وبوصوله إلى الأحواز بدأت بتحديد القوات الفارسية معتمداً على أبناء قومه وعلى بعض العناصر الدخيلة ممن إستعبدتهم الفرس عند غزوهم لبلاد السند مثل الزط والأساورة والسيابة (1) .
   و بعد أن إستكمل الهرمزان تحشيد قواته أخذ يشن الهجمات على القوات العربية الإسلامية الموجودة في جنوب العراق في محاولة منه لإسترجاع هذه المنطقة من خلال مهاجمتها من موقعين الموقع الأول من جهة نهر تيري (2) إلى ميسان ( أي منطقة ميسان حالياً ) والثاني من جهة مناذر (3) إلى دستميسان ( أي منطقة البصرة وشرق شط العرب ) (4) .
   هذه الأعمال العسكرية التي قام بها الهرمزان أوجدت تطورات عسكرية جديدة على ساحة الجبهة الجنوبية ، دفعت القيادة العربية الإسلامية في المدينة للتفكير بتحرير إقليم الأحواز ، الذي يعد إمتداداً طبيعياً للمنطقة الجنوبية من العراق ، حيث ذكر الأصطخري عند وصفه لإرض خوزستان ـ إن : الباقي من خوزستان كأنه أرض العراق (5) .
   في حين نلاحظ أن الأصمعي يكون أكثر تحديداً لإمتداد أرض الأحواز حينما يذكر أن : الأحواز من سواد البصرة (6) ، وعلى هذا الأساس يعد سهل الأحواز إمتداداً طبيعياً لسهل البصرة الرسوبي ، وقد ورد هذا التصور لدى الخليفة عمر بن الخطاب ( رض ) حينما كانت الجيوش العربية الإسلامية تعمل على تحرير أرض الأحواز فوقع في الأسر عدد من أهالي مدينة مناذر ، إحدى مدن الأحواز ، فكتب الخليفة عمر ( رض ) إلى المسلمين يقول لهم ( إن مناذر كقرية من قرى السواد (7) فردوا عليهم ما أصبتم (8) ) ، ونراه يكون أكثر دقة في تصوره هذا عندما إستكمل جند البصرة تحريرهم لإرض الأحواز فنراه

 **************************************************************
(1) البلاذري : الفتوح ص 370 .
(2) نهر تيري : نهر بنواحي الأحواز ، الذي تنسب إليه كورة نهر تيري ، أنظر البكري : معجم ما إستعجم 1 / 329 ، ومن المحتمل أن يكون كل هذا النهر هو نفسه الذي قام بحفره ملك دولة ميسان تيرايوس الأول ( 90 / 88 ق . م ) أنظر نودلمان : شيلدن آرثر ، ميسان دراسة تاريخية أولية ، نقلها إلى العربية ـ فؤاد جميل مجلة الأستاذ مج 12 لسنة 1963 / 1964 ، ص 433 .
(3) مناذر : هما بلدتان بنواحي الأحواز ، مناذر الكبرى ومناذر الصغرى . أنظر ياقوت : معجم البلدان 5 / 199 .
(4) الطبري : تاريخ 4 / 73 .
(5) الأصطخري : مسالك الممالك ص 63 .
(6) إبن قتيبة : عيون الأخبار ، مج 1 ، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر ، 2 / 214 ، كذلك أنظر إبن قتيبة : المعارف ص 566 .
(7) السواد : مقصود به هنا سواد العراق أي السهل الرسوبي العراقي .
(8) البلاذري : الفتوح ص 371 .

جبهة البصرة   ـ 57 ـ

يخاطب أهلها بقوله : ( حسبنا لإهل البصرة سوادهم والأحواز ، ووددت أن بيننا وبين فارس جبلاً من نار لا يصلون إلينا منه ولا نصل إليهم ) (1) .
   وقد توخت القيادة من وراء تحريرها لإقليم الأحواز عدة أبعاد إستراتيجية وعسكرية أولها : حماية منطقة البصرة من خطر القوات الفارسية المتحشدة في إقليم الأحواز ، ثانيهما : كي لا يؤتى العرب المسلمون من خلفهم ، وهم منشغلين بتحرير الأراضي العراقية ، ومقاتلة العدو الفارسي ، ثالثهما : حتى لا تكون منطقة الأحواز ميداناً لتحشيد القوات الفارسية وحلفاؤها مما يهدد سلامة القوات العربية الإسلامية وما أحرزته من إنتصارات على الفرس في العراق .
   فأوكلت مهمة التصدي لقوات الهرمزان وتحرير إقليم الأحواز لقائد الجبهة الجنوبية ابي موسى الأشعري حينما كتب إليه الخليفة عمر بن الخطاب ( رض ) يأمره بالتوجه إلى كور الأحواز (2) ، فسار أبو موسى وأستخلف عمران بن الحصين الخزاعي على البصرة (3) .
   وقد تم للعرب المسلمين تحرير إقليم الأحواز في ولاية أبي موسى الأشعري ( 16 ـ 29 هـ / 637 ـ 649 م ) حيث يروي البلاذري نقلاً عن أبي مخنف والواقدي ( سار ابي موسى إلى الأحواز فلم يزل يفتح رستاقاً رستاقاً ونهراً نهراً ، والأعاجم تهرب من بين يديه فغلب على جميع أرضها إلا السوس وتستر ومناذر ورامهرمز ) (4) ، ويذكر البلاذري أيضاً أن مناذر فتحت عنوةً فتحها الربيع بن زياد عندما إستخلف أبو موسى عليها (5) ، ويؤيده في ذلك خليفة نقلاً عن أبي عاصم أن ابا موسى بعد مصالحته لأهل تيري ( سار إلى مناذر فحصر أهلها ثم إنصرف عنها وإستخلف الربيع بن زياد الحارثي فأفتتحها عنوة (6) .

 **************************************************************
(1) الطبري : التاريخ 4 / 79 . (2) خليفة : التاريخ ص 135 ، أنظر أيضاً إبن أعثم : أبي محمد أحمد بن أعثم الكوفي ، كتاب الفتوح ، ط 1 ، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية ، الهند ـ 1969 م ، 2 / 3 ـ 4 .
(3) خليفة : التاريخ ص 135 ـ 136 ، البلاذري : الفتوح ص 370 ، إبن أعثم : الفتوح 2 / 5 .
(4) البلاذري : الفتوح ص 370 ، أنظر أيضاً إبن أعثم : الفتوح 2 / 5 .
(5) البلاذري : الفتوح ص 371 .
(6) خليفة : التاريخ ص 136 .

جبهة البصرة   ـ 58 ـ

   أما الطبري فقد أشار نقلاً عن سيف أن مناذر ونهر تيري تم تحريرهما في فترة ولاية عتبة بن غزوان على البصرة ، على يد سلمى بن القين وحرملة بن مريطة (1) ، إلا إنه يتعذر قبول هذه الرواية لإنها لا تنسجم مع الواقع التاريخي الذي يشير إلى أن بدء العمليات العسكرية لتحرير إقليم الأحواز قد تم في سنة 16 هـ / 637 م (2) ، إذا ما علمنا أن ولاية عتبة بن غزوان على البصرة ، كانت سنة 14 هـ / 635 م ، وأنها لم تستمر أكثر من ستة أشهر (3) ، فعلى هذا الأساس فإن عتبة لم يتوسع قي عملياته التحررية خلال فترة ولايته إلى إقليم الأحواز .
   لكن البلاذري يذكر في رواية أخرى أن المغيرة بن شعبة غزا سوق الأحواز (4) فصالحه البيرواز دهقانها على مال (5) ، ويشبه هذه الرواية قول خليفة ، أن المغيرة سار إلى الأحواز فصالحه البيرزان على ألفي الف درهم وثماني مائة ألف وتسعين ألفاً (6) .
   ويبدو من خلال هذه الروايات أن العمليات العسكرية التي قام بها المغيرة بن شعبة على إقليم الأحواز كانت مجرد هجمات أما التحرير المثبت للجيوش العربية الإسلامية فقد تم في زمن أبي موسى الأشعري .

إستـكمـال تحـريـر الأحـواز

تحرير رامهرمز (7) وتستر (8)

   بعد الهزيمة المتكررة التي منيت بها القوات الفارسية إستقر

 **************************************************************
(1) أنظر الطبري : التاريخ 4 / 72 ـ 76 .
(2) خليفة : التاريخ ص 134 ، البلاذري : الفتوح ص 370 ، الطبري : التاريخ 4 / 72 .
(3) الطبري : التاريخ 3 / 597 .
(4) سوق الأحواز : إسم مدينة في الأحواز . ياقوت : معجم البلدان 3 / 283 .
(5) البلاذري : الفتوح 370 .
(6) خليفة التاريخ 134 .
(7) رامهرمز : ومعنى رام بالفارسية : المراد والمقصود . وهرمز : أحد الأكاسرة : فكأن هذه اللفظة هذه مركبة معناها ، مقصود هرمز أو مراد هرمز . وهي مدينة مشهورة بنواحي الأحواز . أنظر ياقوت : معجم البلدان 3 / 17 .
(8) تستر : أعظم مدينة بالأحواز وهي تعريب شوشتر . ( أنظر التفاصيل منها في الأصطخري : مسالك الممالك 62 ـ 63 ، ياقوت : معجم البلدان 3 / 29 ـ 31 ) .

جبهة البصرة   ـ 59 ـ

يزدجر في إصطخر (1) ، بعد خروجه من المدائن وإنتقاله من مدينة إلى أخرى ، وأخذ من هناك يثير أهل فارس للدفاع عن بلادهم وإسترجاع ما خرج من أيديهم ، حيث كتب لهم قائلاً ( أرضيتم يأهل فارس أن قد غلبتكم العرب على السواد وما والاه ، والأحواز ، ثم لم يرضوا حتى توردوكم في بلادكم وعقر داركم ) (2) .
   وأخذ يعد العدة لإسترجاع ما فقده من أرض العراق والأحواز فجمع جيشاً كبيراً من المدن والأقاليم التابعة له ، كما أنه إتصل بالهرمزان وطلب منه التوجه إلى تستر (3) ، ومشاغلة العرب لحين إكمال إستعداد هذا الجيش ثم يتفقا سوية لإخراج العرب من الأراضي التي حرروها .
   ولما وصلت أخبار هذا التحشد إلى الخليفة عمر بن الخطاب ( رض ) قدر خطورة الجيش الذي يحشده يزدجرد على مصير الدولة العربية الإسلامية ، فقرر أن تبدأ القوات العربية الإسلامية بالهجوم قبل أن يلتقي جيش يزدجرد والهرمزان فيصبح أمر القضاء عليهما صعباً .
   لذا كتب إلى أبي موسى الأشعري واليه على البصرة يأمره بالتوجه إلى تستر لملاقاة جيش الهرمزان الذي تجمع هناك ، فسار أبو موسى الأشعري يريد تستر وفي طريقه إلى تستر صالح أهل رامهرمز على ثمانمائة ألف أو تسعمائة ألف درهم ، لكن أهل رامهرمز تمردوا فحررها ابو موسى في آخر ايام ولايته عنوة كما انه صالح اهل سرق على مثل صلح رامهرمز ، لكنهم تمردوا ايضاً فحررها عبد الله بن عامر عنوة خلال ولايته على البصرة (4) .
   بعد ذلك توجه أبو موسى الأشعري إلى تستر ، وقد حاصرت القوات العربية تستر وفيها الهرمزان حصاراً دام أشهراً (5) ، حيث كانت تستر مدينة منيعة بحصونها وقلاعها وأبراجها (6) ، وقد جمع فيها الهرمزان قوة كبيرة تزايدت هذه القوة بمرور الأيام بفضل

 **************************************************************
(1) اصطخر : مدينة في إقليم فارس ، سعتها مقدار ميل ، وهي من أقدم مدن فارس وأشهرها أنظر التفاصيل في ياقوت : معجم البلدان 1 / 211 ـ 212 .
(2) الطبري : التاريخ 4 / 83 .
(3) أنظر الدينوري : الأخبار الطوال ص 129 ، الطبري : التاريخ 4 / 90 . (4) البلاذري : الفتوح ص 372 ، أنظر أيضاً خليفة : التاريخ ص 140 .
(5) خليفة : التاريخ ص 144 .
(6) أنظر الدينوري : الأخبار الطوال ص 130 ، المقدسي : احسن التقاسيم ص 409 .

جبهة البصرة   ـ 60 ـ

النجدات التي كانت تصل لها من مدن وأقاليم فارس الأخرى (1) .
   لذلك إستمد أبو موسى الأشعري الخليفة عمر بن الخطاب ( رض ) فكتب الخليفة عمر إلى عمار بن ياسر أن يمد أبا موسى ، فأمده بجرير بن عبد الله البجلي (2) ، إلا أن إستمرار المدينة في مقاومتها ولعدم كفاية قوات أبي موسى لإقتحام المدينة نراه يطلب المدد ثانية من الخليفة عمر ( رض ) فكتب الخليفة عمر إلى عمار بن ياسر يأمره بالتوجه إلى أبي موسى ، فسار عمار بن ياسر حتى أتى تستر ، وكان على ميمنته البراء بن عازب الأنصاري ، وعلى ميسرته حذيفة بن اليمان العبسي ، وعلى خيله قرغاه بن كعب الأنصاري ، وعلى رجّالته النعمان بن مقرن المزني ، بينما كان على ميمنة أبي موسى ، البراء بن مالك أخو أنس بن مالك ، وعلى ميسرته مجزأة بن ثور السدوسي ، وعلى الخيل أنس بن مالك (3) .
   وعندما إستكملت الجيوش العربية الإسلامية تحشداتها ، قاتلوا الفرس قتالاً شديداً وأكثروا فيهم القتل وزاحفهم الفرس أثناء الحصار ثمانين زحفاً حتى إذا كان آخر زحف منها أشد القتال فإنهزم الفرس ودخلوا خنادقهم ، فإقتحمتها القوات العربية عليهم ، فتجمع الفرس بالمدينة وأحاط بهم المسلمون (4) .
   وقد إستطاع العرب المسلمون الإهتداء إلى أحد المداخل السرية للمدينة ، ألا وهو مخرج النهر منها ، فأستطاع عدد من المقاتلين المسلمين من الدخول من خلال هذا المنفذ ، وكان هدفهم من ذلك هو فتح أبواب المدينة من الداخل لتتمكن القوات العربية الإسلامية المحاصرة لها من الدخول إليها ، وفعلاً تمكنت القوات الإسلامية من المدينة بعد فتح أبوابها وإلحاق هزيمة قاسية بالقوات المدافعة عنها وأسر قائدها الهرمزان .

 **************************************************************
(1) أنظر الدينوري : الأخبار الطوال ص 130 .
(2) خليفة التاريخ ص 144 ، الدينوري : الأخبار الطوال ص 130 ، إبن أعثم : الفتوح 2 /10 . (3) البلاذري : الفتوح ص 373 ، الدينوري : الأخبار الطوال ص 130 .
(4) الطبري : التاريخ 4 / 85 .
(5)أنظر خليفة : التاريخ ص 145 ، البلاذري : الفتوح ص 373 ، الدينوري : الأخبار الطوال ص 131 ، الطبري : التاريخ 4 / 85 ، إبن أعثم : الفتوح 2 / 20 .

جبهة البصرة   ـ 61 ـ

تحـريـر السـوس (1) وجند يسابور (2)
   سار أبا موسى الأشعري على رأس القوات العربية المتجهة إلى مدينة السوس ، فقاتل أهلها ثم حاصرهم حتى نفذ ما عندهم من الطعام ، فطلب أهلها الأمان وسأل مرزبانهم أبا موسى الأشعري أن يؤمن ثمانين منهم على أن يفتح باب المدينة ويسلمها للقوات العربية ، فأجابه أبا موسى إلى ذلك فسمى الثمانين وأخرجهم ولم يسم نفسه منهم ، فأمر به أبا موسى فضربت عنقه ولم يعرض للثمانين (3) .
   ثم سار أبو موسى بعد ذلك إلى جند يسابور ، التي ما إن علم أهلها بتحرير السوس حتى طلبوا الصلح من أبي موسى الأشعري ، فصالحهم على أن لا يقتل منهم أحداً أو يصيبه ولا يعرض لأموالهم سوى السلاح (4) .
   وبذلك إستطاع أبا موسى الأشعري تحرير السوس وجند يسابور صلحاً (5) ، ويذكر البلاذري أن طائفةً من اهل جند يسابور توجهوا إلى الكلتانية (6) ، فوجه إليهم أبو موسى الأشعري ، الربيع بن زياد الذي تمكن من تحرير المدينة عنوة (7) .
   وهكذا أتمت القوات العربية الإسلامية تحريرها لإقليم الأحواز العربي والذي إستمرت عملياته العسكرية من ( 16 ـ 20 هـ / 637 ـ 640 م ) وبأتمام تحرير إقليم الأحواز أطلق الخليفة عمر بن الخطاب ( رض ) قوله المشهور ( وددت أن بيننا وبين فارس جبلاً من نار لا يصلون إلينا ولا نصل إليهم ) (8) .

 **************************************************************
(1) السوس : بلد في الأحواز ، وهي تعريب الشوش ،ومعناه الحسن والنزه والطيب . أنظر الاصطخري : مسالك الممالك ص 64 ، ياقوت معجم البلدان 3 / 280 ـ 281 .
(2) جند يسابور : مدينة خصبة واسعة بالأحواز بها النخيل والزرع والمياه . أنظر الأصطخري : مسالك الممالك ص 65 ، ياقوت : معجم البلدان 2 / 170 ـ 171 .
(3) البلاذري : الفتوح ص 371 . (4) نفس المصدر السابق . (5) خليفة : التاريخ ص 140 .
(6) الكلتانية : قرية بين السوس والصيمرة . ياقوت : معجم البلدان 4 / 476 .
(7) البلاذري : الفتوح ص 375 .
(8) الطبري : التاريخ 4 / 79 .

جبهة البصرة   ـ 62 ـ

   فما دون فارس لم يكن إلا إقليم الأحواز المحرر وهو جزء من أرض العرب دون شك .
   وقد لعبت جبهة البصرة دوراً مشرفاً ومتميزاً وذلك بتحملها العبء الأكبر من العمليات العسكرية التي نتج عنها تحرير إقليم الأحواز ، ولقد كشفت هذه العمليات العسكرية عن أهمية إقليم الأحواز الذي إكتسب فيما بعد أهمية غير إعتيادية لإنه أصبح يمثل الممر الرئيسي للحملات العسكرية المتجهة للأقاليم الشرقية من بلاد فارس ، كما أن مدنه أصبحت تمثل القواعد الأساسية لهذه الحملات العسكرية .


جبهة البصرة   ـ 64 ـ

( ب ) التوسع العسكري لجبهة البصرة
   بعد الإنتصارت التي حققها جند البصرة على ساحة الجبهة الجنوبية للعراق بتحريرهم لإقليم الأحواز إتسعت مهام مسؤوليات جبهة البصرة ومساهماتها في عمليات الفتح العربي الإسلامي ، فقد أسهم البصريون مساهمة فعالة في معركة نهاوند وفتح قم وقاشان وأصبهان وغيرها من المدن الفارسية ، كذلك تحمل البصريون مسؤلية عمليات الفتح العربي الإسلامي في المشرق ، ولعل أبرز إنجاز حققته جند البصرة في هذه العمليات يتمثل بتلك العمليات العسكرية التي تم فيها فتح إقليم فارس وكرمان وسجستان وخراسان .

مساهمة جبهة البصرة في معركة نهاوند (1)
   بعد أن تم لجند البصرة تحقيق الإنتصارات على الفرس في إقليم الأحواز ووطئت أقدامهم أرض إقليم فارس عندما ذهبوا لنجدة جيش العلاء بن الحضرمي الذي هاجم إقليم فارس من البحرين (2) ، وإحرازهم النصر على الفرس هناك ، بالإضافة إلى الإنتصارات الأخرى التي حققها جند الكوفة ، إستاء أمراء فارس وإجتمع عدد كبير منهم وقرروا أن يلتفوا حول يزدجرد لقيادتهم حتى النصر ، فكاتبوه وآثروه لتحرك جديد (3) .
   فأخذ يزدجرد يكاتب الفرس ويرسل الرسائل إلى جميع مدن بلاد فارس وأقاليمها ، يشجع أهلها على القتال والتطوع في الجيش الذي أخذ بتحشيده في منطقة نهاوند (4) ، ليعمل على إستعادة الأراضي التي حررتها القوات العربية الإسلامية ، وإيقاف تقدم هذه القوات التي أخذت بالتحرك من قاعدة البصرة والكوفة نحو بلاد فارس ، وإذا ما تسنى له القضاء على هذه القوات وإزاحة قواعدها في العراق ، فإنه يعمل على ضرب الدولة العربية الإسلامية الناشئة في الحجاز ، فكتب لهم قائلاً :

 **************************************************************
(1) نهاوند : مدينة عظيمة في قبالة همذان بينهما ثلاثة أيام . ياقوت : معجم البلدان 5 / 313 .
(2) الطبري : التاريخ 4 / 81 .
(3) أنظر البلاذري : الفتوح ص 299 ، الدينوري : الأخبار الطوال ص 173 ، الطبري : التاريخ 4 / 120 ، إبن الأثير : الكامل 3 / 2 .
(4) نفس المصادر السابقة .

جبهة البصرة   ـ 65 ـ

أطاع محمداً الذي جاء العرب بالدين لم يفرض فرضاً ، ثم ملكهم أبو بكر من بعده فلم يفرض أهل فارس إلا في غارة تعرض لهم فيها ، وإلا فيما يلي بلادهم من السواد .
   ثم ملكهم عمر من بعده ، فطال ملكه وعرض ، حتى تناولكم وإنتقصكم السواد والأحواز ، وأوطأها ثم لم يرض حتى أتى أهل فارس والمملكة في عقر دارهم ، وهو آتيكم إن لم تأتوه ، فقد أضرب بيت مملكتكم ، وإقتحم بلاد ملككم ، وليس بمنته حتى تخربوا من في بلادكم من جنوده ، وتقلعوا هذين المصرين ( البصرة والكوفة ) ثم تقتلوه في بلاده وقراره (1) .
   وعلى أثر ذلك بدأ الفرس بالتحشد من شتى أنحاء بلاد فارس من بين خراسان (2) ، إلى حلوان (3) ، ومن الباب (4) ، إلى حلوان ومن بين سجستان (5) إلى حلوان وأهل الجبل (6) ، ودخلوا إمرة هذه القوات إلى مردان شاة (7) .
   بدأت أخبار هذا التحشد تصل إلى مسامع الخليفة عمر بن الخطاب ( رض ) وقد نبه الأحنف بن قيس ، الخليفة عمر ( رض ) إلى خطر تحشد الجيوش الفارسية وعزمها على إعادة إحتلالها للعراق والأحواز ، وذلك عندما وصل إلى المدينة المنورة بصحبة الهرمزان الذي أسرته القوات العربية أثناء تحريرها لإقليم الأحواز ، إذ قال له :
( ياأمير المؤمنين ، أخبرك أنك نهيتنا عن الإنسياح في البلاد ، وأمرتنا بالأقتصار على ما في أيدينا ،

 **************************************************************
(1) الطبري : التاريخ 4 / 122 ، إبن الأثير : الكامل 3 / 2 ، لقد ورد هذا النص عند إبن أعثم ولكن بصيغة أخرى . أنظر إبن أعثم : الفتوح 2 / 32 . (2) خراسان : بلاد واسعة ، أول حدودها مما يلي العراق آزاذوار وآخر حدودها مما يلي الهند طخارستان وغزنه وسجستان وكرمان ، وتشمل على أمهات المدن من البلاد منها نيسابور وهراة ومرو . أنظر ياقوت : معجم البلدان 2 / 350 .
(3) حلوان : موضع بالعراق وهي آخر حدود السواد مما يلي الجبال من بغداد ، وليس للعراق مدينة قرب الجبل غيرها . أنظر ياقوت : معجم البلدان 2 / 290 ـ 291 .
(4) الباب : على بحر طبرستان ، وهو بحر الخزر ، وهي مدينة أكبر من أردبيل بنحو ميلين في ميلين . انظر : ياقوت : معجم البلدان 1 / 303 .
(5) سجستان : ناحية كبيرة وولاية واسعة إلى الجنوب من هراة ، بينها وبين هراة عشرة أيام . أنظر ياقوت : معجم البلدان 3 / 190 . (6) خليفة : التاريخ ص 147 ، البلاذري : الفتوح ص 300 ، الدينوري : الأخبار الطوال ص 134 ، اليعقوبي : التاريخ 2 / 134 . الطبري : التاريخ 4 / 122 ، إبن أعثم : الفتوح : 2 / 2 ، 31 ، إبن الأثير : الكامل 3 / 2 . (7) البلاذري : الفتوح ص 300 ، الدينور : الأخبار الطوال ص 134 .

جبهة البصرة   ـ 66 ـ

وأن ملك فارس حي بين أظهرهم ، وإنهم لا يزالون يساجلوننا ما دام ملكهم فيهم ، ولم يجتمع ملكان فأتفقا حتى يخرج أحدهما صاحبه ، وقد رأيت إنا لم نأخذ شيئاً بعد شيء إلا بإنبعاثهم ، ولا يزال هذا دأبهم حتى تأذن لنا نأتي في بلادهم حتى نزيله من فارس ، ونخرجه من مملكته وعز أمته ، فهنالك ينقلع وراء أهل فارس ويضربون جاهاً ) .
   فقال له الخليفة عمر ( رض ) : ( صدقتني والله وشرحت لي الأمر عن حقه ) (1) ، عندئذ قرر الخليفة عمر بن الخطاب ( رض ) إقتحام دولة فارس والقضاء عليها قضاءاً مبرماً ، لذلك جمع كبار الصحابة والقادة وشاورهم بالأمر فأتفقوا جميعاً على ضرورة إقتحام بلاد فارس حتى تخضع بأجمعها الى العرب المسلمين ، ولأهمية هذه المعركة قرر الخليفة عمر بن الخطاب ( رض ) الخروج بنفسه لملاقاة الفرس هناك إلا أن بعض الصحابة أشاروا عليه بأن يبقى في المدينة ويرسل القوات منها بعد أن يختار منها قائداً كفوءاً لإدارة هذه المعركة فإشترط الخليفة عمر بن الخطاب ( رض ) على الصحابة أن يختاروا قائداً عراقياً ساهم في العمليات التحريرية له ، حيث قال ( أشيروا عليَّ به وأجعلوه عراقياً ) ، فإختار النعمان بن المقرن (2) .
   بعد ذلك كتب الخليفة عمر ( رض ) إلى كبار قادته في العراق يأمرهم بالتحرك بإتجاه نهاوند لملاقاة الفرس والقضاء على تحشداتهم هناك ، وكان من بين القادة الذين كتب لهم الخليفة عمر ( رض ) قائد الجبهة الجنوبية أبو موسى الأشعري يأمره بالسير إلى نهاوند بثلث القوات البصرية (3) ، لإمداد جيش الكوفة الذي بدأ بالتحشد لقتال الفرس في نهاوند .
   هذا بينما إضطلعت جبهة البصرة بدور آخر في هذه المعركة قد إسند إليها من قبل الخليفة عمر بن الخطاب ( رض ) عندما أرسل إلى جند البصرة الذين كانوا بالأحواز يأمرهم بمشاغلة الفرس هناك عن القوات الإسلامية في نهاوند قائلاً لهم : ( أشغلوا فارس عن إخوانكم وحوطوا بذلك أمتكم وأرضكم ، وأقيموا على حدودنا بين

 **************************************************************
(1) الطبري : التاريخ 4 / 89 .
(2) الطبري : التاريخ 4 / 127 ، إبن الأثير : الكامل 3 / 3 .
(3) أنظر خليفة : التاريخ ص 147 ، البلاذري : الفتوح ص 300 ـ 304 ، الطبري : التاريخ 4 / 125 ، إبن أعثم : الفتوح 2 / 41 .

جبهة البصرة   ـ 67 ـ

فارس والأحواز حتى يأتيمك أمري ) (1) .
   كما أوصل الخليفة عمر قائداً آخر من قادة جند البصرة ألا وهو مجاشع بن مسعود السلمي إلى الأحواز وطلب منه الخروج منها إلى ماه (2) ، عندما قال له : ( ؟ منها إلى ماه ) (3) وبخروج مجاشع بن مسعود من الأحواز ووصوله إلى ( منطقة غضى شجر ) (4) ، طلب منه النعمان بن مقرن القائد العام للجيش العربي الإسلامي المتوجه لملاقاة الفرس في نهاوند أن يقيم في مكانه شأنه شأن القادة الآخرين الذين كان عليهم تأمين ظهيرة القوات العربية الإسلامية في نهاوند وتأمين مواصلاتها ، فأقام مجاشع بين غضى شجر ومرج القلعة (5) ، بينما أقام بقية قادة جبهة البصرة الذين كانوا في الأحواز وهم سلمى بن القين وحرمله بن مريطة وزر بن كليب والمقترب بن الأسود على حدود أصبهان وإقليم فارس (6) .
   وبذلك قطعوا على القوات الفارسية في نهاوند أي إمدادات جديدة قد تصل إليهم من الأقاليم الجنوبية من بلاد فارس ، فكانت هذه القوات عبارة عن حاميات منتشرة على طول الحدود بين ما حرره العرب المسلمون وبين مايملكه يزدجر ، وكان لهذه القوات دور كبير في تقليل ضغط القوات الفارسية على العرب المسلمين في نهاوند ، كما إنها يسرت للعرب تحقيق النصر على أعدائهم وقد جاء هذا الدور متضامناً مع الدور الذي لعبه جند البصرة المساهم مع جند الكوفه في إحراز الإنتصار في أهم معركة من معارك التحرير العربي الإسلامي للعراق وبلاد فارس .

 **************************************************************
(1) الطبري : التاريخ 4 / 127 .
(2) ماه : ذكر الزمخشري أن ماه وجور بلدتين في ارض فارس . أنظر ياقوت . معجم البلدان 5 / 49 .
(3) الطبري : التاريخ 4 / 127 .
(4) غضى شجر : موضع بين الأحواز ومرج القلعة . ياقوت : معجم البلدان 4 / 205 .
(5) مرج القلعة : موضع بينه وبين حلوان منزل وهو من حلوان إلى جبهة البصرة . ياقوت : معجم البلدان 5 / 101 .
(6) الطبري : التاريخ 4 / 127 .

جبهة البصرة   ـ 68 ـ

فتح الدينور (1) وماسبذان (2) وسيروان (3)
   إستغلت بعض المناطق الفارسية التي تم فتحها على يد القوات العربية الإسلامية تحشد القوات الفارسية في منطقة نهاوند فأعلنت تمردها على الحكم العربي وكان من بين هذه المناطق هي ماسبذان ، التي أعيد فتحها على يد أبي موسى الأشعري بعد الإنتهاء من معركة نهاوند ، لإنها في طريق عودته إلى البصرة ، وفي أثناء توجهه إلى ماسبذان حتمت الضرورة العسكرية أن يفتح الدينور لوجود مقاومة فارسية فيها تعيق تقدمه إلى ماسبذان ، فتوجه أبو موسى الأشعري إلى الدينور وضرب الحصار عليها الذي إستمر خمسة إيام ، ولعدم مقدرة أهل الدينور على مقاومة الجيش العربي الإسلامي المحاصر للمدينة إضطروا إلى طلب الصلح ، فوافق أبو موسى على ذلك مقابل دفعهم الجزية والخراج ، وبعد أن أتم ابو موسى الأشعري فتحه للدينور توجه بقواته إلى ماسبذان التي ما إن علم أهلها بفتح الدينور وتوجه القوات العربية الإسلامية اليهم ، قرروا عدم مقاومة هذه القوات وإقرارهم بالحكم العربي الإسلامي عليهم ، وبعد هذه العمليات الناجحة توجه أبو موسى الأشعري للقضاء على المقاومة الفارسية في السيروان ، فطلب أهلها الصلح ، فصالحهم أبو موسى الأشعري على مثل ما صلح الدينور (4) .

 **************************************************************
(1) الدينور : مدينة من أعمال الجبل قرب قرميسين ، وبينها وبين همذان نيف وعشرون فرسخاً ، والدينور بمقدار ثلثي همذان . أنظر ياقوت : معجم البلدان 2 / 254 .
(2) ماسبذان : وهي كورة من كور الجبل ، تتكون من عدة مدن منها أريوجان والرذ والسيروان . أنظر إبن خرداذبه : المسالك والمالك 20 ، ياقوت : معجم البلدان 5 / 41 ، إبن عبد الحق : عبد المؤمن عبد الحق البغدادي : مراصد الإطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع ، بيروت ـ 1954 م ، 3 / 1220 ، في حين ذكرها القزويني بإسم ماسبذان وتقع في وسط الطريق بين حلوان وجند يسابور ، القزويني : زكريا بن محمد بن محمود ، آثار البلاد وأخبار العباد ، دار صادر للطباعة بيروت 1380 هـ ، ص 260 .
(3) السيروان : قال الأديب : بلد بالجبل ، وقال غيره : السيروان كورة بالجبل ، وهي كورة ماسبذان وقيل بل هي كورة برأسها ملاصقة لماسبذان . ياقوت : معجم البلدان 3 / 216 .
(4) أنظر البلاذري : الفتوح ص 304 ، قدامه : الخراج 372 .

جبهة البصرة   ـ 69 ـ

فتح قم (1) وقاشان (2) وأصبهان (3)
   بعد الإنتصار في معركة نهاوند صدرت الأوامر من قبل الخليفة عمر بن الخطاب ( رض ) بإنسياح الجيوش العربية الإسلامية في بلاد فارس للقضاء على المقاومة الفارسية فيها ، مستغلاً الإضطرابات السياسية والعسكرية التي سادت أرجاء الدولة الفارسية بعد إنهزام قواتها في معركة نهاوند .
   وعلى أثر ذلك توجه أبو موسى الأشعري على رأس قوات البصرة لفتح قم وقاشان لإدراكه أهمية موقع هذه المناطق في عملياته العسكرية قبيل أندفاع قواته في بلاد فارس ، وذلك لإن فتح هذه المناطق يؤمن ظهيرة القوات البصرية من الجهة الشمالية وهي متجهة لفتح الأجزاء الشرقية والجنوبية الشرقية من بلاد فارس ، وفي أثناء توجه أبي موسى إلى هذه المناطق سلك الطريق المار عبر إقليم الأحواز (4) ، فتمكن من فتح قم بعد حصار دام عدة أيام ، وبينما هو محاصر قم أرسل الأحنف بن قيس بقسم من قواته إلى قاشان فتمكن الأحنف من فتحها عنوة ، بعد ذلك توجه أبو موسى للألتحاق به (5) .
   وفي قاشان وصلت الأوامر من قبل الخليفة عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري ، بتوجيه عبد الله بن بديل الخزاعي بجيش إلى أصبهان ، وبوصول عبد الله بن بديل إلى أصبهان تمكن من فتح مدينة ( جي ) (6) ، صلحاً بعد قتال دام عدة أيام تعهد أهلها بعد الصلح بدفع الجزية والخراج ، بعد ذلك وجه عبد الله بن بديل ،

 **************************************************************
(1) قم : إحدى مدن الجبل ، وهي مدينة خصبه ذات سور ، وذكر أن قم تقع بين قاشان وساوه ، وبين قم وساوه إثني عشر فرسخاً ومثله بينها وبين قاشان ، أنظر الأصطخري : مسالك الممالك ص 118 ، ياقوت : معجم البلدان 4 / 397 ، 398 . (2) قاشان : إحدى مدن الجبل تقع بين قم وأصبهان ، بينها وبين أصبهان ثلاث مراحل . أنظر الأصطخري : مسالك الممالك ص 119 ، ياقوت : معجم البلدان 4 / 297 .
(3) أصبهان : تقع أصبهان في نواحي الجبل ، كانت مدينتها اولاً جياً ثم صارت اليهودية .
أنطر الأصطخري : مسالك الممالك ص 117 ، ياقوت : معجم البلدان 1 / 206 .
(4) البلاذري : الفتوح ص 308 ، قدامه : الخراج ص 373 .
(5) نفس المصادر السابقة .
(6) جي : إسم مدينة ، وهي ناحية أصبهان القديمة ، وتسمى الآن عند الفرس شهرستان . ياقوت : معجم البلدان 2 / 202 .

جبهة البصرة   ـ 70 ـ

الأحنف بن قيس وكان في جيشه لفتح اليهودية (1) ، فتمكن من فتحها صلحاً ، وبعد تمكن القوات العربية من فتح اكبر مدينتين قي أصبهان ـ جي واليهودية ـ واصل عبد الله بن بديل فتحه لكافة أراضي أصبهان ومدنها وإلى ذلك أشار البلاذري بقوله ( وصار إبن بديل في نواحي أصبهان سهلها وجبلها فغلب عليها ) (2) .
   إلا أن أهالي أصبهان أعلنوا تمردهم على الحكم العربي في زمن الخليفة عثمان بن عفان ( 23 ـ 35 هـ / 643 ـ 655 م) مما إضطره إلى توجيه عبد الله بن عامر واليه على البصرة لقضاء على هذا التمرد ، فإستطاع إبن عامر من إعادة تثبيت الحكم العربي فيها والقضاء على تمردها (3) .

فتح إقليم فارس (4)
   عزم الخليفة عمر بن الخطاب على فتح إقليم فارس لإن معظم القوات الفارسية فرت منهزمة أمام القوات العربية الإسلامية في معارك القادسية وجلولاء ونهاوند ومعارك إقليم الأحواز قد إتجهت إلى أقليم فارس ، موطن الأسر الحاكمة ومركز تجمع العنصر الفارسي ، حيث إتخذ ملكهم يزدجر إصطخر العاصمة الشتوية للأمبراطورية الفارسية ، قاعدةً عسكريةً لتحشيد قواته وإعادة أمجاد دولته ، وذلك لإن إصطخر كانت مدينة حصينة ومنيعة بقلاعها وأبراجها (5) ، كما أن إقليم فارس عموماً يبدو وكأنه محصن تحصيناً طبيعياً بحكم طبيعته الجبلية وبحكم ما تركز فيه من إستحكامات ، حيث يحده الخليج العربي من الشرق كما تحده الصحراء الكبرى من الناحية الشمالية والشمالية الشرقية وبعض

 **************************************************************
(1) اليهودية هي مدينة أصبهان ، بالقرب من مدينة جي بينهما نحو ميلين ، أصبحت اليهودية مدينة أصبهان العظمى بعد خراب مدينة جي .
أنظر ياقوت : معم البلدان 2 / 202 ، 5 / 454 .
(2) البلاذري : الفتوح ص 309 . (3) خليفة : التاريخ ص 161 .
(4) إقليم فارس : ولاية واسعة ، أول حدودها من جهة العراق أرجان ، ومن جهة كرمان السيرجان ومن جهة ساحل بحر الهند سيراف ، ومن جهة السند مكران ، وكورها خمسة أوسعها كورة إصطخر ثم أردشيرخره ثم دارابجرد ثم سابور ثم أرجان .
أظر قدامه : الخراج ص 171 ، الأصطخري : مسالك الممالك ص 67 ، ياقوت : معجم البلدان 4 / 226 ، إبن عبد الحق : مراصد الإطلاع 3 / 1012 .
(5) الأصطخري : مسالك الممالك ص 73 ، ياقوت : معجم البلدان 1 / 211 .

جبهة البصرة   ـ 71 ـ

وبعض أجزائه الشرقية (1) ، لذا فأن فتح إقليم فارس سوف يحرم الفرس من إستخدام هذا الإقليم الواسع والمحصن والغني بموارده الإقتصادية والبشرية كقاعدة عسكرية لتنظيم قواتهم وإعادة هجومهم على القوات العربية ، لذا فأن فتح إقليم فارس ضرورة عسكرية لتأمين الدولة العربية الإسلامية وحمايتها .
   وقد بدأ العرب المسلمون حملاتهم الأولى على إقليم فارس منذ أوائل عهد الخليفة عمر بن الخطاب (2) ، من جهة البحرين بعيداً عن العمليات العسكرية التي تقوم بها جبهة البصرة ،ولكن بعد أن تمكنت قوات البصرة في زمن ولاية أبي موسى الأشعري من تحرير الأحواز وفتح قم وقاشان وأصبهان ، نراها تشترك مع القوات العربية الإسلامية في العمليات العسكرية لفتح إقليم فارس (3) ، وقد إتسعت مشاركة جبهة البصرة في العمليات العسكرية لفتح إقليم فارس زمن ولاية عبد الله بن عامر ، وذلك لإن الخليفة عثمان بن عفان أوكل إليه مسؤلية الإشراف على كافة العمليات العسكرية لفتح الأقاليم الشرقية والجنوبية الشرقية من بلاد فارس ، والتي كانت حتى ذلك الوقت تقوم بها القوات العربية الإسلامية من قاعدتها قي البحرين .

الحملات الأولى لتحرير إقليم فارس من جهة البحرين
   بدأ العرب المسلمون حملاتهم على إقليم فارس في أول عهد خلافة عمر بن الخطاب عندما طلب العلاء بن الحضرمي والي الخليفة عمر على البحرين ، من أهلها أن يتطوعوا لفتح إقليم فارس (5) ، لإن العلاء أدرك أن فتح العرب المسلمون لإقليم فارس سوف يبعد خطر الفرس عن الجهات الشرقية للجزيرة العربية ، وعندما رأى إنتصار العرب المسلمين في عدة معارك على الفرس أراد أن يعاجل الفرس بهجوم سريع عن طريق

 **************************************************************
(1) أنظر إبن رسته : الأعلاق ص 87 ، الأصطخري : مسالك الممالك ص 73 ، ياقوت : معجم البلدان 4 / 226 ـ 228 .
(2) البلاذري : الفتوح ص 378 ، قدامه : الخراج ص 386 ، الطبري : التاريخ 4 / 79 .
(3) أنظر خليفة : التاريخ ص 161 ، البلاذري : الفتوح ص 380 .
(4) نفس المصادر السابقة .
(5) البلاذري : الفتوح ص 378 ، قدامه : الخراج ص 386 ، الطبري : التاريخ 4 / 79 .

جبهة البصرة   ـ 72 ـ

البحر يضطرهم إلى سحب بعض قواتهم من المنطقة المواجهة لجبهة البصرة فتضعف مقاومتهم في هذه المنطقة .
   ولقد بدأ العلاء حملاته العسكرية على إقليم فارس بإرسال حملة إستطلاعية بقيادة هرثمة بن عرفجه البارقي الذي تمكن من فتح جزيرة في الخليج العربي تقع قبالة الخليج الفارسي ، بعدها تابع العلاء نشاطه العسكري نحو إقليم فارس وذلك بإرسال الحملة العسكرية مقسمة إلى ثلاثة فرق بقيادة الجارود بن المعلى ، والسوار بن الهمام ، وخليد بن المنذر بن ساوى (2) ، عبر هذا الجيش الخليح العربي بدون إذنم عمر بن الخطاب حتى هبط على الساحل الفارسي في منطقة يطلق عليها طاوس (3) .
   وقد جاء إختيار العلاء بن الحضرمي لهذه المنطقة لقربها من إقليم الأحواز ، وبمهاجمته للقوات الفارسية الموجودة فيها ، فإنه يعمل على تقليل الضغط على القوات العربية في منطقة البصرة والأحواز ، بالإضافة إلى ذلك فإن منطقة طاوس تقع قبالة مدينة إصطخر وبإنتصاره على القوات الفارسية الموجودة فيها ، يمكنه أن يتعجه مباشرة إلى إصطخر مركة إقليم فارس وعاصمة الإمبراطورية الساسانية ، وفي منطقة طاوس إلتقى العلاء بن الحضرمي بالقوات الفارسية يقودها هربذ فإستطاعت هذه القوات محاصرة القوات العربية الإسلامية وأن تحول بينها وبين سفنها ، ثم دارت معركة شديدة بين الطرفين ، ولما أراد العلاءالانسحاب بقواته إلى البحرين عن طريق البحر لم يجد الرجوع في البحر سبيلاً وذلك لإستيلاء القوات الفارسية على سفنه ، وعندما لم يتمكن العلاء من العودة عن طريق البحر أراد أن يشق طريقه إلى البصرة براً للإنضمام إلى القوات العربية هناك ولكن جيشاً فارسياً من أهل إصطخر يقوده شهرك إعترض طريقه (4) ، فحوصرت القوات العربية وأخذت تدافع عن نفسها .

 **************************************************************
(1) البلاذري : الفتوح ص 378 ، قدامه : الخراج ص 386 .
(2) الطبري : التاريخ 4 / 80 .
(3) نفس المصدر السابق .
وطاوس : موضع بنواحي بحر فارس . ياقوت : معجم البلدان 4 / 8 .
(4) الطبري : التاريخ 4 / 81 .

جبهة البصرة   ـ 73 ـ

   ولما بلغ الخليفة عمر بن الخطاب ما فعله العلاء أرسل عتبة بن غزوان واليه على البصرة يأمره بنجدة الجيش المحاصر وإنقاذه قبل أن تجتاحه القوات الفارسية ، فأرسل عتبة بن غزوان جيشاً كثيفاً من إثني عشر ألف مقاتل عليهم أبو سبره بن أبي رهم (1)، فإستطاعوا إنقاذ الجيش العربي من الفناء بعد قتال مرير إستطاع على إثره الجيش العربي الإسلامي من إلحاق الهزيمة بالفرس ثم رجعت القوات العربية جميعها إلى البصرة ، وعلى الرغم من فشل هذه الحملة على إقليم فارس لكن العلاء إستطاع فتح أسيافاً (2) من فارس ، وقد كانت هذه الحملة سبباً في مشاركة جند البصرة ولإول مرة في إجتياح أرض فارس .
   وعندما أدرك الخليفة عمر بن الخطاب خطلر هذه المحاولة على هيمنة الخلافة في المدينة وعلى توجيهاتها وخططها العامة قام بعزل العلاء بن الحضرمي عن البحرين ثم ولى عثمان بن أبي العاص مكانه (3) .

البصرة ومشاركتها في فتح إقليم فارس
   من الملاحظ على الحملات الأولى لفتح إقليم فارس كانت تقوم بها الجيوش العربية الإسلامية من قاعدتها في البحرين ، ولم تكن لها علاقة بالعمليات العسكرية في منطقة البصرة والأحواز ، غير أن الخليفة عمر بن الخطاب عندما أمر الجيوش العربية بالإنسياح في إقليم فارس وبقية الأقاليم الشرقية من بلاد فارس (4) ، قرر إيجاد نوع من التنسيق بين العمليات العسكرية التي تقوم بها الجيوش العربية من البحرين باتجاه اقليم فارس وبين العمليات العسكرية التي تقوم بها الجيوش العربية من البصرة والأحواز ، لإنه من الطبيعي للقوات البصرية بعد تحريرها لإقليم الأحواز تتجه جنوباً للتوسع في إقليم فارس ، لذا أوكل الخليفة عمر مهمة فتح إقليم فارس إلى جيوش البصرة والبحرين عندما كتب واليه على البحرين عثمان بن أبي العاص يأمره بالتوجه إلى فارس ، وكذلك كتب إلى واليه على البصرة أبي موسى الأشعري يأمره أن يكاتف عثمان بن أبي العاص ويعاونه على فتح إقليم فارس (5) .

 **************************************************************
(1) الطبري : التاريخ 4 / 81 .
(2) أسياف : جمع سيف وهو ساحل البحر . إبن قتيبة : المعارف 284 .
(3) خليفة : التاريخ 134 ، البلاذري : التاريخ 378 .
(4) الطبري : التاريخ 4 / 94 .
(5) البلاذري : الفتوح 380 .

جبهة البصرة   ـ 74 ـ

فتح توج (1) وراشهر (2)
   سار عثمان بن أبي العاص على رأس الحملة الموجهة إلى إقليم فارس عن طريق البحر ، فوجه أول هجماته إلى جزيرة ( أبروكاوان ) (3) الواقعة عند مضيق هرمز (4) إلى الجنوب من الخليج العربي ، وأن إختياره لهذه المنطقة يرجع إلى ضيق البحر عند هذه المنطقة وإلى كثرة العرب فيها من عبد القيس والأزد (5) الذين كان لهم دور في دخول عثمان بن أبي العاص لهذه الجزيرة ثم إلى مناطق فارس الأخرى ، كذلك إلى بعدها عن مركز القوى العسكرية في إقليم فارس فيصعب على الفرس إنقاذها .
   وبعد أن تمكن عثمان بن أبي العاص من فتح جزيرة أبروكاوان جعل تقدمه نحو شمال إقليم فارس ليكون بذلك قريباً من القوات العربية المتقدمة من جبهة البصرة ، فتوجه إلى ( توج ) لإتخاذها قاعدة عسكرية لحركاته إتجاه أرجان (6) وسابور (7) وأردشيرخره (8) وبينما كانت قوات عثمان بن أبي العاص تتقدم إلى توج من ناحية الخليج العربي (9) ،

 **************************************************************
(1) توج : مدينة بفارس قريبة من كازرون ، بينها وبين شيراز إثنا وثلاثون فرسخاً .
ياقوت : معجم البلدان 2 / 56 .
(2) راشهر : وتسمى ريشهر أيضاً ، وهي ناحية من كورة أرجان . ياقوت : معجم البلدان 3 / 112 .
(3) البلاذري : الفتوح ص 378 . وأبروكاوان : ويقال جزيرة بني كاوان ، وهي جزيرة عظيمة تقع في الخليج العربي بين عمان والبحرين وتسمى أيضاً جزيرة لافت . أنظر الأصطخري : مسالك الممالك ص 70 ، ياقوت : معجم البلدان 2 / 139 .
(4) هرمز : هرموز ، مدينة على خور من الخليج العربي ، على بر فارس ، وهي قرية كرمان ، إليها ترفأ المراكب ومنها تنقل أمتعة الهند إلى كرمان وسجستان وخراسان . ياقوت : معجم البلدان 5 / 402 .
(5) أنظر الثعالبي : أبي منصور عبد الملك بن محمد ، تاريخ غرر السير ، مكتبة الأسدي ، طهران ، ص 514 . ياقوت : معجم البلدان 2 / 139 ، 4 / 380 .
(6) أرجان : إحدى كور إقليم فارس ، وهي مدينة عظيمة ، بينها وبين شيراز ستون فرسخاً ، وبينها وبين سوق الأحواز ستون فرسخاً أيضاً .
أنظر الأصطخري : مسالك الممالك ص 71 ، 81 ، ياقوت : معجم البلدان 1 / 143 .
(7) سابور : كورة مشهورة في إقليم فارس ، مدينتها سابور ، وقيل شهرستان ، ومن مدنها النوبندجان وكازرون . أنظر الأصطخري : مسالك الممالك ص 70 ، ياقوت : معجم البلدان 3 / 167 .
(8) أردشيرخره : وهي من أجل كور إقليم فارس ، ومن مدنها شيراز وجوروسيراف . ياقوت : معجم البلدان 1 / 146 .
(9) خليفة : التاريخ ص 142 ، البلاذري : الفتوح ص 3709 .

جبهة البصرة   ـ 75 ـ

   كانت قوات مجاشع بن مسعود السلمي تواصل تقدمها إلى توج براً من البصرة (1) ، هذا يعني أن العرب قد هاجموا براً وبحراً ولعل الحملتان نسقتا في حملة واحدة لفتح توج والمناطق القريبة منها ، وبفتح توج عاد عثمان بن أبي العاص إلى البحرين بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب بعد أن أستخلف أخاه الحكم على قواته في توج (2) .
   وبينما كان الحكم بن أبي العاص في توج وافته الأخبار عن خروج شهرك مرزبان فارس الذي أدرك الخطر الكبير الذي يهدد إقليم فارس من تقدم القوات الإسلامية ، فسار بنفسه حتى نزل مدينة راشهر (3) من أرض سابور القريبة من توج ، فخرج إليه الحكم بن أبي العاص وعلى مقدمته سوار بن همام العبدي ، فتمكنت القوات العربية الإسلامية من دحر القوات الفارسية وقتل قائدها شهرك على يد سوار بن همام وفتح راشهر عنوة (4) ، وكان لمقتل شهرك القائد العسكري والإداري لإقليم فارس وفتح راشهر الأثر الكبير في إضعاف معنويات الفرس في إقليم فارس هذا مما سهل مهمة توغل القوات العربية الاسلامية في اقليم فارس ويسر فتحه .
   ومن أجل تصعيد العمليات العسكرية في إقليم فارس ، كتب الخليفة عمر بن الخطاب إلى عثمان بن أبي العاص يأمره بالعودة إلى إقليم فارس لمساعدة أخاه الحكم والإستمرار في فتح إقليم فارس ، فخلف عثمان أخاه المغيرة على البحرين وتوجه إلى إقليم فارس (5) ، كذلك كتب الخليفة عمر بن الخطاب إلى أبي مويى الأشعري يأمره بإشراك القوات البصرية في العمليات العسكرية لفتح إقليم فارس (6) .

 **************************************************************
(1) خليفة : التاريخ ص 142 ، الطبري : التاريخ 4 / 174 .
(2) البلاذري : الفتوح ص 379 . (3) خليفة : التاريخ ص 142 ، البلاذري : الفتوح ص 379 ، أنظر أيضاً الدينوري : الأخبار الطوال ص 133 .
(4) البلاذري : الفتوح ص 379 . أنتظر أيضاً الدينوري : الأخبار الطوال ص 133 .
(5) البلاذري : الفتوح ص 380 .
(6) نفس المصدر السابق .

جبهة البصرة   ـ 76 ـ

فتح سابور وأرجان
   عندما قدم عثمان بن أبي العاص إلى إقليم فارس بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب نزل مدينة توج وإتخذها قاعدة له يهاجم منها ثم يعود إليها (1) ، فتوجه إلى سيف البحر ، وإلى السواحل القريبة من توج ،ثم توجه بعدها إلى مدينة ( جره ) (2) من سابور فتمكن من فتحها صلحاً على أن يؤدي أهلها الجزية والخراج (3) .
   تقدم بعدها إلى بقية مدن كورة سابور ، فتمكن من فتح كازرون (4) والنوبندجان (5) ، وفتح مدينة سابور مركز كورة سابور ، وكان عليها أخو شهرك الذي أبدى مقاومة ضعيفة طالب بعدها الأنان والصلح ، فصالحه عثمان بن أبي العاص على أن لا يقتل احداً ولا يسبيه وأن تكون له ذمة ويعجل مالاً (6) .
   ولكن أهل مدينة سابور نقضوا الصلح كعادتهم وغدروا بالمسلمين ، فتوجه إليها أبو موسى الأشعري وكان على مقدمته عثمان بن أبي العاص فتمكن من فتحها عنوة سنة 26 هـ / 646 م ) (7) .
   أما بالنسبة إلى كورة أرجان ، فقد إجتمع عثمان بن أبي العاص مع أبي مويى الأشعري لفتحها ، حيث سار لها الأول من جهة سابور بينما تقدم لها الثاني من جهة البصرة ، فتمكنا من فتحها صلحاً على الجزية والخراج في آخر خلافة عمر بن الخطاب (8) ، وقيل سنة 22 هـ / 642 م ) (9) ، ولكن خليفة يذكر أنها حررت صلحاً سنة 27 هـ / 647 م ، وعلى ألفي ألف ومائتي ألف درهم (10) .

 **************************************************************
(1) أنظر الدينوري : الأخبار الطوال ص 133 .
(2) جره : ويقال خره وهي إسم الصقيع بفارس ، ويذكر الأصطخري بأنها احدى مدن كورة سابور ، انظر الاصطخري : مسالك الممالك ص 71 ، ياقوت معجم البلدان 2 / 131 .
(3) البلاذري : الفتوح ص 380 ، قدامه : الخراج ص 388 .
(4) كازرون : مدينة بفارس بين البحر وشيراز ، وذكر الأصطخري أن كازرون والنوبندجان أكبر مدن كورة سابور وهما متقاربتان في الكبر . أنظر الأصطخري : مسالك الممالك ص 71 ، ياقوت : معجم البلدان 4 / 429 .
(5) النوبندجان : مدينة من أرض فارس من كورة سابور . ياقوت معجم البلدان 5 / 307 .
(6) البلاذري : الفتوح ص 380 ، قدامه ك الخراج ص 388 .
(7) البلاذري : الفتوح ص 381 ، قدامه : الخراج ص 389 .
(8) البلاذري : الفتوح ص 381 ، قدامه ك الخراج ص 388 .
(9) إبن قتيبة : المعارف ص 183 .
(10) خليفة : التاريخ ص 159 .