خبرُ ولاية عبدالله بن عامر بن كريز (1) على البصرة (41 هـ - 661 م) (حدّثني أبو زيد، قال : حدّثنا علي، قال : أراد معاوية توجيه عتبة بن أبي سفيان (2) على البصرة فكلَمه ابن عامر وقال : إنَ لي بها أموالاً وودائعَ، فإنْ لم تويجهني عليها ذهَبَتْ، فولاّه البصرة، فقدِمها في آخر سنة 41 هـ ، وإليه خراسان وسجستان، فأراد زيد ابن جبلة (3) على ولاية شرطتِه فأبى، فولّى حبيب بن شهاب الشامي (4) شرطته، وقد قيل قيس بن الهيثم (5) السلميّ، واستقضى عمرة بن يثربي (6) الضَبّي أخا عَمْرو بن يثربي) (7) . (ذكر عمر بن شبَة ي أخبار البرة أنّ النبيّ (ص) وجد يوم الفتح عند عمرة بن ************************************************* (1) عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، ويكنى أبا عبد الرحمن، وأمّه دجاجة بنت أسماء، ولد بمكّة بعد الهجرة بأربع سنين، تولّى البصرة لعثمان، ثمّ تولاها معاوية ثلاث سنين، ومات قبل معاوية بسنة . ابن سعد الطبقات : ج 5، ص 44 ، 49 . (2) عتبة بن أبي سفيان بن حرب بن أميّة، وُلد قي عهد رسول (ص) ، يكنى أبا الوليد، ولّه عثمان الطائف وصدقاتها، ثم ولاّه معاوية مصر بعد موت عَمْرو بن العاص، فأقام عليها سنة وتوفيّ بها سنة 42 هـ . ينظر : ابن عبد البر النُميَرْيّ، الاستيعاب : ج 3، ص 1025 -1026 . (3) زيد بن جبلة بن مرداس بن قيس بن مسلمة السعدي البصريّ، أحد الفصحاء وكان أحد رؤساء وفد تميم إلى عمر، وكان مع الإمام علي (ع) في صفن . ينظر : ابن حَجَر العسقلاني، الإصابة : ج 3 ، ص 531 - 532 . (4) حبيب بن شهاب الشامي التاجر، وإليه ينسب نهر حبيب بالبصرة، أقطعه أيّام زياد وقيل عثمان . البلاذري، فتوح البلدان : ج 2، ص 444 . (5) قيس بن الهيثم السلميّ، من تابعي أهل البصرة . ابن حَجَر العسقلاني، الإصابة : ج 5، ص 384 . (6) عمرة بن يثربي الضبّيّ، تولّى قضاء البصرة، كان معروفاً بقلّة الحديث، لم يزل على القضاء حتى عزل ابن عامر عن البصرة سنة 45 هـ ، وولي الحارث بن عمر الأزدي، فأقر عميرة، ثمّ عزل الحارث وولي زياد في بقية سنة 45 هـ ، فعزل عميرة عن القضاء . ينظر : ابن سعد، الطبقات : ج 7، ص 149 ، وكيع، أخبار القضاة : ج 1، ص 290 . (7) الطبريّ، تاريخ : ج 4، ص 130 .
قتادة (1) اللّيثي خمسَ نسوةٍ، فقال : (فارِقْ إحداهُنّ) ، ففارق دجاجة بنت الصلت (2) ، فتزوّجها عامر بن كريز (3) ، فولدت له عبد الله، فعلى هذا كان له عند الوفاة النبويّة دون السنتين وهذا هو المعتمد) (4) خبرُ خروج الخطيم (41 هـ / 661 م) (حدّثني أبو زيد، قال : حدّثنا عليّ بن محمّد، قال : خرج في ولاية ابن عامر معاوية يزيد بن مالك الباهلي وهو الخطيم، وإنمّا سمي الخطيم لضربة أصابته على وجهه، فخرج هو وسهم بن غالب الهجيمي (5) ، فأصبحوا عند الجسر فوجدوا عبادة بن قرص اللَيثي (6) أحد بني بجير - وكانت له صحبة - يصلي عند الجسر، فأنكروه فقتلوه، ثمَ سألوه الأمان بعد ذلك فأمّنهم ابن عامر، وكتب إلى معاوية : إني قد جعلت لهم ذمّتك، فكتب إليه معاوية : تلك ذمّة لو أخفرتها لا سئلتَ عنها، فلم يزالوا آمنين حتى عُزل ابن عامر) (7) . ************************************************* (1) ذكر أن اسمه عمر بن عَمْرو اللّيثي، وقيل عبيد بن عَمْرو الليثي، ابن حَجَر العسقلاني، الإصابة : ج 4، ص 488 . (2) دجاجة بنت أسماء بن الصلت بن حبيب بن حارثة، أمّ عبد الله بن عامر بن كريز . ابن سعد، الطبقات الكبرى : ج 5، ص 44 . (3) عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، أمّه البيضاء بنت عبد المطلب، أسلم يوم الفتح وعاش إلى خلافة عثمان . ينظر : ابن ماكول، إكمال الكمال : ج 7، ص 167 . (4) ابن حَجَر العسقلاني، الإصابة : ج 5، ص 14 ؛ ج 8، ص 126 ، تهذيب التهذيب : ج 5، ص 239 . (5) سهم بن غالب الهجيميّ، من زعماء الثائرين على معاوية، خرج سنة 41 هـ بالبصرة، وقاتل حتى فني أكثر أصحابه، فاستخفى، ثمّ ظهر، فطلبه زياد فتوارى، وما زال كذلك حتى قبض عليه عبيد الله بن زياد فصلبه بالبصرة، وقيل صلبه زياد . ينظر : الزركلي، الأعلام : ج 3، ص 144 . (6) عبادة بن قرص اللّيثي، ويقال عبادة بن قرص العبسي، ويقال ابن قرط، سكن البصرة وقتل سنة 41 هـ في وقعة ابن عامر بسهم بن غالب الهجيمي . ينظر : ابن سعد، الطبقات : ج 7 ، ص 82 ، ابن حِبّان البستي، الثقات : ج 3، ص 303 (7) الطبريّ، تاريخ : ج 4، ص 130 . |
ذكـرتُ ابـن عبّاسٍ بباب ابن أمـيـرين كـانا صـاحبيَ كـلاهما فـكُلٌ جـزاه اللهُ عـني بـما فَـعَل فـإن كـان شـرّاً كـان شرّاً جزاؤه وإن كان خيراً كان خيراً إذا عَدَل (2) | عامرٍ ومـا مرَ مِن عيشي ذكرتُ وما فَضَل
لنا سياقٌ ولكم | سياقُ قد علمت ذلكمُ الرفاقُ
ألا مَـن مـبلغٌ عنّي فـأنت إمـام مَعدَلةٍ وقصدٍ وحزمٍ حن تحضرُك الأمور أخوك خليفةُ الله ابنُ حربٍ وأنـت وزيرُه، نعم الوزير | زياداً فـنِعمَ أخو الخليفةِ والأمير
تصيب على الهوى منه وتأتي مـحبُك مـا يجُنُ لنا بـأمر الله مـنصور مُـعانٌ إذا جـار الـرعيّة لا تجور يـدرُ عـلى يديك لما أرادوا مـن الـدنيا لهم حَلَب غزير وتـقسم بـالسواء فـلا غنيٌ لـضيمٍ يـشتكيك ولا فـقير وكنت حياً وجئت على زمان خـبيثٍ، ظـاهرٌ فيه شرور تـقاسمت الـرجال به هواها فـما تُخفي ضغائنها الصدور وخـاف الحاضرون وكلُ بادٍ يُـقيمُ عـلى المخافة أو يسير فـلما قـام سـيف الله فـيهم زيـادٌ قـام أبـلج مـستنير قـويٌ لا مـن الـحدثان غِرٌ ولا جـزعٌ ولا فانٍ كبير (1) | الضمير
إذا كـنتَ مرتادَ السّماحةِ يُجِبْكَ امرؤٌ يُعطي على الحمدِ مالَه إذا ضـنَ بـالمعروف كلُ جوادِ ومـاليَ لا أُثـني عـليه وإنّـما طـريفي مـنهم كـلُه وتـلادي هـما أصـلحا أمـرَ البريّةِ بعدما تفانَوا وكادُوا يصبحونَ كعادِ (2) | والنَدى فـنـادِ زيـاداً أو أخـاً لـزيادِ
اعمِدْ بسيفٍ للسّماحة | والنَدى واعمِد بِصَبرْة للفعال الأعظمِ
اذكر بنا موقفَ | أفراسِنا بالحِنو إذ أنتَ إلينا فَقِير