أنّكم أهلُ حقّ، وأنّ حقّكم طالما دفع الباطل، فأتيتكم في أهل بيتي ...) (1) . خبرُ استخلاف سمرة بن جندب على البصرة (50 هـ / 670 م) (أخبرنا أبو أحمد عن الجوهريّ، عن أبي زيد، عن المدائني ... كان زياد على البصرة وأعمالها إلى سنة خمسين، فمات المغيرة بن شعبة بالكوفة – وهو أميرُها –، فكتب معاوية إلى زياد بعهده على الكوفة مع البصرة، فكان أوّل من جمُعا له، فشخَص إلى الكوفة، واستخلف سمرة بن جندب، فرجع زياد وقد قتل سمرة ثمانية آلف رجلٍ. قالوا : جاء رجلٌ فأعطى زكاة ماله وصلىّ ركعتين، فقتله سمرة، فأتاه أبو بكرة، فقال له : لمَِ قتلتَ رجلاً قد أحسن عمله، قال : أخوك زياد يأمرني بذلك، قال : أنت وأخي في النار، وكان رسول الله (ص) قال لسمُرة، وأبي هريرة (2) ، وأبي مخدورة (3) : (آخركم موتاً في النار) ، فمات أبو هريرة، وكانَ سمُرة يسألُ عن أبي مخدورة، وأبو مخدورة يسأل عن سمُرة، فماتَ أبو مخدورة، ثمَ أخذ سمُرة الزمهرير فماتَ شرّ ميتة، وكان سمُرة أوّلَ مَن باعَ خمراً في الإسلام ...) (4) . (حدّثني عُمر، قال: حدّثني إسحاق بن إدريس، قال : حدّثني محمّد بن سليم، قال : سألتُ أنس بن سيرين : هل كانَ سمرة قتَلَ أحداً ؟ قال : وهل يحصُى مَن قتل سمرة ابن جندب ؟! استخلفه زياد على البصرة، وأتى الكوفة، فجاء وقتل ثمانية آلف مِن ************************************************* (1) الطبريّ، المصدر نفسه : ج 4، ص 174 . (2) أبو هريرة : أُختلف في اسمِه، فقيل هو عمير بن عامر بن عبد ذي الشري الدوسي، وقيل سكن بن ودفة، وقيل عبد عَمْرو بن عبد غنم، ويقال عبد الله بن عامر، وقيل بريد بن عرقة، مات بالمدينة سنة 57 هـ . ابن خيّاط، الطبقات : ص 192 . (3) أبو مخدورة : أوس بن معمر أبو مخدورة، أو مجدورة الجمحي، من أصحاب رسول الله (ص) . ينظر : الجواهري، محمّد : المفيد من معجم رجال الحديث (ط 2، مكتبة المحلاتي، قم - 1424 هـ ) : ص 77 (4) أبو هلال العسكري، الأوائل : ص 240 .
الناس، فقال له : هل خافُ أن تكونَ قد قتلتَ أحداً بريئا ً؟ قال : لو قتلتُ إليهم مثلهم ما خشيتُ، أو كما قال) (1) . (حدّثني عمر، قال : حدّثني موسى بن إسماعيل، قال : حدّثنا نوح بن قيس عن أشعث الحدّاني، عن أبي سوار العدويّ، قال : قتل سمرة من قومي في غداة سبعة وأربعن رجلاً قد جمع القرآن) (2) . (حدّثني عمر، قال : حدّثني عليّ بن محمّد عن جعفر الصدفيّ عن عوف، قال : أقبل سمرة من المدينة، فلماّ كان عند دور بني أسد خرج رجلٌ من بعض أزقّتهم ففجَأَ (3) أوائلَ الخيل، فحمل عليه رجلاٌ مِن القوم فأوجرَه الحربة، قال : ثمَ مضت الخيلُ، فأتى عليه سمرة بن جندب وهو متشحطٌ (4) في دمه، فقال : ما هذا ؟ قيل : أصابتهُ أوائلُ خيلِ الأمير، قال : إذا سمعتُم بنا قد ركبنا فاتّقوا أسنّتنا) (5) . (حدّثني عمر، قال : حدّثني موسى بن إسماعيل، قال : حدّثني سليمان بن مسلم العجليّ، قال : سمعت أبي يقول : مرّرت بالمسجد، فجاء رجلٌ إلى سمرة فأدّى زكاةَ ماله، ثمَ دخل فجعلَ يصلي في المسجد، فجاء رجلٌ فضرَب عنقَه، فإذا رأسُه في المسجد وبدنُه ناحية، فمرَ أبو بكرة، فقال : يقول اللهُ سبحانه : (قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَى * وَذَكَرَ اسْمَ ************************************************* (1) الطبريّ، المصدر نفسه : ج 4، ص 176 . (2) الطبريّ، المصدر نفسه : ج 4، ص 176 . (3) فجأ : فاجأه : يفاجئه مفاجأة، وفجأة لغة : هو كلُ ما هجم عليك من أمرٍ لم تحتسبه فقد فجأك، الفراهيدي، العين : ج 6، ص 188 . (4) متشحط من شحط، التشحُط : الاضطراب في الدم، الفراهيدي، العين : ج 3، ص 90 . (5) الطبريّ، تاريخ : ج 4، ص 176 . |
أبـوكَ وعـمّي يا معاوِيَ فـما بـال ميراث الحُتات أخذته ومـيراثُ حـربٍ جامدٌ لك ذائبُه فـلو كـانَ هذا الأمر في جاهليّةٍ عـلمتَ مَنِ المرءُ القليلُ حلائبُه ولـو كانَ في دِينٍ سِوى ذا شنِئتُمُ لـنا حقّنا أو غصّ بالماء شاربُه ولو كانَ إذ كُنّا وفي الكف بسطةٌ لصمّم عضبٌ فيك ماضٍ مضارِبُه | أورثا تـراثاً فـيحتاز الـتراثَ أقاربُه
أ تـأكلُ مـيراث الحُتات أبـوك وعـمّي يا مُعاويَ أورثا تـراثاً فـيحتازُ الـتراثَ أقاربُهْ فـلو كـانَ هذا الحكم في جاهلية عَرفت مَن المولى القليلُ حلائبُهْ ولو كانَ هذا الأمرُ في غير مُلكِكم لأدَيـتَهُ، أو غـصّ بالماء شاربُه وكم من أبٍ لي يا مُعاويَ لم يكنْ أبوك الذي مِن عبد شمس يُقاربُه | ظلامةً ومـيراث حـربٍ جامد لك ذائبُهْ
وقـد رُمـتَ أمـراً يا معُاوي وما كنتُ أعطي النَصْفَ من غر قدرةٍ سـواك ولـو مـالت عـليّ كتايبُهْ ألـستُ أعـزَ الـنّاس قـوماً وأُسرْةً وأمـنعَهُم جـاراً إذا ضِـيمَ جـانبُهْ ومـا ولـدتْ بـعد الـنبي وأهـله كـمثلي حَـصانٌ في الرجالِ يُقاربُهْ أبـي غـالب والمرءُ صعصعةُ الذي إلـى دارمٍ يَـنْمي فـمَن ذا يُـناسبُهْ أنا ابنُ الجبال الشمّ في عددِ الحصى وعرقُ الثرى عرقي، فمَن ذا يحاسبُهْ وبـيتي إلـى جـنبٍ رحـيبٍ فناؤه ومِـن دونـهِ البدرُ المضيء كواكبُهْ وكـم مـن أبٍ لي يا مُعاويَ لم يزلْ أغـرَ يُـباري الريحَ ما أزوَرّ جانبُهْ نـمتهُ فـروعُ الـمالكينَ ولـم يكن أبـوك الـذي من عبد شمسٍ يخُاطبُهْ | دونه خـياطفُ عِـلْوَدٍ صِـعابٌ مـراتبُهْ
وقـد رمـت شـيئاً يـا معاوي وما كنتُ أُعطي النَصْفَ من غير قدرةٍ سـواكَ ولـو مـالت عـليّ كـتائبُه ألـستُ أعـزَ الـنّاسِ قـوماً وأسُرةً وأمـنـعُهم جـاراً إذا ضِـيْمَ جـانبُه ومــا وَلَـدَت بـعد الـنبي وآلـه كـمثلي حَـصانٌ فـي الرجال يقاربُه أبـي غـالبٌ والـمرءُ نـاجية الذي إلـى صـعصعٍ ينمي فمَن ذا يناسبُه وبـيتي إلـى جـنب الـثُريَا فـناؤه ومـن دونـه الـبدر المضيء كواكبُه أنا ابنُ الجبال الصم في عدد الحصى وعـرق الثرى عرقي فمَن ذا يحاسبُه أنـا ابـنُ الذي أحيى الوئيدَ وضامنٌ عـلى الـدهر إذْ عزَت لدهرٍ مكاسبُه وكـم مِـن أبٍ لي يا معاوي لم يزل أغـرَ يـباري الريح ما أزوَرَ جانبُه نـمتهُ فـروعُ الـمالكينَ ولـم يـكن أبـوك الـذي مـن عبد شمسٍ يقاربُه تـراه كـنصلِ الـسيف يهتزُ للندى كـريماً يـلاقي الـمجدَ ما طرَ شاربُه طـويل نـجاد السيف مذْ كان لم يكن قـصٌي وعـبدُ الـشمسِ مّن يحاطبُه | دونه خـياطفُ عِـلْوَدٍ صـعابٌ مـراتبُه
تـراهُ كنصلِ السَيفِ يهتزُ طويل نجاد السيفِ مُذْ كان لم يكن قصٌي وعبدُ الشمسِ ممّن يُخاطبُهْ | للندى جواداً تلاقى المجدَ مُذْ طرّ شاربُهْ
كفاني بها البهزيُ جمُلانَ مَن ومَـن كانَ يا عيسى يؤنب ضيفَه فـضيفُك مـحبورٌ هنيٌ مطاعمُهْ فـقـال تـعـلّم أنـها أرحـبيّةٌ وأنّ لـك الليلَ الذي أنت جاشمُهْ فـأصبحتُ والملقى ورائي وحنبلٌ وما صدرت حتّى علا النجمَ عاتمُهْ تـزاورُ عـن أهـل الحُفير كأنهّا ظـليمٌ تـبارى جـنحَ ليلٍ نعائمُهْ | أبى مِن النّاس والجاني تخُاف جرائمُهْ
أتـأتي بها والليلُ نِصفانِ قدْ مضى أمـامي، ونـصفٌ قدْ تولّتْ فـقـالَ : تـعـلّمْ إنـهّا أرحَـبيّةٌ وإنّ لـك الـليلَ الذي أنت جاشمُهْ نـصيحتُهُ بـعد اللُبابِ التي اشترى بـألفينِ لـمْ تـحجنْ عليها دراهمُهْ وإنّـك إنْ يـقدرْ عـليك يـكن لهُ لـسانُكَ أو تُـغلَق عـليك أداهـمُهْ كـفاني بها البهزيُ جمُلانَ مَن أبى مـن الناس والجاني تخُاف جرائمُهْ فتى الجُود عيسى ذو المكارم والندى إذا الـمالُ لـم تَرفعْ بخيلاً كرائمُهْ تـخطّى رؤوس الحارسين مخاطراً مـخافةَ سُـلطانٍ شـديدٍ شـكائمُهْ فـمرّت عـلى أهـل الحُفير كأنها ظـليمٌ تـبارى جُـنحَ لـيلٍ نعائمُهْ كـأنّ شـراعاً فـيه مَـثنى زمامِها مـن الـساج لولا خطمُها وبلاعمُهْ كـأنّ فـؤوساً رُكّـبت في محالِهَا إلـى دأيِ مـضبورٍ نبيلٍ محازمُهْ وأصـبحتُ والمُلقى ورائي وحنبلٌ ومـا صَدَرتْ حتّى تلا الليلَ عاتمُهْ رأت بـين عـينَيها رُوَيَةَ وانجلى لها الصّبحُ عن صعل أسيلٍ مخاطمُهْ إذا مَـا أتـى دُوني الفُريّان فاسْلَمي وأعـرض من فلجٍ ورائي مخارمُهْ | توائمُهْ
رأت بـين عـينَيها دُويّـةَ كـأنّ شـراعاً فـيه مجرى زمامُها بـدجـلةَ إلا خـطـمُهُ ومـلاغمُهْ إذا أنـتِ جاوزتِ الغريّين فاسلَمي وأعـرضَ مِن فلجٍ ورائي مخارمُهْ | وانجلى بها الصُبحُ عن صعلٍ أسيلٍ مخاطمُهْ
تداركني أسباب عيسى مِن الرَدى ومَـن يَـكُ مـولاّه فليس | بواحدِ
أتـيتَ ابنةَ المرّارِ أُهبِلْتَ ولـكن بُـغائي لـو أردتَ لقاءنا فضاءُ الصّحاري لا ابتغاءٌ بأدغالِ | تبتغي ومـا يُبتغى تحت السَويّةِ أمثالي
وقَدْ مَثَلتْ أينَ المسيرُ فلم أعـفّ وأوفـى ذمّةً يعقدُونها إذا وازَنَت شُمَ الذُرى بالكواهلِ | تجدْ لـفَورتها كالحي بكر بن وائلِ
تبغّتْ جِواراً في معدٍ فلَم | تجدْ لحُرمتِها كالحي بكر بن وائلِ
أبـرَ وأوفـى ذمّـةً | يـعقدُونها وخيراً إذا ساوى الذُرى بالكَواهلِ
مـا كـنتُ أحـسبُني جـباناً لَـيـثاً كـأنَ عـلى يـديهِ رِحـالةً شَـثْـنَ الـبراثنِ مُـؤجَدَ الأظـفارِ لـمّا سـمِعتُ لـهُ زمـازمَ أجهشت نـفسيِ إلـيّ وقلتُ : أينَ فراري ؟ وربَطْتُ جِرْوتها وقلتُ لها : اصْبري وشـددتُ فـي ضِيق المقام إزاري فـلأنتَ أهْـونُ مـن زيـادٍ جانباً اذهَـب إلـيكَ مـخضرمَ الأسـفارِ | بعدما لاقـيـتُ لـيـلةَ جـانبِ الأنـهارِ
مـا كُـنتُ أحـسبُني جباناً قبل لَـيثاً، كـأنَ عـلى يـديهِ رِحالةً جـسدَ الـرَاثنِ مُـؤجَدَ الأظـفَارِ لـمّا سـمْعتُ لـهُ زمـازمَ أقبلت نـفسي إلـيّ وقُـلتُ أينَ فراري فضربتُ جرْوتها وقلتُ لها اصْبري وشـددتُ فـي ضيق المَقام إزَاري فـلأنتَ أهْـونُ مِـن زيـادٍ جانباً فـاذَهـب إلـيكَ مـخُرمَ الـسُفّارِ | ما لاقـيـتُ لـيلة جـانبِ الأنـهارِ
تــذكّـرَ هـــذا الـقَـلـبُ مِـــن شــوْقـهِ ذِكـــراً تــذكّــرَ شــوقــاً لــيــس نــاسِـيَـهُ تــذَكَــرَ ظــمـيـاءَ الــتــي لــيــس نـاسِـيَـاً وإن كــــان أدْنـــى عـهـدِهـا حِـجـجـاً عَــشـرا ومــــا مُــغــزِلٌ بــالـغَـورِ غَــــوْرِ تـهِـامـةٍ تَــرعَــى أراكــــاً فــــي مـنـابِـتِـه نــضَـرْا مـــــن الأُدْم حِـــــوَاءِ الــمـدامـعِ تَــرعــوي إلــــى رَشــــأٍ طِــفـلٍ تــخـالُ بـــه فــتَـرا أصـــابَــت بـــــوادِي الـــوَلــولانِ حِــبـالـةً فــمـا اسـتـمـسكَت حــتّـى حَـسِـبْـنَ بـهـا نَـفْـرا بــأَحْـسَـنَ مِــــن ظــمـيـاءَ يـــومَ تـعـرَضـتْ ولا مُـــزنــةٌ راحـــــتْ غـمـامـتـها قــصَــرْا وكـــم دونــهـا مـــن عــاطـفٍ فـــي صـريـمةٍ وأعــــداءِ قــــومٍ يَــنــذرُون دمــــي نَـــذْرا إذا أوعـــدُونــي عـــنــد ظــمـيـاءَ ســاءهــا وعــيــدي وقــالـت : لا تـقـولـوا لـــه هُــجْـرا دعــانــي زيــــادٌ ؟ لـلـعـطـاء ولــــم أكـــنْ لآتــيــه مــــا ســــاقَ ذو حــســبٍ وَفْـــرا وعــنــد زيــــادٍ لــــو يُــريــدُ عــطـاءهُـمْ رجــــالٌ كـثـيـرٌ قـــد يـــرى بــهـم فــقـرا قــعــودٌ لــــدى الأبــــوابِ طـــلاّبُ حــاجـةٍ غــــوانٍ مِــــن الـحـاجـاتِ أو حــاجـةٍ بــكـرا فــلــمـاّ خــشــيـتُ أن يـــكــونَ عــطــاؤهُ أداهِـــــمَ سُـــــوداً أو مــحُــدْرجـةً سُــمْــرا نــمـيـتُ إلــــى حــــرفٍ أضــــرّ بـنـيّـها ســــرُى الـلـيـلِ واسـتـعـراضُها الـبـلـدَ الـقـفْـرا تـنـفَـسُ فـــي بــهـوٍ مـــن الــجـوفِ واســـعٍ إذا مـــــدَ حــيـزومـا شـراسـيـفـها الــضَـفـرا تـــراهــا إذا صـــــامَ الــنّــهـار كــأنّــمـا تــســامِـي فــيـنـقـاً أو تــخـالـسُـهُ خــطــرا تــخـوضُ إذا صـــاح الــصّـدى بــعـد هَـجـعـةٍ مــــن الــلّـيـلِ مـلـتـجّـاً غـيـاطـلهُ خــضُـرا فــــإنْ أعــرضــت زوراءُ أو شــمَــرتْ بــهــا فــــلاةٌ تــــرى مــنـهـا مـخـارِمَـهـا غُــبـرا تعادينَ عن صُهبِ الحصى وكأنمّا طحنَ به من كل رضَراضة جمَرا | عَــصـرْا
وكـم مـن عدُوٍ كاشحٍ قد يـؤمُ بـها الموماة مَن لن ترى له إلى ابن أبي سُفيان جاهاً ولا غُدْرَا ولا تُـعـجلاني صـاحبيَ فـربمّا سـبقتُ بـورد الـماءِ غاديةً كُدرا وحِـضنين مـن ظلماءِ ليلٍ سريتُهُ بـأغيَدَ قـد كـان النعاسُ له سُكرا رمـاهُ الكرى في الرأسِ حتّى كأنّهُ أمـيمُ جـلاميدٍ تـركْنَ بـه وَقْرا مـن الـسّيرِ والإدلاجِ تحسِبُ أنمّا سـقاهُ الـكرى في كل منزلةٍ خمَرا جـررنـا وفـدَيناهُ حـتّى كـأنّما يرى بهوادِي الصُبح قنبلةً شُقْرا (1) | تجاوزتْ مـخافتَهُ حـتى تـكون لها جسرا
وكُومٍ تُنْعِمُ الأضيافَ عيناً وتصبِحُ في مَباركها | ثِقالا
ألا مَــن مـبلغٌ عـنّي بـأنيّ قـد فـررتُ إلـى سعيدٍ ولا يُـسطاعُ مـا يـحمي سعيدُ فـررتُ إلـيه مِـن ليثٍ هِزبر تَـفادَى عـن فـريستِهِ الأُسـودُ فإن شئتَ انتسبتُ إلى النّصارى وإن شئتَ انتسبتُ إلى اليهود (4) | زيـاداً مُـغـلغلةً يـخبُ بـها الـبريدُ
ألا مَـن مُـبلغٌ عـنّي زياداً بـأنيّ قـد لجأتُ إلى وأنـيّ قـد فررْتُ إليهِ منكم إلى ذي المجدِ والحسب التليدِ فـراراً من شتيم الوجه وَرْدٍ يُـفِزُ الأُسـدَ خَوفاً بالوعيدِ | سعيدِ
وإن شئتَ انتسبتُ إلى فُقَيم ونـاسبني وناسبت | القُرود
وأبـغضُهم إليّ بنو | فُقَيم ولكن سوف آتي ما ترِيدُ
أتـاني وعـيدٌ مِـن زيادٍ فلم فـبِتُ كـأنيّ مُـشعَرٌ خـيبريّةً سرَت في عظامي أو سِمام الأراقمِ زيـادَ بن حربٍ لن أظُنَك تاركي وذا الضغن قدْ حشَمتُهُ غير ظالمِ | أنَم وسَيلُ اللوى دوني فَهضبُ التَهائمِ
وقـد كافحت منّي العراقَ خـفـيفةُ أفـواهِ الـرُواة ثـقيلة عـلى قِـرنها نـزّالةٌ بـالمواسمِ | قصيدةٌ رجومٌ مع الماضي رؤوسَ المخارم
وعـيدٌ أتـاني مـن زيادٍ فلم أنمْ وسَيل اللوى دوني وهضبُ التهائمِ فـبتُ كـأنيّ مُـشعَرٌ خـيبرّيةً سرَتْ في عِظامي أو لُعابُ الأراقمِ |
تـعَزّ بـصبرٍ لا وَجدكَ لا ترى سَنام الحِمى أُخرى اللّيالي الغوابرِ كـأنَ فـؤادي من تذكُريَ الحِمى وأهلَ الحِمى يهفو به ريشُ طائرِ |
تعَزّ بصبرٍ لا رجعت لكي كـأنَ فـؤادي من تذكره الحمى وأهل الحمى يهفو به ريش طائر | ترى سَـنَام الحمى آخر الليل الغرائر
رأيتُ زيادة الإسلامِ ولّت جِـهاراً حين ودَعَنَا زيادُ |
أ مـسكينُ أبكى اللهُ عينك بَكَيْتَ امرأً من آلِ مَيسان كافراً ككسرى على عَدّانه أوْ كقيصرَا أقـولُ لـهُ لـمّا أتـاني نعيُهُ بـه لا بظبيٍ بالصرّيمةِ أعْفَرا | إنما جرى في ضلالٍ دمْعُها إذْ تحدّرا
ألا أيـهُا المرءُ الذي لستُ ناطقاً ولا قاعداً في القوم إلا انبرى فـجئني بـعمٍ مثلِ عميَ أو أبٍ كمثلِ أبي أو خالِ صدقٍ كخاليا كعمرِو بن عمرٍو أو زرارة والداً أو البشِر من كلٍ فَرَعتُ الرَوابيا ومـا زال بي مثلُ القناة وسابحٍ وخطَارةٍ غِبّ السرُى مِن عياليا فـهـذا لأيّـام الـحِفاظ وهـذه لـرحْلي وهـذا عُـدَةٌ لارتحاليا | ليَا
أبـلِغ زيـاداً إذا لاقـيتَ طـارت فـما زال يَـنْمِيها قـوادمُها حتى استغاثت إلى الأنهار والأَجَمِ (2) | مـصرعَه أنَ الـحمامة قـد طـارت من الحرَمِ
أنَـا مـسكينٌ لمن لا أبيعُ النّاسَ عِرضي إنّني لو أبيعُ النّاس عِرضي لنفَقْ | أنكرني ولـمن يـعرفُني جدّ نطَقْ
أبـلِغْ زيـاداً إذا لاقـيتَ طـارت فـما زال يَـنْمِيها قوادمُهَا حتّى استغاثَت إلى الصحراء والأَجَمِ | جـيفتَه أنَ الـحمامة قـد طارتْ من الحرَمِ