1 ـ واقع معتقل الفاو واوضاع المعتقلين فيه
   قبل التطرق الى واقع معتقل الفاو واوضاع المعتقلين فيه لا بد من التأكيد ان المعتقلين كانوا من العناصر التي اتصفت بالوطنية والاخلاص ولم يكونوا دعاة او عملاء لدولة اجنبية او خيانة حسبما اتهمتهم السلطات العراقية حينذاك ، ورداً على ذلك الاتهام فقد ارسل هؤلاء المعتقلون البرقية التالية " نحن المعتقلين في الفاو نحتج على اتهام المسؤلين ايانا بأننا دعاة لبعض الدول الجنبية نطلب ان ياتوا ببينة واحدة على واحد منا تؤيد اتهامهم هذا ، انما نحن اناس وطنيون صرحاء لنا كرامتنا وشرفنا لا ندين ولن ندين الا للدولة العراقية ، عليه وعلى هذا نموت وحسبنا رضى الله وشهادة التاريخ " (1) .
   لم تكن هذه البرقية تبريراً او براءة مما نسب اليهم في معاضدة ثورة مايس ومشاركتهم فيها بل انهم يحتجون على اتهامهم بالعمالة لدولة اجنبية وان ما يقصدونه رداً على من اتهمهم بالنازية ليس الا .
   لقد اختير معتقل الفاو في موقع يبعد حوالي خمسة كيلومترات عن مدينة الفاو ، وفي بقعة تحيطها ارض منخفضة تغمرها المياه ولم تتوفر فيه الشروط الصحية اللزمة وأنعدمت فيه ايضاً العناية والاشراف الطبي اللازم ، وبالرغم من ذلك فلم ييأس المعتقلون بل تكاتفوا وتظامنوا لاستخلاص حقوقهم .
   ففي برقية ارسلها المعتقلون احتجوا فيها على تردي احوالهم وطالبوا بمعاملة افضل بأعتبارهم معتقلين سياسيين ، وكان مما ورد في برقيتهم قولهم " نحن المعتقلين

**************************************************************
(1) س . م . ب ، رقم الملف 3 \ 2 \ أ برقية المعتقليين السياسييين الى رئيس مجلس الاعيان والنواب والى رئيس الوزراء وقد وقع هذه البرقية عدد كبير من المعتقلين السياسيين .

البصرة خلال ثورة مايس 1941   ـ 153 ـ

ومن نواب وحكام ورؤساء قبائل واساتذة واطباء ومحامين وضباط وصحفيين وملاكين وتلاميذ جرى اعتقالنا ـ ونحن في مملكة دستورية ديمقراطية خلافاً للغرض الاساسي الذي وضع في مرسوم صيانة الامن من اجله ، وقذفنا الى منطقة عسكرية محرمة ومكان وضيع موبوء منقطع عن العمران تتهدده الاخطار التي تأبى المرؤة تعريض نخبة من رجال الامة لها ، هذا من حيث المبدأ ، اما من حيث الشكل فقد عوملنا معاملة المجرمين العاديين سواء في كيفية اعتقالنا وتسفيرنا بدون سابق اخطار وتجويعنا يومين كاملين ، ثم عدم تهيئة ابسط الوسائل الضرورية في هذا المنقطع من الخراب من ادوية ومواد نظافة وحمامات وغسل ملابس ومن مأكل ومشرب ، وقد حشرنا في منازل عادية في ساحة ضيقة في نطاق من الاسلاك الشائكة مع فئة من ذوي السوابق الذين لم نفهم سر زجنا بينهم ، وكدسنا في هذا المكان الوبى الخطر الذي بدأ يهدد صحتنا العامة ذلك كله ـ مبدأ ومثلاً ـ يدعونا ان نحتج على هذا التصرف في تطبيق المرسوم المذكور بحقنا وعلى المعاملات القاسية التي ارتكبت معنا مؤملين ازالة ما لحق بنا وبعوائلنا من حيف وضرر ، نربأ بمقام الدولة ان يقره ويرتضيه لأبنائه " (1) .
   وكان ابرز من وقع على تلك البرقية الاشخاص التالية اسماؤهم : محمد بهجت الاثري وطالب مشتاق وجميل روحي واسماعيل غانم والدكتور مظفر الزهاوي والدكتور سليم الخياط وعبد القادر السياب وسلمان الصفواني وعبد الرزاق الحسني وعبد الهادي الجواهري والدكتور كنونة وحقي عبد الكريم وطه ياسين عبد الخالق وكرم عبد الستار طه وجمال الآلوسي والدكتور سليم النعيمي وعارف الآلوسي ونعمان العاني وعبد المجيد زيدان وعبد الملك البدري والشيخ فتيخان وعزت الكرخي وعبد المجيد الصقلاوي

**************************************************************
(1) س . م . ب رقم الملف 3 \ 2 \ أ برقية المعتقلين المؤرخة 18 \ 11 \ 1941 الى رئيس مجلس النواب والاعيان ، ورئيس الوزراء ، ورئيس الديوان الملكي ووزير الداخلية .

البصرة خلال ثورة مايس 1941   ـ 154 ـ

وعبد الرحمن البزاز ومحمود فوزي وعبد الرزاق حمود وجان شماس وعبد الحميد العيسى وطه الحاج عيدة وعبد الحافظ الملا ، ومزهر متي واكرم فهمي والشيخ علي سته وحازم المفتي وانطوان بولص سمحيري والدكتور صبري مراد والدكتور محفوظ عبد السلام جاوكك ، وتعبان الخيون والدكتور مظفر المالح وابراهيم شوكت وعبد الهادي مختار وسليم زيوني وعباس كاشف الغطاء والدكتور يوسف عبود ، ويبدو إن لهذه البرقية وغيرها من البرقيات الاحتجاج فضلاً عن مكانة موقعيها قد تركت اثراً بليغاً على وزارة الشؤون الاجتماعية وكانت نتيجة ذلك ان طلبت الوزارة من متصرفية لواء البصرة اجراء التحقيق والتثبت من حال واقع معتقل الفاو ، كما انبثقت لجنة من بين المعتقلين سميت " لجنة المعتقلين " وكان سكرتيرها عباس كاشف الغطاء ، اما اعضاءها فهم كل من خليل كنه وسلمان الصفواني واكرم الربيعي وابراهيم شوكت ، وقد ارست هذه اللجنة اولى برقياتها الاحتجاجية الى كل من وزارة الداخلية والعدلية والشؤون الاجتماعية ، وقد ذكرت في تلك البرقية انهم لا زالوا يعاملون معاملة هي دون معاملة المعتقلين الاجانب والمساجين " ، ورجوا ان يوضع حد لمعاملتهم السيئة واكدوا بأن " مسائل الطعام ووسائل الصحة والراحة لا يمكن تسويتها مع المتعهد او ادارة المعتقل وطالبوا بالتدخل لحلها (1) ، وعلى اثر ذلك زار المعتقل في 12 تشرين الثاني 1941 وكيل المتصرف بصحبة رئيس صحة اللواء ومدير الشرطة وعدد آخر من الموظفين ، وبعد اجراء التحقيقات الضرورية قدموا تقريرهم الى وزارة الشؤون الاجتماعية والذي جاء فيه مايلي :
1 ـ يقع مكان المعتقل في بقعة منخفضة من ارض تحيط بها المياه من جهاتها الاربع .

**************************************************************
(1) س . م . ب ، رقم الملف 3 \ 2 \ أ برقية لجنة المعتقلين الى وزارة الداخلية ، وزارة العدلية ، وزارة الشؤون الاجتماعية .

البصرة خلال ثورة مايس 1941   ـ 155 ـ

وبسبب ركود المياه وعفونة الهواء ورطوبته وأنبعاث شتى الحشرات الموبوءة لذا تكون الاقامة هناك باعثة على اضرار ومحاذير صحية كبيرة تهدد صحة المعتقلين لا سيما المصابين منهم بامراض الروماتيزم .
2 ـ تجهيز المعتقل بجهاز راديو ولا ترى اللجنة مانعاً من اجابة الطلب اسوة بما جرت العادة عليه في السجن على أن ( توضع آله الراديو تحت أشراف آمر المعتقل ويزود مكان المعتقلين بآله ( المكرفون ) في محل ما ) .
3 ـ يشكو بعض المعتقلين من عدم وصول البريد اليهم .
4 ـ لا يوجد هناك حلاق ولا غسال ملابس .
5 ـ لوحظ أن عدد الخدم الموجود هناك هو ستة فقط وهذا العدد لا يؤمن خدمة المعتقلين الذين يربو عددهم على ( 150 ) معتقلاً ، لذلك فأن اللجنة ترى ترى زيادة الخدم الى العشرة .
6 ـ أن محل المطبخ متصل بمحلات المعتقلين لذا ( يجب أباد المطبخ الذكور من محلة الحالي الى محل آخر بعيد ) .
7 ـ لا توجد هناك حمامات وترى اللجنة من الضروري ( إما أنشاء حمام لكل دار أو أنشاء حمام شرقي واحد يستفيد منه الجميع ) .
8 ـ لوحظ أن مكان القاذورات قريب من مكان المعتقل ويجب أن تتخذ الترتيبات لابعاده عن المعتقل لمسافة 150 متراً على الاقل .
9 ـ توجد ثمة صعوبات في معالجة المرضى المعتقلين معالجة آنيه حسب الضرورة والحاجة ، وأقترحت اللجنة للتغلب على هذه الصعوبة إنشاء مستوصف دائمي وطبيب خاص هناك ، كما أكدت اللجنة ضرورة تجهيز المعتقل بسيارة أسعاف وذلك لتأمين تسهيل نقل المرضى المصابين إلى المستشفيات الخارجية لا سيما ( ونحن على أبواب الشتاء وأن وسائط النقل البرية يندر الحصول عليها في الأيام الممطرة لنقل المرضى منهم الى المستشفيات ) .

البصرة خلال ثورة مايس 1941   ـ 156 ـ

10 ـ أكدت اللجنة أن هناك نقصاً في الأواني المعدنية المستخدمة لتقديم الطعام وثمة ضرورة شديدة لفرش أرضية غرف المعتقلين ( بالكمبار ) لمنع تسرب الرطوبة ، كما أن عدد الكاولات قليل جداً لا يؤمن أحتياج المعتقلين لذا أقترحت اللجنة تدارك الامر شراء ما يلزم من الاواني والفرش و 150 طاولة .
11 ـ إما الطعام وسائر المواد الغذائية فترى اللجنة إن تجهيزها وتهيئتها يجري بصورة منتظمة وحسنة (1) .
   وكانت اللجنة التي رأسها وكيل المتصرف قد أيدت ما جاء في أحتياجات المعتقلين بأستثناء الفقرة الاخيرة من التقرير المتعلق برداءة الطعام فهي في رأيها غير صحيحة لأن المعتقلين يتذمرين دائماً من نوعية الطعام ويشكون من المتعهد الذي يزودهم به .
   وعلى أي حال فأن المتصرفية قد أخذت بتفاصيل التقرير السابق وأوضحت بعض الأجراءات التي قررت أتخاذها فيما يتعلق بدفئة المعتقل ورفع الرطوبة الموجودة ، وان دائرة الميناء سوف تقوم بما يقتضي لإصلاح الطرق الموصولة بين الدور بأقرب وقت (2) .
   كما وافت على شراء راديو واحد مع مكبرات للصوت تنصب في محلات السكن ، وقد أوعزت الى مدير السجن في البصرة للقيام بإجراء اللازم فيما يتعلق بتعيين غسال للملابس مع تعيين حلاق خاص (3) .
   الا ان المتصرفية أخفقت في تجهيز سيارة أسعاف أو تأسيس صيدلية أو مركز للخدمات الطبية خاصة بالمعتقل ، لذا فقد تردت صحة المعتقلين بسبب المناخ وبسبب البناية التي لم تتوفر فيها الشروط الصحية .

**************************************************************
(1) س . م . ب ، رقم الملف 3 / 2 / أ تقرير م . ل . ب المرقم 11295 والمؤرخ 27 / 11 / 1941 الى وزارة الشؤون الإجتماعية ( معتقل الفاو ) .
(2) س . م . ب ، رقم الملف 3 / 2 / أ / س / 2560 المؤرخ 7 / 12 / 1941 الى وزارة الشؤون الإجتماعية ومديرية السجون العامة .
(3) س . م . ب ، رقم الملف 3 / 2 / أ م . ل . ب المرقم 843 والمؤرخ 19 ـ 20 / 1 1942 الى وزارة الشؤون الإجتماعية ومديرية السجون العامة .

البصرة خلال ثورة مايس 1941   ـ 157 ـ

   وأعتماد مديرية السجون على مديرية الميناء بتقديم الخدمات الطبية ومعالجة المرضى من المعتقلين مما جعلها تطمئن الى وعود تلك المديرية التي لم تقدم شيئاً يستحق الذكر مما زاد سوء الحال وتردي الأحوال الصحية للمعتقلين كافة ، ولقد كانت أبرز الامراض التي اصيب بها المعتقلون هي الروماتزم وضغط الدم وتصلب الشرايين وصداع مزمن وقرحة في المعدة والتهاب الكلية المزمن والتهاب القصبات المزمن وأمراض داخلية مختلفة تستدعي إرسالهم الى مستشفى البصرة .
   ولقد أدى هذا الوضع الصحي المتردي الى سخط المعتقلين وتذمرهم الذي عبرو عنه بعرائض وطلبات وشكايات عديدة الى متصرفية البصرة لايجاد حل لما يعانيه المرضى المعتقلون الا ان أستجابة متصرفية لواء البصرة لطلبات المعتقلين لم تكن أيجابية وكان رد المتصرفية على تلك الطلبات في تقرير رفعتة الى وزارة الشؤون الاجتماعية بعد توفر الحراسات على رجال الحرس المرافقين للمرضى عندما ينقلون الى المستشفى .
   أما تعليقها على تقارير الاطباء المعتقلين والذين أشرفوا على معالجة زملائهم بأنها لا يصح التعويل عليها الى حد بعيد من جهة كونها مبنية على مجرد إدعاء المعتقل كونه مريضاً دون أن تكون مؤيدة بحقائق تثبت صحة ذلك ، كما ذكرت المتصرفية ان مديرية الميناء أعلمتها أن طبابة الفاو تعلل سبب امتناعها عن إرسال طبيب من عندها مع سيارة أسعاف لمعالجة مرضى المعتقل لإنها كانت تطالب بمخصصات قدرها 30 ديناراً شهرياً ، وقد أعربت مديرية الميناء عن إستعدادها لدفع المخصصات المذكورة من ميزانيتها مباشرة اذا وافقت الوزارة المسؤولة على ذلك ونقصد بها وزارة المواصلات والأشغال ، لذا فأن المتصرفية رأت من أجل تأمين معالجة المعتقلين ووضع حد لشكاياتهم المستمرة أما تعيين طبيب خاص أو الموافقة على دفع المخصصات الاضافية من مديرية الميناء الى طبابة الفاو(1).
  وبالرغم من تلك الأجراءات فأن المشاكل لم تنته في المعتقل كما ان عوائل التذمر بقيت قائمة في

**************************************************************
(1) س . م . ب ، رقم الملف 1 / 3 / أ م . ل . ب المرقم 4382 والمؤرخ 14 / 3 / 1942 الى وزارة الشؤون الأجتماعية وصورة الى وزارة الداخلية .

البصرة خلال ثورة مايس 1941   ـ 158 ـ

نفوس المعتقلين ولا سيما فيما يتعلق بالارزاق وخرق المتعهد المستمر لتعليمات تجهيزات الارزاق ، لأن المتعهد لا يحافظ على تسليم المواد الغذائية في الوقت المحدد مما أدى الى الفوضى والتأخير في أوقات الوجبات الثلاث ، إضافة الى ردائة المواد الغذائية وعدم ملائمتها صحياً ، كان المتعهد يهرب من تنفيذ تعهده بجلب بعض المواد الغذائية المكلف بجلبها كالخضروات الطرية وإصراره على تجهيزها من النوع اليابس بالرغم من وجودها بوفرة في الاسواق ، وكانت لجنة المعتقلين قد راجعت آمر المعتقل بشأن مخالفات متعهد الارزاق إلا ان مراجعاتهم لم تثمر فأنها إضطرت أن تسجل تلك المخالفات وترفعها الى الى الجهات المسؤولة الأخرى في الدولة .
   أما آمر المعتقل فقد كان رأيه بصدد شكوى لجنة المعتقلين وبرقيات الاحتجاج التي كانوا يرفعونها من وقت لآخر وما هي الا تعبير عن رغبتهم بتبديل المحل الذي هم فيه ، وإذا لم تنفذ مطاليبهم فأنهم سيستمرون على إرسال البرقيات وأشغال دوائر الحكومة والموظفين بها ، وأكدت تلك الآمرية طلبها الذي أرسلته الى مديرية السجون العامة بضرورة نقل المعتقلين المشاغبين والذين ليس مرغوباً ببقاؤهم في هذا المعتقل ، وأشارت ان طلبات اللجنة ما هي إلا تعجيز لدوائر الحكومة بغية تبديل محل اعتقالهم ليس إلا (1).
  إلا إن لجنة المعتقلين لم تقتنع بتبريرات آمرية المعتقل ورفعت مجدداً طلبات أخرى أوضحت فيها ( أن قسماً من المعتقلين لم يستلموا حتى الآن البطانيات المخصصة لهم ) .
   كما ان البعض الآخر منهم كان نصيبه بطانيات من النوع الخفيف الذي لا يقي زمهرير الشتاء ، كذلك عدم وفرة الصابون في المعتقل وحتى الصابون الموجود من النوع الرديء ورائحتة كريهة ، وان كمية الفحم المخصصة للمعتقل غير كافية لسد حاجة

**************************************************************
(1) س . م . ب ، رقم الملف 3 / 2 / أ كتاب آمرية المعتقل في الفاو المرقم س / 308 والمؤرخ 7 / 12 / 1941 الى مديرية السجون العامة وصورة الى متصرف لواء البصرة .

البصرة خلال ثورة مايس 1941   ـ 159 ـ

المعتقلين ، لذا أقترحت اللجنة تخصيص كيلو واحد من الفحم يومياً لكل معتقل لسد الحاجة وتحسين وضع المطبخ الذي لا يمكن بواسطته تقديم الطعام اللائق للمعتقلين البالغ عددهم 150 شخصاً رغم أن الجهات المختصة وعدت بتأسيس مطبخ جديد مع طباخين أكفاء وخدم يسدون الحاجة لمثل هذا العدد الكبير(1).
   وإضافة الى ما تقدم فأن اللجنة أتهمت آمرية السجن بالاهمال في تزويد المرضى من المعتقلين بالطعام الصحي الخصص حسب توصيات الطبيب وترك المرضى لرحمة القدر ، وأختتمت اللجنة طلباتها راجية ( تخصيص المبالغ اللازمة للتغلب على الصعوبات واجبار المتعهد بتنفيذ ما يكلف به وتهيئتة ، وعلى إدارة السجن العمل على توفر التدفئة والافرشة الكافية ) (2).
   وبعيداً عن لجنة المعتقلين وبرقياتها وإصطدامها بآمرية المعتقل فأن هناك حالات إنفرادية رفع فيها أصحابها برقيات أخرى مستقلة عن برقيات لجنة المعتقلين ، ففي 8 كانون الأول 1941 رفع عبد الواحد سكر برقية الى متصرف لواء البصرة أشار فيها الى ( هواء المعتقل مشبع بالرطوبة الخطرة وقد زاد في خطره هطول الامطار بحيث أخذت المياه تترشح من سقوف الدور بغزارة ) .
   وأعرب عن إعتقاده بأنه ليس من رغبة الحكومة تعريض صحتنا للخطر علاوة على تقيدها لحريتنا وتعطيلها لإشغالنا فنرجوا الاسراع لانقاذنا مما نحن فيه منتظرون (3).

**************************************************************
(1) س . م . ب ، الملف 3 / 2 / أ عريضة لجنة المعتقلين المؤرخة 16 / 12 / 1941 الى وزارة الداخلية ، وزارة الشؤون الاجتماعية ، متصرفية لواء البصرة .
(2) المصدر نفسه .
(3) س . م . ب ، رقم الملف 3 / 2 / أ م . ل . ب / 12093 المؤرخ 20 / 12 / 1941 الى قائممقامية أبي الخصيب .

البصرة خلال ثورة مايس 1941   ـ 160 ـ

وأعقبها برقية أخرى للمعتقل صكبان العبادي التي ذكر فيها ( منعتنا شدة الامطار من النوم والجلوس بثلاث ليال متتالية نرجو إتخاذ ما يلزم فقد أصبحت البيوت مستنقعات خطرة ولم تمنع سقوف الغرف عنها شيئاً )(1).
   وللتأكد من ما جاء في البرقيتين السابقتين وبرقيات أخرى كثيرة أوعزت متصرفية البصرة الى قائممقامية أبي الخصيب بالتعاون مع مدير ناحية الفاو للكشف عن المعتقل واوضاعه ، وفي الوقت نفسه أوضحت في تقريرها المرسل الى وزارة العمل والشؤون الإجتماعية بإنها أتصلت بمديرية الميناء لتدارك هذا الخلل عن طريق تحكيم سقوف الغرف .
   وبعد مدة وجيزة أبلغت مديرية الميناء المتصرفية بإن تحكم السقوف قد تم في 25 كانون الأول 1941 بصورة تحول دون تسرب الأمطار الى الداخل ، أما فيما يتعلق بتدفق مياه البحر حول المعتقل فكل ما أستطاعت عمله مديرية الميناء هو إتخاذ الإجراءات لمنع تسرب المياه المذكورة بتحكيم السداد (2).
   إلا إن مدير ناحية الفاو أخبر المتصرفية لاحقاً بإن السقوف لم تصلح بصورة تمنع ترشح مياه المطر داخل الغرف لذلك يقتضي إصلاحها بصورة محكمة (3).
   وطبيعي هذا يناقض لما ادعته المتصرفية في تقريرها الى وزارة العمل والشؤون الإجتماعية بإن الميناء قام بالواجب بعد ان رجا المتصرف الكولونيل وارد بذلك ، وهذا الامر جعل المتصرف يراجع موقفه ويخاطب مرة ثانية مدير الميناء لغرض إعادة تصليح السقوف بما يمنع تسرب مياه المطر داخل الغرف وطلب إتخاذ التدابير الكفيلة


**************************************************************
(1) س . م . ب ، رقم الملف 3 / 2 / أ م . ل . ب / 12093 والمؤرخ 20 / 12 / 1941 الى قائممقامية أبي الخصيب .
(2) س . م . ب ، رقم الملف م . ل . ب المرقم 35 والمؤرخ 1 / 1 / 1942 الى وزارة الشؤون الإجتماعية .
(3) س . م . ب ، رقم الملف 3 / 2 / أ كتاب قائممقامية ابي الخصيب المرقم س \ 17 \ 33 \ 37 والمؤرخ 14 \ 2 \ 1942 الى متصرف لواء البصرة .

البصرة خلال ثورة مايس 1941   ـ 161 ـ

لأصلاحها (1) .
   ومن هذا تبين ان بناية المعقل لغاية انتقال المعتقلين الى العمارة اعتمد على اصلاح عيوبها ونواقصها على مديرية الميناء ، وإن متصرفية البصرة كانت تقوم بدور الوسيط على ما يظهر في كل طلب تروم اجراءه وزارة العمل والشؤون الاجتماعية من اجل تصليحات البناية وصيانتها رغم ذلك لم تسفر احتجاجات المعتقلين عن اي تحسين من حالة المعتقل .
   ولعل ابرز شهادة عن وضع المعتقل السيء ما نقله احد الموظفين المسولين عن اعمال الحفر في الفاو والذي كلن ممثلاً لمديرية الميناء حيث اصطحب معه مأمور مركز الفاو ورئيس الكتبة لتفتيش البناية ونقل ما يلي من الحقائق " لقد لقيت البناية بحالة قذرة جداً ، اذ لم اشاهد قبل مثل هذا العدد من الذباب المحتشد بموضع واحد كالذي شاهدته الآن ، فقد كانت الخضروات واللحوم متعفنة مبعثرة في المسكن وساحاتها ، وكان الطابوق في كثير من الدور قد أزيح من موضعه وتركت الثقوب بحالة تدل كما لو كانت قد خصصت لسير مياه الغسيل القذرة الخارجة من الحمام وربما لغير ذلك من الامور ،

**************************************************************
(1) س . م . ب ، رقم الملف 3 \ 2 \ أ م . ل . ب المرقم 3296 والمؤرخ 22 \ 2 \ 1942 الى مديرية الميناء ، وقد عبر الاستاذ بهجت الاثري عن قصائده عن النفي في معتقل الفاو ووصف موقعه ومناخه وحالة المعتقلين فيه كما اورد في احدى قصائده حادثة حقيقية ظريفة اطلق عليها ( مأساة ديك الفاو ) صورها شعراً وقد خلط في تصويره الجهد بالهزل وأخرج القصة مخرجاً سياسياً عاماً ، فعرض بسياسة الحكومة وظلمها وجورها وندد بسلطات الاحتلال البريطاني وتعسفها بالبلاد وتنكيلها بالمواطنين الاحرار ، ولما انتشرت القصيدة بين المعتقلين عقدوا اجتماعاً وجاءوا بديك وقد ذبحوه وعلقوه بمشنقة وابنوه ، وانشدوا فيه هذه القصيدة .
وبلغ النبأ بغداد فكان له صدى في دواوين الدولة ، أثار الحفيظة على الشاعر خاصة وعلى المعتقلين عامة وأوعزت السلطات الى إدارة المعتقل بساءة المعاملة وتشديد الخناق .
بهجت الاثري ، ملاحم وأزهار ( القاهرة 1974 ) ص 105 ، كذلك مقابلة مع بهجت الاثري في 9 / 11 / 1986 .

البصرة خلال ثورة مايس 1941   ـ 162 ـ

وقد تبين بعد فحص الاجهزة الكهربائية في الدور ان الكثير المصابيح والالآت الاخرى كانت مفقودة وكانت بعض الشبابيك محطمة (1) .
   ومن الحقائق التي دونها ملاحظ حفر الفاو وغيره من الناس فضلاً عن اللجان التي جاءت وحققت في اوضاع الفاو جميعها توضح الحالة السيئة التي كان المعتقلون يعانون منها وصعوبة الظروف التي كانت تحيطهم .
   وعلى اية حال يمكن للباحث ان يستنتج من هذا العرض ان متصرفية البصرة لم تتخذ اجراءاً ايجابياً لتحسين احوال المعتقلين بل على العكس فقد اتخذ متصرف لواء البصرة عبد الرزاق حلمي موقفاً اشد ظروة على المعتقلين من غيرة ، وكأنه اراد ان يظهر بموقفه هذا ان لا يكون أقل شأناً من غيرة ارضاء للسلطة التي تولت الامر بعد انهيار حكومة رشيد عالي الكيلاني .
   ومن دراسة الوثائق المتعلقة بالمعتقلين والمعتقل تبرز لنا ما يلي من الظواهر :
   ( اولاً ) بالرغم من ان معتقل الفاو اريد به ان يكون مكاناً لاعتقال العناصر القومية التي ايدت وساندت ثورة مايس فقد حصل ان زجت السلطة فيه عناصر من الشيوعيين ، وقد حاول الاخيرون العمل على تغير قناعات بعض العناصر القومية وقد ادى هذا الامر الى حصول بعض الحساسيات والنزاعات ، فمثلاً في 23 شباط 1942 اعتدى عبد الملك عبد اللطيف وعبد الله مسعود وحميد مجيد علي المعتقل عبد الرزاق احمد الحمود بعد ان ايسوا من جره ومعتقلين آخرين من الشيوعية ، وادت هذه المشاجرة الى حدوث ( شغب وغوغاء بين المعتقلين جميعاً لو لا تدخل آمرية المعتقل

**************************************************************
(1) س . م . ب ، رقم الملف 3 / 2 / أ تقرير ملاحظ الحفر بالفاو الى مديرية الميناء والملاحة العامة المؤرخة 23 / 5 / 1942 .

البصرة خلال ثورة مايس 1941   ـ 163 ـ

وتفريقهم لحدثت امور لا يحمد عقباها "(1) ، وعلى اثر هذا الحادث امرت آمرية المعقل بنقل الثلاثة الى معتقل آخر حيث " لا يمكن بقائهم في هذا المعتقل نظراً لشدة تحمس باقي المعتقلين ضدهم لتظاهرهم بالشيوعية واستهتارهم بالدين الاسلامي " (2) .
   ( ثانياً ) بالرغم من عدم وجود معرفة سابقة بين المعتقلين لمجيئهم من مناطق مختلفة من القطر الا ان الايمان القومي ولتأييدهم لثورة مايس كان العامل الاساسي في جمعهم واتفاقهم ، وقد تجسد هذا الاتفاق في تضامن المعتقلين حيث رفض بعضهم النقل الى مكان آخر رغبة البقاء مع اخوانهم الاخرين في المعتقل رغم الظروف الصعبة داخلة .
   ( ثالثاً ) لقد كان الاعتقال ووضع المعتقل وانعدام ابسط الشروط الصحية فيه سبباً لتغيير مواقف بعض المعتقلين وتقديم عرائض للسلطة ورموزها اعلنوا فيها برائتهم من التهم المسندة اليهم وطلب قسم آخر من معارفه للتوسط لدى رجال الدولة لتحسين أوضاعهم بنقلهم الى معتقل آخر .
  ( رابعاً ) كان بعض المعتقلين من فئات أجتماعية فقيرة وكانت اوضاعها الاقتصادية سيئة ، وقد تضررت عوائلهم كثيراً بسبب الاعتقال لانعدام من يعيلها ، وآخرون كانت لهم مصالح اقتصادية وزراعية اهملت بسبب اعتقالهم وعدم وجود من يتابعها ، لذا قدمت عرائض كثيرة الى المتصرفية من قبل هؤلاء يطالبون فيها الافراج عنهم للاسباب المعاشية والاقتصادية السابقة (3) .

**************************************************************
(1) س . م . ب ، رقم الملف 3 / 2 / أ تقرير آمرية الفاو المرقم س / 210 والمؤرخ 24 / 2 / 1942 الى مديرية السجون العامة .
(2) المصدر نفسة .
(3) س . م . ب ، رقم الملف 9 / 33 من خلاصة بريد المعتقلين .

البصرة خلال ثورة مايس 1941   ـ 164 ـ

   بالرغم من العرائض والاحتجاجات التي كان المتقلون يرفعونها من وقت لآخر طالبة بتحسين اوضاعهم والاهتمام بالطعام ومتابعة الارزاق المختلفة وتوفير شروط النظافة وغير ذلك من المطالب المشروعة ، كانت آمرية المعتقل تفند تلك المطالب وتعتبر المروجين لها مجموعة من المشاغبين الذين لا هم لهم الا اثارة المشاكل وبتحريض الاخرين على المعتقل وسلطاته ، وكان من رأيها لن لا حل لهذه المشاكل الا بنقل المعتقلين الى معتقلات اخرى سواء في سامراء او نقرة السلمان او الى السجون العراقية المختلفة .
   ولعل السبب المباشر الذي عجل بغلق معتقل الفاو ما حصل من صدام بين المعتقلين وسلطات المعتقل في 11 أيار 1942 حينما تجمهر المعتقلون حول مخزن الارزاق للكشف عن الطعام ولاثبات ردائته وتواطئ المتعهد مع آمرية المعتقل ، لقد كانت هذه المواجهة سبباً في اتصال آمر المعتقل بمتصرف البصرة الذي اشار عليه بغلق مداخل المعتقل ومنع المعتقلين من الخروج الى اي مكان ، ثم جرت مراسلات سريعة بين المتصرف ومديرية السجون العامة تقرر على اثرها غلق المعتقل في 20 أيار 1942 ونقل المعتقلين في حراسة مشددة الى معتقل العمارة (1) .

**************************************************************
(1) س . م . ب رقم الملف 3 / 2 / أ آمرية معتقل الفاو المرقم س / 599 والمؤرخ 12 / 5 / 1942 الى مديرية السجون العامة ( مشاغبات وفتن معتقلين ) وصورة منه الى متصرف لواء البصرة .
لمعرفة الاحوال في معتقل العمارة راجع عبد الله حسن ، المصدر السابق .

البصرة خلال ثورة مايس 1941   ـ 165 ـ

الخاتمة
   لقد بذلت بريطانيا وعملاؤها جهداً مكثفاً من أجل جعل البصرة قاعدة ومركزاً استراتيجياً لقواتها العسكرية وقوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية ، وهذا ما أرادته بريطانيا في تفسيرها لمعاهدة سنة 1930 وتم ذلك فعلاً ، وفضلاً عن ذلك فإن التناقض والاختلاف الذي وقع بين القادة وتباين آراء الساسة العراقيين في تفسير علاقاتهم مع بريطانيا ولا سيما فيما يتعلق بموضوع الانزال البريطاني قد انعكست نتائج هذه السياسة بما فيها من السلبيات على العراق .
   فمن جهة التزمت الحكومة الكيلانية بتعهداتها الدولية التي وردت في معاهدة 1930 ، ومن جهة أخرى قدمت الاحتجاجات الرسمية التي ضربتها بريطانيا عرض الحائط ، فلم تعترف الحكومة البريطانية بمذكرات وزارة الخارجية العراقية بشأن الانزال ولم تجب بالقبول أو الرفض على تلك المذكرات ، وانما استغلتها بمناورات دبلوماسية لتثبيت هذا الانزال ، ويظهر انه لم يكن بوسع الحكومة العراقية والقوات المسلحة الحيلولة دون قيام البريطانيين بانزال قسري في ذلك الوقت بسبب عدم تكافؤ القوتين ـ والقادة العسكريون على معرفة بذلك ـ وليس هذا فحسب بل ان الهيمنة البريطانية على الدوائر السياسية والمؤسسات الاقتصادية في العراق بشكل عام والبصرة بشكل خاص ، جعل من الصعب تنفيذ اي مشروع يخدم مصلحة العراق آنذاك حتى وان كان مخططاً له من قبل بعض الساسة العراقيين وانما بقي حبراً على ورق .
   ويمكن القول ان بريطانيا التي كانت تخوض حرباً ضد دول المحور قد استفادت من الانشقاقات واختلاف الرأي بين الساسة العراقيين فاحتضنت الفئة المؤيدة لها المتمثلة بالوصي على عرش العراق وجناحه من الساسة التقليديين يومذاك وعملت على توسعة الشقة والخصام بين الفئة المعادية له ، واتفادت من دسائسها ومناوراتها وجيوشها في احتلال العراق والسيطرة عليه والتنكيل بابنائه والعبث بثرواته ، ولكن من الواضح ان ثورة مايس قد حققت نجاحاً جماهيرياً فالتفت الجميع حولها فتحدت بريطانيا بالرغم من الامكانيات غير متكافئة معها ، كما كشفت الثورة

البصرة خلال ثورة مايس 1941   ـ 166 ـ

حقيقت بعض الاقليات التي عاشت على ارض العراق والتي أخفت شعورها المضاد لحكومة الدفاع الوطني فطعنت الثورة من الخلف وعملت على الحط من هويتها الوطنية والقومية وقامت بترويج مختلف الدعايات المضادة ، ولكن أهل البصرة شأنهم في ذلك شأن كل العراقيين اثبتوا انهم اقوى من ان تؤثر فيهم مثل هذه الدعايات والدليل على ذلك تأييدهم للثورة واسنادهم المتواصل للجيش العراقي وقطعاته الباسلة عبر كل مراحل الكفاح ضد بريطانيا .
   ولابد من الاشارة هنا الى نقطة مهمة وهي ان حكومة الدفاع الوطني ثم حكومة رشيد عالي الكيلاني خلال توليها المسؤولية لم تطارد اي مواطن من المواطنين وبالاخص في لواء البصرة لغاية انهيار المقاومة العراقية وعودة الوصي المخلوع الى العراق وحكومة بمساعدة الحراب البريطانية ، ولم نجد هناك محكومين بمقتضى مرسوم صيانة الامن العام وسلامة الدولة رقم 56 عام 1940 خلال الفترة الممتدة من 3 نيسان الى 30 مايس 1941 ، ولهذا لم تفتح المعتقلات او تبيح لنفسها حجر حريات المواطنين ، اي ان حكومة الدفاع الوطني لم تنصب من نفسها جلاداً للشعب وحتى مع اولئك الذين ثبت انهم خالفوا اوامرها او وقفوا ضدها كما هو الحال مع صاحب جريدة الثغر الذي ايد الوصي ونشر بيانه في جريدته ، فلم تتخذ الحكومة اي اجراء او قرار بغلق الجريدة او حجراً او سجن صاحبها .
   ولكن على الفرق من ذلك نجد ان حركة الاعتقالات وحجر حريات الاخرين قد حصلت بعد اخماد الثورة ولم تكن سياسة الاعتقالات هذه قد حدثت بمعزل عن تدخل السلطات البريطانية اذ لم يكن اختيار معتقل الفاو في تلك البقعة في منطقة الفاو عفوياً بل كان امراً مقصوداً لجعله مكاناً للتنكيل بالوطنيين وقد بقي المعتقل بالكيفية التي عليها تحت اشراف مديرية الميناء ونفوذها لوقوع المعتقل ضمن املاكها .
   اضافة الى ذلك ان متصرف لواء البصرة عبد الرزاق حلمي الذي توبى المسؤولية الادارية في البصرة بعد القضاء على الثورة لم يبد اعتراضاً على تلك البقعة بحكم ما يبيحه له القانون من صلاحيات ، كأن يقول بان البقعة التي اختيرت غير صالحة لقسوتها المناخية ووقوعها في منطقة موبؤة وضمن املاك مديرية الميناء التي هي خارج مسؤلياته وبالرغم من كل ذلك فان المعتقلين كانوا اقوى من كل تلك الظروف إذ قدموا مثلاً رائعاً في التكاتف والاتفاق والتراحم وكذلك في التحدي للاحتلال حينذاك .

البصرة خلال ثورة مايس 1941   ـ 167 ـ

المصادر

أولاً ـ الوثائق الرسمية :
( أ ) سجلات محافظة البصرة



1
ملف 5 / 36
الازمة الوزارية ملف 5 / 36
2
ملف 3 / 18
حركات الاجانب والدعايات
3
ملف 3 / 2
الدعاية وما يتعلق بها من اخباريات ( التجسس )
4
ملف 5 / 19
التقارير الاسبوعية للشرطة
5
ملف 4 / 5
ملاحظة المواد البريدية الخارجية والدعاية المضرة
6
ملف 9 / 12
جمعيتا الدفاع الوطني وشباب الشعلة
7
ملف 9 / 33
الدعاية والنشر
8
ملف 5 / 1
المخافر والحدود
9
ملف 9 / 10
حركات البريطانيين
10
ملف 8 / 1    2
المخابرات المتعلقة بالبلدية
11
ملف 14 / 1
المدارس وما يتعلق بها
12
ملف 5 / 17
حول سوق المكلفين للخدمة العسكرية والمتخلفين منهم
13
ملف 36 / 5   3
التحقيق عن الجرائم لسنة 1941
14
ملف 4 \ 6
ملفة وجود جمعية
15
ملف 3 \ 33
الدعاية ( معاون مدير الكمرك في البصرة )
16
ملف 9 \ 16
التجسس والدعاية الضارة
17
ملف 9 \ 32
الدعاية المضرة
18
ملف 9 \ 33
تأليف لجان لمراقبة الصحف
19
ملف 7 / 1 \ 2
الاخباريات ( تحقيق اخبار)
20
ملف 14 / 1
الدعاية النازية في المدارس

البصرة خلال ثورة مايس 1941   ـ 168 ـ

21
ملف 14 / 2
( نفي اجنبي )
22
ملف 1 / 6
( ابعاد شخص )
23
ملف 12 / 12
( مديرية الميناء)
24
ملف 3 / 15
اخبار الحدود العراقية الكويتية
25
ملف 5 / 4
الدعايات الاجنبية
26
ملف 14 / 4
بيان اسماء منتسبي المعارف ( المشتركين بفتنة آيار 1941 )
27
ملف 1 / 16
الدعاية الشيوعية
28
ملف 11 / 14
محطات الاذاعة الالمانية
29
ملف 14 / 3
خطاب المدرسة نبيهة اسماعيل
30
ملف 13 / 4
ـ
31
ملف 9 / 4
ـ
32
ملف 35 / 3
ـ
33
ملف 14 / 14
ـ
34
ملف 3 / 2 / أ
المعتقلون ما يخصهم ( معتقل الاجانب في الفاو)
35
ملف 12 / 10 / أ
( خلاصة بريد المعتقلين )
36
ملف 9 / 33 / أ
خلاصة بريد المعتقلين


( ب ) سجلات المركز الوطني للوثائق :

أولاً ـ سجلات البلاط الملكي
1 ـ الملف المرقم د / 5 كتاب مديرية شرطة العامة المرقم 2851 بتاريخ 25 / 8 / 1939 .
2 ـ التقرير الاداري الصادر من الكولونيل ( جي سي وارد ) المدير العام لميناء البصرة لسنة 1941 ـ 1942 الملف المرقم ص / 8 .
3 ـ قرارات مجلس الوزراء المتخذة في جلسته المنعقدة بتاريخ 17 / 6 / 1940 .
4 ـ ملفة جريدة الاستخبارات العسكرية التسلسل 1501 ( الحركات المعادية للشيوعية ).

البصرة خلال ثورة مايس 1941   ـ 169 ـ

( ج ) وثائق شعبة التاريخ العسكري ( التابعة لمديرية التطوير القتالي )
1 ـ التقرير البريطاني للدفاع عن البصرة .

ثانياً ـ الجرائد والمجلات
1 ـ جريدة السجل البصرية .
2 ـ جريدة الناس البصرية .
3 ـ جريدة الانباء البصرية .
4 ـ جريدة الثغر البصرية .
5 ـ جريدة الزمان .
6 ـ جريدة البلاد .
7 ـ مجلة آفاق عربية .
8 ـ مجلة الساهرون العراقية .
9 ـ مجلة الثورة العربية ( جريدة الحزب الداخلية ) .

ثالثاً ـ الكتب المطبوعة باللغة العربية :
1 ـ ابراهيم الراوي ، من الثورة العربية الكبرى الى العراق الجديدة ( ذكريات ) ( بغداد 1976 ) .
2 ـ اسماعيل ياغي ، حركة رشيد عالي الكيلاني ، ( بيروت ، 1974 ) .
3 ـ اسماعيل ياغي ، تطوير الحركة الوطنية العراقية ( 1941 ـ 1952 ) ( بيروت 1976 ).
4 ـ الياس فرح ، الوطن العربي بعد الحرب العالمية الثانية ( بيروت 1975 ).
5 ـ بهجت الاثري ، ملاحم وازهار ( القاهرة 1974 ).
6 ـ بيرند فليب شرويد ، حرب العراق 1941 ، ترجمة فاروق الحريري ( بغداد 1982 ).

البصرة خلال ثورة مايس 1941   ـ 170 ـ

7 ـ جورج لنشوفسكي ، الشرق الاوسط في الشؤون الدولية العالمية ، ج 1 ، ( بيروت 1974 )
8 ـ جعفر عباس حميدي ، التطورات السياسية في العراق 1941 ـ 1953 ( بغداد 1976 ) .
9 ـ زكي صالح ، وادي الرافدين 1900 ـ 1914 ( بغداد ، 1957 ).
10 ـ حميد احمد حمدان التميمي ، البصرة في عهد الاحتلال البريطاني ، 1914 ـ 1921 ( بغداد 1979 ) .
11 ـ حسين القهواني ، دور البصرة التجاري في الخليج العربي 1869 ـ 1914 ( بغداد 1980 ).
12 ـ يونس بحري ، اسرار 2 مايس 1941 ( الحرب العراقية الانكليزية ) ( النجف 1968 ).
13 ـ محمود الدرة ، الحرب العراقية البريطانية 1941 ( بيروت 1969 ).
14 ـ معن شناع العجلي ، البصرة ( البصرة 1947 ).
15 ـ مالك سيف ، للتاريخ لسان ( ذكريات وقضايا خاصة بالحزب الشيوعي العراقي منذ تأسيسه ) ، ( بغداد 1983 ).
16 ـ مصطفى عبد القادر النجار ، تاريخ الخليج العربي الحديث والمعاصر ( البصرة 1984 ).
17 ـ ناجي شوكت ، سيرة وذكريات ثمانون عام 1894 ـ 1974 ( بيروت بدون سنة ).
18 ـ نجم الدين السهروردي ، الكتاب الابيض ، ( بغداد 1966 ).
19 ـ نجدة فتحي صفوة ، العراق في مذكرات الدبلوماسيين الاجانب ( بغداد 1984 ).
20 ـ سمير عبد الكريم ، موجز اضواء على الحركة الشيوعية في العراق ( بيروت بدون سنة ).

البصرة خلال ثورة مايس 1941   ـ 171 ـ

21 ـ عامر حسك ، احداث البصرة في ثورة 2 مايس 1941 ( بغداد 1977 ).
22 ـ عبد الامير محمد امين ، القوى البحرية في الخليج العربي ( بغداد 1966).
23 ـ عبد الرزاق الحسني ، تاريخ الوزارات العراقية ، ج 2 ، ج 5 ، ج 6 ، ( بيروت 1974 ).
24 ـ عبد الرزاق الحسني ، الاسرار الخفية في حركة مايس التحررية 1941 ( بيروت 1976 ).
25 ـ عبد الله حسن ، يوميات ومذكرات معتقل ( بغداد 1948 ).
26 ـ عبد الحميد الكنين ، بين شهرين او الايام السود ( البصرة 1941 ).
27 ـ علي محمود الشيخ علي ، مذكرات وتعليقات ( بغداد 1985 ).
28 ـ علي محمود الشيخ علي ، محاكمتنا الوجاهية ( بيرون ، بدون سنة ).
29 ـ فاضل البراك ، دور الجيش العراقي في حكومة الدفاع الوطني والحرب مع بريطانيا 1941 ( بغداد 1979 ).
30 ـ فاضل البراك ، المدارس اليهودية والايرانية في العراق ( بغداد 1984 ).
31 ـ صلاح الدين الصباغ ، فرسان العروبة في العراق ( مذكرات ) ، ( بدون مكان وسنة ).
32 ـ رجاء حسين الخطاب ، تأسيس الجيش العراقي وتطوره السياسي 1926 ـ 1941 ( بغداد 1979 ).
33 ـ رجب بركات ، بلدية البصرة ، 1869 ـ 1981 ، من منشورات مركز دراسات الخليج العربي .
34 ـ رجب بركات ، من صحافة الخليج العربي ( الصحافة البصرية 1889 ـ 1973 ) من منشورات مركز دراسات الخليج العربي ( بغداد 1977 ).
35 ـ توفيق السويدي ، مذكراتي ، نصف قرن من تاريخ العراق والقضية العربية ، ( بيروت 1969 ).

البصرة خلال ثورة مايس 1941   ـ 172 ـ

36 ـ خليل كنه ، العراق امسه وغده ، ( بيروت 1966 ).
37 ـ خالد عبد المنعم العاني ، موسوعة العراق الحديث ، المجلد الاول ( بغداد 1977).

رابعاً ـ الرسائل الجامعية
1 ـ طالب جاسم ، ميناء البصرة 1915 ـ 1956 ( جامعة البصرة 1984 ).
2 ـ سعاد رؤوف شير محمد ، نوري السعيد ودوره في السياسة العراقية 1932 ـ 1945 ( جامعة بغداد 1985 ).
3 ـ عبد الرحيم زويد ذو النون ، العراق في الحرب العالمية الثانية 1939 ـ 1945 ، ( القاهرة 1979 ).
4 ـ علي ناصر ، تاريخ السكك الحديدية في العراق ( 1914 ـ 1945 ( جامعة البصرة 1984 ) .

خامساً ـ المقابلات الشخصية
1 ـ العقيد المتقاعد حسن علي زكي .
2 ـ العقيد الركن المتقاعد شكري محمود بديم .
3 ـ الرائد المتقاعد محمد حسن الطريحي .
4 ـ المحامي رجب بركات .
5 ـ الاستاذ بهجت الاثري .