وإنّما يَنْشَأُ ذَلِكَ من خُبْثِ النِيّةِ (1).

**************************************************************
(1) كذا في أكثر النسخ والزرنوجي ، وأضاف فيه : (... وسوء السريرة) وفي بعض النسخ : (من خُبث النفس).

آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ   ـ 121 ـ

الفصل التاسع : في الاسْتِفادة
50 ـ الاستفادة وطريقها

  فينبغي لطالب العلم أنْ يكونَ مستفيدا في كل وَقْتٍ ، حتّى يَحصلَ له الفضْلُ.
  وطريق الاستفادة : أنْ يكون مَعَه ـ في كُلّ وَقْتٍ ـ مَحْبَرة ، حتّى يكتبَ ما يسمع من الفوائد (1).

**************************************************************
(1) لاحظ في كتابنا هذا ، الفقرة [55] في الفصل العاشر القادم.
ونقل عن بعضهم قوله : (إظهار المحبرة عز) وأشار بعضهم إلى المحابر وقال : (هذه سُرُج الإسلام) وقال آخر : (لولا المحابر لخطبت الزنادقة على المنابر) ، وقد جاء ذكر (الحِبْر) و (الدواة) في الحديث الشريف في مقام الترغيب على الكتابة والتدوين ، بوفرة ، وقد جمعنا طَرَفا من ذلك في كتابنا : (تدوين السنّة الشريفة) فليراجع.

آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ   ـ 122 ـ

  قيلَ : (ما حُفِظَ فَرَ ، وما كُتِبَ قَرَ) (1).
  وقيل : (العلمُ ما يُؤْخَذُ من أفواه الرجال) ? (2)

**************************************************************
(1) هذا أثر منقول عن السلف ، لاحظ تدوين السنّة الشريفة (ص 381).
وقد أكّد المعصومون : عليهم السلام على كتابة العِلْم وتدوينه وحثّوا على تقييده وحفظه في الكتب ، إلى حدّ التواتُر فعن النبي والوصيّ 8 أنهما قالا : (قيّدوا العلم بالكتاب).
وعن الإمام الصادق عليه السلام ، قال : (القلب يتّكل على الكتابة).
وعنه عليه السلام ، قال : (اكتبوا فإنّكم لا تحفظون حتى تكتبوا).
وقد شرحنا هذا الحديث ، شرحا عميقا في تدوين السنّة الشريفة (ص 376).
ثمّ إنّ سائر علماء الإسلام أكّدوا على أنّ الكتاب والكتابة لهما أثر بارز في حفظ المعلومات : قال ابن المبارك : (لولا الكتاب ما حفظنا).
وقال الشافعي : (اعلموا ـ رحمكم الله ـ إنّ هذا العلمَ ينِد كما تنِد الإبلُ ، فاجعلوا الكتب له حماةً ، والأقلام عليه رُعاةً).
وقد جمعنا ما يرتبط بالتدوين والكتابة ، والمقارنة بينها وبين الحفظ بشكل موسّع ، وموثّقا في كتابنا (تدوين السنّة الشريفة) فراجعه ، وخاصة الصفحات (365 ـ 390).
(2) أتصوّر أنّ المؤلّف ذكر قولهم : (العلمُ ما يُؤخَذُ من أفواه الرجال) اعتراضا على ما ذكره من لزوم كتابة ما يسمع نظرا إلى أنّ العلم في هذا القول يعتمد على الأقوال الشفهيّة وأجابَ بقوله : (لأنّهم ...) أي إنّما ذكروا ذلك القول ، لأنّ العلماء إنّما ينطقون بالأفضل ، بعد انتخابه من محفوظاتهم التي هي ـ بدورها ـ أفضل مَسْموعاتهم ، وهذا لا يُنافي لزوم كتابة ما يُسمع من أقوالهم ، حفاظا عليها من النسيان والضياع.

آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ   ـ 123 ـ

  لاِنّهم يحفَظونَ أحْسَنَ ما يَسْمعونَ ، ويقولونَ أحْسَنَ ما يحفَظونَ (1).
  ووصّى شَخْص ابْنَه بأنْ يحْفَظَ كلَ يومٍ شِقْص (2) من العِلم ، فإنّه يَسير ، وعن قَرِيْبٍ يَصِيْرُ كَثيرا (3).

**************************************************************
(1) عن عملهم هذا لاحظ هذه الاَثار : روى الراغب الاصفهاني ، قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : (قالت الحكمةُ : مَنْ أرادني فليعمل بأحْسَنَ ما عَلِمَ ، ثم تلا : (الَذِيْنَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَبِعُونَ أَحْسَنَه)) ، مقدّمة جامع التفاسير (ص 95).
وروى الخطيب عن ابن عبّاس قوله : العِلمُ كثير ، ولن تَعِيَه قلوبكم ، ولكن ابتغوا أحسنَه ، ألم تسمع قوله تعالي : (الَذِيْنَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَبِعُونَ أَحْسَنَه) ُ ، [الاَية 18 من سورة الزمر] (اُوْلَئِكَ الَذِيْنَ هدَاهمُ الله وَاُولَئِكَ همْ اُولُوا الألْبَابِ) رواه في تقييد العلم (ص 141).
وكان يقول بعضهم لبنيه : (اُكتب أحْسَنَ ما تسمعُ ، واحْفَظْ أحْسَنَ ما تكتبُ ، وحَدث بأحْسَنَ ما تحفَظْ) ، نقله في تقييد العلم (ص 141) ونقله في هامشه عن مصادر عديدة ، وراجع حول اختيار الأحسن ما علّقناه على الفقرة [11] .
(2) الشِقْصُ : الطائفة من الشي.
وفي الخشاب : (شيئا) بدل (شقصا) وقد جمع بينهما في بعض النسخ ، ولاحظ الهامش التالي.
(3) نقل الزرنوجي أنّ هذه الوصيّة وصّى بها الصدرُ الشهيدُ حسام الدين ابنه شمس الدين : أنْ يحفَظَ كلّ يومٍ يسيرا من العلم والحكمة ... إلى آخر المنقول هنا.

آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ   ـ 124 ـ

51 ـ اغتنام الوقت والشيوخ
  والعُمُرُ قصير ، والعلمُ كثير ، فينبغي أنْ لا يُضيّعَ الطالبُ له الأوقاتَ ، والساعاتِ ، ويغتَنِمَ اللياليَ والخَلواتِ (1).

**************************************************************
(1) روى الزرنوجي ـ هنا ـ عن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام أنّه قال : (إذا كُنْتُ في أمْرٍ ، فكُنْ فيه).
وقد وردت عن الأئمة عليهم السلام حول (الوقت) أحاديث شريفة ترشد إلى وجوب اغتنامه والاعتزاز به وعدم التفريط به ، والمحافظة عليه ، فلنتزوّد من فُرات معينها : قال أمير المؤمنين عليه السلام : (إنّ أوقاتَك أجزأُ عمرك فلا تُنفِدْ لك وقتا إلا فيما يُنجيك).
وقال : (في كلّ وقت فوت) و (في كلّ وقتٍ عمل).
وقال : (إنّ ماضيَ عمرك أجَل ، وآتيه أمَل ، والوقت عَمَل).
وقال : (أوقات الدنيا ـ وإن طالَتْ ـ قصيرة).
وقال : (إنّ ماضِيَ يومِكَ مُنْتقل ، وباقيَه مُتّهم ، فاغْتَنِمْ وَقْتَكَ بالعمل).
وقال : (ماضي يومِكَ فائِت ، وآتيه مُتَهم ، ووقتُكَ مُغْتَنَم ، فبادِرْ فيه فُرْصَةَ الإمْكانِ ، وإيّاكَ أنْ تثِقَ بالزمانِ).
فراجع معجم ألفاظ غرر الحكم ، مادة (وقت).
وقال عليه السلام في خطبة له : (أيّها الناس : إنّ الأيّامَ صحائفُ آجالكم ، فضمّنوها أحْسَنَ أعمالكم ، فلو رأيتم قصيرَ ما بقيَ من آجالكم لزهدتم في طويل ما تعتذرون من آمالكم) ، رواها في نزهة الناظر (ص 19).
وقالوا : (الوَقْتُ سَيْف ، إنْ لم تَقطُعْه قَطعَكَ) ، نقله في مَنازل السائرين (ص 399).
وكان أحد مَشايخنا يَستحثّنا على الطلبِ ، ويُنْشِدُنا :
ما فاتَ مَضى وما سَيأتيكَ فأيْنْ ?      قُـمْ فـاغتنمِ الفُرْصَةَ بين iiالعَدَمَيْنْ
مــا مـضـى فـاتَ والـمؤمّلُ iiغـيب      فـلـكَ الـسـاعةُ الـتـي أنـتَ iiفـيها

آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ   ـ 125 ـ

  قيل : (الليلُ طَوِيْل فلا تُقَصرْه بمنامِكَ ، والنهارُ مُضي فلا تكَدّرْه بآثامِكَ) (1).
  وينبغي لطالبِ العلم أنْ يَغْتَنِمَ الشُيوخَ ، ويَسْتَفِيْدَ منهم (2).
  ولا يتحسَرُ لِكُل ما فاتَ (3) بل يَغْتَنِمُ ما حَصَلَ له في الحالِ والاستِقْبال.

52 ـ تحمّل المشاق في سبيل الطلب
  ولابُدَ لطالبِ العلم من تحمل المشاق والمَذَلّةِ في طلب العلم (4).

**************************************************************
(1) نقل الزرنوجي هذا القول عن يحيى بن معاذ الرازي.
(2) قال أبو غالب الزراري ، أحمد بن محمّد بن محمّد بن سليمان ـ في رسالته إلى حفيده ، يوصيه ـ : واصْحب مشايخ أصحابك مَنْ تتزيّنُ بصُحْبته بين الناس ، وإنْ صحبتَ أحَدا من أتْرابكَ ، فلا تَدَعْ صُحْبةَ المشايخ مع ذلك.
اُنظر : رسالة أبي غالب الزراري (ص 154) الفقرة [10 ج]
(3) قال أمير المؤمنين عليه السلام : (الاشتغال بالفائت يُضيّع الوقت).
وقال عليه السلام : (لا تُشغل قلبك الهمَ على ما فات فيُشغلك عمّا هو آتٍ).
رواه في معجم غرر الحكم (ص 1206) و (ص 1236).
وقيل : (الاشتغال بالندم على الوقت الفائت تضييع للوقت الحاضر) ، نقله في منازل السائرين (ص 399).
(4) ومن حكم الإمام أمير المؤمنين 7 : (مَنْ لم يصبر على مَضَض التعلم بقيَ في ذُلّ الجهل) ، رواه في غرر الحكم (4115) اُنظر معجم ألفاظه (8971).
وأنشد الشيخ الشهيد الثاني شعر الحماسة :
دَبَـبْتَ للمجد والساعون قد iiبَلَغُوا      جـهد الـنفوس وألْـقَوْا دُونَـه iiالأُزرا
وكـابَدُوا المجدَ حتّى مَلَ iiأكثرهم      وفـاز بالمجد مَنْ وافى ومَنْ iiصَبَرا
لا تـحسبِ الـمجدَ تمْرا أنْتَ iiآكلُه      لن تبلغَ المجد حتّى تَلْعَقَ الصَبِرا
في منية المريد (ص 250) ونقل محقّقه في هامشه عن الحماسة أنه لرجلٍ من بني أسد ، وخرّجه عن مصادر كثيرة.

آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ   ـ 126 ـ

  والَتمَلقُ (1) مذموم إلا في طلب العلم (2) فإنّه لابُدَ له من تملق الاُستاذ والشركاء وغيرهم ، للاستفادة منهم.
  وقيل : (العِلْمُ عِز لا ذُلَ فيه ، ولا يُدْرَكُ إلا بذُل لا عِزَ فيه) (3).

**************************************************************
(1) الَتمَلق : مصدر تَمَلَقَه ، وتَمَلَقَ له : إذا تودَدَ إليه وتذلَلَ له ، وليّنَ كلامَه ليستميلَه ، وهو (المَلَقُ) أيضا.
(2) روى عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم انّه قال : (ليس من أخلاق المؤمن التَمَلقُ ، إلا في طلب العلم) ، ورواه ابن الأشعث فيما أسنده من الجعفريات (وهي الأحاديث المسندة عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام) مرفوعا ، لاحظ الاشعثيات (ص 235) وزاد بعد قوله (التملّق) : (... ولا الحسد) ، ورواه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (ج 1 ، ص 320) رقم 391 بسنده إلى رواية الجعفريات هذه ، ونقل عن البيهقي في شعب الايمان (2591) ولاحظ جامع بيان العلم (ص 131) وأدب الدنيا والدين (ص 75) وفيه : المَلَقُ ، وبحار الأنوار (452) وكنوز الحقائق (1652).
(3) إقرأ عن التملقِ في التعلّم ، فصلا مفيدا ، في أدب الدنيا والدين (ص 75 ـ 80).

آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ   ـ 127 ـ

الفصل العاشر : في الوَرَعِ في التَعَلمِ
53 ـ التزام الورع فعلا ، وتركا

  رُويَ حديث في هذا البابِ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : (مَنْ لم يَتَوَرَعْ في تعلمه ابْتلاه الله بأحَدِ ثلاثةِ أشْيأ : إمّا يُميتُه في شَبابه ، أوْ يُوقِعُه في الرساتيق (1) ، أوْ يبتليه بخدمة السُلْطان) (2).
  فمهما كانَ طالبُ العِلمُ أوْرَعَ ، كانَ علمُه أنْفَعَ ، والتعلمُ له أيْسَرَ ، وفوائدُه أَكْثَرَ.

**************************************************************
(1) الرَساتِيْقُ : القُرَى وما يحيط بها من الأراضي الزراعيّة ، جمع رُسْتاق ، معرّب كلمة (رُوستا) الفارسيّة.
(2) جاء الحديث في كتاب (الاثنا عشرية في المواعظ العددية) للعاملي (ص 86) بلفظ : (مَنْ لم يَتَورّعْ في دين الله ...) وانظر : جامع الأخبار (الباب 100) (ص 163) وميزان الحكمة (1284).

آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ   ـ 128 ـ

  ومن الوَرَع : أنْ يحترزَ عن الشبع ، وكثرةِ النَوْمِ ، وكثرةِ الكلام فيما لا يَنْفَعُ (1).
  وأنْ يَحْتَرِزَ عن أكْلِ طعام السُوْقِ ، إنْ أمْكَنَ ، لأنَ طعامَ السوقِ أقربُ إلى النجاسة والخباثة (2) وأبْعَدُ عن ذكر الله تعالي ، وأقْرَبُ إلى الغَفْلة.
  ولاِنَ أبْصارَ الفُقَراءِ تَقَعُ عليه ، ولا يقدرونَ على الشراء ، فيتأذّون بذلك ، فتذهبُ بركَتُه.
  وينبغي أنْ يحترزَ عن الغِيْبَةِ.
  وعن مُجالسة المِكْثار (3) فإنّ مَنْ يُكْثر الكلامَ يَسْرِقُ عُمُرَكَ ، ويُضيّعُ أوْقاتَكَ.
  ومن الوَرَع : أنْ يجتنبَ من أهل الفَسادِ والتَعْطيلِ ، فإنَ المجاورةَ مؤثّرة ، لا مَحالةَ (4).
  وأنْ يَجْلسَ مُسْتَقْبِلَ القِبْلةَ ، في حالِ التكرار والمطالعة ، ويكونَ مستنّا بسُنّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم .
  ويَغْتَنِمَ دعوةَ أهلِ الخَيْرِ ، ويحترز عن دَعْوة المظلوم ، ويطلب الهمَةَ والاستدعاء (من الصالحين) (5).

**************************************************************
(1)عن كثرة الكلام ومضارّها راجع الفقرة [59] وتعاليقها
(2) كذا في الزرنوجي وبعض النسخ ، وفي أكثر النسخ والخشاب : (الخيانة).
(3) المِكْثار : الشخص الكثير التكلّم ، يطلق على المذكّر والمؤنّث.
(4) حول اختيار الشريك والمُذاكر لاحظ الفقرة [33] و [16] .
(5) ما بين القوسين ، لم يرد في الخشاب ولا الزرنوجي.

آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ   ـ 129 ـ

54 ـ رعاية الاَداب والسنن
  فينبغي أنْ لا يَتَهاوَنَ برعايةِ الاَدابِ والسُنَنِ ، فإنَ (مَنْ تَهاوَنَ بالاَداب ، حُرِمَ السُنَنَ ، ومَنْ تهاوَنَ بالسُنَنِ حُرِمَ الفرائضَ ، ومَنْ تَهاوَنَ بالفرائض حُرِمَ الاَخِرَةَ).
  وقال بعضهم : هذا حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
  (وينبغي أنْ يُكْثِرَ الصَلاة) (1) ويُصلّيَ صلاةَ الخاشعينَ ، فإنّ ذلِكَ عَوْن على التحصيل والتعلّم.

55 ـ استصحاب آلات الكتابة والمُطالعة
  وينبغي أنْ يستصحبَ دفترا على كُلّ حالٍ لِيُطالعه.
  وقيل : (من لم يكن الدفْتَرُ في كُمه (2) لم تثبت الحكمةُ في قلبه).
  وينبغي أنْ يكونَ في الدفْتَرِ بياض ، ويَسْتَصْحِبَ المحبَرَةَ ليكتبَ ما يسمعُ (3).
  كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهلال بن يَسار ـ حينَ قَرَرَ له العلمَ والحكمةَ ـ : (هلْ معك محبرة ? ) (4).

**************************************************************
(1) ما بين القوسين ، ليس في الخشاب.
(2) الكُم : مخرج اليد ومدخلها من الثوب ، وكانت الأكمامُ عِراضا تستوعب مثل الدفتر فيحفظونه فيها.
(3) قارن بما مرّ في الفقرة [50]
(4) أورده كذلك الزرنوجي في تعليم المتعلّم (ص 38) في فصل الاستفادة ، وهو الفصل التاسع في كتابنا فلاحظ الفقرة [50] .

آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ   ـ 130 ـ

الفصل الحادي عشر : في ما يُورث الحفظ وما يورث النِسْيان
56 ـ أسباب الحفظ

  وأقوى أسْباب الحفظ : (1)
  1 ـ الجِد.
  2 ـ والمُواظَبَةُ.
  3 ـ وتقليلُ الغذأِ.

**************************************************************
(1) قد ذكروا للحفظ تحصيلا وتقوية أسبابا وعلاجاتٍ عديدة وأدعية وأورادا تجدها في أبوابها ، وقد اقتصر كلّ مؤلّفٍ على ما عنَ له ، ولئلاّ يطول الكتاب لم نتتبع الموارد لاستيعاب ذلك ، وكذا لم نحاول توثيق ما جاء في كتابنا هذا كلّه ، بل ذكرنا ما وقفنا على مصدره في عرض عملنا المتواضع هذا ، ومن الله نستمدّ التوفيق.
وراجع كلمة (الحفظ) في فهرس المصطلحات في كتابنا هذا لتقف على ما ذكره المؤلّف عن ذلك في سائر الفقرات.

آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ   ـ 131 ـ

  4 ـ وصلاةُ الليلِ ، بالخُضوع والخُشوع.
  5 ـ وقراءةُ القُرآن من أسْباب الحفظ (1).
  قيلَ : (ليسَ شي أزْيدَ للحفظ من قراءة القرآن لا سيّما آية الكرسيّ).
  وقراءةُ القرآن نَظَرا أفضلُ ، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : (أفْضَلُ أعمال اُمّتي قراءة القرآن نظرا) (2).
  6 ـ وتكثيرُ الصلاةِ على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم .
  7 ـ والسِواكُ (3).
  8 ـ وشرب العَسَل (4).
  9 ـ وأكل الكُنْدُر (5) مع السُكَر.

**************************************************************
(1) من الأحاديث التي أسندها الإمامُ علي الرضا عليه السلام عن آبائه : عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال : (ثلاثة يزدن في الحفظ ، ويَذْهبن بالبلغَم : قرأة القرآن ، والعَسَل ، واللُبان) ، صحيفة الرضا عليه السلام ، الحديث (127) ورواه الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام (382) الحديث 111.
(2) رواه السيوطي في الجامع الصغير (511) بلفظ : (أفضل عبادة أمّتي ... الحديث).
(3) لاحظ طبّ الإمام الكاظم عليه السلام (ص 51) رقم (9).
(4) في الحديث عن الإمام الكاظم عليه السلام : (من لعق لعقةَ عَسَلٍ على الريق : يقطع البلغم ... ويصفّي الذهن ، ويجوّد الحفظ إذا كان مع اللُبانِ الذَكَرِ) ، لاحظ طبّ الإمام الكاظم عليه السلام (ص 289).
(5) الكُنْدُر : صَمْغُ شجرة شائكة ورقُها كالاَسِ ، ويُسمَى البَسْتج ، وسُمّي في الروايات بـ (اللُبان) انظر طبّ الإمام الكاظم عليه السلام (ص 319) ، لاحظ الحديث المنقول عن صحيفة الرضا عليه السلام في الهامش (2) والمنقول عن الإمام الكاظم عليه السلام في الهامش (5) من هذه الفقرة.

آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ   ـ 132 ـ

  10 ـ وأكل إحْدى وعِشْرين زَبيبة حَمْرأ ـ كلّ يوم ـ على الرِيْق (1) يُورِثُ الحِفْظ ، ويَشْفي كثيرا من الأمراض والأسقام (2).
  11 ـ وكلّ ما يُقلّل البَلْغَمَ والرطوباتِ يزيدُ في الحِفظ (3) ، وكلّ ما يزيدُ في البلغم يُورث النسيان (4).

**************************************************************
(1) الرِيْقُ : لُعاب الفَم ، والمراد من قولهم (على الريق) قبل أنْ يأكُلَ شيئا بعد الإفاقة من النوم صباحا.
(2) في حديث الإمام عليّ الرضا عليه السلام مرفوعا إلى الإمام عليّ أمير المؤمنين انّه قال : (مَنْ أكَلَ إحدى وعشرين زبيبة حمرأ على الريق ، لم يجد في جسده شيئا يكرهه) ، رواه الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام (412) ح 133 ، ونقله البيهقي في المحاسن والمساوي (ص 296) ضمن نصائح طبيّة عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.
وفي ما اُسند عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام إلى عليّ عليه السلام ، قال : (مَنْ يُصْبحْ بِواحدةٍ وعشرين زبيبة حمرأ لم يُصِبْه إلا مرض الموت) ، رواه ابن الأشعث في الجعفريات (ص 243).
(3) نقل السيّد صديق حسن خان القنّوجي الهندي ، عن الحكمأ أنّ (الحفظ يستدعي مزيد يبوسة في الدماغ) ، راجع الحطّة (ص 47) وانظر تدوين السنّة الشريفة (ص 386).
(4) وراجع ما ذكره المؤلّف عن (البلغم) في هذا الكتاب مكرّرا.
وقد روى الخطيب بسنده عن إبراهيم بن المختار عن عبد الله بن جعفر ، قال : جاء رجل إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فشكا إليه النسيان ? فقال عليه السلام : (عليك بألبان البقر ، فإنّه يشجّع القلب ويذهب بالنسيان) ، في الجامع لأخلاق الراوي ( 2 / 395).

آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ   ـ 133 ـ

57 ـ أسباب النِسْيان
  وأمّا ما يُورِثُ النِسْيانَ (1) :
  1 ـ فالمَعاصي (2).
  2 ـ وكثرة الهموم والأحْزان في اُمور الدّنيا (3).

**************************************************************
(1) ذكروا الموجبات للنسيان في مواضع خاصة ، ومنها : عند ذكر خواصّ الأغذية ، وبعض الأعمال المكروهة شرعا ، ولم نتصدّ كذلك لاستيعابها ، وإنّما نعرِضُ في الهوامش ما وقفنا عليه عَرَضا.
(2) أضاف في الخشاب ونسخة (أ) هنا كلمة (كثيرا).
وقد نظم الشافعي هذا المعنى شعرا ، فقال :
شكَوْتُ إلى وكيعٍ سُوءَ حِفظي      فـأومأ بـي إلـى ترك iiالمعاصي
وقـال بـأنّ حِـفْظَ الشيِء iiفضل      وفــضــل الله لا يُــؤْتـاه iiعـــاصِ
وفي الديوان :
وقال بأنَ حفظ الشيء ِنُور      ونُــورُ الله لا يُـهدَى iiلـعاصِ
نقله الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (3882) وهو في ديوان الشافعي (ص 54).
(3) من المناسب أنْ نورد ما رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال : (تفرَغوا من هموم الدُنيا ما استطعتُم ، فإنّه مَنْ أقبل على الله عزّوجلّ بقلبه ، جعل الله قلوب العباد منقادةً إليه بِالبرّ والرحمة ، وكانَ إليه بكلّ خيرٍ أسرع) ، رواه في نزهة الناظر (ص 6).
وقال أمير المؤمنين عليه السلام : (إطرحْ عنك واردات الهموم بعزائم الصبر وحسن اليقين) ، معجم ألفاظ غرر الحكم (ص 1237) مادة (همم).

آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ   ـ 134 ـ

  3 ـ وكثرة الاشتغال والعلائق.
  وقد ذكرنا (1) أنّه لا ينبغي للعاقل أنْ يهتمَ باُمور (2) الدنيا لأنّه يضرّ ، ولا ينفعُ.
  وهموم الدنيا لا تخلو عن الظُلمة في القلب ، وهموم الاَخرة لا تخلو عن النور في القلب ، وتحصيل العلوم ينفي الهمَ والحُزْنَ.
  4 ـ وأكل الكُزْبُرة (3).

**************************************************************
(1) لاحظ الفقرة [41] ، وانظر : وكلمة (الدنيا) في فهرس المصطلحات
(2) كان في بعض النُسخ : (يهمّ لاُمور ...) وما أثبتناه الأصوب.
(3) أضاف في الزرنوجي : (... الرطبة).
وقد روى الصدوق مسندا إلى النبيّ 6 أنّه قال : (تسعةُ أشيأ يُورِثْنَ النسيانَ :
1 ـ أكل التفاح الحامِض.
2 ـ وأكل الكزبرة.
3 ـ والجُبن.
4 ـ وسُؤر الفارة.
5 ـ وقرأة كتابة القُبور.
6 ـ والمشيُ بين امْرَأتينِ.
7 ـ وطرح القَمْلة.
8 ـ والحجامة في النُقرة.
9 ـ والبول في الماء الراكد).
رواه في الخصال (ص 423) الحديث (23) ، وفي كتاب مَنْ لا يحضره الفقيه ( 4/ 361 ) في حديث وصيّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لعليّ عليه السلام ، ورواه في الخصال (ص 422) الحديث (22) موقوفا على أبي الحسن الكاظم ، فلاحظ طبّ الإمام الكاظم عليه السلام (ص 376).
وروى الكليني بسنده عن أبي الحسن الكاظم عليه السلام قال : (أكل التُفّاح ، والكزبرة ، يورث النسيان) ، الكافي (66 ـ 367).
واقرأ عن الحفظ وأسبابه ، وما يزيده : الجامع لأخلاق الراوي للخطيب (ج 2 ، ص 385 ـ 398).

آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ   ـ 135 ـ

  5 ـ والتفّاح الحامِض.
  6 ـ والنظر إلى المَصْلُوب.
  7 ـ وقراءة لَوْح القُبور.
  8 ـ والمُرُور بَيْنَ قطار الجمل.
  9 ـ وإلقاء القَمْل الحيّ على الأرض.
  10 ـ والحِجامة على نُقْرَة القَفا (1).
  كل ذلك يُورِثُ النِسْيانَ.

**************************************************************
(1) في كنوز الحقائق ( 1/ 120) : (الحجامة في نقرة الرأس تورث النسيان) (عن الفردوس للديلمي) ، وانظر الهامش السابق الرقم (8) في الحديث.

آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ   ـ 136 ـ

الفصل الثاني عشر :
  في ما يجلب الرزقَ ، وما يمنع الرزقَ وما يزيد في العُمُر ، وما ينقص ثمَ لابُدَ لطالب العلم من القُوْت (1) ومعرفة ما يزيد فيه ، وما يزيدُ في العمر وينقص ، والصحّة ، ليكونَ فارِغَ البالِ (2) في طَلَب العلم.
  وفي كلّ ذلكَ صَنّفوا كُتُبا (3).
  فأوردتُ البعضَ هاهنا على الاختصار :

**************************************************************
(1) كذا في عدّة نسخ وفي (ف ، ب ، ع) : القُوَة.
(2) كذا في بعض النسخ ، وفي الباقي : (فراغ البال) وفي الزرنوجي : (ليتفرغ لطلب العلم) بدل (ليكون ... العلم).
(3) كذا في الزرنوجي ، وفي أكثر النسخ : كتابا.

آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ   ـ 137 ـ

58 ـ ما يُنْقِصُ الرِزْقَ (1)
  قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (لا يزيدُ الرزق ، ولا يرُدّ القَدَرَ إلا الدُعاء ، ولا يزيدُ العُمُرَ إلا البرَ (فإنَ الرجُلَ ليحرم الرزق بالذنب يُصيبُه) (2) (3).
  1 ـ فيثبتُ بهذا الحديثِ أنَ ارتكابَ الذَنْبِ سَبَبُ حِرْمان الرزق (4)

**************************************************************
(1) فيما يرتبط بهذا الفصل والفقرتين [58 و 59] من اُمور الرزق وأسباب زيادته ، وموجبات نقصانه ، ألّف الشيخ محمّد الكلباسي كتابا حافلا باسم (السعة والرزق) استوعب فيه الاَثار الواردة في ذلك.
وقد عقد (المقصد الأول) لذكر موجبات الفقر ، وعدّد منها (97) أمرا (ص 8 ـ 39).
وعقد (المقصد الثاني) لذكر اُمور تنفي الفقر ، وعدّد (43) أمرا (ص 41 ـ 64).
وعقد (المقصد الثالث) لذكر موجبات السعة وجالبات الرزق ، وعدّد منها (53) أمرا.
هذا كلّه فيما يرتبط بالأفعال ، ثمّ ذكر فصولا فيما يرتبط بالأقوال ، والتروك ، وهو كتاب قيّم في بابه ، مفيد للطلاّب الكرام.
(2) ما بين القوسين لم يَرد في أكثر النسخ.
(3) رواه الزرنوجي مبتدأ بلفظ : (لا يردّ القدر ... إلى آخرالحديث) وكذا في الجامع الصغير (2042) وكنوز الحقائق (1772) ، ورواه كذلك من أصحابنا الحلواني في نزهة الناظر (ص 6) والشهيد الأوّل في الدرّة الباهرة (ص 18) وعنهما المجلسي في البحار (68771).
(4) روي عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال : (إنّ روح القُدس نَفَثَ في رُوْعِيَ : أنّ نَفْسا لَنْ تموتَ حتّى تستوفي رزقها ، فاتّقوا الله ، وأجْمِلُوا في الطَلَبِ ، ولا يحملنّكُم إبْطأُ الرزق على أنْ تطلبوه بمعاصي الله تعالى ، فإنّ الله عزّوجلّ لا يُدرَك ما عنده إلاّض بطاعته) ، أدب الدنيا والدين (ص 314).

آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ   ـ 138 ـ

  خصوصا الكذبُ ، [فإنّه] (1) يُورث الفقر ، وقد وَرَدَ فيه حديث خاص لذلك (2).
  2 ـ وكذا الصُبْحة (3) تمنع الرزق.

**************************************************************
(1) زيادة منّا ، يقتضيها تصحيح الجملة.
(2) روى الصدوق في (ثواب الأعمال) بسنده عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : إنّ الرجل ليكذب الكذبة فيحرم بها رزقه ... الحديث نقله في السعة والرزق (ص 32 ـ 33).
(3) الصُبْحة : نَوم الصَباح.
قال السِيْد البطليوسي : يقال : (ينام فلان الصُبْحَة) إذا كان ينام ارتفاعَ النهار ، وفي الحديث : (الصُبْحةُ تمنع الرزقَ) وهو ضدّ قوله : (بورك لاُمّتي في بكورها).
الفرق بين الحروف الخمسة (ص 447) وخرج محققه الحديث الأول : (الصبحة ...) من مسند ابن حنبل (731) وفي النهاية لابن الأثير (2502) : انّه نهى عن (الصبحة) وهي النوم أوّل النهار ، لأنّه وقت الذكر ، ثمّ وقت طلب الكسب.
وقد ورد في هذه النومة مذامّ في الحديث الشريف : روى عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال : (نومَةُ الصُبْحة : مَعْجزة ، منفخَة ، مَكْسَلة ، مَوْرَمة ، مَفْشلة ، مَنْساة للحاجة) ، رواه الماوردي في أدب الدين والدنيا (ص 341).
وعن أمير المؤمنين عليه السلام ، قال : (اتّقوا الصُبْحَة فإنّها مَجْفَرة ، مَنْتَنَة لِلجرْم) ، رواه في لسان العرب (14 / 359 ) مادّة (جرم).

آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ   ـ 139 ـ

  3 ـ وكذا كثرة النوم.
  4 ـ ثمَ النوم عُرْيانا.
  5 ـ والبولُ عُرْيانا.
  6 ـ والأكْل (1) جُنُبا.
  7 ـ ومتّكئا على جَنْبٍ.
  8 ـ والتَهاوُن بِسقاط المائدة (2).
  9 ـ وحَرْق قشر البَصَل والثوم.
  10 ـ وكَنْس البيت في الليل.
  11 ـ وترك القُمامة (3) في البيت.
  12 ـ والمشي قدّامَ المشايخ.
  13 ـ ونداء الأبَويْنِ باسْمهما.
  14 ـ والخلال بكلّ خَشَبَةٍ (4).
  15 ـ وغسل اليدينِ بالطين والترابِ.
  16 ـ والجلوس على العتبة.
  17 ـ و الاتّكاء على أحَدِ زوجي الباب (5).
  18 ـ والتَوَضؤِ في المَبْرَز (6).

**************************************************************
(1) أضاف في بعض النسخ هنا : (والشرب).
(2) كتب في هامش نسخة (أ) هنا : أي تحقير حتات الخبز.
(3) القُمامة : الكُناسة ، وهي الزبالة ، يعني ما يُجمع من الكنس ليُطرحَ.
(4) كتب في (أ) كلمة (مجوّف) فوق (خشبة) ?
(5) في نسخة (أ) : (ألواحي الباب) بدل (زوجي الباب).
(6) المَبْرَزْ : محلّ البِراز ـ يعني الغائط ـ وهو مجمعه.

آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ   ـ 140 ـ

  19 ـ وخياطة الثوب على بدنه (1).
  20 ـ وتجفيف الوجه بالثوب.
  21 ـ وترك بيت العنكبوت في البيت.
  2 ـ والتهاوُنُ بالصلاة.
  23 ـ وإسْراع الخروج من المسجد (2).
  24 ـ والإبكار (3) في الذهاب إلى السوق.
  25 ـ والإبطاءُ في الرجوع منه (4).
  26 ـ وشراء كسرات الخبز من الفُقراء والسائلين (5).
  27 ـ ودعاء الشرّ على الوالِدَيْنِ (6).

**************************************************************
(1) في الخشاب : على جسده.
(2) أضاف في بعض النسخ والزرنوجي : (... بعد صلاة الفجر) وقال أمير المؤمنين عليه السلام : (الجلوس في المسجد من بعد طلوع الفجر إلى حين طلوع الشمس للاشتغال بِذكْرِ الله سبحانه أسرعُ في تيسير الرزق من الضرب في أقطار الأرض) ، معجم ألفاظ غرر الحكم (ص 1270) رقم (110).
(3) في بعض النسخ والخشاب : (الابتكار).
(4) كلمة (منه) لم ترد في الخشاب ، والمراد الرجوع من السوق.
(5) في نسخة (أ) : (والمساكين) بدل (والسائلين) ، وفي الزرنوجي : من الفقرأ السُؤّال.
(6) كذا في النسخ ، إلا أنّ في نسخة (أ ، ف) على الوالد ، وفي الزرنوجي : على الولد وفي (و ، ف) السو ، بدل (الشر) ، وانظر الرقم (32) في هذه القائمة لمانعات الرزق.

آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ   ـ 141 ـ

  28 ـ وترك تخمير (1) الأواني.
  29 ـ وإطْفاء السراج بالنَفَس.
  كل ذلك يُورِثُ الفقر ، عُرِفَ بالاَثار (2).
  30 ـ وكذا الكِتابةُ بقَلَمٍ مَعْقودٍ (3).
  31 ـ والامْتشاط بمشط متكَسّرٍ.
  32 ـ وترك الدعاء للوالدَيْن.
  33 ـ والتَعَممُ (4) قاعدا.
  34 ـ والتَسَرْوُلُ (5) قائما.

**************************************************************
(1) التخمير : الستر ، والمراد عدم تغطية الأواني بل تركها مكشوفة ، وفي (أ) كتب (خمر) ثم شطبها وكتب (غسل) بدلها ، وفي بعض النسخ (تجهيز) وهو تصحيف
(2) جأ ذكر كثير من الاُمور المذكورة مجموعا في روايات : منها رواية (جامع الأخبار) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انّه قال : (عشرون خصلةً تورث الفقر ...) وذكرها وفيها كثير ممّا في كتابنا ، فلاحظ : جامع الأخبار (ص 343 ، رقم 951).
ومنها ما ذكره المجلسي مرسلا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال : (الفقر من خمسة وعشرين شيئا ...) وذكرها ومنها مجموعة ممّا هنا ، فلاحظ السعة والرزق (ص 35) فقد أوردها وغيرها ، ولاحظ الأبواب الخاصة بذلك في كتب الحديث ، وراجع مادة (فقر) من سفينة البحار ، والمعاجم الحديثية.
(3) المراد بالقلم ما هو من عود القصب ، إذا كانت معه واحدة من العُقَد التي فيه.
(4) أي لبس العمامة على الرأس.
(5) أي لبس السروال.

آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ   ـ 142 ـ

  35 ـ والبُخْلُ (1).
  36 ـ والتقتير (2).
  37 ـ والإسراف (3).
  38 ـ والكَسَل ، والتواني (4).
  39 ـ والسؤال (5).

**************************************************************
(1) في حكم الإمام أمير المؤمنين عليه السلام : (البُخْلُ فقر) ، و (البخيلُ متعجّلُ الفقر) ، وقال : (البخلُ أحَدُ الفقرين).
لاحظ معجم ألفاظ غرر الحكم (ص 7 ـ 879) مادة (فقر).
(2) قال أمير المؤمنين عليه السلام : (أفقر الناس من قتّر على نفسه مع الغنى والسعة) ، المصدر السابق.
(3) قال أمير المؤمنين عليه السلام : (سببُ الفقر الإسرافُ).
وقال عليه السلام : (من أسْرفَ في طلب الدنيا مات فقيرا).
المصدر السابق.
(4) (والتواني) لم يرد في الخشاب.
وإنّما عطفناه على الكسل ، لارتباطهما ، قال أمير المؤمنين عليه السلام : (من التواني يتولّد الكسلُ) ، معجم ألفاظ غرر الحكم (وني).
(5) هذا في الخشاب ، ولم يرد في سائر النسخ.
وقد قالَ الإمامُ عليّ أميرُ المؤمنين عليه السلام : (المسألة مفتاح الفقر).
وقالَ : (من الواجب على الفقير أنْ لا يبذل ـ من غير اضطرار ـ سؤاله).
وقالَ : (السؤالُ يُضعف لسان المتكلّم ... ويَمْحقُ الرزقَ).
معجم ألفاظ غرر الحكم (ص 1269) رقم (105).

آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ   ـ 143 ـ

  40 ـ والتهاوُنُ في الاُمور.

59 ـ ما يزيد في الرزق
  1 ـ وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (اسْتنزلوا الرزق بالصَدَقةِ) (1).
  2 ـ والشكر (2).

**************************************************************
(1) رواه في قرب الاسناد مسندا مرفوعا عن أهل البيت عنه صلى الله عليه وآله وسلم رقم ( ص 118) وفي عيون أخبار الرضا عليه السلام (352)
رقم 75 وهو من مسند الطائي من رواة الصحيفة ، فلاحظ.
وقد رواه من العامة في الجامع الصغير (411).
وهو موقوف على عليّ عليه السلام في غرر الحكم (رزق) وهو في نهج البلاغة (رقم 137) من قصار الحكم (ص 494).
(2) هذا في (أ) والخشاب ، ولم يرد في نسخ اُخري.
وقد قال الله تعالي : (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لاَضَزِيدَنَكُمْ).
وقال أمير المؤمنين عليه السلام : (مَنْ شكر اسْتَحقَ الزيادةَ).
و (مَنْ شكرَ دامتْ نعمتُه).
و (من شكرَ الله زادَه).
و (من شكرَ بِجِنانه اسْتحقّ المزيدَ قبل أنْ يَظْهرَ على لسانه).
وقال : (اُشكُرْ تُزَدْ).
و (شُكْرُ الإله يُدِرّ النِعَمَ).
و (الشُكْرُ زيادة).
و (ثمرةُ الشُكْر زيادةُ النِعَمِ).
و (كافِلُ المزيد الشُكْرُ).
و (أحق الناس بزيادة النِعمة أشكَرُهم لما اُعطيَ منها).
راجع معجم ألفاظ غرر الحكم ، مادة (شكر).
وقال الإمام الحسين السبط الشهيد عليه السلام : (شكرك لنعمةٍ سالفةٍ يقتضي نعمةً آنفةً) ، نزهة الناظر (ص 38)

آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ   ـ 144 ـ

  3 ـ والبُكُور (1) مُبارَك ، يزيدُ في جميع النِعَم خصوصا في الرزق.
  4 ـ و(حُسْنُ الخطّ (2) من مفاتيح الرزق).
  5 ـ وبسط الوجه (3).
  6 ـ وطيب الكلام يزيد في الرزق.
  وعن الحسن بن عليّ عليه السلام :
  7 ـ (تركُ الزِنى
  8 ـ وكنسُ الفِنَا
  9 ـ وغسلُ الإنَا

**************************************************************
(1) البُكُور : الخروج إلى العمل بُكْرة ، أي أوّل النهار.
(2) في نسخة (أ) : الخُلُق ، بدل ( الخطّ) ، وقد رواه المجلسي كما فيالمتن حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بحار الأنوار (76 318).
وعلّق صديقنا الفاضل السيد الحسن من آل الحسن المجدّد دام مجده هنا بما يلي : ببالي حديث عن الإمام علي عليه السلام نصّه : (عليكم بحسن الخطّ فانّه من مفاتيح الرزق).
وقد وَرَدَ أنّ حُسْنَ الخلق من أسباب زيادة الرزق :
قال أمير المؤمنين عليه السلام : (حُسْنُ الأخلاق يُدِر الأرزاقَ).
وقال : (مَنْ ساء خلقُه ضاقَ رزقُه ، ومَنْ كرُم خلقُه اتّسعَ رزقُه).
معجم ألفاظ غرر الحكم (رزق).
(3) هذا المورد لم يذكر إلاّ في بعض النسخ والزرنوجي.

آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ   ـ 145 ـ

  مَجْلبة للغِنى) (1).
  10 ـ وأقوى الأسباب الجالبة للرزق : إقامة الصلاةِ بالتعظيم والخشوع.
  11 ـ وقراءة سورة (الواقعة) (2) خصوصا بالليل ، ووقت العشاء (3) (وسورة (يَسَ) (4) و (تَبَارَكَ الَذِي بِيَدِه الْمُلْكُ) (5) وقت الصُبْح) (6).
  12 ـ وحضور المسجد قبل الأذان.
  13 ـ والمُداومة على الطهارة.
  14 ـ وأداء سُنَة الفجْر ، والوتر ، في البيت.
  15 ـ وأنْ لا يتكلّم بكلام الدُنيا بعد الوِتر.

**************************************************************
(1) لم نجد للحديث تخريجا.
وقد أبقينا كلمتي (الفنا والإنا) على القصر ، رعايةً للسجع وهي لغة قريش في تخفيف الهمزة.
(2) هي سورة (56) من القرآن الكريم.
(3) في الزرنوجي : (وقت النوم) بدل : (وقت العشأ).
(4) هي السورة (36) من القرآن المجيد.
(5) هي السورة (67) من القرآن العظيم ، وتسمّى بسورة (المُلْك).
(6) جاء بدل ما بين القوسين في بعض النسخ والزرنوجي ، ما نصّه : (وقرأة سورة (المُلْك) و (المزّمل) و (وَاللَيْلِ إذا يَغْشَى) و (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ)) ، وسورة المزمّل هي السورة (73) وسورة الليل رقمها (92) وسورة (أَلَمْ نَشْرَحْ) برقم (94) وتسمّى (الشَرْحُ) و (الانْشِراحُ).