من بعدهم اي ان تكون الارض التي يفتحها العرب ملكا للعرب كأمة لا كافراد ، لذا لم توزع بعد فتحها بل تركت بيد اصحابها الشرعيين المالكين يستغلونها ويدفعون عنها الضرائب المحددة .
وبعد التطورات الحضارية التي تكونت عبر السنين حيث انتشر العرب في ارجاء الارض مما ادى الى خلق مجتمع يختلف اختلافا جوهريا عن المجتمع العربي الاول الذي كان يتميز بطبيعته الصحراوية وبنوعين من الناس ( بدو ) غير مستقرين ( واهل المدن ) اهل التجارة والزراعة ، وبنوعين من الملكية للاراضي الخصبة حول ( الآبار ) ( والعيون العذبة ) وخلال المراحل الزمنية الطويلة وفي عهد السيطرة العثمانية على العراق كانت معظم الاراضي الواقعة جنوب العراق تقع تحت سيطرة رؤساء القبائل وفق ذلك التقسيم الاجتماعي وهم قبائل ( البو محمد ) وقبائل آل ازيرج ، والسواعد ، وبني لام ، وقبائل آل عيسى وغيرهم ، وان معظم هؤلاء الرؤساء يدفعون نظام ( الكودة ) للحكومة العثمانية وكان ذلك في عهد ( وادي ) جد عريبي وما قبله ( خليفة ) لذلك فنحن نعلم ان محمد بن عريبي بن وادي ومجيد بن خليفة ومشتت بن خليفة ووالد الشيخ مجبل جميعهم ( من قبيلة البو محمد ) هم مستوطنون في مناطق الجنوب في عهد السيطرة العثمانية وكذلك ( رؤساء السواعد ) وقبيلتهم الواسعة الانتشار ( في نهر المشرح ) فانها كانت تعيش ايضا ضمن الواقع المحلي ولها نظام مماثل في حيازة الارض وتدفع ايضا ( نظام الكودة ) مع بقية القبائل مثل ( آل ازيرج ) وبني لام ( في عهد غضبان البنية ) والشيخ ( مطلق السلمان ) اي مابين 1700 ـ 2014 على وجه التحديد . وبالرغم من عدم عثورنا على تاريخ محدد سوى ذلك التاريخ التقريبي الذي وردنا من بعض الاشخاص الاّ ان التاريخ الحقيقي ربما يكون اقرب من ذلك . وعلى هذا الاساس فان التسلسل التاريخ لزعامة ( مشايخ البو محمد ) ( والسواعد وآل ازيرج ) ( وبني لام ) وغيرهم هي زعامة قبلية متوازنة اكثرمن كونها اقطاعية بالمعنى الكامل لان ظروف البيئة وحالة التجمع السكاني الذي تركز في منطقتهم والاضطهاد الحاصل في فترة الحكم العثماني اكبر من ذلك
|
يتفرع نهر ابو صخير من نهر ام الطوس حيث يسكن على ضفتيه العديد من الفلاحين الذين اعتمدوا الزراعة لجمع المحاصيل كذلك اهتمامهم بتربية المواشي والاغنام ثانيا ـ نهر طريف يتفرع هذا النهر ايضا من نهر ام الطوس ويتواجد عنده العديد من الفلاحين من بني مالك وقبيلة البهادل ، ويقوم الفلاحون هناك بزراعة القمح والشعير بالاضافة الى تربية المواشي ، ومن المعروف ان قبيلة بني مالك متخصصة دون غيرها بزراعة البطيخ والرقي . |
يمتاز هذان النهران بالمحاصيل الزراعية بكافة انواعها نظرا لخصوبة الارض في تلك المناطق ، ويوجد في هذه المقاطعات بعض المضخات التي تم نصبها من قبل ( الشيخ محمد بن عريبي ) ، وتشتهر في هذه المقاطعات زراعة البطيخ والرقي وتربية الاغنام والابقار وتقطن هنا قبائل بيت ( اشميل ) وبني ( مالك ). رابعا ـ نهر الهيجة والمسراح حظي نهر الهيجة ، ونهر المسراح ، بشهرة واسعة |
في السنوات التي كانا فيها تحت عهدة كل من ( سيد مهدي ) حينما كان وكيلا عاما على جميع المقاطعات التابعة لنهر الهيجة وكذلك ( سيد بن فالح بن سيد يوسف ) الذي اصبح وكيلا عاما على مقاطعات نهر المسراح والهيجة وازدهرت المحاصيل الزراعية وغيرها في هذه المنطقة ، كما ان عدد المواشي والابقار اخذ يتزايد والمحاصيل تفوق جميع المحاصيل في المناطق الاخرى اي في الفترة التي تولى فيها ( الشيخ جاسم بن محمد ) امر تلك المقاطعات ، ويروي لنا ملا جاسم الذي كان يقوم بضبط الاحصائيات في هذه الاراضي ان معدل الانتاج الزراعي من رز العنبر بلغ ما يقارب عشرين الف تفار تقريبا وان الاغنام والابقار بيعت باسعار زهيدة جدا كما |
خامسا ـ نهر المطلاع والنعناعة
يعتبر نهر المطلاع ونهر النعناعة من بين الروافد الاخرى التي تنبع من نهر ام الطوس وتمتد الى مسافات بعيدة مخترقة بعض الاراضي الخصبة حتى تلتقي بالمبازل الرئيسية لنهر العسيكي ويعود هذا التنظيم الهندسي في مجال البزل لان الاراضي الواقعة في الجانب الايسر من نهر ام الطوس لم تجد لها مبازل في الااضي نهر العسيكي وكان هذا يعود الى تنظيم هندسي رائع للخبرات الفنية التي رسمتها عقول الفلاحين القدامى والذين كانوا يمتازون بخبرات فنية رائعة منذ اقدم الازمنة في تاريخ المنطقة ، ومما يذكر ان جميع المقاطعات المارة الذكر كانت تشتهر بزراعة الرز وتربية المواشي والاغنام . |