( اليوم العاشر )

شهادة أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام )
  في هذا اليوم ( 10 محرم الحرام ) وهو يوم عاشوراء سنة ( 61 هـ ) قتل فيه سيد الشهداء أبو عبد الله الحسين ( عليه السلام ) مظلوماً عطشاناً ، وقتل أصحابه وأهل بيته ، وإحتز رأسه الشريف ورؤوس جميع من قتل معه ووضعت على الرماح ، وسلبت بنات الرسالة وحرم النبوة ، وإنتهبوا ما كان في رحله وخيامه ( عليه السلام ) . . . عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال : ( أصيب الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، ووجد به ثلاثمائة وبضعة وعشرون طعنة برمح ، أو ضربة بسيف ، أو رمية بسهم ، وروي إنها كلها كانت في مقدمه ( عليه السلام ) لأنه ( عليه السلام ) كان لا يولي ) .
  وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد أخبر بمقتله ( عليه السلام ) ، وإن أحد الملائكة أتاه بالتربة التي يقتل فيها ، وإنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أخبر أم سلمة بذلك . . . فعن أنس بن مالك قال : إن عضيماً من الملائكة إستأذن ربه في زيارة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فأذن له ، فبينما هو عنده إذا دخل عليه الحسين ، فقبله النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وأجلسه في حجره ، فقال الملك : أتحبه ؟ قال : أجل أشد الحب ، إنه إبني ، قال : إن أمتك ستقتله ، قال : أمتي تقتل ولدي ؟ قال : نعم ، إن شئت أريتك التربة التي يقتل عليها ، قال : نعم فأراه تربة حمراء طيبة الريح ، فقال : إذا صارت دماً عبيطاً فهو علامة قتل إبنك هذا .
  قال سالم بن أبي الجعد : أخبرت إن الملك كان ميكائيل ( عليه السلام ) .
  وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : كان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في بيت أم مسلمة ، فقال لها : لا يدخل عليّ أحد ، فجاءه الحسين ( عليه السلام ) وهو طفل . . . حتى دخل على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فدخلت أم سلمة على أثره ، فإذا الحسين ( عليه السلام ) على صدره ، إذا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يبكي وإذا في يده شيء يقلبه ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا أم سلمة ، إن هذا جبرئيل يخبرني إن هذا مقتول ، وهذه التربة التي يقتل عليها ، فضعيها عندك ، فإذا صارت دماً فقد قتل حبيبي . . .
  وعن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن أبائه ( عليهم السلام ) عن أم مسلمة ( رضي الله عنها ) أنها أصبحت يوماً تبكي ، فقيل لها : ما لك ؟ فقالت : لقد قتل إبني الحسين ( عليه السلام ) ، وما رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) منذ مات إلاّ الليلة ، فقلت : بأبي أنت وأمي ، مالي أراك شاحباً ! فقال : لم أزل منذ الليلة أحفر قبر الحسين وقبور أصحابه .

ما ظهر بعد مقتله ( عليه السلام ) من المعاجز
  حدث خلف بن خليفة عن أبيه قال : لما قتل الحسين أسودت السماء ، وظهرت الكواكب نهاراً حتى رأيت الجوزاء عن العصر وسقط التراب الأحمر .
  وعن علي بن مسهر ، عن جدته : لما قتل الحسين كنت جارية شابة ، فمكثت السماء بضعة أيام بليالهين كأنها علقة .
  وقال مسلم بن إبراهيم : حدثتنا أم شوق العبدية قالت : حدثتني نضرة العبدية ، قالت : لما إن قتل الحسين بن علي مطرت السماء دماً ، فأصبحت وكل شيء ملآن دماً .
  وعن أم سليم قالت : لما قتل الحسين مطرت السماء كالدم ، إحمرت منه البيوت والحيطان .
  وعن عمار بن أبي عمار ، قال : أمطرت السماء يوم قتل الحسين ( عليه السلام ) دماً عبيطاً .
  وعن سفيان بن عيينه قال : حدثتني جدتي ، قالت : لما قتل الحسين بن علي ( صلوات الله عليه ) ساقوا إبلاً عليها ورس ، فلما نحرت رأينا لحومها مثل العلقم ، ورأينا الورس رماداً ، ما رفعنا حجراً إلاّ وجدنا تحته دماً عبيطاً .
  وعن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال : ( . . . إن الناس لما قتلوا الحسين ( صلوات الله عليه ) أمر الله تبارك وتعالى ملكاً ينادي : أيتها الأمة الظالمة القاتلة عترة نبيها لا وفقكم الله لصوم ولا لفطر ) .
  هذا وقد روي نظائر هذه الأحاديث ما ملأ كتب الفريقين ، وفي ذلك دلالة واضحة على عِظَم مصاب سيد الشهداء ( عليه السلام ) وشناعة ما إرتكبته أيدي بني أمية وأشياعهم مِمن باعوا آخرتهم بدنياهم وإنتهكوا حرمت نبيهم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بقتلهم ذريته وسبيهم لنساء أهل بيته ، فلا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم .


عمر بن سعد يبعث برأس الحسين ( عليه السلام ) إلى الكوفة
  وفيه سرح عمر بن سعد ( لعنة الله ) برأس الحسين ( عليه السلام ) من يومه ـ وهو يوم عاشوراء ـ مع خولي بن يزيد الأصبحي وحميد بن مسلم الأزدي إلى عبيد الله بن زياد ( لعنه الله ) ، وأمر برؤوس الباقين فقطعت وكانت إثنين وسبعين رأساً ، فسرح بها مع شمر بن ذي الجوشن وقيس بن الأشعث وعمرو بن الحجاج ( لعنهم الله ) ، فأقبلوا حتى قدموا بها على إبن زياد ( لعنه الله ) .

إقامة العزاء على الحسين ( عليه السلام ) بأمر معز الدولة البويهي
  في ( 10 محرم الحرام ) سنة ( 352 هـ ) أمر معز الدولة بن بويه أن تغلق الأسواق وأن يلبس النساء المسموح . . . ينحن على الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) .

ظهور الإمام المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )
  في ( 10 محرم الحرام ) ، ظهور الإمام المهدي ( عجل الله تعالى الشريف ) .
  روي عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) : ( يظهر المهدي في يوم عاشوراء ، وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي ( عليه السلام ) ، وكأني به يوم السبت العاشر من المحرم قائم بين الركن والمقام ، وجبرائيل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، وتسير إليه شيعته من أطراف الأرض ، تطوى لهم طياً حتى يبايعوه ، فيملؤ بهم الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ) .
  وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ( إن القائم ( صلوات الله عليه ) ينادى بإسمه ليلة ثلاث وعشرين ، ويقوم يوم عاشوراء ، يوم قتل فيه الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ) .

مقتل إبن زياد ( لعنه الله )
  وفي هذا اليوم ( 10 محرم الحرام ) سنة ( 67 هـ ) ، قتل عبيد الله بن زياد في نهر الخازر بالموصل ، وكان المختار قد بعث إبراهيم الأشتر النخعي لقاتله ، فالتقوا هناك ، وعض إبن الأشتر أصحابه ، وقال : ( يا أهل الحق وأنصار الدين ، هذا إبن زياد قاتل الحسين بن علي وأهل بيته ( عليهم السلام ) قد أتاكم الله به وبحزبه حزب الشيطان ، فقاتلوهم بنية وصبر ، لعل الله يقتله بأيدكم ويشفي صدوركم ) .
  وتزاحفوا ، ونادى أهل العراق : يا لثارات الحسين . . . ثم حمل إبن الأشتر ( رضي الله عنه ) عشياً ، وكسرهم أهل العراق فركبوهم يقتلوهم ، فإنجلت القمة وقد قتل عبيد الله بن زياد وحصين بن نمير . . . وأعيان أصحابه ( لعنهم الله ) .
  وبعث إبن الأشتر برأس إبن زياد إلى المختار وأعيان من كان معه ، فقدم بالرؤوس والمختار يتغدى ، فألقيت بين يديه ، فقال الحمد لله رب العالمين ، وضع رأس الحسين ( عليه السلام ) بين يدي إبن زياد ( لعنه الله ) وهو يتغدى ، وأتيت برأس إبن زياد وأنا أتغدى .
  وجاءت حية بيضاء تخلل الرؤس حتى دخلت في أنف إبن زياد وخرجت من أذنه ، ودخلت في أذنه وخرجت من أنفه ، فلما فرغ المختار من الغداء قام فوطئ وجه إبن زياد بنعله ثم رمى بها إلى مولى له وقال : أغسلها فإني وضتها على وجه ونجس كافر .
  وبعث المختار برأس إبن زياد وبقية الرؤوس إلى محمد بن الحنيفة ، وعلي بن الحسين ( عليهما السلام ) يومئذ بمكة . . . فقدموا برأس إبن زياد الى علي بن الحسين (عليهما السلام ) ، فأدخل عليه وهو يتغدى ، فقال (عليه السلام) : ( أدخلت على ابن زياد وهو يتغدى ورأس أبي بين يديه ، فقلت : اللهم لا تمتني حتى تريني رأس أبن زياد وأنا أتغدى ، فالحمد لله الذي أجاب دعوتي ) .

وفاة أم سلمة ( أم المؤمنين )
  وفيه ( 10 محرم الحرام ) سنة ( 62 ـ 63 هـ ) ( على قول ) ، توفيت أم المؤمنين أم سلمة ( رضي الله عنها ) وإسمها هند بنت أمية ، وأمها عاتكة بنت عبد المطلب .
  وكانت تزوجت إبن خالتها أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن المغيرة ، وأسلمت وهاجرت مع زوجها الى الحبشة ، وبعد رجوعهم من الحبشة توفي زوجها بعد أن جرح في أحد ، فتزوجها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وكانت من أفضل نسائه ، ولها فضائل كثيرة .