ويروى عن الشيخ محمد الموسى ابو اتريكات والشيخ مطلق السلمان وحتى فالح الصيهود انهم كانوا يستمعون بانفسهم الى آراء الفلاحين والاسباب التي تعترض سير العملية الزراعية في الريف ، ومن ثم يقومون بوضع الحلول المطلوبة .

2 ـ الاقتصاد الريفي
 كانت الاسس الاقتصادية في الريف زراعية بالدرجة الاولى وكان هنالك ايراد اضافي مستمد من بيع المواشي والاسماك والصوف والرز والطيور والبيض والدجاج ، وهو ما يطلق عليه احيانا الانتاج الزراعي مثل حيازة المنتوجات وفعاليات اخرى مثل بيع الفواكه في بعض المناطق وتسويقها الى النواحي والاقضية ، واعتبرت مدينة العمارة هي المصدر الرئيسي لاستقبال العديد من المواشي والاسماك والطيور التي ترد من جميع اجزاء الريف المحيط بها ، اما زراعة الرز واثمار النخيل فكانت هي الشائعة ، وكانت كميات الرز تصدر الى كل من بغداد والبصرة ، وكانت هناك مصادر زراعية اخرى هي القمح والشعير تزرع مباشرة على ارض واسعة تابعة للفلاحين والاقطاعيين ، وتكون ادارتها والاشراف عليها من قبل السراكيل ، وطبيعي ان بعض الاراضي كانت تزرع بمختلف المحاصيل وانه من غير الممكن التحدث بدقة عن مقدار المساحات المزروعة التي تعود للفلاحين في تلك المناطق وهي تختلف ايضا عن بعضها تبعا للعصر والمنطقة وحالة التربة ، ولكونها تعود بالاساس الى الاقطاعيين الذين نصفهم بانهم تنظيم اجتماعي يختص بادارة اقتصاد الريف ، فقد كان العديد من التجار يفدون الى الريف باعداد كبيرة لغرض شراء هذه المنتجات ، شأنهم في ذلك شأن التجار الآخرين يشترون الاسماك من الريف بأثمان زهيدة وارسالها الى المدن الرئيسية حيث كان يصل سعر كل ( 100 ) سمكة كبيرة وصغيرة الى ( 2 ) دينار آنذاك ، اما الطيور البرية المصطادة في اوقات الشتاء فقد بقيت بسعر زهيد لم يتجاوز ( 70 ) فلسا للواحدة منها ، اضافة الى الباعة المتجولين الذين يجوبون الانهر كل يوم والوافدين من الاهوار لغرض ارسال منتجاتهم الى هذه المناطق التي يسكنها الفلاحون لبيعها
اهل الريف في جنوب العراق  ـ 112 ـ

 هناك وقد عرفت هذه المهنة وغيرها من قبل الاهالي بانها ذات مصادر مجدية لانه لا توجد هناك مشكلة الاكراه بالعمل مما يؤدي الى تسهيل زيادة هذه المصادر من الثروة الحيوانية والزراعية .
 ان سعة الحقول الزراعية والانهر تعتبر قاعدة مهمة لزيادة الانتاج والمنتجات المذكورة ، ويوحي تاريخ المنطقة عموما بان اعمال الصيد المباشرة من قبل الفلاحين وتربية الماشية كانت عملية سهلة يمارسها الفلاحون كل يوم لانها اعمال تقليدية ، حيث تدار من قبل ابنائهم ويتلذذون بها ولا يحق للاقطاعيين التصرف باثمان تلك المنتجات ، لان معظم الاقطاعيين لديهم مواش وابقار يديرها لهم اشخاص معنيون ، ولذلك فان مثل هذا الاستثمار الاقتصادي الذي يمارس في الريف هو بفضل تواجد العنصر البشري ويطبق على نطاق واسع في الريف ، بالاضافة الى ذلك فقد حصلت هنالك ممارسات اقتصادية اخرى تدر ارباحا للاقطاعيين انفسهم مثل تأجير المراعي الكبيرة الى بعض الاشخاص الذين يمتلكون قطعان ( الغنم ) والوافدين من الاراضي البور وكانت هذه العملية مشجعة لهؤلاء الافراد .
اهل الريف في جنوب العراق  ـ 113 ـ
 ان انواعا كثيرة من الترابط قد تم بين المدن وبين الفلاحين ، والكل كان منهمكا بنشاط اقتصادي مستقل على شكل هيئة انفرادية او على هيئة مجموعة افراد ، ففي الريف نجد السفن الراسية قرب الاقضية والنواحي وهي محملة بكميات كبيرة من الرز كما كان يلاحظ ايضا ان الباعة المتجولين الذين يفدون من المدن يجوبون الانهر الكبيرة والصغيرة لتصريف بضائعهم هناك .
 واستحسنت طريقة استعمال النقود واستبدالها بما يعادلها من البضائع المباعة بطريقة المقايضة في داخل الريف ، فقد كانت هي المرتكز الاساسي للتكامل الاقتصادي هناك ، وفضلا عن الزراعة التقليدية وعدم توسع ذهنية الفلاحين باستثمار مصادر متنوعة اخرى في الزراعة نلاحظ ان كميات الرز المخزون لدى الاقطاعيين كانت هائلة حتى وصول سعر ( التنغار ) الواحد الى ( 40 ) دينارا ، كما اوضحنا فان النقود لم تستخدم لغرض ممارسة الضغط الاقتصادي ، ففي مناسبات عديدة تكون حالة التبادل بين سلعة وما يقابلها بطريقة ( المقايضة ) مثل شراء الاسماك وغيرها ، وهي طريقة شائعة اما الحاجيات الاخرى التي يشتريها الفلاحون من المدن فقد كانت لا تخضع لطريقة المقايضة مثل المعادن ، والملابس ، والاخشاب ، والتوابل والعطور .
 وساهمت هذه التجارة المتبادلة سواء بشكل مباشر او غير مباشر في رفع مستوى المعيشة للفلاحين ، وساعدت على زيادة تاثير انتشار السكان في جميع المقاطعات وقد ازدادت فعاليتهم في هذا المجال .
 لا يوجد اي تحقيق عن اي حالة ( تكنولوجية ) في الريف اذ ان الصناعات البسيطة تشكل الحالة الرئيسية هناك ، غير ان بعض الصناعات يمكن العثور عليها في المدن والاقضية والنواحي القريبة ، وبكل تاكيد توجد مهارات فنية من الممكن بحثها مثل النسيج والبناء وعمل القوارب والآلات البسيطة كالمحراث المستعمل في الزراعة ، ويجب ان لا تشمل المقارنات التي تتعلق بالمواد المختلفة الشكل والوظيفة فحسب ، بل يجب ان تصل الى ما وراء هذا التقارب الوصفي والوقوف على طريقة دراسة ذلك ، واستجابة صانع المادة ومادته والطلبات التي من شأنها ان تقوم عليها ، وتعتبر منافع وتحديدات البيئة
اهل الريف في جنوب العراق  ـ 114 ـ
 مهمة ، فهي غالبا ما تحدد المهارة الفنية بتاثير العلاقات الفكرية ، ان الصلات الفكرية بين سكان الريف تخلق نوعا من انماط الارادة بل ربما تسبب نوعا من الركود ، بحيث اما ان تقوم على ضغط المهارة الفنية او انها تحرك الابداعات البسيطة نحو الامام ، ولذلك يجب حسبان تاثيرات التركيب الاجتماعي بشأن المهارة الفنية حيث ان التقسيم الطبقي ربما يحدد عناصر المستويات المنفصلة لهذه المهارات مثل المستوى الديني والدنيوي والواقع الاقتصادي وظروف البيئة ، ولربما يعتبر علم المهارات الفنية في الريف حالة مهمة لفهم واقع الحياة ضمن اطار جميع الاسر الفنية وما يحيط بها كما هو الحال في دراسة لغة او ديانة معينة ، وذلك ضمن هذه الدراسة المميزة والماخوذة من حيث الزمان والمكان بحيث يقوم اي شيء تقدمه بهذه المحاولات ، وبما ان آلة ( المحراث والمسحاة ) يستخدمان في حقول الزراعة ، ولان اعمال الانهر والمبازل تتطلب قوة بشرية يجب توافرها باستمرار فهذا مما شجع على ايجاد الكثافة السكانية وتوزيعها على المناطق الصالحة للزراعة والتي وصلت الى حالات جذب لبعض السكان ، وكل هذا يعطينا فكرة عن التركيب الاقتصادي ومعرفة العلاقة بين ما يستخدم لزراعة الرز والقمح والاراضي المخصصة للمراعي والبساتين ، ونحن نعلم ان الحقول والبساتين كانت تزرع بصورة منتظمة وان انتاج البساتين في الريف كان جديا نسبيا ، كما لقيت البساتين دورا اقتصاديا مهما في مناطق الكحلاء ، والمشرح ، والمجر ، وقلعة صالح ، ومقاطعات الاعيوج ، وآل ازيرج والعسيكي ، والمواشي التي كانت تعتمد الرعي عند اخاديد النخيل والاماكن الاخرى ، ان النخلة كانت بالنسبة للريف شجرة التمر الاساسية الوحيدة في المنطقة ، لقد اكتسبت هذه الشجرة اهمية فريدة بسبب تحملها للملوحة والتربة القلوية اضافة الى محصولها ذي القيمة الغذائية الكافية ، لقد كانت جهود اصحاب البساتين مذهلة بحيث انهم طوروا تلك النباتات المتنوعة مثل العنب ، والتمر ، والرمان ، والتين ، على ضفاف الانهر الكبيرة وقرب الحقول وهي استعراض لمنجزات الزراعة البارزة في الريف والتي قلنا انها كانت تمتاز بزراعة الرز والقمح والشعير ، كما ان الرز يمثل المادة الغذائية للسكان ويتم
اهل الريف في جنوب العراق  ـ 115 ـ

 تصدير الفائض منه وتعتبر عملية نقل شتلات الرز الى اراض اخرى ضمن المناخ المناسب عملية صعبة يستعملها الفلاحون لانها تمثل الحصول على انتاجية جيدة من الرز العنبر ( الشتال ) ، لان كميات الرز هذه تكون ذات اهمية اقتصادية جيدة .
 ان الحصول على شتلات الرز ( العنبر) الذي يطلقون عليه كلمة ( المياسر) الخاصة بزراعة العنبر تباع بمالغ نقدية لغرض نقلها الى الحقول الاخرى ، اما اعمال الحصاد وجمعه فانها كانت تتطلب طرقا فعالة وجهودا مضنية لعدم وجود حاصدات ومع ذلك فان الكثافة السكانية كانت تكفي الى نجاح تلك الاعمال ، وكان المحراث البسيط والماشية المعدة لهذا الغرض بالاضافة الى آلة الانبات وغرس البذور والحصاد ايضا هي الآلات التي استعملها الفلاحون في زراعتهم التقليدية ، لذلك فان المحراث يعد من الآلات الاخرى ومن
اهل الريف في جنوب العراق  ـ 116 ـ
 الانجازات الفنية في تلك الحقبة الزمنية ، وقد استخدمت الماشية لسحبه .
 ولم يستعمل الفلاحون في الجنوب السماد لحقولهم ، كما يجب ذكر شيء عن الحالات الفنية لزراعة الرز ، بما انه من الممكن للرز ان ينمو في تربة غير طينية وغير مالحة فقد كانت اراضي الجنوب ملائمة لتلك الزراعة حتى اصبحت هي الممون الحقيقي للنواحي والاقضية المجاورة ويتم تصدير الفائض منه الى خارج العراق ، وموعد الحصاد مرة واحدة في السنة في شهر تشرين الاول وتشرين الثاني وهو الوقت الذي يتطلب تهيئة اعداد بشرية كبيرة من الفلاحين لجمعه على شكل هيئة ( بيادر ) ثم تجري عملية ( الدياسة ) بواسطة الماشية ومن ثم يتم الحصول على كميات الشلب التي تحفظ في مكان على ( هيئة مخروط ) في داخل الحصران ومن ثم توضع كمية من الطين ويترك شهورا طويلة لحين الحصول على موعد بيعه وتصديره ، وكانت السفن الشراعية الراسية تجوب الانهر الكبيرة في معظم النواحي والاقضية لهذا الغرض .

1 ـ الدواجن والطيور
  توجد في الريف كثرة من الحيوانات البرية وغير البرية ويؤخذ بنظر الاعتبار الحيوانات ذات الاهمية الاقتصادية الكبيرة التي كانت منتجاتها ذات نفع اقتصادي خاص للانسان وللبلاد ، ومن امثلة تلك الحيوانات الابقار والجاموس والاغنام التي لا تتطلب تربيتها مهارات خاصة متقدمة ، اما الدواجن فهي متوفرة لدى الفلاحين بصورة واسعة ولا تتطلب تربيتها عناية كافية فتراها تنتشر بين بيوت الاسر الفلاحية ، غير ان مرض ( النيو كاسل ) الفتاك كان يقضي على العديد منها بسبب عدم وجود المضادات له مثل اللقاح المعروف ، فكان المتبقي منها يكفي لسد الحاجة وتصدير الفائض منه ايضا ، وكانت الاسواق المحلية المجاورة للمناطق الجنوبية مليئة بهذه الثروة الحيوانية التي كانت تباع باسعار زهيدة وفي داخل الريف اصبح نظام المقايضة لبعض السلع وشراء الطيور والدواجن حالة مألوفة ، ان كثرو المواشي والجاموس قد وفرت كميات جيدة كبيرة من مادة الحليب واللبن والزبدة في تلك المقاطعات ويجب ان نذكر عن صوف الاغنام وما يتطلب من مهارات فنية
اهل الريف في جنوب العراق  ـ 117 ـ
 في داخل الريف اثناء عملية الغزل والنسيج وبيع الفائض منه ايضا الى النواحي والاقضية ، وطبعا فقد حصلت محاولات فردية وجماعية لصيد الاسماك والطيور لغرض الاستهلاك المحلي وبيع الفائض منها خارج المناطق السكانية ، كما كان يحصل بين حين وآخر تطوير مماثل في بقية المناطق لمثل هذه المهارات الفنية ، كما ان انتاج الادوات والآلات قد برهن ايضا على قابلية مصمميها ولكن يمكن القول ان الذي كان متداولا هو شباك الصيد بأنواعه وآلة ( الفالة ) والسراجة ، وبقع الاهوار المحيطة بالريف كانت المصدر الرئيسي للصيد ، ولم تعرف المهارات الفنية ذات النفع الاقتصادي تاثيرات عملية هامة غير العمليات المعروفة محليا وبشكلها الانفرادي في كيفية اعمال الصيد الواسعة النطاق التي استخدمت فيها جميع الطرق واستمرت مثل هذه الطرق تستعمل على نطاق واسع في جميع مناطق الريف ، وان الدافع الاساسي لتلك المهارات جاء لاسباب اقتصادية ولسد الحاجة المحلية لذلك العدد الهائل من السكان .

2 ـ حياكة النسيج وصنع القوارب
  لقد ظهر في الريف ايضا فنيون مثل ( الحياك ) في عملية حياكة الصوف لجميع الاعمال مثل البسط والغطوة ، ولم تطرأ تطورات او تعقيدات فنية اخرى ، كمل لم تستخدم امكانات نعومة انسجة الصوف الاّ فقط ( للعبي ) الرجالية ، فكانت هناك اساليب فنية بسيطة عملت على تركيب النسيج بسهولة ، وذلك باستخدام عملية تنظيم سدادة النسيج وباستعمال بكرات متوازية موجودة في النول ، وقد تطورت هذه الحياكة تحت ظروف مختلفة ، حيث تمت على الشعر الناعم وتمشيطه ثم تحويله الى جدايل ، وهذه المهنة مشابهة لاعمال اخرى فنية مثل صناعة الغطوة وغيرها وان بعض الحياك في الريف كانوا يعملون على تزويق المنتوج المنجز بتزويقات وزركشات مختلفة ، وتم استخدام الوان مختلفة في السدة واللهمة .
  ولغرض اتمام هذه الصورة المحلية عن صناعة وفن اهل الريف يجب
اهل الريف في جنوب العراق  ـ 118 ـ
 الاشارة الى بعض الاعمال الاخرى التي تشمل بناء القوارب ، وهي ذات نفع اقتصادي لباعتها وهم الحرفيون الذين اختصوا بهذه المهمة من قبل الاخوة الصابئة ، ان عمل تلك القوارب وغيرها في تلك المناطق يكشف الكثير من الطموح الفني الذي يعود الى مصمميها والذين يستعملونها على حد سواء ، فكانت الزوارق الجيدة راسية بالقرب من بيوت الفلاحين والملاكين بصورة واسعة ، وفي جميع الاوقات كانت النساء والرجال يستعملونها لنقل بضائعهم ومزروعاتهم وكذلك عند زياراتهم لاقربائهم وفي الاحتفالات والاعراس .
 ويفيد التاريخ الذي وقع بين ايدينا ان وراء تخطيط مثل هذه القوارب عمل فني رائع ووراء الاسلوب الذي صنعت فيه مثال للكفاح الازلي الحاصل بين الهدف الابداعي وبين صفات المادة التي قدمت من اجل ان تكون ذات شكل فني وهدف اساسي في تلك البيئات ، ان صنع القوارب والمصوغات من الامور المهمة لمعرفة وفهم الماضي وهو شبيه بالمنحوتة الازلية او اللوحة الفنية ، وانه في الحقيقة يمكن ان يقدم دليلا لنا ونظرة عن النزاع الواقع بين التقليد والابداع حيث ان الانسان قد التفت في وقت مبكر كي يفتش بشكل متواصل عن مادة العمل من اجل ابداعه الغريزي ، وربما حدث ذلك في وقت اقدم من التفاته الى بقية الاشياء مثل صناعة الفخار والآلات البسيطة حتى الكهرباء ، وعلى هذا الاساس فان العوامل الاقتصادية المجتمعة هي التي حركت شؤون الحياة في تلك المقاطعات الريفية من جنوب العراق .

3 ـ النظام القبلي والعرف العشائري
 تظهر في كل حضارة او لدى استيطان معين وجود شبكة من التفاعلات الاجتماعية تتوضح في آراء معينة وباسلوب مميز لايجاد نموذج من هذا التفاعل بملامحه المباشرة في الجنوب والذي استطاع المحافظة على تاثيره من بدايته الى نهايته ومنذ آلاف السنين لكي يدرس ويحلل هذا النموذج بشكل دقيق ، ويمكننا اعتباره بانه تركيب اجتماعي وقضائي واكب الحركة السياسية والاجتماعية والفكرية في هذا القطر منذ القدم للفترة ما قبل الاسلام ومرا بعده
اهل الريف في جنوب العراق  ـ 119 ـ
 ولا بد من تمييز طبيعته المركبة وتثبيت عناصره بشكل مستقل منذ البداية ، ومن ثم تشابك العلاقات والعناصر الواحدة بالاخرى وكيف جرى هذا التقسيم الاجتماعي للناس لذلك النظام العشائري وفروعه الاخرى حيث يعد واحدا من المرتكزات الاساسية التي اعتمد عليها سكان اهل الريف في ديمومتهم وبقائهم بذلك الاستيطان ، كما جعل معظم الافراد يركزون على الضوابط الفرعية والقبلية وبالتالي ظهور الخصائص وبروز عنصرين مهمين هما مجموعة اشخاص متساوين في المنزلة ولهم ارتباطات مع بعضهم بعضا في ادارة شؤونهم المشتركة بحيث انهم توصلوا الى وضع خطة دائمة لكي يجتمعوا برئاسة ( شيوخ العشيرة ) ، اما العنصر الثاني فهو تنظيم من اشخاص يختلفون في التركيب الاجتماعي والمزاج كليا عن مجموعة العنصر الاول الذين يدعون ( الاقطاعيين ) ، وطبيعي ان هذين العنصرين في الجنوب هما عبارة عن نظامين يكتشفهما محيط مغلق تسير فيه الامور الخدمية بشكل دوري ، كذلك يبدو بانه من المفيد الدنو من هذين النظامين الكبيرين بشرط ان يكون الدنو الرئيسي هو لاجل البحث والتحليل عن العرف العشائري في الجنوب وكيفية التعامل معهم وفي تصريف الحياة اليومية والذي اصبح بمرور الزمن دعما مستمرا للنظام المغلق في الريف .
 ففي ريف العمارة اصبح رؤساء القبائل هم رؤساء اقطاعيون في المنطقة نظرا لكون هؤلاء من سلالة الانظمة القبلية في الريف وهي امتداد تاريخي للنظام العشائري في تلك المنطقة ، وعلى هذا الاساس فان وصولهم للسلطة الاقطاعية جاء نتيجة تاييد الافراد لهم الذين يلتفون حول زعمائهم من كبار السن وبالتالي الاستيلاء عن طريق القوة قبل ان توجد الحكومات المركزية للاستيلاء على الاراضي حتى ظهور الحكومات وفرض نظام ( الكودة ) ثم نظام ( التسوية ) ، لذلك نلاحظ ان رئيس عشائر البو محمد هو ( وادي بن خليفة ) ثم جاء من بعده ولده ( عريبي بن وادي ) واخيرا ( محمد عريبي ) وابناؤه واشقاؤه ، كما نلاحظ ايضا زعامة عشيرة السواعد التي جاءت ايضا نتيجة لتسلسل رئاسي فقد تزعمهم ( محمد الموسى ) الملقب بابو تريكات ( وعلي بن شياع ) ( وشبل الثامر) وفي عشيرة آل ازريج ( مطلق السلمان ) والشيخ ( شواي ) ( ومجيد
اهل الريف في جنوب العراق  ـ 120 ـ
 الخليفة ) في رئاسة القبائل الممتدة على طول نهر المجر الكبير والفروع التي تنبع من نهر المجر ، وجميع القبائل الممتدة على ضفاف نهر المجر وفروعه هم تسلسل قبلي منذ البداية لان معظم تلك الاراضي التي اوضحنا عنها في موضوع التوزيع الجغرافي للسكان كانت قبائل مستوطنة قبل وجود الحكومات المركزية في العراق .
 وعلى هذا الاساس فان السكان احتشدوا على امتداد المبازل والانهر بسبب الحالة النفسية المتواجدة هناك نتيجة ذلك التقسيم الذي جزأها الى وحدات ادارية وكانها شبه مستقلة ومرتبطة بالسراكيل وباولاد الاقطاعيين وكبار الاطاعيين ، لذلك ففي دراستنا لهذه الخصائص العشائرية نجد المؤثرات الجوهرية التي طرأت على نظام الارض وعلى نمط وسلوكية الافراد المتداخلة مع نظام البيئة الذي هيمن على الحياة الاجتماعية ، وعند تتبعنا لسير هذه المؤثرات وهذه الخصائص بشكلها الواسع رأينا انها ادت الى ترسيخ وتخليد التقاليد العرقية والقبلية في داخل محيطهم وفي المكان والزمان ، وكذلك في تجمعهم الواسع مع قبائل عديدة قرب الانهر والمبازل وفي اماكن مزدحمة بحيث تصبح حالة مألوفة متوازنة يتحدث عنها معظم علماء الاجتماع لانهم يرون ان التجمع نابع من بعض العرائز ، فغريزة التجمع تدفع الحيوانات لتجمعها الى اسراب ، وكذلك الحال بالنسبة لبعض الافراد ، ويؤكد علماء النفس ايضا كون غريزة التجمع تفسر تاثير الفرد بالسلوك الجماعي وتمسكه بروح الجماعة والانطواء تحت لوائها ، اما الالتزام بنظام العشيرة فيصبح عبارة عن وحدة ذات جوانب متصلة بصلات متنوعة وعلاقات وسيطة متعددة الجوانب ، لذلك فانه يستحيل علينا ان نتحدث بصورة كاملة دون معرفة خصائص الفرد الريفي بكل غناها عن الجوانب والصلات اللازمة له بواسطة مفهوم واحد فقط ونظام واحد من المفاهيم ، فلربما لا يعطي كل منهما بمفرده معرفة روحية الجوانب او مجردة ما لم ندرس ايضا هذه الخصائص ونتعمق في البحث والتحليل والكشف عن الواقع الملموس بكل وجوهه وحرية تطوره لانه بمثابة درجات في سلم المعرفة والادراك حيث نرى ان العرف القبلي انعكاس للواقع الاجتماعي والسياسي .
اهل الريف في جنوب العراق  ـ 121 ـ
 ان مراحل التقسيم الاجتماعي للعمل وتطوره ، ظهر في بادىء الامر بصلات متباينة في المجتمعات البشرية وخصوصا في فروع الانتاج الزراعي ، وادى بالتالي الى نشوء وظهور المقدمات الضرورية لظهور السلوك الاجتماعي ، اي ان الانتاج الزراعي بوصفه انتاجا ماديا بصرف النظر عن اشكاله الخاصة وبسبب تعاقب الانظمة الاجتماعية التي احدثت انقلابا في شروط وحياة الناس ، وبرزت بعد ذلك وصاية القبلية ثم القوانين العشائرية المرتبطة بها وتشعبت فيما بعد وهي تكشف مفاهيم جديدة للمعرفة الاجتماعية وخلق الحاجة .
 ولما كان سكان جنوب العراق جزءا من النظام القبلي العام في شبه الجزيرة العربية فقد استحوذ ذلك المفهوم على جميع الاسر الفلاحية بفضل عوامل البيئة وبقي هذا الواقع مرتبطا بتلك الاعراف في جميع الاراضي المتاخمة لشرقي وجنوب العراق ، ويروي هؤلاء السكان ان العشيرة اقترن نشوؤها وثبوتها في العراق وقد اصبحت نظام تكافل للمجمتع ، وهذا كما فسره بعض علماء الاجتماع يعد ظاهرة تاريخية لا بد لكل شعب او انظمة متباينة ان تمر بها اثناء رحلتها الاجتماعية فضلا عن كون المجتمع العربي هو مجتمع اسلامي وان ما جاء به القرآن الكريم ودعوة الرسول ( ص) قد تجوز كل ذلك فهو ليس قاريا ولا قبليا لكن حالة التجانس وعدم التناحر ومفهوم التكافؤ بسبب الموقع الذي يحتله الافراد ومن خلال تعاقب التاريخ والفرز الطبقي للناس في المجتمع الريفي فضلا عن تغير الصفات وظهور المفارقات بين حين واخر بصورتها الذاتية وكانها ازلية ، فثبوتها هذا في محيطها بشكل اجتماعي كامل الارتقاء كتابع يدور في فلك البيئة المحلية ، شبيه مع باقي المناطق المجاورة سواء كان في مناطق العمارة او غيرها من المناطق المجاورة مثل الناصرية والغراف والمناطق الجنوبية الاخرى ، لان المجتمع الريفي استوى في حدوده ، ولم يتجاوز حدوده او قواعده الاّ من خلال الاندماج العشائري الذي كان يكفل لهم البقاء والطمانينة ، ويتأكد ذلك من عدم تمذهب الفلاحين في ماضيهم بالمذهب العشائري ، لكنه اصبح سنة تاريخية طبيعية يحتمون بها ويخلدون آراءهم ومعتقداتهم وهي امتداد لحياتهم عندما كانوا اقواما رحلا شأنهم شأن الاقوام الاخرى التي نزحت الى ضفاف وادي الرافدين بسبب الجفاف
اهل الريف في جنوب العراق  ـ 122 ـ
 والحروب والغزوات في العهود السابقة واللاحقة ، وبمرور الزمن اصبح النظام العشائري ملائما لحالة استيطانهم الذي يفرض عليهم الاستقرار والحماية الحقوقية لكي يعتادوا على الزراعة ، وعرف لديهم ان استقرار العمل باعث لكل شعور ، اذ يورث فيهم عشقا مبهما للارض التي تمدهم بكل ما يحتاجون اليه من مقومات الحياة ويدعوهم للاندماج العشائري الذي يعد جزءا مهما من اسباب ثبوتهم واستيطانهم على مر الازمان ، لذلك فلا غرابة من تركيز مفهوم العشيرة لديهم من الوجه العام الذي هو جزء من وحدة قوتهم ومعتداتهم ، بالرغم من التحولات السياسية والاجتماعية في المنطقة عند ظهور الاسلام الذي نبذ نظام القبلية اذ نراه قد برز مرة اخرى بانه صاحب الحماية الحقوقية لجميع السكان ، ومن عناصر ذلك التحول ظهور اساليب مختلفة وما تتطلبه تلك الاساليب التي غالبا ما استحسنت من قبل السكان ، وهذا ما ظهر في علاقاتهم مع جيرانهم في باقي المقاطعات وفي جميع المستويات ، والذي كان شرط الاحتفاظ به مرتبطا بوجود امور نفسية وبيئية معينة ، اذ لا يوجد لدى السلطات المحلية تقليد واقعي اجتماعي اخر يمكنهم من استلهامه وتطبيقه في مناطقهم تلك ، كما اصبحت تلك النماذج في جميع المناطق الريفية موازية لنماذجها الاصلية وانها تعد عاملا مهما لتلك التطورات القومية الخاصة بتلك النواحي الدينية والسياسية التي بواسطتها يمكن الحصول على معايير مهمة للتاثيرات البيئية والتركيب الطبقي ، ولغرض توجيه حديثنا يمكننا ان نتحدث عن القبائل الموجودة في الريف ومن بينها عشيرة البو حمد الواسعة الانتشار وعشيرة السواعد ، وآل ازيرج ، وبني لام ، والبو دراج وغيرها من عشائر الجنوب .

عشيرة البو محمد
 نذكر ان عشيرة البو محمد تنتسب الى مؤسسها محمد بن سعد بن مروح العزاوي الزبيدي الذي ترك عشيرته التي كانت تستوطن المنصورية الكائنة شمال ديالى في الاعوام السابقة المنصرمة وذلك على اثر معركة نشبت بينه وبين عمه منصور بن جارح بن سعد الذي سكن تلك المناطق وبعدها نفي من مكانه ، وكانوا يدعون النفي بكلمة ( شلى ) وذهب الى مناطق حتى وصل الى
اهل الريف في جنوب العراق  ـ 123 ـ
 قرية تقع في محل يعرف بـ ( ام الجمل ) التي يسكنها الدراجيون ، فحل عند فرح الدراجي رئيس هذه القرية والذي تنسب عشيرة الفريحات الحالية له ، ثم نزحت ابنته ( كوشه ) واصبح هو صاحب البيت القائم بإدارة العائلة ثم اصبح لدى محمد بن سعد من ( الكوشة ) ثلاثة اولاد وبنت واحدة ، وهم كامل وعبود وشدود ودياش ، ويلقب افراد عشيرة البو محمد باخوة باشه ، اما اولاد فرج الدراجي فقد اصبحوا تابعين بعد الى محمد بن سعد ، ومنهم تكونت عشيرة ( الفريشات ) التي اصبحت تابعة الى عشيرة البو محمد ، وبعد وفاة محمد بن سعد خلفه ولده الاكبر كامل في رئاسة العائلة في حين اهتم عبود بزراعة الارض وقام شدود بتربية الجاموس فسكن الاهوار وتم نزوح هؤلاء الثلاثة من بيوت اخوالهم الدراجين ، وهكذا اخذت تنمو هذه العشيرة التي انحدرت من مؤسسها محمد بن سعد حتى بلغ تعدادها مع الزمن ( 20 ) الف نسمة بعد حوالي مائتي سنة من نشوئها ثم زاد عدد سكانها واعتمدت الزراعة وتربية الماشية ، وتشمل عشيرة البو محمد على ثلاثة حمايل رئيسية هي :
 1 ـ حمولة بيت ليلو .
 2 ـ حمولة البو محمد .
 3 ـ حمولة الشدة .
 وتشمل حمولة بيت ليلو على الحمايل التالية :
 1 ـ حمولة بيت منشد .       9 ـ حمولة بيت موزان .
 2 ـ حمولة بيت فيصل .       10 ـ حمولة بيت نصر الله.
 3 ـ حمولة بيت مشتت .       11 ـ حمولة بيت فياض .
 4 ـ حمولة بيت ضمد .       12 ـ حمولة بيت عرمش .
 5 ـ حمولة بيت صحن .       13 ـ حمولة بيت ادهام .
 6 ـ حمولة بيت غضب .       14 ـ حمولة بيت العشمان .
 7 ـ حمولة بيت اكحيط.       15 ـ حمولة المشاجرة .
 8 ـ حمولة بيت ماهود.       16 ـ حمولة البطابطة .
اهل الريف في جنوب العراق  ـ 124 ـ
 وقد اصبحت حمولة بيت منشد من الحمايل المهمة في البو محمد وهي الفرع الذي ينتمي اليه الرؤساء ويتفرع منه حمولتان مهمتان هما ( بيت وادي ) وبيت ( صيهود ) الذي ينتمي اليها الشيخ فالح الصيهود وذريته ومحمد عريبي ومجيد الخليفة واولاده ، ومن بيت مشتت تتفرع عشيرة بيت فيصل التي يتزعمها مهودر بن زبون ومن بيت ضمد تتفرع عشيرة بيت فندي التي يتزعمها ( خليفة ) ( والحاج حميد ) اما حمولة بيت اكحيط فهي من القبائل المهمة في البو حمد وتسكن فيمناطق الواديه والمجر ، والعدل الذي ينتمي اليها حاليا كريم ماهود اما عشيرة بيت فيصل فيتفرع منها ( بيت اشياع ) وبيت ( يسر ) نسبة الى رئيسها ( حسين بن سنة ) وحدودها مع مقاطعات محمد عريبي حتى المناطق الغربية اما حمولة البو عبود التي هي احدى القبائل المهمة في عشيرة البو محمد فتتكون على الوجه التالي :
 1 ـ حمولة البو علي .       5 ـ حمولة بيت اسليم .
 2 ـ حمولة السفان .       6 ـ حمولة بيت خليفة .
 3 ـ حمولة البو مطير .       7 ـ حمولة بيت اثجيل .
 4 ـ حمولة المصالح .       8 ـ حمولة الشرشاحي .
 ويرأس حمولة البو علي سلمان غيلان ومن بعده اولاده الحاج محمد بن سلمان ، وحيدر وابناؤه ، اما رئيس حمولة البيضان فكان رئيسها العام ( ابهار بن مطلق ) ، كما يرأس عشيرة البو مطيري صدام وحنون ، واما حمولة بيت اسليم فكان رئيسها حسين بم منخي واسماعيل بن منخي وقاسم واشلاكة .
 اما حمولة ( الشده ) فتعد هي ايضا من الحمايل المهمة في البو محمد وتتفرع على الوجه التالي :
 1 ـ حمولة البو غنام .
 2 ـ حمولة بيت امطيلب ـ ومناطق سكناهم هي البو خصاف والدين في الاهوار .
اهل الريف في جنوب العراق  ـ 125 ـ
 3 ـ اما حمولة بيت ـ اريج فكان مقر سكناهم في الاهوار ايضا بمنطقة السودة ، والبيضة .
 4 ـ اما حمولة بيت اجبارة فكان مقر سكناهم جداول الترابة والبو صخير .
 5 ـ حمولة ابو اسليم وكان مقر سكناهم سابقا جداول الوادية الذي ينبع من نهر المجرالكبير .
 6 ـ حمولة البو نجيت والخشانة : وكان مقر سكناهم سابقا جداول التشيشلي .
 7 ـ حمولة البو النوافل وكان مقر سكناهم اطراف نهر الاكرح والشلفة .
 ويتفرع من عشيرة النوافل ، حمولة بيت ابو ( العيطة ) وبيت جاسم وحمولة بيت ارذيل وبيت حيدر .
 اما عشيرة البو نجيت فهي تشمل على الافخاذ التالية :
 1 ـ بيت صكر
 2 ـ بيت فريح وكان مقر سكناهم يقع ضمن العزير حتى القرنة
 3 ـ بيت بخش .

عشيرة السراج
 استوطنت القبائل التابعة لعشيرة السراج في معظم الاراضي التابعة لمحافظة العمارة في كل من كميت والمجر الكبير والصغير او مناطق شريت على ضفاف نهر العمارة مقابل ناحية الكحلاء ، وكذلك على ضفاف نهر العسيكي ، ونظرا للاهمية الاقتصادية والزراعية التي املتها علينا ظروف هذا البحث نسجل هذه التسميات العشائرية التي كانت تعيش في هذه المناطق ، فلقد كانت هذه القبائل مشهورة في تربية الابقار وزراعة الشعير والقمح على نطاق معروف لدى جميع الاسر الفلاحية هناك ، وفيما يلي نوضح تسميات هذه القبائل :
اهل الريف في جنوب العراق  ـ 126 ـ
 1 ـ عشيرة البهادل .
 2 ـ عشيرة المواجد .
 3 ـ عشيرة البو زيد التي يرأسها موسى بن خلف .
 4 ـ عشيرة الشمالة ويرأسها موسى بن خلف .
 5 ـ عشيرة الجيازنة ـ ومن رؤسائهم عبد السادة بن عكيلة ، وحمود الحاج موسى ، وغضبان بن فنجان .
 6 ـ عشيرة الهيلجية ويرأسها مهاوي .
 7 ـ عشيرة الكعيدات ـ عشيرة بيت داغر الشلش ورئيسها العام خزعل بن مشكور .
 8 ـ عشيرة الصبح .
 وهناك الفاظ تطلق على بعض التسميات العشائرية مثل اهل الثلث وهي تعود ايضا الى عشيرة السراج .
 1 ـ عشيرة الحلاف ـ ورئيسها يوسف بن خليفة .
 2 ـ عشيرة ارستيم ـ ورئيسها بدن المالح وعشيرة ارستيم من اكبر الحمايل .
 3 ـ عشيرة الطليبات .
 4 ـ عشيرة البو فرادي ورؤساؤها بيت نهر بن طخاخ .
 5 ـ عشيرة الوحيلات رئيسهم غضبان بن مطلب .

عشيرة البو دراج
 1 ـ عشيرة البو غيث .
 2 ـ عشيرة البو كمر .
 3 ـ عشيرة بيت فارس .
 4 ـ عشيرة البو خضير .
اهل الريف في جنوب العراق  ـ 127 ـ
 ولهم رؤساء عديدون وتعد هذه العشيرة من اكبر القبائل الموجودة هناك وكان يرأسها سابقا مطشر بن فيصل وآخرون .

عشيرة السواعد
 اما عشيرة السواعد فهي ايضا من اهم القبائل التي استوطنت في الريف على امتداد نهر المشرح والفروع التابعة له اسوة بباقي القبائل الاخرى مثل عشيرة ( البو محمد ) وآل ازيرج في المجر ، وبني لام ، والبو دراج ، والبو عبود ، والوالشرة ، والقبائل الواقعة على امتداد نهر الكبير والصغير .
 وحين يصح الحديث عن العشيرة والعشائر ليس من اجل ابراز عظمة العشيرة في هذا المجال لكن اهمية الحديث تاتي من الاستيطان لكي تصبح عاملا مكملا لنظام الادارية الذاتية الذي تحدثنا عنه في الفصول السالفة والذي مكن هذه الاسر الفلاحية من مواصلة سير الزراعة والاستقرار في تلك الزراعة التقليدية التي كانت وما زالت تخلو من النواظم الحديثة والمكننة ، ولتوجه الحديث فان لهذه القبيلة فروعا وخصائص عرقية ومحلية يدعونها ( افخاذ ) مرتبطة جميعها بالعشيرة الام ( هي عشيرة السواعد ) التي استوطنت في نهر المشرح والفروع ومارست الفعاليات الزراعية وتربية المواشي بكافة صنوفها ومتابعة لهذه القبيلة الهامة في الريف نأتي على ذكر بعض الحمايل التابعة لها :
 1 ـ عشيرة بيت زامل .
 2 ـ عشيرة الكورشة .
 3 ـ عشيرة بيت عبد السيد .
 4 ـ عشيرة البتران .
 وهذه الحمايل هي التي اصبحت الاساس الاهم في قبيلة السواعد .
اهل الريف في جنوب العراق  ـ 128 ـ
بيت زامل
 يتفرع من عشيرة بيت زامل الافخاذ التالية :
 1 ـ عشيرة بيت افليش .       8 ـ عشيرة بيت ماذي .
 2 ـ عشيرة بيت فنجان .       9 ـ عشيرة بيت سلطان .
 3 ـ عشيرة بيت سبهان .       10 ـ عشيرة الهبيسات .
 4 ـ عشيرة آل عزة .       11 ـ عشيرة الحريشات .
 5 ـ عشيرة البو فندي .       12 ـ عشيرة الشهبات .
 6 ـ عشيرة بيت ابداح .       13 ـ عشيرة بيت جنزيل .
 7 ـ عشيرة بيت البو فندي .

عشيرة الكورشة
 اما عشيرة الكورشة التي تعد من ضمن الفروع الهامة المرتبطة بعشيرة السواعد التي يرأسها محمد الموسى الملقب بأبو تريكات ، وحسسين بن حسان وعزيز بن شياع وحمدان ، ولعشيرة الكورشة فروع ايضا اهمها ما ياتي :
 1 ـ عشيرة بيت حميدان
 2 ـ عشيرة بيت البو زهيرة
 3 ـ عشيرة البو حوف
 4 ـ عشيرة البو اسكندر
 5 ـ عشيرة البو دوه
 6 ـ عشيرة البو اهليل والبو عاشور
 7 ـ عشيرة البو غدير

عشيرة بيت عبد السيد
 اما عشيرة بيت عبد السيد فهي تتكون من الافخاذ التالية والتي كان يرأسها سابقا ابراهيم بن اسماعيل بن بداي ابن عبيد :
اهل الريف في جنوب العراق  ـ 129 ـ
 1 ـ عشيرة بيت مانع
 2 ـ عشيرة البو حسان
 3 ـ عشيرة آل الشامي
 4 ـ عشيرة بيت سلس
 5 ـ عشيرة البو الكرارات.
 ويترأس عشيرة ال الشامي العديد من الاشخاص نذكر منهم خلاطي بن مشيري ومحسن بن خلاطي ، وبيت مهوس ، كما يرأس عشيرة البو حسان ( بداي بن مجيسر ) وابراهيم بن اسماعيل بن بداي .
 اما عشيرة البتران فتتفرع منها الفروع التالية :
 1 ـ عشيرة الحجاج التي يرأسها جاسم بن محمد المنصور .
 2 ـ عشيرة البو سعيدان .
 3 ـ عشيرة اهل العمارة .
 4 ـ عشيرة الحرادنة ورئيسها الحاج علوان .
 5 ـ آل بو فريد .
 6 ـ آل بو عياه .
 ويوجد رئيس عام بالنسبة لعشيرة السواعد وهو الشخص المهم الذي يقوم بدور الوساطة فيما بين القبائل الاخرى وهو الذي يرأس عشيرة الكورشة والموجودة حاليا في منطقة المشرح .
 ( عزيز بن شياع ) من اهم الشخصيات العشائرية في قبيلة السواعد العريقة وكان يزوره العديد من فروع القبيلة وغيرها لغرض الاستفادة منه في حسم الامور التي تحدث بين الاطراف المتخاصمة ويروى عنه ايضا انه كثير النباهة وحسن المعشر وله اطلاع واسع في معرفة ادق التفاصيل المستعصية بالنسبة للقوانين العشائرية في المنطقة وخارجها كما عرف عنه انه كثير ما كان يذهب بين حين وآخر الى بغداد والبصرة لحل القضايا العشائرية بين الافراد الذين
اهل الريف في جنوب العراق  ـ 130 ـ
 ينتمون الى عشيرة السواعد والقبائل الاخرى مثل كاظم السدخان ورئيس عشيرة البهادل وخالد رئيس قبيلة ابو زيد في العمارة قرب مناطق قلعة صالح وغيرها كما كان قبله ( محمد الموسى ) ابو تريكات .

عشيرة آل ازيرج
 عشيرة آل ازيرج من القبائل المهمة في الريف وهي تقطن على امتداد نهر ( آل ازيرج ) وفروعه وخلال الفترة الزمنية الطويلة من عمر الريف ، اصبح لهذه العشيرة نفوذ واسع وشهرة كبيرة في جميع الميادين الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، وطبيعي ان مقاطعات آل ازيرج والمناطق المحيطة بها قد حظيت بأعداد بشرية ذات نفوذ واسع وشهرة كبيرة مكنتها من الاستمرار في زراعة الارض خلال الفترة الزمنية التي استوطنتها في معظم القبائل المبينة ومنها :
 1 ـ عشيرة البو عطوران .
 2 ـ عشيرة آل ربيع .
 3 ـ عشيرة الحريشيين .
 اما الفروع التي ترتبط بعشيرة البو عطوان فهي على الوجه التالي والتي يرأسها ايضا ( رحيم بن خلف الشواي ) ، مع فالح السلمان ، ومحمد بن شيخ جثير مطلق السلمان .
 1 ـ عشيرة بيت مظخور .        6 ـ عشيرة البو اخويطر .
 2 ـ عشيرة بيت امهنى .         7 ـ عشيرة البو اكريم .
 3 ـ عشيرة بيت حيدر .          8 ـ عشيرة البو خميس .
 4 ـ عشيرة بيت آل جبينة .       9 ـ عشيرة البو غانم .
 5 ـ عشيرة بيت الكورشة .       10 ـ عشيرة بيت الزهيوات .
 وكان رئيس هذه القبيلة هو ( رحيم بن خلف الشواي ) اما قبيلة آل ربيع فهي تتكون على الوجه التالي :
اهل الريف في جنوب العراق  ـ 131 ـ
 1 ـ عشيرة البو كليل .        4 ـ عشيرة البو يونس .
 2 ـ عشيرة آل باغي .        5 ـ عشيرة آل ابراهيم .
 3 ـ عشيرة البو عمار .       6 ـ عشيرة البو حسينات .
 وكان يرأس هذه القبيلة ( جبار بن شيخان الجويلي ) ، اما عشيرة الحريشيين التي هي من ضمن قبائل آل ازيرج فتكون على الوجه التالي :
 1 ـ عشيرة بيت احبيتر .       5 ـ عشيرة البو معادي .
 2 ـ عشيرة البو حبل .         6 ـ عشيرة بيت غيلان .
 3 ـ عشيرة بيت شمال .       7 ـ عشيرة آل ( بو علي ).
 4 ـ عشيرة الديلات .          8 ـ عشيرة البلاعطة .

عشيرة بني لام
 كثيرا ما نسمع الكلمة المعروفة وهي ( لامي ) المشتقة من عشيرة بني لام التي هي واحدة من بين القبائل الكبيرة التي استوطنت بالقرب من ( قضاء كميت ) سابقا تحت زعامة الشيخ ( غضبان البنية ) ، ونحن لا نستعرض اهمية هذه القبائل الان من الناحية التاريخية الا من اجل ايضاح العدد السكاني هناك ، كما يمكن اعتبار قبيلة بني لام من القبائل المهمة في تاريخ المنطقة .
 ولعدم وجود احصائيات دقيقة عن عدد السكان فقد تعذر علينا ابراز احصائية لعدد الاسر الفلاحية هناك ، ونكتفي بالقاء الضوء على اهميتها في النواحي الزراعية وغيرها ، فقد اهتمت بتربية الاغنام والابقار والخيول والماعز والرعي قرب الاقسام الشمالية والغربية من ( ناحية كميت ) حتى حدود الطيب والاراضي الغربية من ( آل ازيرج ) التي سكن فيها العديد من قبائل البو دراج ، وبالاضافة الى تربية الماشية فان البعض منهم اعتمد على زراعة القمح والشعير والذرة ، وكانت بيوت الشعر هي البيوت المفضلة لديهم والمعمولة من الصوف اي ( الصهاوي ) وهي تختلف عن بيوت الفلاحين في المناطق الجنوبية نم لواء العمارة التي تعتمد زراعة الرز والمعمولة من ( القصب والبواري ) .
اهل الريف في جنوب العراق  ـ 132 ـ
 كما يعرف في الريف ان لكل قبيلة قائدا يقودها ويذود عنها وعندما اصبح ( غضبان البنية ) عيم هذه القبيلة كان يجمع ما بين الصفتين زعامة القبيلة والاشراف الفعلي على الزراعة ، كما ينظر اليه على انه يذود عنها ويحمي مجدها ، وطوال هذه الحقبة الزمنية التاريخية امتدت زعامة ( غضبان ) الى مناطق اخرى واسعة تتمتع بصفات كبار العشائر ، فامتاز بفراسته وشجاعته حتى اشتد طموحه لزراعة جميع الاراضي المتاخمة له وبسط سيطرته على معظم القبائل ومنها ( قبيلة البو دراج ) ، كما شهدت المعارك التي جرت بينه وبين قبائل البو محمد ، وقبائل آل ازيرج والقبائل المستوطنة في عربستان على اعظم المآثر التاريخية في ذلك الزمان .
 ففي حالة اقدامه على اي اجراء حربي فانه يخطط له مسبقا ويجمع حوله بعض المقربين لغرض انجاحه والتفوق على خصومه .
 ومن الجدير بالذكر ان قبيلة بني لام شأنها شأن بقية القبائل في جنوب العراق واهم فرعين في قبيلة بني لام النصيري والرحمة والخميسة .
 اما اهم شيوخ النصيري وزعمائهم ( بيت علي خان ) يرأسهم حاليا ( محمد بن يعقوب بن يوسف العلي خان ) وعشيرة بيت جتب يرأسهم ( علي بن ذياب الجتب ) وكانوا يستوطنون في المناطق الغربية والشرقية ، اما عشيرة بيت ( عبد العال ) من شيوخ النصيري فنذكر منهم ( عبد العالي ) ويرأسهم الان ( عبد الرزاق شاكر القمندار ) ( وغازي شاكر القمندار ) والشيخ ( فيصل بن شاكر القمندار ) ( والشيخ جوي اللازم ) الذين كانوا يسكنون سلبقا قرب منطقة علي الغربي وكان الشيخ ( جوي اللازم ) ذا مهابة في الاوساط الشعبية لدى عموم مقاطعات بني لام وقد اصبح نائبا في البرلمان ابان عهد الحكم الملكي في العراق ، ومن بين العشائر الاخرى في بني لام ( بيت عبد الخان ) ( وبيت حافظ ) ( وعلي الشويح ) التي كانت تستوطن قرب مناطق بدرة ( وبيت مهنا ) الذين كانوا يعتمدون الزراعة ايضا وتربية المواشي في مناطق ( جنوب جصان ) وكذلك جماعة ترصخ ومندلي الذين يرجعون الى ( بيت عبد الحسن الموسى ) .
 وقد حدثنا في هذا المجال المرحوم ( الشيخ محمد حسن ) الذي كان
اهل الريف في جنوب العراق  ـ 133 ـ
 يسكن في بغداد وهو معاصريهم ومن المقربين لهم آنذاك عن العديد من الوقائع التاريخية في حياة الشيخ ( غضبان البنية ) .
 وفي حديثه روى قصة النزاع الذي حصل بين الشيخ ( غضبان والشيخ خزعل ) بسبب بعض التجاوزات التي كانت تحصل بين الرعاة الذين يتوغلون في اراضي كلا الجانبين ، ومن بينها نروي هذه الحادثة وهي ان احد افراد ( قبيلة بني لام ) التابع الى الشيخ غضبان قد شكا امره اليه بسبب اعتداء وكيل الشيخ ( خزعل ) عليه والذي يدعى ( اخليف ) في منطقة ( الميناو ) ثم استيلائه على ماشيته وسلبه وقطع اذنه وضربه ضربا موجعا لدخوله هذه الاراضي ، وقال له بانه رجل يرعى الاغنام وانه يعود الى الشيخ غضبان وعندما اصابه ذلك اشتد غضب الشيخ ، ثم كتب رسالة يدرج فيها اعادة الماشية ، لكن وكيل الشيخ خزعل امتنع عن ذلك ولم يهتم بهذا الطلب ، مما حمل غضبان على القيام بتجهيز حملة قوية بزعامة ( حسين الداخل ) ( وعبد الله الثجيل ) وهما من القواد المشهورين للذهاب الى داخل عربستان والالتحام مع رجال اخليف فجأة ، لغرض تاديبهم فعلا وحصلت معركة حامية هزم على اثرها مجموعة ( اخليف ) ، وبعدها انشد حسين الداخل هذا الشعر .
ركـبنا في سبايا الخيل iiحالا      او نزلنا ابليل كالعدوان iiحالا
اخليف اكليتب الغضبان حالا      رد  تـارس جف iiابخصيانة
 هذا ما كان من امر المعركة التي دارت رحاها في تلك البقاع ، اما بعد الانكسار الذي مني به اخليف على يد قبائل الشيخ غضبان ، فان الشيخ خزعل اراد ان يغطي على ذلك الانكسار الذي مني به رجاله فقد امر بابعاد وكيله اخليف واعتبره رجلا غير مرغوب فيه لانه تصرف بغير حكمه في عمله الذي حصل ضد رجل ( بني لام ) ثم كتب رسالة للشيخ غضبان يعتذر فيها عما حصل ويطلب منه قبول دعوته والتوجه اليه مع من يرغب معالجته ، وبعد دراسة الموضوع قبلت الدعوة ، وفضلا عن كون ( الشيخ غضبان ) له علم بالنوايا التي بررها الشيخ خزعل ضد خصومه من رؤساء القبائل المحيطة به مثل وضع السموم المغلفة في احذية ولباس من يريد قتله ، كما جرى ذلك فعلا في امثال
اهل الريف في جنوب العراق  ـ 134 ـ
 العديد من رؤساء قبيلة بني طرف والسواعد وآخرين ، وبالنسبة للشيخ غضبان فانه وافق على الدعوة وتحرك موكبه ، يتقدمه قواده من قبيلة بني لام، وبعد وصوله استقبله الشيخ ( خزعل الكعبي ) واستمر بقاؤه هناك مدة من الزمن ثم عاد ( الشيخ غضبان ) مع بقية مرافقيه الى اماكنهم ، وتعد هذه الزيارة من اهم الزيارات التي قام بها ( الشيخ غضبان ) الى الاماكن القريبة والبعيدة ، ثم كتب معاهدات عدم اعتداء فيما بينهما .

قصة اكريم الصدام
 كما يروى ان رجلا يدعى ( اكريم الصدام ) وينتمي الى قبيلة اخرى جمع لفيفا من اقربائه وقبيلته وهاجر نحو الاراضي التي هي بعهدة ( غضبان البنية ) في موقع الطيب اي في الاراضي القريبة من التلول والمرتفعات مقابل ( ناحية كميت ) واستوطن فيها طلبا للعيش بعد ان واجهتهم ظروف حياتية صعبة بسبب الخسارة التي كان يدفع عنها سنويا بطريقة الضمان من الملاكين السابقين ، وقد حل في تلك الاراضي البور ودون اذن من الشيخ ( غضبان البنية ) ، وبعد برهة من الزمن وصلت اخباره الى الشيخ غضبان عن طريق الفلاحين والسراكيل القريبين من المنطقة التي اعتبرت ان هذا الرجل غير مكترث بالشيخ غضبان بسبب تجاوزه حدود الصلاحيات الممنوحة لكبار الاقطاعيين ، والتي تؤيد احقيتهم بطرد الاشخاص الكثيرين الذين يعملون لغير صالح الفلاحين من الذين تعتمدهم ادارة الشيخ غضبان البنية ، فما كان من الشيخ غضبان الاّ ان رفض اقوال هؤلاء الاشخاص واخبرهم بعدم التعرض لكل من يروم زراعة الارض البور وعدم التطاول على حقوق ذلك الرجل وجماعته في تلك الاراضي التي ما زالت خالية من الزراع وانها خاضعة للعمل ولكل من يزرعها ، وبعد توالي الاشهر والسنوات امتد نفوذ ( اكريم الصدام ) الى اراض اكثر وفرض سيطرته عليها ، وكالعادة تم اخبار الشيخ غضبان بهذه التجاوزات واستغلال اراض اخرى ، فجاء رد غضبان بنفس الطريقة السابقة ، وبعد مضي سنوات اخرى ضم اكريم الصدام اليه مقاطعات جديدة وكانه جاء من اجل استلاب معظم اراضي غضبان البنية ، ونتيجة لهذا التصرف الغريب والمدهش
اهل الريف في جنوب العراق  ـ 135 ـ
 من جانب ( اكريم الصدام ) توصل غضبان البنية الى استنتاج جديد بالارتقاء الى حالة الموضوعية الجديدة ورصد في مكانه هذا ، وبعد ان فرغ صبره اكتفى بارسال حملة قليلة تحمل رسالة اليه يطلب فيها الكف عن تجاوزه فيما بعد الى اراض جديدة ، وبعد ان قرأ الرسالة ارسل الى غضبان البنية برسالة وكانت الرسالة مختومة وفيها الابيات الشعرية التالية :
امدهلي وربد اجبسنك ابمسحاة وكراك      ii
واحـرمك  مـن لباس البدن iiوكراك
ابـعـزم الله لـوكر فـوك iiوكـرك      ii
وهـلـس  ريـش جـنحانك iiبـدية
 وبعد وصول الرسالة قرأها غضبان البنية ثم ابتسم واستغرب من امر ذلك الرجل الذي لم يسمع عنه اي شيء سابقا وكيف تجرأ على كتابة هذه الابيات السابقة الشعرية وطلب من الاشخاص الذين ارسلهم في بادىء الامر ان يحملوا اليه هذه الابيات الشعرية الصادرة من ( غضبان البنية ) وكان جواب الرد كالآتي :
انـا مـنكر او مـنكر iiآني      ii
انا  للديان واكف منكر iiآني
ها يا اكريم كبلك من كراني      ii
مرمر والمساحي انثنت iiبية
 وبعد الانتهاء من قراءة هذه الابيات الشعرية التي وصلت اليه من الشيخ غضبان جلبه رجال ( غضبان البنية ) الى المكان المطلوب احضاره ، ولدى وصوله دخل في مضيف ( الشيخ غضبان ) الكبير وهو حافل بكبار الرجال من شتى القبائل وطلب منه ان يعيد الابيات الشعرية فتبسم واعادها بكل جرأة ، وطلب منه معرفة ما الذي حدا به الى كتابة هذا الشعر ومجيئه الى هذه الاراضي ، فأجابه لكي اصبح واحدا من العجائب الفذة في زماني هنا والذي نجد فيه من الصعوبة بمكان الحصول على الرجال الذين يقومون بهذا العمل ودون موافقة رئيس المقاطعة ، اما موضوع ارسال الشعر لك فهذا يعني امتحان حلمك بهذا التحدي مع بيان مقدرتك على تحمل المكاره ، لانه لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ، ومن مثلي انا ذلك الرجل الضعيف لا يقلل من