(اليوم الخامس)

غزوة حنين
  في اليوم ( 5 شوال المكرم ) سنة ( 8 هـ ) ، وبعد 15 يوما من فتح مكة كانت غزوة حنين . وقيل في النصف من شعبان ، . .
  روي في سبب غزوة حنين : انه لما خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الى فتح مكة أظهر أنه يريدون هوزان ، وبلغى الخبر هوازن فتهيئوا وجمعوا الجموع والسلاح وساقوا معهم اموالهم ونساءهم وذراريهم حتى نزلوا بأوطاس .
  وبلغ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اجتماع هوازن بأوطاس ، فجمع القبائل ورغبهم في الجهاد ووعددهم النصر . . فرغب الناس وخرجوا على رايتهم ، وعقد اللواء الاكبر ودفعه إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وكان من دخل مكة براية أمره أن يحملها ، وخرج في أثنا عشر ألف رجل عشرة الآف ممن كانو معه ، فمضوا حتى كان من القوم على مسيرة بعض ليلة ، قال : وقال مالك بن عوف لقومه : ليصر كل رجل منكم اهله وماله خلف ظهره ، وأكسروا جفون سيوفكم وأكمنوا في شعاب هذا الوادي وفي الشجر ، فإذا كان غلس الصباح فأحملوا حملة رجل واحد ، وهدوا القوم فإن محمداً لم يلق أحداً يحسن الحرب .
  فلما صلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الغداة إنحدر في وادي حنين . . وكانت بنو سليم على مقدمته ، فخرجت عليهم كتائب هوازن من كل ناحية ، فانهزمت بنو سليم وأنهزم من ورائهم ، ولم يبق احداً الا إنهزم ، وبقي أمير المؤنين ( عليه السلام ) يقاتلهم في نفر قليل ، ومن المنهزمون برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لا يلوون على شيئ ، وكان العباس آخذ بلجام بلغة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن يمينه ، وأبو سفيان بن الحارث بن المطلب عن يساره ، فأقبل رسول الله ينادي : يا معشر الأنصار أين ؟ الي ، أنا رسول الله ، فلم يلو احد عليه .
   وكانت نسيبه بنت كعب المازنية تحثو في وجوه المنهزمين التراب ، وتقول : أين تفرون .؟ عن الله ورسوله ؟ ومربها عمر بن الخطاب ، فقلت له : ويلك ما هذا صنعت ؟ فقال لها : هذا امر الله . فلما رأى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الهزيمة ركض نحو علي بلغته ، فرأه وقد شهر السفينة ، فقال : يا عباس ـ وكان صيتاً رفيع الصوت ـ أصعد هذا الضرب وناد : يا أصحاب البقرة ويا أصحاب الشجرة الى أين تفرون ؟ هذا رسول الله .
  ثم رفع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يده ، فقال : اللهم لك الحمد ، وأليك المشتكى ، وأنت المستعان ، فنزل عليه جبرئيل ، فقال : يا رسول الله ، دعوت بما دعا به موسى ( عليه السلام ) حيث فاق الله له البحر ونجاه من فرعون .
  ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأبي سفيان بن الحارث : ناولني كفاً من حصى ، فناوله في وجوه المشركين ، ثم قال : شاهت الوجوه ، ثم رفع رأسه الى السماء وقال : اللهم أم تهلك هذه العصابة لم تعبد ، وأن شئت ان لا تعبد لا تعبد .
  فلما سمعت الانصار نداء العباس عطفوا وكسروا جفنان سيومفهم وهم يقولون : لبيك ، ومروا برسول الله ( صلى الله عليه و آله وسلم ) وأستحوا أن يرجعوا إليه ولحقوا بالراية . . وزل النصر من عند الله وانهزمت هوازن ، وكانو يسمعون قعقعة السلاح في الجو ، وانهزموا في كل وجه ، وغنم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أموالهم ونساءهم وذراريهم . وعن أنس قال : لما كان يوم حنين قال الني ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الآن حمى الوطيس . . وكان علي بن أبي طالب أشد الناس قتالاً بين يديه .

شخوص أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الى صفين
  في هذا اليوم الأربعاء ( 5 شوال المكرم ) سنة ( 36 هـ ) ، خروج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من النخيلة متوجهاً الى صفين .
  قال نصر بن مزاحم : لما أراد علي الشخوص من النخيلة قام في الناس لخمس مضين من شوال يوم الاربعاء ، فقال : أحمد الله غير مفقود النعم . . أما بعد فإني قد بعثت مقدمتي ، وأمرتهم بلزوم هذا الملطاط حتى يأتيهم أمري ، فقد أردت ان أقطع هذه النطفة إلى شرذمة منكم موطنين بأكناف دجلة ، فأنهضهم معكم إلى أعداء الله ان شاء الله ، وقد امرت على المصر عقبة بن عمرو الانصاري ، ولم آلكم ولا نفسي ، فإياكم والتخلف والتربص . . .
  فقال إليه معقل بن قيس الرياحي ، فقال : يا أمير المؤمنين والله لا يتخلف عنك إلا ظنين ، ولا يتربص بك إلا منافق . . .
  وأراد القوم أن يتكلموا ، فدعا بدابته فجائته ، فلما أراد ان يركب وضع رجله في الركاب وقال : ( بسم الله ) فلما جلس على ظهرها قال : ( سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ ) ثم قال : اللهم إني أعوذ بك ومن وعثاء السفر ، وكآبة المنقلب . . ثم خرج ، . . . حتى اذا جاز الكوفة صلى ركعتين . .

دخول مسلم بن عقيل الكوفة
  في مثل هذا اليوم ( 5 شوال المكرم ) سنة ( 60 هـ ) ، وصل مسلم بن عقيل إلى الكوفة فدخلها ، وبايعة من أهلها 18 ألف رجلاً سراً للحسين ( عليه السلام ) . . .
  وكان الحسين ( عليه السلام ) رد على أهل الكوفة بكتاب واحد دفعه إلى رسولين من أهل الكوفة يخبرهم أنه قد بعث إليهم ابن عمه مسلم بن العقيل ، وأنه أمره أن يكتب ليه بحالهم ورأيهم . .