01 Transitional//EN"> الغذاء دواء
  نضجه نشوي ، وبعد النضج سكري وهو مغذ ومسمن ، مدر للبول ، مفيد للمسالك البولية والكلوية وينفع في علاج أمراضها.
  ويصنع من دقيق الموز صنف من الخبز في البلاد التي يكثر بها كالهند (1).
  قال د . القباني : ( الموز الفج عسر الهضم قليل الحلاوة ، وكلما نضج : تحول جزء كبير من نشائه إِلى سكاكر فيصبح سهل الهضم مستساغ الطعم.
  إن نسبة السكر الموجودة في الموز لا توجد في أية فاكهة اُخرى، إن مائة غرام من الموز الطازج تعطي حرورات تعادل نفس الحرورات التي تعطيها مائة غرام من اللحم، يضاف إلى ذلك أثر الموز في تمتين الأنسجة وتجديدها بما فيه من ماء وأملاح معدنية وفيتأمينات.
  يتألف ثمر الموز من كتلة لب خالية من السائل والعصير ، وهو سكري الطعم ، وذو رائحة عطرية خاصة ، وبالإضافة إلى نسبة السكر ، فإن الموز يحتوي على نسبة ثلاثة بالمائة من النشاء والعفص وعلى مقادير ضئيلة من النحاس والحديد والفوسفور; والفليور وهذا الاخير مضاد لتنخر الاسنان.
  أما من حيث الفيتامينات ، فإن الموز يحتوى على الفيتامين ( ث ) بنسبة لا تقل عنها في بقية الفواكه فهو مضاد لداء الحفر ( الاسقربوط ) وواق اساسي ضد الكريب ، وعامل مقو ومضاد للتعب ، كما يحتوي على الفيتامين ( ب ) فهو يفيد المصابين بالروماتيزما والتهاب الأعصاب وفيه الفيتأمينات ( ب 2 ) و ( ب6 ) و ( ب 12 ) وكذا الفيتأمين ( آ ) المفيد في نمو الجسم والفيتأمينان ( د ) و ( و )، ويفيد المصابين بداء النقرس ، وان قيمة الموز الغذائية تفوق قيمة البطاطا.
  قد أثبتت التجارب على بعض الحيوانات أن الاكتفاء بالموز وحده كغذاء يحدث اضطرابات هضمية أو فقراً في الدم ، وأن وجبة مؤلفة من الخبز والموز

*************************************************************
(1) قاموس التداوي بالأعشاب : ص 290.
 الغذاء دواء ـ 352 ـ

  والحليب تحتوى على جميع العناصر اللازمة لنمو الإِنسان.
  الموز والسمنة
  ان الموز مؤلف من مواد نشوية تحولت الى مواد سكرية ، فهو من هذه الناحية لا يلائم الرجال الذين يشكون من البدانة والسمنة ، ولكن ثمة نوعاً من البدانة يلائمها الموز وهى البدانة التى تدعى ( الاسفنجية ) ، لأن الأنسجة تمتلئ فيها ماء ، فهنا يمد الموز الجسم بالحرارة ، ومن ناحية ثانية يكافح زيادة الأملاح ويقضى على هذه الحالات الشبيهة بالاستسقاء.
  أما مرضى السكري فهؤلاء لا يلائمهم الموز ، لغناه بالمواد السكرية ، وكذلك الذين يشكون من حرقة في معدهم.
  أما الذين يشكون إِرهاقاً ، أو هزالاً ، والذين يشكون من قلوبهم وكلاهم ( كلاويهم ) ، فهؤلاء يعتبر الموز خير فاكهة ودواء لهم.
  ولا بد من التنويه بأن هناك بعض المحذورات بالنسبة للمصابين بالامراض ، فإِن انعدام الألياف المسماة ( سيللوز ) الموجودة عادة في الخضروات والتى تعين على التخلص من القبض ، تجعلنا ننصح المصابين بالامساك بعدم الاكثار من الموز كما ان احتواءه على النشاء المكون للسكر تجعلنا ننصح المصابين بالسكرى بعدم تناوله بكثرة.
  إِن هضم الموز وتمثله والاستفادة منه لا يكون الا بتوفر شرطين أساسيين فيه وهما : أن يكون تام النضج ، وان يمضغ مضغاً جيداً ، وبهذا نتفادى جميع المحاذير التى قد يشعر البعض بها اذا كانت معداتهم رقيقة ، أو كانت اجهزتهم الهضمية غير سليمة.
  ولابد من التنويه بناحية بالغة الاهمية وهي أن اختيار الموز الذى نتناوله لا يجوز أن يتم اعتباطاً ، بل لابد من ان نوليه اهتمامنا ، فالموز الذي يحقق لآكله فائدة كاملة هو الموز الناضج تماماً ، والذي تم نضجه بواسطة الشمس التى تحوله الى مواد
 الغذاء دواء ـ 353 ـ

  سكرية بصورة طبيعية ، ومما يؤسف له أن الموز الذى نتناوله في العادة ، يفتقر الى هذه الميزة فهو قد قطف من أشجاره فجاً ، ثم نقل ليكمل انضاجه في المخامر بطرق صناعية ، وذلك باحراقه على نيران الفحم أو الغاز ، فهو في هذه الحالة يفقد بعض خصائصه (1).
  الموسيقى الصاخبة تساعد على فقدان الذاكرة :
  ظهرت دراسة علمية تؤكد على أن الموسيقى الصاخبة تساعد على فقدان الذاكرة أو على الأقل إضعافها ... وتبين من دراسة أُجريت في ألمانيا مؤخراً أن الذاكرة تضعف بنسبة تترواح بين 10% إلى 60% في أوساط عشاق الموسيقى الصاخبة، وفي تجربة دراسية اُخرى على ستمائة شخص ممن لا يستمعون للموسيقي الصاخية ، وتتراوح أعمارهم بين 17 : 29 سنة ، تبين أن المصابين بدرجات متفاوتة من ضعف الذاكرة يشكلون 4% في حين كانت النسبة 21% بين الذين يستمعون إليها من المستويات نفسها، ( ثبت علمياً ص 30 ).

*************************************************************
(1) الغذاء لا الدواء : 77 ـ 81.
 الغذاء دواء ـ 354 ـ

( حرف النون )
  منافع ومضار ثمر النارنج
  تعريفه :
  قال ابن البيطار : نارنج : شجرة ورقها أملس لين شديد الخضرة ، يحمل حملامدوراً أملس ، في جوفه حماض كالاُترج وهى شبيهة بشجر الاُترج جداً ووردها أبيض في نهاية ، طيب الرائحة.
  وهو مركب من قوى مختلفة فقشره الخارج حار لطيف ، وحماضه بارد يابس في الدرجة الثالثة ، وبزره وعروقه حارة يابسة (1).
  قال الأنطاكى : ( نارنج : فارسي معناه أحمر اللون أو الرمان الأحمر وهو شجر ورقه بالنسبة إلى الليمون وغيره فيه ملاسة طيب الرائحة زهره يحصل في الربيع ويمكن بقاء ثمرته مدة العام وأجوده المستدير الأحمر المحبب القشر الخفيف وهو حار يابس ، ما عدا حماضه فبارد ، ودهن بزره فرطب في الدرجة الثانية ، وهو والاُترج ينوبان في العمل ) (2).

*************************************************************
(1) الجامع لمفردات الأدوية والأغذية : 4/174.
(2) تذكرة أولي الألباب : 1/327.
 الغذاء دواء ـ 355 ـ

  مضاره :
  ( أكل حماضه على الريق : يضعف الكبد ويوهن (1) المعدة الباردة المزاج (2) ) (3).
  وهو يضر العصب ويضعف الكبد ، ويصلحه السكر أو العسل (4).
  منافعه :
  ( يتخذ من ورد شجرة النارنج دهن مسخن يطرد الرياح ، ويقوى العصب والمفاصل وقشر ثمرته حار ورائحته تقوى القلب وينفع من الغشى (5).
  وإذا جفف قشر ثمرته وسُحِق وشُرب بماء حار حل أمغاص البطن ، وإن اُدمن شربها بالزيت (6) أخرجت أجناس الدود الطوال وإذا نقعت قشور ثمرته وهى رطبة فى دهن وشمست ثلاثة أسابيع نفعت من كل ما ينفع منه دهن الناردين ، وإذا شُرب منه مثقالان نفع من لدغة العقرب ، وسائر نهش الهوام الباردة السموم ، وحبه إذا شرب نفع من السموم العارضة عن لدغ الهوام.
  والنارنج ينفع من التهاب المعدة الحارة ، ويقلع الطبوع والآثار السود من الثياب البيض ويزيلها وإذا انقعت فيه الحجارة حللها ) (7).

*************************************************************
(1) الوهن : التكسر والانحلال والضعف.
(2) المزاج : ما أُسس عليه البدن من الطبائع والأحوال الصحية أو المرضية وجمعه أمزجة.
(3) الجامع لمفردات الادوية والاغذية : ج 4 ، ص 174.
(4) تذكرة اُولي الالباب : ج 1 ، ص 328.
(5) الغشي : الإغماء.
(6) إذا قيل الزيت على الإطلاق ولم يقيدوه بإضافة : فمرادهم زيت الزيتون.
(7) الجامع لمفردات الأدوية والأغذية : ج 4 ، ص 174.
 الغذاء دواء ـ 356 ـ

  قال الأنطاكى : في قشره وورقه تفريح عظيم ، وفي بزره ودهنه وعروقه التي فى الأرض نجاة من السموم الباردة.
  وحماضه (1) يكسر الصفراء وشدة الحرارة والعطش.
  وقشره يسكن المغص والقيء والغثيان كيف أُستعملَ مجرب. والنزلات الباردة والتُخَم.
  وحماضه يقلع الطبوع جميعاً ويجلو الكلف (2) ويحسن اللون طلاء.
  ومن خواصه : انه يحفظ الثياب من السوس ، وأن رائحته : تدفع الطاعون وفساد الهواء ، وانه يسهل الولادة كيف أُستعمل.
  ( تذكرة اولى الالباب ج 1 ص 327 ).
  زراعة النخاع العظمى
  لقد توصل الاطباء مؤخراً إلى زراعة الكلى ، فهل صح ام خطأ ان الاطباء توصلوا إلى زراعة النخاع العظمى ايضاً ؟
  صح : وتعتبر عملية زرع النخاع العظمى من اسهل العمليات من الناحية التقنية ، لانها لاتعدو أن تكون عملية حقن ، ولكنها من اعقدها من الناحية الدفاعية ( المناعة ) ، لانها قد تثير نوعين من الرفض :
  الاول تقليدي حيث يرفض الجسم النخاع الغريب ويهاجمه ، ( ما عدا عند الاطفال الذين يولدون دون نظام مناعة ).

*************************************************************
(1) حماضه : اي لبُّه.
(2) الكلف : هو بقع سمراء تحدث في وجه بعض الناس أو في جسمه وقيل : تغير لون الوجه إ لى السواد ، ويحدث في وجه الحامل على الاغلب ، ويمكن ان يبقى الكلف بعد الحمل وقيل : يتولد عن ابخرة غليظة سوداوية.
 الغذاء دواء ـ 357 ـ

  والثاني هو الاندر ، ويتمثل في حدوث العكس حيث يهاجم النخاع المزروع الجسم المستقبل له ، ومن بين الخلايا المزروعة ، ( يتصرف بعضها وكأنه حصان طروادة ) ، ويقول عن ذلك الدكتور ألان فيشر : ( ان رد الفعل ذلك مسوؤل عن معظم العمليات الفاشلة وبالمقابل ، إذا تقبل الجسم النخاع المزروع يكون النجاح نهائياً )، ( سين جيم ج 14 ص 3067 ).
  النفخ
  انتفاخ المعدة والأمعاء بالغازات
  يعتبر الانتفاخ من مشاكل الجهاز الهضمي وهي حالة طبيعية قد تصيب كل إنسان وهذا الانتفاخ ناتج عن نوعية الطعام الذي يتناوله الإنسان وهذه الحالة لا تخلو من خليط نتجة عنه تلك الغازات بسبب عملية الهضم ، والغازات تحدث بإحدى هذه الاسباب :
  1 ـ البصل، 2 ـ الملفوف، 3 ـ الفاصوليا، 4 ـ الخضروات، 5 ـ اللحم الأحمر يسبب غازات كريهة الرائحة أكثر من غيره، 6 ـ المشروبات الغازية، 7 ـ المشروبات الكحولية التى جلبتها المدنية تحت غطاء الثقافة والحضارة ، 8 ـ ابتلاع الهواء بواسطة قصبة شرب المشروبات الغازية المقننة بدون روية تحت غطاء التطور، 9 ـ سرعة تناول الطعام أو الأكل السريع وهذه الحالة من الأمراض الحديثة المتدنية، 10 ـ الحمص، 11 ـ الباقلاء، 12 ـ اللوبيا، 13 ـ العدس، 14 ـ الماش، 15 ـ الكراث، 16 ـ الخيار، 17 ـ البامية، 18 ـ البطاطا، 19 ـ المشمش، 20 ـ البطيخ، 12 ـ الجزر، 22 ـ الخل، 23 ـ الحنطة، 24 ـ الشعير، 25 ـ الخبز، 26 ـ العنب، 27 ـ اللبن الرائب، 28 ـ الخس، 29 ـ تخمر بعض أنواع الأطعمة في المعدة.
  ويمكن التوقي من هذه الغازات بإحدى هذه النباتات شريطة عدم الإكثار منها أي بقدر الحاجة ، أن تخلط مع الطعام وبعضها بعد الطعام شريطة عدم وجود مانع
 الغذاء دواء ـ 358 ـ

  مرضى من تناولها :
  1 ـ الهِل.
  2 ـ مربى الجزر.
  3 ـ الفودنج ويسمى في العرف العراقي : بُطنِج.
  4 ـ الكمون.
  5 ـ الزعتر أو الصعتر.
  6 ـ شوي الجوز بقشره وأكله مع مراعاة ضرره.
  7 ـ الليمون الحامض ويصلحه السكر.
  8 ـ الرازيانج وفي العرف العراقي : حَبَّة حلوة.
  9 ـ انيسون ويصلحه الرازبانج.
  10 ـ الكندر ويسمى لبان الذكر وفي العراق معروف بهذين الاسمين : علك مر أو علك بَستج.
  11 ـ ورق النعناع الغض أو اليابس قليله يهضم وكثيره يتخم ويضر.
  12 ـ الثوم مع مراعاة ضرره وكثرته يخرش المعدة ويولد الحكة والبواسير ويظلم البصر خصوصاً في الصيف.
  13 ـ الكزبرة والإكثار منها يضر الدماغ.
 الغذاء دواء ـ 359 ـ

  الأمراض النفسية
  الصلاة والقيم (1) الدينية أفضل وقاية للأمراض النفسية :
  أكد المؤتمر العربي للطب النفسي بالجامعة العربية ، أن الصلاة والقيم الدينية أفضل وقاية من الأمراض النفسية ... وحذر المؤتمر من سوء استعمال العقاقير المهدئة ، التي قد تتحول إلى درجة الإدمان ، وتؤثر على الخلايا العصبية في الجسم

*************************************************************
(1) ليس هناك قيم تضمن للإنسان كرامته وصمام للامان كالقيم التي نزلت من السماء لا في فكر ولا تنظيم ولا تيار ، ولا في أي قانون وضعي مصطنع فبغير المقاييس السماوية تختل المعايير والضوابط وتنفتح ابواباً كثيرة لظواهر غريبة مستهجنة تجعل الطبيب يبيع كلية المريض والصحفي يبيع امانة القلم ، والمسؤول يبيع امانة المنصب بصفقة حتى يجعله احياناً يتخيل ان المسؤولية تحولت إلى شكل من اشكال الملكية ، وذلك بفقدان المساءلة ، ولم يعد امامه غير جمع المال حلالاً كان أو حراماً ، فضلاً عن الشبهات التي تحوم حول ما ينزل من السماء فتستشري هذه الظواهر بغياب الحسم امام التجاوزات فيستبدل الذي هو ادنى بالذي هو خير وذلك بانقلاب المفاهيم رأساً على عقب ، وغزو عادات دخيلة توصل المجتمع إ لى الارق واستنزاف القوى الفكرية فيكون المجتمع كراكب سفينة قد ثقب احدهم مكانه ، فلما سُئِل لماذا ثقبت السفينة قال إِن هذا مكاني ، واتصرف به وبعد ذلك دخل الماء من ذلك من ذلك الثقب وأغرق السفينة بما فيها ، هذه هي نتيجة السكوت عن من يخرج مَن منظومة الاخلاق.
إذن نظام الكون مربوط بالسماء لسعادة البشرية كنظام الافلاك الدائرة حول محورها منجذبة إلى قطبها بصورة متوازنة حول نقطة الجذب ، ليس كنظام التحكم الآلي الذي يجعل الهزيمة النفسية وانهيار البناء الروحي دوامة لا تنتهي عن هدف أو غاية محمودة ، فبذلك تكون صورة المجتمع مشوهة قاتمة دون رادع من حياء اوخجل وبتحد سافر لقيم العفاف فيكون الانفلات والتهاون والاستهانة بالمحرمات وتهميش الواجبات تحت تبريرات واهية بسبب تركنا لإصالتنا وقيمنا ، فعند ذلك ينزل البلاء وترتفع البركات وتكثر الحروب ويتسلط علينا حكام الجور فبذلك لا ينتفي الظلم إِلاّ بالإنتهاء من منكراتنا التي قد تصل إلى حد الإرتداد فبذلك تكون اعمالنا علة ، ونزول البلاء معلول وبقاء المعلول مرهون ببقاء العلة.
 الغذاء دواء ـ 360 ـ

  فتصيب الإنسان بالتوتر العصبي، ( ثبت علمياً ص 142 ).
  الأقراص المنومة
  حذر المتخصصون من محاولة التغلب على الارق (1) بتناول الاقراص المنومة او المهدئة ، حيث تؤدي إلى خلل اكبر ، تقفل الحواس وتشل مراكز التنبيه في المخ (2) ، نتيجة للمادة المخدرة ، مما يهدد حياته ( ثبت علمياً ص 15 ).
  النوم
  يعتبر النوم من مقومات أو مدخلات الحياة غير المادية ، وهو يوفر للبشر ( خلايا اجسامهم ) عنصر الراحة ( وجعلنا نومكم سباتاً ) (3) ، ( وهو الذي جعل لكم الليل لباساً والنوم سباتاً وجعل النهار نشوراً ) (4) ، والسكن النفسى ( هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه ) (5) ، ( قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه افلاتبصرون ) (6).
  أما احتياجات الافراد للنوم ، فهي مقدرة بقدرها من قبل الخالق الذي خلق كل شيء فقدره تقديراً ، وكل شيء عنده بمقدار ، وتمليه على الافراد عند احتياجهم إليه

*************************************************************
(1)
فـتفهَّم لـواعجى فأنا اسهر      فـي غـمرة الاسـى iiوتنام
فـإذا  ما رأيت رأْسي iiيعلو      ثم يهوي له بصدري ارتطام
لا تـخله النعاسَ لكنه iiالنفحُ      إذا  اتـعبَ الـجواد iiاللجام
قطعة من شعر العلامة الشيخ الوائلي
(2) المخ : الجزء الرئيسي من الدماغ ، يُمكِّنُك المخ المُجعَّدُ من الشعور والتفكير والكلام والرؤية ، ويُمكِّنُ جسمك من الحركة ( موسوعة جسم الإنسان ص 106 ).
(3) النبأ 9.
(4) الفرقان 47.
(5) يونس 67.
(6) القصص 72.
 الغذاء دواء ـ 361 ـ

  ظاهرة النعاس.
  وعنصر النوم يُوفر للأفراد بشكل فيزيولوجي غير إرادي ، وإن كان للإرادة دورٌ محددٌ في تأخيره عن وقته أو التسريع في الشعور به من خلال المكابرة والصبر وتناول المنبهات والمنومات التي لا تحمد عقباها جميعاً لمخالفتها لسنن وقوانين الحياة التي فطر الله مخلوقاته عليها ، لأن المنبهات تؤدي إلى زيادة فترة صحوة الخلايا العصبية وارهاق وكلل الجهاز العصبي بصورة مبكرة وإصابة الافراد بالعديد من الامراض العصبية ، في حين يؤدي تناول المنومات إِلى خدر وخمول الخلايا العصبية وضعف عملية تأثرها ونقلها للمؤثرات التي يتعرض لها الافراد إلى الجهات المعينة في الجسم بما يعرض الافراد للتهلكة دون شعور منهم ، فضلاً عن تحول الاعتياد على تناولها إلى نوع من الإِدمان، ( الشفاء من كل دواء ص 40 ).
 الغذاء دواء ـ 362 ـ

( حرف الهاء )
  الهضم
  الهضم : العملية التي يتحطم بها الطعام الذي نأكله ويتحلل إلى مغذيات بسيطة يُمكِنُ الجسم الإفادة منها.
  يتم الهضم داخل الجهاز الهضمي، ( موسوعة جسم الإنسان ص 107 ).
  ادوات الهضم
  حامض الكلور الذي يساعد في عملية هضم الاطعمة ، في معدة الإنسان ، هو مادة قارضة قوية لدرجة أنها تستطيع ان تثقب حتى معدن هيكل سيارة ، مع هذا ، لا تستطيع هذه المادة ان تثقب جوانب المعدة المحمية بغشاء لا صق، ( سين جيم ج 15 ص 3327 ).
  المعدة وعملية الهضم
  ـ ثبت أن عضلات المعدة لكي تقوم بواجبها في عملية الهضم ... فإنه لا بد أن تكون تقلصاتها (1) متزنة مع الكمية التي تحتويها من الأطعمة ... فإذا زادت نسبة الأطعمة وكميتها ، فإنها ترهق المعدة ، وبالتالى لا تستطيع عضلاتها أن تتقلص لتفتت الأكل وتجعله عجينة لينة ثم سائلة.

*************************************************************
(1) التقلص : هي الحركة التي يضيق أو يقصر بها العضل ، تساعد حركة التقلص عضلات الرحم في دفع وولادة الوليد ( مرشد العناية الصحية ص 380 ).
 الغذاء دواء ـ 363 ـ

  وصدق رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذ يقول : ( ما ملأَ ابن آدم وعاء شراً من بطنه ).
  ـ ثبت أن المدة التي يحتاج إليها سير الطعام في المعدة تتراوح بين ست ساعات وعشر ساعات، ( ثبت علمياً ص 110 ).
  تركيب الجهاز الهضمي عند الإنسان
  يدخل الغذاء لقمة بعد اُخرى إلى الفم ، وهناك تقطعه الاسنان ويرطبه اللعاب لتهيئته لعملية الهضم ، واسنان الإنسان حين كمال عددها ( 32 ) ، ستة عشر منها في الفك الأعلى وستة عشر أُخرى في الفك الأسفل، وهي مختلفة في أشكالها ووظائفها واسمائها، فالامامية منها تسمى ( القواطع ) واسمها يدل على وظيفتها ثم يليها الناب ، فالضواحك ، واخيراً الطواحن، والإِنسان بحكم أسنانه وأشكالها من الحيوانات آكلة اللحوم وآكلة النبات في آن واحد، وفي فم الإِنسان اللسان ، وهو يحمل في قاعدته حبيبات الذوق التي تحس ( بطعم ) الغذاء، ولذلك فاللسان عضو حاسة الذوق، وعلاوة على هذه الوظيفة يحرك اللسان المواد المغذية داخل الفم ويدفع بها عند البلع إلى الوراء، وتصب الغدد اللعابية ما تفرزه من لعاب إلى داخل الفم ليمتزج باللقمة فيه فيسهل مضغها وبلعها وفي اللعاب أيضاً قوة هاضمة للمواد الكاربوهيدراتية تبدأ عملها في الحال، فعملية الهضم اذاً تبدأ في الفم عند مضغ اللقمة بداخله، ويحد الفم من الاعلى ما يسمى ( بقبة الحنك ) وهى قسمان : الامامي منها صلب والخلفي عضلي مرن يسمى ( شراع الحنك )، وهو يرتفع وينخفض ويتقلص ، كشراع السفينة، وذلك كيما يسد البلعوم الذي ينفتح عليه الأنف حين بلع الطعام والسوائل، وإذا اُصيب شراع الحنك هذا بالشلل أو توقف عن الحركة لسبب من الأسباب دخل الطعام والشراب عند بلعهما إلى قناة الانف وظهرا من فتحتي المنخر إلى الخارج، هذا ويوجد في منتصف شراع الحنك زائدة عضلية صغيرة مستورة بالجلد المخاطي تسمى ( اللهاة )، ويلي الفم إلى الداخل البلعوم الذي ينفتح عليه الانف كما اسلفنا، ويتصل البلعوم فى أسفله من الخلف بالمريء ، ومن الامام
 الغذاء دواء ـ 364 ـ

  بالحنجرة ، وللحنجرة غطاء غضروفي يسمى ( لسان المزمار ) يسد الفتحة عند البلع ليمنع وصول الطعام والشراب إلى الحنجرة فالصدر ، كما يفتحها للتنفس ، والمرىء أنبوب عضلي مبطن من الداخل بطبقة مخاطية ، وهو يتصل من الأعلى بالبلعوم ويسير أمام العمود الفقاري وراء الحنجرة ثم يدخل الصدر ويسير خلف القلب إلى أن يخترق الحجاب الحاجز ويصل إلى التجويف البطني لينتهي في المعدة، ويبقى المريء اثناء الراحة ساكناً أما حين البلع فانه يتقلص من الأعلى إلى الأسفل وعن طريق هذا التقلص يتم دفع محتويات المريء إلى المعدة، والمعدة هي كيس بيضاوي الشكل يتصل من أعلاه بالمريء ، وتسمى نقطة اتصاله ( بالفؤاد ) كما تتصل نهايته السفلى بالامعاء وتسمى نقطة الاتصال معها ( بالبواب ) (1) وتلامس المعدة عند قبتها العليا الحجاب الحاجز ، ثم تنحرف إلى الاسفل والايمن إلى أن يتم اتصالها بالأمعاء ، وجدار المعدة مكون من طبقات ثلاث : الداخلية منها طبقة مخاطية ، وهي التي تفرز عصارة المعدة الهاضمة ... والطبقة الوسطى عضلية تنتشر فيها ألياف مرنة وأعصاب وحركتها غير إِرادية، أما الطبقة الثالثة والخارجة فمصلية.
  والأمعاء قناة طويلة يتكون جدارها من الطبقات الثلاث التي ذكرناها في المعدة، والأمعاء تبتدئ عند بواب المعدة وتنتهي في الشرج، وهي تنقسم من حيث حجمها ووظيفتها في الهضم إلى قسمين : أمعاء دقيقة يبلغ طولها عند الإنسان نحو أمتار ، وأمعاء غليظة، وتسير الأمعاء الدقيقة منذ اتصالها بالمعدة نحو اليمين ا لأعلى ، ثم تنحني بشكل قوس ، لتعود فتقترب من المعدة ولتظهر تحت منتصفها، ويسمى هذا القسم من الأمعاء الدقيقة ( الاثنى عشر ) لأن طوله يعادل عرض اثنتي عشر اصبعاً من أصابع اليد ، ويمتاز الاثنى عشر عن سائر الأمعاء بانفتاح القناة التي

*************************************************************
(1) البواب : هو مجرى اسفل المعدة إلى الامعاء ، وسمي بذلك ، لانه ينغلق على الطعام ، إلى ان ينهضم ، او يفسد ، ثم ينفتح حتى يصبُّ ما فى المعدة إلى الامعاء، ( مفتاح الطب : ص 16 ).
 الغذاء دواء ـ 365 ـ

  تنقل المرارة ( الصفراء ) وعصارة الغدة البنكراسية ، فيه. وتمتد الأمعاء الدقيقة بعد الاثنى عشر وتتعرج وتلتوي التواءات عديدة داخل تجويف البطن ، ناجمة عن التصاق رباط كبير يربطها بالعمود الفقاري، وتنتهي الأمعاء الدقيقة عند نهايتها السفلى بالجانب الأيمن من الحوض الكبير ، حيث تنفتح على الأمعاء الغليظة بفتحة تسمى ( صمام بوهيني )، ويسمى القسم الأول من الامعاء الدقيقة ( باللفائفي ) والثاني ( بالصائم ).
  أما الأمعاء الغليظة : فتبتدىء من الجانب الأيمن للحوض الكبير بشكل كيس تمتد من أسفله زائدة معوية مسدودة يتكون جدارها من مثل طبقات الامعاء، أما حجمها فهو يعدل قلم الرصاص الرفيع كما يقرب طولها من طول الاصبع، وهذه ما تسمى بالزائدة الدودية، وتنفتح على جدار هذا الكيس وبارتفاع نحو خمسة سنتيمترات عن الزائدة الدودية المعى الدقيقة كما مر، ثم يستمر المعي الغليظ في سيره صعداً حتى يبلغ الكبد، ويسمى هذا القسم من المعي الغليظ ( بالقولون الصاعد ) ، ثم ينحني بشكل زاوية ويسير مستعرضاً حتى يبلغ الجانب الأيسر من أعلى التجويف البطني ، ويسمى هذا القسم ( بالقولون المستعرض ) ثم ينعطف وينحدر إلى الاسفل ليصل إلى الحوض الكبير ، ويسمى هذا القسم بالقولون النازل، ثم يهبط إلى الحوض الصغير ويلتوي التواءين يشكلان حرف ( S ) الافرنجي ، ويسمى هذا القسم ( بالسين الحرقفي )، ويستمر سائراً في الحوض الصغير سيراً مستقيماً ، ويسمى هذا القسم بالمستقيم ... الذي ينتهي بفتحة الشرج (1).

*************************************************************
(1) الشرج : هو انبوب قصير يمتد من المستقيم إلى خارج الجسم ، وهو مغلق بواسطة حلقة من العضلات ( او العضلة العاصرة ) والاضطراب الاكثر شيوعياً الذي يؤثر في هذه المنطقة هو الانتفاخ أو الانسداد من جراء تجلط الشرايين حول الشرج ( داء البواسير ) ، وينشأ ذلك عادة عن الامساك المؤلم، ( دليل الاسرة الصحي ج 3 ص 93 ).
 الغذاء دواء ـ 366 ـ

  الهضم
  هو العملية التي يتم فيها جعل المواد الغذائية صالحة لأن يمتصها الجسم ، وذلك بحلها إلى عناصرها الأساسية وتكوين مواد جديدة منها يحتاجها الجسم لإدامة الحياة ، وللنشاط ، ولترميم ما يبلى أو يضعف من أجزائه، وتبتدئ عملية الهضم في الفم ... حيث تطحن المواد المغذية وترطب باللعاب ، ( الحاوي على مادة هاضمة ) ، ثم تدفع إلى المعدة ... حيث يتم طحنها وتنعيمها، وتفرغ عليها المعدة عصارتها الهاضمة حتى تصبح نصف مائعة، ثم تنقل إلى الاثني عشر فتبتل هناك بالصفراء وبمفرزات البنكراس ، حتى تصل إلى الامعاء الدقيقة، وفي اثناء مرورها بما سبق تكون قد تحولت وأصبح القسم الغذائي منها صالحاً للامتصاص، فتمتصه الأمعاء بواسطة العروق اللمفاوية والأوردة الدموية، أما القسم الباقي من المواد الغذائية وغير الصالح للتغذية ، فيدفع الى المعى الغليظ حيث يمتص منه الماء ويأخذ شكلا نصف مرناً هو شكل ما يسمى ( البراز ) ومن ثم تدفعه الأمعاء الى الخارج ، ويتم انتقال المواد الغذائية داخل المعدة والأمعاء بفعل التقلصات الدودية التي تقوم بها المعدة والأمعاء من الأعلى إلى الأسفل، والآن ... إن نشاط هذه التقلصات بسبب من الأسباب يُحدث الإسهال ، ور كودها أو كسلها يحدث القبض، اما انعكاس اتجاهها فهو الذي يسبب القيء.
  عصارات الهضم وفعاليتها
 الغذاء دواء ـ 367 ـ

  المعدة إلا اذا كانت تحتوي على مواد زلالية تفصلها عصارة المعدة وتفككها على انفراد. ومدة بقاء الغذاء في المعدة يتراوح حسب نوع الغذاء وسهولة تفكيكه أو صعوبته بين ( 1 ـ 5 ) ساعات، أما المشروبات والسوائل فلا تمكث في المعدة إلا مدة وجيزة ... إذ تفرغ المعدة كل محتوياتها السائلة على دفعات متتابعة الى الأمعاء.
  3 ـ عصارة الكبد ، المرارة : تفكك هذه العصارة المواد الدهنية وتحولها بالاشتراك مع عصارة البنكراس القلوية الى ( صابون ) قابل للامتصاص.
  4 ـ عصارة البنكراس : وتحوي خميرة ( التربسين Trypsin ) ، وهي تكمل تفكيك المواد الزلالية الذي ابتدأ في المعدة وتحولها الى عناصرها الاساسية ( حوامض الامين )، وفي عصارة البنكراس مادة ( الدياستاز Diastase ) التي تحول المواد الكاربوهيدراتية الى سكر، وكذلك مادة ( الستابسين Steapsin ) التي تفكك المواد الدهنية إِلى ( حامض الدهن والجليسرين ) ، وتتعاون مع المرارة في تحويل حامض الدهن الى الصابون.
  هذا وتفرز الأمعاء الدقيقة أنواعاً متعددة من الافرازات تقوي مفعول عصارات الهضم الاساسية السابق ذكرها، ويتضح مما سبق ، ان عملية الهضم تبلغ منتهاها في الامعاء الدقيقة ، وان ما تصبه الأمعاء الدقيقة في الأمعاء الغليظة ليس إلا رواسب غير قابلة للهضم بعصارات الجهاز الهضمي ووسائله، ومن هذه الرواسب مادة ( السللوز Cellulose ) التي تتحلل في الأمعاء الغليظة ، بفعل ما تحتويه من جراثيم ( كولي Kolibazill ) الى سكر وحامض الفحم.
  ويمكث الغذاء في الأمعاء الدقيقة مدة خمس ساعات تقريباً إلى ان يتم تفريغه كبراز في الأمعاء الغليظة.
  البراز (1) : هو آخر ما تبقى في الأمعاء الغليظة من رواسب ( نفايات ) الغذاء.

*************************************************************
(1) البراز ( الغائط ) : المادة التي تحتوي اوساخ الجسم ، والتي يفرزها إلى الخارج من باب البدن، ( مرشد العناية الصحية ص 380 ).
 الغذاء دواء ـ 368 ـ

  وهو مكون من بعض ألياف اللحم وألياف نسيج ليفي غير مهضومة مع بقايا مواد ( خشبية Cellulose ) تخلفت من الأغذية النباتية ، مع مختلف أنواع الاملاح والجراثيم ، وكمية من المياه تكثر أو تقل ، ويساعد فحص الخروج من حيث كميته ولونه ورائحته وشكله وقوامه ومحتوياته على تشخيص ما قد يكون في المعدة أو الامعاء من أمراض، ولنأت الآن الى كميته.
  تختلف كمية البراز باختلاف نوع الغذاء وفعالية عصارات الهضم التي سبق وصفها، فكسل الصفراء وافرازات البنكراس يؤدي إلى زيادة كمية البراز ... لوفرة ما تبقى من الغذاء دون هضم، كذلك فإِن وفرة النباتات في الغذاء تزيد في كمية البراز وعلى الاخص في حال النباتات الغنية بمادة السللوز كالخس والملفوف والجزر واللفت ، وتتراوح كمية البراز اليومية في التغذية المختلطة بين ( 150 ـ 250 ) غراماً ، منها ( 30 ـ 40 ) غراماً من النواشف ، والباقي من الماء، وتقل كمية البراز كثيراً عند تناول اغذية مركزة كاللحم والدهن والمعجنات المصنوعة من دقيق أبيض ثم السكر والعسل ، والشحم والزيت والجبن والحليب ... الخ.
  والبراز لا ينعدم حتى في حالات الجوع أو الصيام أو الانقطاع كلياً عن تناول الغذاء لسبب من الاسباب ، لكنه يكون في هذه الحالات مكوّناً من افرازات الامعاء نفسها ورواسب الجراثيم فيها ، ويتبع لونُ البراز نوع الغذاء، ففي الغذاء باللحوم يكون لونه اسمر غامقاً ، بينا هو في الغذاء النباتي اسمر فاتحاً، أما في الغذاء اللبني الصرف فهو أصفر ذهبي كما هو عند الأطفال الرضع، والسبانخ في الغذاء يكسب البراز لوناً أخضر ، كما يسوّد لونه في الغذاء بالكبد ومقانق الدم وبعض أنواع التوت أو شرب الخمر (1) ( النبيذ ) الأحمر، ويفقد البراز لونه فيصبح ترابياً أو رمادياً ، أو حتى أبيض ،

*************************************************************
(1) ( إِنما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه )، ( سورة المائدة : 90 و 91 )
 الغذاء دواء ـ 369 ـ

  أو يصبح قوامه طينياً ورائحته شديدة الكراهية اذا توقف انصباب المرارة في الامعاء لسبب من الأسباب المرضية، وفي بعض أمراض الامعاء كالتيفوس والتهاب الامعاء الدقيقة مثلاً ، يزداد قوام البراز رخاوة ويكتسب لوناً أخضر ( كشوربة البازيلا )، والنزيف الشديد في المعدة أو في القسم الأعلى من الأمعاء يلون البراز بلون ( تفل القهوة ) ، أما الدم الأحمر المختلط مع البراز فيكون مصدره الأمعاء الغليظة ( دوسنتاريا ) ( زحار ) بخلاف الدم الأحمر السائل الذي يغلف كتل البراز من الخارج أو يظهر بعد التبرز فمصدره بواسير في الشرج ، داخلية مستترة أو خارجية ظاهرة.
  والبراز في حالة انتظام الهضم لا تكون له رائحة شديدة ، أما رائحته اصلاً فهي ناتجة عن مواد عفنة فيه تدعى ( سكاتول Skatol ) و ( ايندول Indol )، والرائحة الكريهة الشديدة في البراز ، الحامضة أو العفنة ، تدل دائماً على اضطراب في الهضم من تخمر المواد الكاربوهيدراتية أو تعفن المواد الزلالية، وقوام البراز يمكن ان يكون جافاً ومتقطعاً كبعر الجمال أو الماعز ، أو طرياً أسطوانياً ، أو رخواً ، أو سائلاً، بالنسبة لنوع الغذاء، فالقوام الصلب نتيجة للاقتصار في الغذاء على اللحوم، والقوام الطري ينتج عن الغذاء الذي تكثر فيه الخضار، اما المرن والسائل فنتيجة لاستعمال مسهل حمل الأمعاء على تفريغ محتوياتها قبل ان تنتهي من عملية الهضم، أو لاضطراب في عملية الهضم نفسها ، نتج عنه تجمع سوائل كثيرة أو مواد مخرشة للامعاء.
  ويدل وجود مواد مخاطية تشاهد بالعين المجردة في البراز ، على مكوث المواد البرازية مدة طويلة في الامعاء الغليظة أو إصابة هذه الأمعاء بالتهاب، وعلى الاخص إذا كانت المواد المخاطية على شكل كتل شفافة أو رافقتها قطع جلدية.
  واختلاط البراز بفقاقيع غازية ... يدل على وجود تخمر أو تعفن في الأمعاء، ولا ننسى هنا أن نذكر ان وجود شيء من الغازات في الأمعاء يعتبر طبيعياً ، إذ انه ينتج عن تفاعلات كيماوية تتم للغذاء في الأمعاء، وقد تمتص الامعاء هذه الغازات أو تطردها من الدبر إلى خارج الجسم لكن ازدياد هذه الغازات إلى درجة ينتفخ فيها
 الغذاء دواء ـ 370 ـ

  البطن وترفع الحجاب الحاجز إلى الاعلى وتضغط على القلب وتسبب حدوث اضطرابات فيه تشبه اضطرابات الذبحة الصدرية ... فأمر غير طبيعي البتة ، وهو يدل على وجود اضطراب عنيف في عملية الهضم مما يستلزم الرجوع إلى الطبيب، ( شباب في الشيخوخة ص 216 ـ 225 ).
 الغذاء دواء ـ 372 ـ

( حرف الواو )
  الوعاء الدموي
  وعاء دموي : أُنبوب يحمل الدم عبر الجسم.
  الاوعية الدموية الرئيسية : هي الشرايين والاوردة والاوعية الشعرية، ( موسوعة جسم الإنسان ص 107 ).
  الوقاية
  الابتسامة علاج وقائي :
  توصلت دراسة قام بها عدد من علماء النفس والاجتماع الأمريكيين مؤخرا إلى أن الابتسامة تحفظ للإنسان صحته النفسية والبدنية ، كما أنها نوع من العلاج الوقائي ضد أمراض العصر ... فقد أكدت التجارب التي قام بها عالم النفس الأمريكي د، ( جيمس أريكسون ) والتي شملت حوالي 3500 شخص من مختلف الطبقات الاجتماعية ، تم تقسيمها إلى ثلاث مجموعات ... المجموعة الأُولى التي لا تبتسم إطلاقاً ... والثانية التي تبتسم عند الضرورة ، أو عند وجود مناسبة ... والثالثة التي تبتسم بصفة مستمرة ... فوجد أن المجموعة الأخيرة أكثرها نشاطاً وصحة وثقة بالنفس ... وقد انتهى د، ( أريكسون ) من ذلك إلى أن الابتسامة هي سبب من أسباب النجاح والسعادة ... وأن الشخص الدائم الابتسام هو أكثر الاشخاص جاذبية وقدرة على إقناع
 الغذاء دواء ـ 372 ـ

  الناس ، كما أنه أكثرهم ثقة بالنفس ... كما ثبت طبيا أن الشخص الذي يبتسم بصفة دائمة يتمتع بنبض سليم ومتزن ، وأن الابتسامة عنده تساعده على تخفيف ضغط الدم ، فضلا عن أنها تنشط الدورة الدموية (1) عنده بصورة مستمرة ... كما أن لها آثارًا إيجابية على وظيفة القلب (2) والكبد (3) والمخ (4) ، وذلك لأنها تجعل المخ يحتفظ بكمية أكبر من الأُكسجين (5) ، أي أنها نوع من العلاج الوقائي للمخ، ( ثبت علمياً ص 134 ).
  الولادة
  المرأة الحامل تفرز مادة تساعد على تحمل آلام الولادة.
  أوضحت دراسة معملية أُجريت مؤخرا في الولايات المتحدة الأمريكية أن جسم المرأة الحامل يفرز مادة مخدرة طبيعية مثل ( المورفين ) تساعدها على تحمل آلام الوضع.

*************************************************************
(1) الدورة الدموية : دورة جريان الدم في الجسم ، في الاوردة والقلب والشرايين، ( مرشد العناية الصحية ص 381 ).
(2) القلب : هو عضو صنوبري في الجانب الايسر من الصدر ، يُرسل الدم منه إلى جميع اعضاء البدن واجزائه بالشرايين ، ثم يعيده بالاوردة من الأعضاء إليه ، فهو دائماً في قبض وبسط وتقلُّب ، ولا شيء من اعضاء البدن يكون في تقلب بالاصالة مثله ، ولهذا يسمى بالقلب.
(3) الكبد : غدة مُحْمرَّة تزن كيلوغرام ونصف وتعمل خلاياه بما يصل إلى السبعين وظيفة من وظائف الجسم الهامة والتي بدونها لا يعيش الجسم اكثر من ساعات محدودة معدودة.
(4) المخ : الجزء الرئيسي من الدماغ ، يُمكِّنُكَ المخ المُجعَّدُ من الشعور والتفكير والكلام والرؤية ، ويُمكِّنُ جسمك من الحركة ( موسوعة جسم الإنسان ص 106 ).
(5) الاُكسجين : غاز يكون في الهواء ، وهو ضروري للحياة.
نتنفس الاوكسجين عبر الرئتين ، وتستخدمه خلايانا لإطلاق الطاقة من الطعام، ( موسوعة جسم الإنسان ص 104 ).
 الغذاء دواء ـ 373 ـ

  وقد أثبتت التجارب أن المرأة الحامل تتحمل الألم بنسبة أكبر من المرأة غير الحامل ، بسبب هذه المادة الكيميائية التي ثبت أن مصدرها هو العمود الفقري (1) ( ثبت علمياً ص 188 ).

*************************************************************
(1) يتكون العمود الفقري من ثلاث وثلاثين عظمة أو فقرة ، وقد تجد من يقول بأن عددها ست وعشرون فقط ، والسبب في ذلك ان الفقرات السفلى من العمود الفقري غير منفصلة تماماً ، إذ يتحد خمس منها في عظم واحد يسمى العجز ، ويلي ذلك اربع متحدات في عظم واحد آخر يسمى العصعص ( كل شيء عن جسم الإنسان ج 4 ص 72 ).
 الغذاء دواء ـ 374 ـ

( حرف الياء )
  أهمية اليود
  [ قال الدكتور د . س . جارفيس : ]
  بطريقة ما ، عرف ان هناك علاقة بين عنصر اليود Yod ، وبين قوة المقاومة ضد الأمراض.
  لا غنى للغدة الدرقية ـ ( غدة صماء في الرقبة ) ـ عن اليود وبدونه لا تستطيع أن تؤدي عملها كاللازم ، ودم الجسم كله يجتاز الغدة الدرقية هذه في مدة ( 17 ) دقيقة، وبما أن للخلايا التي تتكون الغدة منها علاقة كيميائية مع اليود ، فإن الجراثيم الضعيفة التي قد وصلت إلى الدم عن طريق إصابة في الجلد أو الغشاء المخاطي أو الأنف أو الحلق ، أو بواسطة الغذاء عن طريق الأمعاء ، تموت أثناء مرور الدم من الغدة الدرقية بتأثير ما تفرزه خلايا الغدة من عنصر اليود المطهر ، أي المبيد للجراثيم ، وأما إذا كانت هذه الجراثيم قوية ، فإن اليود يضعفها المرة تلو المرة كلما اجتاز الدم في مدة ( 17 ) دقيقة الغدة الدرقية إلى أن يقضي اليود عليها نهائياً، وهذا لا يمكن أن يتم ، إلا إذا كانت الغدة الدرقية محتوية على ما يلزمها من عنصر اليود ، فإذا فقد هذا العنصر المطهر منها ، عجزت الغدة عن إبادة جراثيم الدم عند مرورها منها.
  ويعلمنا الطب الشعبي أن للغدة الدرقية واجبات أُخرى تقوم بها إلى جانب إبادة الجراثيم في الدم وتطهيره منها ، ومن هذه الواجبات ـ وفي مقدمتها ـ إعادة بناء
 الغذاء دواء ـ 375 ـ

  الطاقة التي نحتاج إليها للقيام بأعمالنا اليومية.
  وهناك بكل تأكيد علاقة بين قوى الجسم وما يتجهز به هذا الجسم من عنصر اليود ، فإذا ظهر وهن في القوى الجسدية ، يكون اول سؤال يتبادر عندئذ الى الفكر ما إذا كان الشخص الواهن القوى يعيش في منطقة تفتقر ارضها إلى اليود ـ وإذا كان الامر كذلك ـ فإذا كان بالإمكان تلافي هذا النقص بإضافة غذاء إضافي خاص إلى الغذاء اليومي المعتاد ، وإذا وهنت القوى في إداء الاعمال اليومية وضعفت درجة الاحتمال لها ، فلا بد من توجيه الاهتمام إلى موضوع تجهيز الجسم بعنصر اليود.
  ولليود في الجسم عمل آخر هو مكافحة التوتر العصبي فيه وإِزالته ، ومن دلائل هذا التوتر العصبي سرعة الإثارة ( عصبية ) والارق ، والاضطراب المستمر ، كل هذه الاعراض تدل على حاجة الجسم إلى المزيد من اليود للاسترخاء والتهدئة ، ولجمع الاحتياطي لأوقات الحاجة ، وبفضل اختباراتي في الطب الشعبي أعرف ان الاطفال دون العاشرة من العمر القليلي الصبر ، الدائمي الحركة والإثارة ، يمكن تحويلهم في مدة ساعتين إلى اطفال هادئين صبورين ( عاقلين ) باعطائهم نقطة واحدة من محلول اليود ، مع ملعقة صغيرة من الخل في قدح من عصير الفواكه أو الماء القراح ، وقد أُعطيت هذه الوصفة لاُمهات اطفال عصبيين ، ـ اناثاً وذكوراً ـ ليعشن مع اطفالهن بهدوء وسلام ، ولم يحصل ابداً ان اخطأت هذه الوصفة هدفها.
  والعمل الثالث لليود : يتعلق بجلاء الفكر ، فالفكر ، يعمل بصورة افضل إذا كان الجسم مزوداً بالقدر الكافي من عنصر اليود.
  وهناك ايضاً موضوع تراكم الشحم ( السمنة ) غير المرغوب فيه ، فاليود احد افضل ( الكاتاليزاتورات Katalysator ) المؤكسدة والكاتاليزاتور هو الثقاب الذي يشعل النار التي تحرق الغذاء الذي نتغذى به يومياً ، فإذا لم يحترق هذا الغذاء احتراقاً كاملاً ، يرسب ما يتبقى منه ويبقى في الجسم دهنا ( السمنة ) غير مرغوب فيه ، فكما تأخذ الغدة الدرقية اليود من الدم الذي يتم اجتيازه للغدة الدرقية كل ( 17 )