فرحاً بما أخبره المعلم، فقال : يا أبا واثلة أ حقٌ ما قال المعلمُ لي ؟ قال : نعم، شَبَهُهُ فيك وشَبَهُكَ فيه أبنُ مِن ذلك، فادّعى الرّجل الغلام ونسبَه إلى نفسه) (1) . (وقال عمر بن شبَة، عن أبي الحسن المدائنيّ : نظر إياس إلى ثلاثِ نسوةٍ فزعْنَ من شيءٍ، فقال : هذه حامل، وهذه مُرضع، وهذه بِكْر، فقام إليهنَ رجلٌ فسألهنَ، فوجدهُنَ كما قال، فقيل له : مِن أينَ علِمتَ ؟ قال : لمّا فزعْنَ وضعَت كلُ واحدةٍ يدَها على أهم المواضع لها، وضعت المرضعُ يدَها على ثديها، والحاملُ على بطنِها، والبِكْر على أسفلِ مِن ذلك) (2) . (أخبرني عبد الله بن الحسن عن النُمَيرْيّ، عن عبد الصّمد بن عبد الوارث، عن أبيه، قال : حدّثني شكن أبو قبيصة كاتب إياس بن معاوية، قال : كان إياس يقول في الرّجلِ يطلقُ المرأة وقد أحدثت في بيتها أشياء : ما كان من متاع المرأة فهو لها إلاّ أن يقيمَ الرّجلُ البينة أنّه له، وكان إياس يقول في المهر الآجل والعاجل : إنْ دخلَ بها فزعمت أنّه لم يدفع إليها العاجل تأخذه لها والآجل ليس لها أن تأخذَه به إلاّ أن يفرّق موتٌ أو طلاق) (3) . (أخبرني عبد الله بن الحسن عن النُميَرْيّ، قال : حدّثنا عفّان، قال : حدّثنا حمَاد، قال : ************************************************* (1) وكيع، أخبار القضاة : ج 1، ص 368 _ 369 ، المزيّ، تهذيب الكمال : ج 3، ص 428 . (2) المزيّ، تهذيب الكمال : ج 3، ص 429 . (3) وكيع، أخبار القضاة : ج 1، ص 336 .
سمعتُ إياس بن معاوية يقول في الذي به الفالج (1) والجذام (2) والبرص (3) ، ويذهب ويشتري ويبيع، قال : يجوزُ طلاقُه وشراؤه وبيعُه، قال : وسمعتُ إياساً يقول : مَن زوّج غائباً فهو ضامن حتى يقدم، وإذا زوّج رجلٌ رجلاً، فقال : أنا بريءٌ مِن الصَداق فهو ضامنٌ، وإن اشترط رضى غائب فلَه شرطُه) (4) . (وأخبرني عبد الله بن الحسن عن النُمَيرْيّ، عن موسى، عن أبي هلال، عن أشعث، قال : وجاء رجلٌ إلى الحسن، فقال : يا أبا سعيد إنّ إياساً ردّ شهادتي، فانطلق الحسن معه قال : فلقي إياساً، فقال : ما حملَك على أن رددت شهادة هذا ؟ أمَا بلغك أنَ رسول الله (ص) قال مَن استقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم، له ذمّةُ الله وذمّةُ رسوله، فقال له الآخر : أيهّا الشيخ إنّ الله يقول : {ممِنَْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُهَدَاءِ} (5) ، وإنَ صاحبَك ليس ممّن يُرضى مِن الشُهداء) (6) . (أخبرني عبد الله بن الحسن عن النُمَيرْيّ، عن محمّد بن حاتم، عن إبراهيم بن مرزوق، قال : جاء رجلان إلى إياس بن معاوية يختصمان في قطيفتين (7) ، وهو قاضٍ، ************************************************* (1) الفالج : ريح يأخذ الإنسان فيذهب بشقه، وهو داء معروف يُرخي بعض البدن، والفَلج : الفَجَح في السّاقين، وأصل الفلج النصف من كل شيءٍ، ومنه يقال : ضربه الفالج في الساقين . ابن منظور، لسان العرب : ج 2، ص 346 . (2) الأجذم : المقطوع اليد، والجذام من الأمراض المعدية، وكانت العرب تتطير منه وتتجنّبه . ابن منظور، لسان العرب : ج 12 ، ص 82 ، 88 . (3) البرص : داءٌ معروفٌ، وهو بياض يقع في الجسد . ينظر : ابن منظور، لسان العرب : ج 7، ص 5 . (4) وكيع، أخبار القضاة : ج 1، ص 336 . (5) جاء في سورة البقرة قوله تعالى : {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإنِْ لمْ يَكُونَا رَجُليَنِْ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ ممَِنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُهَدَاءِ} ، آية/ 282 . (6) وكيع، أخبار القضاة : ج 1، ص 337 . (7) القطيفة : دثار مخمّل، وقيل : كساءٌ له خمل، والجمع قطائف . ابن منظور، لسان العرب : ج 9 ، ص 286 . |
نـبت عـينُها عـين وراق فـؤادُها فـتىً مـن بني جلاّن رخوَ فـتىً لـو أُجـاريه إلـى المجد فتُهُ وقـصرَ عـن إدراك حـر الـمآثرِ رأتــه جـميلاً ذا رُواء فـأذعنت إلـيه ورامـتني بـإحدى الـقناطرِ ودونَ الذي رامَت من الموت عارضٌ عـلى رأسـها جـمٌ كـثيرُ الزّماجرِ | المكاشرِ
كريمٌ إذا ما نال عاقَبَ مجُمِلاً أشدَ العِقاب أو عفا لم | يؤنبِ
فـعفْو أمـير المؤمنينَ أسـاءوا فـإنْ تصفح فإنَك قادرٌ وأفـضلُ عفوٍ جئته عفوُ مذنِبِ | وحسبه فمهما يكن مِن صالحٍ غير أخيبِ
وكـنّا قـبل إمرَتِهِ | علينا مِنَ الشيخ المولّع في عناءِ
أ في حمّى ثلاث زرت جرماً وتترك شيخَ قومِك يا | بلالُ ؟
سـل الـزّعل عـن آبائه ثمّ قل ومـا خـلت جـرماً يعرفون أباهم إذا حصّلوا يوماً ونجلوا إلى الأصل | له أ لست ابن جرم معدن اللُؤم والبخل؟
أنت هبت زائداً | ومِزْيَداً وكهلة أسلُك فيها الأجرَدَا
إنـيّ والـذي حجّت قريشٌ لـه الأيـامَ تـابعةَ سـأتركُ باقياً لك مِن ثنائي بما أبليت في الحِقَب الخوال وكم لك من أبٍ يعلُو وينمى وخـالٍ يا بلالُ إلى المعالي | اللَيالي
ومُـظـلمةٍ عـليَ مـن بـخـيرِ يـمـينِ مـدعُوٍ لـخيرٍْ تُـعـاونهُا إذا نـهـضتْ شِـمالُ بـحقيّ أنْ أكـونَ إلـيك أسـعَى وفــي يـدِكَ الـعُقوبةُ والـنّوَالُ تـرى الأبـصارَ خـاشعةً إلـيهِ كما يشخَصْنَ حين يُرى الهلالُ (1) | الـلَيالي جــلا ظَـلماءها عـنّي بـلالُ
إلى ابن أبي مُوسى بلالٍ طوتْ أقـولُ لها إذْ شمَرَ السّيرُْ واستوتْ بـها البِيدُ واستنَت عليها الحرائرُ إذْ ابـن أي مـوسى بـلال بلغته فـقامَ بـفأسٍ بـين وصليكِ جازرُ وأنـت امرؤٌ من أهلِ بيتِ ذؤابةٍ لـهـم قـدمٌ مـعرُوفةٌ ومـفاخرُ يطيبُ ترابُ الأرضِ إن تنزلوا بها وتـحتال إن يـعلو عليها المنابرُ | بنا قـلاصٌ، أبـوُهنَ الجديلُ وداعرُ
رأيـتُكَ قدْ نضلتَ وأنتَ وإنـيّ، والـذي حجَت قُريشٌ لـهُ الأيّـامَ تـابعةَ الـلّيالي يـمينَ مـحُافظٍ، فاحفظ يميني بـمكّةَ عـند مُـطّرحِ الرّحالِ لـترْ تـحلنْ إليكَ ببطن جمْعٍ عـلى النُوق النواعج والجمِالِ سـأترك بـاقياً لك من ثنائي بما أوليتَ ي الحِقب الخوالي وكـم لكَ من أبٍ يعلُو وينمى وعـمٍ يـا بـلالُ إلى المعالي | تنمي إلى الاحساب أصحابَ النّضالِ
ومــــا زلــــت تـسـمـو لـلـمـعالي إلـــــى أنْ بــلــغـتَ الأربــعـيـن فـألـقـيـتْ إلـــيــكَ جــمـاهـيـرُ الأمـــــور الأكــابــرُ فأحْكمْتها لا أنتَ في الحُكمْ عاجزٌ ولا أنتْ فيها عَن هُدى الحق جائرُ | وتـجـتـبي جــبـا الـمـجـد مـــذْ شُـــدَتْ عـلـيـك الـمـآزرُ
بلالُ يا ابنَ الشرف الأمحاض وأنت يا ابن القاضيينِ معتزمٌ على الطّريق الماضي وثـابت الفِعل على الدحاضِ أنتَ ابنُ كل سيدٍ فيّاضِ (1) | قاضِ
إنـيّ وقـد تُعنى أمور فـلا ورب الآمـنات الـقُطَنِ يَـعمُرْنَ أمـناً بالحرام المأمن بـمحبسِ الـهَدي ورب البُدن ورب وجـهٍ مِن حراءَ منحني مـا آيـبٌ سـرّك إلاّ سرّي شـكراً وإن عرّك أمرٌ عرّني ما الحفظُ أم ما النُصحُ إلاّ إنّني أخوك والرّاعي لما استرعيتني إنـيّ إذا لـم تـرني كـأنّني أراكَ بالغَيبِ وإن لم تَرَني (4) | تعتني على طريقِ العُذر إنْ عذرتني