النخل في تاريخ العراق ـ 134 ـ
الأرض التي تكون آبارها طوالاً أو الأرض التي تكثر فيها الرمال وأحسن الأ راضي لغرس النخل هي الأرض الطينية الحلوة الحمراء ودونها المرملة ودونها الملحة .
والا فمزاياها وفوائدها وفضلها على جميع هذا ما حضرني الآن في خصوص النخلة المغروسات لو أردنا أن نكتب فيه أسفاراً لما وسعه المقام وفي ظني أن عنده فداناً واحداً (ومساحة الفدان ستون مترا في ستين متراً تقريبًا .
والمتر هو ذراع وثلث وعملاً عند أهل الحجاز والمتر يزيد عن الوار الهندي مقدار سبعين والمتر ينقسم إلى مائة سنتيمتر ( في الديار المصرية وأ راد أن يجعل محصوله في كل سنة مائة جنيه ذهباً لما يمكنه ذلك إلا أن عرسه نخلاً بالكيفية التي ذكرناها وقد رأينا وشاهدنا بعض النخل أن النخلة الواحدة تطرح ثلاثة أ رادب من التمر يعني نحو الأربعمائة أقة وما هذا إلا من جودة الغرس وقوة السماد .
وهذا أدنى فوائد النخلة .
وأما زمان النقل والغرس وكيفية تلقيحه وتحسين التمر وتنشيفه وحفظه عن السوس أو ليزيد في القيمة بالطبيعة أو بالصناعة مثل أن يجعل منه خلالاً عند أهل العراق وسلوقاً عند أهل الإحساء
فقد وكلناه إلى فلاحي كل جهة بحسب ما يقتضيه الحال عندهم لأن هذا يختلف على اختلاف عروض البلدان وأطوالها وعلى مقدار شدة الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة وهو مذكور في المطولات من كتب الفلاحة ولا تسعه هذه العجالة وأقوى عمدتهم فيه على التجريبات .
قال في نسخة الأصل : وقد انتهت الرسالة في غرة ربيع الأول سنة 1301 هـ على يد جامعها الفقير إلى رحمة ربه أمين المدني وقد انتهى نقلها من خط المؤلف في يوم الثلاثاء في ثلاثة من شعبان من شهور سنة 1304 للهجرة والحمد لله أولاً وآخراً وصلى الله على النبي وصحبه وآله آمين .
كتبه الغريب عبد الغني ابن الشيخ محمد الخطيب عفى الله عنه .
2 ـ كتاب النحلة في غرس النخلة
النخل في تاريخ العراق ـ 135 ـ
للقطب الشيخ أطفيش الجزائري .
مر وصفه في صفحة 8 من هذا الكتاب تناول فيه كيفية غرس النخل ... ولقلة نسخه في ديارنا ولسهولة الأخذ به آثرنا نشره .
قال رحمة الله:
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله ، أما بعد فهذه مسائل في شأن النخلة كتبتها لينتفع بها .
أفضل أوقات غرس النخل أول يونيه (حزيران) إلى آخره ، ومن غرسها في يونيه وتعهدها بالسقي أربعين يوماً متتابعة مع تغطيتها بشيء عن حر الشمس اشتدت قوتها وغلظها وأسرع كبرها ، وينبغي الغرس صباحاً وينبغي غرس الوسطى لا الصغرى ولا الكبرى ولا بأس بالغرس في النصف الثاني من مارس (آذار) وبعده ولا يحسن في غوشت (آب) .
وكلما تباعدت النخلة عن الأخرى تكون أشد قوة ويجعل البعر تحتها من جهة عاماً ومن جهة عاماً آخر كذا إلى عام رابع في جهات أربع ويكثر سقيها إذا جعل لها البعر والعذرة لأن الحارارة تشتد بهما فيقابل بكثرة الماء ولا يغرس شيئاً في حوضها ويثار حوضها كله ويهش في كل ربيع ليتولد من كل عرق عروق حديثة ، ويثار أطراف الحوض لا وسطه في كل خريف والعروق تجري في الربيع والصيف كثيراً وفي الخريف قليلاً ولا تجري في الشتاء وبذلك الهش والإثارة تكبر التمرة وتصغر النواة ولا يجعل البعر للغرسة لضعفها وهي كالصغير الضعيف بل كالمريض وكذا لا يكثر لها الماء ولا تقوى إلا دالة إن كانت كبيرة ويحسن غرسها إذا كانت كرأس جمل أو أكثر بقليل أو أصغر بقليل ، وغيرها يقوى فلو كان كذ راعين أو ثلاث أو أكثر ولا باس بالغرس ما لم تطلع الشعرى وهي النجم
النخل في تاريخ العراق ـ 136 ـ
المسمى اسرغ
(1) بلغتنا بكسر أوله وآخره وهو غين معجمة وفتح السينواسكان الاراء ، ونقول بلغتنا ما غرس بعد طلول اسرغ سرغ بمعنى أحرقه لنمو الطبخ ، والمقطوعة من جذع أمها يسرع نضج ثمارها إذا غرست كما يسرع نضج ثمار أمها ، والشأن أن النخلة الكبيرة أسرع نضجاً من الصغيرة ويبطئ النضج في العراجين الكبيرة ولو كانت قليلة في النخلة ولو واحداً فيقطع منه شيء حتى يكون واذا صغرت الع راجين لم تتضرر النخلة بها ولو كثرت ويسرع نضج ثمارها كالعرجون الصغير ، ومرادي بالعرجون الشماريخ وثمارها لا ذلك الجسم المستطيل المتصل بالنخلة فمرادي الكياسة بكسر الكاف والعذق بكسر العين والقنو بكسر القاف والعثكول والعثكولة بضم العين والعثكال بكسرها والستة بمعنى الثمار مع شمروخها واصل العرجون العصا المتصل طرفها بالنخلة .
ويؤخر تابير أكربوش
(2) وتسبي والسابقة أما أكربوش فيؤبر بعد ثلاثة أيام أو أربعة بعد انشقاق الكفرى وهو الطلع وكذا تسبي وأما السابقة فتؤخر نحو عشرة أيام وكذلك سابقة ثلاث .
وتمال النخلة عند غرسها إلى جهة الشمال وهي جهة القطب الشمالي وهي ما بين مغيب
الشمس في أطول اليوم ومطلع بنات النعش الكبرى في دورها وأما ما ردّ مطلعها إلى مطلع الثريا والا اعوجت إلى مطلع الشمس أو فمشرق ، وذلك لئلا تقابلها الشمس فهي بذلك تنمو على استواء مغربها ويقرب من أمالتها للشمال أمالتها للجنوب وهو ما بين مطلع سهيل ومغرب الشمس في الشتاء وتدفن الغرسة إلى حيث دفنت أن كانت مدفونة قبل إن يدفنها إلى حد العروق ولا يوصل الماء إلى قلبها فتنتن وتموت أو تضعف .
وينبغي أن يكون مدرى الماء وطرف الساقية عاليا على الحوض لا مستوياً ويزيح عنها الوسخ لضعفها بالصغر ويسد الماجل مثلاً بخرقة لا بتراب لئلا يكثر عليه الوسخ .
*************************************************
(1) اتسرغي نار تشتعل وفعل الأمر منها اسرغ أو سرغي .
(2) صوابها كرنوش : وهو شجر البلوط .
النخل في تاريخ العراق ـ 137 ـ
ويغرس المشمش أول يناير (كانون الثاني) وبعده التين والتفاح وأسرع عروق سَرَيَاناً عروق المشمش ، والثلاث تغرس أول يناير (كانون الثاني) وبعدهن الليم
(1) الحامض والقارص والاجاص ـ ولا يقال الانجاص ـ .
والأفضل للعنب أول فبرائر (شباط) ويغرس الشجر من أول يناير إلى تمام أربعين يوماً ، ويجمع فيه قصب السكر ويدرك التفاح والأجاص في فب ا رئر (شباط) ويجري الماء في العود ، وفي مارس (آذار) يورق التوت ويقلم الشجر في الثالث والعشرين منه وتضرب أوتاد الاترج في أبريل (نيسان) ويطعم الفول في العشرين منه ويعقد الزيتون في مايه (أيار) ويظهر بواكر التفاح والمشمش والفقوس ويجمع الخشخاش والفول ويحصد الشعير ويظهر العنب باكورة في يونيه (حزيران) والبطيخ ويعقد الجوز ويحصد القمح في يوليه (تموز) ويعقد الفستق ويطيب التفاح والاجاص ، وفي اليوم العاشر يطيب العنب في الساحل ويحمر العناب في اليوم السادس عشر وما بعده ، وينبغي قطع الشجر في المتم عشرين وما بعده وفي آخر غوشت (آب) يطيب الرطب والعنب والخوخ والحناء والجوز ويزرع اللفت والجزر والسلق ولا يبسوس ما قطع فيه من نالشجر وما غرس في آخره ينبت بإذن الله سبحانه ، وفي اليوم الاربع وبعده تسقط أو اوراق الشجر في سبتمبر (أيلول) يطيب العناب والسفر جل ويسود الزيتون ويظهر الزيت الجديد ويقطع الحناء ، والريحان يعمل الحب وفي اليوم العشرين يزول الماء من الشجر ، ويجمع الزيتون في أكتوبر (تشرين الأول) ويعمل شراب السفرجل
ويجمع بزر الخشخاش ولا يسوس ما قطع من الشجر في الخامس عشر منه وتقطع بقول الصيف في
نوفمبر (تشرين الثاني) وتظهر بقول الشتاء ويجمع نوار الزعف ران وفي السابع يبدأ التقاط الزيتون وفي ودجنبر (كانون الأول) ينور اللوز ويطيب النرجس ويغرس فيه القرع والثوم .
*************************************************
(1) هو الليمون ويشمل الحامض والقارص .
النخل في تاريخ العراق ـ 138 ـ
خرج آدم عليه السلام من الجنة بثلاثين قضيباً عشرة لها قشور وهي اللوز والفستق والبندق والشاهلبوط
(1) والصنوبر والرمان والنارنج والموز والخشخاش وعشرة لا قشرة لها ولثمرها نوى وهي التمر والزيتون والمشمش والخوخ والاجاص والعناب والغبير
(2) والد رأقن والزعرور والنبق وعشرة لا قشر لها ولا نوى وهي التفاح والكمثرى والسفرجل والعنب والتين والاطرج والخرنوب والبطيخ والقثاء والخيار
والنخل .
أول شجرة استقرت على الأرض وهي شجرة مباركة لا توجد في كل مكان زعم بعض أنه قال وانما سميت عمة لأنها خلقت من فضلة طينة آدم رسول الله صلى الله وسلم أكرموا عماتكم النخل عليه السلام لأنها تشبه الإنسان من حيث استقامة قدها وطولها وامتياز ذكرها من بين الإناث واختصاصها باللقاح وأن ا رئحة طلعها ك ا رئحة المني ولطلعها غلاف كالمشيمة للجنين وأنها تموت بقطع رأسها وأنه أن أصابت جمارها آفة والجمار من النخلة كالمخ من الإنسان وأن عليها الليف كشعر الإنسان وأن تقاربت ذكورها بين إناثها ألقتها بالريح وربما إذا قطع إلفها من الذكور فلا تحمل ، واذا سقيتها الماء الملح أو طرح الملح في أصولها حسن واذا دام شربها للماء العذب تغيرّت تمرها .
ويحصل لها أم رضا كأم رضا الإنسان منها الفم ، وعلاجه أن يقطع من أسفلها قدر ذراعين ثم تخلل بمسامير من حديد ، والعشق وهو أن تميل شجرة إلى أخرى ، ويخف حملها وتهزل ، وعلاجها أن يشد بينها وبين معشوقتها التي مالت إليها بحبل أو يعلق عليها سعفة منها أو يجعل فيها من طلعها .
*************************************************
(1) الشاهبلوط : هو المعروف عندنا بـ (الكستنا) .
(2) الغبير : بيت خرب ولكنه يؤوي اللاجئ المضطر وتطلق على البيت القديم استهزاء .
النخل في تاريخ العراق ـ 139 ـ
ومن أمراضها منعن الحمل وعلاجه أن تأخذ فأساً وتدنو منها وتقول لرجل معك أنا أريد أن أقطع هذه النخلة لأنها منعت الحمل فيقول ذلك الرجل لا تفعل فأنها تحمل هذه السنة أن شاء الله فتقول لابد من قطعها وتضربها ثلاث ضربات بظهر الفأس فيمسكها الآخر فيقول بالله لا تفعل فأنها تثمر في هذه السنة إن شاء الله تعالى فأصبر عليها ولا تعجل فإن لم تثمر فاقطها فتثمر في تلك السنة فتحمل حملاً طائلاً أن شاء الله تبارك وتعالى ولله أن يفعل ذلك بقدرته بلا سماع منها ، وله أن واذا سمعت وفهمت فأنها تثمر بإذن الله وأنه هو الذي يقدر أثمارها يخلق لها سمعاً وعقلاً تسمع وتفهم ويخلقها
(1) قال القزويني وكذلك سائر الشجر .
ومن أم ارضها سقوط ثمارها بعد الحمل وعلاجه أن يتخذ لها منطقة من النحاس فتطوق بها فلا تسقط بعدها أو يتخذ لها أوتاد من خشب البلوط وتدفن حولها في الأرض.
ومنها إذا قطع شيء واذا منها لم ينبت كما إذا قطع عضو من الإنسان لم ينبت كما إذا أحرق منها شيء لم يكن له فحم قطعت جذعها نصفين وجعلت ظهر أحدهما إلى ظهر الآخر وسقفت بهما يبقى زماناً طويلاً مطلقاً .
وفي بلادنا الميزابية
(2) يبقى زماناً طويلاً مطلقاً .
قال أبو هريرة عن رس ول الله صلى الله عليه وسلم العجوة من الجنة وهي شفاء من السم والبسر والبلح جيدان والبسر مصدع وكثيراً ما يوقع في النافض والقشعريرة ةوجاء الحديث بأنه لا أنفع لنفساء من الرطب .
قال الربيع بن خيثم لأدواء عندي للنفساء إلا الرطب .
وكانت الأكاسرة يرفعون عن سماطهم الحلاوات زمان الرطب وفي زمان الورد يرفعون المشموم وفي زمان البطيخ يرفعون الأشنان .
*************************************************
(1) هذه الطريقة متبعة في العراق إلا أن المستعمل أن يشهر السيف أو الطبر في محاولة قطعها .
(2) الميزابية : يقال لها المزابية وتطلق على الخوارج والظاهر إنها محرفة من الاباضية .
النخل في تاريخ العراق ـ 140 ـ
والرطب يلين الطبع ويزيد في المني ومع الخيار والخس انفع ، ومن عجيب أمرها أنك إذا أخذت نوى تمر من نخلة واحدة وزرعت منها ألف نخلة أو أقل أو أكثر جاءت كل نخلة لا تشبه الأخرى أو إذا نقعت النوى في بول البغل .
وفي السكن من أعمال بغداد نخلة تخرج كل شهر طلعة واحدة على ممر السنين وكان في بستان ابن الخشاب بمصر نخلة تحمل اعذاقها في كل عذق بسرة نصفها أحمر ونصفها أصفر ، الأعلى أحمر والأسفل أصفرن والعذق الآخر بالعكس الفوقي اصفر والتحتي أحمر ، وأرسل بعض ملوك الروم إلى عمر (رض) بلغني أن ببلدك شجرة تخرج ثمرة كأنها آذن الحمراء ثم تنشق على أحسن من اللؤلؤ المنظوم ثم تخضر فتكون كالزمردة ثم تحمر فتكون كشذور الذهب وقطع الياقوت ثم تينع فتكون كطيب الفالوذج ثم تيبس فتكون قوتاً وتدخر مؤونة فلهدر شجرها أن صدق الخبر فهذه من شجر الجنة فكتب إليه عمر (رض) صدقت رسلك وأنها الشجرة التي ولد تحتها المسيح وقال : (أني عبد الله فلا تدعُ مع الله آلهاً آخر) .
ووصف خالد بن صفوان النخل فقال : هي ال ا رسخات في الوحل ، المطعمات في المحل ، المعلقات بالفحل ، اليانعات كشهد النحل ، تخرج اسفاطاً غلاظاً وأوساطاً حللاً ورياطاً ، تنشق عن قبضان لجين وعسجد ، كاشذر المنضد ، ثم تصير ذهباً أحمد بعد أن كانت في لون الزبرجد .
ومن خواص النخلة أن مضغ خوصها يقطع رائحة الثوم و رائحة الخمر .
قال بعضهم شعراً :
كأن النخيل الباسقات وقد iiبدت لنناظرها حسناً قباب زبر iiجد وقـد علقت من قلبها زينة iiلها قناديل ياقوت بام ا رس عسجد |
والله الموفق .
النخل في تاريخ العراق ـ 141 ـ
وذكر لغرس النخل أيام يقوى فيها ويلقح ويكثر تمرة ولا يصيب تمره الدود ولا السوس وهن سبعة أيام في نونمبر (تشرين الثاني) الثامن والثاني عشر والسادس عشر والسابع عشر والمتم عشرين والثاني والعشرون والسادس والعشرون والثامن والعشرون،وثلاثة أيام من دجنبر (كانون الأول) الخامس عشر والثامن عشر والسابع والعشرون ، وأربعة أيام من يناير (كانون الثاني) الاربع عشر والسادس عشر والثاني والعشرون واليوم الأول من فبراير (شباط) نحس لا يغرس فيه ويغرس فيما بقي من فبراير (شباط) بعد اليوم الأول ويجتنب الغرس في ثلاثة أيام من مارس (آذار) الخامس عشر والسابع عشر والخامس والعشرين ويغرس في غيرهن ويصلح الغرس في الثاني من ابريل (نيسان) وماؤه لا يلقح النخل لأنه خرج من الحسوم وفيه الماء لأنه ابتداء الحرارة الصيفية ويترك يوم العنصرة من يونيه (حزيران) لأنه عسير ويغرس في غيره ويغرس في أزواج يوليو (تموز) وغوشت (آب)
واشتنبر (أيلول) ويحذر في الأف راد لا تغرس في الأول واغرس في الثاني ولا تغرس في الثالث واغرس في الاربع وهكذا والله أعلم .
وفي بعض الكتب قيل يغرس في عاشر أكتوبر (تشرين الأول) وفي الخامس عشر منه وفي
المتم عشرين وفي الخامس والعشرين كل غرس يصلح بإذن الله تعالى ففي هذه الأيام يكون الماء عذباً لما غرس فيها ولو غير عذب ، ولا يغرس في هذه الأيام من أكتبر (تشرين الثاني) فإن الماء فيها غير عذب لما غرس فيه ولو كان عذباً فتقسو عروقه كالحجارة .
قيل يغرس النخل في الثاني من نوبر (تشرين الثاني) والثاني عشر والسادس عشر والسابع عشر والثاني والعشرين والسادس والعشرين والثامن والعشرين وما غرس من النخل في هذه الأيام السبعة يصلح إن شاء الله تعالى ويقوى وتكثر ثماره ولا تأكله الدود ولا السوس .
النخل في تاريخ العراق ـ 142 ـ
قيل يغرس النخل في الخامس والعشرين من دجنبر (كانون الأول) وفي الثامن عشر والسابع والعشرين يعتدل الماء في الأيام الثلاثة .
يغرس النخل في الرابع عشر من يناير (كانون الثاني) والسادس عشر والثاني والعشرين والثامن والعشرين ويجتنب الغرس في أول من أيام حيان وهي الأيام الحسوم وفي غيره أغرس ما شئت .
يغرس النخل في مارس (آذار) إلا الخامس عشر والخامس والعشرين ... يغرس النخل في الثاني والعشرين من إبريل (نيسان) .
لا يغرس النخل في مايه (أيار) لأن فيه بدأت الحرارة الصيفية الشديدة .
ويجتنب الغرس للنخل في يوم واحد من يونيه (حزيران) وهو يوم العنصرة وهو الرابع عشر وهو يوم عسير على الكافرين غير يسير .
لا يغرس النخل في اليوم الأول من يوليه (تموز) وغوشت (آب) وسبتنبر (أيلول) ويغرس في الثاني منهن ولا يغرس في الثالث ويغرس في الرابع والخامس ويغرس في الاشفاع منهن لا في الأفرادوالى آخرهن .
يغرس الزيتون والعنب في الخامس و العشرين من فبراير (شباط) والثامن والعشرين يصلحان فيه بإذن الله تعالى وتكثر ثمارهما ويقويان ولا يفسدهما ريح المشرق ولا سوس ولا يموتان بماء الليالي ولو دخل عليهما بحر الليالي بل يلقحن به وكذا الخامس والعشرون منم يناير (كانون الثاني) والثامن والعشرون ويفسدان في غير اليومين ويفسدان بماء الليالي وريح المشرق أما غير العنب والزيتون فيغرس في شهر يناير (كانون نالثاني) كله وفي مارس (آذار) كله .
النخل في تاريخ العراق ـ 143 ـ
يغرس التين أول اكتبر (تشرين الأول) إلى الثاني عشر من دجنبر (كانون الأول) فيكون ميتاً من دجنبر حتى تلقح الأشجار ، بعد فيلقح معها التين ويعتدل لوجود الحرارة المعتدلة .
يغرس اللوز وأصناف البرقوق والخوخ والمشمش وعين البقرة ونحو ذلك في الخامس والعشرين من غوشت (آب) وكذلك يغرس نواها فيمكث في الأرض إلى وقت اللقاح ونبات الأرض فتنبت ويحفر لها ، وغرس النواة أفضل من غرس الغصن ويغرس الغصن من اكتبر (تشرين الأول) إلى يناير (كانون الثاني) .
يغرس الرمان وما يشاكله في اللطافة من الأشجار كالورد والزفزوف والأجاص والتوت والتفاح من أول نونبر (تشرين الثاني) إلى عاشر يناير (كانون الثاني) وأن غرست في غير ذلك فسدت ، وكلها جنس واحد في اللطافة والطبيعة ولو اختلفت لوناً وللطافتها لم تقدر على شدة الحرارة .
يغرس الجوز والزنبوع
(1) ويسمى الكركاع والدروج في كل وقت إلا أيام الحسوم وأول غوشت (آب) ويوم العنصرة
(2) .
يغرس غير ما ذكر من الأشجار في كل وقت .
يجتنب الغرس في جانب الحرث أو في الرمل أو في الحصى وارض الحجر فإن العروق تقف عند الحجر وتضعف عند الحصى ، والرمل والحصى تزيد برودتهما في الشتاء وحرارتهما في الربيع والصيف وتكثر سخونتهما في الخريف فيفسدان .
ويجتنب الغرس في موضع تكثر فيه الضفادع فغنها تضر الغرس لكثرة بولها وتسقط ثمارها بعد صلاحها ويجتنب الغرس في الموضع المرتفع على الماء فأنه لا يصله السقي أو يضعف سقيه ويجتنب الغرس على شاطئ النهر وشاطئ الوادي لورود الأخطار وموت الغرس في ذلك .
*************************************************
(1) ليمون حامض كبير الشكل يستعمل للأدوية ، ويعرف في تونس بـ (الزنباع) وفي بغداد يقال له (سندي) .
(2) يوم من أيام الصيف الحارة .
النخل في تاريخ العراق ـ 144 ـ
يقال ماء الليالي والسمائم يقتل الهوام في النخل والعنب .
والدود الذي يكون في قلب النخل والعنب وغيرهما من الأشجار ويكثر الجمار في النخل ويلقح به الأشجار ويقال الماء كله لا يضر إلا في الحسوم وأول يناير (كانون الثاني) وأول غوشت (آب) ويوم العنصرة ، ويسقي في غير ذلك ليلاً ونهراً بارداً أو حراً ، ويقال ماء الليالي أفضل منافع الأغ راس بارداً أو حاراً وأنه للغرس كاللحم للآدمي
ينبت في ساعته وكذلك الماء يلقي في ساعته .
تسقي الأشجار في الخريف في كل وقت وفي الشتاء وسط النهار واذا جعل لها الروث أو رجيع ابن آدم سقيت في الحين لتتعادل الحرارة من ذلك والبرودة من الماء ويحفر للروث أو للرجيع تحتها ثم يدفن وتسقى ولا يجعل لها ذلك تحتها وقت لا تسقى من الأيام لأن ذلك يستتبع السقي ولا تسقى في الأيام المتقدم ذكرها والله قادر والله أعلم ولا شيء إلا بإذنه وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً والحمد لله رب العالمين .
تم طبع كتاب النحْلة لقطب الآئمة أستاذنا الشيخ الحاج محمد بن يوسف اطفيش رحمه الله وغفر له ولنا بفضله ورحمته أنه على ما يشاء قدير وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .
ملحوظة :
نشرت هذه الملحقات بناء على اقتراح الأستاذ الفاضل الصديق كوركيس عواد وله الفضل في التنبيه .
شكر وثناء أشكر الأستاذ الفاضل السيد عبد الحميد ال رشودي لما قام به من المساعدة والمعاونة في الإش ا رف على طبع هذا الكتاب .
فله وافر الشكر والثناء على عواطفه النبيلة بما بذل من جهود .
النخل في تاريخ العراق ـ 145 ـ
فهارس الكتاب
1 ـ فهرس المواضيع
الموضوع |
الصفحة |
المقدمة |
3 |
نظرة عامة |
4 |
المباحث |
5 |
المصادر |
6 |
النخلة |
10 |
حياة النخلة وأدوارها |
12 |
أنواع النخلة والتمر القديمة والحاضرة |
20 |
النخل والتمر في الأرجاء العربية |
48 |
أمراض النخل والتمر |
54 |
النخل وغرسه |
56 |
المغارسات وعقودها |
57 |
المغارسات في لواء البصرة |
57 |
المغارسات في لواءي ديالي وبغداد والألوية الأخرى |
65 |
التمور وما يعمل منها |
67 |
تجارة التمور |
72 |
تطور ضرائب النخيل |
75 |
أقوال المؤرخين والسياحين |
88 |
أدب النخل ، الآيات الكريمة |
98 |
الأحاديث الشريف ، مختارات من الشعر |
99 |
مختارات من النثر |
113 |
الأمثال العامية |
117 |
النخل في العهود القديمة |
119 |
الخاتمة |
120 |
النخل في تاريخ العراق ـ 146 ـ
الموضوع |
الصفحة |
جنى النحلة في كيفية غرس النخلة |
121 |
النِحْلَة في غرس النخلة |
125 |