خالداً وهو آمن، فأخرج خالداً من البصرة، وخاف أن لا يجيز المصعب أمانَ عبيد الله، فلحق مالك بثأج (1) ، فقال الفرزدق يذكر مالكاً ولحوق التميميّة به وبخالد :
(قال أبو زيد، فزعم المدائنيُ وغيره من رُواة أهل البصرة أنّه أرسل إليهم فأتُي بهم، فأقبل على عبيد الله بن أبي بكرة، فقال : يا ابن مسروح، إنمّا أنت ابن كلبةٍ فتعاوَرها الكلاب فجاءت بأحمر وأسود وأصفر، من كل كلبٍ بما يشبِهُهُ، وإنمّا كان أبوك عبداً نزل إلى رسول الله (ص) من حصن الطائف، ثمّ أقمتُم البيّنة تدّعون أنّ أبا سفيان زنى بأمكم، أما والله لئن بقيت لأُلحقنّكم بنسبكم، ثمّ دعا بحُمران، فقال : يا ابن اليهوديّة إنمّا أنت عِلجٌ نبطيٌ سُبيت من عين التمر (3) ، ثمّ قال للحكم بن المنذر (4) بن الجارود : يا ابن ************************************************* مثل بن يدي الحجَاج، فلماّ رآه قال له : (ثكلتك أمُك، قال : وأبي مع أمي، قال : أين ألقتك الأرض بعدي ؟ قال : ما قمتُ مقاماً أوسع من مقامي، إنّ الله استعملك علينا فأبينا، فأبى علينا) فأمّنه الحجّاج . ينظر : الباذريّ، أنساب : ج 7، ص 389 . (1) ثأج : عين من البحرين على ليال، وقيل : قرية بالبحرين ياقوت الحمويّ، معجم البلدان : ج 3، ص 5 . (2) الطبريّ، تاريخ : ج 5، ص 4 . (3) عن التمر : بلدة قريبة من الأنبار غربي الكوفة، وهي على طرف البرية، قديمة، افتتحها المسلمون على يد خالد بن الوليد سنة 12 هـ عنوة. ياقوت الحمويّ، معجم البلدان : ج 6، ص 369 . (4) الحكم بن المنذر بن الجارود بن عَمْرو بن حنش، وصف بالجود والكرم، أثنى عليه الشعراء . ينظر : ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق : ج 6، ص 281 ، 296 .
الخبيث، أتدري مَن أنت ؟ ومَن الجارود ؟ إنمّا كان الجارود عِلجاً بجزيرة ابن كاوان (1) فارسيّاً، فقطع إلى ساحل البحر، فانتمى إلى عبد قيس، ولا والله ما أعرف حيّاً أكثر اشتمالاً على سوءةٍ منهم، ثمّ أنكح أخته المكعبر الفارسيّ، فلم يُصِب شرفاً قطُ أعظم منه، فهؤلاء ولدها يا ابن قُباذ. ثمّ أُتي بعبد الله بن فضاله الزهرانيّ، فقال : ألستَ مِن أهل هَجَر، ثمّ مِن أهل سماهيج (2) ، أمَا والله لأردّنَك إلى نسبك، ثمَ أُتي بعلي بن أصمع، فقال : أعبدٌ لبني تميمٍ مرّة، وعزيٌ مِن باهلة ! ثمّ أُتي بعبد العزيز بن بشر بن حنّاط، فقال يا ابن المشتور (3) ، ألم يسرق عمّك عنزاً في عهد عمر فأُمِر به فسير ليقطعه، أمَا والله ما أعنت إلاّ مَن ينكح أختك، وكانت أخته تحت مقاتل بن مسمع (4) ، ثمّ أُتي بأبي حاضر الأسديّ، فقال : يا ابن الاصطخريّة، ما أنت والأشراف، وإنماّ أنت من أهل قطر دعيٍ في بني أسد، ليس لك فيهم قريب ولا نسيب، ثمّ أُتي بزياد بن عَمرو (5) ، فقال : يا ابن الكرماني إنمّا أنتَ عِلجٌ من أهل كِرمان، قطعت إلى فارس فصرتَ ملاّحاً، ما لَك ولِلحرب، لأَنت بجر القَلْس (6) أحذق، ثمّ أُتي بعبد الله بن عثمان بن أبي العاص، فقال : أعليَ تُكثر وأنتَ عِلجٌ ************************************************* (1) جزيرة ابن كاوان، يقال : إنَها جزيرة عظيمة، وهي من بحر فارس بين عمان والبحرين، افتتحها عثمان بن أبي العاص الثقفيّ في أيّام عمر بن الخطاب لما أراد غزو فارس في البحرين، مرّ بها في طريقه وكانت من أجلّ جزائر البحر . ياقوت الحمويّ، معجم البلدان : ج 3، ص 57 . (2) سماهيج : جزيرة في المجر، تدعى بالفارسيّة ماش ما هي، فعرّبته العرب، وقيل هي قرية على جانب البحرين . ياقوت الحمويّ، المصدر نفسه : ج 5، ص 65 . (3) المشتور، من الشتر : انقلاب في جفن العين الأسفل . ينظر : الفراهيديّ، العين : ج 6، ص 245 . (4) مقاتل بن مسمع، كان أحد القادة لمقاتلة الخوارج الأزارقة سنة 72 هـ ، من ناحية كرمان إلى دار أبجرد، فقاتل حتى قتل. الطبريّ، تاريخ : ج 5، ص 17 . (5) ربمّا هو زياد بن عَمْرو، أبو عَمْرو بن زياد القرشيُ الفهريّ، روى عن ابن عبّاس . ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل : ج 3، ص 539 . (6) القَلس : ما خرج من الحلق ملءَ الفم أو دونه، وليس بقيء، والقَلس الشرب الكثير من النبيذ، |
بـني أسـدٍ إن تقتلوني بـني أسـد هل فيكمُ مِن هوادةٍ فتَعفُون إن كانت بي النعلُ زلَتِ فلا تحسب الأعداء إذْ غبتُ عنهم وأُوريـتُ مـعناً أنَ حربيَ كلَتِ تـمشَى خـداش ي الأسكّةِ آمناً وقـد نهلت منّي الرّماحُ وعلَتِ | تحُاربوا تميماً إذا الحرب العَوانُ اشمعلَتِ
تبينَْ هل بيثربَ زَنْدَوَردٍ قُرى آبائك النّبط | العلاِج
فلا في سبيلِ الله لاقى حمِامَهُ أبوكِ ولكن في سبيل الدَراهم |
قد أتانا بما كرهنا أبو السلاس كـانت بـنفسه الأوجاع | (5)
إنّ مِن أعجب العجائب عندي قـتلُ بـيضاءَ حرّةٍ عطبولِ كُـتب الـقتلُ والقتالُ علينا وعلى المحصنات جرُ الذُيولِ |
واللهِ مـا حـدَثتُ قـائدَ جحفلٍ عـند الـوغى متقلب أمضى وأكرم مشهداً مِن مصعبٍ لـولا تـقارب مـدّة الآجـالِ | الأزوالِ
ولمّا رأينا الأمر نُكْساً صدورُه وهـمُ الهوادي أن تكُنَ | تواليا
صـبرنا لأمـرِ الله حـتّى ونـحنُ قـتلنا مصعباً وابنَ مصعب أخــا أســدٍ والـنّخعِيَ الـيمانيا ومـرّت عُـقَابُ الموتِ منّا بمسلمٍ فـأهوت لـه نـاباً فـأصبح ثاوِيا سـقَينا ابـنَ سـيدانٍ بكأسٍ رويَةٍ كفتنا، وخيرُ الأمر ما كان كافيا) (1) | يُـقيمَه ولـم نـرضَ إلاّ مِـن أمـيّة واليا
دعـا الرّحمن بشِرٌ وكان دعاءُ بشرٍ صوبَ غيثٍ يُـعاش به ويحُيى ما أصابا أغـرُ بـوجهِهِ نُسقى ونُحيى ونستجلي بغرَتهِ الضّبابا (2) | فاستجابا لـدعوته فـأسقانا الـسَحابا
يا بشرُ يا ابنَ الجعفريّة ما خـلَقَ الإلـهُ يديكَ جـاءت بـه عجز مقابلة ما هنَ مِن جُرم ولا عُكلِ | للبُخلِ
والعُظيَاتُ خشاش بينهم فـسَواءٌ قبر مُثرٍ | ومُقِل (1)
إذا أنـتَ لم تترك أموراً وتـخشى الذي يخشاه مثلك هارباً إلـى الله مـنه ضيَع الدُرَ جالبُهْ فـإنْ تـرَ مـنيي غـفلةً قرشيّةً فـيا ربماَ قد غصَ بالماءِ شاربُهْ وإنْ تـرَ مـنيي وثـبةً أمـويّةً فـهذا وهـذا كـلُه أنـا صاحبُهْ ولا تَـعدُ مـا يأتيكَ منّي فإنْ تعُدْ تـقُمْ فـاعلمَنْ يوماً عليكَ نوادبُهْ | كرِهتَها وتطلب رضاي في الذي أنا طالبُهْ
إذا أنا لم أطلب رضاك وأتّقي أذاكَ فيومي لا توارت كواكبُهْ |
إذا قـارف الـحجَاجُ فـيك أُسـام مَـن سـالمت من ذي هوادةٍ ومَـن م تـسالمه فـإنيّ مـحاربُهْ إذا أنـا لـم أُدْنِ الـشّفيقَ لـنُصحِهِ وأُقـصِ الـذي تسري إليّ عقاربُهْ فـمَن يـتّقي يومي ويرجو إذا غدا على ما أرى والدّهر جمٌ عجائبُهْ (1) | خطيئةً فـقامت عـليه فـي الصّباحِ نوادبُهْ