أحوج المفتاقين إلى رحمة ربه الغفور المنعم موسى الحسيني المدرس الخادم بلغه الله تعالى أقصى ما يتمناه والحمد لله أولا وآخرا ) رمزها ( ه‍ ) انظر ص 13 و 14.
       وهذه النسخة الآن في مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام العامة بالنجف الأشرف.

    التوحيد _ 10 _

      5 ـ نسخة مخطوطة في آخرها : ( تم كتاب التوحيد بعون الله الملك المجيد من تصنيف الشيخ الجليل أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي نزيل الري رضي الله عنه بيد أقل خلق الله نور الله عفي عنه سنة 1098 رابع عشر جمادى الثانية ) رمزها ( و ) انظر ص 15.
       وهذه النسخة عندي في مكتبتي .
      6 ـ النسخ المطبوعة الثلاث التي مر ذكرها ، ولم أكتف بذلك ، بل قابلت أحاديث الكتاب بما في الكافي والعيون والبحار وغيرها من الكتب التي ذكرت أحاديث الكتاب فيها ، والحمد لله على توفيقه .
      السيد هاشم الحسيني الطهراني
      يوم الاثنين ـ 20 / 6 / 1387 هـ ، ق .
      مطابق 3 / 6 / 1346 هـ ، ش .
      يوم ميلاد أم الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم

    التوحيد _ 11 _

    التوحيد _ 12 _

    التوحيد _ 13 _

    التوحيد _ 14 _

    التوحيد _ 15 _

    التوحيد _ 16 _

    التوحيد _ 17 _

    بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمد لله الواحد الأحد الذي لا شريك له ، الفرد الصمد الذي لا شبيه له ، الأول القديم الذي لا غاية له ، الآخر الباقي الذي لا نهاية له ، الموجود الثابت الذي لا عدم له ، الملك الدائم الذي لا زوال له ، القادر الذي لا يعجزه شيء ، العليم الذي لا يخفى عليه شيء ، الحي لا بحياة ، الكائن لا في مكان ، السميع البصير الذي لا آلة له ولا أداة ، الذي أمر بالعدل ، وأخذ بالفضل ، وحكم بالفصل ، لا معقب لحكمه ، ولا راد لقضائه ، ولا غالب لإرادته ، ولا قاهر لمشيته ، وإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء ، وإليه المرجع والمصير .
       وأشهد أن لا إله إلا الله رب العالمين ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله سيد النبيين وخير خلقه أجمعين ، وأشهد أن علي بن أبي طالب سيد الوصيين وإمام المتقين و قائد الغر المحجلين ، وأن الأئمة من ولده بعده حجج الله إلى يوم الدين ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
       قال الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الفقيه نزيل الري مصنف هذا الكتاب ـ أعانه الله تعالى على طاعته ، ووفقه لمرضاته ـ إن الذي دعاني إلى تأليف كتابي هذا أني وجدت قوما من المخالفين لنا ينسون عصابتنا إلى القول بالتشبيه والجبر لما وجدوا في كتبهم من الأخبار التي جهلوا تفسيرها ولم يعرفوا معانيها ووضعوها في غير موضعها (1) ولم يقابلوا بألفاظها ألفاظ القرآن فقبحوا بذلك عند الجهال صورة مذهبنا ، ولبسوا عليهم طريقتنا ، وصدوا ـ

    ---------------------------
    (1) في ( ب ) و ( د ) و ( و ) ( ووضعوها غير مواضعها ) في ( ج ) ( ووضعوها غير موضعها ).

    التوحيد _ 18 _

       الناس عن دين الله ، وحملوهم على جحود حجج الله فتقربت إلى الله تعالى ذكره بتصنيف هذا الكتاب في التوحيد (1) ونقي التشبيه ، والجبر ، مستعينا به ومتوكلا عليه ، و هو حسبي ونعم الوكيل.

    1 ـ باب ثواب الموحدين والعارفين

      1 ـ قال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي رضي الله عنه : حدثنا أبي ـ رضي الله عنه ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد ابن أبي عبد الله البرقي ، قال : حدثني أبو عمران العجلي ، قال : حدثنا محمد بن سنان قال : حدثنا أبو العلاء الخفاف ، قال : حدثنا عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما قلت ولا قال القائلون قبلي مثل لا إله إلا الله.
      2 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد ابن الحسن الصفار ، قال : حدثنا إبراهيم بن هاشم ، عن الحسين بن يزيد النوفلي عن إسماعيل بن مسلم السكوني ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : خير العبادة قول لا إله إلا الله.

    ---------------------------
    (1) التوحيد في اصطلاح المتكلمين اسم للعلم الذي يبحث فيه عن الله تعالى وصفاته و أفعاله ، فكتابه هذا كله في التوحيد بهذا المعنى ، وأما نفي التشبيه فهو من باب ذكر الخاص بعد العام لأهميته ، وكذا الجبر فإنه داخل في مبحث أفعاله تعالى .
       إعلم أن الناس في كل من المباحث الثلاثة ثلاثة : ففي مبحث إثبات الصانع ذهبت فرقة إلى الإبطال ، وفرقة إلى التشبيه والتجسيم ، وفرقة ـ هي النمط الأوسط ـ على أنه تعالى ثابت موجود بلا تشبيه ، وفي مبحث صفاته فرقة إلى زيادة الصفات على الذات في الحقيقة كالأشاعرة وفرقة إلى سلبها عنها ونيابة الذات عن الصفات كالمعتزلة ، وآخرون إلى أن ذاته تعالى مطابق كل من صفاته فإنه بوجوده الخاص به مصداق للعلم والقدرة والحياة وغيرها.
       وفي مبحث الأفعال فرقة إلى الجبر ، وأخرى إلى التفويض ، وآخرون إلى أمر بين أمرين ، والتفصيل موكول إلى محله .

    التوحيد _ 19 _

      3 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن هلال ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : سمعته يقول : ما من شيء أعظم ثوابا من شهادة أن لا إله إلا الله لأن الله عزوجل لا يعدله شيء ولا يشركه في الأمر أحد (1).
      4 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد بن جعفر الأسدي ، قال : حدثني موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى ضمن للمؤمن ضمانا ، قال : قلت : وما هو ؟ قال : ضمن له ـ إن هو أقر له بالربوبية ولمحمد صلى الله عليه وآله وسلم بالنبوة ولعلي عليه السلام بالإمامة وأدى ما افترض عليه ـ أن يسكنه في جواره ، قال : قلت : فهذه والله الكرامة التي لا يشبهها كرامة الآدميين (2) قال : ثم قال أبو عبد الله عليه السلام : اعملوا قليلا تتنعموا كثيرا .
      5 ـ حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه ، قال حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن إبراهيم بن زياد الكرخي عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من مات ولا يشرك بالله شيئا أحسن أو أساء دخل الجنة.
      6 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد ابن الحسن الصفار ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن علي بن ـ

    ---------------------------
    (1) قد تبين في محله أن شرف كل معرفة بحسب شرف المعروف لأن مطلوب العارف بالذات هو لاهي وإن ضلت أقوام إذ أخذوا ما بالعرض مكان ما بالذات ، فلأن الله تعالى لا يعدله شيء فمعرفته لا يعدلها شيء مما يحصل للإنسان من المعارف والأعمال ، فهي أعظم ثوابا من كل ما يثاب به الإنسان ، بل لا ثواب لغيرها من دونها لأن أول الديانة معرفته .
    (2) هذا الحديث مقيد لسائر الأحاديث المطلقة في هذا الباب وشارح لها ، ومن هذا وغيره بل من بعض الآيات القرآنية يظهر أن السيئات ما لم تصل إلى حد ينافي إحدى هذه الأربع لا تمنع من دخول الجنة ، إلا أن السيئة كائنة ما كانت لا بد أن تمحى بأمر من الأمور في الدنيا أو في البرزخ أو في القيامة ، ثم يدخل صاحبها الجنة.

    التوحيد _ 20 _

       أسباط ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصيرة ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، في قول الله عزوجل : ( هو أهل التقوى وأهل المغفرة ) قال : قال الله تبارك وتعالى : أنا أهل أن اتقى ولا يشرك بي عبدي شيئا ، وأنا أهل أن لم يشرك بي عبدي شيئا أن أدخله الجنة ، وقال عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى أقسم بعزته وجلاله أن لا يعذب أهل توحيده بالنار أبدا.
      7 ـ حدثنا محمد بن أحمد الشيباني(1) رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد بن أبي ـ عبد الله الكوفي ، قال : حدثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن علي بن سالم ، عن أبي بصير ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى حرم أجساد الموحدين على النار.
      8 ـ حدثنا أبي رحمه الله ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سيف ، عن أخيه علي ، عن أبيه سيف بن عميرة ، قال : حدثني الحجاج بن أرطاة ، قال : حدثني أبو الزبير ، عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : الموجبتان (2) من مات يشهد أن لا إله إلا الله ( وحده لا شريك له ) (3) دخل الجنة ، ومن مات يشرك بالله دخل النار.
      9 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد

    ---------------------------
    (1) هذا الرجل يلقب بالسناني أيضا كما في بعض أحاديث الكتاب. ولعل الشيباني مصحف السناني وهو أبو عيسى محمد بن أحمد بن محمد بن سنان الزاهري نزيل الري المترجم في رجال الشيخ في باب من لم يرو عنهم. والسناني نسبة إلى جده الأعلى.
    (2) الموجبتان مبتدء وما بعده خبره ، وهي على صيغة الفاعل عبارة أخرى عن القضية الشرطية التي توجب حقيقة مقدمها حقيقة تاليها ، أي الموت على التوحيد يوجب دخول الجنة وهو على الاشراك يوجب دخول النار ، وروى الصدوق في معاني الأخبار ص 183 والكليني في الكافي ج 3 ص 343 عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : ( لا تنسوا الموجبتين أو قال عليكم بالموجبتين في دبر كل صلاة ، قلت : وما الموجبتان ؟ قال : تسأل الله الجنة وتتعوذ به من النار ).
    (3) ما بين القوسين زيادة في نسخة ( ج ) و ( و ).

    التوحيد _ 21 _

       ابن عيسى ، عن الحسين بن سيف ، عن أخيه علي ، عن أبيه سيف بن عميرة ، عن الحسن بن الصباح ، قال : حدثني أنس ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : كل جبار عنيد من أبى أن يقول لا إله إلا الله.
      10 ـ حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي رضي الله عنه ، قال : حدثني جدي الحسن بن علي الكوفي ، عن الحسين بن سيف ، عن أخيه علي ، عن أبيه سيف بن عميرة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : جاء جبرئيل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا محمد طوبى لمن قال من أمتك : لا إله إلا الله وحده وحده وحده .
      11 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي جميلة ، عن جابر ، عن أبي عبد الله جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أتاني جبرئيل بين الصفا والمروة ، فقال : يا محمد طوبى لمن قال من أمتك : لا إله إلا الله وحده مخلصا .
      12 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا علي بن الحسين الكوفي ، عن أبيه ، عن الحسين بن سيف ، عن أخيه علي ، عن أبيه سيف بن عميرة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي الطفيل ، عن علي عليه السلام قال : ما من عبد مسلم يقول : لا إله إلا الله إلا صعدت تخرق كل سقف لا تمر بشيء من سيئاته إلا طلستها حتى تنتهي إلى مثلها من الحسنات فتقف .
      13 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن الحسين بن سيف ، عن أخيه علي ، عن المفضل بن صالح ، عن عبيد بن زرارة ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : قول لا إله إلا الله ثمن الجنة.
      14 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد ابن عيسى ، عن الحسين بن سيف ، عن سليمان بن عمرو ، قال : حدثني عمران بن أبي عطاء ، قال : حدثني عطاء ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ما من الكلام

    التوحيد _ 22 _

       كلمة أحب إلى الله عزوجل لا إله إلا الله ، وما من عبد يقول : لا إله إلا الله يمد بها صوته فيفرغ إلا تناثرت ذنوبه تحت قدميه كما يتناثر ورق الشجر تحتها (1).
      15 ـ حدثنا أبو نصر محمد بن أحمد بن تميم السرخسي الفقيه بسرخس ، قال : حدثنا أبو لبيد محمد بن إدريس الشامي ، قال : حدثنا هارون بن عبد الله الجمال ، عن أبي أيوب ، قال : حدثني قدامة بن محرز الأشجعي ، قال : حدثني مخرمة بن بكير بن عبد الله بن الأشج (2) ، عن أبيه ، عن أبي حرب بن زيد بن خالد الجهني ، قال : أشهد على أبي زيد بن خالد لسمعته يقول : أرسلني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال لي : بشر الناس أنه من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له فله الجنة.
       16 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه ، قال : حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي ، قال : حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن زياد ، عن أبان وغيره ، عن الصادق عليه السلام قال : من ختم صيامه بقول صالح أو عمل صالح (3) تقبل الله منه صيامه ، فقيل له : يا ابن رسول الله ما القول الصالح ؟ قال : شهادة أن لا إله إلا الله ، والعمل الصالح إخراج الفطرة.
      17 ـ حدثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوري بنيسابور ، قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن هارون الخوري ، قال : حدثنا جعفر بن محمد ابن زياد الفقيه الخوري ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الله الجويباري ، ويقال له : الهروي والنهرواني والشيباني ، عن الرضا علي بن موسى ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما جزاء من أنعم الله عزوجل عليه

    ---------------------------
    (1) في نسخة ( ج ) : ( كما يتناثر ورق الشجرة تحتها ).
    (2) عنونه ابن حجر في التقريب وقال : مخرمة بن بكير بن عبد الله بن الأشج أبو ـ المسور المدني صدوق .
    (3) الترديد بحسب أفراد المكلفين فإن من لم يقدر على إخراج الفطرة فليختم صيامه بشهادة أن لا إله إلا الله ، وهذا الحديث ذكره الصدوق في معاني الأخبار بالواو في هذا الموضع مكان أو.

    التوحيد _ 23 _

       بالتوحيد إلا الجنة.
      18 ـ وبهذا الإسناد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن لا إله إلا الله كلمة عظيمة كريمة على الله عزوجل ، من قالها مخلصا استوجب الجنة ، ومن قالها كاذبا عصمت ماله ودمه ، وكان مصيره إلى النار.
      19 ـ وبهذا الإسناد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من قال : لا إله إلا الله في ساعة من ليل أو نهار طلست (1) ما في صحيفته من السيئات.
      20 ـ وبهذا الإسناد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن الله عزوجل عمودا من ياقوتة حمراء (2) رأسه تحت العرش ، وأسفله على ظهر الحوت في الأرض السابعة السفلى.
       فإذا قال العبد : لا إله إلا الله اهتز العرش (3) وتحرك العمود وتحرك الحوت ، فيقول الله تبارك وتعالى : اسكن يا عرشي ، فيقول : كيف أسكن وأنت لم تغفر لقائلها (4) فيقول الله تبارك وتعالى : اشهدوا سكان سماواتي أني قد غفرت لقائلها .

    ---------------------------
    (1) أي محيت.
    (2) ذكر العمود في الأحاديث كثير ، وهذا الكلام تمثيل لوضع عمود الأمر النازل من عرش الله تعالى على كاهل صاحب الأمر عليه السلام الذي عبر عنه بالحوت كما عبر عن النبي صلى الله عليه وآله بالنون ، وإطلاق العمود على الأمر القائم عليه أمر آخر من الأمور المجردة غير قليل في لسان الشرع وغيره كما ورد في الحديث ( الصلاة عمود الدين ) والمراد من العمود هنا كما يستفاد من أخبارنا هو علم الإمام الذي عليه يقوم أمر الخلائق من التكوين والتشريع ، وكونه من ياقوتة حمراء تعبير عن تلك الحقيقة بأنفس جوهر من الجواهر الجسمانية كما هو الشأن في السنة أصحاب الوحي إذا حاولوا بيان حقائق العوالم التي فوق عالمنا هذا ، فإنهم يعبرون عن تلك الحقائق بنفائس جواهر هذا العالم إذ ليست عندنا ألفاظ ومفاهيم تحكى عن تلك الحقائق ، والأرض السابعة هي هذه الأرض التي هي قرار الإنسان وغيره مما يحتاج إليه لحياته الدنيوية وهي سابعة الأراضي السبع التي ست منها في السماوات على ما فصل في حديث مذكور عن الإمام الرضا عليه السلام.
    (3) الاهتزاز البهجة والسرور ، وهذا تمثيل لتأثير حقيقة التوحيد في جميع الكائنات.
    (4) هذا تمثيل لاستدعاء العرش لأن يشمل رحمة الحق تعالى وغفرانه الداخل في حيطة التوحيد ، والعرش يطلق على معان : منها جميع الخلق باعتبار ملك الحق عليه ونفاذ سلطانه فيه ، والأنسب في هذا الحديث هذا المعنى ، والذي ذكرت في تفسير الحديث يستفاد من أحاديثنا والمتتبع غير جاهل به .

    التوحيد _ 24 _

      21 ـ حدثنا أبو الحسين محمد بن علي بن الشاه الفقيه بمرو الروذ ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله النيسابوري ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد ابن عباس الطائي بالبصرة ، قال : حدثني أبي في سنة ستين ومائتين ، قال : حدثني علي بن موسى الرضا عليهما السلام ، سنة أربع وتسعين ومائة (1) قال : حدثني أبي موسى ابن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي قال : حدثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدثني أبي الحسين بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يقول الله جل جلاله : ( لا إله إلا الله ) حصني ، فمن دخله أمن من عذابي.
      22 ـ حدثنا أبو سعيد محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق المذكر النيسابوري بنيسابور ، قال : حدثني أبو علي الحسن بن علي الخزرجي الأنصاري السعدي (2) قال : حدثنا عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي ، قال : كنت مع علي بن موسى الرضا عليهما السلام ، حين رحل من نيسابور وهو راكب بغلة شهباء ، فإذا محمد بن رافع و أحمد بن حرب ويحيى بن يحيى وإسحاق بن راهويه وعدة من أهل العلم قد تعلقوا بلجام بغلته في المربعة (3) فقالوا : بحق آبائك المطهرين حدثنا بحديث قد سمعته من أبيك ، فأخرج رأسه من العمارية وعليه مطرف خز ذو وجهين وقال : حدثني أبي العبد الصالح موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي الصادق جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي أبو جعفر محمد بن علي باقر علم الأنبياء ، قال : حدثني أبي علي بن ـ

    ---------------------------
    (1) في النسخ سنة أربع وستين ومائة وهو تصحيف ، صححناه من كتاب العيون ص 194.
    (2) في نسخة ( ب ) و ( ه‍ ) ( الحسن بن علي الخزرجي الأنصاري السعيدي ). وفي العيون كما في المتن.
    (3) المربعة بفتح الأول يحتمل أن يكون اسما للمكان الذي فيه اليربوع أي الفار البري ، وذكر العلامة المجلسي ـ رحمه الله ـ في البحار في الصفحة السادسة من الجزء السادس من الطبعة الحديثة بعد ذكر هذا الحديث وجوها لها .

    التوحيد _ 25 _

       الحسين سيد العابدين ، قال : حدثني أبي سيد شباب أهل الجنة الحسين ، قال :
       حدثني أبي علي بن أبي طالب عليهم السلام ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول : قال الله جل جلاله : إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدوني ، من جاء منكم بشهادة أن لا إله إلا الله بالاخلاص دخل في حصني ومن دخل في حصني أمن من عذابي.
      23 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه ، قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي ، قال : حدثنا محمد بن الحسين الصوفي ، قال : حدثنا يوسف ابن عقيل ، عن إسحاق بن راهويه ، قال : لما وافى أبو الحسن الرضا عليه السلام بنيسابور وأراد أن يخرج منها إلى المأمون اجتمع إليه أصحاب الحديث فقالوا له : يا ابن رسول الله ترحل عنا ولا تحدثنا (1) بحديث فنستفيده منك ؟ وكان قد قعد في العمارية ، فأطلع رأسه وقال : سمعت أبي موسى بن جعفر يقول : سمعت أبي جعفر بن محمد يقول : سمعت أبي محمد بن علي يقول : سمعت أبي علي بن الحسين يقول : سمعت أبي الحسين ابن علي بن أبي طالب يقول : سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : سمعت جبرئيل يقول : سمعت الله جل جلاله يقول : لا إله إلا الله حصني فمن دخل أمن من عذابي.
       قال : فلما مرت الراحلة نادانا ، بشروطها وأنا من شروطها .
       قال مصنف هذا الكتاب : من شروطها الاقرار للرضا عليه السلام بأنه إمام من قبل الله عزوجل على العباد ، مفترض الطاعة عليهم .
       24 ـ حدثنا أبو نصر محمد بن أحمد بن تميم السرخسي ، قال : حدثنا أبو لبيد محمد بن إدريس الشامي ، قال : حدثنا إسحاق بن إسرائيل ، قال : حدثنا حريز (2) عن عبد العزيز ، عن زيد بن وهب ، عن أبي ذر ـ رحمه الله ـ قال : خرجت ليلة من الليالي فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمشي وحده ليس معه إنسان ، فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد ، قال : فجعلت أمشي في ظل القمر ، فالتفت فرآني ، فقال : من

    ---------------------------
    (1) في نسخة ( ط ) و ( ن ) ( ولم تحدثنا ).
    (2) أخرجه البخاري في صحيحه ج 8 ص 116 عن حريز عن زيد عن أبي ذر رضي الله عنه.

    التوحيد _ 26 _

       هذا ؟ قلت : أبو ذر جعلني الله فداك ، قال : يا أبا ذر تعال ، فمشيت معه ساعة ، فقال : إن المكثرين هم الأقلون(1) يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيرا فنفح منه بيمينه وشماله (2) وبين يديه ووراءه وعمل فيه خيرا ، قال : فمشيت معه ساعة ، فقال : اجلس ههنا ، وأجلسني في قاع حوله حجارة ، فقال لي : إجلس حتى أرجع إليك ، قال : وانطلق في الحرة حتى لم أره وتوارى عني ، فأطال اللبث ، ثم إني سمعته صلى الله عليه وآله وسلم وهو مقبل وهو يقول : وإن زنى أن سرق ، قال : فلما جاء لم أصبر حتى قلت : يا نبي الله جعلني الله فداك من تكلمه في جانب الحرة ؟ فإني ما سمعت أحدا يرد عليك من الجواب شيئا ، قال : ذاك جبرئيل عرض لي في جانب الحرة ، فقال : بشر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله عزوجل شيئا دخل الجنة ، قال : قلت : يا جبرئيل وإن زنى وإن سرق ؟ قال : نعم وإن شرب الخمر (3).
       قال مصنف هذا الكتاب : يعني بذلك أنه يوفق للتوبة حتى يدخل الجنة.
      25 ـ حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الأنماطي ، قال أخبرنا أبو عمرو أحمد بن الحسن بن غزوان ، قال : حدثنا إبراهيم بن أحمد ، قال : حدثنا داود بن عمرو ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينا رجل مستلق على ظهره ينظر إلى

    ---------------------------
    (1) الأقلون جمع الأقل وهو صفة مشبهة على نحو أحمر وأحمق بمعنى المقل الذي لا شيء عنده ، وفي صحيح البخاري ( هم المقلون ).
    (2) النفح بالحاء المهملة : الضرب والرمي كما في النهاية الأثيرية وفي الصحيح ( فنفح فيه يمينه وشماله ) أي ضرب يديه فيه بالعطاء ، وعلى ما في المتن ( من ) للتبعيض والضمير المجرور بها يرجع إلى المال المدلول عليه في الكلام لا إلى ( خيرا ) لأن المراد منه التوفيق وحب الإنفاق الناشئ من الإيمان بالله واليوم الآخر ، والباء للظرفية ، ومعنى الكلام :
       إلا من أعطاه الله التوفيق وحب الإنفاق فأخرج بعضا من ماله فيمن حوله من الفقراء و الجيران ، وفي نسخة ( ط ) و ( ن ) و ( ج ) و ( ه‍ ) ( فنفخ ) بالخاء المعجمة .
    (3) هذا الحديث بعينه سندا ومتنا مذكور في الباب الثالث والستين ، وليس بمذكور ههنا في نسخة ( ب ) و ( د ).

    التوحيد _ 27 _

       السماء وإلى النجوم ويقول : والله إن لك لربا هو خالقك اللهم اغفر لي ، قال : فنظر الله عزوجل إليه فغفر له .
      قال مصنف هذا الكتاب : وقد قال الله عزوجل : ( أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء )(1) يعني بذلك : أولم يتفكروا في ملكوت السماوات والأرض وفي عجائب صنعها ، أولم ينظروا في ذلك نظر مستدل معتبر ، فيعرفوا بما يرون ما أقامه الله عزوجل من السماوات والأرض مع عظم أجسامها وثقلها على غير عمد وتسكينه إياها بغير آله ، فيستدلوا بذلك على خالقها ومالكها ومقيمها أنه لا يشبه الأجسام ولا ما يتخذ الكافرون إلها من دون الله عزوجل ، إذ كانت الأجسام لا تقدر على إقامة الصغير من الأجسام في الهواء بغير عمد وبغير آلة ، فيعرفوا بذلك خالق السماوات والأرض وسائر الأجسام ، ويعرفوا أنه لا يشبهها و لا تشبهه في قدرة الله وملكه (2) وأما ملكوت السماوات والأرض فهو ملك الله لها و اقتداره عليها ، وأراد بذلك ، أولم ينظروا ويتفكروا في السماوات والأرض في الخلق الله عزوجل إياهما على ما يشاهدونهما عليه ، فيعلموا أن الله عزوجل هو مالكها والمقتدر عليها لأنها مملوكة مخلوقة ، وهي في قدرته وسلطانه وملكه ، فجعل نظرهم في السماوات والأرض وفي خلق الله لها نظرا في ملكوتها وفي ملك الله لها لأن الله عزوجل لا يخلق إلا ما يملكه ويقدر عليه ، وعنى بقوله : ( وما خلق الله من شيء ) يعني : من أصناف خلقه ، فيستدلون به على أن الله خالقها وأنه أولى بالإلهية من الأجسام المحدثة المخلوقة.
       26 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن محمد بن حمران ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : من قال .
       لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة وإخلاصه أن تحجزه لا إله إلا الله عما حرم

    ---------------------------
    (1) الأعراف : 185.
    (2) لم أعلم لهذا القيد وجها لأنه تعالى لا يشبهه شيء في شيء ، إلا أن يتعلق الظرف بقوله : ( يعرفوا ) على وجه بعيد .

    التوحيد _ 28 _

       الله عزوجل .
      27 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، والحسن بن علي الكوفي ، وإبراهيم بن هاشم كلهم ، عن الحسين ابن سيف ، عن سليمان بن عمرو ، عن المهاجر بن الحسين (1) ، عن زيد بن أرقم ، عن النبي صلى الله عليه وآله ، قال : من قال : لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة ، وإخلاصه أن تحجزه لا إله إلا الله عما حرم الله عزوجل.
      28 ـ حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن علي بن عمرو العطار ببلخ ، قال : حدثنا محمد بن محمود ، قال : حدثنا حمران ، عن مالك بن إبراهيم بن طهمان ، عن ( أبي ) حصين ، عن الأسود بن هلال (2) ، عن معاذ بن جبل ، قال : كنت رديف النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : يا معاذ هل تدري ما حق الله عزوجل على العباد ؟ ـ يقولها ثلاثا ـ ، قال : قلت : الله ورسوله أعلم ، فقال رسول الله : حق الله عزوجل على العباد أن لا يشركوا به شيئا ، ثم قال صلى الله عليه وآله : هل تدري ما حق العباد على الله عزوجل إذا فعلوا ذلك ؟ قال : قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : أن لا يعذبهم ، أو قال : أن لا يدخلهم النار.
      29 ـ حدثنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري : قال : حدثنا محمد بن أحمد بن حمران القشيري ، قال : حدثنا أبو الجريش أحمد بن عيسى الكلابي قال : حدثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام سنة خمسين ومائتين ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عن علي عليهم السلام ، في قول الله عزوجل : ( هل جزاء الاحسان إلا الاحسان ) قال علي عليه السلام : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : إن الله عزوجل قال : ما جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة.

    ---------------------------
    (1) في نسخة ( د ) و ( ب ) و ( و ) ( المهاجر بن الحسن ).
    (2) الأسود بن هلال هو المحاربي أبو سلام الكوفي مخضرم ثقة جليل مات سنة أربع وثمانين كما في التقريب لابن حجر والخبر رواه مسلم عن أبي حصين ، عن الأسود عن معاذ .

    التوحيد _ 29 _

      30 ـ حدثنا الحاكم عبد الحميد بن عبد الرحمن بن الحسين ، قال : حدثنا أبو يزيد بن محبوب المزني ، قال : حدثنا الحسين بن عيسى البسطامي ، قال : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، قال : حدثنا شعبة ، عن خالد الحذاء ، عن أبي بشر العنبري ، عن حمران ، عن عثمان بن عفان ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من مات وهو يعلم أن الله حق دخل الجنة. (1)
      31 ـ حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : أخبرني علي بن إبراهيم بن هاشم ، قال : حدثني إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، عن عبد الله بن حماد الأنصاري ، عن الحسين بن يحيى بن الحسين ، عن عمرو بن طلحة ، عن أسباط بن نصر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : والذي بعثني بالحق بشيرا لا يعذب الله بالنار موحدا أبدا ، وإن أهل التوحيد ليشفعون فيشفعون ، ثم قال عليه السلام : إنه إذا كان يوم القيامة أمر الله تبارك وتعالى بقوم ساءت أعمالهم في دار الدنيا إلى النار ، فيقولون يا ربنا كيف تدخلنا النار وقد كنا نوحدك في دار الدنيا ؟ وكيف تحرق بالنار ألسنتنا وقد نطقت بتوحيدك في دار الدنيا ؟ وكيف تحرق قلوبنا وقد عقدت على أن لا إله إلا أنت ؟ أم كيف تحرق وجوهنا وقد عفرناها لك في التراب ؟ أم كيف تحرق أيدينا وقد رفعناها بالدعاء إليك ، فيقول الله جل جلاله : عبادي ساءت أعمالكم في دار الدنيا فجزاؤكم نار جهنم ، فيقولون : يا ربنا عفوك أعظم أم خطيئتنا ؟ فيقول عزوجل : بل عفوي ، فيقولون : رحمتك أوسع أم ذنوبنا ؟ فيقول عزوجل : بل رحمتي ، فيقولون : إقرارنا بتوحيدك أعظم أم ذنوبنا ؟ فيقول عزوجل : بل إقراركم بتوحيدي أعظم ، فيقولون : يا ربنا فليسعنا عفوك ورحمتك التي وسعت كل شيء ، فيقول الله جل جلاله ، ملائكتي وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أحب إلي من المقرين لي بتوحيدي وأن لا إله غيري ، وحق علي أن لا أصلي بالنار أهل توحيدي ادخلوا عبادي الجنة.

    ---------------------------
    (1) أخرجه مسلم في صحيحه ج 1 ص 41 بإسناده عن خالد الحذاء ـ الخ ).

    التوحيد _ 30 _

      32 ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان : حدثنا الحسن بن علي السكري ، قال : حدثنا محمد بن زكريا الجوهري البصري ، قال : حدثنا جعفر ابن محمد بن عمارة ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من مات لا يشرك بالله شيئا أحسن أو أساء دخل الجنة.
      33 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم و أبي أيوب ، قالا : قال أبو عبد الله عليه السلام : من قال : لا أله إلا الله مائة مرة كان أفضل الناس ذلك اليوم عملا إلا من زاد.
      34 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثني أحمد بن هلال ، عن أحمد بن صالح ، عن عيسى بن عبد الله من ولد عمر بن علي ، عن آبائه ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : قال الله جل جلاله لموسى :
       يا موسى لو أن السماوات وعامريهن والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله (1).
      35 ـ حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عبد العزيز العبدي ، عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : من قال في يوم : ( أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إلها واحدا أحدا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ) كتب الله عزوجل له خمسة وأربعين ألف ألف حسنة ، ومحا عنه خمسة وأربعين ألف ألف سيئة ، ورفع له في الجنة خمسة وأربعين ألف ألف درجة ، وكان كمن قرأ القرآن اثنتي عشرة مرة ، وبنى الله بيتا في الجنة.

    ---------------------------
    (1) لأن الموجودات قائمة بحقيقة التوحيد الذي أجراه الله تعالى عليها كما في الحديث السابع من الباب العاشر والقائم يقصر عن الذي قام به .