البصرة في نصرة الامام الحسين   ـ 20 ـ

دور أهل البصرة في نصرة الإمام علي ( عليه السلام ) في صفين
   قال نصر بن مزاحم في ( كتاب صفين ) : دخل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الكوفة بعد رجوعه من البصرة ومعه اشرف من أهل البصرة (1) .
   وقد قدم على على الإمام علي ( عليه السلام ) بعد قدومه الكوفة من البصرة ، الأحنف بن القيس ، وجارية بنت قدامة وحاث بن زيد وزيد بن جبلة واعين بن ضبيعة وعظم الناس بنو تميم ، وكان فيهم أشراف ، ولم يقدم هؤلاء على عشيرة من أهل الكوفة .
   فقام الأحنف بن قيس وجارية بنت قدامة وحارثة بن بدر ، فتكلم الاحنف فقال يا أمير المؤمنين إنه إن يك بنو سعد لم تنصرك يوم الجمل فإنها لم تنصر عليك وقد عجبوا أمس من نصرك ، وعجبوا اليوم ممن خذلك ، لأنهم شكّوا في طلحة والزبير ، ولم يشكّوا في معاوية ، وعشيرتنا في البصرة فلو بعثنا اليهم فقدموا إلينا فقاتلنا لهم العدو [ أي معاوية وأشياعه من أهل الشام ] وانتصفنا بهم وادركوا اليوم ما فاتهم امس .
**************************************************************
(1) كتاب صفين : ص 3 .

البصرة في نصرة الامام الحسين   ـ 21 ـ

   ثم خاطب علي ( عليه السلام ) حارثة فوافق الاحنف في رأيه ، فقال ( عليه السلام ) للاحنف اكتب الى قومك ، فكتب اليهم يحثهم على الخروج والمسير اليه لقتال معاوية بن ابي سفيان .
   وكتب معاوية بن صعصعة وهو ابن اخي الاشعث الى بني سعد ابياتاً من الشعر في ذلك ، فلما انتهى كتاب الاحنف ، وشعر معاوية الى بني سعد ساروا بجماعتهم حتى نزلوا الكوفة فعزت بالكوفة وكثرت .
وعن عبد الله بن عوف قال : ان علياً ( عليه السلام ) لم يبرح النخيلة حتى قدم عليه ابن عباس بأهل البصرة ، قال وكان كتب علي ( عليه السلام ) الى ابن عباس :
   اما بعد : فأشخص الي بمن قبلك من المسلمين والمؤمنين ، وذكرهم بلائي عندهم ، وعفوي عنهم ، واستبقائي لهم ، ورغبهم في الجهاد ، واعلمهم الذي لهم في ذلك الفضل والسلام .
   قال فلما وصل كتابه الى ابن عباس بالبصرة قام في الناس ،فقرأ عليهم الكتاب وحمد الله وأثنى عليه وقال :
   يا أيها الناس استعدوا للشخوص الى امامكم ، وانفروا خفافاً وثقالاً ، وجاهدوا بأموالكم وانفسكم ، فأنكم تقاتلون المحلين القاسطين ، الذين لا يقرأون القرآن ، ولا يعرفون حكم الكتاب ،

البصرة في نصرة الامام الحسين   ـ 22 ـ

ولا يدينون دين الحق ، مع أمير المؤمنين وابن عم رسول الله ( ص ) بالمعروف والناهي عن المنكر ، وكان بالحق والقيم بالهدى والحاكم بحكم الكتاب الذي لا يرتشي في الحكم ، ولا يداهن الفجار ، ولا تأخذه في الله لومة لائم .
   فقام اليه الاحنف بن قيس فقال : نعم والله لنجيبنك ولنخرجن معك ، على العسر واليسر ، والرضا والكره ، نحتسب في ذلك الخير ، ونأمل به من الله العظيم من الاجر .
   وقام اليه خالد بن معمر السدوسي فقال : سمعنا واطعنا ، فمتى استنفرتنا نفرنا ، ومتى دعوتنا اجبنا .
   وقام اليه عمرو بن مرحوم العبدي فقال : وفق الله امير المؤمنين ، وجمع له أمر المسلمين ، ولعن المحلين القاسطين الذين لا يقرأون القرآن ، نحن والله عليهم حنقون ، ولهم في الله مفارقون ، فمتنى اردتنا صحبك خيلنا ورجلنا انشاء الله.
  فأجاب الناس الى المسير ونشطوا وخفوا (1) .
   ويقول معاوية بن ابي سفيان في رسالته الى الامام علي ( عليه السلام ) : ولا حجتك على أهل الشام كحجتك على أهل البصرة لانهم اطاعوك ولم يطعك أهل الشام (2) .
**************************************************************
(1) بحار الانوار : ج 32 ص 406 .
(2) بحار الانوار : ج 32 ص 393
.

البصرة في نصرة الامام الحسين   ـ 23 ـ

   وكذلك خرج شيعة البصرة لقتال الخوارج فقال أبن الاثير خرج شريك الاعور وكان من شيعة علي لقتال الخوارج من البصرة وأنتخب ثلاثة آلاف فارس من الشيعة (1) .

شيعة البصرة وأمير المؤمنين الحسن بن علي ( عليهما السلام )
   لم ترتد شيعة البصرة بعد شهادة الامام علي ( عليه السلام) كما يؤيده التاريخ ، واليك مقالة سليمان بن صرد الخزاعي :
   بعد صلح أمير المؤمنين الحسن ( عليه السلام ) ، مع معاوية بن ابي سفيان ، جاء سليمان بن صرد الى الحسن ( عليه السلام ) وقال له ما ينقضي تعجبنا من بيعتك معاوية ، ومعك اربعون الف مقاتل من اهل الكوفة ،وشيعتك من اهل البصرة .
   وكذلك لدينا دليل آخر يؤيد بقاء شيعة البصرة على ولائهم لامير المؤمنين الحسن ( عليه السلام ) بعد بيعة الناس له بعد شهادة أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ،
**************************************************************
(1) الكامل في التاريخ : ج 13 ص 431 .

البصرة في نصرة الامام الحسين   ـ 24 ـ

   لما بلغ معاوية بن ابي سفيان شهادة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وبيعة الناس أبنه الحسن ( عليه السلام ) دس رجلاً من بني القين الى البصرة ليكتب اليه بالاخبار ويفسد على الامام الحسن ( عليه السلام ) الامور فعرف الامام الحسن ( عليه السلام ) بذلك فكتب الى البصرة باستخراج القيني من بني سليم فأخرج وضربت عنقه (1) .
   والدليل الثالث على بقاء شيعة البصرة على ولائهم لامير المؤمنين الحسن ( عليه السلام ) ، ماقاله عمرو بن العاص لمعاوية بن ابي سفيان عندما قدم وفد أهل البصرة على معاوية زمان الإمام الحسن ( عليه السلام ) إذ قال عمرو لمعاوية بأن الاحنف بن قيس ، وصعصعة بن صوحان من شيعة علي ( عليه السلام ) الذين قاتلوا معه يوم الجمل و صفين فكن منهم على حذر(2) .
   والدليل الرابع موقف جارية بنت قدامة السعدي البصري ، قال المامقاني : لما رجع جارية من سيره بعد قتل علي ( عليه السلام ) دخل على الحسن ( عليه السلام ) فضرب على يده فبايعه وعزاه ، وقال : ما يجلسك ، سر يرحمك الله الى عدوك قبل ان يسار اليك .
**************************************************************
(1) بحار الانوار : ج 44 ص 45 .
(2) المصدر السابق ، ص 123
.

البصرة في نصرة الامام الحسين   ـ 25 ـ

   فقال ( عليه السلام ) : لو كان الناس كلهم مثلك سرت بهم (1) .
  وقد كان الإمام علي ( عليه السلام ) عالماً بأهل البصرة إذ يقول لهم : اني عارف لذي الطاعة منكم فضله ، ولذي النصيحة حقه ، غير متجاوز متهماً الى بريء ، ولا ناكثاً الى وفي (2) .
   وكذلك كان أهل البصرة يدركون مواقف الإمام علي ( عليه السلام ) لهم ، وكانوا يشاطرونه في ما كان يمر به ، فقد كان يبكيهم كلامه ومواعظه ، فعندما خطب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في جامعه البصرة فقال لهم معاشر المؤمنين والمسلمين . . . الى آخر كلامه فبكى أهل البصرة كلهم ، وصلوا عليه (3) .

ثانياً : دور شيعة البصرة في نصرة الحسين بن علي ( عليهما السلام )
د الى هنا    لم يكن أهل البصرة غافلين عن سخصية الإمام الحسين ( عليه السلام ) وعلمه ، في ذلك روي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) هذه الرواية :

**************************************************************
(1) تنقيح المقال : ج 1 ص 206 .
(2) المصدر السابق : ج 33 ص 495 .
(3) المصدر السابق : ج 39 ص 348
.

البصرة في نصرة الامام الحسين   ـ 26 ـ

   قال وهب بن وهب القرشي ، حدثني الصادق جعفر بن محمد ، عن ابيه ( عليهما السلام ) ان أهل البصرة كتبو الى الحسين بن علي ( عليهما السلام ) يسألونه عن الصمد ، فكتب اليهم (1) .
   وعندما أرسل أهل الكوفة كتبهم الى الإمام الحسين ( عليه السلام ) يدعونه للقدوم عليهم ، توجه الحسين ( عليه السلام ) الى العراق يوم خروج مسلم بن عقيل بالكوفة ، وهو يوم التروية ، بعد مقامه بمكة بقية شعبان وشهر رمضان وشوال وذا القعدة وثمان ليال خلون من ذي الحجة سنة 60 هـ وكان قد اجتمع الى الحسين ( عليه السلام ) مدة مقامه بمكة نفر من أهل الحجاز ونفر من أهل البصرة انضافوا الى أهل بيته ومواليه(2) .
   ومن الذين لحقوا بالحسين ( عليه السلام ) من شيعة البصرة وهو في مكة يزيد بن ثبيط العبدي وابناه عبد الله وعبيد الله ، وعامر بن مسلم العبدي ، ومولاه سالم ، وسيف بن مالك ، والادهم بن امية ، وقوي يزيد بن ثبيط في الطريق حتى انتهى الى الحسين ( عليه السلام ) ، وهو بالابطح من مكة .
   وقد أرسل الحسين ( عليه السلام ) كتبه الى أشراف أهل البصرة يدعوهم لنصرته ولزوم طاعته ، منهم يزيد بن مسعود النهشلي ، والمنذر بن الجارود ، وهو بمكة فقد أرسل كتبه مع سليمان مولاه فكتب :
**************************************************************
(1) بحار الانوار : ج 3 ص 223 رقم 14 .
(2) المصدر السابق : ج 44 ص 363
.

البصرة في نصرة الامام الحسين   ـ 27 ـ

   اما بعد ، فأن الله أصطفى محمد ( ص ) على خلقه واكرمه بنبوته ، واختار لرسالته ، ثم قبضه الله اليه ، وقد نصح لعباده ، وبلغ ما أرسل به ( ص ) ، وكنا أهله واولياؤه واوصياؤه وورثته ، وأحق الناس بمقامه في الناس ، فاستأثر علينا قومنا بذلك [ فأغضينا كراهية للفرقة ومحبة للعافية ] (1) ونحن نعلم أنا أحق بذلك الحق المستحق علينا ممن تولاه ، وقد بعثت رسولي اليكم بهذا الكتاب ، وانا ادعوكم الى كتاب الله وسنة نبيه ( ص ) فأن السنة قد أميتت ، وأن البدعة قد أحييت ، فأن تسمعوا قولي وتطيعوا أمري ، أهدكم سبيل الرشاد والسلام .
   وكانت الشيعة في البصرة تجتمع في دار مارية بنت منقذ العبدية ، وكانت دارها مألفاً للشيعة يتحدثون فيها .
   وعندما أرسل الحسين ( عليه السلام ) كتابه الى أهل البصرة اجتمع الشيعة في دار مارية العبدية لتدارس الموقف .
   ومن الذي أرسل لهم الحسين ( عليه السلام ) كتاباً يزيد بن مسعود أبو خالد النهشلي البصري من أشراف البصرة يدعوه الحسين ( عليه السلام ) لنصرته .
   فجمع يزيد بن مسعود قومه بعد قراءته كتاب الحسين ( عليه السلام ) ، بني تميم ، وبني حنظلة ، وبني سعد ، وبني عامر وخطبهم فقال :
**************************************************************
(1) في نسخة : فرضينا وكرهنا الفرقة وأحببنا لكم العافية .

البصرة في نصرة الامام الحسين   ـ 28 ـ

   يا بني تميم كيف ترون موضعي فيكم ، وحسبي منكم فقالوا بخ بخ ، أنت والله فقرة الظهر ورأس الفخر ، حللت في الشرف وسطاً ، وتقدمت فيه فرطاً .
   قال : فإني قد جمعتكم لأمر اريد ان اشاوركم فيه واستعن بكم عليه .
   فقالوا له : إنا والله نمنحك النصيحة ، نجهدك الرأي ، فقل حتى نسمع .
   فقال : إن معاوية قد مات ، فأهون به والله هالكاً ومفقوداً ، الا وإنه قد إنكسر باب الجور والإثم ، وتضعضعت اركان الظلم ، وقد كان أحدث بيعة غقد بها أمراً ، وظن إنه قد أحكمه وهيهات الذي أراد ، إجتهد والله ففشل ، وشاور فخذل ، وقد قام يزيد شارب الخمور ، ورأس الفجور ، يدعي الخلافة على المسلمين ، ويتأمر عليهم بغير رضا منهم مع قصر حلم ، وقلة علم ، لا يعرف من الحق موطئ قدمه ، فأقسم بالله قسماً مبروراً ، لجهاده على الدين ، أفضل من جهاد المشركين ، وهذا الحسين بن علي أمير المؤمنين ، وإبن رسوله ( ص ) ، ذو الشرف الأصيل ، والرأي الأثيل ، له فضل لا يوصف ، وعلم لا ينزف ، وهو أولى بهذا الأمر ،لسابقته وسنه ، وقدمه وقرابته يعطف على الصغير ويحنو على الكبير ، فأكرم به راعي رعية ، وإمام قوم وجبت لله به الحجة ، وبلغت به الموعظة ، فلا تعشوا عن نور الحق ، ولا تسكعوا في وهد الباطل .

البصرة في نصرة الامام الحسين   ـ 29 ـ

   والله لا يقصر احد عن نصرته إلاّ أورثه الله الذل في ولده ، والقلة في عشيرته ، ها أنا ذا قد لبست للحرب لامتها ، ودرعت لها بدرعها من لم يقتل يمت ، ومن يهرب لم يفت ، فأحسنوا رحمكم الله رد الجواب .
   فقالت بنو حنظلة ، يا أبا خالد نحن نبل كنانتك وفرسان عشيرتك ، أن رميت بنا أصبت وإن غزوت بنا فتحت ، لا تخوض غمرة الاّ خضناها ، ولا تلقى والله شدة الاّ لقيناها ، ننصرك بأسيافنا ونقيك بأبداننا إذا شئت .
   وقالت بنو أسد : ابا خالد إن أبغض الأشياء إلينا خلافك ، والخروج من رأيك .
   وقالت بنو عامر : نحن بنو أبيك ، وحلفاؤك لا نرضى إن غضبت ولا نوطن إن ظعنت ، فأدعنا نجبك ، وأمرنا نطعك .
   ثم كتب إلى الحسين ( عليه السلام ) :
   أما بعد فقد وصل إلي كتابك وفهمت ما ندبتني إليه ، ودعوتني له من الأخذ بحظى من طاعتك والفوز بنصيبي من نصرتك ، وإن الله لم يخل الأرض من عامل عليها بخير ،

البصرة في نصرة الامام الحسين   ـ 30 ـ

ودليل على سبيل نجاة ، وأنتم حجة الله على خلقه ، ووديعته في أرضه ، تفرعتم من زيتونة أحمدية ، وهو أصلها وأنتم فرعها ، فأقدم سعدت بأسعد طائر ، فقد ذللت لك أعناق بني تميم ، وتركتهم أشد تتابعاً في طاعتك من الإبل الظماء لورود الماء يوم خمسها ، وقد ذللت لك بني سعد وغسلت درن قلوبها بماء سحابة مزن حين إستهل برقها فلمع .
   ثم أرسل الكتاب مع الحجاج بن بدر السعدي وكان متهيئاً للمسير إلى الحسين ( عليه السلام ) بعدما أرسل إليه جماعة من العبديين .

ثالثاً : دور شيعة البصرة في الأخذ بثارات الحسين ( عليه السلام )
   وعندما أرسل الحسين ( عليه السلام ) كتابه إلى البصرة ، صعد عبيد الله بن زياد المنبر فخطب وتوعد أهل البصرة على الخلاف وأثارة الإرجاف (1) .
   وأمر عبيد الله بن زياد فأخذ ما بين واقصة إلى طريق الشام والى طريق البصرة فلا يدعون أحداً يلج ولا أحداً يخرج (2) .
**************************************************************
(1) بحار الأنوار : ج 44 ص 337 .
(2) المصدرالسابق : ص 370 .

البصرة في نصرة الامام الحسين   ـ 31 ـ

   ولم تستطع شيعة البصرة الوصول إلى نصرة الحسين( عليه السلام ) كما حصل ليزيد بن مسعود النهشلي عندما تجهز للخروج إلى الحسين ( عليه السلام ) ، فبلغه شهادته قبل أن يسير فجزع من أنقطاعه عنه .
   وبعد شهادة الحسين ( عليه السلام ) شعر أهل الكوفة بالندم وأعلنوا توبتهم ، لذا أرسل سليمان بن صرد كتاباً إلى شيعة البصرة للطلب بدم الحسين ( عليه السلام ) وأرسل الكتاب إلى المثنى بن مخزمة العبدي وبعثه مع ظبيان بن عمارة التميمي من بني سعد .
   فكتب المثنى الجواب :
   أما بعد : فقد قرأت كتابك وأقرأته أخوانك ، فحمدوا رأيك واستجابوا لك ، فنحن موافقون إن شاء الله تعالى للأجل الذي ضربت .
   وقال الطبري : دعا سليمان بن صرد ، المثنى بن مخزمة للأخذ بدم الحسين ، وجاء ومعه ثلاثمائة من أهل البصرة(1) .
   ويقول القنصل الروسي الكسندر أدامون في البصرة عام 1912 م في كتابه ( ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها ) :
**************************************************************
(1) تاريخ الطبري : ج 5 ص 558 ، 600 ، وبحار الأنوار : ج 45 ص 356 ، 360 ، 362 .

البصرة في نصرة الامام الحسين   ـ 32 ـ

   إن الشيعة في البصرة لم يدعوا الفرصة تمر بعد وفاة يزيد بن معاوية وحولوا إستغلال الإضطرابات التي قامت بسبب موت يزيد وكادت الإنتفاضة التي أشعلوها أن تؤدي إلى القضاء على الحكم العربي في العراق لقد بدأت هذه الإنتفاضة بحملة من الشيعة تعدادها عشرة آلاف مسلح سارت نحو الشام وهدفها معاقبة عبيد الله بن زياد الذي كان قد هرب من البصرة الى الشام ، لكن مروان بن الحكم الأموي الذي كان قد أختير خليفة أسرع بأرسال جيشه لملاقاة حملة أهل البصرة فأستطاع هذا الجيش أن يحطم المنتقيمين لدم الحسين .
   غير إن هذا الفشل لم يكبح جماح الشيعة في البصرة فقد إنضموا في السنة التالية إلى التمرد الذي قام في الكوفة (1) .
**************************************************************
(1) ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها : ج 2 ص 15 .

البصرة في نصرة الامام الحسين   ـ 33 ـ

شهداء الطف من شيعة البصرة
1 ـ الأدهم بن أُمية العبدي البصري (1) :
   صحابي سكن البصرة ، فلما سمع وقعة كربلاء خرج مع يزيد بن ثبيط وأبناه عبد الله وعبيد الله ، حتى إنتهى إلى مولانا الحسين ( عليه السلام ) ، واستشهد في الحملة ألاولى ، وكان يجتمع في دار مارية البصرية .

2 ـ الحجاج بن بدر التميمي السعدي البصري (2) :
   كان حامل كتاب يزيد بن مسعود النهشلي إلى الحسين ( عليه السلام ) وله ذكر في زيارة الناحية المقدسة .

3 ـ سيف بن مالك العبدي البصري (3) :
   عده الشيخ في رجاله من أصحاب الحسين ( عليه السلام ) .

**************************************************************
(1) اعيان الشيعة : ج 3 ص 232 ، وتنقيح المقال : ج 1 ص 106 رقم 623 ، ومستدركات علم الرجال : ج 1 ص 533 رقم 1926 .
(2) اعيان الشيعة : ج 4 ص 564 ، ومستدركات علم الرجال : ج 2 ص 306 رقم 3181 .
(3) رجال الطوسي : ص 74 رقم 3 ، وتنقيح المقال : ج 1 ص 79 رقم 5463.
.

البصرة في نصرة الامام الحسين   ـ 34 ـ

   وقال المامقاني : شهيد الطف غني عن التوثيق وكان من الشيعة ممن يجتمع في دار مارية بنت منقذ البصرية العبدية الذي كان يجتمع شيعة البصرة في منزلها ، فخرج مع يزيد بن ثبيط العبدي الى الحسين ( عليه السلام) ، وانظم اليه ، وما زال معه حتى قتل بين يديه في كربلاء مبارزة بعد صلاة الظهر .

4 ـ سالم مولى عامر بن مسلم البصري العبدي (4) :
استشهد مع الحسين ( عليه السلام ) يوم الطف .

5 ـ عامر بن مسلم بن حسان بن شريح العبدي البصري (5) :
   ذكر أهل السير إنه كان الشيعة في البصرة فلما بلغه خبر الحسين ( عليه السلام ) خرج هو ومولاه سالم مع يزيد بن ثبيط العبدي ، **************************************************************
(4) بحار الأنوار : ج 101 ص 340 وفيه ( مسلم مولى عامر ) ، وتنقيح المقال : ج 2 ص 117 .
(5) رجال الطوسي : ص 77 رقم 16 ، ورجال إبن داود : ص 252 رقم 250 ، وبحار الأنوار : ج 22 ص 184 ، ج 45 ص 64 ، 72 ، وج 101 ص 273 ، ومستدركات علم الرجال : ج 4 ص 322 رقم 7352 ، وتنقيح المقال ، ج 2 ص 117
.

البصرة في نصرة الامام الحسين   ـ 35 ـ

   وأنظموا إلى الحسين ( عليه السلام ) بالأبطح من مكة حتى ورد معه كربلاء ، وقتل معه فيمن قتل في الحملة الأولى رضوان الله عليهم .
   وقد زاده شرفاً على شرف الشهادة تخصيصه بالتسليم عليه في زيارة الناحية المقدسة .
   وذكر الفضل بن العباس بن ربيعة في قصيدته التي ينعى بها بني على أُمية أفعالهم قال :
ارجوا عامراً وردوا زهيراً      ثم عثمان فأرجعوا iiغارمينا

6 ـ عبد الله بن يزيد بن ثبيط العبدي البصري (6) :
   عده الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الحسين ( عليه السلام ) ، قائلاً : معروف ، إستشهد مع أبيه وإخيه عبيد الله مع الحسين ( عليه السلام ) .

7 ـ عبيد الله بن يزيد بن ثبيط العبدي البصري (7) :
   ذكره الطوسي في أصحاب الحسين ( عليه السلام) وقال : معروف .
**************************************************************
(6) رجال الطوسي : ص 77 رقم 15 ، وطبقات إبن سعد : ص 42 ، وتاريخ الطبري : ج 5 ص 354 .
(7) رجال الطوسي : ص 77 رقم 15 ، وتاريخ الطبري : ج 5 ص 354
.

البصرة في نصرة الامام الحسين   ـ 36 ـ

   أستشهد مع الحسين ( عليه السلام ) يوم الطف مع أبيه واخيه عبد الله ، وزاد على شرف شهادته ، شرف تسليم الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه في زيارة الناحية المقدسة .

8 ـ الهفهاف بن المهند الراسبي البصري (8) :
   من أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فارس شجاع من الشيعة المخلصين في محبة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، له ذكر في المغازي والحروب ، وحضر مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مشاهده ، وأمره ( عليه السلام ) في صفين على أزد البصرة ، وكان ملازماً له ( عليه السلام ) ، إلى أن قتل ( عليه السلام ) .
   أنضم إلى الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، ولما بلغه خروج الحسين ( عليه السلام ) من مكة إلى العراق خرج من البصرة فسار حتى إنتهى الى العسكر بعد الوقعة فدخل على عسكر عمر بن سعد فسأل القوم ما الخبر ، أين الحسين بن علي ؟
   فقالوا له : من أنت ! فقال : أنا الهفهاف الراسبي البصري جئت لنصرة الحسين ( عليه السلام ) ،

**************************************************************
(8) تنقيح المقال : ج 3 ص 303 رقم 12887، ومستدركات علم الرجال : ج 8 ص 162 رقم 15944 .

البصرة في نصرة الامام الحسين   ـ 37 ـ

   فقالوا : أما ترى هجوم القوم على المخيم وسلبهم بنات رسول الله ( ص )؟
   فلما سمع الهفهاف بقتل الحسين ( عليه السلام ) وهجوم القوم ، إنتضى سيفه وشد فيهم كليث العرين يضربهم بسيفه فلم يزل يقتل كل من دنا منه حتى قتل منهم جمعاً كثيراً حتى أثخن بالجراح فحمل عليه جمع وإحتوشوه حتى قتلوه رضوان الله عليه .
وقال المامقاني : شهيد الطف فوق الوثاقة .

9 ـ يزيد بن ثبيط العبدي ، من عبد القيس البصري (9) :
   عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الحسين ( عليه السلام ) .
   وكان يزيد من شيعة البصرة ، ومن أصحاب ابو الأسود الدؤلي ، وكان شريفاً في قومه ، إجتمع في دار مارية بنت منقذ العبدية وكانت دارها مألفاً للشيعة يتحدثون فيها .
   وقال يزيد لأصحابه في بيت مارية : إني قد أزمعت على الخروج ، وأنا خارج ، فأجمع يزيد بن ثبيط على الخروج إلى الحسين( عليه السلام ) ، وكان له بنون عشرة ، فدعاهم إلى الخروج معه ، وقال أيكم يخرج معي متقدماً ، فإنتدب له إثنان ، عبد الله وعبيد الله ؟

**************************************************************
(9) رجال الطوسي : ص 81 ، وتاريخ الطبري : ج 5 ص 354 ، وأبصار العين في أنصار الحسين ( عليه السلام ) ص 110 ، وتنقيح المقال ج 3 ص 325 رقم 13118 .

البصرة في نصرة الامام الحسين   ـ 38 ـ

   وقال يزيد لأصحابه : إني والله أن لو قد إستوت اخفافها بالجدد لهان علي طلب من طلبني ، ثم خرج وإبناه ، وصحبه عامر بن مسلم العبدي ، ومولاه سالم ، وسيف بن مالك ، والأدهم بن امية ، وقوي في الطريق حتى إنتهى إلى الحسين ( عليه السلام ) وهو بالأبطح من مكة ، فإستراح في رحله ، ثم خرج إلى الحسين ( عليه السلام ) إلى منزله ، وبلغ الحسين ( عليه السلام ) مجيئه فجعل يطلبه حتى جاء إلى رحله ، فقيل له قد خرج إلى منزلك ، فجلس في رحله ينتظره ، وأقبل يزيد لما لم يجد الحسين ( عليه السلام ) في منزله ، وسمع إنه ذهب إليه راجعاً على أثره ، فلما رأى الحسين ( عليه السلام ) في رحله قال :
   بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ، السلام عليك يا بن رسول الله ، ثم سلم عليه وجلس إليه وأخبره بالذي جاء له ، فدعا له الحسين ( عليه السلام ) بخير ثم ضم رحله إلى رحله ، وما زال معه حتى قتل بين يديه في الطف مبارزة ، وقتل أبناه في الحملة الأولى .
   وقد زاده شرفاً على شرف الشهادة تسليم الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه عليه بالخصوص في زيارة الناحية المقدسة .
   وقد رثاه إبنه عامر ، وذكرنا رثائه في ترجمة إبنه عامر بن يزيد .

البصرة في نصرة الامام الحسين   ـ 39 ـ

اصحاب ورواة الحسين ( عليه السلام ) من شيعة البصرة
1 ـ ابان بن أبي العياش (1) :
   ابو اسماعيل ، مولى عبد القيس الحذاء الشني البصري ، من أصحاب الحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد ( عليهم السلام ) ، زاهد صالح تابعي ، مات سنة 127 ( أو ) 128 هـ .
2 ـ أبو صادق الجرمي (2) :
   من اصحاب الحسين ( عليه السلام ) .
3 ـ الاحنف بن قيس بن معاوية (3) :
   ابو بحر السعدي البصري ، والاحنف لقب وأسمه الضحاك ، تابعي ثقة ، وهو من اصحاب الحسين ( عليه السلام ) ، وارسل اليه الحسين ( عليه السلام ) كتاباً يدعوه لنصرته ، ورد على علي ( عليه السلام ) بصفين ، مات سنة 67 هـ .
**************************************************************
(1) رجال الطوسي : ص 83 رقم 10 ، وص 106 رقم 36 ، وص 152 رقم 190 ، وتاريخ الإسلام : ( وفيات سنة 141 ـ 160 ) ص 55 ، وتهذيب التهذيب : ج 1 ص 97 ، وثقات إبن حبان : ج 8 ص 131 .
(2) ثقات ابن حبان : ج 4 ص 55 ، وتاريخ الإسلام : ( وفيات سنة 61 ـ 80 ) ص 345 ، وتهذيب الكمال : ج 2 ص 282 ، واعيان الشيعة : ج 3 ص 222
.

البصرة في نصرة الامام الحسين   ـ 40 ـ

4 ـ ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل (4) :
   ابو الاسود الدؤلي البصري ، ويقال : ظالم بن ظالم ، وقيل عويمر بن ظويلم ، وقيل : عمرو بن عمران ، وقيل : عثمان بن عمرو .
   من اصحاب علي ، والحسن ، والحسين ، وعلي بن الحسين ( عليهم السلام) ، ثقة ، يعد في التابعين الشعراء الفقهاء المحدثين والاشراف .
   اقول : ويأتي ذكره في شعراء البصرة
5 ـ عبد الله بن حكيم بن جبلة العبدي البصري (5) :
   عده الطوسي من رجاله تارةً من أصحاب امير المؤمنين ( عليه السلام ) ، واُخرى من اصحاب الحسين بن علي ( عليهما السلام ) .
**************************************************************
(4) رجال الطوسي : ص 46 رقم 1 ، وص 69 رقم 1 ، وص 75 رقم 1 ، وص 95 رقم 1 ، وثقات إبن حبان : ج 4 ص 400 .
(5) رجال الطوسي : ص 51 رقم 75 ، وص 78 رقم 39 ، وتنقيح المقال : ج 2 ص 179 رقم 6826
.

البصرة في نصرة الامام الحسين   ـ 41 ـ

6 ـ قيس بن الهيثم (6) :
   والد السري ، السلمي ، السامي ، البصري ، له صحبة ، ارسل اليه الحسين ( عليه السلام ) كتاباً يدعوه لنصرته .
7 ـ مارية بنت منقذ العبدية من عبد القيس البصرية (7) :
   كانت من الشيعة ، وكانت دارها مألفاً للشيعة يتحدثون فيه .
وقال الطبري : اجتمع شيعة أهل البصرة في منزلها عندما أرسل الحسين ( عليه السلام ) كتابه الى أهل البصرة يدعوهم الى لنصرته .
8 ـ المثنى بن مخرمة العبدي ، البصري (8) :
   كتب سليمان بن صرد اليه كتاباً لطلب ثار الحسين ( عليه السلام ) ، وبعثه مع ظبيان بن عمارة التميمي من بني سعد .
  فكتب المثنى الجواب : أما بعد : فقد قرأت كتابك واقرأته اخوانك فحمدوا رأيك واستجابوا لك ، فنحن موافقون ان شاء الله تعالى للاجل الذي ضربت .

**************************************************************
(6) الاستيعاب في هامش الاصابة : ج 3 ص 238 ، والاصابة : ج 3 ص 262 ، وتاريخ الطبري : ج 5 ص 357 .
(7) تاريخ الطبري : ج 5 ص 353 .
(8) تاريخ الطبري : ج 5 ص 558 و 600 ، وبحار الانوار : ج 45 ص 356 و 362
.

البصرة في نصرة الامام الحسين   ـ 42 ـ
   وقال الطبري : دعاه سليمان بن صرد للاخذ بدم الحسين ( عليه السلام ) وجاء ومعه ثلثمائة من أهل البصرة .
9 ـ مسعود بن عمرو ابو قيس الازدي البصري سيد الازد (9) :
قال الطبري : أرسل له الحسين ( عليه السلام ) كتاباً لنصرته .
   أنظر تعليقنا في يزيد بن مسعود للتحريف الذي وقع في الاسم .
10 ـ نضرة الازدية البصرية (10) :
روت عن الحسين ( عليه السلام ) ، وقالت : لما قتل الحسين بن علي مطرت السماء دماً (1).
**************************************************************
(9) تاريخ الطبري : 560 ص 355 .
(10) ثقات ابن حبان ، ج 5 ص 487 ، وطبقات ابن سعد ، ص 90 قسم الامام الحسين ( عليه السلام ).
(1) ذكر ابن حبان في ثقاته مثل هذا الحديث في ترجمة سليم القاص .
قلت : قال ابن كثير في تفسيره هذا الحديث من مثالب الشيعة !؟
وذكر السيد جواد شبر في أدب الطف : ج 4 ص 48 قال : قال علي أحمد الشهيدي في كتابه أبو الدنيا إن السماء مطرت دماً احمراً أدهش سكانها ادهاشاً عظيماً بل أدهش ايطاليا بأسرها عندما شاع الخبر بأن السماء امطرتهم مياهاً دموية ، وذلك في بلدة ايطاليا اسمها سينيادي بتاريخ 15 مايو سنة 1900 م ، وكان ذلك في شهر محرم الحرام الذي أستشهد فيه الحسين( عليه السلام)
.

البصرة في نصرة الامام الحسين   ـ 43 ـ

11 ـ يزيد ابن مسعود أبو خالد النهشلي البصري (11) (1) :
   من اشراف البصرة الذين كتب اليهم الحسين ( عليه السلام ) يدعوهم الى نصرته ، ولكن لما تجهز يزيد بن مسعود للخروج الى الحسين ( عليه السلام ) بلغه شهادته قبل ان يسير ، فجزع من انقطاعه عنه .
**************************************************************
(11) بحار الانوار : ج 44 ص 337 ، ومستدركات علم الرجال : ج 8 ص 260 رقم 16382 .
(1) ذكر في الحروب والمغازي ( مسعود بن عمرو الازدي أبو قيس الفهمي ) سيد الازد ، وبسب قتله قامت حرب البصرة بعد هلاك يزيد ، وهو الذي منع من قتل عبيد الله بن زياد يومئذ ، وله شرشف وهو الذي جمع الناس وخطبهم لنصرة الحسين ( عليه السلام ) فلم يتوفق .
ويمض في كتب المفاتل أنه يزيد بن مسعود النهشلي وليس من رؤساء الاخماس ولعله مكتوب اليه ايضاً .
والذي يستظهر من الخطبة والكتاب الذي ارسله الى الحسين ( عليه السلام ) ان الذي جمع الناس هذا لا مسعود ، ولكن الطبري في تاريخه : ج 5 ص 355 قال ( مسعود بن عمرو البصري ) أرسل له الحسين ( عليه السلام ) كتاباً لنصرته
.