مكتبات البصرة
الاستاذ زكي حسين الوردي
الاستاذ مجبل لازم مسلم المالكي


مقدمة
  بعد تحرير العراق من الفرس في معركة القادسية الأولى سنة 637 م ، استطاع العرب إنشاء دولتهم العظيمة التي امتدت من سواحل المحيط الاطلسي إلى الصين ، وتعدت في عظمتها الإمبراطورية الرومانية في أوج ازدهارها .
  وقد نشأت وازدهرت في هذه الدولة حضارة متألقة وصل شعاعها إلى أقاصي الدنيا آنذاك وأيقظت العالم الغربي ووضعته على طريق النهضة الحديثة ، وفي هذه الدولة التي اتسمت بمناخ حضاري حافل بالإنتاج الفكري بشتى صنوفه ، لابد أن يكون للكتاب حب وتذوق واحترام بشكل ليس له مثيل .
  ونتيجة لذلك انتعشت صناعة الكتاب وتجارته وانتشر باعة الكتب في أنحاء البلاد وازدهرت صناعة التأليف والترجمة والنسخ ، وفي مثل هذه الحالة كان لابد من وجود دوافع طبيعية لإنشاء وازدهار الأنواع المختلفة من المكتبات ، وأول من قام بإنشاء المكتبات هم الخلفاء والأمراء والولاة والوجهاء ورجال العلم والمعرفة ، وكانت للمكتبات والمكتبيين مكانة مرموقة بين أبناء الأمة وكان الاهتمام بتنميتها كبيرا على المستوى الرسمي والشعبي ، وكانت تلك المكتبات بمثابة مراكز ثقافية حيث لم تقتصر على جمع وخزن وإعارة الكتب فحسب ، بل تعدت ذلك لتكون مراكز للمناقشة وقراءة الشعر وعزف الموسيقى والغناء .
   وللدلالة على مكانة المكتبة آنذاك إن من يستلم مسؤوليتها لابد أن يكون من الرجال المعروفين بإنتاجهم الفكري وحبهم للعلم والكتب ومعرفتهم بالغات : فكان بين المكتبيين الأديب والفلكي والنحو والتاريخي والجغرافي والفيزياوي وعالم الفلسفة والمنطق ، ونظرا لأهمية وجود هذه المكتبات والحاجة إليها فقد انتشرت في مدن الدولة العربية حيث وصل عددها خلال القرن التاسع ، على سبيل المثال ، (63) مكتبة في بغداد وحدها ، فضلا عن مكتبات البصرة والموصل والكوفة وغيرها من المدن الأخرى(1) التي لعبت دور كبيرا في الحركة العلمية والثقافية ، ومدينة البصرة التي أسسها عتبة بن غزوان في ربيع الأول سنة 14 هـ ، لها تاريخ علمي وثقافي حافل طويل الأمد دليله ذلك العطاء الفكري والحضاري الذي كان واضحا في علوم اللغة والتصوف والأدب والفلسفة ، ففي البصرة وضع أبو الأسود الدؤلي قواعد النحو العربي ، وفيها ألف


مكتبات البصرة   ـ 2 ـ

   الخليل بن احمد الفراهيدي أول معجم في العربية ( العين ) وشهدت البصرة عبقرية جمهرة من العلماء والأدباء الأفذاذ أمثال سيبويه والمبرد والحريري والأصمعي والجاحظ والحسن البصري وإخوان الصفا ، وتشير الروايات إلى انه كان في البصرة نيف وثلاثة آلاف عالـم (2) ، ومن المؤكد ان هذه المدينة التي شهدت هذا الإبداع والنهوض الفكري لشتى المجالات ، كانت تضم خزائنها روائع المؤلفات في مختلف العلوم ، واتسعت فيها حركة اوالتألف والتدوين والترجمة ، وتعمقت الحركة العلمية وأخذت الحوافز المختلفة تدفع الناس للمطالعة وحب المعرفة ومن هنا كان لابد أن ينصب الاهتمام على توفير الكتب وخزائنها فنشأت صناعة الوراقة وقامت في البصرة سوق الوراقين منذ أواسط القرن الأول للهجرة وكانت بيئة الكتب من اصدق البيئات في البصرة تطويرا لها واستجابة للحركات الفكرية والاجتماعية فيها ، وكانت وثيقة الصلة بالمجتمع ولم يقتصر العلم فيها على فئة معينة بل كان أمرا شائعا بين الناس جميعا مما يسهم في تنشيط حركة الكتاب ويوسع آفاق نشر الوعي والثقافة بين أفراد المجتمع .
   ومما يذكر ان المأمون قد أمر بإحصاء عدد المؤلفات في الفقه والأدب والعلوم التي أنتجت في البصرة خلال عشرين عاما ، فإذا بها ـ أي المؤلفات ـ تزيد على مائتي ألف مجلد أمر بنقلها إلى بغداد فحملتها إليها ثلاث سفن(3) ، ويستدل من هذا كله ان البصرة كانت في عصر الدولة العربية من أعظم مراكز الثقافة بل أكبرها بعد العاصمة بغداد .
   وقد واصلت هذه المدينة العريقة تألقها الفكري ونهضتا الثقافية رغم ما أصابها من نكسات ونكبات على أيدي الغزاة الطامعين من الزنج والقرامطة والفرس والأتراك والانكليز وظلت البصرة شامخة مزهوة تقاوم الغزاة الطارئين وتتحدى نواياهم اللئيمة ، وكل من يريد الشر بها وبأهلها .


مكتبات البصرة   ـ 3 ـ

مكتبات البصرة ـ قديماً
  للبصرة دور كبير ومكانة مرموقة في العلم والأدب ، وقد أنجبت جمعا هائلا من العلماء والأدباء ، وكانت زاخرة زاهرة بالكتب والمكتبات التي جاءت وليدة الحاجة الملحة التي أحس بها العرب بعد ان انتشر العلم والتعلم والتعليم في طول البلاد وعرضها ، وكان لحب الكتب وتقديرها لدلا الأفراد والجماعات حافزا كبيرا للاعتناء بها والمحافظة عليها وتنظيمها في دورة خاصة هي التي نطلق عليها اليوم المكتبات .
   ولعل الجاحظ هو أشهر من أحب الكتب ودافع عنها ومدحها واظهر محاسنها ومميزاتها ، وتقديرا وتثمينا للكتاب وأهميته في تعميق فكر الإنسان وبناء شخصيته وتحقيق رقي المجتمع ، وترجمة لهذا الحب والتقدير العالي للكتب عند العرب في البصرة التي ينتمي إليها الجاحظ وفي ظل هذا المناخ المفعم بالازدهار المعرفي وتشجيع الخلفاء واهتمامهم بجمع التراث المحفوظ ورعايته فقد كثرت المكتبات ( خزائن الكتب ) العامة والخاصة وخزانات الجوامع والمدارس وأسهمت بحفظ التراث الفكري الضخم ونقله إلى الأجيال اللاحقة .
   ان المقصود بالمكتبات القديمة هي تلك التي أنشأت خلال الفترة منذ تأسيس مدينة البصرة إلى سنة 1914 م ، ومن الممكن تقسيم هذه المكتبات ( خزائن أو دور الكتب ) إلى نوعين هما : المكتبات العامة والمكتبات الخاصة .

أولا ـ المكتبات العامة
  هي المكتبات التي كانت تنشا في المساجد والجوامع والمشافي ودور العلم الأخرى ، وتفتح أبوابها لعامة الناس للرجوع إلى كتبها والإفادة من محتوياتها وكنوزها ، وكثيرا ما كان يقدم فيها الورق والحبر وأدوات الكتابة مجانا .

مكتبات البصرة   ـ 4 ـ

   وكان في الكثير منها المرشدون الذين يساعدون القراء في إيجاد الكتب التي يحتاجونها ، وكانت مجاميع هذه المكتبات زاخرة بالروائع من المصادر والمراجع في شتى الموضوعات ويتم الحصول عليها من منابع متعددة كالشراء والوقف والنسخ والهدايا والهبات ، ولقد كانت هذه المكتبات منظمة تنظيما رائعا مكنها من تقديم أفضل الخدمات إلى روادها ، إما بخصوص أبنيتها ، فلم يكن لها أول الأمر أبنية خاصة بها ، أي إنها كانت جزءاً من المؤسسات الأم كالجوامع والمساجد .
   أما المكتبات الكبرى فكان لها بناء مستقل خاص بها وكان فيها غرف أعدت للنسخ ، وكانت تزود بالبسط والسجاجيد والستائر وجميع أنواع الأثاث الذي يساعد على المطالعة ويفر للقراء الراحة ، وقد زود بعضها بغرف خاصة للمطالعة وغرف أخرى للمناظرة والبحث والاجتماعات والمحاضرات ، وكانت الرفوف مفتوحة بالأبواب ، والوصول إليها حر. وكان يدير المكتبات الكبرى ثلاثة أشخاص : المشرف الأعلى ويسمى الوكيل ، وأمين المكتبة ويسمى الخازن ، ومساعد ويسمى المشرف(4) .
  وقد وصف الحريري المكتبات العامة في البصرة خلال القرن الخامس الهجري وعدها بمثابة منتدى للمثقفين ومكان لاجتماع أبناء المدينة والغرباء ، وكانت فريدة في تقديم خدمات فذة لكل طالب معرفة ، ولما تعتمده من الأساليب التربوية والإمتاع خلال القراءات والمحاضرات والمناقشات التي كانت تدور فيها(5) .
   ولإعطاء صورة عن المكتبات العامة القديمة في البصرة نورد وصفا موجزا لابرز هذه المكتبات وهي خزانة الوقف بالبصرة ، أو دار كتب البصرة .

خزانة الوقف بالبصرة ( دار كتب البصرة )
   أنشأت خلال القرن الرابع الهجري ، وقد حوت هذه الخزانة على نفائس الكتب التي ذكرها صاحبها لابن النديم وكان معاصرا له ، ومن تلك المؤلفات : الأشجار والنبات ، كتاب وصف هواء جرجان ، كتاب صوت العلم وسياسة


مكتبات البصرة   ـ 5 ـ

النفس ، ويذكر أن هذه الكتب قد ضاعت ولا يعلم شيء عنها في زماننا(6) ، وقد أشار البشاري المقدسي إلى هذه الخزانة في كلامه عن مدينة ( رام هرمز ) حيث يقول ( وبها دار كتب كالتي في البصرة والداران اتخذهما احد وزراء عضد الدولة وفيهما إجراء على من قصدهما ، ولزم القراءة والنسخ ، إلا أن خزانة البصرة اكبر واعم وأكثر كتباً )(7) .
   وقد ورد أيضا ذكر هذه الخزانة في مقامات الحريري في المقامة المعروفة بالمقامة ( الحلوانية ) فقال : ( . . . حضرت دار كتبها ( أي دار كتب البصرة ) التي هي منتدى المتأدبين وملتقى القانطين منهم والمغتربين ، فدخل ذو لحية كثة ورثة ، فسلم على الجلاس ، وجلس في أخريات الناس ، ثم اخذ يبدي ما في وطابه ويعجب الحاضرين بفضل خطابه )(8) .
   ان هذا النص يعكس صورة جلية عن مكتبة البصرة العامة خلال القرن الخامس الهجري التي كانت منتدى وكان لاجتماع أهل المدينة فضلاً عما تقدمة من خدمات جليلة لكل طالب علم ومعرفة ، ولما تعتمده من طرق وأساليب ممتعة ومشرقة خلال المناقشات والقراءات التي تعقد فيها . وكانت هذه المكتبة تعطي رواتب وإعانات إلى من يشتغل فيها من الطلبة( 9 ) ، ومما يذكر عن هذه المكتبة أنها أحرقت سنة 483هـ(10) .

ثانياً ـ المكتبات الخاصة
   لم تخل مدن العراق في أي عهد من عهود التاريخ من مكتبات شخصية غنية بمصادر المعلومات والسبب في ذلك هو إن العراق وفي جميع العصور والعهود بلد العلماء والمثقفين ومحبي العلم والمعرفة والكتب والمكتبات ، والبصرة كونها واحدة من مدن العراق العريقة التي تميزت بزهوها الحضاري والعلمي واكتظت بمحبي العلم والمعرفة شهدت نشوء وازدهار العديد من المكتبات الخاصة التي تضم بين دفاتها نفائس المقتنيات من الكتب والمخطوطات النادرة ، وقد اندثرت بعض هذه المكتبات الخاصة التي تضم بين ضفاتها نفائس المقتنيات من الكتب والمخطوطات النادرة ، وقد اندثرت بعض هذه المكتبات وتبددت كتبها وتفرقت لأسباب مختلفة منذ أمد بعيد ، بينما استمر بعضها الآخر فيالنمو حتى الوقت الحاضر من تاريخ البصرة .


مكتبات البصرة   ـ 6 ـ

   ومثال ذلك : مكتبة آل باش أعيان ، وفيما يلي وصف موجز لأبرز المكتبات الخاصة القديمة في مدينة البصرة التي ذكرتها كتب التاريخ والتراث .

1 ـ خزانة أبي حاتم السجستاني
   سهل بن محمد بن عثمان ، من ساكني البصرة ويعد إماما في علوم القران واللغة والشعر ، صنف كتباً عديدة وقد طبع مما انتهى ألينا منها :
 ـ كتاب المعمرين .
 ـ كتاب الأجناد .
 ـ كتاب النخل .
   وتوفي أواسط الثالثة للهجرة 255هـ ( 868 م ) ، قال بعض مترجميه ( انه كان جماعاً للكتب متبحراً فيها ) .

2 ـ خزانة ابن دريد
   أبو بكر بن الحسن الازدي المعروف بابن دريد البصري من أشهر علماء عصره في اللغة ونقد الشعر ، ولد في البصرة سنة 232هـ ( 837 م ) ومات ببغداد سنة 321 هـ ( 933 م ) وكانت خزانته حافلة بأمهات الأسفار في اللغة والأدب والشعر .

3 ـ خزانة االحبشي بن معز الدولة البويهي ( صودرت سنة 357 هـ )
   تحتوي على خمسة عشر ألف مجلد .


مكتبات البصرة   ـ 7 ـ

4 ـ خزانة أبي خليفة في البصرة
   صاحب هذه الخزانة من أهل المائة الرابعة للهجرة ، وقد جمع كتبها في داره في البصرة(11) .

5 ـ مكتبة القاضي أبي فرج بن أبي البقاء
   وهي ثالث مكتبة اشتهرت بالبصرة في سالف الزمان وهي التي أوقفها القاضي أبو الفرج بن أبي البقاء في القرن الخامس للهجرة وقد انتهت هذه المكتبة بسبب حريق شب فيها عام ( 499 ) للهجرة(12) .

6 ـ خزانة الأصمعي
   أبو سعيد عبد الملك بن قريب المعروف بالأصمعي أشهر علماء الفقه في المائة الثانية للهجرة ، ولد في البصرة عام ( 122 هـ ) ( 740 م ) وتوفي عام ( 217 هـ ) ( 832 م ) في أيام هارون الرشيد ، أحصى ابن النديم من مؤلفات الأصمعي (48) مصنفا ، وخير دليل على سعة خزانة الأصمعي ما ذكره الأصمعي عنها بقوله :
لما خرجنا مع الرشيد إلى الرقة قال لي : هل حملت معك شيئاً من كتبك ؟ فقلت نعم ، حملت منها ما خف حمله ! ، فقال : كم ؟ ، فقلت : ثمانية عشر صندوقاً ، فقال : هذا لما خففت ، فلو ثقلت كم كنت تحمل ؟ فقلت : أصنافها ، فجعل يعجب .

7 ـ خزانة الجاحظ
   لم يشتهر احد أدباء العربية اشتهار أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ المتوفي سنة ( 255 هـ ) ( 868 م ) فلقد اجمع مؤرخو الأدب العربي على إمامته في هذا الباب ، وتقدمه على الكثيرين وبراعته في البيان والثقافة وسعة الاطلاع ، وفي هذا القدر الذي انتهى إلينا من تأليفه خير دليل على صحة ذلك ، فكتب الجاحظ من أثمن ما وصل إلينا من تراث الأقدمين ، كان الجاحظ من محبي الكتب الولعين بمطالعتها الدائبين على النظر فيها .


مكتبات البصرة   ـ 8 ـ


   وكان يكتري الكتب ويطالعها ، ويقتني الكتب ويجمعها ، فكانت محبته للعلم والكتب مضرب الأمثال حتى تراكمت كتبه وامتلأت مكتبته بشتى صنوف العلم والمعرفة وكان له وراقاً اسمه أبو القاسم عبد الوهاب بن عيسى الوراقي البغدادي .

8 ـ خزانة أبي عمرو بن العلاء
   وهو زياد بن العلاء بن عمار الويان المازني البصري ، إمام أهل البصرة في النحو واللغة واحد القراء السبعة ، مات في الكوفة سنة ( 154 هـ ) ( 670 م ) أما خزانة كتبة فيقال أنها ملاءة بيته إلى السقف ، ثم تنسك فاحرقها(13) .

3 ـ المكتبات المدرسية
   من المعروف ان المكتبات القديمة تكون في العادة في مراكز العلم والعبادة كالمدارس والمساجد ، وكانت المدارس الكبيرة تضم خزائن الكتب ، ويفيد منها المدرسون والعاملون والطلبة ، ومن ابرز المكتبات المدرسية تلك التي تأسست في المدارس التالية(14) :
1 ـ المدرسة النظامية : بعد ( 459 هـ ـ 1066 م ) وقد أنشأها الوزير نظام الملك منتصف القرن الخامس الهجري ، والظاهر أنها قريبة من المربد ومن المحلة المجاورة لقبر الصحابي طلحة بن عبيد الله التيمي .
2 ـ مدرسة أبي عباس الجرجاني : قبل سنة ( 482 هـ ـ 1089 م ) ، ذكرها ابن الصلاح في طبقات الشافعية وترجم لمدرسها أبي العباس احمد بن محمد بن احمد الجرجاني الفقيه الأديب ، قاضي البصرة وشيخ الشافعية المتوفي سنة 482 هـ .


مكتبات البصرة   ـ 9 ـ

3 ـ مدرسة أبي الفرج البصري : قبل سنة ( 499 هـ ـ 1105 م ) أنشأها قاضي البصرة محمد بن عبيد الله البصري الشافعي ( 418 ـ 499 هـ )وذكر جمال الدين الاسنوي في طبقاته وذكر أنها كانت في غاية الحسن ( 1 / 242 ) .
4 ـ مدرسة أبي المظفر باتكين : قبل سنة ( 630 هـ ـ 1232 م ) وهي مدرسة للحنابلة أنشأها الأمير أبو المظفر باتكين بن عبد الله الرومي الناصري المتوفي سنة 640 هـ ( 1242 م ) وذلك عند ولايته البصرة من سنة ( 607 هـ ) حتى سنة ( 630 هـ ) وكان باتكين محباً للعلم والعلماء واهتم بتجديد مدارس البصرة وأوقف فيها الكتب ، وانتشر العلم في زمانه ، وكان العلماء يقصدونه من جميع الأفاق فيرفدهم .
5 ـ مدرسة أبي المظفر باتكين للطب : قبل سنة ( 630 هـ ـ 1231 م ) ذكر ان أبا المظفر باتكين انشأ بالبصرة مدرسة يقرأ فيها علم الطب وعمر مارستاناً وكان قد خرب وتعطل ، وهذه المدرسة الطبية الوحيدة التي تم الوقوف عليها في العصر العباسي ولا يعرف من أخبارها غير إنشائها .
6 ـ مدرسة ابن دويرة : قبل سنة ( 652 هـ ـ 1254 م ) أنشأها شيخ الحنابلة بالبصرة أبو علي الحسن بن احمد بن دويرة البصري المقرئ الزاهد المتوفي سنة 652هـ .
ومن خصائص هذه المدارس استقلال البناء والهندسة وإيقاف الوقوف عليها وتقديم الرواتب للمدرسين والطلبة والعاملين في المكتبات الملتحقة بها .

مميزات المكتبات القديمة
   من خلال العرض والدراسة لطبيعة المكتبات القديمة في الدولة العربية خلال ازدهارها الحضاري يتضح ان هذه المكتبات في البصرة وبقية المدن العربية تتميز بسمات مشتركة يمكن اجمالها بالاتي :


مكتبات البصرة   ـ 10 ـ

1 ـ الميزة الدينية :
   لقد قامت مكتبات الإسلام ، أول ما قامت ، من اجل غاية دينية وهي تعليم الناس وتثقيفهم ثقافة دينية ، وقد أنشأت المكتبات من اجل هذه المساجد والجوامع ، لهذا نرى ان أقدم المكتبات ظهوراً في الإسلام هي مكتبات المساجد التي كانت تزخر بعلوم القران والحديث وشتى صنوف الكتب الدينية الأمر الذي أدى إلى ان تكون الميزة الدينية بارزة في تكوين طبيعة المكتبات الإسلامية .

2 ـ الميزة التعليمية والتربوية
   لقد كانت المكتبة مركزاً للتربية والتعليم وكانت قسماً مهماً من أقسام المؤسسات التربوية والتعليمية التي ظهرت في الاسلام كالمدارس والكتاتيب والجامعات ، ومن الملاحظ ان جميع بناة المدارس في الإسلام الحقوا بها خزائن كتب كان لها دوراً جليا في عملية التربية والتعليم في الإسلام .

3 ـ الميزة العلمية
   لم تكن المكتبات في الإسلام مكاناً لتعليم الفرائض والواجبات الدينية وتلقي العلوم الأخرى فحسب ، بل كانت إلى جانب ذلك مركزاً من مراكز البحث و الدرس والتمحيص والتأليف ، ولذا نرى ان محتويات هذه المكتبات حتى في المساجد والجوامع تتنوع وتتعدد لتتفق مع أغراض البحث والدراسة العلمية بل ان بعض هذه المكتبات اختصت بالبحث والدراسة العالية كبيت الحكمة في بغداد .

4 ـ الميزة الاجتماعية :
   وهذه الميزة بارزة كل البروز ، فلم تكن المكتبات مكاناً مهملاً مهجوراً يعلوه الغبار ، ولا يقصده الا بعض الشيوخ الذين لا عمل لهم سوى التمتع بزيارة المكتبة قتلاً لوقت الفراغ بل كانت منتديات اجتماعية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان ،


مكتبات البصرة   ـ 11 ـ

يتجمع فيها أهل البلدة أو الحي ويمارسون فيها حياة اجتماعية راقية كما هو الحال في مكتبة البصرة التي يصفها الحريري في مقاماته في القرن السادس الهجري بأنها منتدى المتأدبين ومجمع الغائبين والقادمين(15) .

5 ـ الميزة التنظيمية :
   اتسمت مكتبات البصرة شأنها شأن المكتبات الأخرى في المدن العربية بحسن التنظيم والإدارة، فقد كانت الكتب موزعة على حجرات المكتبة حسب الاختصاصات والموضوعات المختلفة ، ففي حجرة كتب التفسير ، وفي أخرى كتب النحو ، وهكذا . . . وتصف الكتب داخل خزانة على رفوف منسقة ومرتبة ، وتنظيم محتويات هذه المكتبات تنظيماً موضوعياً يؤكد وجود نظام تصنيف معين كانت تتبعه تلك المكتبات ، فضلاً عن اهتمام القائمين على هذه المكتبات بفهرسه الكتب لتسهيل تناولها وتقديمها لمن يرغب في الحصول عليها ، وهذه الفهارس :
ـ أما ان تكون مكتوبة في مجلدات على شكل كتب .
ـ أو ان تكون أسماء الكتب والمؤلفين مكتوبة على لائحة معلقة على مدخل كل قسم من الأقسام(16) .
ولابد لنا بعد هذا العرض لهذه الخزانات ان نشير إلى ان الكاتب أيا كان ومهما بالغ في التدقيق يتعذر علية القيام بإحصاء كاف وواف للمكتبات القديمة في البصرة .
   وان ما استعرضناه هنا كان حصيلة جهدنا في التنقيب عن أخبار الكتب والمكتبات في مصادر التاريخ والتراث وأمهات المراجع الأساسية مما يعطي وصفاً جلياً لكنوز تلك الخزائن ومعالم ذلك الالق الفكري والزهو الحضاري في هذه المدينة التاريخية الزاهرة .

مكتبات البصرة ـ حديثاً
   حددنا هذه المكتبات خلال الفترة التي تبدأ عام ( 1914 ) إلى الوقت الحاضر ، وفي هذا المجال سيكون تناولنا لمكتبات البصرة حديثاً حسب أنواع المكتبات بالمفهوم الحديث ( المكتبات العامة ، المكتبات الخاصة ، المكتبات الجامعية ، المكتبات المدرسية ، المكتبات المتخصصة ، مكتبات المعاهد الفنية ، مكتبات الأوقاف العامة ، مكتبات بيع الكتب ) .


مكتبات البصرة   ـ 12 ـ

1 ـ المكتبات العامة
   يعود إنشاء المكتبات العامة في العراق إلى جهود نخبة من العراقيين المحبين للعلم والثقافة ، حيث قام هؤلاء بتشكيل لجان أهلية تتولى تأسيس مكتبات على نمط حديث لم تعهده مكتبات القطر من قبل ، وكانت نواة مثل هذا النشاط في بغداد ، حيث قامت جماعة من المثقفين بعد ان شكلوا من أنفسهم لجنة أهلية بتأسيس مكتبة باسم ( مكتبة دار الإسلام ) .
   افتتحت في 16 نيسان 1920 وهي أول مكتبة عامة في العراق بالمفهوم الحديث للمكتبات العامة ، وفي عام ( 1924 ) انتقلت مسؤولية هذه المكتبة إلى وزارة المعارف ( التربية ) وسميت بالمكتبة العامة ، وصارت هذه الوزارة هي المسؤولة عنها إداريا ومالياً وفنياً تديرها بموجب تعليمات وزارية تصدر لهذا الغرض حيث لم يكن آنذاك نظام للمكتبات إلى ان صدر نظام المكتبات العام رقم 4 سنة 1960 ، ونظراً لما لهذه المكتبة من دور مهم في توفير الكتب المهمة وتيسيرها للقراء وللنتائج العلمية والثقافية التي حققتها هذه المكتبة ، قامت وزارة المعارف آنذاك ( التربية ) بتعميم قواعد هذه التجربة الثقافية ( إنشاء مكتبات عامة ) على محافظات واقضية القطر وأنشأت ( ومنذ الثلاثينات ) مكتبات عامة في محافظات القطر ومنها مدينة البصرة(17) . يعود تأسيس المكتبات العامة في البصرة إلى سنة ( 1936 ) عندما أنشأت مكتبة المعارف ( الآن المكتبة المركزية العامة ) (18) ، والتي تعتبر النواة الأولى للمكتبات العامة في المحافظة ، وبعد ذلك تبعها تأسيس العديد من المكتبات العامة في عموم محافظة البصرة .
ويوجد حالياً في البصرة ثمان مكتبات عامة ، وتأتي في مقدمة هذه المكتبات المكتبة المركزية العامة التي تأسست عام ( 1936 ) وقد بلغت المجموعة المكتبية


مكتبات البصرة   ـ 13 ـ

التي تضمها ( 36744 ) كتاباً عربياً و ( 7107 ) كتاباً أجنبيا و ( 20 ) دورية عربية وذلك في عام ( 1986 ) ، تأتي بعد ذلك مكتبة القضاء القرنة التي تأسست عام 1962 ويبلغ حجم مجموعتها المكتبية ( 9801 ) كتاباً عربياً و ( 275 ) كتاباً أجنبيا و (14) دورية .
   أما المكتبة العامة في قضاء أبي الخصيب التي تأسست عام 1963 تبلغ محتوياتها من الكتب العربية ( 9777 ) ومن الكتب الأجنبية ( 212 ) ومن الدورايات (12) ، تأتي بعد ذلك مكتبة المعقل التي تأسست عام ( 1967 ) وتضم ( 13147 ) كتاباً عربياً و ( 1012 ) كتاباً أجنبيا و (15) دورية عربية ، أما مكتبة الزبير العامة التي تأسست عام ( 1969 ) فتضم ( 9194 ) كتاباً عربياً و (201) كتاباً أجنبيا و ( 21 ) دورية عربية. والمكتبة العامة في قضاء شط العرب التي تأسست عام ( 1976 ) .
كتابا عربيا ( 320 ) كتابا اجنبيا بالاضافة الى ( 12 ) دورية عربية ، اما مكتبة قضاء المدينة العامة فقد تأسست عام ( 1980 ) ،    ويبلغ حجم مقتنياتها من الكتب العربية ( 3187 ) ومن الكتب الأجنبية ( 125 ) ومن الدوريات العربية (16) دورية ، وأخيرا تأتي المكتبة العامة في الجمهورية التي تأسست عام ( 1974 ) وتضم ( 5238 ) كتاباً عربياً و ( 281 ) كتاباً أجنبيا و (13) دورية عربية(19) .
وتتحدد خدمات هذه المكتبات كلها بالإعارة الداخلية والخارجية للكتب وتوفير مستلزمات المطالعة لروادها من القراء ، وفي الجانب الإداري تشرف على هذه المكتبات مديرية المكتبات التابعة للإدارة المحلية في محافظة البصرة وتقوم هذه المديرية بتزويد المكتبات بالكتب والمجلات والصحف وغيرها من أوعية المعلومات ، كما تزود هذه المديرية المكتبات العامة بالقرطاسية واللوازم التي يحتاجها العمل المكتبي ، وتولي الإدارة المحلية عن طريق هذه المديرية عناية خاصة إلى المكتبات كونها مراكز ثقافية وتعليمية ومظهر حضاري يخدم جماهير هذه المدينة التاريخية العريقة ـ البصرة ـ .
   أما اللجنة المحلية للمكتبات العامة فتتألف من سبعة أعضاء وتكون مهمتها النظر في رسم سياسة المكتبات العامة ووضع الخطط السنوية وتخصيص الاعتمادات الأزمة ، وانتقاء وشراء الكتب ، وتطوير المكتبات ، ومساعدة المكتبات المدرسية ، ومبادلة الكتب والإهداء والنظر في التقارير(20) ، من المكتبات الأخرى في المحافظة ، المكتبة العامة في الفاو ، التي تأسست عام ( 1962 ) .


مكتبات البصرة   ـ 14 ـ

المكتبات الخاصة
   استمرت عادة حب الكتب والمكتبات في نفوس البصريين من المثقفين ورجال العلم والأدب ، ولم تنقطع هذه العادة في أي عصر من العصور أو ظرف من الظروف مهما كان ذلك الظرف صعباً ومما يعزز ذلك وجود الكثير من المكتبات الخاصة في هذه المدينة لا تقتصر خدماتها على مالكيها حسب بل ان ما تضمه من مقتنيات هي في متناول الباحثين والدارسين والمثقفين وطالبي المعرفة ، ولإعطاء صورة واضحة لهذه المكتبات نذكر منها الآتي :

1 ـ المكتبة العباسية ( مكتبة آل باش أعيان )
   يعود تأسيس هذا المكتبة إلى القرن العاشر الهجري ( السادس عشر الميلادي ) إذ قام بتأسيسها أجداد عائلة باش أعيان ممن عرفوا بحب العلم والمعرفة ، وسميت بمكتبة آل باش عيان نسبة إلى العائلة التي قامت بتأسيسها ، وتضم هذه المكتبة التي لا تزال قائمة في البصرة كمية ضخمة من الكتب النادرة المطبوعة في أول عهد الطباعة العربية والمشتملة على مختلف العلوم والفنون والتاريخ والحديث والأدب والفقه والسياسة والفلسفة والملل والنحل والحكمة والطب والحساب والهندسة والجغرافية والنبات ، كما تضم مجموعة كبيرة من المجلات والجرائد الصادرة قبل الحرب العالمية الأولى فضلا عن مجموعة قيمة من المخطوطات وتبلغ محتويات هذه المكتبة نحو ( 12.000 ) كتاب مطبوع و ( 1500 ) مخطوط(21) .ومن النوادر التي تضمها هذه المكتبة ضمن محتوياتها نذكر :


مكتبات البصرة   ـ 15 ـ

1 ـ نسخة خطية لكتاب ( الإيضاح في الوقف والابتداء ) للإمام أبي بكر الانباري كتبت سنة ( 540هـ ) . وهي أقدم مخطوطة في المكتبة .
2 ـ نسخة خطية لكتاب ( العيون والنكت ، تفسير القران ) للماوردي (22) .
3 ـ الاكتساب في معرفة الأنساب . كتب سنة ( 844 هـ ) .
4 ـ القران الكريم بنقوش وألوان رائعة .
5 ـ قصيدة البردة .
6 ـ الفواتح الملكية .
7 ـ نيل مصر لجلال الدين المحلي .
8 ـ مستقصى الأمثال للزمخشري . من مخطوطات القرن العاشر(23) .
وما تزال المكتبة قائمة في محلة الصفاة بالبصرة ويؤمها الباحثون والأساتذة وطلبة العلم والزوار للاطلاع على ما تحتويه من كنوز المعرفة المختلفة .

2 ـ خزانة محمد احمد المحامي
   وهو من رجال القانون المتتبعين في مدينة البصرة ، وقد ولع باقتناء الكتب النفسية وكانت خزانته تجمع كل طريف من المطبوع والمخطوط وقد أنشأها سنة 1920 . وفيها حوالي خمسمائة مجلد ( 400 بالعربية ، و 100 بالفارسية ) ومن أهمها :
تفسير القران للبغوي ، والكامل المبرد ، ومشارق الأنوار النبوية ، والرسالة القشيرية ، وديوان أبي نؤاس ، والوافي بالوفيات للصفدي وغيرها(24) . ولم يعد لهذه الخزانة وجود حالياً وذلك لبيها إلى المكتبة المركزية في جامعة البصرة عام ( 1968 ) .

3 ـ المكتبات الجامعية
  نعني بالمكتبات الجامعية تلك التي تنشأ في رحاب الجامعات


مكتبات البصرة   ـ 16 ـ

لخدمة المجتمع الجامعي من الأساتذة والطلبة وعموم الباحثين ، وفي البصرة يعود إنشاء مثل هذه المكتبات ( المكتبات المركزية لجامعة البصرة ومكتبات الكليات ) إلى بدء التعليم العالي في البصرة عندما تأسست جامعة البصرة سنة 1964 ، ومن الطبيعي ان تبدأ هذه المكتبات ( عند التأسيس ) بداية بسيطة ولكنها تطورت من خلال الاهتمام بها كونها ركيزة أساسية لعملية التعليم الجامعي والبحث العلمي حتى أصبحت اليوم ( المكتبة المركزية ومكتبات الكليات والمراكز العلمية ) تضم حوالي نصف مليون من مصادر المعلومات المختلفة كالكتب ، والمجلات العلمية والنشرات ، والصحف اليومية ، والمخطوطات والنوادر ، والخرائط والمواد السمعية والبصرية(25) .
   وتعد المكتبة المركزية لجامعة البصرة التي تأسست عام ( 1964 ) المكتبة الأم في الجامعة حيث تتميز عن المكتبات الأخرى بمساحتها ومقتنياتها وخدمتها التي تقدمها إلى المستفيدين من الطلبة والأساتذة ورجال العلم ، وهذه المكتبة تشرف فنياً على مكتبات الكليات الفرعية من اجل تحقيق هدف توحيد الإجراءات الفنية والعمليات والخدمات اقتصاداً في الوقت والجهد وتيسير سبل الحصول على المعلومات أمام المستفيدين ، فضلاً عن دورها في تنظيم الدورات التدريبية التي تقيمها سنوياً لتأهيل العاملين في مكتبات الكليات وعموم مكتبات محافظة البصرة .
   وللمكتبة المركزية العديد من المطبوعات التي أصدرتها بفترات مختلفة لغرض تطوير خدماتها وتهيئة أدوات البحث عن مصادر المعلومات والوصول إليها بيسر نذكر منها :
1 ـ فهرسة الكتب العربية الموجودة في المكتبة ( 1973 ـ 1978 ) 40 ج .
2 ـ فهرسة الكتب الأجنبية الموجودة في المكتبة ( 1978 ـ 1980 ) 7 ج .
3 ـ الفهرس الموحد للدوريات العربية الموجودة في المكتبة المركزية والمكتبات الفرعية ( 1981 ) 203 ص .
4 ـ القائمة الموحدة للدوريات الأجنبية في المكتبة المركزية ( 1985 ـ 1987 ) 2 ج .
5 ـ فهرس المخطوطات الموجودة في المكتبة المركزية ( 1977 ) 239 ص .
6 ـ فهرس معرض الكتاب العربي الجامعي ( 1977 ـ 1980 ) 4 ج .


مكتبات البصرة   ـ 17 ـ

7 ـ فهرس الدوريات الأجنبية الموجودة في مكتبات جامعة البصرة ( 1977 ) .
8 ـ الفهرس المنصف للرسائل الجامعية الموجودة في المكتبة المركزية باللغة العربية ( 1985 ) .
9 ـ فهرس الرسائل الجامعية : الماجستير والدكتوراه . المتوفر في المكتبة المركزية . باللغة الانكليزية ( 1986 ) 585 ص .
10 ـ فهرس تاريخ وتراث البصرة ( 1985 ) 41 ص .
هذا وتقدم مكتبات جامعة البصرة الخدمات المكتبية المتنوعة إلى مجتمع المستفيدين ، وتشمل هذه الخدمات :
1 ـ خدمات الإعارة .
2 ـ خدمات المراجع .
3 ـ خدمات الإعارة المتبادلة .
4 ـ خدمات الدوريات .
5 ـ خدمات الإحاطة الجارية .
6 ـ خدمات الاستنساخ .
فضلاً عن خدمات القراء وتسهيل سبل المطالعة داخل المكتبات واستخدام فهارسها المختلفة . وما يلي قائمة بمكتبات جامعة البصرة :
1 ـ المكتبة المركزية . تأسست سنة ( 1964 ) .
2 ـ مكتبة كلية الآداب تأسست سنة ( 1964 ) .
3 ـ مكتبة كلية العلوم تأسست سنة ( 1979 ) .
4 ـ مكتبة كلية الإدارة والاقتصاد تأسست سنة ( 1974 ) .
5 ـ مكتبة كلية التربية الرياضية تأسست سنة ( 1984 ) .
6 ـ مكتبة كلية الزراعة تأسست سنة ( 1974 ) .
7 ـ مكتبة كلية الطب تأسست سنة ( 1969 ) .
8 ـ مكتبة كلية الهندسة تأسست سنة ( 1976 ) .
9 ـ مكتبة كلية القانون تأسست سنة ( 1986 ) .


مكتبات البصرة   ـ 18 ـ

10 ـ مكتبة كلية التربية تأسست سنة ( 1975 ) .
11 ـ مكتبة مركز دراسات الخليج العربي تأسست سنة ( 1974 ) .
12 ـ مكتبة مركز متحف التاريخ الطبيعي تأسست سنة ( 1970 ) .
13 ـ مكتبة مركز علوم البحار تأسست سنة ( 1979 ) .
14 ـ مكتبة مركز الحاسبة الالكترونية تأسست سنة ( 1975 ) .
15 ـ مكتبة مركز الدراسات الإيرانية تأسست سنة ( 1986 ) (26) .
بالإضافة إلى ذلك توجد في البصرة مكتبة أكاديمية الخليج العربي للدراسات البحرية والتي تعد من المكتبات الجامعية أيضا ( تاريخ التأسيس 1977 ) .

4 ـ المكتبات المدرسية
   يرتبط تاريخ إنشاء المكتبات المدرسية في البصرة بتأسيس وزارة المعارف العراقية عام ( 1920 ) ، حيث أولت هذه الوزارة اهتماماً واسعاً بإنشاء المكتبات المدرسية في العراق وتشجيع الهيئات التدريسية والطلبة على تنميتها لان جميع الاتجاهات التربوية تؤكد على أهمية المكتبة المدرسية ودورها الحيوي في تحقيق أهداف العملية التعليمية والتربوية وبخاصة فيما يتعلق بخدمة المنهج الدراسي وتزويد الطلبة والهيئات التدريسية بالمعرفة وتنمية مادة القراءة الحرة والاطلاع في نفوس الطلبة .
وعلى الرغم من الظروف المادية الصعبة التي كانت تواجه الوزارة في تنفيذ خططها التعليمية في ذلك الزمن لكنها استطاعت إنشاء عدد قليل من المكتبات في مدارس العراق المختلفة ومنها مدارس البصرة وتولت توفير الكتب والمجلات والنشرات المختلفة لها(27) .ومع ذلك فقد ظلت المكتبات المدرسية في جميع محافظات القطر محدودة المستوى وضعيفة في جميع مناحي الخدمة المكتبة المدرسية الحديثة ....


مكتبات البصرة   ـ 19 ـ

وتشير الإحصائيات إلى وجود ( 893 ) مكتبة في المدارس الابتدائية و ( 154 ) مكتبة في المدارس المتوسطة والثانوية في محافظة البصرة(29) ، فضلاً عن مكتبات معهد المعلمين ومكتبة دار المعلمات .

المكتبات المتخصصة
   لم يقف إنشاء المكتبات في محافظة البصرة عن حد إنشائها في المؤسسات التعليمية ( المدارس وكليات الجامعة ) بل قامت المؤسسات والنقابات والجمعيات والمنظمات الجماهيرية بإنشاء مكتبات لها ـ ويطلق على هذه المكتبات التي تنهض بمهمة إنشائها المؤسسات ومراكز البحوث والدراسات لخدمة منتسبيها بالمكتبات المتخصصة التي تهتم بجمع الإنتاج الفكري في الموضوعات والمجالات التي تتعلق باختصاصات ونشاطات المؤسسة وتهتم بالبحوث والتقارير والدوريات الحديثة ، وتهدف هذه المكتبات في العادة إلى رفع وتعزيز المستوى الفني والمهني والثقافي لمنتسبي المؤسسة التي تعود إليها المكتبة ، فضلاً عن مساندة الدراسات والبحوث التي تجري في هذه المؤسسات عن طريق توفير المعلومات التي من شانها تسهيل عملية البحث العلمي .
   ومن ابرز المكتبات المتخصصة في البصرة تلك المكتبات التي تعود إلى مراكز البحوث والدراسات مثل مكتبة مركز علوم البحار في جامعة البصرة ، ومركز دراسات الخليج العربي في الجامعة نفسها ، وتقدم هذه المكتبات خدماتها على نحو واسع لأكبر عدد من الأساتذة والدارسين والباحثين داخل وخارج المؤسسة التابعة لها لغرض الإفادة من مصادرها وخدماتها ،


مكتبات البصرة   ـ 20 ـ

ومن الأمثلة الأخرى على هذا النوع من المكتبات في محافظة البصرة تستطيع الإشارة إلى :
1 ـ مكتبة المديرية العامة للتربية في المحافظة .
2 ـ مكتبة مديرية الإعلام الداخلي .
3 ـ مكتبة الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين / فرع البصرة .
4 ـ مكتبة نقابة المعلمين .
5 ـ مكتبة الاتحاد العام لنساء العراق .

6 ـ مكتبات المعاهد
   هي المكتبات الموجودة في المعاهد الفنية العالية التي تعود إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أو الوزارات الأخرى ، لقد كان لتأسيس المعاهد الفنية في البصرة العامل الأساس في ظهور هذا النوع من المكتبات ، إذ قادت حاجة الأساتذة والطلبة والعاملين في هذه المعاهد إلى الاهتمام بمصادر المعلومات التي تساعدهم في إجراءات البحث العلمي وكتابة التقارير العلمية ومساندة المنهج الدراسي وهيأت لهم فرص الاطلاع على التطورات الجارية في حقل اختصاصهم ، مما أدى ذلك كله إلى ان تقوم هذه المعاهد بإنشاء مكتبات خاصة بها تحقق رغبات مستفيديها وتلبي حاجاتهم الأساسية ، ومن ابرز هذه المكتبات والمعاهد الموجودة فيها :
ـ المعهد الفني .
ـ معهد المهن التعليمية .
ـ معهد البتروكيمياويات .
ـ معهد إعداد المعلمين .
ـ دار المعلمات .


مكتبات البصرة   ـ 21 ـ

7 ـ مكتبات الأوقاف العامة
   تعود فكرة إنشاء مكتبات الأوقاف العامة في العراق إلى سنة ( 1922 ) حين رأى احد وزراء الأوقاف آنذاك ضرورة إنشاء مكتبة تابعة لوزارة الأوقاف تجمع فيها الكتب الموقوفة في المدارس الدينية والمساجد في بغداد ، وقد تم اختيار احد مساجد بغداد القديمة في محلة باب الاغا ليكون مقراً لها بعد تجديده وتطويره لهذا الغرض لكي تكون مكتبة ، أما التاريخ الحقيقي لإنشاء مثل هذه المكتبات في بغداد فهو عام ( 1928 ) .
   إذ تأسست فعلاً مكتبة الأوقاف العامة في بغداد وافتتحها الملك فيصل الأول في 27 تموز من ذلك العام ، أما في مدينة البصرة فقد ظهر هذا النوع من المكتبات بإنشاء المكتبة النقشبندية من قبل الأخوين ناصر محمود واحمد محمود النقشبندي سنة ( 1920 ) والتي ضمت فيها بعد إلى مكتبة المعارف العامة في البصرة(30) .

8 ـ مكتبات بيع الكتب
  شهدت المدن العراقية منذ نهاية الحرب العالمية الأولى نشاطاً ملحوظاً في تجارة الكتب لم تشهد مثله البلاد منذ عهد بعيد ، واستدعت هذه الظاهرة انتباه العديد من الناشرين العرب والأجانب حتى قيل إذا كانت مصر ولبنان مختصتان بالتأليف فان العراق اختص بالقراءة ، وهكذا اتجه الناشرون إلى العراق حيث وجدوا فيه سوقاً رابحة للكتب الأدبية والعلمية ، ووجدت في معظم مدن العراق مكتبات لبيع الكتب والمجلات كان لبعضها علاقات عمل مع دور النشر الكبرى في الأقطار العربية والأجنبية ، وقد ساهمت بعض هذه المكتبات مساهمة ملحوظة في الميدان الثقافي والعلمي في المناطق التي وجدت فيها من خلال قيامها بنشر وإعادة نشر الكتب النادرة والمخطوطات المحققة والدواوين المختلفة ومن أمثلة هذا النوع من مكتبات بيع الكتب في البصرة نذكر :
1 ـ المكتبة الأهلية تأسست سنة ( 1928 ) ( فيصل حمود ) .
2 ـ مكتبة العشار تأسست سنة ( 1949 ) ( الياس دورنة ) .
3 ـ مكتبة فرجو تأسست سنة ( 1953 ) ( عبد الله فرجو ) (31) .


مكتبات البصرة   ـ 22 ـ

المصادر حسب ظهورها في الدراسة

1 _ KRE،M . ( lslamiclibraries ) . ln : ALA World Encyclo pedia of Library and lnformation Setvices Edited by R . Wedgeworth Ghicago ، ALA ، 1980pp : 271 _ 72 .
2 ـ عبد القادر باش أعيان ، مسجد جامع البصرة الكبير ، بغداد ، دار منشورات البصرة ، ( 1968 ) ، ص 27 ـ 28 .
3 ـ رجب بركات ، بلدية البصرة ( 1979 ـ 1981 ) البصرة ، جامعة البصرة ـ مركز دراسات الخليج العربي ، 1984 ، ص 20 .
4 ـ محمد ماهر حمادة ، المكتبات في الإسلام : نشأتها وتطورها ومصائرها ، ط3 ، بيروت ، مؤسسة الرسالة ، 1981 ، ص 135 .
5 ـ فؤاد قزانجي ، المكتبات والصناعة المكتبية في العراق ، بغداد ، وزارة الإعلام ، 1972 . ص 16 .
6 ـ كوركيس عواد ، خزائن الكتب القديمة ، بغداد مطبعة المعارف ( 1948 ) ، ص 138 .
7 ـ المقدسي شمس الدين ، محمد بن احمد ( 380هـ ) ، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ، ص 413 .
8 ـ الحريري ، أبو محمد القاسم بن علي ( 516هـ ) ، المقامات ، بيروت ، دار بيروت ( 1958 ) ، ص 23 .
9 ـ ديورانت ، أول ، قصة الحضارة ، ط 2 ، القاهرة ، لجنة التأليف والترجمة والنشر ، ( 1964 ) ، ج 13 ، ص 170 .
10 ـ ابن الأثير الجزري ، أبو الحسن علي بن محمد ( 630 هـ ) ، الكامل في التاريخ ، بيروت ، دار صادر ، ( 1966 ) ج 10 , ص 184 .
11 ـ كوركيس عواد ، مصدر سابق ، ص 178 .
12 ـ فليب دي طرازي ، خزائن الكتب العربية في الحافظين ، بيروت ، وزارة التربية والفنون الجميلة ، ( 1947 ) مج 1 ، ص 313 .

مكتبات البصرة   ـ 23 ـ

13 ـ كوركيس عواد ، مصدر سابق ، ص ( 191 ، 194 ، 200 ، 201 ، 215 ، 223 ، 244 ، 226 ) .
14 ـ موسوعة حضارة العراق ، تأليف نخبة من المؤلفين ، بغداد ، دار الحرية للطباعة ، ( 1985 ) ، ج 8 ، ص 119 ـ 123 .
15 ـ محمد ماهر حمادة ، مصدر سابق ، ص 208 .
16 ـ سامي مكي العاني وعبد الوهاب محمد علي العدواني ، المكتبة : تعريف بالمصادر الرئيسية والمساعدة في دراسة اللغة والأدب ، بغداد ، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ( 1979 ) , ص 153 .
17 ـ عماد عبد السلام رؤوف ، المكتبات ، في حضارة العراق ، بغداد ، دار الحرية للطباعة ، ( 1985 ) , ج 13 , ص 273 .
18 ـ وزارة الحكم المحلي ، محافظة البصرة ، الإدارة المحلية ، مديرية مكتبات الإدارة المحلية ، دليل المكتبات العامة ( 1986 ) ، البصرة ، 1986 ، ص 8 .
19 ـ محمد عودة عليوي ومجبل لازم مسلم المالكي ، المكتبات العامة في محافظة البصرة : دراسة ميدانية ، بصرة ، ( 1988 ) ( رونيو ) ص 10 .
20 ـ وزارة الحكم المحلي ـ محافظة البصرة ، مصدر سابق و ص 3 .
21 ـ عماد عبد السلام رؤوف ، مصدر سابق ، ص 284 .
22 ـ منعم حميد حسن ، المكتبة العباسية في البصرة ، مجلة المعلم الجديد ، ع 4 , 1982 . ص 70 .
23 ـ زبيدة عبد القادر باش أعيان ، المكتبة العباسية في تراث البصرة ، مجلة الخليج العربي ، م 12 ، ع 2 ( 1980 ) ، ص 147 .
24 ـ كوركيس عواد ( مدينة البصرة : مكاتبها ومخطوطاتها ) ، مجلة معهد لمخطوطات العربية ، م 1 ، ج 1 ( 1955 ) ، ص 164 ـ 166 .
25 ـ جامعة البصرة ، المكتبة المركزية ، دليل المكتبة المركزية والمكتبات الفرعية ، البصرة ، مطبعة جامعة البصرة ( 1989 ) ، ص 11 .
26 ـ المصدر نفسه ، ص 11 ـ 12 .
27 ـ عماد عبد السلام رؤوف ، مصدر سابق ، ص 274 .

مكتبات البصرة   ـ 24 ـ

28 ـ غنية خماس صالح ، تطور علم المكتبات ، بغداد ، وزارة الثقافة والإعلام ( 1985 ) ، ص 97 .
29 ـ مقابلة مسؤول المكتبات في مركز الوسائل التعليمية في المحافظة ، نيسان ( 1989 ) .
30 ـ عماد عبد السلام رؤوف ، مصدر سابق ، ص 279 ـ 281 .
31 ـ المصدر نفسه ، ص 286 ـ 287 .