التلوث البيئي في البصرة أنواعه ، مخاطره ، فرص معالجته التاريخية

الدكتور عبد الجبّار عبّود الحلفي


بسم الله الرحمن الرحيم


  تُعدُ البيئةُ مِن أهمِ المظاهر الحياتيّة المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالإنسانِ، ومن أشدِ ما حولَهُ التصاقاً به، وتُشكِلُ أيضاً الفضاءَ المكانيَ الذي يحتويه، إذ إنّه – أي الإنسان – ينمُو ويرعرعُ في كَنَفِه، وتحتَ أفيائه، فتتشكّلُ شخصيّتُهُ من ذلكَ الفضاء، فيتركُ بصماتِه واضحةً على تكوينِه الذَاتيِ، فضلاً عن التّكوين البدنيِ، إذ كلمّا كانت البيئةُ المحيطةُ بالإنسان نقيّةً خالصةً من الشّوائبِ، كانت انعكاساتُ هذا الأمر إجاباً على نموِه وتكوينه، ببعدَيه الماديّ والمعنويّ.
  من هنا وَرَدَ الحثُ من الشرّيعةِ الإسلاميّةِ المقدّسةِ، ورواياتِ أهلِ بيتِ العصمةِ والطّهارة (ع) على تأكيد أهميّة الحفاظ على البيئةِ بكلِ تفاصيلِها ومكوّناتها، من النّباتِ والحيوان والأرضِ والفضاءِ وغيره، فعَن رسولِ الله (ص) (ما مِن نبتٍ ينبُتُ إلاَ ويحُفُه ملَكٌ موكَلٌ به حتّى يحصُدَه، فأيُما امريءٍ وطِئ ذلك النَبت يلعنُهُ ذلكَ الملَك) (1) .
  كما جاء التّأكيد على إحياء الأراضي الموات واستعمارها ، (فمَن أحيا مَوَاتاً فهيَ له) ، (2) بل أصبحت البيئةُ مظهراً من مظاهر التّأمّل في عظمة اللهِ وبديعِ صُنعِهِ، فغدَت مَرامي تفكِر الأولياء، ومَيدان نظرِهم في التّوصّلِ إلى وصفِ مَعشوقِهم، والتّدبُر في جميلِ صُنعِهِ، ولطيفِ تدبرِه، جَذْباً للعبادِ إلى ساحتِهِ، وتقريباً لهم إلى رواشحِ فيضِهِ، ومَظاهرِ لُطفِهِ تعالى، مِن ذلك ما قال أمير المؤمنين (ع) في صفةِ السمّاء :

*************************************************
(1) كنز العماَل : 9068 ، 9122 ، 9119 .
(2) بحار ألانوار : 104 / 255 .

التلوث البيئي في البصرة أنواعه ، مخاطره ، فرص معالجته  ـ 2 ـ

  (ونظمَ بلا تعليقٍ رهوات فُرَجِها، ولاحَمَ صُدوعَ انفراجِها، ووشّجَ بينها وبين أزواجِها، وذلّلَ للهابطينَ بأمره والصّاعدينَ بأعمالِ خلقِهِ حُزونةَ معراجِها، ناداها بعد إذْ هيَ دُخانٌ فالتحمَت عُرى أشراجِها، وفتقَ بعد الارتتاقِ صوامتَ أبوابهِا، وأقامَ رَصَداً مِن الشُهُبِ الثّواقبِ على نقابهِا، وأمسكَها مِن أنْ تمورَ في خرْق الهواء بأيدِهِ، وأمرها أنْ تقفَ مُستسلمةً لأمرِه، وجعلَ شمسَها آيةً مبصرةً لنهارِها، وقمرَها آيةً ممحُوَةً مِن ليلِها، فأجراهما في مناقلِ مجراهما، وقدّر سيرهَما في مدارج دَرَجِمها ... ليميِز بين اللّيلِ والنّهار بهما، وليُعلم عددُ السِنينَ والحساب بمقاديرهِما، ثمَ علَق في جوِها فلكَهَا، وناط بها زينتَها مِن خفيّات درارِيها ومصابيحِ كواكبِها، ورمى مُسترِقِي السَمعَ بثواقبِ شُهُبِها، وأجراها على إذلالِ تسخيرِها، من ثباتِ ثابتِها ومسيرِ سائرِها، وهبوطِها وصعودِها، ونحوسِها وسُعودِها) .
  مِن هنا يأتي هذا الكرّاس ليقدِم للمجتمع البصريّ واقعَ جانبٍ من أخطرِ جوانبِ مصادرةِ البيئة الطّبيعيّة، وقد كتب في هذا المجال الكثير، وتناولته الأقلام، ولكنّه لم يقع في متناول أغلب أفراد مجتمعِنا، وعليه ارتأى مركز تراث البصرة، إخراجه ليعمّ النّفع ويرفد الوعي، تأكيداً على هذا الجانبِ المهمِ في سلامةِ الإنسان، ومستقبلِهِ، ومِن اللهِ التوفيقُ.

التلوث البيئي في البصرة أنواعه ، مخاطره ، فرص معالجته  ـ 3 ـ

مُقدّمة

  بدأ نِفط البصرة بالتدفّق في العام 1949 م من البئر رقم (1) في حقل الزبير، وعلى عمق ( 11000 ) قدم، بعدما تمكّنت شركة نفط البصرة (BPC) ، وهي فَرع مِن شركة نفط العراق (IOC) ، على امتياز استثمار نِفط البصرة، واستخراجه، وتصديره في تمّوز 1938 م، إذْ بلغت مساحة الامتياز نحو (246000) كيلو متراً مربّعاً، وجرى تحميلُ أوّل ناقلةٍ بالنّفط من رصيف الفاو آنذاك في كانون الأوّل مِن العام 1951 م.
  وبذلك يُعدُ حقلُ الزبير العِملاق هو أوّلُ حقولِ البصرة المكتَشَفة، والمنتِجَة، ثمَُ توالت الاستكشافات التي تقومُ بها شركة نِفط البصرة، حتّى اكتُشف النفط في حقلِ الرميلة الجنوبيّ في العام 1953 م، ثمَ بقيّة الحقول.
  ويُمكن القول هنا إنّ العمليّات النّفطيّة في البصرة توسّعت بعد تأسيس شركة النّفط الوطنيّة العراقيّة في العام 1964 م، ثُمّ تأميم عمليّات الشركات الأجنبيّة في العراق في العام 1972 م.

التلوث البيئي في البصرة أنواعه ، مخاطره ، فرص معالجته  ـ 4 ـ

نِفطُ البصرة ، وحقولها

  تُعدُ محافظةُ البصرة المدينةَ النفطيّة الأولى في العراق، فهي تضمُ (15 حقلاً) ، منها ( 4 حقول ) فوق العِملاقة (Ultra Super Giant) ، من ضِمن ستّة حقول في العراق، ويبلغُ احتياطي النِفط المؤكّد فيها نحو ( 95 ) مليار برميل، أي نحو 70 % من احتياطيّ العراق، فضلاً عن الغاز المصاحب، وكذلك الغاز الحر في حقل (السِيبة) .
  تضمُ هذه الحقول مئات الآبارِ والشّعلات التي تنفثُ الغازات السّامّة القاتلة، ولا يبعُدُ حقلُ الزّبير عن مركز المدينة سوى ( 20 ) كيلو متراً، وهو قريبٌ جدّاً من مساكن قضاء الزبير، على حين أنّ القوانين الدوليّة تؤكّد على ضرورة أن تبعُدَ الحقول عن مساكن المواطنين بمعدّل ( 50 _ 100 ) كيلو متراً، كما هو معمولٌ به في مدينة هيوستن في ولاية تكساس، التي تُعدُ مدينة النّفط في الولايات المتّحدة، فضلاً عما تخلِفه محطّات الكهرباء، التي تعملُ بالوقود مِن غير الغاز الجاف من غاز (CO2) ،


التلوث البيئي في البصرة أنواعه ، مخاطره ، فرص معالجته  ـ 5 ـ
  وكذلك عوادم السيّارات، ومخلّفاتُ إشعاع اليورانيوم المنضَب، التي استخدمت في حرب تحرير دولة الكويت في العام 1991 م.
  وبذلك تكون محافظةُ البصرة من أكثر المدن الملوّثة بيئيّاً في العراق، وربمّا في منطقة الشرق الأوسطِ كلِها، وهو ما تؤكِده المؤشرّات التي سنأتي عليها في الفقرات الآتية :
  أوّلاً : التلوّث الناتج عن العمليّات النِفطيّة.
  ثانياً : التلوّث الناتج عن مخلّفات اليورانيوم المنضَب.
  ثالثاً : التلوّث الناتج عن عوادم المركّبات.
  رابعاً : التلوّث الناتج عن المولدات الأهليّة.
  وسنذيَل هذه الفقرات بالمعالجات والتوصيات


التلوث البيئي في البصرة أنواعه ، مخاطره ، فرص معالجته  ـ 6 ـ


أوّلاً : التلوّث الناتج عن العمليّات النفطيّة في البصرة :

  إنّ إنتاج النّفط الخام تسبقُه وترافقُه العديدُ من العمليّات، مثل : استكشاف النِفط بواسطة المسوحات الزلزاليّة، وحفر الآبار الاستكشافيّة، وآبار الحقن والاستصلاح، ثُمّ بعد ذلك عمليّاتُ عزلِ الغاز المصاحب (Gas Associated) في محطّات العزل، وتأمين الشُعلات (Flares) ، ويعقُب ذلك عمليّات لاحقه (Doun Stream) ، مثل : تكرير النّفط لأغراض المستنقعات النفطيّة،

التلوث البيئي في البصرة أنواعه ، مخاطره ، فرص معالجته  ـ 7 ـ

  والخَزن، والتّسويق، وغيرها من العمليّات .
  وينتجُ عن ذلك عددٌ من الغازات السّامّة، وهناك نوعانِ أساسيّانِ من الغاز، همُا الغاز الحلو (Sweet Gas) ، والغاز الحامضيّ (Sour Gas) ، والحامضيُ أخطر ، لأنّه يحتوي على كمّياتٍ كبيرةٍ من مادّة الكبريت، ويحتوي على نحو (32) من المركّبات الغازيّة، والكيمياويّة، كما في الجدول رقم (2) .
  ولعلَ أخطر هذه الغازات، وأكثرها شيوعاً، هو غاز (كبريتيد الهايدروجين H2S) ، الذي ينبعثُ مِن الشُعلات في الحقول، من مصافي التكرير، ومحطّات عزل الغاز، وتشير ( منظّمة أوبك ) إلى أنَ العراق حرقُ سنويّاً نحو (6_8) مليار مترٍ مكعّبٍ من الغاز، منها نحو ( 5 _ 4 ، 5) مليار مترٍ مكعّبٍ في محافظة البصرة (1) ، وتبلغُ نسبة استثمار الغاز الطبيعيّ المنتَج في العراق لسنة 2012 م نحو 47 % ، بمعنى أنّ هناك هدراً واضحاً في هذا المورد الحيويّ المرغوب عالميّاً.

غاز كبريتيد الهيدروجين ... مخاطرُه، ومعالجة المخاطر

  سنسوقُ الكلامَ عن غاز كبريتيد الهيدروجين على وفق النِقاط الآتية (2) :

1 ـ ما هو كبريتيد الهيدروجين H2S ؟

  يمكنُنا التعرّف على هويّة غاز كبريتيد الهيدروجين من خلال الإشارات الآتية :

*************************************************
(1) ينظر : مجلّة النّفط والتعاون العربي – أوابك، المجلّد 34 العدد 126 صيف 2008 م .
(2) أُخذت جملةٌ من المعلوماتِ عن غازِ كبريتيدِ الهيدروجين الواردة ضمن هذه النِقاط من (موقع النِفط والغاز الطّبيعيّ العربيّ ONG) .


التلوث البيئي في البصرة أنواعه ، مخاطره ، فرص معالجته  ـ 8 ـ

  - كبريتيد الهيدروجين، هو غازٌ عديمُ اللّون، ذو سُمِيّةٍ عاليةٍ.
  - غازُ كبريتيد الهيدروجين، معروفٌ في مجال صناعة البترول بعدّة أسماء، منها :
  • الغازُ ذو الرائحة الكريهة.
  • الغاز الحِمضيّ.
  • غازُ البيض الفاسِد.
  • حامضُ الهيدروكبريتيك.
  - غاز كبريتيد الهيدروجين من الغازات المصاحبة لبعض أنواع الزّيت الخام، التي تحتوي على الخام الحِمضي (Sour Crude) .
  عند استعمال مثل هذه النوعيّة من الزيت الخَام بالخزّانات في معامل التكرير، فإنَ غاز كبريتيد الهيدروجين ذا رائحةٍ كريهةٍ تُشبِهُ رائحةَ البيضِ الفاِسد.
  كما يتكوّنُ غاز كبريتيد الهيدروجين أثناء بعض عمليّات التكرير، أو التكسير الهيدروجيني، حتّى في حالات عمليّات المعاجة، أو التنقية بالهيدروجين، لبعض المنتجات البتروليّة ، للتخلّص من هذه المركبات الكبريتيّة.

2 ـ أينَ نجدُ غاز كبريتيد الهيدروجين ؟

  يوجدُ غاز كبريتيد الهيدروجين بكمّيّاتٍ كبيرةٍ في صناعة البترول، والغاز الطبيعيّ أثناء :
  • الحَفرُ في منطقة غازات حمضيّة.
  • عمليّات التخزين.

التلوث البيئي في البصرة أنواعه ، مخاطره ، فرص معالجته  ـ 9 ـ

  • عمليّات التكرير.
  • عمليّات النقل.
  • غاز كبريتيد الهيدروجين أثقل مِن الهواء ، لذلك يتراكم في الأماكن المنخفِضة.
  • يتمُ الحصول على كبريتيد الهيدروجين بوصفه منتجاً ثانويّاً ناتجاً عن عمليّاتٍ أُخَر.

3 ـ خصائصُ غاز كبريتيد الهيدروجين :

  يمكن بيان خصائص غاز كبريتيد الهيدروجين بما يأتي :
  • غازٌ سامٌ جدّاً، ويُعَدُ في المقام الثاني بعد غاز سيانيد الهيدروجين (HCN) ، وله (5 ـ 6) أضعاف سُمِيّة غاز أوّل أوكسيد الكاربون (CO) ، علماً أنَ المعدّل العالميّ المسموح به في التركيز هو (005 . 0) PPM (1) .
  • عديمُ اللّون .
  • ذو رائحةٍ كريهةٍ تشبهُ إلى حدٍ كبيرٍ رائحةَ البيض الفاسد عند تواجده بنسبٍ منخفضةٍ.
  • أثقل من الهواء، ووزنه النوعي (189 . 1) ، وأبخرتُه تنتقلُ لمسافاتٍ بعيدةٍ.
  • يتراكمُ في الأماكن المنخفضة.
  • غازٌ قابلٌ للاشتعال، والانفجار.

*************************************************
(1) رمز PPM ، هو اختصارٌ للعبارة : per percent million ، وتعني : [كذا] جزءاً بالمليون .

التلوث البيئي في البصرة أنواعه ، مخاطره ، فرص معالجته  ـ 10 ـ

  • درجةُ الاشتعال الذاتيّ (500F / 260C) .
  • المدى الانفجاريّ (3 . 4 ـ 46 %) بالحجم .
  • يسبِبُ تآكلاً شديداً لبعض المعادن.
  • يشتعلُ معطياً لهباً أزرق.
  • سريعُ الذوبان في الماء، والسوائل الهيدروكاربونيّة.
  • التركيز المسموح به للبقاء لفترة (ثمان ساعات) ، لمدّة (خمسة أيّام) من دون استعمالِ أجهزة التنفّس هو (005 . 0) .
  • درجةُ غليانه 79F .
  • درجةُ ذوبانه 117F .

4 ـ أخطارُ التسمُم :

  تكمن خطورة هذا الغاز بأنّه يقتلُ حاسّة الشمِ بصورةٍ سريعة.
  إنّ الرائحة المميّزة لهذا الغاز يمكنُ اكتشافها عند وجوده في تركيزاتٍ تتراوح بين (025 . 0 ـ 200 ) PPM .
  في حالةِ التعرّض لتركيزاتٍ تصلُ إلى (150) PPM ، فإنهّا تسبّبُ الوفاة خلال (30 دقيقة).
  أمّا في حالات التعرّض لتركيزاتٍ أقلَ من ذلك، فإنهّا قد تتسبّب في حدوث صعوبةٍ في التنفّس.

5 ـ الأعراض :

  هنالك أعراضٌ أُخَر للتسمّم بغاز كبريتيد ا
لهيدروجين، تبعاً لتركيزات

التلوث البيئي في البصرة أنواعه ، مخاطره ، فرص معالجته  ـ 11 ـ

  التعرّض لهذا الغاز، منها :
  • الصّداع .
  • الدّوار، أو الدُوخة.
  • الإثارةُ والتهيّج.
  • الغَثيان.
  • النُعاس.
  • التيبّس.
  • جفافُ الحَلق، مع الشُعور بالأم في الأنف والحنجرة والصّدر.
  • التعرض لتركيز أكبر من 600 PPM يؤدّي إلى الوفاة، في اللّحظة نفسها.

6 ـ حدودُ التعرّض permissible exposure ـ pel limit :

  الحدُ الأقصى للتعرّض لمدّة يومِ عملٍ (8 ساعات) ، هو : 10 PPM .
  عند اكتشاف غاز كبريتيد الهيدروجين، أو احتمال تواجده في مكانِ العَمل بتركيز أكثر من 10 PPM ، يتطلّب ما يأتي :
  • لابُدَ من ارتداء جهازِ تنفّسٍ مناسبٍ.
  • لابُدَ من تطبيق (System Buddy) ، الذي يضمنُ وجودَ فردٍ يعمل ، وآخر يتابعُه.

7 ـ تأثيرُه على الأشخاص :

  يظهرُ تأثيرُه على الأشخاص بالمظاهر الآتية :

التلوث البيئي في البصرة أنواعه ، مخاطره ، فرص معالجته  ـ 12 ـ

  ـ 10 PPM : يُمكنُ شمُه بأمانٍ لمدّة 8 ساعات.
  ـ 100 PPM : يفقدُ الشخصُ حاسّةَ الشّمّ في غضون 15 ـ 20 دقيقة .
  ـ 200 PPM : يُسبِب تهيّجاً بالعينِ، والحنجرة.
  ـ 500 PPM : يفقدُ الشخصُ وعيَه، ويُمكن أن يسبِبَ الوفاة في غضون 30 دقيقة .
  ـ 700 PPM : يفقدُ الشخص وعيه، ويتوقّف عن التنفّس.
  ـ 1000 PPM : خللٌ دائمٌ في المُخِ، إذا لم يتمَ الإسعاف فوراً.
  فضلاً عن مخاطر انطفاءِ الشُعلة على العاملين في محطّات معالجة الغاز، أو المصافي، إذ ينتجُ عن ذلك انبعاث غازاتٍ سامّة، لا يُعارُ لها أيُ اهتمامٍ من المسؤولين ! .

8 ـ تصنيفُ مواقع الحَفر :

  تُقسّم معايير API مواقع الحَفر المختلفة تبعاً لاحتماليّة، أو واقع وجودِ غاز كبريتيد الهيدروجين إلى الآتي :
  أ - مواقعُ آمنةٌ.
  ب - مواقعُ ذاتُ خطورةٍ منخفضةٍ API CONDITION I .
  ج - مواقعُ ذاتُ خطورةٍ متوسّطةٍ ـ API CONDITION II .
  د - مواقعُ ذاتُ خطورةٍ عاليةٍ ـ API CONDITION III .
  وتختلفُ درجة الاستعداد، ومتطلّبات السلامة في مواقع الحفر طِبقاً لهذا التصنيف كما يأتي :

.

التلوث البيئي في البصرة أنواعه ، مخاطره ، فرص معالجته  ـ 13 ـ

أ - المواقعُ الآمنة :

  • المواقعُ التي يتمُ الحفرُ في طبقاتٍ معروفةٍ بعدم احتماليّة وجود غاز الهيدروجين.
  • لا يتطلّب وجود أجهزةٍ خاصّةٍ للكشفِ عن كبريتيد الهيدروجين.

ب - مواقعُ ذاتُ خطورةٍ منخفضةٍ API CONDITION I :

  مواقعُ العمل التي يكون فيها تركيز غاز كبريتيد الهيدروجين في الجو أقلّ من 10 PPM .

متطلّبات السلامة

  من أجل معالجة او تقليل اثر الغاز ضمن هذه الأماكن لابدّ من مراعاة متطلبات السلامة الآتية :
  • وضع علاماتٌ تحذيريّةٌ واضحةٌ معَ تمييز موقع العمل بعَلَم أخضر.
  • التأكّد مِن أنّ أجهزة الكشف (غير ثابتة) ، والوقاية الشخصيّة بحالةٍ جيّدةٍ.
  • تخزينُ أجهزةِ الوقاية في أماكنَ يسهل الوصول إليها.

ج - مواقعُ ذاتُ خطورةٍ متوسّطةٍ ـ API CONDITION II :

  مواقعُ العمل التي يكون فيها تركيز غاز كبرتيد الهيدروجين فى الجو أكثر من 10 ppm و أقل من 30 ppm .

متطلّبات السلامة

  • علاماتٌ تحذيريةٌ واضحةٌ مع تمييز موقع العمل بعلمٍ أصفرَ.

التلوث البيئي في البصرة أنواعه ، مخاطره ، فرص معالجته  ـ 14 ـ

  • الحِفاظُ على مسافةٍ آمنةٍ من مناطقِ الخَطر ما لم تكُنْ هناك ضرورة.
  • أجهزةُ إنذارٍ مرئيّةٍ و مسموعةٍ .
  • التأكّد من أنَ أجهزةَ الكشفِ و الوقايةِ الشخصيّةِ و أجهزةَ التنفُس بحالةٍ جيِدةٍ.
  • تخزين أجهزة الوقاية في أماكنَ يسهُل الوصول إليها.
  • أجهزةُ تنفُسٍ صناعيّ.
  • وجودُ أجهزةِ كشفٍ مع الحفاظ على المعايرة.

د - مواقعُ ذاتُ خطورةٍ عاليةٍ ـ API CONDITION III :

  مواقعُ العمل التي يكون فيها تركيز غاز كريتيد اهيدروجن ي اجو أقلّ من 30 ppm .

متطلّباتُ السّلامة :

  من أجل معالجة او تقليل اثر الغاز ضمن هذه الأماكن لابدّ من مراعاة متطلبات السلامة الآتية :
  • وضع علاماتٌ تحذيريّةٌ واضحةٌ معَ تمييز موقع العمل بعَلَم أحمر.
  • وضعُ علاماتٍ تحذيريّةٍ تُشيرُ إلى خطرِ كبريتيد الهيدروجين على مسافة 500 قدم، في جميعِ الطّرق.
  • التأكّد من سلامة واستعداد جميع أجهزة السلامة قبل بدء الدورية.
  • وجودُ خطّة طوارئ بالمواقع، تحتوي على التعليمات، وخريطة الاتصال في حالة الطوارئ.

التلوث البيئي في البصرة أنواعه ، مخاطره ، فرص معالجته  ـ 15 ـ

  • التأكّد من وجودِ مخُرجي طوارئ.
  • لا يُسمح بالعمل في الموقع قبل إجراءِ تدريبٍ خاصٍ بمخاطر (H2S) ، وُسبل التعامل والوقاية منه.
  • توفر أجهزة إنذار مرئيّة ومسموعة.
  • وجودُ كلٍ من أجهزة الكشف الثابتة معايرةً، والأخرى المحمولة.
  • وجودُ جهازُ تنفّسٍ صناعيّ.
  • وجودُ جهازُ تنفّسٍ محمول (30 دقيقة) مطابقٍ مواصفات NIOSHMSHA للاستخدام في حالة الهروب.

9 ـ تأثيرُ كبريتيد الهيدروجين على المعادن :

  إنّ قدرة كبريتيد الهيدروجين على تكوين تفاعلات تؤدّي إلى فقد المعدن لصلابته، وتعرّضه للتآكل، ويعتمد ذلك على :
  • صابةِ المعدن.
  • البيئةِ المحيطة بالمعادن.
  • الحملِ الواقع على المعدن.
  • قدرةِ المعدن على التفاعل مع كبريتيد الهيدروجين.

التلوث البيئي في البصرة أنواعه ، مخاطره ، فرص معالجته  ـ 16 ـ



ثانياً : التلوّث الناتج عن مخلّفات اليورانيوم المنضّب
التلوّثُ والإشعاع :


  حسب مسوحات الأمم المتّحدة هناك ( 22 ) موقعاً ملوّثاً بالإشعاع في محافظة البصرة، وهذا الإشعاعُ ناتجٌ عن مخلّفات الحرب التي شنّتها الولايات المتّحدة، وحلفاؤها ضدّ النظام السّابق في عام 1991 م ، لغرض تحرير الكويت.

التلوث البيئي في البصرة أنواعه ، مخاطره ، فرص معالجته  ـ 17 ـ

  إذْ استخدمت القوّات الأمريكيّة أسلحة اليورانيوم المنضّب حسب ما تشيرُ إليه التقاريرُ الدوليّة، وفي الحقيقة إنّ ما استخدمته الولايات المتّحدة من سلاحٍ ، هو ليس اليورانيوم المنضّب، بل هو اليورانيوم المخصَب بنسبةٍ تزيد عن 20% وهو بقايا أسلحةٍ نوويّةٍ، بدليل أنّ السلاح التقليديّ (قذائف الدبابات) إمّا أن تعطّلَ سرُفةَ الدبابة، أو تثقبَ هيكلَ الدبّابة، أو تقتلَ الجنود بداخلها (1) .
  وتؤكّدُ المصادر الدوليّة الخاصّة بالسلاح النوويّ أنّ هذه الإشعاعات يمكن أن تستمرّ مشعّةً مدّةً تزيدُ على 100 عام، ممّا يزيدُ من إصابة المواطنين بأمراضٍ سرطانيّةٍ، وأخرى غير مشخّصةٍ، فضلاً عن تلفِ الأنسجة اللمفاويّة، وأمراض الكلِى، والجهاز العصبيّ، والكبد.
  وتشيرُ صحيفة (بيليت) الفرنسيّة باستنادٍ إلى خبُراءَ أكّدوا (أنّ كمّيّة الذخيرة التي ألقتها الولايات المتّحدة على العراق في حرب تحرير الكويت سنة 1991 م ، تفوق تلك الكمِيّة التي ألقتها على هيروشيما اليابانيّة في الحرب العالميّة الثانية) ، إذ استخدمت القوّات الأمريكيّة، والبريطانيّة نحو مليون مقذوفٍ على امتدادِ الطريق السّريع من الكويت إلى البصرة (2)
  وكشف تقريرٌ الخبرٍ الفيزيائيٍ محمّد عبد الحليم : أنّ هناك علاقةً للتعرّض للإشعاع لدى الأمّهات الحوامل في العام 1994 م، عندما كُنَ يحملنَ أجنّةً

*************************************************
(1) ينظر المصدر رقم (9) في قائمة المصادر .
(2) ينظر المصدر السابق .

التلوث البيئي في البصرة أنواعه ، مخاطره ، فرص معالجته  ـ 18 ـ

  أُصيبوا بالسرّطان، وهم بعمر (11) عاماً ، وذلك لكون الإشعاع يؤثِر بشكلٍ كبيرٍ في الخلايا حديثة التكوين، وهو ما موجودٌ في مستشفى الأطفال التخصصّي في البصرة (1) .
  وقد سجّل أحدُ الأطبّاء العراقييّن في محافظة البصرة إصابةَ أكثر من حالةٍ سرطانيّة ( 2 ، 3 ، 4 ) في آنٍ واحدٍ لدى المريضِ الواحدِ، وهي حالةٌ غيرُ معروفةٍ حتّى في معظم دول العالم.
  وأشارت دراساتٌ خاصّةٌ بإصاباتِ الأطفال في البصرة بأمراضٍ مستعصيةٍ وخبيثةٍ، خاصّةً في غرب البصرة وجنوبها، نشُرت في المجلّة الطبيّة جامعة البصرة سنة 1999 م، خاصّةً أمراض السرّطان، واللوكيميا، وقد سجّلت زيادةً تبلغ أربعة أضعاف الإصابة هذه الأمراض بين السنوات 1991 _ 1995 م .
  ومن اللاّفت للنظر أنّ جزيئات اليورانيوم المنضّب الثانويّة، - المتمثّلة بأبخرةٍ مترسّبة - تبقى عالقةً في الغلاف الجويّ لأيّامٍ طويلةٍ ( 100 _ 150) يوماً، ومع كلِ عاصفةٍ غباريّةٍ يهاجم اليورانيوم المنضّب المُدن الآهلة بالسُكّان، ومِن المعروف أنّ البصرة، والناصريّة، والعمِارة، هي أكثر المدن العراقيّة تعرّضاً للعواصف الغباريّة، تليها الديوانيّة، والسمّاوة، والنّجف.
  وقد قام الأستاذ في جامعة واترلو، الدكتور هاري شارن، بفحص (بول) ثلاثةٍ من المواطنين البصرييّن، فظهر أنّ (بول) اثنين مِن هؤلاء يحتوي على

*************************************************
(1) ينظر المصدر رقم (6) في قائمة المصادر.

التلوث البيئي في البصرة أنواعه ، مخاطره ، فرص معالجته  ـ 19 ـ

  147 و 426 نانو غرام من اليورانيوم المنضّب، كما ظهر ذلك في عيّنات أُخَر (1) .
  وكانت مجلّة (Science of the Total Environment) ، في المملكة المتّحدة في عددها الصادر في أكتوبر 2002 م، قد بيَنت فيها أنّ مادّة اليورانيوم ما تزال عالقةً في أجسام مجموعةٍ من الأشخاص الذين يعملونَ بالقرب من (شركة صناعات القصدير الوطنيّة) في نيويورك في منطقة كولوني، التي أُغلقت في العام 1984 م، وتمَ فحصُهم بعد (22) عاماً، أي في العام 2006 م.
  وكان قد تساقط في أثناء عمل الشركة ما مجموعُه (5 _ 10) أطنانٍ من غبار وأبخرة اليورانيوم المنضَب من الجوّ على الترّبة، وأماكن أُخَر، قريبةٍ من المصنع، وقد أُزيلت التربة الملوّثة، وبعد 22 عاماً، أثبتت عيّنات الغُبار التي جمُعت من سكّان منطقة (كولوني) وجود اليورانيوم المنضَب بكمّيّاتٍ تتعدّى - كثيراً - معاير السّلامة.
  وتشيرُ الدكتورة سعاد العزّاوي عضو اللّجنة الاستشاريّة للمحكمة الجنائيّة في بروكسل، أنّه (لو قارنّا دراسة الحالة هذه بتلوّث محافظة البصرة باليورانيوم المنضّب، حيث وجود (320) طُنّاً في الأراضي العراقيّة مبخّرة، فإنّ ( 80 . 114 ) طُنّاً من أبخرة اليورانيوم المنضَب تنشرُ كُتلاً ضخمةً بواسطة الرياح داخل العراق، وبذلك فإنّ مع كلِ عاصفةٍ غباريّةٍ - وما أكثرها في محافظة البصرة، ومحافظة ميسان، ومحافظة ذي قار - هنالك هجمةً ممنهجةً تُشنُ

*************************************************
(1) ينظر المصدر رقم (10) في قائمة المصادر .

التلوث البيئي في البصرة أنواعه ، مخاطره ، فرص معالجته  ـ 20 ـ

  على سكّان هذه المحافظة، والمحافظات المجاورة لها.
  وقد أجرت الدكتورة هدى عماّش وفريقها (عن قسم الجيولوجيا جامعة بغداد) دراسةً وافية عن هذا التلوّث، وركّزت (على تحاليل الدّم وأمراضه) ، وشمل مجموعةً من المواطنين الذين يسكنون في محافظة البصرة، عددُهم (47) مواطناً، وكذلك (30) مواطناً من محافظة بغداد، وقد أظهرت التحاليل والمراقبة ما يأتي :
  1 ـ إنّ 31 % من مجموعة البصرة يعانونَ انخفاضاً في تركيز الهيموغلوبين قدرُه 9 ـ 13 إنج / د.
  2 ـ إنّ حجمَ الخلايا المكدّسة (PCV) (1) في مجموعة البصرة (5 ، 35 %) ، منهم ظهرت معدّلات (PCV) شاذة ، تقلُ عن المعدّلات الطبيعيّة بنسبة (30 ـ 39%) .
  3 ـ إنّ نتائج الإحصاء الإجمالي لخلايا كريّات الدم البيضاء (WBC) أظهرت أنّ 80 % من الأفراد في مجموعة البصرة، ذوو خلايا دم بيضاء أقلّ من المعدّل الطبيعيّ، أي (4000) خلية / مليلر، أو أعلى من المعدّل الطبيعيّ، أي (1100) خلية / مليلر، بمعنى وجود خللٍ في (WBC) .
  4 ـ إنّ التغيرّات الصِبغيّة المركّبة في ليمفاويّات الدم المحيطي لمجموعةِ البصرة، هي بنسبة (1118 . 0) بالمائة، وهي أعلى كثيراً مِن نسبةِ

*************************************************
(1) PCV : هي وحدةُ الجُرعة الإشعاعيّة الفعّالة المتكافئة.


التلوث البيئي في البصرة أنواعه ، مخاطره ، فرص معالجته  ـ 21 ـ

  التغيرّات لدى مجموعة المراقبة، وقد لُوحِظ تعرّض فتىً في الثالثة عشرة من العُمر من قضاء الزبير الملوّث لليورانيوم المنضّب، قد أُصيبَ بضررٍ كَسرَ الشذوذَ الصِبغي اللامركزي بنسبةٍ عاليةٍ (1) .
  لقد توصّل فريقُ أبحاثٍ خاصٍ بملوّثات اليورانيوم، إلى أنّ جرعة الجِسم السنويّة المحسوبة، والمتلقّاة من استنشاق أبخرة اليورانيوم المنضّب في المدّة 1991 ـ 1996 م في محافظة البصرة (المنطقة العسكرية)، حسب دراسة الدكتورة سعاد العزّاوي وفريقها، كانت بين (1768 . 0) (SV) بصورةٍ إجماليّة.
  وعند مقارنة هذه الجُرعة، مع الجُرعة الفعّالة السنويّة العاديّة، فإنّه ينبغي ألا يتعرّض الشخص أكثر من (4 . 3) مليغرت (MSV) فقط .
  أمّا في منطقة الطريق العسكريّة، فقد ارتفعت تلك القِيم إلى (4425 . 0) (SV) .
  ولقد جرى تسجيلُ زيادةٍ في حالاتِ تشوّهٍ خَلقيّة لدى المواليد في محافظة البصرة، بمقدار ستّة أضعاف، من العام 1995 م فصاعداً.
  وقد توفيّ بمرض السّرطان في منطقة حيِ الحسن / شارع التأميم وحدَه في محافظة البصرة (4) مواطنين في السّنوات التي تلت العام ( 1991 م) (2000 ـ 2010 م) ، و (5) مواطنين في منطقة حيِ الأصمعي، وقد حضر

*************************************************
(1) ينظر المصدر رقم (10) في قائمة المصادر.


التلوث البيئي في البصرة أنواعه ، مخاطره ، فرص معالجته  ـ 22 ـ

  كاتب البحث عزاءَ أحد المتوفيَن في حيِ الحُسين.
  والتساؤل الذي يمكنُ طرحُه هنا، هو : مَن المسؤول عن هذه الكوارث التي تقتلُ عشرات المواطنين الأبرياء سنويّاً في محافظة البصرة، خصوصاً، والمحافظات الجنوبيّة عموماً، وتُلحق بالآخرين أمراضاً أُخَر ؟.
  وينبغي أن نذكر هنا أنّه في أيلول من عام 2009 م قضت هيأةُ محلّفين بريطانيّة بأنّ اليورانيوم المنضَب كان سبباً مرجَحاً لوفاة الجنديّ البريطانيّ ستيوارت دايسن في حزيران 2008 م، بعد مشاركته في حربِ الخليج.
  لقد قام هذا الجنديُ بتنظيفِ الدبّابات البريطانيّة بعد انتهاء الحرب.
  وقد صدر قرارٌ من لجنةٍ تابعةٍ للأمم المتّحدة في تشرين الثاني عام 2008 م، حَضَ فيه الدول الأعضاء في الأمم المتّحدة على إعادة النظر في المخاطر الصِحيّة التي يشكّلها استخدام أسلحة اليورانيوم المنضّب.

التلوث البيئي في البصرة أنواعه ، مخاطره ، فرص معالجته  ـ 23 ـ



ثالثاً : التلوّثُ الناتج عن عوادم المركبات :

  تتعرّض البصرة سنويّاً لعشرات الأطنان من مخلّفات الرَصاص الناتج عن احتراق البنزين في المركبات، وكذلك مخلّفات الكبريت الناتج عن عوادم المركبات.
  خاصّةً أنّ البنزين والديزل المنتَج في المصافي العراقيّة غيرَ مطابقٍ للمواصفات البيئيّة العالميّة، فهذان الوقودان ملوِثان خطيران على البيئة العراقيّة بصورةٍ عامّة.

التلوث البيئي في البصرة أنواعه ، مخاطره ، فرص معالجته  ـ 24 ـ

  وهناك معيارٌ عالميٌ لنسبة الرَصاص في البنزين، وهو (009 ،0) ملغم / لتر، بينما يبلغ هذا المعدّل في البنزين العراقيّ نحو ( 84 . 0) ملغم / لتر !، حسب دراساتِ (منظّمة أوابك) وبياناتهِا، بينما يبلغ هذا المعدل في الإمارات العربيّة المتّحدة -مثلاً- (015 . 0) ملغم / لتر.
  وبالنسبة لوجود معدّل الكبريت في الديزل في المعيار العالميّ فهو (5 ، 2%) PPm ، أي : جزء في المليون كحدٍ أقصى.
  بينما تبلغ نسبة الكبريت في العراق نحو (500) PPM حسب بيانات (الأوابك).
  إذْ يُعدُ هذا معدلاً خطيراً على تلوّث البيئة بأكاسيد الكبريت !.

التلوث البيئي في البصرة أنواعه ، مخاطره ، فرص معالجته  ـ 25 ـ

المعالجاتُ، والتوصيات :
أ - معالجات التلوّث الناتج عن العمليّات النِفطيّة، واليورانيوم المنضّب :


  1 ـ الالتزام بمعايير السّلامة المهنيّة، ومِن ذلك ارتداء جهاز تنفّسٍ مناسبٍ.
  2 ـ تزويد الحقول بمعدّاتٍ، وأجهزةٍ خاصّة ، لاصطيادِ غاز (Cuptur H2S) ، كما هو معمولٌ به في معظم دول أوبك.
  3 ـ وضع علامات تحذيريّة تشير إلى مخاطر كبريتيد الهيدروجين على مسافة 200 متر في جميع الطّرق.
  4 ـ تزويدُ العاملين بأجهزة الكشف الثابتة ومراقبتها من مهندّسين مختصيِن، مع وجود جهاز تنفّسٍ صناعي.
  5 ـ تشكيل لجنةٍ متخصِصةٍ من وزارة الصِحة، والعلوم، والتكنولوجيا، وممثّلين عن منظّمة الصِحّة العالميّة، للكشفِ عن تلك المواقع الخاصّة بالإشعاع، وتحديد مدى خطورتها ومعالجتها.
  6 ـ طمرُ الترُبة الملوّثة باليورانيوم حسب المواصفات الدوليّة المتّبعة، بالاستعانة بخُبراء من الأمم المتّحدة، والاستفادة من الاتفاقيّة الإطاريّة الاستراتيجية بين العراق والولايات المتّحدة بهذا الشأن.
  7 ـ المتابعةُ المستمرّة للقيام باختباراتِ دراسةِ منابعِ الإشعاع في المواقع المشتبه بها، وتقديم تقارير دوريّة بهذا الشأن.
  8 ـ تزويدُ مستشفى الأطفال التخصّصي في محافظة البصرة، وقسم الأورام السرطانيّة في المستشفى التعليمي في محافظة البصرة، بالأجهزة