يقصر عليه الثياب (1) ، ان انحراف نهر ديبس يكون على شكل قوس يحيط بالبصرة من الغرب والشمال ويلتقي بعد ذلك في نهر الابلة في الموضع المعروف بالمنيا (2) .

25 ـ الدير
  نهر كبير بين البصرة ومطاره ، بينه وبين البصرة نحو عشرين فرسخاً (3) ، ويحدد سهراب موقعه بقوله : بينه وبين نهر المرأة ثلاث فراسخ (4) ، اما بالنسبة الى تسمية هذا النهر فيبدوا انه سمي نسبة الى دير كان على فوهته يقال له دير الدهدار (*) ، وهناك بليد حسن وبه يعمل اكثر الغضار الذي بنواحي البصرة ينسب اليه ابو القاسم (**) .
   وكانت بقربه المغيثة التي عملها سليمان بن علي وقد ادى مسناتها الى تناقص مياهه وتحولها الى نهر ابن عمر (5) .

26 ـ ذراع
  نسب الى ذراع النمري من ربيعة وهو ابو هارون بن ذراع (6) .

*************************************************
(1) البلاذري : الفتوح ، 500 .
(2) ابو الفداء : تقويم البلدان ، ص 55 .
(3) البلاذري : الفتوح ، ص 516 ، ياقوت : المعجم مجلد 4 : 839 .
(4) سهراب : عجائب الاقاليم السبعة ص 135 .
(*) دير الدهدار : بنواحي البصرة في طريق القاصد لها من واسط ، وهو دير قديم ازلي كثير الرهبان معظم عند النصارى ، وبناءه من قبل الاسلام ، ( ياقوت : المعجم مجلد 2 : 509 ، 246 ، 660 ، مادة بصرة ، السمعاني : عبد الكريم بن محمد : الانساب ، ص 237 ، حيدر اباد ( 1962 ) ، والدهدار كلمة فارسية مكونة من ده اي ( قريبة ) ودار اي صاحب فكلمه الدهدار معناه صاحب القرية ، ( الكاتب : المصدر السابق ص 32 ) .
(**) ابو القاسم عبد الواحد بن احمد بن محمد بن طاهر بن ابراهيم البصري قاضِ نهر الدير الذي كان مشهوراً في احكامه .
(5) ياقوت : المعجم : مجلد 4 : 839 .
(6) البلاذري : الفتوح : ص 504 .

تخطيط مدينة البصرة   ـ 76 ـ

27 ـ الريان
  بينه وبين نهر المبارك ثلاث عشر فرسخاً ويحمل منه انهار كثيرة وقد كان طريقاً الى الاهواز فسكر وطوله ستة فراسخ (1) .

28 ـ الزط
  نهر من الانهار القديمة بالبطيحة (2) .

29 ـ ازرقان
  نسب الى الازرق بن مسلم مولى بني حنيفة (3) .

30 ـ زيادان
  نسب الى زياد مولى بني الهيثم ، وهو جد مؤنس بن عمران بن جميع بن يسار وجد عيسى بن عمر النحوي وحاجب بن عمر لا مهماً (4) .

31 ـ سلم
  نسب الى سلم بن عبد الله بن ابي بكرة (5) .

32 ـ سعيد
  اسم نهر بالبصرة له ذكر في التواريخ (6) .

33 ـ سعيدان
  لآل سعيد بن عبد الرحمن بن عباد بن اسيد (7) .

*************************************************
(1) سهراب : المصدر السابق : ص 136 .
(2) ياقوت : المعجم مجلد 1 : 435 .
(3) البلاذري : الفتوح ص 505 .
(4) المصدر السابق ص 505 ، ياقوت : المعجم مجلد 2 : 845 .
(5) البلاذري : الفتوح ص 501 .
(6) الكاتب : شط العرب وشط البصرة والتاريخ ص 68 .
(7) ياقوت : المعجم : مجلد 3 : 344 .


تخطيط مدينة البصرة   ـ 77 ـ

34 ـ شط عثمان
  وفي جنوبي نهر الابلة يمتد شط عثمان وهو اقطاع واسع يبلغ عشرة الاف جريب ، اقطعها عثمان بن عفان لعثمان بن ابي العاص الثقفي وقد نقل ياقوت كتاب الخليفة عثمان ، وفيه تحديد هذا الاقطاع : ( بسم الله الرحمن الرحيم ـ هذا كتاب عبد الله عثمان امير المؤمنين ( ع ) لعثمان بن ابي العاص ـ اني اعطيتك الشط لمن ذهب الى الابلة من البصرة والمقابلة قرية الابلة والقرية التي كان الاشعري عمل فيها ، واعطيتك ما كان الاشعري عمل من ذلك ، واعطيتك براح ذلك الشط آجمة وسبخة فيما بين الخرارة الى ديرجابيل (*) ، الى القبرين اللذين على الشط المقابلين للابلة ، واعطيتك ما عملت من ذلك انت وبنوك . . . وكتب تأريخه لعثمان بقين من جمادي الآخرة سنة تسع وعشرين ) (1) .
  وبموجب كتاب الخليفة عثمان فالشط عبارة عن قطيعة تمتد مسافة فرسخ من الابلة الى الخرارة طولاً ، اما في العرض فهي على امتداد دجلة العوراء الى ديرجابيل ( الذي يقع جنوب الابلة (2) ، اذا تبلغ مساحة الشط اثنى عشر الف جريب (3) .
  ويصف بعض المؤرخين بأن الشط كان ارض سباخ (4) ، اي ارض موات فقام عثمان

*************************************************
(*) ديرجبابيل : وهو احد الاديرة التي تقع جنوب الابلة ، ( العلي : مجلة سومر 1952 ، ص 83 ) ، يقول ياقوت كان اهل البصرة يشربون قبل حفر الفيض من خليج يمتد من ديرجابيل الى موضع نافذ ، المعجم ، مجلد 2 : 503 ، الذي يتصل بنهر الابلة .
(1) ياقوت : المعجم : المجلد 3 : 344 .
(2) العلي : خطط البصرة ص 82 ـ 83 .
(3) ابن قتيبة : المعارف ص 269 .
(4) ابن سلام : الاموال 3 : 41 ، البلاذري ، الفتوح ص 490 ، قدامة بن جعفر : الخراج وصنعة الكتابة ، الورقة 98 آ ، ياقوت : المعجم مجلد 3 : 344 .

تخطيط مدينة البصرة   ـ 78 ـ

بن ابي العاص استصلاحها وحولها الى ارض عامرة ، اقطع منها لاخوته (*) .
  ويذكر البلاذري من بين القطائع التي تقع على شط عثمان هي دار طارق التي تنسب الى طارق بن ابي بكرة الى انها مقابل خطة الحكم بن ابي العاص الثقفي (1) ، وربما يقصد بخطة الحكم هي حكمان التي اقطعها عثمان لاخوته .

35 ـ شيطان
  بالبصرة وشيطان مولى لزياد بن ابيه (2) .

36 ـ عبدان
  بفتح اوله وسكون ثانيه ثم دال مهملة وآخره نون فعلان من العبودية ، نهر عبدان بالبصرة في جانب الفرات ينسب الى رجل من اهل البحرين (3) .

37 ـ عبيدان
  لعبيد بن كعب النمري (4) .

38 ـ عبيدلان
  لعبيد الله بن ابي بكرة (5) .

39 ـ عدي بن ارطأة
  كان نهر عدي خوراً من نهر البصرة حتى حفره عدي بن أرطأه الغزاري عامل

*************************************************
(*) حفصان لاخيه حفص ، اميتان لأمية ، حكمان للحكم ومغيرتان للمغيرة ، نهر الارجاء لابي عمرو بن ابي العاص الثقفي ، اما الجموم وتسمى بزياد ان نسبة الى زياد بن ابيه فقد اقطعها لابن بكرة
(1) الفتوح : ص 492 .
(2) ياقوت : المعجم مجلد 1 : 435 .
(3) المصدر السابق ، نفس الصفحة .
(4) المصدر السابق ، نفس الصفحة .
(5) المصدر السابق ، نفس الصفحة .

تخطيط مدينة البصرة   ـ 79 ـ

عمر بن عبد العزيز في بثق نهر شيرين ، ولما فرغ عدي من نهره كتب الى عمر بن عبد العزيز اني حفرت لاهل البصرة نهراً عذب به مشربهم وجادت عليه اموالهم فلم ارى لهم على ذلك شكراً فأن اذنت لي قسمت عليهم ما انفقته عليه فكتب اليه عمر اني الا احسب اهل البصرة عند حفره هذا النهر حلواً من رجل يشرب منه يقول الحمد لله وان الله ( عز وجل ) قد رضا بنا شكراً من حفر نهرك (1) .

40 ـ العلاء
  ينسب الى العلاء بن شريك الهذبي من اهل المدينة اهدى الى عبد الملك شيئاً اعجبه فاقطعه ماية جريب (*) (2) .

41 ـ عميران

  نسب الى عبد الله بن عمير الليثي (3) .

42 ـ الغوثي

  كان عليه صاحب مسلحة يقال له غوث فنسب اليه وقال بعضهم مغيثاً للمرغاب فسمي الغوث ذات الخفافين على نهر معقل ، ودجلة كانت لعبد الرحمن بن ابي بكرة فاشتراها عربي التمّار ، مولى امة الله بنت ابي بكرة (4) .

43 ـ فياض

  وهو نهر قديم وواسع ، وعليه قرى ومزارع والمعروف العامة بالفيض (5) .

*************************************************
(1) ياقوت : المعجم مجلد 4 : 481 .
(*) جريب : كلمة عربية قديمة وتعادل 1592 م مساحة من الارض وقد كانت ضريبة الجريب متباينة تماماً وتقاس بموازين مختلفة ( ينظر اصول التعبات واحكامها في البصرة لسليمان فيضي ، ص 18 ـ 19 مطبعة البصرة 1946 ) ، هنس : المكاييل والاوزان ص 91 .
(2) البلاذري : الفتوح : ص 504 .
(3) البلاذري : الفتوح : ص 506 .
(4) البلاذري : الفتوح ص 511 .
(5) الشيخلي : نفس المصدر ص 27 .

تخطيط مدينة البصرة   ـ 80 ـ

وعلى نهر الفيض قطيعة يمتلكها هشام بن عبد الملك بقيت في ايدي الامويين حتى قيام الدولة العباسية حيث اوقف منها الخليفة ابو جعفر المنصور الجبان واقطع منها الخليفة المهدي ابنته العباسة قسماً منها (1) ، وقيل حفر هذا النهر زياد بن ابيه بعد الانتهاء من حفر نهر الابلة وكان حفره من قبل دار فيل مولى زياد وحاجبه الى الجسر (2) ، اي الى نهر المعقل يستمر الفيض في جريانه حتى يصب في دجلة العوراء عند عبادان (3) ، ويمكن اعتبار هذا النهر استمراراً لنهر الابلة (4) ، اذ اتصل الفيض بالابلة وقاده الى موضع التيراب (5) .

44 ـ فيروز
  ذكرة ابن الكلبي في انهار العراق وقال هو خادم مولى الثقيف وهو بالبصرة وقيل فيروز مولى لربيعة بن كلدة الثقفي (6) .

45 ـ قتيبان
  لقتيبة بن مسلم (7) .

46 ـ القندل
  ضبطه الساجي بكسر القاف وسكون النون بالبصرة وقال ارض العرب من ارض نهر الابلة الى غربي القندل لم يعمره العجم ، ويقول البلاذري في فتوح البلدان :

*************************************************
(1) البلاذري : الفتوح 513 .
(2) البلاذري : الفتوح ص 498 ، 499 .
(3) سهراب : عجائب الاقاليم السبعة ص 136 .
(4) ابن رستة : الاعلاق النفيسة ص 94 ، ياقوت : المعجم مجلد 2 : 65 ، العلي : خطط البصرة ص 82 .
(5) ياقوت : المعجم مجلد 2 : 65 ، لم اجد تحديد لموقع التيراب .
(6) البلاذري : الفتوح ، ص 503 ، ياقوت : المعجم مجلد 4 : 843 .
(7) ياقوت : المعجم مجلد : 4 : 845 .

تخطيط مدينة البصرة   ـ 81 ـ

( القندل خور من اخوار دجلة سده سليمان بن علي وعليه قطيعه المنذر بن الزبير بن العوام وفيه نهر النعمان بن المنذر صاحب الحيرة ، اقطعه ايام كسرى وكان وهناك قصر للنعمان ) كذلك يقول البلاذري بشأن نهر القندل ( وحدثني روح بن عبد المؤمن عن عمه ابي هشام عن ابيه قال : وفد اهل البصرة على ابن عمر بن عبد العزيز بواسط فسألوه حفر نهر لهم فحفر لهم نهر ابن عمر وكان الماء الذي يأتي نزراً قليلاً وكان اعظم ماء البطيحة يذهب في نهر الدير فكان الناس يستعذبون من الابلة حتى قدم سليمان بن علي البصرة واتخذ المغيثة وعمل مسنياتها على البطيحة فحجز الماء في نهر الدير وصرفه الى نهر ابن عمر وانفق على المغيثة الف الف درهم ، قال شكى اهل البصرة الى سليمان بن علي ملوحة الماء وكثرة ما يأتيهم من ماء البحر فسكر القندل فعذب ماءوهم قال واشترى سليمان بن علي موضع السجن من ماله في دار ابي زياد وجعله سجناً وحفر الحوض الذي فيه الدهناء وهي رحبة بني هاشم ) (1) .

47 ـ كثير

  ينسب الى كثير بن عبد الله السلمي ابن العاج عامل يوسف بن عم الثقفي على البصرة الذي قام بحفره (2) .

48 ـ المبارك
  حفره خالد بن عبد الله القسري امير العراقيين لهشام بن عبد الملك ، ينسب اليه ابو زكريا يحى بن يعقوب بن مرادس بن عبد الله البقال المباركي (3) .

*************************************************
(1) البلاذري : الفتوح : ص 505 ـ 506 ، 516 ـ 517 .
(2) ياقوت : المعجم مجلد 4 : 843 .
(3) ياقوت : المعجم : مجلد 4 : 843 .

تخطيط مدينة البصرة   ـ 82 ـ

49 ـ مرة
  ينسب الى مرة بن ابيه عثمان بن عفان مولى عبد الرحمن بن ابي بكر الصديق ، يذكر القحذمي ان مرة حفره لعبد الله بن عامر فسمي بأسمه ، وقيل انه نسب الى مرة بن ابي عثمان مولى عبد الله بن ابي بكر الصديق ، وكان قد طلب من عائشة ان نكتب الى زياد بن ابيه في البصرة ليقطعه ارضاً فيها ، ففعلت ونسبته الى ابي سفيان فكان له وقعاً حسناً في نفس زياد ، فأعطاه ارض مساحتها مائة جريب ، على نهر الابلة فحفر بها النهر الذي نسب اليه (1) .

50 ـ المرأة
  حفره اردشير الاصغر ، قال الساجي : صالح خالد بن عبد الوليد عند نزوله الى البصرة اهل المرأة واسم المرأة طماهج هي التي صالحته على عشرة الاف درهم (2) ، وفي كتاب البلاذري ان خالد بن الوليد اتى نهر المرأة ففتح القصر صلحاً عنه النوشجان بن جسنسماه والمرأة صاحبة القصر كأمور زاد بنت نرسي وهي بنت عم المنوشجان وأنما سميت المرأة لان ابا موسى الاشعري قد نزل بها فزودته خبيصاً فجعل يكثر ان يقول اطعمونا من خبيص المرأة فغلب على اسمها .

51 ـ مرغاب
  ويروي البلاذري ان الذي قام بحفره بشير بن عبيد الله بن ابي بكرة المرغاب ، وكانت القطيعة التي فيها المرغاب لهلال بن احوز المازني اقطعه اياه يزيد بن عبد الملك وهي ثمانية عشر الف جريب فحفر بشير المرغاب والسواقي والمعترضات

*************************************************
(1) ابن قتيبة : المعارف ص 564 ، البلاذري : الفتوح ص 502 ـ 503 ، ياقوت : المعجم : مجلد 5 : 523 .
(2) ياقوت : المعجم مجلد 4 : 844 .

تخطيط مدينة البصرة   ـ 83 ـ

وقال هذه قطيعة لي وخاصمة حميري بن هلال فكتب خالد بن عبد الله القسرى الى مالك بن المنذر بن الجارود وهو على احداث البصرة ان خل بين حميري وبين المرغاب وارضه وذلك ان بشيراً استحصل الى خالد وتظلم اليه فقيل بقوله وكان عمر بن يزيد الاسيدي يعلي بحميري ويعينه فقال لمالك بن المنذر ليس هذا خل انما هو حل بين حميري وبين المرغاب وذكر عن بشير بن عبد الله بن ابي بكرة انه قال لسالم بن قتيبة لا تخاصم فانها تضع الشرف وتنقص المروه فقام وصالح خصماءه ثم اراه يخاصم فقال ما هذا يا بشير تنهاني عن شيء وتفعله فقال له بشير ليس هذا ذاك هذه المرغاب ثمانية عشر الف جريب الخصومة فيها شرف (1) وقال الطبري (2) : ان نهر المرغاب احد الانهار المعترضة لنهر معقل .

52 ـ معقل
  ينسب الى معقل بن يسار بن عبد الله المزني الصحابي ، وهو نهر معروف بالبصرة فمه عند فم نهر الاجانة ، ذكر الواقدي : ان عمر ابا موسى الاشعري ان يحفر نهراً بالبصرة وان يجريه على يد معقل بن يسار المزني فنسب اليه وتوفى معقل بالبصرة ولاية عبد الله بن زياد البصرة لمعاوية ، وقال المدائن والفخذمي كلم المنذر بن الجارود والعبدي معاوية بن ابي سفيان في حفر نهر ثان لنهر الابلة فكتب الى زياد فحفر نهر معقل (3) ، كما اعتبر هذا النهر الطريق الرئيسي للمواصلات النهرية في البصرة في العصر الاموي حيث


*************************************************
(1) البلاذري : الفتوح ص 507 .
(2) الطبري جـ 11 : 215 .
(3) البلاذري : الفتوح ص 499 .

تخطيط مدينة البصرة   ـ 84 ـ

كانت تسلكه تجارة العراق وخوزستان وقد ظل النهر كذلك حتى بعد ان نظم مجرى الابلة في عهد الرشيد مما يدل على ان مجراه كان واسعاً رغم القنوات التي كانت تتفرع منه لارواء الاراضي المجاورة ، في حين يشير الاستاذ العلي (1) بأن نهر معقل كان خوراً يشرب منه اهل البصرة في اوائل عهد بناء المدينة قبل شق نهر الابلة الا انه اخذ بالانمطار لعدم كريه ولقربه من نهر دجلة ويرجع تاريخه الى عهد معاوية مستنداً في رأيه على ان البصرة في عهد الخليفة عمر كانت مدينة صغيرة ويكفيها نهر الابلة بينما المشرف على فتحة هور زياد بن ابيه وسميت الارض الواقعة بين نهري الابلة ومعقل بجزيرة الابلة او الجزيرة العظمى (2) والتي فيها قصر قديم يعرف بقصر قباذ (*) .

53 ـ مقاتل
  نسبت الى مقاتل ابن جارية بن قدامة السعدي (3) .

54 ـ منقذان
  ينسب الى منقذ بن علاج السلمي (4) .

*************************************************
(1) العلي : خطط البصرة ص 78 .
(2) ابن سعيد : علي بن موسى ، الجغرافية ، بيروت 1970 ، ص 159 ، شيخ الربوة نخبة الدهر : ص 97 .
(*) قصر قباذ : شيد منذ العهد الفارسي اي قبل التحرير الاسلامي للابلة وقبل تمصير البصرة ، كذلك كانت الاساورة تتخذه مركزاً لتنزاهاتهم وبمرور الزمن تهدم هذا القصر حتى الفترة التي ولي فيها الحجاج البصرة ، ان امر تجديده حتى سمي بقصر الحجاج .
( انظر : ابن فضل الله العمري : ممالك الابصار جـ 1 : 248 ) .
(3) البلاذري : الفتوح : ص 506 .
(4) ياقوت : المعجم : مجلد 1 : 435 .

تخطيط مدينة البصرة   ـ 85 ـ

55 ـ مكحول
  وهو مكحول بن حاتم الاحمس ومكحول هو ابن عم شيبان صاحب مقبرة شيبان بن عبد الله الذي كان على شرطة زياد بن ابيه وكان مكحول يقول الشعر في الخيل فكانت قطيعة من عبد الملك بن مروان وقال القحذمي بنهر مكحول منسوب الى مكحول بن عبد الله السعدي (1) .

56 ـ نافذ
  بالبصرة وهو مولى لعبد الله بن عامر كان من ولاة حفره فغلب عليه وقال الطبري (2) : ان بهبوذ ( من قواد صاحب الزيخ ) اجتاز من مؤخر نهر ابي الخصيب الى معترص يؤدي الى نهر اليهودي ثم سلك نافذ حتى خرج منه الى نهر الابلة اي ان نهر نافذ يصل بين نهر اليهودي نهر الابلة .

57 ـ يزيد
  ينسب الى يزيد بن عبد الله الحميري الاباضي ونهر يزيد بدمشق ايضاً ومشهور منسوب الى يزيد بن ابي سفيان (3) .

58 ـ يزيدان
  ينسب الى يزيد بن عمر الاسيدي صاحب شرطة عدي بن ارطأة وكان رجل من اهل البصرة في زمانه (4) .

*************************************************
(1) البلاذري : الفتوح : 504 ، ياقوت : المعجم 4 : 845 .
(2) الطبري : التاريخ جـ 11 : 293 ، ياقوت : المعجم 4 : 846 .
(3) ياقوت : المعجم : مجلد 4 : 846 .
(4) البلاذري : الفتوح : ص 501 .

تخطيط مدينة البصرة   ـ 86 ـ

  بعد ان ذكرنا الانهار التي حفرت في المدينة ، نود ان نذكر ظاهرة مهمة تتصف بها جميع هذه الانهار ، وهي ظاهرة المد والجزر التي تحصل في كل يوم وليلة مرتين ، وبمعنى آخر انه يحدث مرتين كل اربع وعشرين ساعة (1) .
  ان امتداد الزيادة الحاصلة عند المد حوالي عشرة اذرع (*) ، اما النقصان عند الجزر فيكون من 10 ـ 12 ذراع (2) ، ويقول نعمة الله الجزائري (3) ، بأن هذه الظاهرة لا تتصف بها من انهار الدنيا الا الانهار التي تصب في خليج البصرة ، لذلك اعتبرها الجاحظ من الاعجوبات التي تتمع بها البصرة (4) .
  ويصف لنا الجغرافيون والبلدانيون العرب هذه الظاهرة ومدى الاستنفادة منها ، يقول الاصطخري (5) : ( اذا جاءهم مد البحر تراجع الماء في كل نهر حتى يدخل نخيلهم وحيطانهم وجميع انهارهم من غير تكلف ، فاذا جزر الماء انحط حتى تخلو منه البساتين والنخيل ويبقى في الانهار ) .
  اما ابو الفداء فيصف لنا المد والجزر في الابلة ومعقل : ( فاذا امد البحر

*************************************************
(1) التاجر : سليمان ( سلسلة التواريخ ) ، باريس 1811 م ، ص 21 ، الاصطخري : مسالك الممالك : ص 32 ، ابن حوقل : صورة الارض ص 52 ، ناصر خسرو : سفرنامه ص 149 ، الادريسي : وصف الهند وما جاورها ( نزهة المشتاق ( علي كرة 1954 ) ص 20 ، ياقوت : المعجم : مجلد 1 : 439 ، شيخ الربوة : نخبة الدهر : ص 97 .
(*) الذراع : هناك انواع متعددة من الاذرع منها العمرية والهاشمية والقاضية واليوسفية والميزانية ولا يعرف هنا اية ذراع من هذه هي المقصودة .
(2) ناصر خسرو : سفرنامه : ص 149 .
(3) زهر الربيع : القاهرة : 1341 هـ ، ص 229 .
(4) ياقوت : المعجم : مجلد 1 : 841 .

(5) الاصطخري : المسالك والممالك ص 81 ، كذلك شيخ الربوة : نخبة الدهر ص 97 .

تخطيط مدينة البصرة   ـ 87 ـ

جرى نهر الابلة في نهر معقل ورجع الماء قهقري حتى ينتهي المد . . . واذا جزر البحر رجع الماء وجرى نهر معقل في نهر الابلة وهما على ذلك دائماً ) (1) .
  فظاهرة المد هي من نعم الله في هذه المنطقة التي تسقى اراضيهم بدون عناء وتكلف ، تدخل المياه في جميع انهارها وسواقيها وبساتينها لمدة ست ساعات بعدها ترجع المياه وتستمر مدة النقصان اكثر من ست ساعات (2) ، وتندفع هذه المياه الى مسافة اربعين فرسخاً ( 240 كم ) (3) .

*************************************************
(1) ابو الفداء : تقويم البلدان : ص 57 .
(2) شيخ الربوة : نخبة الدهر ص 97 .
(3) ناصر خسرو : سفرنامه : ص 149 .

تخطيط مدينة البصرة   ـ 88 ـ

الفصل الخامس
( تخطيط مدينة البصرة )


(1) تاريخ تمصير المدينة

  اختلف المؤرخون والباحثون في تاريخ بناء مدينة البصرة ، فالبعض منهم يشير الى وصول المسلمين الى منطقة البصرة في سنة 13 هـ ولم يتم تخطيطها الا في السنة التي تم فيها تخطيط مدينة الكوفة (1) ، فيما ذهب البعض الآخر الى ان تمصيرها كان في سنة 14 هـ (2) ، في حين يذكر البغدادي بأن تمصيرها كان في سنة 16 أو 17 هـ (3) .
  وعلى الرغم عدم اتفاق المؤرخين في تحديد سنة بناء المدينة على وجه الدقة ، الا انه من غير شك انها اول مدينة اسسها العرب في العصر الاسلامي ، واننا نتفق مع المؤرخين والجغرافيين العرب الذين اشاروا انها مصرت سنة 14 هـ (4) ، اذ نلاحظ ان العرب كما سبق واشرنا في الفصل الاول قد

*************************************************
(1) القزويني : زكريا بن محمد بن محمود ، آثار البلاد واخبار العباد ، بيروت 1960 ، ص 309 ، الخضري : محمد ، محاضرات تاريخ الامم الاسلامية ، القاهرة 1376 هـ ، جـ 1 : 217 .
(2) البلاذري : الفتوح : ص 483 ، الطبري : التاريخ جـ 3 : 89 ، المسعودي ابي الحسن علي بن الحسين بن علي : مروج الذهب ومعادن الجوهر ، تحقيق : محمد محي الدين عبد الحميد ، الطبعة الرابعة 1964 ، مطبعة السعادة ، المجلد الثاني ص 328 ، ياقوت : المعجم جـ 1 : 640 ، ابن الاثير : الكامل في التاريخ جـ 2 : 487 ، ابن خلدون : العبر وديوان المبتدأ والخبر : مجلد (2) ، قسم (1) ، ص 959 ، 960 ، الطبعة الباسلية 1956 ، ابي الفداء : المختصر في اخبار البشر : جـ 1 : 159 المطبعة الحسينية المصرية ، الساعدي : كاظم جواد البصرة العظمى ص 5 ، بغداد 1965 ، الجنابي : كاظم : تخطيط مدينة الكوفة ص 101 ، بغداد 1975 ، ابن الغملاس : ولاة البصرة ومتسلموها سنة 14 هـ ، وما بعدها ، ص 3 ـ 4 ، بغداد 1962 .
(3) المنش البغدادي : الرحلة ، بغداد 1948 ، ص 93 .
(4) البلاذري : الفتوح : ص 483 ، الطبري : التاريخ جـ 3 : 89 ، المسعودي : »»»

تخطيط مدينة البصرة   ـ 89 ـ

حرروا مدينة الابلة سنة 12 هـ وكان لها بمثابة الفتح العربي الاول وكذلك عندما نزل المسلمون الخريبة القريب من البصرة التي طربها المثنى بن حارثة الشيباني اثناء غاراته على المنطقة فنعتقد ان تمصير المدينة جرى بعد تحرير الابلة سنة 14 هـ .
  وكما يجمع المؤرخون على ان القائد العربي عتبة بن غزوان هو الذي مصر المدينة ، وبذلك تكون البصرة من اقدم المدن التي مصرها العرب بعد الفتوحات الاسلامية (1) .

(2) تخطيط المدينة
  ليس في وسع الباحث ان يتصور تخطيط مدينة البصرة في عهد التأسيس ، كما يتصور مدينة الكوفة ، والفسطاط ، وواسط ، والقيروان وبغداد مثلاً ، اذ ان مدينة البصرة عند تأسيسها تغاير بقية الامصار العربية الاسلامية ، فهي بدأت كمعسكر بسيط شيد من القصر ، كما ان المؤرخين لم يقدموا لنا تفاصيل المدينة الخططية مادة كافية التصور ، ومع ذلك ، فأننا سوف نحاول تقديم وصف لتخطيط المدينة على ضوء ما توفر لدينا من نصوص تاريخية وادبية .

*************************************************
»»»مروج الذهب ومعادن الجوهر : مجلد 2 : ص 328 ، ياقوت : المعجم جـ 1 : 640 ، ابن الاثير : الكامل : جـ 2 : 487 ، ابن خلدون : العبر وديوان المبتدأ والخبر : مجلد 2 : ق 1 ، ص 959 ـ 960 الساعدي : البصرة العظمى : ص 5 ، الجنابي : تخطيط مدينة الكوفة ص 101 ، ابن الغملاس : ولاة البصرة ومتسلموها سنة 14 هـ وما بعدها ، ص 3 ـ 4 .
(1) البلاذري : الفتوح : ص 483 ، الطبري : التاريخ جـ 3 : 89 ، ياقوت : المعجم : جـ 1 : 431 ، ابن الاثير : الكامل : جـ 2 : 487 ، زيدان : جرجي : تاريخ التمدن الاسلامي ، بيروت 1967 ، جـ 2 ص 176 .

تخطيط مدينة البصرة   ـ 90 ـ

  تمتاز بعض المدن العراقية التي مصرت في العصر الاسلامي بشكلها المستدير غير المنتظم ، كما هو الحال في تخطيط مدينتي الكوفة وواسط بينما اتبع الاسلوب الطولي ( المستطيل ) في تخطيط مدينتي البصرة وسامراء ، وبينما كان تخطيط بغداد دائرياً كامل التدوير .
  وقد اقيمت البصرة في منطقة يحدها من الجنوب الخليج العربي ومن الشمال بحيرة مائية هو هور الحمار الذي يتمدد على جانبيه نحو الشرق الى شط العرب والى الغلاة من ناحية الغرب وكان لهذا الموقع اثره في التحكم وتخطيط البصرة طولياً (1) .
  كما اسلفنا سابقاً بأن الهدف العسكري كان الدافع لتأسيس مدينة البصرة ، حيث كانت غير محاطة بأسوار ، الا انه نتيجة التوسع السريع الذي تعرضت اليه المدينة في القرن الاول الهجري ، وصارت لها اهمية معينة بعد احاطتها بسور خلال فترة المنصور اذ امر ببناء جدران حولها ليكون حاجزاً يمنع الغزاة من دخول المدينة يمثل اول سور يحيط بالمدينة (2) .
  وقد اصبحت المدينة مقسمة الى خمسة اقسام ادارية تدعى الاخماس (3) ، ووزعت الخطط (*) ، على الناس بحسب انتماءاتهم (4) ، وعند تأسيس العرب

*************************************************
(1) المقدس : احسن التقاسيم في معرفة الاقاليم ، ص 135 : الموسوي : نفس المصدر : ص 201 .
(2) Al ـ Khattab ـ op . p . 43 .

(3) ماسنيون : خطط الكوفة : ص 38 .
(*) الخطط : جمع خطة ما يختطه الانسان في الارض من منازل .
(4) ابو حنيفة الدينوري : المصدر السابق : ص 125 .

تخطيط مدينة البصرة   ـ 91 ـ

مدينتهم اصبح طولها فرسخين (1) وعرضها فرسخ وتذكر المصادر التاريخية ان المدينة قسمت الى خمس خطط هي :

أ ـ خطط بكر
  في الوسط الشرقي وتشمل البطنية والزابوقة (2) ، ويذكر البلاذري ان الحجاج عندما عسكر في الزاوية واراد ابن الاشعث بناء على نصيحة عياد بن الحصين التميمي انه يعسكر المربد ، احتج البكريون والعبدقيسيون بأنه اذا تم ذلك فستتعرض دورهم لهجمات الحجاج (3) ، ومن خلال اطلاعنا على كتب الانساب والمعاجم لمعرفة القبائل العربية التي كانت تسكن في مدينة البصرة لم نجد اي اشارة عن القبائل التي كانت تسكن شمال البصرة معاً جعلنا نميل الى الأعتقاد بأن بكراً كانت تسكن الشمال الغربي من مدينة البصرة وبتعبير ادق ( في جبهة المربد ، شمال سكة المربد ) ، وقد حدد الاصفهاني (4) ، موقع قصر أوس (*) بكونه يقع قريباً من المربد .
  ويروي ياقوت ان بقرب قصر أوس يقع مسجد الندب (5) ، لذا نؤيد ما ذهب اليه الاستاذ صالح احمد العلي من ان بكراً كانت تسكن في الشمال الغربي من البصرة (6) .


*************************************************
(1) المنجم : اسحق بن حسين ، احكام المرجان في ذكر المدائن المشهورة في كل مكان ، تحقيق : انجليلا كود ازي ، روما 1929 ، ص 60 ( ذكر مدينة البصرة ) .
(2) ماسنيون : نفس المصدر : ص 38 .
(3) البلاذري : انساب الاشراف اهلارت ص 343 .
(4) الاصفهاني : الاغاني : جـ 13 : 9 .
(*) اوس نسب الى أوس بن ثعلبة ابن رقي ، احد بني تميم الله بن ثعلبة بن عكابة وهو من وجوه من كان بخراسان وقد تقلد بها اموراً جسيمة ، ( البلاذري : الفتوح ص 495 ) .
(5) ياقوت : المعجم : جـ 4 : 772 .
(6) العلي : خطط البصرة مجلة سومر 1957 ، ص 292 .

تخطيط مدينة البصرة   ـ 92 ـ

ولقد كان بنو جحدر (*) يقطنون في الباطنة ( وهي المنطقة الداخلية من المدينة والقريبة من المسجد الجامع ) ولتي ذكرها اليعقوبي بأنها الجانب الذي يلقي الشمال تشرع على نهرين احدهما نهر ابن عمر (1) كما كان في بني جحدر دار مالك بن مسمع الذي يقع عند المسجد الجامع ، وعند باب عبد الله الاصبهاني (2) ، وكان في الباطنة ايضاً خطة لبني الشعيراء قرب بنانه (3) .
  فأذا افترضنا ان قبيلة بكر التي سكنت في عهد تأسيس البصرة كانت جميعها تسكن في هذا المكان يمكننا ان نقول بأن غالبية العشائر البكرية وخططها ومساجدها التي جاء ذكرها في كتب التاريخ والادب كانت قائمة في هذا المكان .

ب ـ خطط عبد القيس
  نجد اشارات قليلة جداً وردت في المصادر التاريخية وكتب الانساب والادب عن عبد القيس ، وهذا ما يدل عل قلة عددهم .
  وبأمكاننا ان نعتمد في تحديد موضع سكناهم على ما ذكره البلاذري وهو ان المنذر بن الجارود اقترح على معاوية ان يحفر لاهل البصرة نهراً فحفر لهم نهر معقل (4) ، مما يدل على موضع خططهم قرب نهر معقل ، اضافة الى ان المثنى

*************************************************
(*) بنوجحدر :
هذه التسمية الى جحدر وهو اسم رجل من اهل البصرة واسمه ربيعه بن صبيعه بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ينسب اليهم كثير من العلماء والاشراف منهم مالك بن مسمع وابو يحي الجحدري وغيرهما وعامتهم سكنوا البصرة .
( السمعاني : الانساب جـ 3 : 206 ) .
(1) اليعقوبي : البلدان : ص 323 .
(2) الطبري : التاريخ : جـ 2 : 447 .
(3) ابن سعد : الطبقات جـ 7 : ق 2 : ص 10 .
(4) البلاذري : الفتوح : ص 499 .

تخطيط مدينة البصرة   ـ 93 ـ

بن مخربة العبدي عندما حاصر دار الرزق (1) ، وهذا ما يشبث على مكان سكناه قرب هذا الدار ، لذا يمكن تحديد خططهم عند نهر معقل ودار الرزق اي في الشمال الغربي لمدينة البصرة .

ج ـ خطط بني تميم
  لقبيلة تميم دوراً بارزاً وكبيراً في تاريخ البصرة وحوادثها وخاصة في الجوانب السياسية والاجتماعية والادارية وكانت لهم سكة تتفرع من المربد الى الجامع مع مقبرة بني مازن في الجنوب الغربي كما يذكر ماسنيون (2) كما كان احد ابواب المسجد الجامع يعرف بأسم اي باب تميم ، لكننا نلاحظ ابرز ما في آثار بني تميم هو قبر طلحة بن الزبير احد الصحابة ومن العشرة المبشرة الذي دفن في قنطرة قره (*) (3) .
  ويروي ابن سعد (4) : ( انه دفن اولاً في الكلاء ) مما يدل على ان قنطرة قره كانت في الكلاء (5) ، ثم نقل الى خطة بني سعد (6) ، فدفن في الهجريين (7) ( وهم

*************************************************
(1) الطبري : جـ 2 : ص 680 ـ 683 .
(2) ماسنيون : نفس المصدر ص 38 .
(*) قنطره قره : بالبصرة نسبت الى قره بن حيان الباهلي وكان عندها نهر قديم ثم اشترته ام عبد الله بن عامر فتصدقت به مغيضاً لاهل البصرة وابتاع عبد الله بن عامر السوق فتصدق به .
(3) ابن قتيبة : المعارف ص 101 .
(4) ابن سعد : الطبقات ، جـ 3 : ص 159 .
(5) ابن عبر البر : الاستيعاب : جـ 1 : ص 208 ، اسد الغابة جـ 3 : ص 61 .
(6) الطبري : التاريخ جـ 1 : ص 321 .
(7) ابن قتيبة : نفس المصدر ص 101 ، اما عن الهجريين فأنظر بالتفصيل ابن دريد : الاشتقاء ص 144 .

تخطيط مدينة البصرة   ـ 94 ـ

من بني دارم من قبيلة التميم ) واشار ابن بطوطة الى قبر طلحة في رحلته في القرن الثامن الهجري (1) .
  تعدد خطط بني تميم على نهر الابلة في منطقة اتصاله بالفيض ، وقد جاءت تميم الابلة بعد التحرير العربي الاسلامي للعراق ، اذ يذكر ابن الفقيه انه عندما سمع الناس بالفتح الاسلامي لكل من الابلة والبصرة ( اقبلت اعاريب بني تميم ) (2) ، والذي يجعلنا نحدد خططنا في هذا الوضع من نهر الابلة ، ان الاساورة الذين فضلوا البقاء في البصرة في الموضع الذي يختارونه سألوا عن اية قبيلة اقرب نسيب الى رسول الله ( ص ) فقيل لهم تميم فنزلوا عندها وحفروا نهر الاساورة الذي نسب اليهم من دار فيل الذي هو على الابلة (3) في منطقة اتصاله بنهر الفيض والذي يمكن اعتباره استمراراً لنهر الابلة ، كما يقول صاحب المعجم (4) ، وهكذا امتدت خطط تميم في هذه المنطقة والى جوارهم حلفاءهم الاساورة .
  وفي البصرة حالياً مشهد قائم يدعى بمشهد طلحة فاذا افترضنا ان هذا المشهد هو نفس المشهد الصحابي الشهير ، فيصح لنا القول ان المنطقة المحيطة بهذا المشهد هي خطط بني تميم ، كما ذكر الاصفهاني (5) ، والطبري (6)

*************************************************
(1) ابن بطوطة : تحفة النظار جـ 1 ص 116 .
(2) مختصر كتاب البلدان : ص 188 .
(3) البلاذري : الفتوح ص 519 ـ 520 .
(4) ياقوت : جـ 2 ص 65 .
(5) الاصفهاني : الاغاني : جـ 1 : ص 89 .
(6) الطبري : التاريخ جـ 2 : 453 .

تخطيط مدينة البصرة   ـ 95 ـ

بقولهما : انه كان لبني تميم رحبة فيها ميضأه يشرع عليها دار عره الرياحبة ، وعند هذه الميضاة قرب المسجد دار الاحنف بن قيس (1) .

د ـ خطط الازد
  اشار ماسنيون بأن خططهم تقع في الشمال الغربي ( حدان ، هداد ) وانهم استوطنوا مواضعهم منذ زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب الا اننا نلاحظ في المراجع التاريخية وكذلك في المعاجم الجغرافية اشارت تثبت موضع خططهم في الجنوب الغربي من المدينة يخالف ما ذكره ماسنيون ، ومن بين هذه الاشارات هي :
1 ـ ان عبد الله بن زياد عندما اراد اللجوء الى الازد نتيجة الاضطرابات التي حدثت بعد وفاة زياد اضطر ان يمر ببني سليم وناجيه ( وهم من اهل العالية ) مما جعل البعض يعتقد ان الازد ابعد من دار الامارة من بني سليم او ان الازد كانوا في اطراف البصرة (3) .
2 ـ يشير البلاذري : ان وادي العقيق فاض بالبصرة وخرب عدداً من دور العتيك مما دفع والي البصرة سليمان بن علي في عام 133 هـ الى جرير بن حازم مبلغ مائة الف درهم ليعمر بها ما خرب على اثر فيضان العقيق وهذا يعني ان العتيك الواقع جنوب غربي البصرة هي وادي العتيق .

*************************************************
(1) النقائض : ( نقائض جرير والفرزدق ) ، جـ 2 : 732 ، ليدن ، بريل 1907 ، تحقيق : بيفان انتوني اشلي .
(2) ماسنيون : نفس المصدر ص 38 .
(3) العلي : خطط البصرة ص 300 .
(4) البلاذري : انساب الاشراف جـ 3 ص 570 .

تخطيط مدينة البصرة   ـ 96 ـ

3 ـ ان ياقوت عندما تحدث عن القساملة في زمنه قال ( لهم خطة بالبصرة تعرف بقسامل ، وهي الآن عامرة آهلة بين عظم البلد وبين شاطىء دجلة (1) ، وبما ان هذا القسم العامر الذي اشار اليه ياقوت يقع في الجنوب الغربي لمدينة البصرة لذا يمكن القول بأن الازد ومنهم قساميل في الجنوب الغربي معتمدين على ما اوردناه من الاشارات السالفة الذكر .

هـ ـ خطط اهل العالية
  وهي احد اخماس البصرة ، وقد بقي البعض في محلاتهم حتى عهد ابن بطوطة (2) ، الذي يذكر ان البصرة كانت قد خربت سنة 537 ولم يبق من آثارها الا القليل كما لم يبق من محالها الا البعض كما هدم العديد من بيروت محالها والباقي منها اما خراب واما غير مسكونة ، وبقي جامعها في وسط الخراب كما خرب سورها القديم ، والمساحة ما بينه وبين ما بقي من العمارة بعيدة جداً كما اشار الى ان المحلات تبعد عن المسجد الجامع مسافة ميلين (3) .
  وبما ان العمران الباقي الذي ذكره ابن بطوطة كان يقع جنوب شرقي البصرة القديمة لذا يمكن القول بأن اهل العالية سكنوا جنوب شرقي المسجد الجامع اي بين الجامع والبطينة على طريق البصرة الزبير حالياً (4) .
  وهناك عدداً من الشوارع التي كانت تخترق المدينة لتنظيمها ومن بين هذه الشوارع ما كان يعرف بالشارع الاعظم الذي اشار اليه الماوردي بأنه عرضه ستون

*************************************************
(1) ياقوت المعجم : جـ 4 : ص 346 .
(2) ابن بطوطة : تحفة النظار جـ 1 : 115 .
(3) نفس المصدر والصفحة .
(4) وهي المنطقة التي تجري فيها التنقيبات الآن .

تخطيط مدينة البصرة   ـ 97 ـ

تخطيط مدينة البصرة   ـ 98 ـ

ذراعاً ( 30 م ) ، كما جعلوا بين هذه الشوراع شوارع اخرى تفصل بين احياء المدينة وهي عشرون ذراعاً ( 10 م ) وجعلوا عرض كل زقاق يتفرع من هذه الشوارع سبعة اذرع ( 3.5 م ) يتشعب فيها دروب ومسالك ضيقة غير نافذة يترواح عرضها بين الاربعة اذرع والثلاثة ، ( 2 ـ 1.5 م ) وجعلوا اوسط كل رحبه فسخة لربط خيولهم ولقبور موتاهم كما تلاصقوا بالمنازل (1) .

3 ـ المسجد الجامع
  يعتبر مسجد البصرة ثالث مسجد بني في الاسلام وأول مسجد بني في العراق في بداية مرحلة التحرير والفتوح العربية الاسلامية حوالي 14 هـ ( 635 م ) والذي يعرف اليوم بين العامة مسجد الإمام علي ( ع ) ولا زالت انقاضه باقية في ارض البصرة القديمة على طريق الزبير حالياً .
  للمسجد اهمية كبيرة في حياة المجتمع منذ بداية ظهور الاسلام فهو ملازم لحياة المجتمع في نواحيها الدنيوية والسياسية والادارية والتربوية (2) .

4 ـ موقع المسجد
  يقع المسجد حالياً في منتصف الخرائب في قلب البصرة القديمة ، ولم يبق من المسجد الآن الا ركناً واحداً تتنصب فرقة المنارة ، ويبعد حوال ميلين عن

*************************************************
(1) الماوردي : ابو الحسن علي بن محمد : الاحكام السلطانية ، القاهرة 1380 هـ / 1960 م ، مطبعة مصطفى البابي الحلبي ص 171 ، زيدان : جرجي : نفس المصدر جـ 2 : ص 425 ، ومخطوطة للشيخ عبد الله بن ابراهيم الغملاس ورقة 6 موجودة في المكتبة المركزية لجامعة البصرة .
(2) ينظر عن اهمية المسجد السياسية والادارية :
Shorter Ehoycl opacdia of Eslan . S . V . Mosty : a

كذلك اليعقوبي : التاريخ جـ 1 : 35 ، 48 ، 63 ، الطبري : التاريخ ، جـ 1 : 616 ، 677 ، 739 ، حسن : ابراهيم حسن : النظم الاسلامية الطبعة الرابعة ، القاهرة 1970 ، ص 173 .

تخطيط مدينة البصرة   ـ 99 ـ

عن البصرة وهو بناء مرتفع مثل الحصن حيث كانت البصرة في اتساع الخطة وانفساح الساحة بحيث كان هذا المسجد في وسطها ويذكر بأن للمسجد سبعة مآذن .

5 ـ اهمية المسجد
  كان المسجد في بداية تأسيسه بسيطاً جداً ثم تطور بتطور المجتمع حيث اصبح ذو مكانة مرموقة وخاصة بعد ان اتخذ مدرسة للعلم ثم ارتقى بمرور الزمن الى مستوى اصبحت تدرس فيه العلوم الدينية مثل الفقه ، كما كانت تعقد فيه حلقات القضاة حيث كانوا يتناقشون في الامور الفقهية والتشريعية (1) ، كما اكد ذلك ارنولد (3) .

6 ـ بناء المسجد
  تشير النصوص التاريخية العربية الى اسماء ثلاثة اشخاص قاموا بأختطاط المسجد ، الرأي الاول يقول بأن عتبة بن غزوان هو الذي بنى المسجد من القصب واختطه بيده (4) والرأي الثاني يقول : انه اختط من قبل محجر بن

*************************************************
(1) النقشبندي : ناصر ، مجلة سومر ، مجلد 36 ، جـ 1 ، لسنة 1980 ص 281 ( البصرة القديمة ) .
(2) انظر عن دور المسجد في التربية والتعليم احمد الشلبي : تاريخ التربية الاسلامية ، الطبعة الثانية القاهرة ، 1960 ، ص 85 ـ 93 ، زكي : احمد كمال الحياة الادبية في البصرة الى نهاية القرن الثاني للهجرة ، دمشق 1961 ، ص 45 ـ 50 ، الخربوطلي : علي حسين : تاريخ العراق في الحكم الاموي ، مصر 1959 ، ص 328 .
(3) Arnold . S . T . ًًًW :
The caliphatos . London 1965 . 36 ـ 38 .
(4) البلاذري : الفتوح : ص 483 ، اليعقوبي : التاريخ جـ 2 : 133 ، ابن الفقيه : مختصر كتاب البلدان ، ص 188 ، الشيخلي : تاريخ البصرة القديمة ص 61 ، زكي : الحياة الادبية في البصرة ص 24 ، م . ع . مجلة شط العرب ، عدد (1) السنة 1973 ، ص 15 ( لمحة تأريخية عن جامع سيدنا علي ( ع ) .