أخبارُ القاضي خالد بن طليق (حدّثنا عبد الله بن الحسن المؤدب عن النُمَيرْيّ، عن خالد بن عبد العزيز، قال : رأيتُ خالد بن طليق يوم جلس للقضاء مقدمه من بغداد جلس في صحن المسجد عند الطّست، وأمر بعبيد الله بن الحسن فأُحضرِ، وأمر مناديه أن ينادي : أينَ عبيد الله بن الحسن ؟ فدعا النّاس على خالد، فلماّ قعد بين يديه، قال : هذه الكُتُب فمَن يتسلَمُها ؟ فقد كان مَن قبلي يسلمُونها، وقد رأيتُ أن أجعلَها نسختين بمحضرٍ من شهودٍ عدولٍ، فتأخذُ واحدةً، ويكون عندي واحدة، وعليّ غرامةُ ذلك، فابعثْ مِن الشهود مَن يُعدَلُ، ومِن الكُتَاب مَن أحببت، ثمّ قام ودعا له النّاس، ونسخ الكُتب على نسختين لئلا يغيرَ شيئاً مِن أحكامه، قال : وكان عفيفاً عن الأموال، لا يأخذ على القضاء درهماً) (1) . (قال خالد بن عبد العزيز : وكان يطلب الأموال التي في أيدي النّاس من الوقوف والصدقات، حتى جعل لمن دلّه على شيءٍ من ذلك عشر العشر، فأخبر عن مال عبد الوهّاب بن عبد المجيد (2) ، فأرسل إليه، فسأله عنه ؟ فأقرَ له به، وقال : هو مِن وقوفٍ في يدي، فأمر بتثبيت الوقوف، فأحيا الوقوف بما أمر به في تثبيتها، وحمُِدَ ذلك منه) (3) . (أخبرني عبد الله بن الحسن عن النُمَيرْيّ، عن محمّد بن عبيد الله بن حمَاد، عن عبد الوهاب الثقفيّ، قال : قال لي محمّد بن سليمان الأمويّ : ما يكونُ من هذا الجاهل من العجائب ؟ قال : فقلتُ له : إنّ هذا ينسى فوكلْ به مَن يحفظه ويكتبه ويحصيه عليه، قال : فوكَل به جماعة يكتبون عجائبه التي يحكم بها، فكان مّا حفظوا عنه أنّه شهد عنده رجلٌ عدّله وثلاثةٌ لا يعرفهم، فقال : العَدْلُ يبقى بمكانه والثلاثة برجلٍ آخرَ عدْلٍ، ************************************************* (1) وكيع أخبار القضاة: ج 2، ص 125 . (2) عبد الوهّاب بن عبد المجيد الثقفيّ، يكنى أبا محمّد، كان ثقةً، وفيه ضعف، ولد سنة 108 هـ ، وتوفي بالبصرة سنة 194 هـ . ابن سعد، الطبقات : ج 7، ص 289 . (3) وكيع أخبار القضاة : ج 2، ص 125 .
فحكم بشهادتهم، وكان نهى الذّرّاع أن يذرعوا إلاّ بخاتمٍ يدفعه إليهم ويأذن في ذلك، فأتاه عاصم بن عبيد الله بن الوداع الكلابيّ، وهو أبو عمر بن عاصم الكلابيّ، المحدث بسورجي (1) ، قد كسح له أرضاً، فقال : أصلحك الله، إنَ هذا كسحَ لي أرضاً، وأنا أريد أن أذرعها عليه، فأقبل السورجيُ، فقال : أنت كسحتَها ؟ قال : نعم، قال : لَكَ بينة ؟ فقام إليه بعضُ مَن حضر، فقال : إنمّا هو أجيرٌ لهذا، فقال للسورجي : أ كذاك ؟ قال : نعم، قال فهي له إذاً، ثمَ أذِن له في ذَرْعِها) (2) . وفادة أهل البصرة الى المهدي في أمر القاضي خالد بن طليق (أخبرني عبد الله بن الحسن عن النُميَرْيّ، قال : سمعتُ محمّد بن عبد الله الأنصاريّ، وخلاّد بن يزيد، وعبد الرّحمن بن عثمان بن الرّبيع يحدّثُ عن أبيه، ومحمّد بن عبد الله بن حمَاد، ومَن لا أُحصي، يخبرون خبر خالد بن طليق، وخبر الوفد الذين خرجوا في أمره، ولا أخلص حديث بعضهم من بعض، أنّ أخبار خالد وعجائبه انتهت إلى المهديّ، وكان محمّد بن سليمان لا يألوا ما أنهي ذلك إليه، وكان عبد الله بن مالك (3) يقوم بأمره للجراية عنه، فخرج محمّد إلى المهديّ في بعض خرجاتِه، فأكبّ على المهديّ يسأله عزله، حتى أجابه إلى ذلك، فقدم محمّد البصرة ووجده جالساً في المسجد يحكم، قال ابن حمّاد : فحدّثني محبوب بن هلال صاحب الدّيوان، قال : قال لي محمّد : ائتِ خالداً فانهَه عن الجلوس فقد عزله أمير المؤمنين، قال : فأتيتُه فأبلغتُه ذلك عن محمّد، فقال : (أمعه رسالة ?) قال : فأتيتُ محمّداً فأخبرتُه، فقال : لهفي على قاضي كذا، أنا أحمل إليه رسالة، أيا عمر ************************************************* (1) سورجيّ : السّورجيُ رُحبة من رحاب البصرة في جانب بني ربيعة . ياقوت الحمويّ، معجم البلدان : ج 3، ص 79 . (2) وكيع أخبار القضاة : ج 2، ص 127 _ 128 . (3) عبد الله بن مالك الأزديّ، تولّى الشرطة لغاية خلافة هارون . خليفة بن خيّاط، تاريخ خليفة : ص 382 . |
إذا القرشيُ لم يضرب بسهمٍ خـزاعيّ فليس مِن الصَميمِ |
إذا كنتَ في أرضٍ وحاولت غيرَها فـدَعْـها وفـيها إن أردتَ | مـعادُ
لـما التقَوا عند إمامِ الهدى أفـحم بـين الستّة وصار كالكركي لما انبرت لـه غـزاةٌ كـلُها صائدُ | الوافدُ
يــأخـذه ذا مــرّةً ثــمَ بـاراه مـنهم حـليف الـتقى ذو الإرْبِ والأكرُومةُ الماجدُ (2) أعـني أبـا يعقوب أهل الحِجا نِـعْمَ لَـعمري الـكهلُ والوافدُ ثـمَ انـبرى عـثمان في قولِه ذاك الأديــبُ الـسيدُ الـراشدُ فـقال : يـا خـالدُ مـاذا ترى فــي مـيتٍ يـفقِدُهُ الـفاقدُ ؟ خـلّـى بـنـاتٍ كـلُهم عـالةٌ يـرحـمهُنَ الـصادرُ الـواردُ وقـال : أعطوا ذا الفتى مثل ما يـأخذُ بـنتٌ إن مـضى الوالدُ قـال أخو الأنصار : هذا الذي تــاهَ ومـا أرشَـدَهُ الـرّاشدُ قـال لـه عيسى : وما إن أسا لا يـكـذبَنْ أصـحابَك الـرائدُ اسـتره يـا خـيرَ بـني هاشمٍ سـرَك ربـي الـصّمدُ الواحدُ فـقال : إنـيّ عـازلٌ خـالداً إذْ لـم يـكن مـنكم لـهُ حامدُ | ذا كـأخذِ عـبدٍ آبـقٍ فـاسدِ (1)
إذا جـئتَ الأمير فقُل : وأمّـا بـعد ذاك فـلي غريمٌ مِـن الأعرابِ قُبّح مِن غريمِ لـه ألفٌ عليَ ونصفُ أخرى ونصفُ النصفِ في صكٍ قديمِ دراهـمُ ما انتفعتُ بها ولكن وصـلتُ بها شيوخَ بني تميمِ | سلامٌ عـليكَ ورحـمةُ اللهِ الرّحيمِ
إنـي أعـوذُ بـروحٍ أن إني المهاب حب الموت أورثكم ولم أرِث قطُ حبَ الموتِ من أحدِ إنَ الـدُنُوَ إلـى الأعـداء أعلمُهُ مـمّا يـفرقُ بين الرُوحِ والجَسَدِ | يُقدّمني إلـى القتال فيُخزى بي بنو أسدِ
يا معاذُ بن معاذِ الخير يــا خـيـرَ اتّـقِ الله فقد أصبحت فــي أمـرٍ عـظيم لا تولي الدهرَ مَن أنت بــه جِــدُ عـليم قـد تـهيّا اللاحقيون وأبــنـاء تـمـيم شمَروا القُمْص وحلُوا مـوضع الـسَجْدِ بثوم لـزِموا مـسجدنا مع ضـيـعته أي لـزوم صـام مـن أجلك مَن لـم يـكُ منهم لِيصوم وهو ذئبٌ يرقُبُ الغِرّة فــي الـلَيل الـبَهيم كـلُهم يأمل أن يودعَه مــــال يـتـيـم | حـكيم
يـا مَـن لدهرٍ أتى أعـقبنا مِـن قضاتِنا رجلاً كـالثَور مـسترسل له غببُه كـنّا نشقُ الجيوبَ من عمر حتى ابتلينا بمَن خلا عجبُه يـا شـؤم قومٍ أتوا خليفتنا هُـمُ أشـاروا به وهُمْ سببُه مـا وفـقوا للسَداد فيه ولا أفـلحَ مَـن ساقَه ومَن جَلبَه أحـولُ مـثلُ البَعيرِ جثَتُه لا عقلُه يُرتجى ولا أدبُه (1) | بحاجتِنا أعـقـبنا ريـبُه ومـنقلبُه
إذا أنـــتَ تَـعـلَقتَ بـحـبلٍ وا هــنِ الـقبُوَة مـنبَت إذا مــا بـلغ الـمجدَ ذَوُو الأحـسابِ بـالمت تـقاصرَْتَ عـن المجدِ بـأمرٍ رائـبٍ شَـختِ فـلا تـسمُ إلـى المجدِ فـمـا أمـرُك بـالثبْتِ فـلا فَـرعُك في العِيدا ن عُـودٌ نـاضرُ النَبتِ ومـا يـبقى لـكم يا قو م مـن أثـلتِكم نـحتِي فـها فاسمَع قريضاً من رقـيقٍ حـسنِ الـنَعتِ يـقولُ الـحقَ إن قـال ولا يـرمـيك بـالبَهتِ وفـي نـعتٍ لِـوَجعاء قـد استرخت من الفت فـعندي لـك يـا مأبُو ن مـثل الـفالج البُختِي عـتُـلٌ يـعمل الـكُومَ مـن السَبتِ إلى السَبتِ لـــه فَـيْـشَلةٌ إن أُد خِـلت واسـعةُ الخَرْتِ وإلاّ فـأطـل وجـعاءَ ك بالخضخاضِ والزفتِ ألــم يـبلغك تـسآلي لـدى الـعلامة المرْتِ فقالَ الشيخُ سرجُوَي (1) ه : داء المرءِ من تحتِ فـخُذ مِـن ورقِ الدفلى وخُـذ مِـن ورقِ القت وخُـذ مـن جَعرِ كيسانٍ ومـن أظـفارِ نِـسَخْتِ فـغَرغِرهُ بـه واسـعط بـذا في دائه أُفتِي) (2) | تـعـلّقتَ بـحبلٍ من أبي الصَلتِ
إنَ لي حاجةً فرأيكَ فيها إنَـنا في قضائِها | سِيّانِ
جـبَةٌ مِن جبابك الخَز | حتى لا يراني الشتاءُ حيثُ يَراني
كيف أصبحتَ يا أبا عمران يـا كريم الإخاءِ والإخوانِ |
أتانا عن البصرة بعزلِ ابن سارق عنزِ النبي وصـار ابن خادمةٍ قاضيا فلا رضي اللهُ عن كل مَن لـحاليهما لـم يكن راضيا فقد سكن النّاس واستوسقُوا وأصـبح أمـرُهُمُ هـاديا فـكم لـلأمير من المسلمي ن والـمسلمات بـها داعيا | المخبرون بـما سرَ ذا النّعلِ والحافِيا
بأن يُعلي اللهُ كعبَ الأمي رِ ولا يـزال لـنا | والياً
قل لأبي ريشةَ يا ذا لـو كنتَ ذا علمٍ بأحكامِنا أشبهتَ في الأحكام سوَارا | الذي أصبحَ في الأحكام جوَارا