وقال له : اتّقِ الله ولا تؤثرنّ على تقوى الله شيئاً، فإنَ في تقواه عوضاً، وقِ عرضَك
مِن أن تدنسَه، وإذا أعطيتَ عهداً ففِ به، ولا تبيعنَ كثيراً بقليلٍ، ولا تخُرِجنّ منك أمراً حتّى تبرمَه، فإذا خرج فلا يُردنّ عليك، وإذا لقيتَ عدوَك فكُن أكثرَ من معك، وقاسمْه على كتابِ اللهِ، ولا تُطمِعنّ أحداً في غير حقه، ولا تؤيسَنّ أحداً مِن حقٍ له، ثمَ ودَعَه) (1) . (حدّثني عمر، قال : حدّثنا عليّ، قال : حدّثنا مسلمة، قال : سار عبيد الله إلى خراسان في آخر سنة 53 هـ ، وهو ابن 25 سنة من الشام، وقدم إلى خراسان أسلم بن زرعة الكلابيّ، فخرج معه من الشام الجعد بن قيس النُميَرْيّ يرجز بين يديه بمرثيّة زياد، يقولُ فيها : وحدّثني عمر مرّةً أخرى في كتابه الذي سماّه كتاب (أخبار أهل البصرة)، فقال : حدّثني أبو الحسن المدائنيّ، قال : لما عقد معاوية لعبيد الله بن زياد على خراسان خرج وعليه عمامة - وكان وضيئاً- والجَعد بن قيس يُنشده مرثيّة زياد :
************************************************* (1) الطريّ، تاريخ: ج 4، ص 220 .
خبرُ جلب الترك البخارية الى البصرة (54 هـ / 673 م) (قال عليّ (5) ، أخبرنا الحسن بن رشيد عن عمه، قال : لقي عُبيد الله بن زياد الترك ببُخارى ومع ملِكهم امرأته قبج خاتون، فلماّ هزمهم اللهُ أعجلوها عن لبس خُفَيها، فلبِست أحدهما وبقي الآخر، فأصابَه المسلمونَ، فقُوّم الجورب بمائتي ألف درهمٍ. قال : وحدّثني محمّد بن حفص، عن عبيد الله بن زياد بن معمر، عن عبادة بن حصن، قال : ما رأيتُ أحداً أشدَ بأساً من عبيد الله بن زياد، لقِيَنا زحفٌ من الترك بخراسان، فرأيتُهُ يقاتلُ فيحمل عليهم، فيَطعن فيهم ويغيبُ عنّا، ثمَ يرفعُ رايتَهُ تقطرُ دماً. ************************************************* (1) بُخارى : من أعظم مدن ما وراء النهر وأجلِّها، كانت قاعدة ملك السامانيّة، بينها وبن مرو اثنتا عشرة مرحلة . ياقوت الحمويّ، معجم البلدان : ج 2، ص 280 . (2) رامثين : قرية ببُخارى . ياقوت الحمويّ، المصدر نفسه : ج 4، ص 383 . (3) بَيْكَند : بلدةٌ كبيرةٌ بين بخارى وجيحون على مراحل من بُخارى . ياقوت الحمويّ، معجم البلدان : ج 2، ص 418 . (4) الطبريّ، تاريخ : ج 4، ص 220 _ 221 . (5) الروايةُ هنا هي في الأصلِ تكملةٌ للرواية السابقة (حدّثني عمر قال حدّثنا علي ...) ، أي استكمال للخبر السابق . |
السّمعُ والطاعةُ والتّسليمْ خـيرٌ وأعفى لبني تميمْ |
اللهُ أنـجاكَ مـن القصيمِ ومِـن أبـي حَردبةَ ومِـن غُوَيثٍ فاتح العُكُومِ ومالكٍ وسيفه المسمومِ (4) | الأثيمِ
ألا ليتَ اللحى كانت حشيشاً فـنعلفها خـيولَ | المسلمِينا
إذا أودى معاويةُ بن فـأشهدُ أنَ أمَك لم تُباشر أبـا سفيان واضعَة القناعِ ولـكن كان أمراً فيه لبسٌ عـلى وجلٍ شديدٍ وارتياعِ | حربٍ فبشر شعبَ قعبك بانصداعِ
ألا أبـلِغ مـعاويةَ بن أ تـغضبُ أن يُقالَ أبوك عفٌ وتـرضى أن يُقالَ أبوكَ زاني فـأشهدُ أنَ رحـمَْك من زيادٍ كرحم الفيل من ولد الأتانِ (3) | حربٍ مـغلغلةً مـن الرّجل اليماني
سبَقَ عبّادٌ وصلّت | لحيتُه وكان خرّازاً تجودُ قربتُه
وأشـهدُ أنـهّا ولدت زياداً وصخرٌ من سُميَة غيرُ داني |
آب اسْـت ونبيذ سـمية روسـييد اسْت | است وعصارات زبيب اسْت
تـركتُ قـريشاً أن أُجاورَ فيهمُ وجاورتُ عبد القيس أهل المُشَقَرِ أُنـاسٌ أجـارُونا فكان جوارُهم أعاصيرَ من فَسْو العِراق المبذرِ فـأصبح جارِي من جُذَيمَة نائماً ولا يـمنعُ الجيران غيرُ المشمرِ |
يغسلُ الماءَ ما صنعت وقولي راسخٌ منك في العظام البَوالي |
عَـدَسْ مـا لـعبّادٍ عليك إمارةٌ نـجوتِ وهـذا تحملينَ لعمري لقد نجّاك من هُوّةِ الردى إمـامٌ وحـبلٌ لـلأنام وثـيقُ | طليقُ
سأشكرُ ما أوليتَ من حسن | نعمةٍ ومثلي بشُكر المنعِمِينَ حقيقُ (1)
ألا أبـلِغ معاويةَ بن أ تغضبُ أن يُقالَ أبوكَ عَفٌ وترضى أن يُقالَ أبوكَ زاني | حربٍ مـغلغلةً من الرجال اليمّاني
شهدتُ بأنَ أمَك لم تُباشر أبا سفيان واضعَة القِناع ولكن كان أمراً فيه لبسٌ على وجَلٍ شديدٍ وارتياعِ |
إنّ زيــاداً ونـافـعاً هـمُ رجـالٌ ثـلاثةٌ خُـلِقُوا في رحْمِ أُنثى وكلُهم لأبِ (3) ذا قـرشيٌ كـما يـقولُ وذا مـولىً وهـذا بزعمِهِ عَربي | وأبـا بكرةَ عندي من أعجبِ العَجبِ
إنَ رجـالاً ثـلاثةً | خُلِقُوا في رَحْم أُنثى ما كلُهُم لأبِ
أ ألـفَا مؤمنٍ منكم كذبتُم ليس ذاك كما زعمتُم ولـكنّ الـخوارج مؤمنونا هـي الفئةُ القليلة قد علمتُم على الفئة الكثيرة يُنصرونا | زعمتُم ويقتُلُهم بآسَك (2) أربَعونا
خـلتِ الديارُ فسُدْت غير | مُسوَد ومِنَ الشَقاء تغرّدِي بالسُؤددِ (4)
لا يشغلنَكَ عن شيءٍ هممت بهِ إنَ الغَزال الذي ضيَعت مشغولُ |
إن كـان ذا شُـغُلٍ فالله | يـحفظُهُ فقد لهونَا به والحبلُ موصولُ (1)