تأليف:
الشــيخ عــلاء لازم العيـسى
الإهــداء

  إليكَ يا أميرَ المُؤمنين
  يا من حبّه عنوان صحيفة المؤمن

وليد الكعبة _ 7 _

تمهيد

  الحمدُ للهِ الأوّلِ قبلَ كُلِّ أوّلٍ ، والآخِرِ بعدَ كُلِّ آخِرٍ ، وبأوّليّتهِ وجبّ أنْ لا أوّلَ لَهُ ، وبآخِريّتِهِ وَجَبَ أنْ لا آخِرَ لَهُ ، وأشهَدُ أنْ لا إله إلّا اللهُ شهادةً يوافقُ فيها السِّرُّ الإعلانَ ، والقلبُ اللسان (1) ، والصلاةُ والسلامُ على محمّدٍ المصطفى وآلهِ سفن النّجا ، وبعد : فممّا لا شكّ فيه إنّ أهمّ سمةٍ من سماتِ كتابة السيرة لأيّ كان من المشاهيرِ والعظماءِ ، هي البحث الشجاع والنزيه عن الحقيقةِ بلا تزويرٍ أو تزويقٍ والكتابة بصدقٍ ، وبطريقةٍ بعيدةٍ عن تكييف التفاصيل سلباً أو إيجاباً ، لأن في التاريخ الصادق قوّة خفيّة تثأر لنفسها ولو بعد حين .
  وهذا ما حدثَ فعلاً مع سيرةِ إمام المتّقين علي بن أبي طالب (ع) فبالرغم من محاولاتِ أعدائهِ المتكرّرة لإخفاء فضائلهِ ، والانتقاص من منزلتهِ والتحامل عليه وعلى أولاده وأهل بيته ، فقد شاء الله تعالى أن يبقي اسمه عنواناً للفضيلة ، وأن تكون سيرته وسلوكه مناراً للسالكين ، وفناراً يُهتدى به للوصول إلى عالم الحقّ والخير والجمال :
حسَدٌ إلى حِقدٍ وخسّةِ iiمعدنٍ      ii
مطرتْ عليكَ وكُلّهُنَّ iiهتونُ      ii
رامُوا بها أن يدفنوكَ فهالهم      ii

---------------------------
(1) من خطبةٍ لأمير المؤمنين (ع) ، شرح نهج البلاغة البلاغة ، عبدالحميد بن هبة الله الشهير بابن أبي الحديد المعتزلي 7 / 67 خ 100 ، ط 2 ، تقديم وتعليق الشيخ حسين الأعلمي ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت 2004 م .


وليد الكعبة _ 8 _

أن  عـادَ سـعيهُمُ هـو iiالمدفُونُ      ii
وتـوهّمُوا  أن يُـغرقوكَ iiبشتمهِم      ii
أتـخافُ مـن غرقٍ وأنتَ iiسَفينُ      ii
سـتظَلُّ تـحسبُكَ الكواكِبُ كوكباً      ii
ويـهزُّ  سـمعَ الدهرِ منكَ iiرنينُ      ii
وتـعيشُ  مـن بعد الخلودِ iiدلالة      ii
في أنّ ما تهوى السماءُ يكونُ (1)       ii
  قارئي العزيز ، إنّ هذه الوريقات التي بين يديك دليلُ ولاءٍ لسيّد الوصيين (ع) ، وهي قليل من كثير ، عسى أن تنفعني يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلّا من أتى الله بقلب سليم ، وآمل منه سبحانه وتعالى أن يتقبله منّي قبولاً حسناً ، والحمد لله أوّلاً وأخيراً .

---------------------------
(1) أبيات من قصيدة للشيخ أحمد الوائلي (رحمه الله).

وليد الكعبة _ 9 _

الولادة المباركة
  وُلِد الإمامُ عليّ (ع) ـــ على أرجح الأقوال ـــ يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلةٍ خلت من شهـر رجب ، بعـد ولادة النبي الأكرم (ص) بثلاثين سنة ، وكانت ولادته بمكّة المكرّمة في الكعـبة المشرّفة (1) ، والكعـبة لم تكن محلّ ولادة لمن سبق أمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي (عليها السلام) من النساء أو من أتى بعدها منهـن ، فلم يولد قبله ولا بعـده مولود في بيت الله تعالى سواه .
  وعن تفاصيل الولادة المباركة ، روى الشيخ الصدوق بسنده عن سعـيد بن جبير ، قال : قال يزيد بن قعـنب : كنتُ جالساً مع العباسِ بن عبدالمطّلب وفريق من عبدالعـزّى بإزاء بيت الله الحـرام إذ أقبلتْ فاطمةُ بنت أسد أم أمير المؤمنين عليه السلام وكانت حاملة به لتسعةِ أشهـرٍ وقد أخـذها الطلق ، فقالت ربّ إنّي مؤمنةٌ بكَ وبما جاء مِنْ عندكَ مِن رُسُلٍ وكتُبٍ ، وإنّي مصدّقةٌ بكلامِ جدّي إبراهيم الخليل عليه السلام وإنه بنى البيت العتيق ، فبحق الذي بنى هذا البيت وبحق المولود الذي في بطني لما يسّرت عليّ ولادتي .
  قال يزيد بن قعنب : فرأينا البيت وقد إنفتح عن ظهره ودخلت فاطمة فيه وغابت عن أبصارنا والتزق الحائط ، فـرُمْنا أن ينفتح لنا قفل الباب

---------------------------
(1) ينظر عن ولادتهِ (ع) في الكعبة : مروج الذهب ومعادن الجوهر ، ابو الحسن المسعودي ، 2 / 368 ، ط 2 ، دار الكتاب العربي ، بيروت 2007 م ، المجدي في انساب الطالبيين ، السيد نجم الدين العلوي العمري النسابة ص 192 ، تحقيق د . احمد الدامغاني ، ط 2 ، مكتبة المرعشي النجفي ، قم 1422 هـ ، عمدة الطالب في انساب آل أبي طالب ، ابن عنبة الحسني ص 58 ، دار الأندلس ، النجف ( د . ت ) ، الإرشاد ، الشيخ محمد بن محمد بن النعمان العكبري الملقب بالشيخ المفيد ص 9 ، ط 2 ، المطبعة الحيدرية ، النجف ، 1972 م ، أعيان الشيعة ، السيد محسن الأمين مج 2 / 7 ، ط 5 ، تحقيق حسن الأمين ، دار التعارف للمطبوعات ، بيروت ، 1998 م .

وليد الكعبة _ 10 _

  فلم ينفتح فعلمنا إن ذلك أمر الله عـزّ وجل ، ثم خـرجت بعـد الرابع وبيدها أمير المؤمنين عليه السلام )) (1) .
  وبعـد ولادته (ع) عاش مدّة في بيت والده أبي طالب (ع) وانتقل في السادسة من عمره الشريف للعـيش في بيت رسول الله (ص) ،فنشأ وترعرع تحت رعايته ووصايته حتى بعث الله سيّدنا محمداً نبيّاً ، وقد أشار (ع) زمن خلافته في إحدى خطبه إلى هذه الفترة التربوية قائلاً : (( وقـد عَـلِمتُم مَوضِعي من رسولِ الله صلّى الله عليهِ وآلِهِ ؛ بالقرابةِ القريبةِ والمنزلةِ الخَصيصَةِ ،وضعـني في حِجْرهِ ، وأنا وليدٌ يضُمَّني إلى صَدرهِ ، ويَكنُفُني في فراشهِ ، ويُمِسَّني جَسَدَهُ ، ويُشِمُّني عَـرْفَهُ ، وكان يَمضَغُ الشئ ثمّ يُلقِمُنيه ، وما وجَدَ لي كَذبَةً في قولٍ ، ولا خطلَةً في فِعلٍ ، ولقد قَرَنَ اللهُ بهِ صلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ مِن لَدُنْ أن كانَ فطيماً ، أعظمَ مَلَكٍ مِن ملائكتِهِ ، يَسْلُكُ بهِ طريقَ المكارِم ومحاسِنَ أخلاقِ العالَمِ ، ليلَهُ ونهارَهُ ،ولقد كنتُ أتبعه إتّباعَ الفصيلِ أثَرَ أمّهِ ، يرفعُ لي في كُلّ يومٍ مِنْ أخلاقهِ عَلَماً ، ويأمرني بالإقتداء به ، ولقد كان يُجاورُ في كلّ سنةٍ بحراءَ فأراهُ ولا يراهُ غَيري ، ولم يجمعْ بيتٌ واحِدٌ في الإسلام غيرَ رسُولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وخديجةَ وأنا ثالِثُهُما ، أرى نورَ الوحيِ والرسالةِ ، وأشَّمُّ ريحَ النُبوّةِ ، ولقد سَمِعتُ رنّةَ الشيطانِ حينَ نزلَ الوحي عليهِ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ ، فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ما هذه الرنّةُ ؟ فقال : هذا الشيطانُ قد أيِسَ من عبادتهِ ، إنّكَ تسمعُ ما

---------------------------
(1) الأمالي ، لأبي جعفر محمد بن علي المعروف بالشيخ الصدوق ص 105 المجلس السابع والعشرون ، ح 9 ، ط 1 ، مؤسسة التاريخ العربي ، بيروت 2009 م

وليد الكعبة _ 11 _

  أسمَعُ ، وترى ما أرى ، إلّا أنّك لستَ بنبيّ ولكنّكَ لوزيرٌ ، وإنّكَ لعلى خَيرٍ)) (1) .

أشهرُ أسمائِهِ
  سمّته أمّه فاطمة بنت أسد (ع) ( حيدرة ) أي الأسد تيمناً باسم أبيها ، فغيّر أبوه اسمه وسمّاه عليّاً ، وهذا قول أمير المؤمنين (ع) في رجزه المشهور : (( أنا الذي سمّتني أمّي حيدرة )) ، يدلّ عليه خبره يوم برز إليه اليهودي مَرْحب في غزوة خيبر ، وارتجز عليه فقال : (( أنا الذي سمّتني أمّي مرحباً )) ، فأجابه عليه السلام رجزاً :
أنا الذي سمّتني أمّي iiحيدرا      ii
كليثِ  غاباتٍ شديدٍ iiقسْوَرة      ii
أكيلكم بالسيف كيل السندرة      ii
  وسُمّي ( ع ) ( قضيم ) ، فقد روى علي بن إبراهيم بن هاشم القمي بسنده عن الإمام الصادق (ع) أنه سُئل عن معنى قول طلحة بن أبي طلحة العبدري لما برز إليه علي (ع) يوم أحد ، فسأله طلحة : من أنت يا غلام ؟ قال : أنا علي بن أبي طالب ، فقال : قد علمت يا قضيم أنه لا يجسر عليّ أحد غيرك ، ما معنى قوله يا قضيم ؟ فقال الصادق

---------------------------
(1) شرح نهج البلاغة 13 / 136 .

وليد الكعبة _ 12 _

  (ع) : (( إنّ رسول الله صلّى الله عـليه وآله وسلّم كان بمكة لم يجسر عـليه أحد لمكان أبي طالب ، وأغــروا به الصبيان ، فكان إذا خرج يرمونه بالحجارة والتراب ، فشكا ذلك إلى علي عليه السلام ، فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله إذا خرجت فأخرجني معك ، فخرج معه ، فتعرض له الصبيان كعادتهم فحمل عليهم علي عليه السلام ، وكان يقضمهم في وجوههم وآنافهم وآذانهم ، فكان الصبيان يرجعون باكين إلى آبائهم ويقولون قضمنا علي ، فسمّي لذلك القضيم )) (1) .
  وسُمّي بالأنزع البطين لأنّه مُطهّــرٌ من الشرك وبطينٌ من العلم فعن عباية بن ربعي ، قال : جاء رجلٌ إلى ابن عبّاس فقال له : أخبرني عن الأنزع البطين علي بن ابي طالب فقد اختلف الناس فيه ؟ فقال ابنُ عبّاس :(( أيّها الرجل ، والله لقد سألت عـن رجل ما وطئ الحصى بعـد رسول الله صلّى الله عـليه وآله وسلّم أفضل منه ، وإنّهُ لأخو رسول الله وابنُ عـمّهِ ووصيّه وخليفته عـلى أمّتهِ ، وإنّهُ الأنزع من الشرك ، بطينٌ من العـلم ، ولقد سمعـتُ رسول الله صلّى الله عـليه وآله وسلّم يقول : مَـن أرادَ النجاة غـداً فليأخذ بحجزة هـذا الأنزع يعـني عـليّاً عـليه السلام )) (2) .

حُليَته وصفته
  أمّا عـن حليتهِ (ع) فعـن محمّدِ بن الحنفيّة أنّه كان : ((رجلاً دحداداً ربع القامة ، أزجّ الحاجبين ، أدعج العـينين ، أنجل تميل الى الشهلة ،

---------------------------
(1) أعيان الشيعة مج 2 / 82.
(2) علل الشرائع ، الشيخ محمد بن علي إبن قولويه القمّي المعروف بالصدوق 1 / 131 باب 128 ح 3 ، ط 1 ، مؤسسة الصفاء للمطبوعات ، بيروت 2010 م


وليد الكعبة _ 13 _

  كأنّ وجهه القمر ليلة البدر حسناً ، وهو إلى السمرة ، أصلع له حفاف من خلفه كأنّه إكليل وكأنّ عـنقه إبريق فضّة ، وهـو أرقـب ضخم البطن ، أقـرء الظهـر ، عـريض الصدر ، محض المتن ، شثن الكفين ، ضخم الكسور لا يبين عـضده من ساعـده قد أدمجت إدماجاً ، عـبل الذراعـين ، عـريض المنكبين ، عـظيم المشاشين كمشاش السبع الضاري ، له لحية قد زانت صدره غـليظ العضلات ، حمش الساقـين )) (1) .

فائدة وبيان

  الدحـداح : هو القصير السمين لكن المراد هنا غير القصير أو السمين فقط بقرينة ما بعده وهو قوله ربع القامة فهو لا طويل ولا قصير .
  والزجج :تقوّس في الحاجب مع طول في طرفه .
  والدعج : شدّة السواد في العـين .
  والنجل : سعة العـين .
  والأرقب : الغليظ الرقبة .
  وأقرء الظهـر : طول في شدّة .
  ومحض المتن : كناية عن الاستواء أي انّه يُرى قطعة واحدة .

---------------------------
(1) بحار الأنوار ، الشيخ المجلسي 35 / 2 .


وليد الكعبة _ 14 _

  وشثن الكفين : أي إنهما يميلان إلى القصر .
  العبل : الضخم من كلّ شئ .
  عظيم المشاش : عظيم رؤوس العظام كالمرفقين والكتفين والركبتين .
  حمش الساقين : أي دقيقهما .

وليد الكعبة _ 15 _

نـورُ أبي طالب (ع)

  أمّا عن والد الإمام علي (ع) فهـو : أبو طالب بن عبدالمطّلب بن هاشم اشتهر بكنيته ، واسمه عِمران ، وقيل عبد مناف ، ويؤيّده ما روي من أن والده عبدالمطّلب أوصى إليه برسول الله (ص) ،فقال :
وصّـيتُ من كنيته بطالب      ii
عبد مناف وهو ذو تجارب      ii
  وهو عم النبي (ص) وكافله ومربّيه وناصره وحاميه في مواطن كثيرةٍ منذ ظهور الإسلام وإلى أن توفّاه الله تعالى ، ولد قبل الرسول الأكرم بخمس وثلاثين سنة ، وكان سيّد البطحاء وشيخ قريش ورئيس مكّـة ، قالوا : ولم يسُد في قريش فقير قط إلّا أبو طالب وعتبةُ بن ربيعة ، هذا لشرفهِ وهذا لصدقهِ ، وأم أبي طالب فاطمة بنت عمرو بن عائذ المخزوميّة وهي أم عبدالله والد رسول الله (ص) .
  تزوج أبو طالب من فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ؛ وهي من المهاجرات المبايعات ، أسلمتْ بعد عشرة من المسلمين وكانت الحادية عشرة ، وكان رسول الله (ص) يكرمها ويُعظّمها ويدعوها (( أمّي )) وأوصتْ إليه (ص) حين حضرتها الوفاة فقبل وصيّتها ، وصلّى عليها ، ونزلَ في لَحدِها ، واضطجعَ معها فيه

وليد الكعبة _ 16 _

  معها فيه بعد أن البسها قميصَهُ ، فقال له أصحابهُ إنّا ما رأيناك صنعتَ يا رسول الله بأحدِ ما صنعتَ بها ، فقال (ص) : (( إنّهُ لمْ يكُن أحدٌ بعد أبي طالب أبرَّ بي منها ، إنّما البستُها قميصي لتُكسى مِنْ حُلَلِ الجنّة ، واضطجعتُ معها ليُهوّنَ عليها ضغطةُ القبر)) (1) .
  ولدت فاطمة بنت أسد من الذكور : طالباً ، وهـو أكبر ولده وبه كان يكنّى خرج يوم بدر مع المشركين كارهاً ولم يُعرف له خبر ولا عقب له ، وجعفـر وعقيل وعليّ (ع) وكان أصغـرهم ، ومن الإناث أم هانئ وجمانة (2) .
  وردت في فضل أبي طالب وإيمانه روايات كثيرة ، منها ما روي عن المفضّل بن عمـر عـن أبي عـبدالله الصادق عـن أبيه الباقـر عـن علي بن الحسين عـن أبيه عـن أمير المؤمنين علي (ع)، أنّه كان جالساً في الرحبة والناس حوله فقام اليه رجلٌ فقال : يا أميرَالمؤمنين إنّك بالمكانِ الذي أنزلكَ اللهُ وأبوك معـذّبٌ في النار ، فقال : (( مه ، فضّ اللهُ فاك ، والذي بعث محمدا بالحقّ نبياً لو شفع أبي في كلّ مذنب على وجه الأرض لشفعه الله فيهم ، أبي يعذّب في النار وابنه قسيم الجنّة والنار ؟ والذي بعث محمداً بالحق إن نور أبي طالب ليطفئ أنوار الخلائق إلا خمسة أنوار نور محمد ونور فاطمة ونور الحسن ونور الحسين ونور ولده من الأئمة ألا إنّ نوره من نورنا خلقه الله من قبل خلق آدم بألفي عام )) (3) .

---------------------------
(1) شرح نهج البلاغة 1 / 19 ، تاريخ دمشق ، الحافظ ابن عساكر 42 / 574 ضمن ترجمة عليّ (ع) ، دراسة وتحقيق عمر بن غرامة العمروي ، دار الفكر ، بيروت ، 1995 م .
(2) ينظر في ترجمة أبي طالب (ع) : كتاب نسب قريش ، لأبي عبدالله المصعب الزبيري ص 39 وما بعدها ، تحقيق ليفي بروفنسال ، ط 1 ، المكتبة الحيدرية 1427 هـ وفيها : وأبا طالب واسمه عبد مَناف ، جمهرة انساب العرب ، حزم الأندلسي ص 14 ، ط 4 ، مراجعة عبدالمنعـم خليل ابراهيم ، دار الكتب العلمية ، بيروت 2007 م ، مروج الذهب ، المسعودي 2 / 369 ، المجدي في انساب الطالبيين ، السيد نجم الدين العمري ص 187 ، تحقيق د . احمد المهدوي الدامغاني ، ط 2 ، قم 1422 هـ ، وفيه : (( والصحيح الأول )) يقصد عبد مناف ، عمدة الطالب في انساب آل أبي طالب ، ابن عنبة الحسني ص 20 وفيها : والصحيح أن اسم أبي طالب عبد مناف ، الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة ، علي خان الشيرازي ص 41 وما بعدها ، ط 2 ، مؤسسة الوفاء ، بيروت 1983 م .
(3) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب ، فخار بن معـد الموسوي ص 72 وما بعـدها ، الدرجات الرفيعة ص 50 وفيه (( ونوري )) بعد قوله (( نور محمد ))

وليد الكعبة _ 17 _

  ومنها ما رُويَ عن الإمامِ زين العابدين علي بن الحسين (ع) إنّهُ سُئل عن إسلامِ أبي طالب (ع) ، فقال : واعَجَباً إن الله تعالى نهى رسوله صلّى الله عليه وآله أن يُقرّ مسلِمةً على نكاحِ كافر ، وقد كانت فاطمة بنت أسد من السابقاتِ إلى الإسلام ، ولم تزلْ تحتَ أبي طالب حتى مات (1) .
  ومما روي عـن حَـنوهِ على رسول الله (ص) أنّه لمّا أدخلتْ قريشُ بني هاشم الشعب إلا أبا لهب ،وأبا سفيان ابن الحرث ،فبقي القومُ بالشعبِ ثلاث سنين ،كان رسولُ اللهِ (ص) إذا أخذَ مضجعه ، وعُرفَ مكانه جاءه أبو طالب (ع) فأنهضه عن فراشه وأضجع إبنه عليّاً مكانه حفاظاً على حياة رسول الله (ص) (2) .
  ومن الأدلّةِ على إيمانِ أبي طالب (ع) ما رُويَ عنهُ من شعرٍ في مُعاداةِ خُصوم النبيّ (ص) والنبوّة ، والتذكير بفضلِ الرسولِ الأكرم ، فعن ابنِ إسحاق قال : (( ثمّ إنّ قريشاً وثّبت كلّ قبيلةٍ على مَن أسلمَ منهُم يُعذّبونهُم ويفتنونهُم عن دينهِم ، فمنعَ اللهُ رسولَهُ (ص) بعمّهِ أبي طالب ، فقام أبو طالب فدعا بني هاشِم وبني المُطّلِب إلى ما هو عليه من مَنْعِ رسولِ الله (ص) والقيام دونه ، فاجتمعوا إليه وقاموا معهُ ، إلّا ما كان من الخاسرِ أبي لَهَب ، فجعلَ أبو طالب يمدحهُم ويذكُر قديمهُم ، ويذكر فضلَ محمّدٍ (ص) ، وقال في ذلك أشعاراً ، ثُمّ إنّه لمّا خشِيَ دَهْماء العرب أن يركبوه مع قومهِ لمّا انتشرَ ذِكرُهُ قال قصيدته التي منها :

---------------------------
(1) الدرجات الرفيعة ص 50 .
(2) الحجة على الذاهب ـ فخار الموسوي ص 275 ، الدرجات الرفيعة ص 42 .


وليد الكعبة _ 18 _

ولـمّـا رأيـتُ الـقومَ لا وُدَّ iiفـيهم      ii
وقـد قـطَعُوا كـلَّ العُرى iiوالوسائلِ      ii
وقــد صـارحُونا بـالعداوةِ والأذى      ii
وقـد  طـاوعوا أمـرَ العدوّ iiالمُزايلِ      ii
صـبرتُ  لـهم نفسي بسمراءَ iiسَمْحةٍ      ii
وأبـيضَ عـضْبٍ من تُراث iiالمقاوِلِ      ii
وأحضرتُ عند البيت رهطي وأخوتي      ii
وأمـسكتُ مـن أثـوابِهِ iiبـالوصائلِ      ii
أعـوذُ بـربّ الـناس من كُلِّ طاعِنٍ      ii
عـلـينا بـسُـوءٍ أو مُـلِحٍّ iiبـباطِلِ      ii
  وفيها يقول :
كَذبتُم وبيتِ الله نُبزى (1)  محمّداً      ii
ولـمّا  نُـطاعِنْ دونه iiونُناضِلِ      ii

---------------------------
(1) نُغلب عليه ونُسلمه .


وليد الكعبة _ 19 _

أونُـسْلِمهُ  حـتى نُصرّعَ iiحوله      ii
ونـذهلَ  عـن أبنائنا iiوالحلائلِ      ii
ويـنهضُ قومٌ نحوكم غير iiعُزّلِ      ii
بـبيض حديث عهدها iiبالصياقلِ      ii
وأبـيضَ يُستسقى الغمامُ iiبوجهِهِ      ii
ثِـمالُ  اليتامى عِصمَةً iiللأرامِلِ      ii
يَـلُوذُ  بـهِ الهُلّاك مِن آل iiهاشمٍ      ii
فهُم عنده في رحمةٍ وفواضِلِ (1)       ii
  وهي قصيدة طويلة أخذنا منها غرضنا .
  ومن أشعاره (ع) الدالّة صريحاً على إسلامِهِ قوله لعليّ وجعفر ابنيه عليهما السلام :
إنّ عـليّاً وجعفراً iiثِقتي      ii
عندَ ملمّ الزمان والنوَبِ      ii


---------------------------
(1) تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام ، للحافظ شمس الدين محمد الذهبي 2 / 162 ، تحقيق د . عمر عبدالسلام تدمري ، ط 2 ، دار الكتاب العربي ، بيروت 1990 م .


وليد الكعبة _ 20 _

لا تَخذِلا وانصُرا ابن iiعمّكُما
أخـي  لأمّي مِنْ بينهِم iiوأبي
واللهِ  لا أخـذُلِ الـنبيّ iiولا
يخذِلهُ من بَنِيِّ ذو حَسَب (1)
  لقد كان أبو طالب (ع) كافلً رسول الله (ص) ، وحاميه من قريش وناصره ، والشفيق عليه ، ولم تجترأ قريش على الرسول الأكرم إلّا بعد موته ، وطمعتْ فيه وهمّوا بهِ مرّةً بعد أخرى ، فعن عبدالله بن جعفر ، قال : لما مات أبو طالب عرضَ لرسول الله (ص) سفيهٌ من قريش ، فألقى عليه تراباً ، فرجعَ إلى بيتِهِ ، فأتتْ بنتُهُ تمسح عن وجههِ التُراب وتبكي فجعل يقول (( أي بُنيّة لا تبكينَ ، فإنّ الله مانعٌ أباك )) ، ويقول ما بين ذلك : (( ما نالت من قريش شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب )) (2) .
  توفّي أبو طالب (ع) في السنة التي توفيت بها أمّ المؤمنين خديجة (ع) ، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين أي في السنة العاشرة من البعثة بعد خروج بني هاشم من الشِعْب بستة أشهُرٍ ، فسمّي ذلك العام بعام الحزن في شهر رجب وقيل في شهر رمضان (3) ، وقال الذهبي : ((

---------------------------
(1) الدرجات الرفيعة ص 54 .
(2) تاريخ الإسلام 2 / 235 .
(3) ينظر : المحبّر ، محمد بن حبيب ص 11 ، تصحيح د . إيلزة ليختن ، دار الآفاق الجديدة ، بيروت ( د . ت ) ، أسد الغابة في معرفة الصحابة ، ابن الأثير الجزري 5 / 420 ضمن ترجمة خديجة بنت خويلد ، تحقيق الشيخ خالد طرطوسي ، ط 1 ، دار الكتاب العربي ، بيروت 2006 م .


وليد الكعبة _ 21 _

  وتُوفّيتْ خديجة قبل أبي طالب بخمسةٍ وثلاثين يوماً ، وذكر أبو عبدالله الحاكم أنّ موتها كان بعد موت أبي طالب بثلاثة أيّام )) (1) .
  لقد كانت وفاة أبي طالب (ع) حدثاً مؤثّراً في حياة رسول الله (ص) ترك بصماته على مجرى الأحداث ولم ينتهِ بانتهاء ظرفهِ ، بل امتدّ تأثيره حتى كانت واحدة من أهم تداعياتهِ هي هجرة الرسول الأكرم (ص) إلى يثرب ( المدينة المُنوّرة فيما بعد ) في العام الثالث عشر من البعثة النبويّة .
  وعن أبي طالبٍ (ع) وموقفه الدفاعي المُشرّف عن الرسولِ الأكرم (ص) وعن الرسالةِ ، واعتراض البعض على ذلك قال أبن أبي الحديد : (( واعلم أنّ عليّاً (ع) كان يدّعي التقدّم على الكُلّ ، والشرف على الكُلّ والنعمةَ على الكُلّ ، بابن عمّه (ص) ، وبنفسهِ ، وبأبيهِ أبي طالب ، فإنّ مَنْ قرأ علوم السيَر عرف أنّ الإسلام لولا أبو طالب لم يكن شيئاً مذكوراً ، وليس لقائلٍ أن يقول : كيف يُقال هذا في دينٍ تكفّلَ الله تعالى بإظهارهِ ، سواء كان أبو طالب موجوداً أو معدوماً لأنّا نقول : فينبغي على هذا ألّا يُمدح رسول الله (ص) ، ولا يُقال إنّهُ هدى الناس من الضلالةِ ، وأنقذهم من الجهالة ، وإنّ لَهُ حقّاً على المسلمين ، وإنّهُ لولاه لما عُبِدَ الله تعالى في الأرض ))، وبالرغم من تصريح ابن أبي الحديد هذا ، إلّا أنّه كان لا يقول بإسلامِ أبي طالب (ع) ، بل كان في أمر إسلامهِ مِنَ المُتوقّفين كما صرّحَ بذلك (2) ، وهذا من العجب العجاب .

---------------------------
(1) تاريخ الإسلام 2 / 236 .
(2) شرح نهج البلاغة 1 / 112 ، وبشأن توقفه في إسلام أبي طالب (ع) ينظر : شرح النهج 14 / 275

وليد الكعبة _ 22 _

خصائِصُ الإمام عليٍّ (ع)

  إنّ النظر بعـين الإنصاف إلى ما كُتِبَ في فضائل ومناقب مولانا أمير المؤمنين (ع) يوصلنا إلى نتيجةٍ لا يختلف فيها اثنان ، وهي : أنه لم يصحّ في فضل أحدٍ من الصحابةِ من الأحاديثِ ما صحّ في فضلهِ (ع) وما ذلك إلا لعلو منزلته عند الله تعالى وعند رسوله الأكرم (ص) ، وإنّ هذه الفضائل على ثلاثة أنواع : ما شارك الصحابة بِهِ ، وما اجتمعَ فيه وتَفرّق في الكلّ ، وما تَفرّد بِهِ مِنْ خَصائِص .
  وبما أنّ ذكر هذه الفضائل يحتاج إلى كتاب مفـرد ، أو إلى مجموعة كتبٍ ، فإنّني ـــ رعاية للاختصار ـــ سأذكر أقلّ القليل من خصائص مولانا التي انفرد بها ، معـتذراً بقـول ابن أبي الحديد : (( وما أقولُ في رجل أقرّ له أعـداؤه وخصومه بالفضل ، ولم يمكنهم جحدُ مناقبهِ ، ولا كتمانُ فضائلهِ ، فقد عـلمتَ أنّه استولى بنو أميّة عـلى سلطان الإسلام في شرق الأرض وغـربها ، واجتهدوا بكلّ حيلة في إطفاءِ نورهِ ، والتحريض عـليه ، ووضع المعايب والمثالب له ، ولعـنوه عـلى جميع المنابر ، وتوعّـدوا مادحيه بل حبسوهم وقتلوهم ، ومنعــوا من رواية حديث يتضمّن له فضيلةً ، أو يرفع له ذكراً ، حتى حظروا أن يسمّى أحد باسمهِ ، فما زادهُ ذلك إلا رفعةً وسُمُوّاً وكان كالمِسكِ كلّما سُتر انتشر عَـرْفهُ ، وكلّما كُتم تضوّعَ نَشْرُهُ ، وكالشمسِ لا تُستر بالراح ، وكضوءِ النهار إن حُجبت عـنه عـينٌ واحدةُ ، أدركته عـيونٌ كثيرةٌ، وما أقـولُ في رجلٍ تعـزى إليه كلّ فضيلةٍ وتنتهي إليه

وليد الكعبة _ 23 _

  كلّ فِرقةٍ ،وتتجاذبه كلّ طائفة فهو رئيس الفضائل ويَنبوعها ، وأبو عُـذرها ، وسابق مضمارها ، ومجلّي حَلْبتها ، كلّ مَن بزغ فيها بعـده فمنهُ أخذ وله اقتفى ، وعـلى مثالهِ احتذى )) (1) .
  ومِنْ خَصائصِهِ (ع) التي انفردَ بها : إنّه (ع) ورسول الله (ص) خُلقا من نـورٍ واحدٍ ، ومن شجـرةٍ واحدةٍ ، ومن طينةٍ واحدة ، فعـن الإمام الرضا (ع) ، عـن آبائه عليهم السلام ، قال : قال رسول الله (ص) : (( خُلِقتُ أنا وعليّ من نـورٍ واحدٍ )) ، وعـن الإمام عليّ (ع) قال : قال رسول الله (ص) : (( يا عليّ خُلق الناسُ من شجرٍ شتّى ، وخُلقتُ أنا وأنتَ من شجرةٍ واحدة )) .
  وروى جابر بن عبدالله الأنصاري ، أنّ رسولَ الله (ص) قال لعليٍّ (ع) ألا أسرّكَ ؟ ألا أبشّركَ ؟ ألا أمنحك ؟ فقال : بلى يا رسولَ الله بَشّرني ، قال : فإنّي خُلقتُ أنا وأنتَ من طينةٍ واحدة ففضلت منها فضلة فخلق اللهُ منها شيعـتنا )) (2) .
  ومن خَصائصِهِ (ع) أنّه أوّل من أسلمَ بعـد الرسول الأكرم (ص) وأم المؤمنين خديجة بنت خويلد (ع)، فعـَنْ يَحيى بن عُفيف ، عن عُفيف ، قال : ((جئتُ في الجاهليةِ إلى مكّة ، وأنا أُريدُ أنْ أبتاعَ لأهلي من ثيابِها وعطرِها ، فأتيتُ العـبّاسَ بن عبدالمطلب ، وكان رجلاً تاجراً ، فأنا عندهُ جالسٌ حيث أنظرُ إلى الكعبة ، وقد حلّقت الشمسُ في السماءِ فارتفعتْ وذهبَتْ ، إذ جاءَ شابٌ فرمى ببصره إلى السماء ، ثمّ استقبل الكعـبة فقام مستقبلها فلم يلبث حتى جاء غلامٌ فقام عن يمينه ،

---------------------------
(1) شرح نهج البلاغة ، ابن ابي الحديد 1 / 22 .
(2) الإرشاد ، الشيخ المفيد ص 29 .


وليد الكعبة _ 24 _

  قال : فلم يلبث حتى جاءت امرأة فقامت خلفهما، فركع الشاب فركع الغلام والمرأة ، فخرَّ الشاب ساجداً فسجدا معه ، فقلت : يا عـباس أمرٌ عـظيم ، فقال أمرٌ عـظيم ! أتدري مَنْ هـذا ؟فقلتُ : لا ، قال : هذا محمد بن عـبدالله بن عـبد المطلب ابن أخي ،أتدري من هذا معه ؟ قلتُ : لا قال : هذا عـليُّ بن أبي طالب بن عـبد المطلب ابن أخي أتدري مَنْ هذهِ المرأة التي خلفهما ؟ قلتُ : لا ، قال : هذه خديجةُ بنتُ خُويلِد ، زوجة ابن أخي ؛ وهذا حدّثني أنّ ربّك ربّ السماء أمرهم بهذا الذي تراهم عليه ، وأيّمُ الله ، ما أعلمُ على ظهرِ الأرض كلّها أحداً على هذا الدين غير هؤلاءِ الثلاثة)) (1) .
  وعن أنس بن مالك خادم رسول الله (ص) قال : (( أنزلت النبوّة على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم الاثنين ، وبعث يوم الاثنين ، وأسلمت خديجة يوم الاثنين ، وأسلم علي يوم الثلاثاء ليس بينهما إلا ليلة )) (2) .
  وإنّه (ع) باب علم النبي (ص) وباب حكمته ،فعـن عبدالله بن عباس قال : قال رسول الله (ص) : (( أنا مدينة العـلم وعـليّ بابها ، فمن أراد العـلم فليأت بابه )) (3) ، وفي حديث آخر : (( يا عـليّ أنا مدينة الحكمة وأنت بابها ، ولن تؤتى المدينة إلا من قِبَل البابُ وكذَبَ مَنْ زعَمَ أنّهُ يُحبُّني ويُبغِضكَ لأنكَ منّي وأنا مِنك )) (4) .
  وإنه أقضى الصحابة ، فعـن عكـرمة ، عـن عبدالله بن عـباس قال : قال رسول الله (ص) : (( عـلي بن أبي طالب أعـلم أمّتي وأقضاهـم فيما

---------------------------
(1) ينظر :الطبري 2 / 197، ط 1، الطبعة الموافقة لطبعة محمد ابو الفضل إبراهيم، دار احياء التراث العربي ، بيروت 2008 م ،الإرشاد ص 22، أسد الغابة 3 / 364 في ترجمة عـفـيف الكـندي، تاريخ دمشق، ابن عساكر 42 / 34 ، شرح خصائص امير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) للحافظ النسائي ، العلامة محمد الشرفي 1 / 42 ، تحقيق الشيخ حسين البيرجندي ، ط 1 ، قم 1429 هـ ، مع اختلاف يسير بالألفاظ . (2) تاريخ دمشق 42 / 28 .
(3) أسد الغابة 3 / 400 .
(4) أمالي الصدوق ص 210 ، المجلس الخامس والأربعون ح 18 .